الحياد الاعلامى بين الحقيقه و الخيال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 12:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-01-2004, 10:45 AM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحياد الاعلامى بين الحقيقه و الخيال



    طبعا من الواضح أننا أصبحنا فى هذا العصر الاعلامى والمعلوماتى المكتظ بالفضائيّات و مواقع الانترنت..الخ الخ ننظر الى علاقتنا مع العالم الخارجى عبر وسائل الاعلام ونقل المعلومات

    ولكن...


    لحظة من فضلك...

    فعلاقتنا هذه مع العالم الخارجى لاتقوم على ذلك فقط...بل أيضا على منظوماتنا الفكريّة ومعتقداتنا وأيديولوجيّاتنا التى تتلقّى ماتحمله الينا وسائل الاعلام ثم تقوم بتصفيتها وغربلتها حسبما يروق لنا

    نعم....نحن قد نكون منفتحون الى أقصى الحدود على الأخبار مثلا (حيث لايكون لنا رأى أو مستبق) بحيث يصبح الخبر ليس الاّ صدى حينما لاتكون لدينا بنية تحتيّة عقليّة أو أيديولوجيّة قادرة على (بل و أحيانا ساعية الى ) تفنيد الخبر و التعامل معه بصورة انتقائية تطوّع الخبر بالكيفيّة التى تروق لنا.... ولهذا فانه بالمقابل حينما نمتلك أفكارا ومعتقدات أو أيديولوجيّات صلبة وراسخة فاننا نجد أنفسنا نتقبّل جدّا كل الأخبار التى تؤكّد وتصب بالايجاب فى خانة هذه المعتقدات والأفكار والأيديولوجيّات بينما نكون متشكّكين جدّا بالأخبار التى تعاكسها (بل ومكذّبين لها تارة أو متجاهلين لها تماما تارة أخرى)

    الغريب هنا أننا (كبشر) أصبحنا قادرين على مقاومة الأخبار غير المطابقة لأيديولوجيّاتنا عن طريق اجبار عقولنا لاشعوريّا على ادراك هذه الأخبار بوصفها أكاذيب مضلّلة أو مدسوسة لا بوصفها أخبارا

    الشيئ المؤسف هو أن منظوماتنا العقليّة تنتقى الأخبار وتصفّيها وتفلترها حسبما تريد وليس حسبما يجب أن تكون عليه الأمور لأننا نريد أن نجهل ونجهّل ونرفض ونفسّخ و نهمّش كل ما لانريده أن يخدش مانعتقد فيه ونؤمن به
    فمثلا :

    الألمان الّذين أرادوا أن يجهّلوا معسكرات الاعتقال النازيّة جهّلوها.. واستقبل السكّان الألمان فى عام 1945 صور معسكرات الموت ورواياتها على أنها أكاذيب دعائية


    الشيوعيّون الذى أرادوا أن يجهّلوا معسكرات الموت والتعذيب المشهورة باسم معسكرات "الجولاج" جهّلوها وظل الشيوعيّون ينظرون الى تقرير "أرخبيل الجولاج" على أنه مكيدة و فريّة دعائية

    والفرنسيّون الذين أرادوا تجهيل التعذيب والقمع فى الجزائر جهّلوه

    والأمريكان الذين أرادوا تجهيل فظائعهم فى فيتنام وملابسات القائهم للقنبلة الذرّية على اليابان و تخطيطاتهم المسبقة لتحقيق أهدافهم (الأصليّة) فى أفغانستان و الخليج العربى والشرق الأوسط بكامله جهّلوا كل ذلك

    والاسرائيليّون الذين أرادوا تجهيل مذابحهم المستمرّة ضد الفلسطينيين جهّلوها ووصموا الأخبار الواردة عنها بأنها أكاذيب دعائية معادية للسامية

    والعرب الذين أرادوا أن يجهّلوا تحجّرهم الفكرى وتخلّفهم العلمى وهلاوسهم السياسيّة جهّلوها واصفين الأخبار المبرزة لها بأنها ألاعيب دعائية لكسر شوكة العرب ملقين باللائمة على الخونة والمرتزقة من أعداء الأمّة

    والليبراليين الّذين أرادوا أن يجهّلوا اللاانسانية واللاعدالة التى يتعامل بها الغرب مع الأمّة العربيّة جهّلوها ملقين بكامل اللائمة على ضعف العرب الداخلى

    والاسلاميّون الّذين أرادوا أن يجهّلوا اغراق الاسلاميّون للجزائر فى حمّامات الدم واغراقه الاسلاميّون لأفغانستان فى مستنقع الجهل والفقر والمرض قد جهّلوها معتبرين أن تلك الأخبار لاتعدو كونها تربّصا لمد حركات الاسلام السياسى و تشويها دعائيّا لها

    وهكذا...يرتّب المرء ذهنه ويبرمجه من أجل عدم رؤية ما لايريد أن يراه ويكف عن رؤيته بالنظر الى شيئ آخر مستخدما بذلك التكتيك الادراكى اللاشعورى المعروف باسم "تحويل الانتباه الذاتى المستمر"

    وللحديث بقيّة
                  

06-02-2004, 09:17 AM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحياد الاعلامى بين الحقيقه و الخيال (Re: Elsadiq)



    القناعات المسبقة تدمّر الأخبار



    نعم...


    فان أى قناعات أو معتقدات أو أيدلوجيّات مؤكّدة وراسخة من قبل أى شخص تدمّر (وقائيّا) فى ادراك ذلك الشخص الخبر الذى يكذّبها أو يعرّيها أو يكشف نقاط ضعفها

    طبعا يلزمنا مئات الصفحات من التحاور لنتناقش حول كيف ينجح المرء فى اجبار نفسه لا شعوريّا على عدم الرؤية وعلى عدم المعرفة... ولكن فى المجمل فاننى أعتقد أن مايؤثر فينا هى ارادة منع الخبر ليس فقط من تدمير أو كسر قواعد أيديولوجيّاتنا بل أيضا من المساس بأيديولوجيّتنا بأى شكل من الأشكال حتّى ولكن ذلك فى صورة خدشها , وبهذا فان أيديولوجيّاتنا تقوم بتفجير الخبر الاعلامى ( بوصمه بالاشاعات والأكاذيب ...الخ الخ ) من اجل أن لايجعل الخبر أيديولوجيّاتنا هذه تنفجر

    ونظرا لأن الأيديولوجيّة بصورة عامّة هى منظومة أفكار تقوم بتضبيط وبرمجة ادراك معتنقها على ثوابت عميقة الجذور فى ذهنه فانّها تجعل من ادراك معتنقها مغلقا فى وجه أى اعلام غير مطابق أو معضّد لها بحيث ينفر الشخص تلقائيّا من أى اعلام مناوئ لأيديولوجيّته دونما أى تفكير عقلانى أو منطقى فى مكنون ما يبثّه هذا الاعلام.

    ولهذا...فان خبرا (قويّا وموثّقا) يطرق نقطة ضعف فى أيديولوجيّة ما يمكن أن يحدث فجوة وتفسّخا جزئيّا (أو كلّيا أحيانا) فى منظومة أفكار ومبادئ هذه الأيديولوجيّة

    وبذلك...فان معتنق أيديولوجيّة ما يجب أن يعتبر نفسه مغفّلا كبيرا اذا ماتعامى عن الاعلام الذى يكشف له نقاط فساد وضعف أيديولوجيّته التى ان كانت فاسدة وضعيفة حقّا فانه من الغباء و من باب دفن الرؤوس فى الرمال أن يستمر التشبّث بها من باب الاصرار على ثوابت يخاف ذلك الشخص من انهيارها أمام الاختبار العقلانى فيقرّر بغرابة شديدة أن لايعرّضها للاختبار

    ولهذا فان الحل يكمن فى الانفتاح على الاعلام... وهو انفتاح لابد ان يكون ادراكى وعقلانى وغير محكوم مسبقا بما يتوائم وما يتنافى مع أيديولوجيّة المتلقّى فى المقام الأول.. ولكن ذلك كلّه بالطبع بافتراض نزاهة و عدم انتقائيّة ذلك الاعلام هو الآخر وعدم سعيه الحثيث من أجل تثبيت دعائم أيديولوجيّة يتبنّاها هذا الاعلام أو من اجل هدم أيديولوجيّات مناوئة لهذا الاعلام ... وهو الوجه الآخر من هذا الموضوع والذى يتمحور حول مشاكل الاعلام الملقية بظلالها على الأيديولوجيّات بصورة انتقائيّة (من ناحية الاعلام الزائف أو الاعلام الزائد عن الحد أو الاعلام الشحيح عن الحد المطلوب)

    وللحديث بقيّه
                  

06-02-2004, 09:59 AM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحياد الاعلامى بين الحقيقه و الخيال (Re: Elsadiq)


    شح الاعلام..الاغراق الاعلامى..الزيف الاعلامى



    طبعا ممكن كلّنا نتفهّم اشكاليّة شح الاعلام...ولكن هناك ممكن تستغرب من امكانيّة تشكيل زيادة الاعلام المفرطة (الاغراق الاعلامى) لمشكلة تؤدّى الى طمس الحقائق وتضليل المتلقّى

    أنا معاكم طبعا أنها حاجه غريبه وغير مستساغه للوهلة الأولى أن يشكو المتلقّى من الوفرة الزائدة فى المعلومات.... لكن اذا نظرنا الى هذه الجزئيّة بتعمّق فسنجد أن الاسراف المعلوماتى يخنق كلاّ من الاعلام والمتلقّى للاعلام... لأننا عندما نكون خاضعين لتدفّق طوفانى متواصل من الأخبار والأحداث فاننا لانستطيع أن نأخذ الوقت الكافى للتأمّل فيها اذ سرعان ما يتم طردها وازاحتها واستبدالها بواسطة اخبار وأحداث جديدة... وبالتالى فاننا لانجد الامكانيّة الحقيقيّة لادراك حدود ومغزى ومعنى تلك الأخبار والأحداث لأننا سنجد انفسنا قد عمينا فى غيمة اعلاميّة كثيفة.. وبالتالى فان الاعلام فى هذه الحالة يغوص بنا فى ما لاشكل له بدلا من أن يعطى للأشياء شكلا.

    من ناحية أخرى فان نقص الاعلام وشحّه (وأعتقد أن آثاره السلبيّة معروفة للدرجة التى لامعنى لتكرارها) يزامله أحيانا وجود مايسمّى بمناطق الظلام الاعلامى أو هلاميّة الاعلام والتى تشحّ فيها الحقيقة رغم الوفرة الظاهريّة للتغطية الاعلامية لحدث ما (وأكبر مثال على ذلك هو ماحدث فى غزو العراق حيث أنه رغم التغطية المتواصلة والمكثّفة لأحداث ذلك الغزو الاّ ان جميع المتلقّين والمتتبّعين لهذه التغطية خرجوا فى النهاية من تلك الغيمة الاعلاميّة الهائلة وهم متّفقون على أنهم غير مستوعبين الحدث بل بالعكس وجدوا انفسهم مع كل هذه التغطية الهائلة فى حالة جهالة "أو تجهيل متعمّد لهم" لحقيقة الأحداث)

    وهذا يقودنا بالطبع الى الاعلام المغذّى للوهم والمكرّس لطمس الحقائق والزائف أو المزيّف (سواء بفتح الياء المشدّدة أو بكسرها) من أجل تعضيد أيديولوجيّات يتبنّاها ذلك الاعلام أو من أجل تحطيم أيديولوجيّات مناوئة لها.


    خلاصة


    كل ما أريد قوله فى النهاية هو أن الاعلام ليس الاّ تمثيلا مسرحيّا للواقع , وأننا لابد أن نبحث عن الحقائق حتّى ولو صدمتنا فى ما كنّا نعتقد بأنه هو الصواب المطلق , ومع ذلك فاننا اذا قرّرنا أن نمضى للبحث عن الحقائق وسط لجج الاعلام المليئة بجانب الصدق بالشائعات والأكاذيب والأوهام والأغراض والمغرضات فاننا ليس لدينا وسيلة اختبار مسبقة للتعرّف على الاعلام الجيّد والصادق وتمييزه عن الاعلام السيّئ المضلل أو المغرض , ولهذا فان الاستقراء والرؤية والتمييز والادراك الصحيح تحتاج مننا الى تؤدة و أمانة مع النفس وجهدا صعبا وغير اعتيادى من أجل حل ألغاز الاعلام وكشف الغث من السمين فيه وهو الشيئ الذى لن يتوفّر لنا فى صورة تماثل تلك الآلات البنكيّة التى تكشف الأوراق النقديّة المزيّفة وتميّزها عن تلك الأوراق الحقيقية .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de