قراءات-قراءة بطعم الحنظل..صدي-اللقمة الحافة والعلم المتعثر!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-12-2004, 12:47 PM

nile1
<anile1
تاريخ التسجيل: 05-11-2002
مجموع المشاركات: 2749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءات-قراءة بطعم الحنظل..صدي-اللقمة الحافة والعلم المتعثر!!

    صدي
    اللقمة الحافة والعلم المتعثر!!
    امال عباس
    قابلتها بعد غيبة طويلة.. سألتها عن حالها وياليتني ما فعلت.. أتسألين عن حالي؟ كأنك لم تكتبي قبل أيام عن مأساة الطفل الذي انتحر.. تلميذ العاشرة، وكأنك بعيدة عن واقع هذه الأيام العجيبة. دعيني من السؤال فنور حياتي يخبو وشمعتي تذوب بالرغم من أنها تضئ على استحياء وضوءها بات خافتاً ومع ذلك أعزي نفسي بأنني احترق راضية من أجل الآخرين.
    ü وما أخالني إلا هائمة في الأسواق والشوارع عما قريب «مجنونة» مثل الآخرين الذين تمتلئ بهم شوارع وطرقات المدن. انني حطام بعت أعصابي وعقلي وقلبي برغيف خبز ناشف جاف مر لا يكاد ينزل من حلقي.
    ü قلت لها ما عرفتك بهذه الحالة من قبل ما الذي بدل تلك الشخصية المرحة الشخصية الشحنة من التفاؤل والاصرار على النجاح؟ أين حديثك عن الامل ونور المعرفة والعلم وقهرهما للظلام أين المعلمة النموذج؟
    ü قالت ألا تعلمى انني مقاتلة فقدت سلاحها. مهنتي أن اقاتل الجهل بالمعرفة بالحرف والكلمة. وجدت نفسي بلا فصول وبلا طباشيرة وبلا سبورة حتى. أنا معلمة في مرحلة الأساس نهاري نهار المجانين وليلي ليل القتلى فمتى أفكر متى أقرأ ومتى أهدأ ومتى أمرح وأنا ارجع نهاية اليوم مهدودة الحيل مصدوعة الرأس جافة الحلق وهذا ليس بسبب العمل وقلة مدخلات العملية التربوية ولا بسبب شقاوة الاطفال ومتاعبهم. ولكن بعذاب المرارة التي أحسها تجاه ما أسمع والحظ طوال اليوم الدارسي. اتعرفي كيف يبدأ مشوار العذاب هذا؟
    ü يبدأ طابور الصباح. لا نستطيع أن نسائل معظم التلميذات عن مستوى نظافة ملابسهن إلا وجاءتك الاجابة مرة بطعم الحنظل «ياست فلانة أبوي قال ماعنده قروش والصابون بقى غالي وأمي قالت لي امشي بهدومك كدي وما تغيبي.. أما حالة الاحذية فلا نملك شجاعة السؤال عنها ففي شبشب «السفنجة» متسع للأغلبية والقلة النادرة جداً تنتعل أحذية متواضعة وهناك من يأتين حافيات أى والله تلميذة صغيرة تأتي إلى المدرسة حافية في زمهرير الشتاء وحر الصيف وتقول لي والمرارة والانكسار يدثران كلماتها «سفنجتي انقطعت وامي وابوي قالوا لي امشى حفيانة لمن نشوف».
    ü وليت المشهد المأساوي ينتهى الى هنا لكنه يزداد، هؤلا عندما تحين «ساعة الفطور» وتتجسد معاناة الحرمان والجوع في عيون الطفلات.. أبشع واقبح ما يكون وما يمكن أن يعاني منه المرء هو معايشة نظرة الحرمان والانكسار الناتجة من هذه الحالة اللا مفهومة في عيون الطفلات إنها لحظات تدفع الى الجنون. والباقي تعلمينه مدخلات العملية التربوية نفسها مبنى المدرسة، الكتاب، الكراس، المقاعد والمرتبات.
    ü ذات يوم وقفت احدى زميلاتنا تتأمل التلميذات الصغيرات وبعد أن التفتت قالت: نحن مناضلات نحاول ان ننقذ جيلاً ضائعاً ما بين «اللقمة الحافة» و«العلم المتعثر». جيل تتعذَّر عليه «القراصة» وتجفل منه «الكراسة».
    ü واستمرت صديقتي المعلمة قائلة لكننا نقف عاجزات أمام هذه الحالة التي لا نعرف لها إسماً واذا تجاوزنا مسلسل تأخير صرف المرتبات وهى حالة تهدد مستقبل أمة وتعني ضياع جيل فكيف نتوقع مستقبل بناته وابنائه واعمدته هم اولئك المنكسرة دواخلهم بفعل البؤس والحرمان من أبسط متطلبات الحياة.
    ü نظرت إلى محدثتي وعجزت تماماً عن التعليق فماذا أقول تجاه معاناة من نوع آخر سردتها امامي معلمة معاناة بحجم الفجيعة لجيل يعيش الفقر والحرمان والبؤس المفروضات على الأسرة. الجيل المدفوع الى دور العلم بلا امكانات. هلاَّ أعدنا النظر في أمر هذه العملية التربوية التي تمر بمرحلة الخطر.
    هذا مع تحياتي وشكري

    عن جريدة الصحافة 12/10/2004م
                  

10-13-2004, 02:31 AM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءات-قراءة بطعم الحنظل..صدي-اللقمة الحافة والعلم المتعثر!! (Re: nile1)

    الاخ نايل سلامات
    شطرا لهذا الموضوع القيم والذي لا يحتاج الى تعليق بقدر ما يفجر احزان بمساحة مليون ميل مربع0

    عبد الخالق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de