دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
هـنـاك أشـياء كـثيرة للغـاية يمكـن كـتابتهـا هـنـا..قـد تقـودنـا لكـتابة بـوسـت ممـتـد يحـمـل عنـوان " سـيكـولوجيـة Sudaneseonline forum علي إعتبـار أن بعضـويتهـا شـرائح مخـتلفـة مـن السـودانييـن يحمـلون أفكـارا مخـتلفـة يعـبرون عنـهـا بأشـكـال مختلفـة وأيضـا تحـت ظـروف مـختلفـة ولأهـداف قـد تكـون متعـددة..واحـدة..أو مختلفـة!!
جـلسـت يومـا أحـاول تحـليـل مـواقفـي ومـاأكـتبه هنـا ومـا أفـكـر فيـه مـع نفسـي (وهـذا علي سـبيل المـثـال) وصـلت الـي الكـثير.. بعضـهـاأخـافـني قليلا وبعضـهـا أفـرحـني وكـثيرهـاأراح ضـمـيري!
سـيحمـل لك هـذ البوسـت مشـاركـات مثل هـذه قـد تعــني مـاتعنيـه أنت وقـد لا تعــني مـاتعنيـه أنت..وقـد تعـني مايعنيـه المشـارك.. الحـالتين صـح فالعنـوان يـوحـي بالكـثير وهـو كـالأفـلام ذات النهاية المفتـوحـة!
مـني عـوض خـوجلي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: newbie)
|
على العموم ما نكتبه هنا يظل مجرد تجارب ، ومثل كل التجارب ، تظل امكانية الخطا والصواب محتملة ، من يعرف كيف يستفيد منها ومنا من لم يحالفه التوفيق في التقاط اخطائه وتكبيرها امام عينيه.. لكن تظل مشاركة الاقلام المتالقة بابداعاتها وطرائق تفكيرها المبتكرة ، (بقع) مضيئة بحق .. وكل انسان يحترف التواضع ، سيعرف كيف يصحح اخطاء تجاربه . اعترف بان سودانيز اون لان (صقل) تجربتي في الكتابة ، ان جاز لي التعبير في تسمية ما اهترش به (كتابة) .. لذلك اردت ان اشكرهم هنا..
فحتي ان لم تسمح لي ظروفي بمشاركتهم كل بوستاتهم ، فانا على الدوام (غاطسة) في ابداعاتهم احاول ان انهل من معينها .. تحية من القلب الى كل مبدع سوداني .. قبل بان يكون بيننا .. فنحن حقيقي عاجزون عن شكركم ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: shiry)
|
تبدو معالم قصة ضبابية في ذاكرة أثقلتها معارك صغيرة طاحنة هنا وهناك. مفادها أن أحدهم أبدى إحتجاجا ما لدى تيشخوف.. قائلا إنه لا يستطيع كتابة شيء ذي قيمة كشاب لأن حياة بائسة تحد من موهبته.. ولم تكن موهبة أصيلة على أية حال. تشيخوف رأى في ذلك ضعفا بشريا طالما احتفى به في عالمه القصصي البهي. إذ أن طموحا بلا وسائل يسبب غالبا مصاعب جمة لصاحبه والمحيطين به. ربما لذلك أعطاه غرفة في منزله موضحا أنه سيكتب في مكتبه بالطابق الأعلى كعادته.. على أن يواصل صاحبنا الكتابة في غرفة بالطابق الأرضي مهيأة تماما. وكانت النتيجة: "هكذا.. يا عزيزي.. ليس بوسعنا كلنا الكتابة في مثل براعة تولستوي".
لقد أعطى الله البشر مواهب كامنة في مجالات الحياة المختلفة. منهم من تعرف على ما خلق له.. فسعى إلى صقل ما أعطي بصبر وشجاعة ومحبة.. ومنهم من رفض فشقي.. ومنهم من ظل جاهلا بالمنحة.. وذهب في ناحية أخرى.. فحق عليه قول نزار قباني: "وستعرف بعد رحيل العمر.. بأنك كنت تطارد خيط دخان".. وقول الحق: "هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا.. الآية".
لي عودة تفصيلية بعد ساعات العمل لتعميق أفكاري والتعقيب على المداخلات بالغة الأهمية أعلاه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي البرنس
حين نشر استاذنا الطيب صالح رائعته موسم الهجرة الى الشمال في نهاية الستينيات
تصاعدت الشبهات حول الرواية ودار النشر والطيب صالح نفسه بممرات واهية وما
ان قدم عنها الناقد رجاء النقاش قراءة موضوعية خالية من (الحسد) كشفت
ملامح التميز في الرواية حتى تداعى مجموعة من النقاد لاصدارالكتاب الشهير (الطيب صالح
عبقري الرواية العربية )
المبررات كانت تتصل بجوانب خلل في محيط التلقي وشروطه
ويا للمفارقة حينما لا نشتغل وبشكل معمق في سبيل تطوير ادوات التلقي ولا
نمارس القراءة الاستمتاعية من دون متعة والقراءة النقدية من دون معرفة
ودمتم
الحنين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي newbie:
لقد أشرت عبر مداخلتك الأولى إلى "الحسد" كمنزع نفسي مدمر. أتفق معك تماما في توصيف مثل هكذا مشاعر مظلمة. وإذا كان الحسد هو تمني زوال النعمة من الغير.. على أرضية "كل صاحب نعمة محسود".. فإن إنتقال هذا المنزع من مستوى "التمني" إلى مستوى تشويه النعمة وصاحبها بوسائل عملية ككتابة قوامها الكراهية وسلطة الجهل.. يشكل بحق ظاهرة "منبرية" لا بد من توصيفها وتحليلها على المستويين النفسي والاجتماعي.
و"الحسد" عامة يكثر في واقع تكون فيه نسب النجاح قليلة للغاية. كما أنه ينتشر كخلايا سرطانية في مجتمعات مأزومة.. أوفي حال التوهان الجماعي.. حيث الفراغ الروحي الضخم الناجم عن عجز نسق قيمي سائد لم يعد ملبيا لحاجة الفرد والجماعة على حد سواء.. وحيث نسق قيمي جديد في طور التكون لم تتضح ملامحه بعد.
وفي مثل هذه الحال.. التي تتسم بغياب مشروع جماعي عام مشترك.. يغدو معيار القول أوالفعل أوالسلوك فرديا ذاتيا (أنانيا) غالبا تحكمه مصالح بالغة الضيق. وهنا تصبح المشكلة مركبة إذا ما علمنا أن مثل هؤلاء الأفراد ينتمون إلى فضاء ثقافي واجتماعي تسوده وسائل إنتاج بمعرفته عن ذاته والواقع المحيط به قائمة على النقل والحفظ والإلزام أوالقهر.. أي وسائل غير إبداعية بامتياز.. لهذا لا يكون تعاطيهم مع أفق تجريبي مختلف إلا على نحو سلبي غالبا.. إذ أنهم يفتقرون إلى آليات التكيف الخلاقة.. وهو ما يكشفه إنتقالهم جغرافيا إلى سياقات ثقافية واجتماعية أكثر تعقيدا كمصر ودول الغرب. فإحساسهم بعجزهم أمام واقعهم الجديد يتم كبته وعدم الإعتراف به بصور عديدة.. إذ لا يتم ترجمته في صورة ملحة قوامها إعادة بناء الذات وإكتساب مهارات جديدة. وموقعهم الهامشي في حياة يجهلون مفاتيحها الأساسية كاللغة.. يدفعهم إلى مواصلة العيش كالقطيع وخلق ما أسميه أشكال الحنين الزائف. لكن هذه الوضعية بما تحدثه في الذات البشرية من شعور حاد بعدم التحقق والضآلة يتم كبتها دائما.. أوالتنفيث عنها أحيانا في هيئة رفض الواقع الجديد والتعالي عليه بغير وجه حق.. كما يتم التعبير عنها أحيانا أخرى في عداء غير مبرر تبديه حياة القطيع تلك تجاه فرد من أفرادها حقق نجاحا ملموسا بدرجة أوأخرى.. والسبب في ذلك يعود إلى أن أمثال هؤلاء الناجحين يشكلون بصورة ما مرآة تنعكس عليها صور الفاشلين أوالذين لم ينجحوا في تحقيق ذواتهم على صعيد أوآخر.. وقديما قيل: " موت الجماعة عرس".
العزيزة منى:
أجدني متفقا معك حول قولك إن هذا "المنبر العام" يشكل نموذجا فضائيا للواقع الاجتماعي والتاريخي في السودان بكل تعدديته وتنوعه الإثني والثقافي. وهو تعدد وتنوع من خلال نزعة العنف المميزة له يعكس بدوره صراعا تناحريا تدميريا لا صراعا إبداعيا. وللتعبير عن نزعة العنف هذه.. والتي تعكس في الغالب درجات متفاوتة لنفي الآخر المختلف وتسفيهه أوتحقيره.. يمكن الإشارة دائما إلى إنعدام الأرضيات المشتركة للحوار بين أغلب "المتحاورين" مجازا. وللأسف من مراقبتي لذاتي في هذا المنبر الفضائي.. أجدني أحيانا أسقط بلا وعي في فخ التراجع عن "الإعتذار" كمفهوم حضاري راق للغاية يعكس إحتراما عميقا لبشريتنا.. ربما لأن إعتذارا سابقا ما تم تفسيره كنوع من الضعف.. ربما لأن أحدهم قام ذات مرة بتضخيم مزالق ثانوية متناسيا "السياق" كمفهوم جوهري برمته.. وهذا المنحى في الحوار الذي يشبه البنية السائدة ل"أركان النقاش" لا ينتج في تصوري معرفة سواء على مستوى الذات أوالآخر. لقد قادتني التأملات أمام الإصرار القائم على تسييد الذات تسييدا مطلقا ونفي الآخر على نحو كلي إلى التفكير جديا في كتابة رواية يكون مدخلها الصادم من شاكلة:"لقد وضعوا أمامنا المسألة دائما يا خال هكذا: إما نحن أوهم".
إن خطاب التعايش السلمي هو المطلوب الآن أكثر مما كان عليه الأمر في السابق. وهذا ما لا تقدر عليه سوى العين المحبة.. التي تحاول أن ترى الجمال وسط كثافة القبح.. أن تحتفي بالضعف الإنساني.. وأن تملك القدرة على التسامح برغم الرواسب والمرارات.. وهذا لا تدركه سوى معرفة علمية بالآخر والذات معا.
أخي ملاسي:
أذيع عليك أمرا على غرار (فناني المفضل). لقد تناهى إلي.. قبل كتابة هذا البوست.. أن أحدهم.. في هذه المدينة الكندية.. قد صرح أن "المنبر العام" هو صفحته الإلكترونية المفضلة.. وأن ذلك يعود إليك أنت شخصيا. أبسط يا عمي.. ما خلاس ختيتنا في مقاعد الاحتياطي. بيد أننا سنتربص بهذا النجاح أينما ذهب. أما بخصوص المقتطف الفلسفي.. الذي أوردته نقلا عن منى خوجلي.. ثم أضفت إليه أبعاد أخرى.. أرى أن كلاكما يعبر عن حقيقة مفادها ضرورة مراعاة النسبية في النظر إلى القضايا.. وإحترام حق الإختلاف والدفاع عن وجوده. وهي حقيقة أحتفي بها واضعا نصب عيني مقولة المفكر الفذ مهدي عامل: "في الإختلاف حياة.. وفي التماثل موت".
عزيزتي شيري:
وأنت تتحدثين عن التواضع كدالة على حياة.. إذ أن الإحساس بالإكتمال هو الموت بعينه.. أرى في مداخلتك هنا درسا عمليا في معنى التواضع. إذ أنني ظللت منذ فترة أتتبع أعمالك. مثلما أتتبع كتابات أخرى. وأشهد الله أنني أفعل ذلك بعين التلميذ. فعلى سبيل المثال.. أرى في قصة "نيوباي" الأخيرة محاولة متقدمة لتجسيم الغرائبي وتقديمه كحدث واقعي بينما أغلب الناس يفعل ذلك على نحو وصفي خارجي.. وكتابات منى حول سيرة الأسرة تصب ببراعة في ذلك النهر الذي يجمع مجراه مابين البساطة والعمق في آن.. وكذلك تأسرني سخرية ملاسي العفوية برغم حساسية الموضوعات التي يتناولها أحيانا على نحو يحدث قلقا. ومع كل ذلك.. تظل بعض الإشكالات بالغة الإزعاج داخل المشهد العام للمنبر. ذلك عدم قناعة البعض بالأدوار المقسومة لهم في الحياة.. وإصرارهم على تقمص هيئة الكاتب أوالمفكر أوالمبدع على قدم المساواة مع بشرى الفاضل أوالقراي أوالصادق الرضي أوبولا أوغيرهم. فمشاعر الغربة القوية أوالمنفى لا تنتج أدبا أورؤى رصينة في كل الأحوال.
لي عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
الحنين:
ليس الطيب صالح وحده مثالا دالا على غربة (الفكر البديل).. أوإضطهاده.. أورجمه بحجارة الشائعة أوغيرها من أسلحة (الفكر السائد) كسلطة. التاريخ حافل بالنماذج أوالشواهد أوالأمثلة الأخرى الدالة. فنجيب محفوظ.. مبدع الثلاثية الشهيرة التي تم التركيز عليها في حيثيات منحه جائزة نوبل.. والتي تسلمتها في السويد نيابة عنه (بنتاه الوحيدتان).. قد تم إتهامه في إحدى مؤامرات رخيصة بالتماثلية الجنسية في مجتمع أبوي بالغ الصرامة تقوم معرفته على النقل لا الفحص والتدقيق. ولعل ذلك ما أشار إليه أحد الشعراء العرب الكبار.. لعله سعدي يوسف أومحمد الماغوط.. بقوله: "لن تمر موهبة دون عقوبة ما". ولا شك أن مواهب عديدة تم وأدها في مراحلها الجنينية بسلاح خسيسس أوآخر.. لأنها وببساطة شديدة لم تحتمل ما أسميه (العمل تحت ضغط).. ولعل مثل هكذا عمل يتطلب تمارين نفسية شاقة.. أوقدرة إستثنائية على خلق مصادر متعددة ومتنوعة للدعم الروحي والتماسك. ولعل ذلك يبرز بوضوح بالغ الدلالة حين يتعلق الأمر بالسيرة الذاتية لمخترع الكهرباء توماس أديسون.. الذي قاوم سلطة مالكي المصابيح الزيتية ببسالة منقطعة النظير. لكنها كانت لحظة إنسانية بالغة الإعجاز لم تشهد البشرية مثلها من قبل.. تلك التي رفع خلالها يده وأضاء ليل "نيويورك" الدامس منذ بدء الخليقة. لعل إله الخير كان يبتسم وقتها في عليائه البهية!.
الحنين:
ما أشرتم إليه ب"محيط التلقي وشروطه".. يعكس في زعمي إشارة بالغة الدلالة على إحدى تحديات يمكن أن تواجه "رؤى بديلة ما".. رؤى تطرح ذاتها بكل جديدها المفارق على مائدة ذائقة مستقرة وراسخة.. ذائقة لا تتورع من أن تستعير لسان ناشر ما.. وتنصح ماركيز نفسه عند مستهل حياته الإبداعية.. قائلة: "أنت لا تصلح لكتابة شيء أدبي ما.. ومن الأفضل لك أن تكون بائعا للبطاطا". يا لبؤس العالم الآن من غير غابريال غارسيا ماركيز. إنه "الحب في زمن الكوليرا"... يا صديقي!.
الحنين:
ما أسميته "تطوير ادوات التلقي" يشكل بدوره مسألة غاية الأهمية. ذلك أن الأمر هنا له صلة جوهرية بالمنهج المنتج لرؤية هذا أوذاك من الناس للعالم. هل هو منهج نقدي يتعامل مع الرؤى الأخرى بأفق مفتوح على كافة الاحتمالات.. أم أنه منهج ثنائي يقوم على تقسيم العالم وفق مبدأ "مع/ضد" بما تنتفي معه إمكانية الحوار مع كل جديد مفارق.. وهو ما يتناقض جذريا مع الجوهر الإبداعي المميز للنشاط البشري ككل والذي يعكسه تاريخ المعمار مثلا. على أية حال.. تتفاوت الطرق من سياق تاريخي اجتماعي لآخر فيما يتعلق الأمر بالكيفية التي يتم التعامل بها مع جديد ما من النشاط البشري. ويمكن الإشارة هنا إلى أن أصحاب الجديد يلاقون مشقة أكبر في تقديم طرحهم البديل في مجتمعات طابعها العام الحفاظ على أعلى قدر ممكن من التطابق داخل الجماعة.. وذلك دون أدنى إعتبار للفروقات الفردية كأساس لكل تطور.. وهو ما أسماه جورج لوكاتش في سياق نقده للمجتمعات الشمولية ب"التماثلية".
الأخ الفاضل والمبدع الكبير بشرى:
أتفق معك تماما فيما ذهبت إليه في مداخلتك أعلاه من أن كاتبا جادا ما ينبغي له أن يزيح كاتبا آخر بوسائل غير عقلانية. هذا على مستوى نظري تجريدي بحت.
أما على المستوى العملي.. وفق إشارتك أعلاه.. وأنت كاتب تتمتع بحساسية عالية في إستخدام اللغة.. فكان من حقي كمحرر سواء في "كتابات سودانية" أو في "أدب ونقد" أن أعمل على نحو يليق بالمجلتين.. سواء لجهة قبول المواد أورفضها أوتعديلها. والمجلتان كان لهما ثقة في قيامي بمثل هكذا خطوة. ذلك كل ما في الأمر.
أما تلميحك هنا.. وتصريحك في بوست الخواض المعلوم.. أني أزحت كاتبا ما خوفا من مزاحمته.. فهذا أمر غير مقبول بالنسبة لي.. لأنني من جهة لا أخشى منافسة شريفة أوغيرها ثقة في إمكانياتي ككاتب.. ولأنني من جهة أخرى لا أسعى إلى تقديم شيء ما لا يفيد القاريء ما أمكن.
وإن شاب بعض مداخلاتي في بوست الخواض مزالق بحكم قصور بشري فإنني إعتذرت من ذلك وقتها بوضوح وشجاعة. وهو الأمر الذي على ما يبدو لسبب ما لا يجد لديك قبولا حتى الآن. وهذا شيء محزن.. أن يستمر المرء في اجترار مرارات تمت تسويتها عمليا في سياق بوست آخر أكثر من مرة.
إنك لن تستطيع في النهاية يا عزيزي الفاضل فرض كاتب ما على حياة ثقافية ما. قد تقوم بتقديمه إلى هذا المنبر أو ذاك مثل ما فعلت أنا شخصيا مع أكثر من كاتب قمت بتقديمه في السابق إلى "الحياة اللندنية" مثلا. ولكن علينا أن نتوقف عند حد معين. وندعه يكمل المشوار وحده. وأن يعرف جيدا كيف يدير سجالاته بعيدا من عون خارجي. إن تقمص دور محام ما لا ينتج إبداعا أورؤى رصينة. ومرة أخرى أكرر قول بورخيس: "في مجال الكتابة لن يسعفك أحد".
على العموم.. تبقى مواقفي من هذا الكاتب أوذاك مسألة نسبية رهينة برؤيتي للعالم وتصوراتي تجاه الكتابة ومستويات تحققها المتفاوتة. وهي مواقف ليست أبدية أوثابتة.. إذ قد تتغير وفق معيار خاص لمستوى تطور كاتب ما أوتراجعه. وهي مواقف أتخذها أيضا تجاه محاولاتي في الكتابة ولكن بصرامة لا شفقة فيها هذه المرة. وهي مواقف في الأخير ليس بالضرورة أن يرضى عنها كل الناس. ومع كل ذلك أجدني أتفهم عتابك كعلامة جديرة بالإعتبار صادرة من كاتب في ثقل موهبتك وإبداعك الأصيل عن حق.
إلى ذلك.. أرى في الفقرة الأخيرة من مداخلتك أعلاه تجليا فكريا مولدا للدهشة ومثيرا للتأمل. ولعل هذه الفقرة أوهي كذلك ذات صلة جوهرية بإشارة لي سابقة عما أسميته في بوست آخر "شاعرنا (الأعظم) محمد عبدالحي". وإن كنت أخص وقتها السياق التاريخي الثقافي في السودان.. مستشعرا من بعد جلال شعراء في قامة بوشكين وطاغور ورامبو والسياب وغيرهم.. إلا أنك تجدني متفقا معك في جوهر هذه الفقرة.. ذلك أن الكتاب أوالشعراء المبدعين لا يفعل أغلبهم سوى إضافة نغمة تظل تتردد في سياق مختلف أعماله كبنية دالة على نحو ما تكون "العزلة" في أعمال ماركيز مثلا. لكنهاإضافة قد تحدث أحيانا ثورة أوأثرا مفارقا على مستوى شكل ومضمون النوع الأدبي نفسه. وربما ستكون لي عودة لنقاش أكثر حول ذات الفقرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
ا
Quote: قد أعطى الله البشر مواهب كامنة في مجالات الحياة المختلفة. منهم من تعرف على ما خلق له.. فسعى إلى صقل ما أعطي بصبر وشجاعة ومحبة.. ومنهم من رفض فشقي.. ومنهم من ظل جاهلا بالمنحة.. وذهب في ناحية أخرى.. فحق عليه قول نزار قباني: "وستعرف بعد رحيل العمر.. بأنك كنت تطارد خيط دخان".. وقول الحق: "هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا.. الآي |
Quote: قد أعطى الله البشر مواهب كامنة في مجالات الحياة المختلفة. منهم من تعرف على ما خلق له.. فسعى إلى صقل ما أعطي بصبر وشجاعة ومحبة.. ومنهم من رفض فشقي.. ومنهم من ظل جاهلا بالمنحة.. وذهب في ناحية أخرى.. فحق عليه قول نزار قباني: "وستعرف بعد رحيل العمر.. بأنك كنت تطارد خيط دخان".. وقول الحق: "هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا.. الآي |
لاخ البرنس الكلام اعلاه يذكرني بما كان يحكى عن تشيخوف وبغضه لمن يحاولون التكلف معه في الحديث للتظاهر بالمعرفة والعلم بالاشياء , بينما كان هو يميل للتبسط ومخاطبة الناس بما يعرفون , .. يحكي ان معلما قروي زاره يوما وكان يحاول جاهدا ان يطرق موضوعات شائكة في الادب والفلسفة حتى يظهر للكاتب الكبير مدى ثقافته , وقد كان في وضع لا يحسد عليه لانه لم يكن يدري ما يقول , وفجاه ساله تشخوف : هل صحيح انكم تضربون التلاميذ في تلك الانحاء البعيدة ? وهنا انطلق صاحبنا يتحدث حديثا مؤثرا عن التلاميذ الشياطين الذين لا يسمع ون الكلام وعن اوضاع المعلم الروسي والبؤس الذي يعيشه ,, وهنا استطاع الكاتب الكبير ان يدفع هذا الرجل لان يتحدث عما يعرف , وايضا قصته مع مجموعة من سيدات المجتمع الراقي المتكلفات واظنك تعرفها . ودمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عبدالحميد) شموس اخوية لك او كما يقول(عبد اللطيف اللعبي)فى رسائل السجن يا صديقي كانت سنوات الانقاذ بزلزالها الاجتماعى والاقتصادى والسياسى هى التى اسقطت ورقه عن كثير من الصفات التى يدعيها السودانيين وتجربه القاهره فى تسعينات القرن الماضى كانت مثال حي لذلك حيث هاجر اليها كثير من اهل السياسه والثقافه وشاهدنا الكثير منهم لا تملك الا ان تحتقره بعد ان كنا نعتبرهم رموزا للنضال وافكار الحداثه والتقدم بالنسبه لى شخصيا اصبحت اقيم المثقف ليس بما يكتب بل بما يفعل او اتساق سلوكه مع افكاره فما علاقه النميمه والكذب والحسد بالبنيويه والتفكيك3
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: NAZIM IBRAHIM ALI)
|
أخي معروف:
كان تشيخوف كمبدع عظيم كذلك.. محبا لكل أصالة.. مدركا مقدار الشقاء الذي يمكن أن يصيب الناس وما حولهم إذا ما وضعوا أنفسهم في مكان لا يتناسب وقدراتهم الحقيقية. وقصة المعلم.. التي تفضلت أنت بذكرها هنا.. بدأت حين أخذ الرجل يبتدر تشيخوف بكلمات كبيرة غامضة (مثل):"إن إنكسار الظرف الموضوعي على إمتداد الموسم التربوي تشكل إشكالية عويصة". آنذاك كان من بين الحضور الكاتب المجيد مكسيم جوركي.. الذي وصف حال المعلم قائلا: "وسرعان ما أخذ يخطو في مجال الفلسفة مثل رجل ثمل فوق جليد زلق". وفكرة هذا البوست الأساسية تصب في هذا المجرى. أي تحاول لفت الإنتباه إلى أهمية إعادة الإعتبار للقدرات الحقيقية التي تم إستبعادها لصالح قدرات أخرى زائفة أومزعومة. وهذا لا يرتبط بمجال الكتابة فحسب. كما لا يعني ألا يعبر غير الكتاب عن معتقداتهم وآرائهم فيما يحدث.. فهذه حقوق إنسانية أصيلة.. لكن الإدعاء شيء آخر.. ومحاولة تشويه أعمال الآخرين وصورهم مسألة تحتاج إلى مراجعة الذات أولا وقبل كل شيء. ولي عودة لمتابعة الحوار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أخي هشام مدني:
(ظاهريا) قد تبدو رؤيتي هنا مطابقة على نحو ما لرؤية الخواض في بوسته: "عودة الرعاة الفاشيست-حتى لا يتحول المنبر الى معقل لانصاف المتعلمين". لكن الإختلاف الجوهري يتمثل هنا في زاوية النظر إلى حال "المنبر العام" هنا أوهناك. وما إدانتي لإقصاء كل من علاء الدين وعمر الفاروق وأسعد وإبراهيم بقال سوى إشارة لهذا الإختلاف. فبينما رأى أسامة الخواض في بوسته أعلاه ما نصه:
Quote: سبق لى ان تحدثت عن ثقافة الراعي , وهي ثقافة مساواتية, فجعل البعض منها حجة لاثبات انني متكبر وو...وغيرها من التهم التي كانت تعبر فعلا عن ثقافة الراعي. وسبق ان قلت في ذلك السياق غير المعرفي , ان ما يتوفر لأعضاء سودانييزاون لاين من صفوة الكتاب والمبدعين صعب توفره في مثل هذه المنابر الانترنتية. فلكل من المبدعين الاخرين موقعه واهتماماته , وليس له من وقت لمناقشة امثال الرعاوي الفاشي الامي علاء الدين الذي وصف بولا ونجاة وبشرى الفاضل بصفات بشعة وغير مقبولة الا من انصار النظرة الرعوية المساواتية. لا ادري كيف يحل الاخ بكري معضلته. فقد ثبت بالتجربة ان اطلاق الحبل لكل من هب ودب , لن يؤدي الا الى تردي المنبر , وتحوله من موقع للاستنارة , كما كان , الى موقع لانصاف المتعلمين , وبث الكراهية والعنصرية والجهل. لن انسحب , وهذا هو قراري حتى الان. لدي بوستات جذبت اهتمام القراء, سأكملها, واذا ظل الرعاة الجدد الفاشيست هم نجوم المنبر , فقل على الدنيا السلام المشاء |
بينما كان رأيي في بوست "بيدي لا بيد عمرو هذه المرة" كالتالي:
Quote: أخطر ما نبه إليه مارتن لوثر كنج.. في مسيرته نحو الحرية.. هو تبني أفكار العدو وأساليبه أثناء الكفاح.. ذلك ما لاحظه حين منقلب بعض رفاقه نحو (عنصرية سوداء) في مقابل (عنصرية بيضاء).
لا شك أن نظام الجبهة الإسلامية قد سعى منذ البداية وبلا هوادة إلى نفي معارضيه من مختلف الثقافات والإثنيات والإنتماء السياسي (نفيا ماديا ومعنويا).. وهو ماعرف في نطاق الفكر السياسي أيضا ب(التطهير العرقي والثقافي).. حيث قرى بأكملها قد أبيدت في جنوب السودان مثلا تحت شعارات قيل عنها إنها مقدسة.. وهو ما دفع أحد قادة الحركة الشعبية (إدوار لينو).. قبل سنوات في القاهرة.. معلقا على ما عرف وقتها ب(زواج الحور العين).. إلى القول: "لو كان جنوب السودان يقود إلى الجنة.. لما وجدت عليه قوات نظام البشير/الترابي أحدا".
ذلك يعطي للضحايا الحق في الدفاع عن أنفسهم بما يرى جمعهم هنا وهناك مناسبا لصون وجودهم وكرامتهم.. لكن لكل جبهة من جبهات النضال سلاحها الخاص.. فالنفي المادي في مقابل النفي المادي مكانه هناك.. على أرضية الواقع العياني الصلبة في السودان كحقيقة واقعية ملموسة.
وهذا "المنبر العام".. كما أشرت غير مرة.. هو " شكل من أشكال المواجهة مابين رؤى متعددة ومتنوعة في آن.. عليها أن تتحسب لمفآجات الصراع وأساليبه الشريفة وغيرها.. والبقاء في الأخير لأكثرها نبلا وجمالا وتعبيرا عن الرغبات الأصلية للإنسان". إن القاعدة هنا: فكرة في مقابل فكرة.. طرح في موازاة طرح.. رؤية في مواجهة رؤية. والفكرة اللاعقلانية.. أواللاإنسانية.. أو تلك التي تسير ضد حركة التاريخ لن تصمد كثيرا حين يتم وضعها على مائدة البحث العقلاني الموضوعي. لكن حجبها قسريا يعمل على وضعها في موضع الضحية.. إن المصادرة تمد في عمر الوجه اللاإنساني لثقافة ما.. والكبت لتصور ما (سائد) هو دلالة على قصور ما في بنية التصور (البديل).
إن (قفل) الإرسال التلفزيوني في بيت ما لا يعني أن الفيلم نفسه لا يتم استقباله في بيوت أخرى. والتعويل (كلية) على القوانين لا تعني أن المخدرات التي تأكل المخ لا يتم تعاطيها على نحو سري أوخلسة. إن علينا تتبع (أسباب) العنصرية على مستوى جذورها التاريخية والاجتماعية لا (نتائجها).. كلما قطعت فرعا أنبت الجذر فرعا.
أقول هذا على خلفية وجودي أو غيابي من هذا المنبر.. وكل الاحتمالات وارد.. إذ أني معني دائما ب(شروط وجودي) في مكان ما.. وهي شروط تتمثل لدي في (الحرية).. وقيم (العقلانية).. تلك الشروط التي تتطلب نقد الآخر أونفيه فكريا لا ماديا.. والخطاب اللاعقلاني بما يتضمنه من أشكال قصور المنطق أوالعجز الفكري ومظاهره من إساءة وتجريح شخصي وغيرهما لا يخيفني ولا يحط من شأني لانه وببساطة شديدة يعبر عن هويته اللاإنسانية.
لا يمكن لكتابة مستنيرة أن تتحقق تحت إحساس بوجود رقيب. وأسوأ أنواع الرقابة هو الذي يتم تبنيه ذاتيا. وأقصى أنواع الضعف الفكري يتم دائما حين نحب أن نسمع فقط ما يطربنا.. وهذا ما يميز بنية العقل الآيدولوجي أو المعتقدي الذي يرى العالم من خلال زاوية وحيدة. إن الفكرة تكون قوية بقدر ما تفرض أصالتها في مواجهة الفكرة الأخرى سلميا.
على الفكر البديل أن يعي تلك الفرضيات جيدا.. لأنه يحلم بغد أكثر إنسانية ومحبة.. لهذا هو يحمل قوته في داخله.. ولا يستمدها من خارجه بواسطة سلطة قانونية أوغيرها.. وأن يعي من خلال نقده ل(فرد) متحكم في هذا (المنبر) أنه لا يمكن إنتاج معرفة نقدية حديثة بآلية قديمة قائمة على فكرة (الفردية المطلقة) التي تفصل عضوا/ة دون بيان الحيثيات للرأي العام أو محاسبة (جماعية) يقوم عليها المفهوم الحديث للإدارة. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: سجيمان)
|
الأخ المهندس عاطف عمر:
ما يجذب أكثر.. في مساهمتك القيمة أعلاه.. هو طرحك للسؤال: "(كيف) تتفاعل هذه الثقافات المختلفة".. التي يتشكل منها الفضاء الاجتماعي التاريخي في السودان.. داخل هذا المنبر. وكذلك تستمد هذه المساهمة قيمتها من تركيزها على آلية السؤال بدرجة أساسية في تتبع مختلف مستويات الرؤية المطروحة عبر هذا البوست. وهو مايتضح من عدد الأسئلة العميقة المصاحبة لذلك السؤال المركزي (كيف...). ولعل محاولة ما للإجابة على مثل هكذا سؤال لا بد أن تنطوي في البدء على معرفة (الذات) و(الآخر) والقابلية على التعايش في ظل الإختلاف سلميا.
في الواقع.. تشتمل مساهمتك هنا على أشياء أخرى قيمة.. كالرؤية الصوفية للعالم وما تحمله من دلالات المحبة والتجاوز والتسامح وضبط النفس عند مقدرة.. وهو ما يعلمنا له سيدي قطب الأقطاب الشيخ الطيب راجل أم مرح مثلا. ورؤيتك هنا تقودنا إلى تأمل آخر.. وهو أن الكثير من الناس درج على فهم الصوفية وفق تجلياتها الخارجية المتمثلة في رقة الملبس والمسكن والمأكل.. بينما هي رؤية تقوم في جوهرها على مفهوم "المقامات" أودرجات السمو أوالإرتقاء.
وأخيرا.. أجدني قد أدليت حول الجوانب الأخرى من مساهمتك في أماكن أخرى هنا. كما سأتطرق إلى بعضها حين مناقشة ما جاء في مساهمة ناظم أخي بالغة الدلالة. بيد أن تلك التساؤلات تتوقع ورود رؤى ومساهمات من آخرين غيري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي ناظم:
كان الإنتقال إلى القاهرة بمثابة الإنتقال حقا إلى سياق مجتمعي وتاريخي أكثر تعقيدا. وهو يعني في احدى صوره محكا حقيقيا لإختبار الذات حين تكون بمعزل عن أرضها الأم. ولقد كشفت التجربة العملية هناك أن الصورة المعتمدة لمانطلق عليهم إصطلاحا "سودانيين" كانت في معظم أجزائها فكرة آيديولوجية محضة أكثر منها حقيقة واقعية.
وهنا قد لا أجد أكثر دقة من توصيف عادل القصاص للحال المعني. وذلك عبر هذا المقتطف من حوار مطول أجراه معه أخيرا عاطف خيري لموقع (سودان للجميع) الإلكتروني:
Quote: ما أن قدمت إلى القاهرة، حاملا حزمة من الخواطر النضيرة، وبعضا من أعباء الوردة، وبصيصا من الشجن، حتى فوجئت بمدينة بعيدة عن عطر الهمس ونداوة الصمت، حتى أنني تساءلت عما إذا كانت حروبها التاريخية هي التي جعلتها تحتفي بالبوق فيما تعادي الناي والساكسفون. فما من مدينة دون لغو. لكن القاهرة بلا أسرار، ما من مدينة من غير قسوة. بيد أن القاهرة تترك أطفالها يلعبون كرة القدم على الأسفلت، ما من مدينة لا تنجذب للجيوب، غير أن القاهرة شرهة.
أما الحضور السوداني فيها، فهو لا يعدو كونه تهلهلا سياسيا، تهرؤا اجتماعيا، بؤسا ثقافيا، وخرابا روحيا. حتى أنني طفقت أتأمل الشقاء والتعاسة، وربما الخلل، في أعتبار أن العامل الجغرافي هو الأكثر حسما في تكريس أرض ما مجالا للجوء البديهي. |
بيد أن مداخلتك القيمة هنا تطرح ضرورة الحوار أيضا حول المكون البنيوي التاريخي للمثقفين في السودان.. وما له ذلك من صلة جوهرية بملابسات نشأت الدولة الكولونيالية عقب هزيمة المهدية أواخر القرن التاسع عشر.. وتصوراتها حول المسألة التعليمية ومناهجها المعتمدة ومدى قدرتها في تغيير نظرة الدارسين للعالم. ولعل المثل الشعبي الساخر يقول الكثير قبل بدء هكذا نقاش هنا. وأعني: "القلم ما بزيل بلم".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
نريد اسهامات تعطي للمنبر الحوار معني مفيدا أكرر مفيدا.كثيرون يسودون الصفحات بلا مادة أو فائدة ويتوهمون بذلك أنهم من أهل القلم والفكر المبدع .
لا بأس من أن تنمو المواهب في ظلال المنبر لكن بشرط أن تعرف قصدها ولا تتوهم أن مجرد الاشتراك أو الاطلالة شبه اليومية أو اليومية تحول كاتبها أو كاتبتها الى مبدع أو مبدعة .أكاد أختنق من كتابات أحالت المنبر الى فرقعة وجعلته منطقة صناعية يستوي فيها حامل المسك ونافخ الكير .
ان بطن هذا المنبر بطرانة كما نقول ولا نريد له سوى أن ينجب ذرية فيها ما ينفع الناس ويذهب الزبد جفاء .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: ali ibrahim)
|
القبـح قـد يأخـذنـا بعيـدا كـمـا قلت..لكـن هـذا الـوضـع لا يسـتمـر..لأسـباب أولـهـا..أن الجمـال يجـب أن يكـون الأسـاس ومـادمنـا قـد وعـينـا أن "هـذا قبحـا" فـإنـه يمكـننـاأن نعـرف أن ذلك جمـالا ..أو أضـعف الايمـان "بأنـه ليس قبـحـا" أنـا أكـتب الآن ونصـب أعيني بـداية مـداخلتك وتعليقـي عليهـا..أغـير قليـلا مـن شـكلهـا الآن فـي فهـمـي وأنـا أكـتب لك "قـد أعـني/لا أعـني مـا تعنيه أنت..ولكـن اعـني مـافهمته أنـا..
أتمـني أن تـواصـل..أؤكـد لك أن انسـحـاب أو غيـاب صـاحـب البـوسـت مـنـه يقـتل المـوضـوع.. أو يحـبط الحمـاس فـي المشـاركـة عنـد الآخـريـن.. أشـكـرك كـثيرا علي ابعـاد تلك المسـاحـة الزحمـة علي الرغـم مـن نبل فكـرتهـا..
وقبـل أن أذهـب أقـول ...اتخيـل أن يـأتـي حسـين ملاسـي ليسـألك مـاذا كـانت تلك "الاهـداف"?? لك كـل الـود
مـني عـوض خـوجـلي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: ali ibrahim)
|
أخي الأعز.. القاص الروائي الكبير.. السفير المخضرم الدكتور: علي حمد إبراهيم.. تحية طيبة أرفعها إلى مقامك السامي.. وشوقا بلاحدود.. وقد سرني حضورك إلى هنا كثيرا. ألقت بي الأيام الآن إلى هذه المدينة الكندية الباردة. ولا دفء سوى في ذكريات تبدو بعيدة ونائية. إذ أن الغربة أوالمنفى لم يلقني في الغالب سوى في طريق "أصدقاء" على إستعداد للبيع بوجبة طعام رخيص أحيانا. لكنها لحظة التيه الجماعي الكبير وميلاد غد جميل من بين خضم قبح يبدو بلانهاية. كالعادة أنهيت وردية عمل للتو أخذت نصف اليوم. وما تبقى أنفقه هنا وفي أشياء أخرى مثل الإستعداد لكورس آخر في الجامعة. محبتي لك للأسرة الكريمة. وأدناه بريدي الإلكتروني أقدمه هنا لأول مرة:
[email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
منى:
كل عمل إنساني عظيم له وجه قصور ما. والإشكالية تكمن دائما في عدم القدرة على إكتشاف ذلك الوجه. لأن ذلك يشكل في زعمي تعارضا خطيرا مع جوهر النشاط البشري القائم على الإرتقاء أوالتحسين أوالتصويب المستمر في مجالات الحياة المختلفة. وهو ما تدل عليه درجة التطور الراهنة في هذا المجال أوذاك. ومن هنا يمكنني فهم عبارتك عميقة الدلالة التالية: (ومـادمنـا قـد وعـينـا أن "هـذا قبحـا" فـإنـه يمكـننـاأن نعـرف أن ذلك جمـالا ..أو أضـعف الايمـان "بأنـه ليس قبـحـا").
وعليه.. قد يكون إعلاني أعلاه أن هذا البوست قد حقق أهدافه بالنسبة لي ناجما للثقل النفسي.. الذي قد يصيب المرء عادة جراء نقاش مثل هكذا مواضيع تلامس جروح مزمنة في ظل شعور بعدم قبول عام لها لسبب ما من غياب رغبة أكيدة في المواجهة. الناس أحيانا لا يحبون من يشير إليهم بوجود خلل ما يتطلب تداركه. لكن مساهمتك الأخيرة تكشف أن التحقق في معالجة موضوع هذا البوست قد يكون تم عبر زوايا محدودة.. بينما ثراء نقاش ما يحتاج إلى تعدد وتنوع زوايا النظر إلى الموضوعات ما أمكن.
أما الأهداف التي رأيت بوصولها فيمكن الرجوع إليها هنا عبر عنوان البوست الصادم.. أوعبر أكثر من سياق أعلاه.. وتبقي المسألة في الأخير قابلة لنقاش أكثر.
محبتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
الأخ البرنس الإنسان هو مجموع ماقال وما فعل وما قابل وما تفاعل إيجابا وسلبا....فإن الأمكنه والأزمنه والظروف والناس هى اللبنات التى تشيد الأفراد...إضافة الى الخلوه واستغراق الذات....التى تمثل أهم العراميس فى تشطيب ذلك البناء...لذا فإن كل الناس وكل المواقف التى عبرنا خلالها وتخللت عبرنا هى جزء من لبنات تكويننا....كما إن ذلك الكل هو زراعة الله وحده رب الناس ومالكهم...وهوالذى يحميهم شر الوسواس الخناس وشر النفاثات فى العقد... كما إن الحساد ليس بمقدورهم نسف ذلك البناء بقدر مافى قدرتهم نسف عقولهم وانفسهم الخربه بحرق خلاياها ببخور كهنوتهم الإبليسى العاجز......... (والزارعنا غير الله اللجى يقلعنا)
منصور عبدالله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
الأخ منصور عبدالله:
تعجبني هذه الطريقة في النظر إلى الإنسان كحصيلة تجارب تاريخية في مكان ما. وهو تعريف ينأى به عن تصنيفات جاهزة ومسبقة وثابتة كالإنتماء إلى لون ما أوحزب سياسي ما. لكن تلك التجارب لا تأخذ بعدا علميا في تصوري إلا إذا تمت عبر منهج عقلاني قائم على البحث وإعادة النظر الدائمة فيما توصل إليه بحثه من نتائج ورؤى لموقعه أوموقع الجماعة التي ينتمي إليها في العالم. وهو ما يتأتى على نحو جوهري مما أسميته أنت "الخلوة".. أوإحداث مسافة ما مابين الإنسان ونفسه أوبينه وبين محيطه مابين فترة وأخرى.. مسافة تتيح له القيام بعملية نقد ذاتي أوموضوعي تستهدف تطوير ذلك الموقع في العالم وتحسينه بالدرجة الأولى.
محبتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أرغـب ان أقـول أنـه فـي اللحـظـة التي نحـس فيـهـا بحـسـد الآخـرين مـركـز علينـا..يصـيبـنا الألـم والإحـبـاط..نتسـائـل لمـاذا الحـسـد مـاذا فـعلنـا لهـم?
قـد نقضـي أيـامـا وشـهـورا نفـكـر ونحـلل ونتخيـل أسباب هـذة المـشـاعـر المـدمـرة..وغـالبـا لا نجـد سـببا واضـحـا أومقنعـا لـهـا! تعـود لتحلل مـواقف مـرت بك هـنـا أو هنـاك..فيـتزايـد ألمـك ويكـبرجـرحـك وخـاصـة انك لم تفـعـل لهم فـي حـياتك الا الخـير! لحظـة الألـم الفظـيع التي تصـل اليهـا هنـا مـهمـة للغـايـة..هنـا فقـط يـدب فيـك نشـاط غـير عـادي..تصـل الي تحليل واقعـي..مـادام هنـاك مـن يحسـدك ومـادمت قـادرا علي أن تري الحسـد فـي سـلوكـهم تجـاهـك..هـذا يعـني أنـك انتصـرت حـتي فـي معـركـة انت لم تكـن طـرف فيـهـا..هـي معـركـة يخـوضـونـهـا هـم وحـدهـم ويحـاربـون فيهـا وحـدهم وعلي الرغـم مـن ذلك تنتـصـر فيهـا أنت!
الحـاسـد إنسـان مـدمـر "وغـير مـقـدر لإمكـانياته هـو" ويرغب فـي أن تكـون لـه امـكـانيات الغـير "فـي غـير واقعيـة"..لـذلك يعيش عـاجـزا غـير قـادر عـلي العطـاء.. ربمـا نتسـائل هنـا مـاهـو حـجـم العطـاء أو مقـداره الـذي يكـفـي لأن يحـقق لـنـا تلك "القـدرة"?? لا أعـرف بالضـبط لكـن أعتقـد أن الرضـاء النفسـي عمـن تصـرفـاتنـا وعمـا نعطـيـه قـد يكـون مقياسـا معـقـولا.. وربمـا انعكـس ايضـا فـي حـب النـاس..و وكـذلك احسـاسـنا بتنـامي حـب الخـير للغـير فـي قـلوبنـا..وهـذه الأخـيرة عنـدمـا تحـدث ..يزيـد عطـائنـا ورضـائنـا عـن نفسـنـا ولا يجـد الحـسـد له مكـان فـي قلـوبنـا..
فـي نفس الوقت الانشغـال بالغـير وبمـا يفعـلونـه أو يقـدمـونـه بدلا عـن الانشـغـال بمـا نقـدمه نـحـن ودون محـاولة جـادة منـا لتنميـة قـدراتنا مهمـا كـان حجـمهـا..شـئ مضـر للغـاية..ونتيجـته فشـل وانـزواء ثقـافي اجتمـاعـي..يعيـد انتـاج نفسـه بصـورة سـلبية أكـثر وأكـبر مظـاهـره الـحـسـد..
سـبتكـم فـي عافيـة..
مـني عـوض خـوجـلي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنصاف مواهب.. عقبات مزمنة.. طموحات كبيرة ووسائل محدودة.. وأنفس مهترئة بمشاعر سلبية كالحسد!. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
وللأسـف "الحـسـد" تلك الكـلمـة التي تبرق أعـينـهـا بخبـاثة..تشـارك الكـائنـات الحـيـة فـي مـقـدرتهـا علي أن تنمـو بشـكـل فـردي وبشـكـل جمـاعـي! أعـني أنـهـا تتمـكـن مـن ذات الفـرد فتتحـكم فـي عقـله وقلبـه وبالتـالي تصـرفـاته المـؤذيـة المنظـمـة أوالمتخبطـة..أوتتمـكـن بشـكـل جمـاعـي..نشـاهـده فـي كـثير مـن التكـتلات..والحـسـد فـي الحـالة الأولـي الفـردية ينتقـل الي الثـانية الجمـاعي أو الجمعيـة بسـهـولة إن كـانت هـي هشـة البنيان..ضـعيفـة الإنتـاج.. ومثـل هـذه الحـالة نجـدهـا متفشـية فـي العـديـد مـن التنظـيمـات السـياسـية ومنظـمـات المجتمـع المـدنـي وفـي رابطـات مختلفـة وبالقطـع فـي الحكـومات الدكـتاتـوريـة.. والفـرق بيـن الحـالة الفـرديـة والحالة الجمـعيـة ليس كـبيرا في جـوهـره وانمـا فـي اجـراءاته ثـم نتيجـته المـؤقتـة..
فالجـوهـر هـو الضـعف..الفـراغ الذاتـي..وعـدم القـدرة علي العطـاء والانتـاج..لظـروف كـان مـن الممكـن اعتبارهـا معقـولة كمـرحـلة "تـدهـور".. لـو حـدث فيمـا بعـد محاصـرتها وتصـحيحـهـا عـن طـريق مـواجـهتها..
أمـا ان لـم يحـدث هـذا فتستمـر اجـراءات محـاولة قـهـر "الغـير" ومحـاولة ايـذاءه والخـطر فـي هـذه النقطـة هـو العقليـة الاقطـاعيـة "والقطـيعيـة" المتحكـم فـي المجمـوعـة..النتيجـة تظـهـر فـي اشكـال مختلفـة تسـبب فـي نتـائج مـختلفـة.. وذلك ايضـا يعتمـدعلي شـخصيـة وظـروف "المحسـود" فقـدرته علي مـعـرفـة ان هنـاك حسـد فـردي وآخـر جماعـي لكـل منهـم آليـاته وقبـل ذلك اسـبابه بالنسـبة "لهـم" يسـهـل الأمـر كـثيرا..وهنـا أرجـع لنقطـة الضـوء او ماشـابه التي ذكـرتهـا مـن قبـل وأقصـد بهـا لحظـة الاكـتشـاف التحليلي للأسـباب التي أدت للحـسـد..
Bye for now Muna Khugali
| |
|
|
|
|
|
|
|