كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 ليس كما يتمناه ود قاسم : زواج بوردابي
|
يحكي أن بوردابي إسمه "فلانا" تزوج من بوردابية تدعي "فلانة".... أسسا معاً حياة سعيدة وعشاً جميلاً – بإعتبار ما كان - ...
وكان عندهما كمبيوترا واحدا أمامه كرسيان متجاوران .. يدخلا النت سويا و يخرجان منه سويا
ويضعان أمامها بصورة دائمة صحنا أنيقاً جميلاً يعبأ في كل مرة بشئ للقزقزة أثناء تصفح البورد. هي تحب البابكورن وهو يحب ما تحب.
يتبادلان التعليقات و الضحكات والإمساك بالماوس ... نقرة منه و نقرة منها. يختاران البوستات سوياً.
- "إختاري إنت"
- "لا إختار إنت"
- " طيب خلاص مرة إنتي ومرة أنا ... أو أقول ليك .. يا إيدي"
- " شيليني ... ختيني"
و"بيت الله" الذي يعجبه يعجبها و العكس صحيح.
كانت هي تحب أن تدخل بباصوورده بينما هو يتفاءل بباصووردها .. "ما قلت ليكي ... أها شوفي المواضيع الجميلة دي الليلة كتيرة كيف ... ولا شكلة واحدة مافي ... دا كله ببركة باصووردك يا ستي".
لا يرسل أحدهما موضوعا أو يضف مداخلة إلا إذا أعجب/أعجبت الآخر.
- " الللاااااا ه ... تعليق يجنن رسلو طوالي"
يقرآن معا قصائد فضيلي جماع والكتيابي والمعز وجورج و الطيب برير وأبو ذر. هي بيتا و هو بيتا:
- "وكفانا"
- "ما دهانا"
- "من رخيص الموت ...."
- " ما سالت له أمس دمانا "
أو قصة ليحي فضل الله . يضحكان معا علي ردود تماضراللماحة الذكية أو مع سجيمان أحيانا.
وتمرالأيام ......
- " لكن أقعد كيف .. وإنت ممدد لي رجلك في الكرسي بتاعي ؟ "
- " سوري .. أقعدي"
صارا يتبادلان المواقع أحيانا .. هي تحضر المسلسل بينما هو يدخل البورد.
تدخل هي النت عندما يتابع هو النشرة أو الكورة
إذا عجبها موضوع تناديه ( عشان يقراهو معاها) ... (فيقراهو تاني ولا يبوح لها بأنه " قراهو قبيل .. لمن كانت قاعدة تسرح").
وتمر شهور قبل أن يدخلا مرحلة جديدة من حياتهما البوردية
إختلف المؤرخون في تحديد بداية تلك المرحلة. منهم من يري أنها بدأت ب:
- "هي لكن إنت فاضي لي عشان تلاحظ لي حاجاتي .. ما إنت بقيت من الشغل للبورد و من البورد للشغل ".
بينما يري بعضهم أنها بدأت ب:
- " لا أبدا ما في مشكلة يا ستي .... ما في مشكلة خالص... خليكي إنتي مع ناس أبو الفيا وعبدالله بولا و" أبو عرام ". أنا بمشي أشوف لي مطعم آكل فيه".
ولكنهم إتفقوا علي أن الأمر سرعان ما وصل إلي:
- " وإشمعني ما قريتني المداخلة دي بالذات قبل ما ترسلها؟ "
- " .........! ؟"
- " أيوة بسألك من دي بالذات .. لأني ملاحظة حرصك الشديد علي التعليق علي أي موضوع تكتبو علانة دي "
- ".......!"
- " شنو ؟ لا بلاي .. غيرة قال ! وأنا بعرفها من وين عشان أغير منها .. أنا بس مستغربة إنك بقيت ساكن في بوستاتها سكنة عديل كدا .. وما جايب خبر ليي نفسك "
ثم شهدت نفس تلك المرحلة، و بعد أيام قليلة ، الإنقلاب التالي:
- " لا أبداً مادام إنتي زوجتي ... إنتي ما حرة "
- " ...... !"
- "تكتبي عن نفسك زي ما عاوزة ... لكن تكتبي عني أنا أو عن اسرتنا نحن مع بعض ..لا .. وألف لا"
- "....... !"
- "لأن الناس كلها عارفاني زوجك ... يعني يقولوا علي شنو؟ طرطور؟ دلدول؟ "
- "....!"
- " أيوا زمان غير و دلوكتي غير... زمان كنتي بت .. تكتبي زي ما عايزة .. لكن دلوكتي إنتي مرة .. زوجة ... والزوجة لمن تكتب مفروض أول حاجة تراعي لي كرامة زوجها و مكانته"
- " ..... ؟"
- " سميها زي ما عاوزة .. أيوة رقابة ... "
.......
......
تغير وضع أحد الكرسيين وإستقرعلي الصورة الحالية التي هي أكثر ملائمة لوضع الرجليين وراحتهما.
.....
ثم لاحقاً
......
= " والله .. إنت زودتها خالص ... "
= " زودتها؟ يعني كوني إنتقد تقاعس بعض النساء وسلبيتهم أكون زودتها؟"
= "أيوة زودتها .. لأنك لمن تكتب أي كلام سلبي عن المرأة .. البورداب كلهم حيفتكروا إنك قاصدني أنا .. و حيفصلوا كل الكلام الكتبتوا .. علي أنا .. يعني في نظرهم إنت بتنتقدني أنا "
= " يا أستاذة أنا من قبل ما أتزوجك مهتم بشئون المرأة السودانية وبعمل علي دعوتها و حسها علي النهوض بمسئولياتها و محاربة السلبيات التي إرتبطت بها. والمقال دا ما مقصودة بيهو إنتي ولا غيرك .. دا إمتداد لمقالاتي السابقة"
= "لا يا سيدي .. الأمر إختلف. إنت الآن ليك زوجة . والناس البيقروا كتاباتك عارفين كدا ... عشان كدا أي إشارة لسلبيات أو قصور من المرأة الناس حيفهموا إنك بتكتب عن زوجتك و قاصد زوجتك."
= " والله العاوز يفهم كدا ... دي مشكلته هو .... ما مشكتي أنا "
= " لا مشكلتك إنت برضو .. وبإختصار لو عاوز تكتب لازم تغير طريقة كتابتك وأسلوبك "
= " سبحان الله .. أغير إسلوبي؟ ... زمان ما قلتي بعجبك إسلوبي .. الجد شنو ؟"
= " الجد ؟ إنت ما عارف الجد؟ الجد أنك زمان كنت شاب ما عندك مسئولية... تكتب.. تنتقد... إنت حر ... لكن دلوكتي إنت زوج .. وعندك زوجة لازم تراعي ليها وتحافظ علي صورتها".
ثم مر شهر هادي
وشهرآخر مر..
و جاء ثالث ....
عاد ذات مساء وهي نائمة و الكمبيوتر مفتوح . هز الماوس فتوقفت الإسكرين سيفر
وظهرت صفحة المنبر تكسو الشاشة بلونها المتميزالمحبب إلي نفسه .. ولكنه قرأ في صدر الصفحة بوستاً جديداً تحت عنوان:
- أين الأستاذة 'فلانة"؟ ........ بقلم أبوعرام.
فهب واقفا ثم أغلق الجهاز وأوي إلي الفراش بوجه عابس. لم يلحظ أنها كانت تسترق إليه النظر من تحت الغطاء.
نهض باكراً بعد ليلة قض فيهاالسهاد مضجعه وهي ما تزال في فراشها.
وقبل أن يخرج للعمل فتح الكمبيوتر.. المنبر ... فإذا بعيناه تبرقان و هما تقعان علي بوست آخر جديد "لنج" في مطلع الصفحة الأولي، و عنوانه:
- وأين الأستاذ "فلان" .......... بقلم علانة.
إنسحب في هدؤ إلي عمله ولكنه لم ينس أن يعطل مفعول الإسكرين سيفر حتي يضمن أن يكون البوست الجديد لنج متمددا بعرض الشاشة وطولها ..... ليكون أول ما تقع عليه عيناها عندما تنهض من فراشها......
وخرج وهو يصفر ..( ترااا رااارم ررارم رارارا رم رم .).
خالد الأيوبي
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ليس كما يتمناه ود قاسم : زواج بوردابي (Re: خالد الأيوبي)
|
عزيزي / محمد صالح
بغض النظر عن المسئوليات والأعباء الجديدة التي يضيفها الزواج والتي تنعكس علي فسحة الزمن المتاحة لممارسة الإبداع..،..هل يحد الزواج من القدرة الإنتاجية للكاتب و الأديب و يحجم من إنطلاقة أفكاره؟
هذا السؤال أسأله لنفسي كثيرا و أتمني مشاركة الآخرين.
لماذا مثلا يقل إنتاج الشاعرأو الشاعرة من القصائد العاطفية .. بعد الزواج؟
ما تقول لي الكبر والأولاد و المشغوليات؟
شكرا يا سيدي علي الإطراء
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ليس كما يتمناه ود قاسم : زواج بوردابي (Re: خالد الأيوبي)
|
العزيز خالد
استمتعت بالنص الممتع أصلا ،، فلك الشكر ..
لكن :
زوجتي ليست بوردابية ، لكنها تغير من جلوسي أمام البورد لفترات طويلة خلال اليوم . وهي أيضا تعرف الكثير من الزميلات بالبورد ، لكنها تحاول إخفاء غيرتها منهن ،، وستقرأ هذه المداخلة ، لكنها ستكتفي بالضحك ،،،
كنت قد كتبت قبل فترة ليست طويلة موضوعا عن ( انهزام المثقفة بعد الزواج لصالح مجتمع الحريم ) ولا أذكر العنوان السليم لكني ربما أحاول رفع البوست خلال هذا اليوم ،، وقلت فيه أن الكثير من المثقفات يتغير سلوكهن تجاه الزملاء والأصدقاء بعد الزواج ، وقلت أن الرجال أيضا يصابون بقدر من هذه العلة ،،
إذن :
إذا حدث هذا الأمر ( أقصد ما ورد بالنص ) فإنه لن يكون حالة خاصة بالبوردابيين ، فهو الأمر الذي يحدث في كل زيجة ،،
الحديث أعلاه لا ينقص من جمال النص ، ولا يهز مقاصده . ولا يربك أهدافه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ليس كما يتمناه ود قاسم : زواج بوردابي (Re: خالد الأيوبي)
|
الخال (كما يروق لهم أن ينادوك) ود قاسم
تقول  ( الحديث أعلاه لا ينقص من جمال النص ، ولا يهز مقاصده . ولا يربك أهدافه ))
ياخي أربك زي ما عاوز .. و هز كما يحلو لك .. نحن لاقين ؟
أما العزيزة زوجتكم، فالحرية و الإنطلاقة التي تتميز بها كتاباتك بالمنبر تشهد لها بسعة الصدر و رجاحة العقل.... سلم لي عليها.
أما (الإنهزام بعد الزواج) لا يتعلق بالمرأة وحدها دون الرجل. فكما تنهزم المرأة أمام مجتمع الحريم ، ينهزم الرجل أيضاً أمام مفهوم (الرجولة) المغلوط . وأتفق معك علي أن الأمر ليس حصريا علي البورداب فقط.
ويا ريت تنكت لينا الموضوع، وأراهن علي أنه سيكون شيقاً كما عودتنا مقالاتك.
لك التحية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ليس كما يتمناه ود قاسم : زواج بوردابي (Re: خالد الأيوبي)
|
العزيز محمد الأمين
Quote: تحية طيبة للجميع
ابداااااااااااااااااااااع
الله يديك العافية و الله
و منتظرين تعليق من اصحاب التجربة |
لك بكل "ألف" في "إبداااااااااااااااع" ...."ألف" وردة
وفوق ذلك يا ود ال.."أمين"
الله يديك عروس "بوردابية
.....لكي تصير من أصحاب التجربة".
قول "آمين"
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ليس كما يتمناه ود قاسم : زواج بوردابي (Re: خالد الأيوبي)
|
تماضر ....
رغم النوم الذي داهمني منذ قليل . لكن قلت لازم أجي أسلم عليك قبل ما أمشي أنوم.
| Quote: ...مافى زول يشاركها باصووردها ولا يزاحمها فى كرسيها؟؟ |
يا تماضر. زول واحد ؟ إنتي الناس دي كلها جايبة كراسيها وقاعدة جنبك في البورد. شئ شعر.. شئ قصة .. شئ تعليقات طريفة .( إنا قلت ما شاء الله) . ما ياهو دا البابكورن القاعدين نقزقز بيه هنا في البورد
و لو دايرة تتأكدي حاولي إنسحبي .. شوفي كان يفضل فيها زول.
Quote: وانت تعال مسئول من الخير, تماضر دى قاعدة للتعليقات "اللماحة وذكية" ياعملاتك
|
لكن هي ما تعليقات مبالغ فيها. أمبارح ضحكت في دي ضحك
Quote: ولابد ان اذكر ان اغنية (هوى ياليلى) قد قيلت فى ام صديقاتى العزيزات ..ناس خالدة الجنيد ....
يعنى فى غنيتين ...لغاية حسة ...طلعوا ببقوا
لينا...هههههههه
|
شرفت والله
| |
|
|
|
|
|
|
| |
خالد الأيوبي
ودقاسم
علاء الدين يوسف علي محمد
إيمان أحمد
Raja
محمد الامين احمد
Tumadir
samwal ebrahiem
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست