الشـــــــــــــايقية... ماضيهم المُشرق... حاضِرهم الأخضر... ومستقبلهم الواعد...

Quote: الرثاء ... يحلو لي أن اسميه باللهجّة السودانية البحتّه ( المناحّة ) أجد فيها المعنى يصبح أعمق عمق الفاجعة والكرب الذي يلم الناس بفقد عزيز كان أمس بينهم . المناحة هي قصيدة يذكر فيها محاسن الميت وكان يحظو بها أعلام البلد أو المنطقة وقديماً كثر هذا الضرب من الشعر وكان في الغالب الأعم ينظم أبياتها النساء. تنظم المناحة عادةً بعد الوفاة ولا تنشد ألا في أول مأتم يعقب موت الذي نظمت فيه، وجرت العادة قديماً بعد دفن الميت أن تقام ( النقارّه ). وهي عادة فيها الكثير من الأعتراض على أمر الله وقضائه وقدره... فيها وفي شمشن تصر العين يتحزّمن النسوان كل واحدة كاربة توبها في وسطها مكشوفة منهاالجزء الأعلى كاشفة الرأس حافيات الأقدام والدموع نازلة شلال متحدّر بين في مجرى الشلوخ.. تعلق النقارّة في شعب والتي تضرب عليها تكون من المتخصّات في ضربها... في رمضاء تقلي الحبّه تجدن واقفات وتبدأ النقارة ومعها ترتفع النقمات في صورة منتظمة ( حي ووب حي ووب ... ووب حي ووب حي ) حتى تنخار الأجساد وتبح الأصوات عندها تنبري واحدة من أهل الميت الذي نظمت فيه المناحّة ويتم اختيارها على أن تكون جهورة الصوت .. وتبدأ في أنشاد المناحّة وفيها تعدد محاسن وأمجاد ميتها التي نظمت فيه من قبل.. بعدها تعاود النقارة من أول وجديد ( حي ووب حي ووب ... ووب حي ووب حي ) ثم تعاد المناحة مرة اخرى وهكذا إلى مغيب شمش ذاك اليوم. هناك الكثير من المناحات المشهورة في تلك النطقة. مناحّة بنونة بت المك نمر وهي ترثي آخاها عمارة وكان في موته قصة يقال أن عمارة كان في فارس في عصره وخاض ما خاض من معارك مع الجعليين وفي نهاية امره مات بمرض الجرب ومعروف قديماً كيف يعالج الجرب ... كانو يدلكو الجسم بالرماد في القروح الناجة من الجرب والحكّة. قالت: ماهو الفافنوس ماهو الغليد البوص ود المك عريس خيلّن بجن عركوس أحيّا علي سيفو البحد الروس أن وردّن بجيك في أول الواردات مرنن هو نشيط هن قبلّن شاردات اسد بيش المرمش قمزّاتو مطبقات وبرضع في ضرايع العنز الفاردات ما دايره لك الميته أم رمادّن شح دايراك يوم لَقى بدميّك تتوشح الميت مسولب والعجاج إكتّح أحيّا علي سيفو البسوي التح القصيدة طويلة كدي نرجع لناحّة ود بادي في سماعين ود حسن رحيلّك وجعّه يا سماعين رحيلّك نجعّة من دار الفرح والزين رحيلّك طعنّة في لهات الحبّى دريفين رحيلّك وقفة فوق درب العلييك باكين فيها نهاية المشوار وحد الفرحة والآمال وحد الفال وحد الزين وجعّة ... نجعّة ... طعنّة ... وقفّه ... نهاية مشوار ... حد للفال ...... لو تأملنا كل مفردة من السابقات أعلاه نجد كل واحدة تحمل في طياتّها الكثير من ألألآم الوجعّة وماها وجيعت البطن لكن دي وجعي من نوع تاني فجعة القلب وحزن كل عصبة أحساس تولد تلك الوجعّة والتي يصحبها الكثير من العبرات وبالعامية السودانية ( أبكي بكى حرقّة لامن أتنخج ) وتلك الوجعي كانت يوم رحيل سماعين. النجعّة وهي مفارقة الدار وعادة تكون دون رجعّة ولا تطوّل العودة للبلد ... يقال نجع اي فاق ومو معروف يعود ولا لا . والناجع اكيد نجع مجبور وخلا ورا دار أهلو دار الفرح والزين قاصد بلدن يلقى فيها ما دعاهو للنجوع ... ويظل فيها يتاورو الشوق والحنين للأهل والبلد وما بتهدالو وريحة. طعنّة .. الطعنّة لما نسمعها نحس بالوخذة وشبه ود بادي رحيل سماعين كنو زي الطعنّة التي تلقاها الوليد اليا دوب درفين وشبّ في حب بنية لكن لم يوفق وجا أخو البنيات من السعودية وختفّها وراح وقفّة .. والوقفّة هي تأمل وتمحيص لما يجري حولنا مع انشداها اي واقفين منشدهين ومن هم .. هم الباكين عليهو وحزنانين عليهو . كذلك يوم رحيله كانت نهاية المشوار الطويل الذي مشاه سماعين من كان وليدن شافع وهو يتغنى ويطرب وينشد غناهو سارت به الركبان ... غناهو يواسي للحبان ... غناهو ياأنس الناجعين من بلاد الطيبة والأخوان وأجمل ماقال في هذا المقطع أن رحيله كان حد للفال وحد الزين وهنا نجد التورية الجميلة التي استخدمها ود بادي وهو معنى قريب وهو متبادر للزهن هو نهاية للزين والفرح والفال ومعنى بعيد وأن رحيله سوف يكون نهاية ولا تأتي بعدها دواوين شعر اخرى بعد دواوينه السابقة ومنها حد الزين يا سلام يا ود بادي يسلم فوك ونحب فيك ذاك الغوص في عمق الكلمات ولنا عودة خالد محجوب