دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
العزيز حيدر
تحياتي
جوهر الأمر هو الوصاية
وصاية الرجل على المرأة
ووصاية السيد على العبد
ووصاية الحاكم على الشعب
ووصاية المسلم على غير المسلم
يرفض كل أنسان سليم الحس
أن يخضع أو أن يخضع غيره لوصاية
يصر البعض على فهم الإسلام
أنه أساسا تكريس للوصاية
الأستاذ محمود
وائمة مثل الكواكبي ومحمد عبده
والعديد من التيارات الإسلامية
تفهم الإسلام على أنه محرر من الوصاية
وأظن أنه قد ظهر من الممارسة
- والتي نالتنا منها في السودان تجربتان -
أنه لا مكان لنظام يقوم على الوصاية
في حاضر ومستقبل البشرية
فيحسن بمن يربط الإسلام بالوصاية
أن يعيد النظر في فهمه للإسلام
الباقر موسى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Elbagir Osman)
|
د. حيدر سلامات ما حدث في حق لبنى خطأ لا محالة في طريقة التطبيق و التنفيذ و ما قامت به لبنى شجاعة متناهية إن كان حقاً أُريد به حقّا أو باطل فالله وحده أعلم بنواياها و الإجابة على تساؤلات البعض هل أرادت أن تُثبِت حقّها القانوني أم الشهرة. أياً كان فالحقُّ معها أما قولك أن ما تمّ تطبيقه هي قوانين شريعة إسلامية لا تصلح لنسوة هذا الزمان ، فأخالفك الرأي تماماً ولا حوجة لي للرجوع إلى موقع عرّاب الفكر الجمهوري طالما أن الأساس (قرآن و سُنّة) متاحان فالأصل موجود لماذا نلجأ للفرع ، و فروع الشجرة فيها المائل و المُعتدِل. ما تمّ تطبيقه برعونة في التنفيذ و التطبيق و الآلية هي قوانين النظام العام التي أقرّتها حكومة الوحدة الوطنية فلا تحاول النأي بشريك نيفاشا (الحركة) عن أصل المُشكِلة (قانون النظام العام). و لا أعتقد أن هذا الموضوع قد خُصِّص لمناقشة شرع الله و الإسلام الصالح لكل زمان و مكان بل هو خاص بلبنى و قانون النظام العام الذي وضع نفسه في موقفٍ حرجٍ جداً ، فدعنا لا نُعرِّج على ما شرّعه الله و لنتناول ما شرّعه البشر الخطّاؤون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
التحية والاجلال
الدكتور حيدر
تعرف ذهنية الهوس الديني تجيد الالتواء مرة القانون اسلامي في تجميع الجيوش ومحاكمة المرتد
النيل واخر شيخ يعلم القران قال ان الحديث النبوي لا يعتمده وهو من مدرسة القرانيين
ومرة عند حالة لبني لان الهم العام توحد ضد هذا الحكم قالوا انه لا اسلامي
مع ان تصريح الوالي حسم الامر وقال ان القانون مستمد من الشريعه الاسلامية
واتي نافع ملوحا بالجهاد وهل يا تري هو من شريعة موسي او عيسي الفيهو الجهاد
وانه ممكن يعود مرة اخري
لقد استبدل الترابي قانون سبتمبر وهو شريعة بقانون جنائي وهو برضو شريعه
لك التحية
وتعالي نعلي الهتاف ضد القوانين المقيده للحريات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Sabri Elshareef)
|
العزيز دكتور حيدر
تحياتي
اثمن الدور التنويري الهام الذي تقوم به كمثقف وطني مهموم بقضية الوطن وهو الدور الطبيعي لاي انسان يطلق عليه صفة مثقف لان المثقف انسان متورط بوعيه لاجل اخرين وهو صاحب رؤية لحلول ذات فائدة لاخرين. ولنقف معا ضد قوى ا ظلام والتجهيل ولدفع الامور تجاه التغيير نحو الافضل عبر التغيير الديموقراطي القادم عبر الية الانتخابات وهي الطريق الوحيد والمتاح لاحداث هذا التغيير اذا بالفعل انتوت هذه القوى الوطنية بهمة وطنية نية سحق الظلمة والظالمين. والى الامام.
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: علاء الدين يوسف علي محمد)
|
كتب على الدين يوسف_ Quote: ما تمّ تطبيقه برعونة في التنفيذ و التطبيق و الآلية هي قوانين النظام العام التي أقرّتها حكومة الوحدة الوطنية فلا تحاول النأي بشريك نيفاشا (الحركة) عن أصل المُشكِلة (قانون النظام العام). |
ان ام اكن مخطى فيما تقصده هنا . فارجو ان اوضح لك الاتيةك- 1_ ليس هناك اى علاقة ما للحركة الشعبية بكل القوانين القمعية التى تصر على استمرارها المؤتمر الوطنى واذا وجد للحركة مسؤلية ...فهى بكل تاكيد صبرها على التسويف الممنهج 2_تعلم المعركة التى خاضها الحركة الشعبية بشأن قانون الشرطة ...وولائيتها...وبما ان الشرطة المسمى الان بامن المجتمع والذى سوف ينظمه قانون شرطة ولاية الخرطوم سوف تكون فى منضدة المجلس التشريعى غدا الاثنين ... 3_على وجة الدقة ( الشرطة هذا وقانونه لم تقره حكومة الوحدة الوطنية..الا فمتى واى مستوى منها؟؟؟) 3_(كان ناس تاكى وسكانين....ما توسك بلد كله) قول مأثور
____________ عربى جوبا ...اظنك بتفقه!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Deng Goc)
|
الاخ العزيز حيدر تحية طيبة قال الرئيس البشير(الناس على دين اعلامها) كيف سنقود ثورة دستورية انتخابية في ظل ازمة المنابر الحرة في الداخل...وتقاعس اهل الخارج في العالم الحر في التواصل مع الفضائيات العالمية(الحرة نموذجا)
لا شيء يخيف خفافيش الظلام مثل الضوء الساطع والفكر الساطع
ولكن في ظل الغياب والتغييب والتشرزم والانتهازية...التي لم ينجو منها حتى هذا البورد.... كاني اقول لك\ ستسمع ان ناديت حيا ولكن لا (حياء) لمن تنادي وكان لاهل لمؤتمر الوطني ان يسمعو النصائح الثمينة للدكتور التجاني عبدالقادر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: awad abugdeiri)
|
الحبيب دكتور حيدر سلام
الانقاذ هي من قاد ويقود البلاد
ماهو دور الحركة الشعبية لتحرير السودان ?
هل أكدت علي قضية الديموقراطية والحريات كمدخل لحلول مشاكل البلاد?
هل يتري حسمت الحركة الشعبية تغول الدين في السياسة والدولة أم لازالت قوانين الشريعة سارية?
هل ألغت القوانين المقيدة للحريات وقلصت صلاحيات جهاز الامن?
هل فككت الحركة الشعبية دولة الحزب الواحد أم أنها منحت المؤتمرالاغلبية المطلقة في أجهزة ومؤسسات الد ولة ?
هل قدمت الحركة الشعبية حلول شاملة لمشاكل البلد أم أنها قد ركزت علي الجزئي? ظلت القوانين المقيدة للحريات، كقانون الأمن والوطني، وقانون النقابات، وقانون الصحافة وغيرها، مسلطة على رقاب المواطنين في مخالفة صريحة لاتفاقيات السلام والدستور. بل إن بعض القوانين القليلة التي جرى تعديلها كقانون العمل الطوعي تم تشديد طابعها القمعي والاستبدادي. واستمرت هذه الدوائر في ذات ممارساتها القديمة بإطلاق الرصاص على المدنيين العزّل، ومصادرة حريات التعبير والتنظيم والتجمع، واعتقال النشطاء والصحفيين والكتاب، فضلا عن اعتقال الرموز السياسية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: يحي ابن عوف)
|
Quote: وتعالي نعلي الهتاف ضد القوانين المقيده للحريات |
نعم، يا صبري، المقاومة لتعديل القانونين المقيدة للحريات ومعارضة تشويه الدين واستغلاله لأغراض سياسية من أهم واجبات المرحلة. إذ لا يرحى أن تكون هناك انتخابات نزيهة تحت مظلة قوانين غير دستورية ، مقيدة للحريات.
فلنستمر في رفع ر وتيرة النشاط التوعيوي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
سلامات يا حيدر
لا ارى اي علاقة بين قوانين النظام العام والاسلام
واي حزب يضع في برنامجه الانتخابي الغاء قانون النظام العام سادعمه دعم كامل...
وسندعم لبنى والبنات الاتجلدن منذ وضع القانون هذا دعم مرتب ومنظم.. ولن نخلط ما بين الاشياء
ولبنى لم تطرح قضيتها بصورة جيدة وحولتهاالى سيرك راجع المقابلة التي اجربت معها انظر الى كلامها و طريقة كلامها
معا جميعا لالغاء قوانين النظام العام الجائرة الظالمة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: د.نجاة محمود)
|
Quote: ولنقف معا ضد قوى ا ظلام والتجهيل ولدفع الامور تجاه التغيير نحو الافضل عبر التغيير الديموقراطي القادم عبر الية الانتخابات وهي الطريق الوحيد والمتاح لاحداث هذا التغيي |
نعم، يا عمدة، هذا هو الخيار الوحيد المتاح. وهو أفضل من إسقاط النظام، لأن الأخير سيعني الفوضى. ولذلك فقد حرصت على أن أسمي ثورتنا القادمة "بالثورة الدستورية."
فإلى الأمام، كما تقول أنت!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: ان ام اكن مخطى فيما تقصده هنا . فارجو ان اوضح لك الاتيةك- 1_ ليس هناك اى علاقة ما للحركة الشعبية بكل القوانين القمعية التى تصر على استمرارها المؤتمر الوطنى واذا وجد للحركة مسؤلية ...فهى بكل تاكيد صبرها على التسويف الممنهج 2_تعلم المعركة التى خاضها الحركة الشعبية بشأن قانون الشرطة ...وولائيتها...وبما ان الشرطة المسمى الان بامن المجتمع والذى سوف ينظمه قانون شرطة ولاية الخرطوم سوف تكون فى منضدة المجلس التشريعى غدا الاثنين ... 3_على وجة الدقة ( الشرطة هذا وقانونه لم تقره حكومة الوحدة الوطنية..الا فمتى واى مستوى منها؟؟؟) 3_(كان ناس تاكى وسكانين....ما توسك بلد كله) قول مأثور
|
العزيز دينق، تحياتي، أوفقك على ما تقول، ولكن الحركة الشعبية، رغم انجازاتها الكبيرة، فإنها عجزت عن القيام بأهم واجباتها، ومن هذه تعديل الدستور والقوانين المقيدة للحريات. وقد فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق وجود إعلامي فاعل بسبب هذا العجز. وليست هناك قضايا أكبر من هذه في أصل مشروع الحركة. معظم ما شغلت به الحركة نفسها في سنوات الحكم الماضية لم يكن إلا من الأمور الفرعية. وقد تناولت هذا الرِأي ببعض التفصيل في المقال بجزئيه، فأرجو أن تتكرم بمراجعته كاملاً، إن سمح لك الوقت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
عزيزي عادل، تحياتي وشكري على المساهمة، تعرف أن صوتي كاد يبح وأن مثلك أقول:
Quote: كيف سنقود ثورة دستورية انتخابية في ظل ازمة المنابر الحرة في الداخل...وتقاعس اهل الخارج في العالم الحر في التواصل مع الفضائيات العالمية(الحرة نموذجا)
|
ولكن لا حياة لمن تنادي! والله المستعان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: شكر على هذا البوست الرائع
عوض أبوجديرى
|
الأخ الكريم عوض، تحياتي وشكري. أرجو أن أكون دوماً عند ظنك. وليتك أبقيت مساهمة الممسوحة، فهي لم تكن خارج موضوع الخيط كما ظننت. فالموضع يستخدم منهج الفكر الجمهوري، وقد أشرت بوضوح للأستاذ محمود وفكره، ونموذجه. أرجو أن تعود للمشاركة، إذا سمح لك وقتك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: هي قوانين النظام العام التي أقرّتها حكومة الوحدة الوطنية |
سؤالين يا علاء ...
علاقة الزبير محمد صالح الموقع على القانون الجنائى 1991 بى حكومة الوحدة الوطنية شنو؟ وأقرت قوانينو متين؟
والسؤال التانى ...
وين الخطأ فى التطبيق والتنفيذ الإنت بتتكلم عنو؟ _________________________
بعدين اتمنى أن يكون رأيك بأن القانون يتماشى مع الشريعة الإسلامية ....
لأنو دا السبب الرافضينّ بيهو القانون ...
(زمان لمن قالوا لى انت مؤيد الكيزان بتختلف معاهم فى شنو؟ قلت ليكم "الشريعة" ... فى ناس قعدوا يضحكوا لغاية ما راس السوط - ما 40 جلدة - وصلم)
... المهم ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)
|
حيدر بدوي
سلامات
اهديك قول حبيبك الاستاذ محمود محمد طه في بعض من وصيته الينا نحن الرجال
Quote: غاروا على النساء.. ولا يكن مصدر غيرتكم الشعور بالامتلاك، كما هي الحالة الحاضرة.. ولكن غاروا على الطهر، وعلى العفة، وعلى التصون، لدى جميع النساء.. وسيكون من دوافع مثل هذه الغيرة أن تعفوا، أنتم أنفسكم، فإنه وارد في الحديث: ((عفوا تعف نساؤكم)).. * تسلطوا على النساء!! ولكن لا يكن تسلطكم عليهن عن طريق الوصاية، ولا عن طريق القـوة، ولا عن طريق الاستعلاء - استعلاء الذي ينظر من أعلى إلى أدنى- ولكن تسلطوا عليهن عن طريـق الحب.. أحبوهن، وتعلقوا بالمكارم، والشمائل، والرجولة، التي تجعلكم محبوبين لديهن.. فإن المـرأة إذا أحبـت بذلـت حياتـها فـداء لمن تحـب.. فليكـن هـذا طريقكم إلى ((استغلالهن)).. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: كمال عباس)
|
Quote: الأخ الكريم عوض، تحياتي وشكري. أرجو أن أكون دوماً عند ظنك. وليتك أبقيت مساهمة الممسوحة، فهي لم تكن خارج موضوع الخيط كما ظننت. فالموضع يستخدم منهج الفكر الجمهوري، وقد أشرت بوضوح للأستاذ محمود وفكره، ونموذجه. أرجو أن تعود للمشاركة، إذا سمح لك وقتك. |
عزرا أستاذ حيدر
والف شكر للدعوة لى بالمساهمة فى هذ البوست تجدنى مقلا فى الكتابة فى هذا المنبر لكننى
متابع عن كثب عن مايدور من حراك فكرى‘سياسى‘حتى رياضى كما إننى من المعجبين جدا بكتابتك
فى هذا المنبر انت والاستاذ كمال عباس كرقم حقيقى للا ستنارة فى هذا المنبر.
__________________________________________
أستاذ حيدر
كما يبدو نحن فى حاجة ماسة وملحة جدا للفكر الجمهورى
لحوجتنا الملحه له للخروج من عنق الزجاجة والاختناق التاريخى بفعل سطوة الاسلام السياسى على توجيه
حياتنا والحد من تتطورنا كبشر لنا حق التفكير والنقد لقراءة النص القران كما فعل الشهيد محمود
محمد طه فى رسالته الثانية الملئية بالشوف العميق لطبيعة التاريخ الاسلامى المسجون بالتشريع والنصوص
دون أدنى تفكير بأن الانسان هو خليفة الله فى الارض مصدر الفعل الكونى ... لكن كما يبدو لى بان
من يديرون الصراع فى الاتجاه المقابل يفتقرون لابسط أدوات المعرفة بالتاريخ الاسلامى لانهم ببساطة
هم جزء من هذا التاريخ باجتراره واعادة انتاجه للمحافظة على (راس المال الطفيلى) الذى ينمو فى
فضاءات القهر والبطش باسم الله...؟
عوض أبوجديرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: _ ليس هناك اى علاقة ما للحركة الشعبية بكل القوانين القمعية التى تصر على استمرارها المؤتمر الوطنى واذا وجد للحركة مسؤلية ...فهى بكل تاكيد صبرها على التسويف الممنهج 2_تعلم المعركة التى خاضها الحركة الشعبية بشأن قانون الشرطة ...وولائيتها...وبما ان الشرطة المسمى الان بامن المجتمع والذى سوف ينظمه قانون شرطة ولاية الخرطوم سوف تكون فى منضدة المجلس التشريعى غدا الاثنين ... |
نعم، يا دينق، ولكن الحركة ضغيفة للغاية في شأن تأمين الحقوق الدستورية للمواطن السوداني. وهذا أهم شأن على الإطلاق. فنحن حركة "تحرير." والحرية هي لب الدستور. تقاعس الحركة عن الدفاع عن الحقوق الأساسية في المستوى المركزي للدولية السودانية ستكون نتيجته وبالاً على الكل.
طاقة الحركة وزنها التاريخي والمعنوي وقدراتها كحزب حاكم، تؤهلها للعب دور أكبر بكثير مما قامت به حتى الآن. محلصة الانجاز للحركة الشعبية منذ توقيع اتفاقيات السلام ضغيفة للغاية.
يجب أن نستمع للنقد المخلص. ولا نستعجل الدفاع بصورة ميكانيكية تعمينا عن عيوبنا. وهي كثيرة، كثيرة، كثيرة، وكبيرة، كبيرة، كبيرة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
العزيز حيدر تحياتي اتفق معك يا عزيزي ولبني فضحت النظام ونزعت ورقة التوت التي يتستر خلفها نظام القتلة المجرمين
Quote: أما قولك أن ما تمّ تطبيقه هي قوانين شريعة إسلامية لا تصلح لنسوة هذا الزمان ، فأخالفك الرأي تماماً |
فيم يتكلم الاخ علاء ؟ امرك غريب حقيقة ، هذا النظام يطبق قوانين اسلامية فماذا تسميها ؟ شئت ام ابيت فهي قوانين الشريعة الاسلامية الجلد هذه العقوية اللاانسانية .. عقوبة اسلامية هذا نظام فاسد ومجرم في طريقه الى الزوال وشعبنا قادر على ازالته طال الزمن ام قصر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: سؤالين يا علاء ...
علاقة الزبير محمد صالح الموقع على القانون الجنائى 1991 بى حكومة الوحدة الوطنية شنو؟ وأقرت قوانينو متين؟
والسؤال التانى ...
وين الخطأ فى التطبيق والتنفيذ الإنت بتتكلم عنو؟ _________________________
بعدين اتمنى أن يكون رأيك بأن القانون يتماشى مع الشريعة الإسلامية ....
لأنو دا السبب الرافضينّ بيهو القانون ...
(زمان لمن قالوا لى انت مؤيد الكيزان بتختلف معاهم فى شنو؟ قلت ليكم "الشريعة" ... فى ناس قعدوا يضحكوا لغاية ما راس السوط - ما 40 جلدة - وصلم)
|
سؤالين في الصميم، يا تبارك! وتعليق يدل، في تقديري، على جوهر شخصيتك. ليت البعض يفهمون منطلقاتك! وليتهم ينفذون إلى الجوهر دون الانشغال بالتفاصيل العاثرة، والعابرة، التي قد تشغلنا عن الصورة الكلية!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: وهكذا يكتب صديقي د. حيدر بدوي حين يسخو : مشخصا للعلة ومبينا أسباب |
العفو يا صديقي العزيز كمال. ليس ما أكتب غير جهد المقل، ولكني أشكرك لحسن ظنك في، راجياًُ دوماُ أن أكون عنده. ومن يرتجي حسن ظنك لا يرتجي هيناُ.
Quote: الداء مقدما روشتة العلاج وجرعة الدواء .... ....وقبل أن أدلف مثمنا علي دور التيارات الإسلاميةالمستنيرة التي تقرأ النصوص في سياقها الظرفي وتربطها بأسباب تنزلها ومتطلبات الواقع الذي تنزلت فيه وتفرق بين هذا وبين روح ومقاصد الدين الكلية وتتناغم مع متطلبات عصرنا الحالي وتعقيداته وقيمه ومنجزات الإنسانية فيه.. قبل هذا لابد من سؤال بسيط ولكنه عميق !! ما الذي يجمعنا كسودانين ? هل هو دين بعينه أم ثقافة أو عرق محدد? أم هو مبدأ المواطنة? الأجابة في رأي هي: أن القاسم المشترك الأعظم الذي يجمع الكل هو رابطة المواطنة لذا يجب أن يصاغ القانون علي أساس المواطنة ليراعي التبائن العرقي والديني والثقافي !! ويجب أن نضع في الأعتبار أن تيارات الإسلام السياسي والتي تملأ الدنيا زعيقا لا تملك خطابا إسلاميا متماسكا يقدم إجابات لمشكلات العصر.. أسالهم- كم عدد الحدود? وماهي مواعين الشوري وأسسها وكيف يختار الحاكم وماهي صلاحياته ? وهل يجوز الرق في عصرنا هذا? هل يجب الجهاد الهجومي -الغليظ? هل مفهوم الجزية قائم? هل تجوز رئاسة غير المسلم? وهل تجوز رئاسةالمراة ? وهل يصح أن تتولي القضاء? وهل الحدود و العقوبات الدينية غايةفي ذاتها ولذاتها أم هي مجرد وسائل لضبط المجتمع? 00 ستجد خلافا عميقا بين التيارات الإسلامية حول هذا وستجد محاولات ترقيع هنا وهناك ومحاولات إنتقائية للتوفيق بين فهم النص ومتطلبات العصر ولكن يتجاهل هولاء أن المطلوب هو رؤية منهجية تماثل ما قدمته الفكرة أو تتجاوزها لفهم أكثر تقدما!! كمال |
قلب مسهامتك العميقة هذه هو السؤال: مالذي يجمعنا كسودانيين؟ وخطر لي أن أرد باسهاب. ولكني توقفت عن ذلك حين بدات أفكر في "مالذي يجمعنا كبورداب؟" ووجدت الإجابة في صلب ماقلته أنت. هنا:Quote: القاسم المشترك الأعظم الذي يجمع الكل هو رابطة المواطنة لذا يجب أن يصاغ القانون علي أساس المواطنة ليراعي التبائن العرقي والديني والثقافي !! ويجب أن نضع في الأعتبار أن تيارات الإسلام السياسي والتي تملأ الدنيا زعيقا لا تملك خطابا إسلاميا متماسكا يقدم إجابات لمشكلات العصر.. أسالهم- كم عدد الحدود? وماهي مواعين الشوري وأسسها وكيف يختار الحاكم وماهي صلاحياته ? وهل يجوز الرق في عصرنا هذا? هل يجب الجهاد الهجومي -الغليظ? هل مفهوم الجزية قائم? هل تجوز رئاسة غير المسلم? وهل تجوز رئاسةالمراة ? وهل يصح أن تتولي القضاء? وهل الحدود و العقوبات الدينية غايةفي ذاتها ولذاتها أم هي مجرد وسائل لضبط المجتمع? 00 ستجد خلافا عميقا بين التيارات الإسلامية حول هذا وستجد محاولات ترقيع هنا وهناك ومحاولات إنتقائية للتوفيق بين فهم النص ومتطلبات العصر ولكن يتجاهل هولاء أن المطلوب هو رؤية منهجية تماثل ما قدمته الفكرة أو تتجاوزها لفهم أكثر تقدما!! |
ولا مزيد علي هذه الإجابة غيرأن نقول أن رابطتنا هنا تقوم على التفاوض الفكري. وهو أمر شاق. ولكن علينا أن نتذكر أنه لا يتفاوض على شأن من الشؤون إلا من كادت رؤاه تقترب من رؤى الآخر حيث لم يعد العنف الحسي أو اللفظي ضرورة لفض النزاعات.
فهيا نساهم في توسيع تجربة هذا المنبر لتشمل كل المنابر السودانية، ما استطعنا لذلك سبيلاً!
ربما وقتها سنستطيع أن ندرك أن ما يجعمنا أكثر وأجل وأعظم مما يفرقنا وإن دلت ظواهر الأمور علي غير ذلكّ!
شكراً، يا كمال على هذه المساهمة الثرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: عزاز شامي)
|
Quote: كما يبدو نحن فى حاجة ماسة وملحة جدا للفكر الجمهورى
لحوجتنا الملحه له للخروج من عنق الزجاجة والاختناق التاريخى بفعل سطوة الاسلام السياسى على توجيه
حياتنا والحد من تطورنا كبشر لنا حق التفكير والنقد لقراءة النص القران كما فعل الشهيد محمود
محمد طه فى رسالته الثانية الملئية بالشوف العميق لطبيعة التاريخ الاسلامى المسجون بالتشريع والنصوص
دون أدنى تفكير بأن الانسان هو خليفة الله فى الارض مصدر الفعل الكونى ... لكن كما يبدو لى بان
من يديرون الصراع فى الاتجاه المقابل يفتقرون لابسط أدوات المعرفة بالتاريخ الاسلامى لانهم ببساطة
هم جزء من هذا التاريخ باجتراره واعادة انتاجه للمحافظة على (راس المال الطفيلى) الذى ينمو فى
فضاءات القهر والبطش باسم الله...؟
عوض أبوجديرى |
العزيز عوض، تحيتي وعاطر مودتي. هكذا يكون الفكر الناقد، لا يتهيب الشك، فهو أساس اليقين الإيجابي المنفتح على الآخر وعلى رؤية الآخر. ولكن يكون هناك "شوف عميق،" كما عبرت أنت، بغير التساؤل الملحاح عن كل المسلمات، وتفكيكها، ثم إعادة تركيب ما يصلح منها للإنسانية الحاضرة.
لم تترك كبير مجال لقول المزيد. شكراً جزيلاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: العزيز حيدر تحياتي اتفق معك يا عزيزي ولبني فضحت النظام ونزعت ورقة التوت التي يتستر خلفها نظام القتلة المجرمين
Quote: أما قولك أن ما تمّ تطبيقه هي قوانين شريعة إسلامية لا تصلح لنسوة هذا الزمان ، فأخالفك الرأي تماماً
فيم يتكلم الاخ علاء ؟ امرك غريب حقيقة ، هذا النظام يطبق قوانين اسلامية فماذا تسميها ؟ شئت ام ابيت فهي قوانين الشريعة الاسلامية الجلد هذه العقوية اللاانسانية .. عقوبة اسلامية هذا نظام فاسد ومجرم في طريقه الى الزوال وشعبنا قادر على ازالته طال الزمن ام قصر |
عزيزي خالد، تحياتي الحارة، راجياً أن تكون قد بلغت تمام الصحة والعافية.
نعم ، لبنى فضحت نظامنا السياسي كله، وبخاصة المعارضين. فهي تتحرك في المساحة التي كانت شاغرة بسبب تقاعس المعارضة الشماليه والحركة الشعبية والجمهوريين عن القيام بدورهم في كشف الخلل في الدستور الانتقالي والقوانين المقيدة التي اشتقت منه والتي اشتقت قبله من خارجه!!!
أما قولك أن هذه هي قوانين الشريعة فلي فيه نظر. هذه القوانيين تشويه للشريعة وتشويه للدين. فالشريعة، وهي مبنية على فروع القرآن، تطلب من المرأة الجلوس في البيت وعدم الاختلاط. والنظام يريد أن يقول أنه يطبق الشريعة. وقد وضح عملياً أن الشريعة ، في صرافتها، غير قابلة للتطبيق. نقطة!! وتراجع النظام عن كل أوهام القدرة على إرجاع الناس لما صلح في القرن السابق ولا يصلح لإنسان اليوم يدل على ما نقول. قادة المؤتمر الوطني يعرفون أنهم فشلوا. والشارع السوداني ملئ بمن يلبسب البنطال، بل ملابس أقل سترة من البنظال. ولن يستطيع النظام -أكرر، لن يستطيع- أن يقهر المرأة السودانية! وما القوانين التي تحاكم بموجبها لبنى إلا صورة مشوهة من الشريعة قصد بها إذلال المرأة والرجل معاً. فمن يذل المرأة يذل الرجل إذا خنع الأخير ورضى على نفسه الاستكانه. المؤتمر الوطني يريد أن يسوق شبعنا للاستكانه له ولمشروعه.
ويعني ذلك أن المسألة مسألة سياسية، مادية، دنيوية، محضة. فهؤلاء يعرفون أنهم لن يبقوا في السلطة بغير القمع والتزوير!! وأكبر تزوير قامت به القوى المتحكمة في حزب المؤتمر الوطني هو تزوير الشريعة تزوير الشريعة!!!
وهذا التزوير بدأ ينكشف بفضل تجربة لبنى وستعقبها تجربة أمل. وتجارب أخرى كثيرة ستؤدي، عاجلاً أو آجلاً، لاستشراف عهد جديد تصان في كرامة الإنسان، إمراةً كانت أو رجلاً كان!
فإين الرجال في الشمال؟ وهل سيشاركون المرأة السودانية الإنسان في ملء المساحة التي شغلوا أنفهسهم عنها بسفاسف الأمور؟ أسئلة، أرجو أن تجيب عليها أيامنا القادمات بما يطمئننا على أن الرجل السوداني ما زالت به بعض نخوة، نرجو أن تحيي بقية مخزونه منها!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: العزيز د.حيدر، جاييك |
ندين ونشجب ونستنكر خرف العود والاتفاقيات، يا كمال بشاشا! عيب عليك وفقد لنا عظيم أن تنهزم وتخرج من المنبر! شنو يعني مكسح، إذا لم تكن تعنى أن ستصبح كسيحاً إذا لم تواصل هنا! وهنا لا أقول إلا بقولك "مكسح." عيب والله!
الحرم الآمن كيف يكون الأمر سواه وما الطلب؟ تعال إلينا ياصاح فصدور القوم هنا رحب! بثمار القوم ستعرفهم، خبرني ما تلد النجب؟
هكذا يقول الشاعر الجمهوري، أستاذي العوض مصطفي. وما أبدعه من قول، نشده مموسقاً فتكاد تطير منا الاجسام بأجنحة بغير ريش!
وهنا أحسب أن القصيدة يمكنها أن تؤول في صالح هذا المنبر الحر، باعتباره حرماً آمناً على الرغم من عبادة البعض هنا لأصنام صنعوها بتفكيرهم العيق، غير المنسجم مع روح العصر ولا الأصول الإنسانية للفكر الديني بصفة خاصة، والفكر الاجتماعي بصفة عامة. على الرغم من ذلك فإن فيه كذلك الأحرار الذين يقدسون الفكر الحر، وهؤلاء غالبون. فما مالك لا تأتي إلى محراب الفكر في المنبر وتترك كهوف الجهل المجاورة التي تكاد تعصف به. ولن يعصف هذا المنبر لأن عناية الله ترعاه، مثلما يرعاه سهر الأحرار -وأنت من هؤلاء- على حرياتهم. تعرف رأيي في خطابك، وتعرف أيضاً راي في جوهر قضيتك. فالأول لا يتوافق مع المرحلة التي نحن فيها الله من عمر التجربة السودانية التي كادت أن تنبت خلقا جديدا، ساهمت أنت في تشكيله بعنف لفظي لا أرى له ضرورة. ولكن هنا يتنافس المتنافون. فالتحلي بأسس الحوار الديمقراطي هو محك اعتبار الإنسان لكرامته وكرامة الآخرين. وهو بالتالي منطقة مجاهدة مع النفس ومع الناس تثقل الكاهل.
وللحديث بقية إن شئت أن تأتينا هنا وتفي بوعدك. في تقدري، أنك لابد أن ترد لي الدين، يا بشاشا. فقد قصرت في حق هذا الخيط حتى أقضى وقتاً مناسباً مع قامتك الفكرية في هذا المنبر في خيط آخر (يمكن أن ننقل بعض فحواه إلي هنا، إن شئت). وإن لم تشأ فأقله أن توفي بالتزامك، وإلا ستكو ن مثل خارقي العهود من "الجلابة" و"المهوسين!"
لك كامل محبتي واحترامي، وسأبيت على عشم أن تأتينا هنا! ومثلك لا يرد العاشمين من المهمشين أمثالي! وفي هذا يطول الحديث!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: كمال عباس)
|
Quote: د. حيدر، اعتذر عن قدومي متأخرة ... سأعود لاحقا بالتأكيد ... كل الود، |
تأخرت كثيراً علينا، يا عزاز، أيتها الجسورة!
مسكاقنا؟
أتفهم تماماً ظروفك هذه الأيام، والأجواء الداخلية التي أدخلك فيها البعض هنا. ولكني، أظن، أن مثل هذا الخيط قادر على إخراجك من تلك الأجواء. وفي ظني، وليس كل الظن إثم، أنك ستساعدينا في تمكين الرؤى المستنيرة التي تساهم في ثورتنا الدستورية والانتخابية القادمة.
نحتاجك هنا، بشدة!
فهلا شرفتينا، أيتها الشريفة؟
هذا، مع عاطر مودتي وعشمي في مجيئك إلى هنا، حيث منصة الانطلاق في سباق المسافات الطويلة!
"إك ارنجرفيروا!"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: ياسر عرمان: على قيادة الشرطة الابتعاد عن العمل السياسى والتربص بالاخرين وتصفية الحسابات السياسية والإلتزام بالمهنية الأحد, 09 أغسطس 2009 11:59 قانون النظام العام وشرطته مخالفان للدستور ويجب إلغائهما قال الأستاذ ياسر عرمان رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية لتحرير السودان ان مؤسسات البوليس والقضاء وسائر دوائر الخدمة المدنية ما هى الا مؤسسات تابعة للمؤتمر الوطنى، وطالب بضرورة العمل الجاد للرجوع بهذه المؤسسات لطبيعتها المهنية وحيدتها ووضعها فوق الصراعات السياسية ، وأوضح عرمان في بيان أاصدرته وتلقت سودانايل نسخة منه أن قانون النظام العام وشرطة النظام العام مخالفان للدستور، وأضاف بأن التهديد برفع الحصانة عنه ومحاكمته لا يهز شعرة من راسه بل ورحب بها قائلا: الحصانة مرجعيتها شعب السودان وكرئيس للهئية البرلمانية للحركة الشعبية لتحرير السودان بامكاننا إستدعاء مدير الشرطة أو أى وزير مختص وفيما يلي نص البيان: في بيان أصدره ياسر عرمان: من يستدعى من ؟ ومن يحاكم من؟ ومن يرفع الحصانة عن من ؟ على قيادة الشرطة الابتعاد عن العمل السياسى والتربص بالاخرين وتصفية الحسابات السياسية والإلتزام بالمهنية قانون النظام العام وشرطته مخالفان للدستور ويجب إلغائهما المحاولات البائسة من بعض دوائر المؤتمر الوطنى فى التهرب من استحقاقات التحول الديمقراطى وتنفيذ إتفاقية السلام عبر استهداف شخصيات بعينها وتصفية الحسابات معها ومحاولات لعب دور القاضى والخصم فى ان معأ واستغلال اجهزة الدولة والخدمة المدنية والمؤسسات العامة بصورة حزبية سافرة وفى تاكيد واضح للكافة ان مؤسسات مثل البوليس وللقضاء وسائر دوائر الخدمة المدنية ما هى الا مؤسسات تابعة للمؤتمر الوطنى، لايؤكد الا ضرورة العمل الجاد للرجوع بهذه المؤسسات لطبيعتها المهنية وحيدتها ووضعها فوق الصراعات السياسية وهذه قضية لايجدى معها التهرب والتملص وتصدير الاتهامات للاخرين والتربص بهم، وعلى قيادة جهاز الشرطة على وجه الخصوص احترام مهنيته وحيدتها وعدم دخوله فى الصراعات السياسية رغم علمنا بخلفية المدير العام للشرطة ، ومع ذلك امامه فرصة واسعة ليثبت للجميع انه جاء ليخدم سائر المجتمع السودانى فى تجرد ونزاهة ومهنية عالية وان لاينجر للصراعات السياسية والا سنعامله بنفس البضاعة . قانون النظام العام وشرطة النظام العام مخالفان للدستور وسبق ان اثرنا ذلك مع المبعوث الامريكى أسكوت غراشن ووفد المؤتمر الوطنى وقبل ذلك فى اللجنة المشتركة برئاسة الاستاذ / على عثمان محمد طه ود/ رياك مشار وفوق ذلك ممارسات بعض أفراد وضباط هذه الشرطة فى تضاد مع الفضيلة التى تدعو لها وبعضهم يساوم النساء فى كرامتهن ويكفى حادث الصحفى وزوجته موخرأ وغيره.ولست من الرجال اللذين يبتلعون كلماتهم ويديرون ظهورهم لتاريخهم، والتهديد برفع الحصانة والمحاكمة لا يهز شعرة من راسى ومرحبأ بذلك. فالحصانة مرجعيتها شعب السودان وكرئيس للهئية البرلمانية للحركة الشعبية لتحرير السودان بامكاننا إستدعاء مدير الشرطة أو أى وزير مختص وفى ذلك فان الباب العاشر المادة (155) من دستور جمهورية السودان الانتقالى لسنة 2005م ينص على :- ( تشكل اجهزة تنفيذ القانون فى العاصمة القومية على اساس تمثيلى لكل سكان السودان وتكون مدربة تدريبا كافيا بحيث تستشعر التنوع الثقافى والدينى والاجتماعى فى السودان ). وأين نحن من ذلك!!! اشباه الكتاب امثال الطيب مصطفى وخلفهم الأمن الشعبى والاخرين نتمنى ان لايكون لغوهم هو سياسة رسمية للمؤتمر الوطنى، فالمؤتمر الوطنى مواجه بقضايا عظيمة وذات أثر وخطر على مستقبل السودان وعلى راسها الحفاظ على وحدة السودان على اسس جديدة وطوعية عبر حق تقرير المصيروحلأ عادل لقضية دارفور والتحول الديمقراطى وامامنا معأ والاخرين اقل من (500) يوم على الاستفتاء لنجعل من قضايا بلادنا وأزماتها فرصة لنغيير ما بانفسنا وان نخلق من ازمات هى بامتياز فرص وحلول بامتياز مقابل ودونكم تجربة الإسلاميين فى تركيا. وقد طالبت فى نفس الندوة بان تكون رئاسة الجمهورية فوق التحيزات للقبائل والإثنيات والاديان وان تكون عنوان لكل مايجمع ويصون ولا يبدد ويحمى ولا يهدد وان المسيرية والدينكا عنوان من عناوين الأخوة الشريفة والتمازج والتعايش فى حالتى الوحدة أو الانفصال، وان احياء ذكرى الزعيم الكبير د/ جون قرنق دى مبيور تبدا بحكومة الوحدة الوطنية ويجب ان تحولها لمناسبة لتجسيد معانى الوحدة والعيش المشترك لانه أحد دعامات الترابط جنوبأ وشمالأ،شرقأ وغربأ مثلما فعل الشعب الامريكى بذكرى مارتن لوثر كينج بدلا من ذكرى للشقاق بان تكون ذكرى للوئام والتلاحم وبدلأ من تجاهلها وهذا يضيف للمؤتمر الوطنى ولا ينتقص منه وكذلك سائر شعب السودان فهل أخطانا فى ذلك!!! ياسر عرمان رئيس الكتلة البرلمانية لنواب |
رفيقي العزيز ياسر عرمان، تحياتي الزاكيات،
هكذا تكون الجسارة! هكذا يكون الشرف! هكذا تكون الامانة! هكذا تكون الثقة! هكذا تكون الإنسانية! هكذا معنى الحرية! هكذا معنى الندية! هكذا معنى التساوي! هكذا معنى المؤأخاة!
سر، بجسارة، وشرف، وأمانة وثقة، وإنسانية تقدس الحرية، بندية، تخدم المساواة والمؤخاة في وطن يزخر بثروة تعايشية، تسامحية ضخمة!
سر، خلف الرفيق القائد سلفا كير، رئيسنا المبجل ونوابه، وعضضاً للرفيق القائد باقان أموم، أميننا العام الجسور!
سر، ولن تكون العاقبة إلا بناء سودان موحد على أسس جديدة!
وخلفكم نسير لتحقيق المشروع الأساس للحركة الشعبية "لتحرير" السودان!
ولنصعد جميعا ثورتنا الدستورية!
ولنبدأ حملتنا الانتخابية منذ اليوم!
وليكن تنظيم حزبنا بصورة أكثر كفاءة، وترميم قنوات الاتصال في الحزب هي أولويات المرحلة!
كل هذا، إضافة للعمل الكبير الذي يقوم به الأمين العام، وشخصكم الكريم في التصدي لالتواءات ومكائد العاكفين على مشروع السودان القديم!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
إقرأؤا مغالطات هذه الوزيرة، وأحكموا!
Quote: وزيرة الرعاية الإجتماعية : من يتحدث عن إضهاد المرأة بالسودان كاذب.. وقضية لبنى مجرد مخالفة قانونية أمام المحكمة الأربعاء, 12 أغسطس 2009 20:31 (منفول من سودانايل)
الخرطوم- الشرق/ صباح موسى أكدت الأستاذه " سامية أحمد محمد" وزير الرعاية الإجتماعية وشئون المرأة والطفل السودانية أن من يتحدث عن إضطهاد المرأة في السودان فهو كاذب. وقالت الوزيرة في تصريحات خاصة لـ " الشرق" أن المرأة في السودان إحتلت منصة القضاء منذ الستينات, فكيف تضطهد وقد مارست العمل السياسي منذ زمن بعيد, وتعتبر من اللوائي حصلن على حقوقهن في الوطن العربي والمنطقة. مضيفة أن المرأة السودانية مشارك أصيل في حركة المجتمع, وصناعة التغيير فيه, وأن المرأة في السودان بطبيعتها متقدمة بشهادة الجميع في الداخل والخارج. وعلقت " سامية" على قضية جلد الصحافية " لبنى أحمد حسين" قائلة أن هذا الحديث ساذج, وأن من يقول أن هناك إنتقاص من حق المرأة في السودان فهو مضلل, مؤكدة أن قضية "لبنى" هي مخالفة قانونية, وأنه ليس هناك أي فرد سوداني يعلو على القانون. مبينة أن القضية الآن أمام المحكمة, وينظر إليها بقانون لم يسن اليوم, وهو قانون منذ عام 1924, وأن القضية مجرد مخالفة قانونية, ستقول المحكمة فيها كلمتها, أما الإدعاء بأنها مجرد قضية لإمرأة ترتدي بنطلونا فهذا غير صحيح, فهي قضية آداب عامة وليست قضية ضد المرأة, وقالت أن القضية والذوبعة الإعلامية التي صاحبتها مجرد إدعاء يخالف المكاسب الكبيرة التي حصلت عليها المرأة السودانية. وتساءلت الوزيرة أي من نساء العرب والمنطقة حصلت على ما حصلت عليه المرأة السودانية؟ وقالت لدينا الآن كوتة في البرلمان للمرآة بنسبة 25%, هذا بالإضافة إلى إمكانية ترشيحها مرة أخرى في الدوائر الإنتخابية, المرأة السودانية, وزيرة, وسفيرة, ومستشارة لرئيس الجمهورية, ورائدة وقائدة في كل مجالات الحياة. وفي منحى آخر أوضحت وزيرة الرعاية الإجتماعية السودانية أن معدل الأداء في وزارتها هذا العام قد بلغ 392 مليون جنية سوداني أي مايعادل حولي 156 مليون دولار. وقالت أن هذا العام رغم التخوفات من الإضطرابات الإقتصادية, إلا أن الآداء فيه كان مرتفعا عن العام الماضي, ونفذت فيه مشروعات كبيرة, على رأسها مشروعات تنمية زراعية بولاياة القضارف وسنار, والنيل الأزرق, وذلك عبر ديوان الزكاة. وأوضحت أن قد تم توزيع الجمعيات في هذه الولايات لأن نظام الري بها مطري, ومساحات الأراضي واسعة, وأن الجمعية بما تمتلكة من ميكنة زراعية تمكنهم من زرع مساحات كبيرة وخاصة الذرة وعباد الشمس. مضيفة أنه قد تم تزويد المزارعين ب285 جمعية زراعية هذا العام, وأن الجمعية تكفي من 50 إلى 100 أسرة في الزراعة وأن الجمعية الواحدة مكونة من جرارات, وتركتورات, ومحاريث زراعية, وبذور محسنة, مؤكدة أن تجربة هذه الجمعيات كانت ممتازة, وأنها ساعدت كثيرا في التنمية الزراعية في تلك المناطق, مشيرة إلى أن أعلى جمعية أنتجت هذا العام كانت مملوكة لمجموعة من النساء في ولاية القضارف. وعن التنمية الزراعية في دارفور قالت " سامية" أرسلنا في مناطق العودة الطوعية هذا العام 11 ألف محراث بلدي, وبذور محسنة ووابورات, وذلك لتكينهم من إعادة زراعتهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: نعم ياحيدر فلبشاشة في أحيان كثيرة قضايا عادلة ولكنه ينتهج أحيانا وسائل وأساليب خاطئية: --أنحياز بشاشة للمهمشين نقطة إيجابية-رفضه للتعالي العرقي والجهوي والديني -نقطة إيجابية - محاربته لرواسب الرق وذيوله في المجتمع أمر جيد --طرقه المستمرعلي المسكوت عنه مسألة تستحق التثمين -إعتزازه بأصولنا الافريقية وأرثنا الزنجي وملامحنا الزنجية وثقافتنا وهويتنا الافريقية مسألة في غاية الأهمية وخصوصا في ظل تنكر البعض لهذه المعطيات -00 ما يؤخذ علي بشاشة هو تنكره للمؤثرات العربية -ثقافيا ولغويا وإجتماعيا 00وتبنيه-علي المستوي الكوني-للأفريقية كاإيدلوجيا منغلقة وشيفونية تتعالي علي بقية الأعراق وتتنكر لأسهاماتهم ومنجزاتهم بل وتتجاهل حقيقة التمازج وعملية التأثير والتأثر بين الأعراق والثقافات والحضارات -00 يعمم بشاشة جرم أقلية علي جهويات وأعراق كاملة ويمارس التجريم علي أساس قبلي 00 يمارس بشاشة العنف اللفظي والحدة وأقصاءالاخر...ويصل عنفه حتي من يقف معه في ذات الضفة ولا يتسامح مع الرأي ولا يحترم الخلاف والاختلاف فالكل الشمالي عند بشاشة جلابي وعنصري وكاره لذاته ويحمل جينات العنصرية في دمه !!
00ولايعي بشاشة حقيقةأن الاختلاف من طبائع الاشياء ونواميس الكون وأن أبناء الخندق الواحد لايشترط أن يكونوا صورة كربونية لبعضهم.. أنطلاقا من كل هذا أري أن يعيد الاخ بشاشة النظر في خطابه وأسلوبه ووسائله وأداوته حتي تكتسب جهوده الفاعلية وتثمر معرفة ووعيا بدلا أن تتسم بالفظاظة وتطبع بطابع التنفير
|
عزيزي كمال، تحيتي ومعزتي، رأيي في بشاشا هو نفس رأيك، وقد عبرت له عن ذلك. أرجو مخلصاً أن يدرك العزيز بشاشا بأن الوقت قد حان لترسيخ أدوات الخطاب القوي، المتزن، الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، ثم لا يتطرف في أذى الغير. بشاشا حالة سودانية نادرة، جوهرها هو نقد الذات وجلدهاز فقد "كره" ذاته كجلابي، وضيق عليها الواسع، ويريدنا أن نكره ذاتنا مثله. وهذا لا يجوز. فالسعة في الأشياء هي الأصل، لا التضييق. وانتماؤنا الأفريقي هو الأصل، ولكنه لا يلغي انتماءاتنا الأخرى. وليتذكر بشاشا أن أفريقيا هي أصل الإنسان. ويحق لها أن تتبنى العالم كله، باعتباره صادر منها. فهي أوسع. وفي هذا يطول الحديث، كما تعلم.
أشكرك وافر الشكر على قدح هذه الرؤية لبشاشا في ذهني وأذهان القراء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
هذه مساهمة شاركت بها في خيط للأخت الكريم دينا خالد بعنوان
Quote: : لبنى ( جبل ) ، لا تحتاج تضامنك .. يا امانى السيد !
|
العزيزة دينا، في تقديري، مثل كثيرين، أن لبنى تحتاج لتضامن الجميع. وقد تضامنت الأخت الكريمة أماني معها. ولكن لديها تحفظات. ومن حقها أن تتحفظ. ومثلها، أتضامن تضامناً غير مشروط مع لبنى ولكن لدي ملاحظات، ولدى آخرين وأخريات ملاحظات، لا بد أن نبديها. وهذا من صميم السلوك الديمقراطي. وإلا سنكون نسخة من لبنى. وهذا يتاقض مع مشروع لبنى نفسها. لبنى، مثلنا جميعاً، إنسان، له ما له وعليه ما عليه. وسلوكها في الشأن العام غير مبرأ من العثرات، مثل سلوكنا جميعاً.
وأنت حين تتضامنين مع لبنى بالصورة التي تفعلين، إنما تحملينها فوق طاقتها. صحيح أن لبنى جبل. وكم من جبل هده مشروع الهوس الديني؟ وكم من إمراة أهينت وانتهكت أنوثتها وكم من رجل انتهكت رجولته، فانهدت فينا جميعاً جبال وجبال من الكرامة والأنفة والعزة؟
ولبنى ليست بدعاً فينا! إن لم نتضامن معها، وإن لم تستمر في جني احترامنا، فإنها ستجد نفسها وحيدة، وستنهد مثلما انهد غيرها. وعلى لبنى أن تدرك أنها قد شرعت في تجميع ركام كرامتنا الإنسانية التي كاد مشروع الهوس الديني أن يفتتها تفتيتاً. وقد بدأت لبنى، نيابة عنا، في بناء كرامتنا من جديد.
وعلى لبنى أن تدرك أن التاريخ قد وضعها موضعها الذي تستحق. وأن الاستمرار في استحقاق هذا الدور لن يكون إذا لم يتوافق سلوك لبنى العام مع مقتضيات المرحلة. وهي مرحلة يتمازج فيها التخلف مع الاستنارة بصورة تزغلل أكثر الابصار حدة!
وهنا، مثلاً، أقول أنني أحب الزغاريد. ولكني لم استسغها من لبنى (في سياق محاكمة تاريخية لمشروع الهوس الديني). طربت للزغرودة. ولكني أدركت أن كثيرين سيسغلونها في التقليل من شأن لبنى. وقد كان. الصمود أمام محاكم التفتيش يتطلب الصلابة الفكرية، والرؤية الثاقبة في المقام الأول. هذا، مع تسليمي التام بأن الصلابة الشعورية، كالشجاعة ورغاريد الحماسة لها دور فاعل أيضاً. ولكن السياق الراهن يتطلب إبراز الجانب الفكري الرؤيوي للمرأة، مع الناطقية الواضحة في شأن دستورنا المشوه والقوانين ا لجائرة التي اشتقت منه. زغروة لبنى تساهم في تعزيز الصورة النمطية للمرأة. وهذا، في تقديري، يتعارض مع ما تطلبه لبنى نفسها لنفسها ولمشروعها.
سياتي وقت وسياق آخر لتغليب الجانب الشعوري المحض. ولكن هذه المرحلة تتطلب تغليب الجانب الفكري (الدستوري والقانوني).
في سياقنا الراهن يجب توظيف الجسارة الفكرية مع الشجاعة الشعورية، برزانة واتزان، حتى نفوت الفرصة لمن يريدون إعطاب لبنى الظاهرة، وتشويه رمزيتها التاريخية. وليس هناك وقت نضيعه. لقد أعطتنا لبنى، خاصة نحن الشماليين، فرضة كبرى لمواجهة مشروع الهوس الديني سلمياً. هذه الفرصة عجز عن توفيرها لنا ساستنا الذكور، قدامي وجدد. فهبت المرأة لتعيد لنا كرامتنا جميعاً، نسأء ورجال. وما هذا إلا إمتداد لدور المرأة السودانية منذ الأزل. فقد كانت ملكة، وكان الرجال ينسبون لها. وهذا بحر واسع، لا السياق ولا الوقت يسمحان بالتفصيل فيه.
عجز ساستنا الشماليون، قدامي وجدد، كما أكد د.جون قرنق، عن القيام بواجبهم في التصدي لمشروع الهوس، فكان أن اضطر هو لقبول تضمين ما يسمى، زوراً وبهتاناً، بالشريعة الإسلامية في صلب الدستور الانتقالي. وفي ذلك قال شهيدنا العظيم أن الحركة لا تستطيع أن تحارب عن نفسها وعن الآخرين. وكان يعني بذلك أن القوى الشمالية في التجمع الوطني كانت تتكئ على الحركة في كل صغيرة وكبيرة. هذا، لدرجة أنها عابت على الحركة قبولها بتضمين التشويه الذي سمي بالشريعة في الدستور. أنظروا لهذا التهافت الذكوري الأجوف!
أقول أنه كان تهافتاً ذكورياً أجوف لأن معظم قادة التياراتوالأحزاب السياسية المتمركزة في الشمال كانوا ومازالوا ذكوراً، باستنثاء الجسورة هالة عبد الحليم والجسورة نور تاور، ولكلتاهما أراء ومواقف تتعارض تعارضاً جذرياً مع مشروع السودان القديم الذي رفض انضمام القوى التي تمثلانها للتجمع الديمقراطي! وهذا أيضاً موضوع كبير يستحق البحث والتمحيص.
لبنى، يا سادتي، قامت بما عجز عنه الجمهوريون، وأنا منهم، وبما عجز عنه لصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني ومحمد إبراهيم نقد، وكل القوى السياسية والتيارات الفكرية في السودان. لبنى سدت عين الشمس حين نابت عن كل هؤلاء بالقيام بدورها التاريخي، ممثلة للمرأة المسلمة وللرجل الشمالي، وللإنسان السوداني المقهور أينما كان، لتقول "لا، لا، لوجه الظلم لا!" لبنى الآن في طليعة من يقومون بتصحيح الخطأ التاريخي الذي وقعنا فيه جميعاً حين قبلنا ، رغماً عنا، بتضمين مواد في الدستور تشوه ديننا الحنيف وتحط من كرامة الإنسان، رجلاً أو إمراة كان!
باختصار، أريد أن أقول أن على لبنى أن تزن كل كلمة تقولها، وكل راي تكتبه، وكل حركة وسكنة لها بميزان من ذهب. فهي أغلى جوهرة في تاج ممارستنا الفكرية والسياسية في سياق أنشطة المجتمع المدني السوداني اليوم. لهذا فهي مطالبة بأن تثملنا جميعاً بفكر وحكمة واقتدار. وسنكون لها عوناً وعضاً وامتداداً، ما دامت ملتزمة بواجب تمثيلنا وفق ما تقتضيه الصمامة الفكرية والشجاعة الشعورية، باتزان وروية.
وهنا أشعر أنه من واجبي أن أوصيها أن تطلع على كتب الفكرة الجمهورية عن المرأة في الشريعة والدين. وهذا، في تقديري، هو سبيلها الوحيد للتسلح بالحجة والسلوك اللذان سيقدامانها للعالم كأمراة مسلمة، تفكر كما تريد، وتقول كما تفكر، وتفعل كما تقول، ثم لا يكون هناك تناقض بين فكرها وقولها وعملها (مع واقعها السوداني ومع متطلبات عصرنا في السمو بالإنسانية إلى آفاق أرحب)!
وهنا سيجد من يرغب كتب الفكرة الجمهورية عن المرأة: www.alfikra.org
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: خيار المؤتمر الوطني الوحيد في هذه اللحظة التاريخية هو أن يستجيب لشعبنا المتسامح، الذي علمنا التاريخ أنه لا يرضخ لجبروت أي متجبر. وليسكت عقلاء المؤتمر الوطني، وصفوة مثقفيه، المتطرفين من قادته الذين ما زالوا يعيشون في بالونة الهوس الديني التي كادت أن تنفجر. فإن لم يفعلوا فستدور الدوائر على الجميع! وللعقلاء نقول، إنكم تعرفون ضعف قادتكم في وجه لبنى وما تمثله، وعلى خلفية ذلك كانت محاولات المساومة والرشوة بالعفو –بوساطة من نقيب الصحفيين. يا للهول!- وغير ذلك من أساليب جازت على رجال ضعفاء النفوس في الماضي، ولكنها لا تجوز على إمراة فارسة، سيتبعها فراس وفارسات، كثر و كثيرات! بدأت مواجهة تاريخية الآن قد تؤدي إلي صدام لن تحمد عواقبه إن ظللتم متمترسين حيث أنتم. لقد حكمتم السودان لأكثر من عشرين عاماً، والنتيجة هي قطر يكاد يتمزق، ومقاومة في الشمال ستسمتر بعد أن يتمزق، وحروب في الجنوب ستسعتر. كل هذا لأنكم فشلتم في إدارة أزمات السودان بخرقكم للاتفقايات مرة تلو مرة، تماما كما فعل من سبقوكم! كفانا نكوصاً عن العهود! أولم تشبع نفوسكم من شهوة السلطة بعد عشرين عاما؟ أم أنكم من الذين قال فيهم الشاعر: لقد صبرت عن لذة العيش أنفس***وما صبرت عن لذة النهي والأمر وها أنتم قد نعمتم بلذة العيش وشعبكم جائع، وتمتع قادتكم بلذة العيش والنهي والأمر معاً لعشرين عاما! وقد صبر عليكم الشعب السوداني أيما صبر. إذا كنت ترتجون لأنفسكم مخرجاً، إذن فاسمعوا: في السودان حوالي عشرين مليون لبنى، ربما يساندها مثلهم من الرجال! وما لبنى إلا رائده وليس ما تمثله إلا شرارة! لبناواتنا سيحمونكم ويحمون بيوتكم إن اصطففتم مع الشعب. ذلك يوم ي يحيط بكم المنتقمون الموتورون، إن قدر للسودان أن يتقسم. ولن يزيد تمزق السودان الموتورين إلا غشاوة على غشاوة. فكثيرون لا يفهمون مغزى توقيع الحركة الشعبية لاتفاقية السلام معكم، وهم غاضبون منها، فما بالكم بيوم قد يتأكد فيه أنكم لستم إلا خوانيين للعهود كما يشيرون! يومها سيزداد أهل الشمال غضباً على غضب، ولن يجد القمع، بل سيزيد النار اشتعالا! الدستور الذي تنهض من أجل تعديله وتطبيقه لبنواتنا، وشعبنا من خلفهن، سيحمكيم أنتم، قبل غيركم، من شرور أنفسكم ومن شرور غيركم عليكم وعلى الشعب! إن اصطففتم مع هذا الشعب الوفي فلابد أنه سيبتدع من الوسائل ما يحمي به قادتكم من انتقائية العدالة الدولية ومن انتقائية المعارضة السوادنية التي تحملكم وزرها ووزركم! وما أدراك ما وزرهم ووزركم! وسيحتضنكم الشعب مرة أخرى بوعي وحكمة، بعد أن احتضنكم يوم ضللتموه بالدين! وهو يدرك أنكم منه، وأنه قد غلبت على معظكم حسن النوايا وأنتم تطبقون مشروعكم! ولكن حسن النية وحده لايكفي لإسعاد الشعوب كما قال الأستاذ محمود محمد طه! نعم، سيجد شعبنا العملاق من الوسائل ما يعينه على احتضانكم كثائبين تائبين، وسيجزل لكم العطاء تعاطفاً وتكريما وسيعيد دمجكم في المجتمع، وسيحفظ سلامتكم ويرعاها! فكم من شعب، أقل تسامحاً من شعبنا، استطاع أن يجد صيغاً يصالح بها بين متحاربيه! لكي تحظوا بتقدير شعبنا الكريم وحمايته، فعليكم "تقديم السبت،" لنصلي من الأحد حتى الجمعة من أجل السلام والتآخي والمحبة ورتق الفتوق! هذه بداية ثورة، يا إخوتنا في المؤتمر الوطني، نرجو أن تكونوا طرفاً منها! فلنخضها سوياً، أنتم ونحن، ثورة انتخابية حتى النصر، نبني الوطن ونتداول السلطة سلمياً! إليس في هذا نصراً لكم وإن تركتم السلطة أو تركتكم؟ التفاتة واحدة، صميمة، قوية، لا تلفت بعدها، منكم ومن سبق ذكرهم من المتقاعسين، ستحيلنا جميعاً إلى منتصرين بعد أن ساهمنا جميعاً، بلا استثناء، في تدمير الوطن! وهل بعد اتهام الجمهوريين بالتقاعس -وهم من أكثر السودانيين مسالمة وتسامحاً- وبالمساهمة في تدمير الوطن من اتهام؟ (وفي هذا الشأن سكبنا الكثير من الحبر، وأنفقنا الكثير من الطاقة والوقت، وليس هذا مكان أو أوان تكراره! يا قادة المؤتمر الوطني، مخرجكم الوحيد لسلامة الوطن وسلامة الجميع لا يتعدى هذا الخيار الذي إليه نشير، وما غيره إلا خيار الدمار والعار والشنار! فلنخضها جميعاً، يداً بيد، ثورة حتى النصر! |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: ما المطلوب إذن؟ المطلوب، إذا ما قورن بتكلفة الصراعات المتوقعة، بسيط مثل البساطة والتلقائية التي قامت بها ثورة أكتوبر وانتفاضة أبريل. ققد أشعلت تلكما الثورتين العارمتين، المختطفتين، أحداث بدت كأنها غير ذات بال، فتتطورت إلى أن أطاحت بنظامين عسكريين متجبرين. مع ذلك، فإن الإطاحة بالنظام اليوم غير مطلوبة. بل هي ضارة أشد الضرر، لأنها ستعيدنا إلى قلب دائرة العنف والعنف المضاد بعد أن كدنا نخرج منها!!! المطلوب هو أن نعتبر هذه الحادثة بداية لثورة انتخابية صميمة تؤدي إلى حشد الرأي العام ضد تشويه الشريعة وتشويه الدين والمتجارة الدستورية بهما. هذه الثورة المرجوة ستشترك فيها كل القوى الفاعلة في المجتمع السوداني بما فيها المؤتمر الوطني! المطلوب هو أن يصطف الجمهوريون مع لبنى وأمل وكل القوى المستننيرة لمواجهة الظلام، والظلم، والظالمين! المطلوب هو أن تصطف الحركة الشعبية، من أعلى قمتها إلى أصغر مناضليها الشرفاء، لمناصرة لبنى وإخوتها في الشمال، الذين سينفرد بهم ذئب الهوس الديني في حال تمزق السودان ! المطلوب هو أن ينفض القادة الحزبيون التقليديون عنهم أوساخ الطمع والانكسار في سبيل سطلة وعرض مادي زائلين، لعل الله يغفر لهم ما ارتكبوه في حق السودان في ماضيهم غير المشرف، ولعل الشعب يسامحهم على تقاعسهم عن نصرته يوم سلط سيف الهوس الديني على رقاب الكل، فانكسروا إنكسار مذلاً لا تخطئه عين شعب أبي! |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: مناورات حافة الهاوية.. صراع من أجل تقرير أم تهديد المصير..؟! .. بقلم: خالد النيجاني النور الجمعة, 14 أغسطس 2009 17:51 [email protected] الله وحده يعلم المصير الذي تُساق إليه البلاد، ولم يعد من معنى لاستخدام معطيات راهنة من أجل تحليل موضوعي لمستقبل الأحداث في السودان في وقت بلغ فيه رشد السياسة نهاية الطريق، فالطرفان الأساسيان اللذان احتكرت لهما اتفاقية السلام الشامل قيادة البلاد إلى بر الأمان عبر تحول دستوري ومؤسسي ينهي حالة التيه السياسي التي تعيشها البلاد منذ استقلالها، ويحقق الأمن والاستقرار، هما، للمفارقة، من باتا يمثلان أكبر تهديد لتسوية نيفاشا التاريخية بعدما بلغت مناوراتهما حافة اللعب على مصير الوطن. باختصار يبدو أن قراءة هذا الواقع الملتبس يحتاج إلى حاوٍ، لا إلى محلل سياسي. بالأمس القريب فجرت الحركة الشعبية مفاجأة من العيار الثقيل، التهديد بإعلان استقلال الجنوب من داخل البرلمان، أي دون انتظار لإجراء استفتاء لمواطني الجنوب على تقرير المصير كما هو الإجراء المحدد في اتفاقية السلام في نهاية الفترة الانتقالية، وما أعلنه الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم ليس جديداً إلا في إعلانه صراحةً، فهو خيار ظل متداولاً في كواليس السياسة السودانية وتوقع الكثيرون أن يكون أحد خيارات الحركة الشعبية إذا وصلت علاقاتها مع شريكها في الاتفاقية في السلطة، المؤتمر الوطني، إلى طريق مسدود بسبب الخلافات العالقة. وبالطبع لم يكن هذا الخيار، أي إعلان الاستقلال من طرف واحد من داخل البرلمان، اختراعاً جديداً لمحللي السياسة السودانية اليوم، أو من بنات أفكار الحركة الشعبية، فقد استمد كما هو معلوم من سابقة إعلان استقلال السودان نفسه من داخل البرلمان في 19 ديسمبر 1955م، من الحكم الثنائي البريطاني المصري، من بين يدي إجراء مشابه لاستفتاء السودانيين على تقرير مصيرهم، وملابسات ذلك الحدث معلومة، وعلى الرغم من اختلاف المعطيات بين الوضعين في السودان المحتل بكامله ومسألة العلاقة مع الجنوب في الوضع الراهن على أكثر من صعيد، إلا أن الإقدام على خطوة كهذه من قبل الحركة الشعبية تبقى محتملة ليس فقط لأنها تبدو مستعجلة للانفصال، ولكن لأن الطرف الآخر أيضاً يبدو زاهداً في الوحدة، بيد أن السؤال المهم، هل يدرك كل طرف منهما الاستحقاقات الحقيقية التي ستترتب على ذلك، وهل بوسعهما فعلاً تحمل تبعات تلك الفاتورة الباهظة، هذا إذا تركنا جانباً لأغراض التحليل التغاضي عن المسؤولية التاريخية المترتبة على شرذمة الوطن، وتمزيق وحدته، على أعتاب طموحات سياسيين يسترخصون وطنهم من أجل الاستئثار بالسلطة ومغانمها. وبالعودة إلى تلويح الحركة الشعبية إعلان استقلال الجنوب دون مرور على محطة الاستفتاء على تقرير المصير، وغني عن القول أن إطلاق هذا الموقف سيثير جدلاً كبيراً، على الرغم من أنه كان متوقعاً، ولكن قراءة تطورات العلاقة بين شريكي نيفاشا في الآونة الأخيرة يشير بوضوح إلى أن خطوة الحركة الشعبية هذه تأتي في إطار «معركة كسر عظم» تجري بين الطرفين منذ أن اقتربت استحقاقات تسوية نيفاشا الحاسمة مع أفول الفترة الانتقالية، وهما الانتخابات العامة والاستفتاء على تقرير المصير، وكانت نتائج الإحصاء السكاني الممهدة للانتخابات هي القشة التي قصمت ظهر الشراكة، فصيغة الشراكة التي ضمنت استحواذ الطرفين على السطة والثروة وفق معادلة مرضية للطرفين إبان الفترة الانتقالية ظلت تشكل ضمانة لمحافظتهما على شعرة معاوية لأن كل طرف يرى فيها تحقيقاً لمصلحته في ذلك الإطار، أما وقد تعين أن يُبنى اقتسام السلطة والثروة على أسس جديدة تنهي الاحتكار المتراضى عليه بينهما، فقد كان متوقعاً أن يصطدما بصخرة التنافس، بدلاً عن صيغة التعاون والتفاهم. صحيح أن الحركة الشعبية لم تكن أصلاً متحمسة لفكرة إجراء انتخابات في منتصف الفترة الانتقالية، وقاومت بشدة أثناء المفاوضات قبولها ولكنها فُرضت في نهاية الأمر بضغوط غربية اعتبرتها فرصة للترويج لفكرة أن الاتفاقية تهدف لإحداث تحول ديمقراطي حقيقي في السودان وليس تكريس السلطة في يد طرفين تستند مشروعيتهما على البندقية، وكذلك تحت إلحاح المؤتمر الوطني الذي كان واضحاً أن حرصه على إجراء انتخابات في وسط الفترة الانتقالية تأمين حصوله على جائزة اتفاقية السلام بتمديد بقائه في السلطة بتفويض شعبي وتحت مظلة قبول دولي. وموقف الحركة الشعبية من الانتخابات هذا فضلاً عن أنه كان معلوماً في كواليس المفاوضات، إلا أن زعيم الحركة الشعبية الحالي سلفا كير ميارديت كشف عنه صراحةً في حوار مع إحدى وسائل الإعلام الأمريكية قبل بضعة أشهر، واتهم المؤتمر الوطني بأنه أصرَّ على الانتخابات من باب التقرب للغربيين وإظهار استعداده للتحول الديقراطي، على الرغم من أن ذلك لا يشكل قناعاته الحقيقية. ولكن السؤال هو طالما أن الحركة الشعبية ليست متحمسة للدخول في انتخابات عامة قبل الاستفتاء على تقرير المصير، فلماذا تُظهر هذه المقاومة العنيدة لنتائج الإحصاء السكاني؟ وفي الواقع إن موقف الحركة الشعبية تفرضه جملة من الحسابات المعقدة والمتشابكة، فمن جهة حسب نصوص الاتفاقية فقد كان من المفترض أن يعدل نصيب الجنوب في الحكومة الاتحادية وفق عدد سكان الجنوب حسب الإحصاء. ومعلوم أن ذلك النصيب قُدر افتراضاً في بروتكولات نيفاشا، وهذا يعني أن تخفض تلك النسبة من نحو الثلث إلى الخمس حسب نتائج الإحصاء المختلف عليها، وبالطبع هذا ما لم يتم، ولم يحدث اعتباطاً، ولكن المؤتمر الوطني تغاضى عن المسألة في إطار مساومة لتمرير موافقة الحركة الشعبية على نتائج الإحصاء، ولكن مع ذلك لم تقبل الحركة الشعبية بعرض المؤتمر الوطني الذي فقد ورقة ضغط مهمة على شريكه، واستمر رفضها لقبول نتائج الإحصاء، وهو ما يدعو لتقليب الأسباب الأخرى لموقف الحركة. ومن الواضح أن الحركة الشعبية لجأت إلى تكتيك اللعب على الوقت لجعل قيام الانتخابات قبل الاستفتاء على تقرير المصير أمراً مستحيلاً عملياً، ويبدو أنها تحرز نجاحاً في ذلك، ففضلاً عن الجدل السياسي بشأنها، فإن تحفظاتها تسببت في أن تكون الترتيبات الفنية للانتخابات معرضة لانتكاسات تمثلت في إعلان تأجيلها أكثر من مرة حتى بات الفرق بين آخر موعد أُعلن لإجرائها في أبريل القادم وموعد إجراء الاستفتاء بضعة أشهر لا أكثر، على افتراض أن الاستفتاء يجب أن يتم في موعد أقصاه مطلع يناير من عام 2011م، وفي ظل المعطيات المتاحة حالياً فإن الموعد المعلن للانتخابات لا يمكن اعتباره موعداً نهائياً، ومن المرجح أن تجد مفوضية الانتخابات نفسها مضطرة لإعادة النظر بشأنه، سواء بسبب تبعات استمرار الحركة الشعبية في رفض نتائج الإحصاء، أو بسبب الوضع في إقليم دارفور الذي لا تزال جهود تسويته تواجه بتعثر، أو لأية تطورات أخرى غير منظورة، ولا تملك المفوضية وقتاً كافياً يستحمل أي تأجيل آخر فإرجاء الانتخابات لأي سبب عن أبريل المقبل سيجعلها مستحيلة قبل أكتوبر بسبب فصل الخريف، وهو ما يجعلها عملياً غير ممكنة بسبب استحقاق الاستفتاء على تقرير المصير الذي يكون وقتها قد أزف موعده. وإدراك المؤتمر الوطني لعواقب نجاح الحركة الشعبية في تكتيكها الهادف إلى عرقلة إجراء الانتخابات، وتبديد فرصته في الحصول على تفويض يمدد به وجوده في السلطة، خاصة في ظل غياب منافس حقيقي له، جعله يعمد إلى تشديد ضغوطه على الحركة الشعبية وتوجيه ضربة لها تحت الحزام عبر استخدام كرت مشروع قانون الاستفتاء لمنع الحركة من تحقيق هدفها الرئيس عبر استحقاق تقرير المصير، في وقت تعمل فيه على منع المؤتمر الوطني من تحقيق هدفه عبر الاستحقاق الانتخابي، وكما تعمل الحركة على جعل الانتخابات مستحيلة عبر مواقف تخدم ذلك الغرض في خاتمة المطاف، يحاول المؤتمر الوطني عبر وضع شروط قاسية تجعل من الانفصال شبه مستحيل عن طريق الاستفتاء حتى في حالة إجرائه من قبيل اشتراط الحصول على نسبة خمسة وسبعين بالمائة من الأصوات، وعبر توسيع دائرة المشاركين في الاستفتاء، وعبر الاتفاق على ترتيبات ما بعد الاستفتاء في حالة الانفصال، وهي مسائل في غاية التعقيد ليس سهلاً الاتفاق بشأنها لكونها تتضمن مسائل دقيقة ومتشابكة للغاية ليس أقلها تركة السودان المثقلة بالديون الخارجية، فضلاً عن فك الاشتباك في مسائل تتعلق بمصير الصناعة النفطية المتداخلة، فلئن كان الجنوب يضم الحقول الرئيسية المنتجة للنفط داخل أراضيه أو ما يُسمى في عالم النفط بمنشآت الـ (up stream)، فإن الشمال يضم فوق أراضيه جانباً مكملاً للصناعة النفطية لا غنى عنه، وهي منشآت الـ (down stream)، التي تتشكل من الأنابيب الناقلة للنفط الخام، وللمصافي، وموانئ التصدير، باختصار هي منشآت لا غنى عنها لتسويق النفط المنتج في الجنوب، وبدونها يصبح لا قيمة له فعلياً، وإذا أخذنا في الاعتبار عدم وجود بدائل فعالة للجنوب في مستقبل منظور لفك اشتباك الصناعة النفطية مع الشمال، سواء لأسباب فنية، أو توفر التمويل اللازم لإنشائها حتى في حالة تحقق الجدوى الفنية، فإن وقتاً طويلاً سيمر قبل أن تصبح جاهزة لتصلح بديلا، كل هذه الأسباب مجتمعة تجعل مسألة الانفصال أكثر تعقيداً من أن تتحق فقط بمجرد إصدار قانون. وكل تلك التعقيدات تمثل شروطاً من شأنها أن تصعب مهمة الحركة الشعبية في تأمين انفصال سلس إذا رغبت فيه. ولكن من المهم الإشارة هنا إلى أن هذه المسائل التي طرحها المؤتمر الوطني في إطار النقاش حول مسودة قانون الاستفتاء، لم تأتِ لأسباب موضوعية كما يبدو، لأنها قضايا حقيقية وفعلية ويحتاج الحوار بشأنها إلى توفر أعلى درجات التفاهم وروح المسؤولية الوطنية، وما من غضاضة إذا طُرحت في ذلك الإطار، ولكن للأسف جرى طرحها في أجواء من التشاكس والصراع وبعيداً عن روح التعاون المطلوبة لإنجاز هذه المهمة الخطيرة، مما يجعل المراقبين محقين في اعتبار أن خطوة المؤتمر الوطني تنم عن رغبة في استخدام هذا الكرت للضغط على شريكه لمقايضة موقفه بشأن الاستحقاق الانتخابي وتجاوز تحفظه على الإحصاء السكاني البالغ الأهمية في العملية الانتخابية. وهكذا وجدت الحركة الشعبية أن لعبة المناورات على الحافة ردت إليها كرة ثلج متدحرجة ظلت تكبر حتى حاصرتها في عقر دارها، وبات أهم استحقاق في حساباتها، الاستفتاء على تقرير المصير، تحت رحمة مناورة المؤتمر الوطني بقانون الاستفتاء، وفي محاولة منها لقطع الطريق على شريكها ومنعه من الاستمرار في الضغط عليها بهذه الورقة، فجرت مفاجأتها باستعدادها كسر هذا الحصار والقفز مباشرة إلى ما تعول على الحصول عليه، بإعلان الانفصال عبر البرلمان والاستغناء عن الاستفتاء على تقرير المصير. ومحاولة كل من شريكي عملية السلام «المترنحة» إبداء براعته وقدرته في استخدام أوراق الضغط بيده لفرض إرادته على الطرف الآخر أو لتليين مواقفه، أمر معهود في عالم السياسة والتنافس على السلطة، ولربما انتزع كلاهما أو أحدهما التصفيق والهتاف من جمهور المشجعين السياسيين إعجاباً بتسجيل هذا الطرف أو ذاك في مرمى الخصم، ولكن هذا المشهد العبثي الذي قد يصلح في ميادين اللعب، لا يصح أبداً في حق بلد شاء حظه العاثر أن يُوضع مصيره ومستقبله بين أيدي أطراف لا تتحلى بالمسؤولية الكاملة في التعامل مع اللحظة التاريخية الراهنة التي تواجه السودان المطلوب منه أن يجيب في غضون أشهر قليلة أن يكون أو لا يكون، ولربما ما كان أحد ليحفل بهذه المناورات والتكتيكات الضيقة الأفق، لو أن البلاد تعيش ظروفاً طبيعية وأوضاعها آمنة ومستقرة، ولكن بلداً بات مصيره ومستقبله في كف عفريت بفعائل شيطنة طبقته السياسية، لا يتحمل ترف هذه المناورات على حافة الهاوية في صراع مكشوف على تهديد مصير الوطن وليس تقرير مصيره. وليس بخافٍ على أحد أن هذه المناورات والضغوط المتبادلة بين الطرفين لا تعدو أن تكون مجرد مزايدات مكشوفة، فالحركة الشعبية ليست حريصة على الانتخابات بأية حال، وهو أمر كما أسلفنا، ليس وليد تحليل سياسي، ولكنه اعتراف صريح مسجل بالصوت والصورة لزعيمها. ومن الواضح أن دافع الحركة الشعبية لتفادي إجراء الانتخابات بأي ثمن هو إعفاء نفسها من الحرج السياسي وانكشاف زيف دعوتها لـ «السودان الجديد» فالحركة الشعبية على عهد زعيمها الراحل الدكتور جون قرنق كانت تراهن على أنها ستقود السودان الموحد إلى تغيير جذري بعيد تشكيل قواعد اللعبة السياسية على أسس جديدة، وهي بذلك كان تطرح نفسها حركة قومية وليست انفصالية تهدف فقط لفصل الجنوب، ولكن الحركة الشعبية هزمت أطروحتها منذ مفاوضات نيفاشا حين تخلت عن حلفائها الشماليين ومضت وحدها لتحصل على كيكة السلطة والثروة وعلى حق فصل الجنوب، وكان البعض يظن أنها مع ذلك لا تزال وفية لشعارها «السودان الجديد الموحد»، وغاب الزعيم لتنكفئ الحركة على الجنوب، وتفشل في تسجيل حضور حقيقي على الساحة الوطنية، وتعثرت حتى في تقديم نموذج أفضل للحكم في الجنوب التي تسيطر عليه بالكامل، وصحت الحركة فجأة لتجد نفسها في مواجهة الاستحقاق الانتخابي، وأدركت أن نتائجه ستكرس حقيقة أنها ليست سوى حركة جهوية، ليس لأي سبب سوى أنها لم تفعل شيئاً طوال خمس سنوات لتؤكد قوميتها المزعومة. ومن المفارقات أن ممارسات الحركة الشعبية هي التي نجحت لجعل عدد لا يستهان به من الشماليين لأول مرة انفصاليين ويرغبون في رؤية الجنوب ينفصل اليوم قبل الغد، ولو لم تجد الحركة الشعبية عذراً آخر للتهرب من الاستحقاق الانتخابي غير اعتراضها على الإحصاء السكاني لتعذرت به. وعلى الجانب الآخر لا يختلف المؤتمر الوطني شيئاً عن الحركة الشعبية في رهن مصير البلاد وتهديد مستقبلها بمناورات ومزايدات مشكوفة، فهو لا يرى أولوية له سوى تأمين استمراره في السلطة بأي ثمن، ولذلك يبدو مستعداً لفرض إجراء الانتخابات ولو خاضها وحده لينافس نفسه وليفوز بها، بغض النظر عن تداعيات وتبعات ذلك على البلاد، ومن المؤكد أن دافعه في ذلك ليس حباً في ديمقراطية تنزلت آياتها عليه فجأة، وهناك تكمن الخطورة حين تكون المعادلة بين الإصرار على الاستئثار بالسلطة بأي ثمن، وحين يكون على الكف الآخر مصير بلد بحاله، قد يتمكن من المؤتمر من فرض رؤيته هذه ولكن ما قيمة السلطة في بلد ممزق، مشرذم، واقع تحت وصاية دولية فعلية، يعاني أهله من البؤس والشقاء في وقت تتنعم فيه طبقته السياسية. لقد كان من أكثر الأمور غرابة خطوة المؤتمر الوطني بأنه يريد جعل الانفصال صعباً عبر فرض شروط قاسية لذلك في قانون الاستفتاء، والسؤال حتى في حال جدية ذلك، فهل يفلح في فرض الوحدة بالقانون بعدما فشل في ذلك بالسياسة والسلطة، لقد كانت ديباجة تسوية اتفاقية السلام واضحة أن الوحدة هي الأولوية، وأن مسؤولية الطرفين جعلها جاذبة عند الاستفتاء لتقرير المصير، ولكن ما حدث هو أن المؤتمر الوطني ظل زاهداً في مسألة الوحدة، لدرجة أنه لم يفعل أي شيء جدي ذي بال في هذا السبيل على مدى خمس سنوات، هل هناك طريق بري واحد عبد ليربط الشمال بالجنوب؟ هل أصلحت حتى السكة الحديد التي كانت تقوم بذلك؟ لم يحدث ذلك من قلة مال، وقد رأينا الطرق تعبد وتمد في أمكان غير ذات أولوية أو جدوى سياسية ولا اقتصادية، ولكنها لم تكن سالكة أبداً باتجاه الجنوب على الأقل لتأمين التواصل الشعبي، دعك مما تجنيه من فوائد اقتصادية. وعن غير ذلك حدث ولا حرج. وسيتحمل «الإسلاميون» مسؤولية تاريخية تتمثل في أن نظام الحكم الذي أقاموه بدعوى «إنقاذ البلاد وحماية استقلال قرارها السياسي» هو الذي جعل الطريق سالكاً لتفتيتها وتمزيقها، وتحت رحمة دور ووجود أجنبي غير مسبوق في تاريخها، والمطلوب من عقلاء «الإسلاميين» في السلطة مراجعة أولوياتهم، وإدراك أن الحفاظ على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها وإنقاذ مصير البلاد، ليس في كفة واحدة مع الحفاظ على السلطة بأي ثمن. عن (صحيفة إيلاف) السودانية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
شكرا جزيلا استاذ حيدر على هذا البوست الرائع الهام، فقط لو سمحت أود أن أضيف شيئا بسيطا وهو ان قضية لبنى لم تحسم قضائيا حتى تاريخه، لذلك فلن أخوض فى تفاصي القضية،بل ان هنالك ملاحظة عابرة أود أن اسجلها، أنا أتساءل لماذا كل هذه الضجة فى قضية مهما عظمت فلن تكن قضية مصيرية أو حتمية، ان الصحفية لبنى قد حولت الموضوع الى حالة عامة وهى ليست ذلك، هى تعلم جيدا ان هناك قواعد للسلوك العام يجب مراعاتها وعدم تجاوزها وهى ليست الجهة التى تحدد هذه الضوابط نعم مواطنة لها حقوق ولكن ايضا عليها واجبات، وان كانت هناك أخطاء من بعض أفراد الاجهزة الأمنية فى معالجة الحالة مما أدى تصاعدها ، فهذا يحدث فى الدنيا كلها، لكن يمكن معالجته نظاميا، لعل توافقنى أستاذ حيدر ان السودان مستهدف من أعداء كثيؤين طمعا فى خيراته، وبغض النظر عن رأينا فى الإنقاذ ، فأن الوطنية تستلزم على كل حادب على الوطن وسلامته ومستقبل الأجيال الفادمة عدم جر البلد الى متاهات لاتحمد عقباها، وان لاتكون مثل هذه الحالات ثغرة يتسلل منها أعداء الوطن والطامعين فى خيراته، والصحفية لبنى هى ارملة أستاذنا العظيم المرحوم عبدالرحمن مختار أحد الهامات الوطنية فى الصحافة والعمل الوطنى الذلى يشهد له الجميع خدم الوطن والمواطنين بكل تفانوإخلاض فلماذا لاتحزو لبنى حذوه وتجنب الوطن العزيز كل سوء ودمتم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: هاشم محمد الحسن عبدالله)
|
Quote: لعل توافقنى أستاذ حيدر ان السودان مستهدف من أعداء كثيؤين طمعا فى خيراته، وبغض النظر عن رأينا فى الإنقاذ ، فأن الوطنية تستلزم على كل حادب على الوطن وسلامته ومستقبل الأجيال الفادمة عدم جر البلد الى متاهات لاتحمد عقباها، وان لاتكون مثل هذه الحالات ثغرة يتسلل منها أعداء الوطن والطامعين فى خيراته، والصحفية لبنى هى ارملة أستاذنا العظيم المرحوم عبدالرحمن مختار أحد الهامات الوطنية فى الصحافة والعمل الوطنى الذلى يشهد له الجميع خدم الوطن والمواطنين بكل تفانوإخلاض فلماذا لاتحزو لبنى حذوه وتجنب الوطن العزيز كل سوء ودمتم. |
الأخ الكريم هاشم، تحياتي، ووافر شكري على المساهمة القيمة. في الرد على النقطة التي أثرتها أعلاه، أقول أن قضية لبنى ليست قضية إمراة واحدة، فمعظم نساء بلادي مقهورات مثلها، بل وأكثر منها بكثير. أنظر إلى حالة الأخت نهلة بشير التي ظلت حبيسة السجن وعرضة للتعذيب وشتى صنوف القهر منذ ديسمبر الماضي، لا لشئ إلا لأنها اصطفت مع مطالب شعبها العادلة، ومع القوى التي تستعى لتحقيق تلك المطالب!
نهلة ولبنى وأمل هباني -التي فتح ضدها بلاغ لأنها كتبت عن استباحة جسد المرأة بالجلد- لا يمثلن إلا قلة قليلة من النساء المتعلمات. أما بقية نساء وطني فهن مقهورات، ومحاطات، بأبشع صنوف الإذلال من قبل أنظمتنا السياسية والاجتماعبة، ولا وجيع لهؤلاء! ولولا أن قيض الله لنهلة ولبنى وأمل، ضمن كثيرات من المثقفات، أسباب التعليم والجسارة الفكرية لما كان للمرأة وجيع. فقد باع معظم الرجال رجولتهم وإنسانيتهم للطغيان!!
هذا هو واقعنا. ومن لم ينظر لقضية لبنى في هذا السياق فهو يبتسر القضايا ابتساراً.
أما كون العالم اهتم بالقضية، فهذا يحسب للبنى وأمل ونهلة ولنا، لا علينا. ذلك لأن عالم اليوم لم يعد عالم الأمس، حيث تنحصر قضايا الرأي المحلي في محلياتها. ما يجري في الولايات المتحدة محلياً، مثلاً، ليس ملكاً للمواطن الأمريكي وحده. فأن نهتم نحن في السودان بما يدور في أمريكا لا يعني أننا طامعون في خيرات أمريكا، وإن كان قادة المؤتمر كذلك (تعرف أنهم يسعون لرضاء أمريكا طمعاً في خيرات أمريكابصورة مرغت كرامة حكومتنا الفاشلة في التراب!) فالإنسان الأمريكي نفسه مقهور. أقول ذلك لأنني أعرفه. فقد عشت في أمريكا بما يسمح لي بهذا القول. والراي العام هنا بهتم بما يجري في السودان، بمثل ما يهتم الرأي العام السوداني بما يجري في أمريكا. كل هذا من قببل الاهتمام بقضايا الإنسانية، في عالم أصبح فيه الترابط بين الشعوب يتطلب المتابعة اللصيقة لشؤون هذه الشعوب من بعضها البعض.
رأي ومصالح جكومات الشعوب ليس بالضرورة متوافقاً مع رأي و مصالج هذه الشعوب. والصحف ومنافذ الأخبار والرأي هنا -في أمريكا- ليست أدوات حكومية، أو مقموعة حكومياً، مثلما هو الحال عندنا في السودان. ولذلك فإني أربأ بك أن تفكر بأن اهتمام الرأي العام الدولي بقضية لبنى هو قضية "أطماع" في خيرات السودان!
أقترح عليك أن تهتم بأطماع المؤتمر الوطني في أمريكا، وأطماع الرأسمالية الأمريكية في السودان، لا أن تصم منافذ الرأي العام العالمي الحر بأنها أدوات لأطماع دولية. هذا لايعني أن كل وسائل الإعلام العالمية مبرأة من أن تكون أدوات مغرضة، ولكنه يعنى أن ننأى عن تفسير كل شئ وفق نظرية المؤامرة.
أتوقف هنا، لضيق ذات الوقت!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: ولبنى، وأمل من بعدها، لم تكشفا خبال الهوس الديني وتزييفه للدين وللدستور والقانون فحسب، بل كشفتا عجزنا جميعا عن التصدي للهوس الديني. وهنا قائمة قصيرة من العاجزين: (1) الجمهوريون، فقد تقاعسوا عن تنوير شعبهم، وهم الوحيدون القادرون على التمييز بين قروع القرآن وأصوله، ودستورية الأصول، ولا دستورية الفروع، ممثلة في الشريعة الإسلامية. وكما تقاعس الجمهورييون، وأنا منهم، عن الاستمرار في النشاط العام، فقد تقاعسوا اليوم أيضاً عن نصرة لبنى باعتبارها رمز لقضية سبق الجمهوريون أن حملوا مشعلها في عهد نشاطهم الكثيف فكانوا نعم الحاملين! (2) الحركة الشعبية، باستثناء الجسوران باقان أموم وياسر عرمان، وقلة من شباب الحركة، الذين تحدثوا وشاركوا كأفراد في أنشطة تتعلق بهذا الأمر الحيوي. فالحركة كحزب لم تعبئ نفسها، كما تجب التعبئة، للتنوير بخطورة الخلل في هذا الشأن الدستوري الخطير لتساعد الشعب وصفوته على مقاومة المتاجرة الدستورية بالدين. أقول ذلك وأنا عضو ناشط فيها. وأزيد عليه بأن أقول أن قيادة الحركة لا تعرف وزنها ولاوزن الحركة، وربما لا تفهم خطورة دورها التاريخي ومعنى عدم دستورية قوانين مضمنة في الدستور. وهي، في تقديرنا، أي قيادة الحركة مشغولة بقضايا ثانوية، متجاهلة الشؤون الدستورية الخطيرة. وستكون نتيجة هذا التجاهل انفصال جنوب السودان، إن لم تتدارك القيادة نفسها. وبعد أن ينفصل الجنوب، سيكون مشروع الحركة الأساس قد انهزم. وسيخلو الجو للمتربصين وقد يتمكنون من إزالة القيادة -ربما بالاغتيال من عناصر داخل الحركة- في صراعات دموية لا بد آتية، إذا قدر لشعبنا أن يتشتت بين قطرين. فضمان وحدة الجنوب الجنوبيين في ضمان وحدة السودان تحت دستور تحكمه حقوق المواطنة! وضمان وحدة الشمال أيضاً في ضمان وحدة السودان! ذهاب الجنوب لا محالة سيعنى ذهاب دافور! وعلى ذلك قس! فإذا لم تلتف قيادة الحركة لتطلعات أعضائها اليوم فسيتشقق الوطن نتفاً نتفاً، وستسيل الدماء بغزارة أكثف مما عهدناه في حروبنا الأهلية قاطبة منذ الاستقلال حتى اليوم! ونذر ذلك تأبى على الحصر هنا. ولا نملك هنا غير أن ندق على ناقوس الخطر!!! (3) قدامي الساسة والحزبيون الشالميون، فإنهم كما تقاعسوا عن دورهم التاريخي قبل التوقيع على اتفاقيات السلام في التصدي لإصرار تجار الدين ضد تضمين قوانين دينية شائهة في الدستور تحكم الشمال، فقد تقاعسوا اليوم عن التضامن المنظم مع لبني. تركوها تصارع أدوات الدولة الباطشة، تتصدي لها بشرف، لا تخاف على جسدها من الجلد. بل قد دعت الناس لحضور جلدها!! فاي شجاعة هذه؟ وأي تقاعس هذا ياقادة الطوائف الدينية والأحزاب السياسة؟ أولم تدركوا أنه الخير لكم أن تنقذوا ما تبقى لكم من نخوة بعد أن تبعت لبنى قولها بالعمل، من "كلام رجال،" لفعل يشرف النساء والرجال معاً؟! ياهؤلاء، لبنى، وأمل، من بعدها تتصديان لمن عجزتم عن التصدي لهم. فإلى متى تتدرقون بالنساء والشباب العزل؟ نعيد القول، لبنى تعرض جسدها، وسمعتها، وربما روحها، للقهر في سبيلنا جميعا. وهذا، لعمري، موقف يتطع إليه زبدة الفرسان، فنعم الفراسة ونعم الفروسية! (4) قس على ذلك وفصل، وألبس إن شئت!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: لصالح ثورة دستورية، أرجو زيارتي هنا: |
الأراقوز المهرج حيدر بدوي .. دكتور الشتايم البوردية .. اهـــا ترى العداد بتاعك شغال كيف ؟؟ شايفك شايل ليك كلمة وحايم بهيا في اي بوست : تعالو زوروني هنا دا .. واك واك .. تعالو لي هنا دا .. واك واك ياخ إنت ما تكتب كتابتك وتخليها هنا دا في سبيل ديننا .. شنو طالع للناس مداعي وشابكنا محمود محمد طه الاستاذ قال ومحمود محمد طه عمل .. إنت محمود محمد طه دا لو بتتعلم منو كان بتعمل حركاتك الارقوزية دي في بوستات الناس ؟؟
بالمناسبة: أرقوز دي أخت مهرج .. مش كدا ؟؟ أوعك تجي تبكي لينا في نهار رمضان دا .. الفورة ألف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لبنى وأمل ودعوة لثورة دستورية انتخابية! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
لماذا "نعاين في الفيل ونطعن في ظله؟" السودان وبطلان مفهوم الدولة الدينية د. عبد الله احمد النعيم
أبدأ هنا بالإشادة الحارة والتكريم العظيم للموقف المبدئ الشجاع الذى إتخذته الأستاذة لبنى أحمد حسين فى مواجهة التهمة الجائرة والمخلة بأرفع قيم الإسلام ومقومات كرامة الإنسان فى كل مكان. ولكني أقول إنما تكون الاشادة الحقيقة بإتخاذ موقف مبدئ في مواجهة مصدر وأساس هذا القانون المتخلف، و ليس فقط ضد ألمظهر بدل الجوهر. وهذا هو معنى المثل السوداني "تعاين في الفيل وتطعن فى ظله". فالإشادة بموقف ألأستاذة لبنى إنما تكون بمناصرة حق جميع ألنساء فى المساواة التامة فى جميع الحقوق، وتحقيق ألكرامة ألكاملة لهن فى كل مجال فى الحياة العامة والخاصة. وهذه الغاية الشاملة تقتضى ألرفض الكامل لوهم الدولة ألإسلامية المزعومة فى كل مكان.
لقد دفع السودان ثمنا باهظاً لمغامرة الدولة الإسلامية خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، ولكي يكون ذلك فداء لجميع المجتمعات الإسلامية الأخرى يجب استخلاص العبرة في أمانة ووضوح لأن كل تجربة لا توُرث حكمتها تكرر نفسها. وهناك عبر كثيرة في معاناة جميع أهل السودان، إلا أن أكبر تلك العبر في تقديري هي أن المشكلة الحقيقية هى في مفهوم الدولة الإسلامية نفسه، وليس فقط في فشل التجربة السودانية في ذلك. وإذا لم تـُستخلص هذه العبرة الكبرى، فستقوم جماعة من المسلمين هنا أو هناك وتزعم قدرتها على تصحيح التجربة وتحقيق غاية الدولة الإسلامية، وهو محض سراب ووهم يهلك الأرواح ويهدر المصالح ولا يعود بأي خير على الإسلام والمسلمين فى هذا المقال تقديم موجزللإطروحة التى بذلت غاية جهدى بيانها فى كتابى عن ألإسلام والدولة المدنية، الذى صدرت طبعته ألأولى باللغة ألأندنوسية عام 2007، ثم صدر باللغة أللإنجلزية عام 2008، وستصدر طبعته باللغتة ألعربية قبل نهاية هذا العام – 2009، إن شاء الله.
خلل المفهوم وحتمية الفشل إن الدولة الدينية غير ممكنة، دينا وعقلا، لأن المفهوم نفسه متناقض في جوهره وغير ممكن من الناحية العملية، كما انها غير معروفة على مدى التاريخ الإسلامي. ولابد من تقرير ألأمر بهذا الوضوح والتحديد، تحسبا من قول البعض بإمكانية الدولة الدينية وزعمهم بأنهم قادرون على تصحيح التجارب الفاشلة السابقة. فهذا طريق مسدود أمام كل من يحاول السير فيه.
التناقض الجوهري في مفهوم الدولة الدينية هو أنه زعم بالحكم الإلهي المقدس بواسطة البشر وهم مجبولون على الخطأ والهوى والاختلاف فيما بينهم مع إصرار كل منهم على أن الحق معه هو والباطل بالضرورة واقع على كل من يخالفه الرأي. والزعم بالدولة الدينية ادعاء بإحاطة البشر بعلم وحكمة الله سبحانه وتعالى، وهو زعم باطل ديناً وعقلاً. فكل ما هو في علم وتجربة الإنسان في هذه الدنيا فهو بشري وناقص وعاجز وقد خرج بذلك عن قدسية الدين الخالص ودخل في مجال احتمال الخطأ ونسبية الصواب. وبذلك أعني أن كل ما يعلم ويفهم ويعمل الإنسان ربما يكون خطأ، وإن أصاب فإن صحته محدودة بمكانها وزمانها وظروفها الأخرى. فإن صح علم وعمل الإنسان نسبيا اليوم فإنه لن يصح غدا، وإن أفاد في مكان فلن يفيد في مكان آخر.
لهذا، فإن الخلل هو في مفهوم الدولة الدينية نفسه، وليس فقط في تخبط محاولات التطبيق. كما أن تقرير هذه الحقيقة الجوهرية لازم لمعرفة أن ما حدث في السودان خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين هو مغامرة محتومة الفشل لمشروع باطل من الناحية النظرية بما يستحيل معه النجاح مهما تكررت التجارب. فبما أن الدولة هي دائما مؤسسة سياسية لا تقدر على التدين أو الاعتقاد في ذاتها، فالمقصود بهذا الزعم هو القول بأن القائمين على أمر الدولة يستغلون مؤسساتها وسلطاتها لتنفيذ فهمهم هم للدين، وليس الدين كما هو حقا عند الله سبحانه وتعالى. وعندما يظهر الأمر على حقيقته هذه، فسنرى بوضوح خطل زعم الدولة الدينية وخطره على مصالح الناس. وقد دفع السودان منذ نهايات عهد مايو وإلى نهايات عهد الإنقاذ الثمن الباهظ لهذه المغامرات الهوجاء. وعلى الرغم من فداحة هذا الثمن فإن أثر هذه التجارب الفاشلة سيكون لصالح السودان وصالح كافة المجتمعات البشرية في المستقبل القريب، إن شاء الله، لأنه سيكفينا عن مثل هذه الحماقات ويقودنا في سبل الخلاص بتصحيح سوء الفهم وردع سوء القصد والغرض.
أن مستقبل الشريعة الإسلامية إنما يكون في التزام المسلمين بأحكامها بصورة طوعية وليس من خلال التطبيق القهري بواسطة أجهزة ومؤسسات الدولة التي تـَفسَد وتٌفسِد إذا حاولت فرض أحكام الشريعة الإسلامية بالسلطة الجبرية. فبحكم طبيعة وأغراض الشريعة لا يصح العمل بأحكامها إلا في حرية كاملة وقصد خالص وهو "النية" المطلوبة في كل عمل ديني، وينطبق هذا على ما يسمى بأحكام المعاملات مثل تحريم الربا وشروط البيع كما يقوم في أمر العبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج، فكل أحكام الشريعة الإسلامية ملزمة للمسلم ديناً بمعزل عن سلطة الدولة الجبرية.
وهذا القول لا يعني بالطبع التقليل من أهمية دور الدولة في أداء وظائفها الضرورية، وإنما فقط تأكيد أن ذلك لا يكون باسم الإسلام. فللدولة وظائفها وأغراضها المعلومة والهامة، لكنها مجرد مؤسسة سياسية مدنية لا يصح أن ينسب لها الاعتقاد الديني أو النية اللازمة لصحة العمل الديني. وحقيقة أن سلوك القائمين على مؤسسات وأجهزة الدولة يتأثر بمعتقداتهم الدينية الخاصة لا تجعل الدولة نفسها إسلامية، وإنما يؤكد ضرورة تمييزها عن الإسلام لأن سلوك الحاكم إنما يعبر عن فهمه هو للأحكام الشرعية وهو مجال اختلاف واسع ومتشعب بين المسلمين على مدى التاريخ. فالإسلام هو عقيدة المسلم التي يحاسب عليها حسب صحة علمه وعمله، بينما الدولة تقتضي استمرارية العمل المؤسسي في الحكم والإدارة والقضاء وما إلى ذلك من وظائف عامة.
فالدولة هي نسيج متشابك من السلطات والمؤسسات التي يتم من خلالها حفظ الأمن العام والقضاء وتوفير الخدمات في مجالات مثل الصحة والتعليم والقيام بتحصيل الضرائب وضبط الإنفاق العام. ولتحقيق مهامها تحتاج الدولة لاحتكار استخدام العنف، أي القدرة على فرض إرادتها على عموم السكان. وهذه القدرة على إنفاذ إرادتها بالقوة الجبرية سوف تأتي بنتائج ضارة بالمجتمع إذا استخدمت بشكل اعتباطي، أو لأهداف فاسدة أو غير مشروعة. لهذا من الضروري إخضاع جميع أعمال الدولة للضوابط الدستورية، وبخاصة المحافظة على حياد الدولة تجاه الدين، بقدر الإمكان، وهو حياد يستدعي اليقظة المستمرة والعمل من خلال عدد من الاستراتيجيات والآليات السياسية، والتشريعية، والتعليمية، وغيرها من الضوابط.
وبالتحديد، فإن الدولة القومية، مثل السودان، لا تقدر على تطبيق الشريعة الإسلامية كقانون عام أو أساس للسياسات الرسمية، ولا ينبغي لها أن تحاول ذلك. وقد ينشأ التساؤل عند القارئ، هل هناك استنادات من القرآن الكريم والسنة النبوية تنفى إمكانية الدولة الدينية أو تدعم مفهوم الدولة المدنية الذي أدعو إليه؟ وأول ما أقول في الإجابة على هذا التساؤل المعقول هو إن العبرة هي في فهم النص وليس في توهم وجود نص قطعي لا يقبل الاختلاف في الفهم. صحيح أن الآية 7 من سورة آل عمران تقول إن من القرآن آيات محكمات هن أم الكتاب، لكن القرآن لا يحدد ما هي هذه الآيات المحكمات، كما ان النبي، عليه الصلاة والسلام، لم يحددها في السنة. فأي الآيات محكم وأيها من المتشابهات هي مسألة في مجال الفهم والاختلاف بين المسلمين، وكذلك الأمر في تفسير جميع النصوص من القرآن والسنة النبوية المطهرة التي يعتقد المسلم أنها قطعية أو صريحة وواضحة. ولننظر الآن لمسألة السند من القرآن والسنة للمنهج المقترح: أول ما نلاحظ في أمر الدولة أنه لا يوجد نص قطعي بوجوب الدولة الإسلامية أو الدولة المدنية (وهى ما أسميه علمانية الدولة)، بل إن مفهوم الدولة لا يرد في القرآن على الإطلاق ولا مرة واحدة. كما أن القرآن دائما يخاطب الفرد المسلم والجماعة المسلمة، ولا يخاطب مؤسسة أو هيئة يمكن وصفها بأنها الدولة، ولا يستقيم عقلا أن يخاطب القرآن إلا الإنسان المكلف شرعا، لأنه الكائن الوحيد القادر على تطبيق ألأحكام الشرعية بصورة صحيحة من الناحية الدينية.
لذلك نقرر أن حجة من يدعو إلى ما يسمى بالدولة الإسلامية أو يعارضها إنما تقوم على فهم نصوص وملابسات موضوعية في أمور تنظيم شؤون السياسة والحكم والقضاء وما إلى ذلك. هذه الحقيقة واضحة في غياب أي خطاب عن الدولة الإسلامية بين علماء المسلمين على مدى التاريخ قبل القرن العشرين، وإن مفهوم الدولة الذي تقوم عليه دعاوى المودودي وسيد قطب وغيرهم ممن ابتدعوا مفهوم الدولة الإسلامية في أواسط القرن العشرين هو مفهوم أوروبي للدولة الاستعمارية التي تقوم عليها أحوال المسلمين اليوم.
فأنا أقبل ضرورة الدولة كجهاز سياسي لازم في إدارة أمور المجتمعات الإسلامية كغيرها من المجتمعات الإنسانية على مدى التاريخ البشري، وإنما يقوم اعتراضي على وصف الدولة بأنها إسلامية، لأن هذا القول يزعم قداسة الإسلام لمؤسسة هي بالضرورة بشرية وهي بذلك عرضة للخطأ والظلم وعن ذلك يتسامى الإسلام.
ولاستكمال الحديث بإيجاز في موضوع السند من النص، لعله من المفيد أن نشير إلى قوله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" و "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون" و "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون" في الآيات 44 و45 و47 من سورة المائدة التي يسوقها البعض في التدليل على وجوب الدولة الإسلامية. والسؤال هنا من هو المخاطب بهذه الآيات وغيرها من النصوص المتعلقة بالحكم بالعدل والقسط. بحكم طبيعة القرآن، والإسلام نفسه، فهذه النصوص إنما تخاطب الفرد المسلم والجماعة المسلمة، في إقامة ما أنزل الله في حكم أنفسهم أولاً، فإذا فعلوا فسوف ينعكس ذلك على إدارتهم لأمور الدولة.
ولكن بما أن الدولة هي جهاز مشترك لجميع المواطنين، فإن إتباعها لأحكام الإسلام إنما يكون من خلال أخلاق وأعمال القائمين على أداء المهام والأدوار المختلفة، وليس من خلال توهم أن الدولة أو أجهزتها يمكن أن تكون إسلامية بصورة مباشرة. لذلك من الضروري التمييز بين الإسلام كدين والدولة كمؤسسة بشرية حتى لا يقع التضليل على المسلمين بأن أعمال الدولة هي الإسلام نفسه، مما يجعل المعارضة السياسية للحزب الحاكم خروجا على الإسلام.
وإنما يكون تحقيق المسلم للتوجيه القرآني بالحكم بما أنزل الله بتطبيق ذلك على نفسه في كل ما يقول ويفعل أو يترك، لأن ذلك هو المجال الوحيد الذي نقدر عليه ونحاسب ما نفعل فيه. فانا لا أقدر على تغيير سلوك الآخرين ولست مسئولا عنه، ولكنى قادر على إصلاح نفسي ومسئول عن ذلك، وهذا هو منهاج النبي عليه الصلاة والسلام في العلم والعمل، في العبادة والسلوك اليومي بين الناس.
وحتى عندما يخاطب القرآن الجماعة المسلمة، فإنه في حقيقة الأمر إنما يخاطب الأفراد المسلمين لأن الجماعة ليست كيانا مستقلا قادرا على العمل أو محاسب عليه. فإذا انصلح الناس كأفراد واستقاموا على مكارم الأخلاق بالتدين الصادق، انصلحت بذلك جميع أحوالهم وأمورهم في السياسة والاقتصاد والعلائق الاجتماعية وغيرها من الأمور الخاصة والعامة، ولا يهم وقتها من يتولى القيادة السياسية نيابة عنهم، وإذا لم ينصلح حال الناس في دخائلهم وحقيقة سلوكهم الذاتي فلن يجدي أن يتولى الحكم من يدعي إقامة الدولة الإسلامية، وهو زعم باطل ومضلـِّل لعامة الشعب. فوجود الدولة التي تنجح في ممارسة الحكم بما أنزل الله يعتمد تماما على حياة كل منا وفق تعاليم الإسلام على جميع المستويات في حياتنا اليومية، وليس بزعم صفة الإسلامية لمؤسسات الدولة.
ضرورة حياد الدولة تجاه الدين كما أن مبدأ حياد الدولة في أمور العقائد الدينية وتجنب وهم الدولة الدينية لا يمنع المسلمين من اقتراح السياسات والتشريعات التي توافق أو تنبعث من عقيدتهم الدينية، كما هو حق لكل مواطن، ولكن عليهم أن يدعموا اقتراحهم ذاك بما أسميه "المنطق المدني". وكلمة "مدني" هنا تشير إلى ضرورة أن تبقى عملية الحوار العام حول السياسة أو التشريع المقترح علنية ومتاحةً لكل المواطنين، بدون أي تمييز على أساس الدين أو الجنس أو العنصر. وفي أمر الدين بالتحديد، يجب ألا تكون أمور الحكم والقانون قائمة على فرض عقيدة البعض على الآخرين، وإنما على أساس المنطق المشاع، الذي يمكن لكل مواطن أن يقبله أو يرفضه، أو يقدم البديل من المقترحات، من خلال الحوار العام، دون الاعتماد على دينه أو تقواه لأن تلك اعتبارات ذاتية لا يقدر الآخرون على الاطلاع على حقيقتها أو الحكم عليها، ولا ينبغي لهم ذلك.
ودعوتي للاعتماد على المنطق المدني لا تقوم على توهم أن ذلك أمر سهل أو ممكن التحقيق بصورة عفوية، وإنما هو منهج علينا تأسيسه وتنميته في أنفسنا وتنشئة أطفالنا عليه ودعم غاياته وإشاعة وسائله من خلال التوعية الشعبية الشاملة. فالمطلوب هو تعزيز الاعتماد على المنطق والتفكير العلمى الموضيعى، مع إضعاف نزعة الارتكاز على المعتقدات الدينية الشخصية في مجال السياسة العامة والقانون.
فمن خلال الممارسة اليومية في تقديم أسباب موضوعية للسياسة العامة، ومناقشتها بشكل عام ومفتوح، وفقاً لمنطق يستطيع الجميع أن يقبلوه أو يرفضوه بحرية، سينجح كل مجتمع تدريجيا في تشجيع وتطوير ألإجماع ألواسع بين عامة المواطنين، يتجاوز المعتقدات الدينية المحدودة. والمقدرة على إظهار ألوان من المنطق، ثم الحوار حولها على أساس مدني، موجودة فعلاً في العديد من المجتمعات. لذا فإن ما أدعو إليه هو دفع هذه العملية بصورة متعمدة وشاملة، وليس المطالبة بفرضها كاملةً وعلى نحو فوري.
والتعريف التطبيقي لمفهوم الدولة المدنية يقوم على تنظيم العلاقة بين الإسلام والدولة بما يضمن مقتضيات الحكم الدستوري، والتعددية الدينية والمذهبية والاستقرار السياسي والتنمية، في الإطار المحدد للمجتمع المعين حسب تكوينه الثقافي والعرقي وظروفه الاقتصادية والسياسية. إلا أن هذه الموازنة تأتي من خلال الممارسة العملية، وليس فقط بالتنظير الأكاديمي حول هذه المفاهيم. لهذا، فلابد من التركيز على وسائل التوعية الشعبية لإشاعة هذا الفهم للعلاقة بين الدين والدولة والدين والمجتمع.
ومما يعين على فهم ما أقول ملاحظة التميز بين المجتمع المسلم والدولة الإسلامية المزعومة. كما نرى بوضوح من تجربة السودان فإن مزاعم الدولة الإسلامية إنما تنجح في إشاعة النفاق والفساد ولن تنجح الدولة في أي مكان على إقامة الشريعة بين الناس لأن الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية لا يكون إلا بالنية الخالصة والصدق في القول والعمل، وذلك دائما هو حال المسلم في خاصة نفسه وضميره المغيب عن أجهزة الدولة. فمنهج الإسلام في التربية يقوم على العلم والعمل لدى كل مسلم لتغيير وإصلاح نفسه، وبذلك يتحقق المجتمع المسلم، وليس بإقامة دولة تزعم أنها إسلامية، وتلك مغالطة وخداع للنفس وإرهاب للناس. وهذا التمييز بين الدولة والمجتمع ضروري في كل المجتمعات بما في ذلك المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة.
وكما نرى في حالة السودان وغيره من البلدان الإسلامية فإن وجود أغلبية من المسلمين لا يعني اتفاقهم السياسي بل تختلف الفرق والأحزاب بين المسلمين، فالقول بأن أغلبية المواطنين من المسلمين لا يعني بحال من الأحوال الإجماع على سياسة معيـّنة، وحتى بالدرجة التي يحصل معها اتفاق فسيكون ذلك على مستوى الحكومة وليس على مستوى الدولة. فالخيار الديمقراطي هو دائما للحكومة، بصورة تمكن من تغيير الحكومة في المستقبل، وهذا هو السبب في التمييز بين الدولة والحكومة، لأن الدولة تبقى في خدمة جميع المواطنين دائما على السواء بينما تأتي الحكومة أو حكومة أخرى وتذهب حسب خيار الناخبين.
واستحالة تديين الدولة هي مسألة في جوهر الدين وطبيعة الدولة. فالدولة مؤسسة لا تملك ولا تقدر على الاعتقاد الديني إطلاقا حتى لو أجمع جميع المواطنين على هذا المطلب والخيار الديمقراطي، وهذا يعني أن تكون هناك حكومة منتخبة لمتابعة سياسات يراها البعض إسلامية حسب رغبة الناخبين، ولكن هذا لا يغير طبيعة الدولة نفسها. وفي الدورة التالية قد يتم انتخاب حكومة اشتراكية أو رأسمالية، ليبرالية أو محافظة، ثم تقوم تلك الحكومة بمتابعة سياساتها هي وفق الإرادة الديمقراطية للناخبين، وعلى كل حكومة وضع وتنفيذ سياستها في حدود الحكم الدستوري وضمان الحقوق الأساسية المتساوية لجميع المواطنين، رجالا ونساء، مسلمين وغير مسلمين. فيمكن للحكومة أن تتغير ديمقراطيا شريطة أن تبقى الدولة في خدمة جميع المواطنين. فإذا حاولت الصفوة الحاكمة إلزام المواطنين بفهمها هي للإسلام، فإن ذلك ينتهك حقوق المسلمين المعارضين سياسيا كما ينتهك حقوق المواطنين غير المسلمين.
فالنواجه الفيل بدلا من ظله على ضوء هذا المنهج ننظر الآن في أمر الخلاص من وهم الدولة الدينية، وإصلاح حال الدولة بما يمكن المسلم من تصحيح وتسديد التزامه بالإسلام في خاصة نفسه، وفى الانتفاع بهدى الإسلام في كافة أحوال المجتمع من حكم وإدارة واقتصاد وأمن وتنمية وعدالة. والسؤال هنا هو كيف ننتقل من الحالة الراهنة إلى تحقق الدولة المدنية المنشودة؟
بطبيعة الحال، فإن التحول والتصحيح إنما يبدأ دائما من الواقع القائم عمليا، ثم يتصاعد إلى تحقيق الغاية المنشودة. فإن الإصلاح لا يكون قفزا في الفضاء، ولا بتمني الغايات، وإنما بتلمس أوجه الخلل وتصحيح كل منها في إطار المفهوم الشامل للدولة المدنية كما يكون باعتماد ما هو صالح وتنميته أيضا في إطار المفهوم الشامل المطلوب. ومن هذا المنظور علينا أن نأخذ بالمبادئ العامة التالية:
أولاً: إن الإصلاح يبدأ فورا في موقف كل منا تجاه القضية بإدراك خلل مفهوم الدولة الدينية ثم بمعرفة وممارسة مقتضيات الدولة المدنية، وكذلك بالعمل مباشرة في تصحيح سلوكنا في مواقفنا المختلفة كمواطنين في الدولة وفي مجال عملنا الرسمي أو التجاري أو المهني. وهذا المنهج الفردي الذاتي والمباشر هو أساس التزام تعاليم الإسلام في التربية الذاتية كما هو أساس العمل العام في أحوال الدولة والمجتمع.
ثانيا: فيما يتعلق بأمور الدولة والحكم وما يلحق بها من أعمال ومهام، إنما ننطلق من العلم بأن الدولة الدينية لم تقم أصلا، وأن الدولة المدنية هي قائمة فعلا في هياكل الدولة وأعمال الحكومة والمناشط العامة، رغم ما لحقها من خلل وفساد بسبب قصور القائمين على أمور الحكم والإدارة والتعليم وسعينا وراء سراب الدولة الدينية المزعومة. فنحن لا نحتاج إذن إلا لاستجلاء متطلبات الدولة المدنية لتحديد النموذج الذي تتم على أساسه معالجة أوجه القصور في النظرية والتطبيق. ولعل معالم ومتطلبات هذا النهج تظهر بصورة عملية من التحليل والشرح التالي.
الدولة المدنية المنشودة هي تلك التي تقوم على مبادئ الحكم الدستوري وضمان حقوق الإنسان وعلاقة هذا وذاك بمفهوم المواطنة الإيجابي والمتفاعل مع أمور السياسة والحكم والإدارة. وجوهر الحكم الدستوري هو الحقوق الأساسية وهي ما أشير إليه هنا بحقوق الإنسان، وغاية الحكم الدستوري هي تمكين المواطن من الحياة في أمن وسلام والاستمتاع بحريته وكرامته الإنسانية. ومركزية الحقوق الأساسية والمواطنة تتجسد وتتشكل في هياكل الدولة ومؤسساتها وتقيد أعمال الحكومة والأجهزة المختلفة وتوظف جميع المناشط في المجالات الرسمية والشعبية العامة في خدمة الأمن والسلام والتنمية، وكل ذلك لتمكين المواطن من الاستمتاع بحريته وكرامته الإنسانية. فالحقوق الأساسية هي الدستور، إما بنصه عليها وضمانها في أعمال القضاء والحكم أو بتجسيدها في الهياكل والمؤسسات الرسمية والمدنية ومتابعتها في المحاسبة السياسية والقانونية.
وهذا المنظور الشامل للحكم الدستوري هو قائم فعلا على مستويات متفاوتة، سواء أكانت هناك وثيقة نسميها الدستور أو لم تكن. ففي حالة السودان مثلا، كان هذا المنظور الشامل للحكم الدستوري قائما على عهد الاستعمار، كما ظل قائما خلال مراحل الحكم الوطني، سواء أكان مدنيا منتخبا أو عسكريا انقلابيا، وحتى خلال مراحل التسلط الدكتاتوري، كما كان عليه الحال في أواخر مايو وبدايات عهد نظام الإنقاذ خلال العقد الأخير من القرن العشرين. فالدولة المدنية لم تكن غائبة تماما كما لم تكن كاملة الصحة والنفاذ في جميع مراحل تاريخ السودان الحديث.
ثالثا: ومن منطق البداية الفورية والذاتية لكل منا حيثما يكون موقعنا الرسمي والمدني، وبحكم الوجود النسبي للدولة المدنية، فإن التصحيح يبدأ هنا والآن، بدلا من انتظار استكمال الشروط المثلى للتطبيق. فلا يجدي أن تنتظر تغيير نظام الحكم الراهن أو اكتمال الوعي بالمواطنة وقيام مؤسسات الحكم الدستوري الرشيد. فكل هذه المواصفات إنما تقوم وتتنامى من عملنا جميعا في حدود ما هو متاح لكل منا في مواقعنا المختلفة. وهكذا، ففي حالة السودان منذ الاستقلال عام 1956 كان التقاعس عن مواجهة مسئولية المواطنة لدينا جميعا وفشل القيادات السياسية في معاجلة قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية هي الأسباب الحقيقة للانقلاب العسكري في نوفمبر 1958. وخلال سنوات الحكم العسكري الأول كنا ننتظر تغيير نظام الحكم لكي نبدأ في التصحيح بدلا من ممارسة التصحيح فوراً في أعمالنا اليومية.
ولذلك عندما تغير النظام من خلال ثورة أكتوبر الشعبية عام 1964 لم نكن على استعداد لإكمال أهداف الثورة في الحكم الرشيد والتنمية ونشر الأمن والاستقرار السياسي، فجاء انقلاب مايو 1969 نتيجة طبيعية لذلك القصور الرسمي والشعبي. وطوال عهد مايو ظلت القيادات السياسية المعارضة وعامة الشعب في انتظار تغيير النظام الحاكم حتى تتوفر الشروط اللازمة للإصلاح بدلا من العمل الفوري على التصحيح في حدود الإمكان. وهكذا مرة أخرى تم إسقاط نظام مايو من خلال انتفاضة أبريل 1985 الشعبية، ثم لم نكن على استعداد لإكمال المشوار. وواصلت القيادات السياسية تخبطها وبقي عامة الشعب على التقاعس واللامبالاة وتبديد رصيد المواطنة المسئولة فجاء انقلاب يونيو 1989 نتيجة طبيعية لكل ذلك. ومرة أخرى تواصلت حلقة الانتظار لدى قيادات المعارضة وعجز عامة المواطنين عن النهوض بواجبات المواطنة.
ومع أن نظام الإنقاذ لم ينهار أمام هبة شعبية مثل أكتوبر 1964 وإبريل 1985، إلا أنه قد انتهى تماما بتناحر قيادات الجبهة القومية الإسلامية على السلطة في نهاية القرن العشرين والتفاوض لإيقاف الحرب الأهلية في جنوب البلاد في بدايات الحادي العشرين. وهكذا جاءت الفرصة التي كانت قيادات المعارضة وعامة الشعب في انتظارها منذ انقلاب يونيو 1989، وها نحن اليوم كما كنا بعد ثورة أكتوبر وبعد انتفاضة إبريل لا نزال ننتظر أن تحل المشاكل نفسها تلقائيا بمجرد تغيير النظام، دون أن تكون عندنا الرؤية الواضحة للغاية المطلوبة ولا الممارسة العملية لمنهج الإصلاح.
ولعل الظروف الآن مواتية أكثر من أي وقت مضى لكسر الحلقة المفرغة من انتظار لتغيير النظام ثم جهل بمقتضيات التصحيح وعجز عن النهوض بمسئولية المواطنة الذي كان حالنا بعد أكتوبر 1964 وبعد إبريل 1985. فبعد اتفاقية السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في يناير 2005، ودخول الحركة في الحكومة، انتهى عهد الإنقاذ المزعوم، دستوريا وقانونيا، وقلـّت الفرص لتعنت أجهزة الأمن. وكل هذا يتيح فرصا للعمل المشروع على جميع المستويات. فإذا جاءت المعارضة من السلطات أو القوى السياسية الأخرى، يكون التعامل معها في ذلك الوقت وحسب الظروف والملابسات الموضوعية. وأهم متطلبات هذا المنهج الذي لا يمكن إنجاز أي نجاح أو تقدم بدونه هو الاستعداد الشخصي لتحمل المسئولية في الفكر والقول والعمل. فإذا اقتنعت أنا بمفهوم الدولة المدنية القائمة على سيادة حكم القانون الدستوري، فعلي أن أعمل من أجل تحقيق ذلك في مدى ومجال موقعي الذاتي ثم تحمل المسئولية عن ذلك فورا وبلا تسويف أو مراوغة.
وهذا لا يعني الاستسلام من غير مقاومة للقمع والإرهاب الذي يتم باسم سلطة الدولة، إلا أن المقاومة لا تكون باللجوء للعنف وإنما الصلابة في الموقف ومحاولة استخدام كل الوسائل السلمية في المقاومة، مثل التقاضي الدستوري والمشاركة السياسية والعمل في التوعية والتعبئة الشعبية. كما يكون هذا العمل في كل المجالات، ويوما بيوم، فلموظف الجمارك والضرائب دوره في تأسيس سيادة حكم القانون، وكذلك للإداري والعامل في المهن الطبية، كما للمعلم وللقاضي ورجل الأمن. وكل هذه الأدوار هي في مجال العمل الرسمي والمهني كما هي في العمل العام، وليس وقفا على الأمور السياسية العليا في تغيير نظام الحكم في قمة الحكومة. وفي حقيقة الأمر، لا يكون التغيير في قمة الحكومة إلا من خلال العمل اليومي المباشر في جميع المجالات المهنية والعامة على مستوى القواعد في الحياة اليومية.
وختاما نعاود مسألة تأصيل الدولة الوطنية في المرجعية الإسلامية والثقافة الشعبية تحقيقا لحق تقرير المصير الوطني للمجتمع المسلم، بصورة تضمن كرامة الإنسان وحق المواطنة المتساوي لجميع المواطنين، رجالا ونساء، مسلمين وغير مسلمين، كما سبق البيان. فذلك التأصيل إنما يكون من خلال الممارسة الديمقراطية وفق الضوابط الدستورية وضمان حقوق الإنسان، وليس بمحاولة فرض إرادة الصفوة الحاكمة من خلال مؤسسات الدولة. وهذا هو المجال الوطني في اتخاذ السياسات وتشريع وتطبيق القوانين المدنية للدولة بواسطة الحكومة المنتخبة ديمقراطيا. فإذا كانت الأغلبية مسلمة حقا فستنفذ إرادتها السياسية من خلال عمل الحكومة، بشرط ضمان حقوق المواطنين على قدم المساواة. ولأن الدولة تبقى على الحياد تجاه المعتقدات الدينية فإن الممارسة الديمقراطية لصالح الأغلبية السياسية في أي وقت لا تكون على حساب إمكانية التغيير الديمقراطي للحكومة القائمة بحكومة أخرى يكون لها الحق في تنفيذ السياسات التي انتخبت على أساسها من خلال أجهزة الدولة التي تحتفظ بحيادها على تعاقب الحكومات.
وهذا المنهج في الحكم الديمقراطي من خلال المشاركة السياسية على أساس المواطنة ووفق الضوابط الدستورية هو السبيل المأمون في ممارسة حق تقرير المصير على تعاقب الأجيال، حيث لا تحرم أغلبية اليوم السياسية أغلبية الغد من كافة الخيارات في السياسات والقوانين بفرض قداسة الإسلام على خيارات اليوم. فإذا أمكن لحكومة اليوم أن تؤمن سياساتها وقوانينها من التغيير عندما تفقد ثقة الناخبين بزعم أن ما تفعله هو الشريعة الإسلامية، فذلك يحرم الحكومة المنتخبة في المستقبل من نفس الحق الذي تمارسه حكومة اليوم. وإذا ظلت السياسات والقوانين التي تتخذها أي حكومة سليمة ومفيدة، فسيتم لها الاستمرار بحكم إرادة الناخبين في المستقبل. وهذا هو حق تقرير المصير الذي يكون مستمرا ونافذا على تعاقب الأجيال، وهذا هو أيضا السبيل المأمون لإزالة آثار الحكم الاستعماري والتدخل الأجنبي من خلال تأمين إرادة المواطنين في اتخاذ السياسات وسن القوانين.
وهكذا يكون المجال مفتوحا لجميع الأحزاب أو التنظيمات السياسية أو الجماعات المذهبية لكي تتنافس بصورة علنية وعادلة في الحصول على ثقة الناخبين، فمن أراد تغيير أي سياسة أو قانون فعليه تقديم الحجة ودعمها من خلال المنطق المدني والحوار الحر وفق الضوابط الدستورية للعملية الديمقراطية. وضمان علنية وعدالة هذا التنافس ضروري لأن المسلمين وغير المسلمين يختلفون في تقديرهم لما هو صالح ومشروع من سياسات وقوانين، فإذا تم الاتفاق من خلال العملية الديمقراطية فذلك سيبقى وينفذ عملياً، وإذا وقع الاختلاف فذلك سينعكس على السياسات والقوانين، مع إمكانية العودة للعمل بهذا الرأي أو ذاك حسب إرادة الناخبين وبمقتضى حق تقرير المصير.
وفى الختام أقول، فإذا وقفنا جميعا وبصلابة تامة ضد وهم الدولة ألإسلامية، ومزاعم تطبيق أحكام ألشريعة ألإسلامية بسلطة الدولة القهرية، فلن يسقط هذا ألقانون ألجائر فحسب، بل وجميع أشكال الظلم للمرأة السودانية، وبذلك نتقدم نحو المجتمع العادل وألإنسانى الرفيع. وإذا بددنا الجهد فى مواجهة "ظل الفيل"، فإننا نهزم قضية الحق والعدل فى كل مكان. فماذا يجدى إبطال القانون موضوع هذه التهمة الغاشمة ضد ألأستاذة لبنى إذا ظل فى مقدورسدنة الدولة ألإسلامية المزعومة أن يأتو بماهو أكثر جورا وبهتانا بإسم الأسلام.
http://www.iamlubna.com/voices/Abdullahi_Ahmed_An-Naim.html
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
| |