دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية
|
أهدى الأستاذ محمود محمد طه كتابه "الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين": الى الجمهوريين أنتم الغرباء اليوم أنتم غرباء الحق ولكن غربتكم لن تطول فأستمتعوا بها من قبل أن تنظروا فلا تجدوا فى الأرض الاّ داعيا بدعوتكم == === == وها هى الآن دوائر كثيرة قد أخذت تبحث "بجد" فى هذا الأمر، وليس سرا أن كثيرا من الدول الإسلامية قد أخذت تترجم الكثير من أطروحات الأستاذ محمود محمد طه للغاتها مثل أندونيسيا وماليزيا وغيرهم وغيرهم، وعمّا قليل سيلتفت "السودانيون" أنفسهم ويجدوا أن العالم قد سبقهم إليها!! أبدأ هذا البوست بهذه السيدة – فى يوم المرأة العالمى هذا – وهى تهتف "أريد حلا" ولا مجيب لها الاّ هذا الفكر الواعى فأنظروا ماذا قالت: ==== == ==
إذا لم نغير ما بأنفسنا سيغير العالم أحوالنا
د. إقبال الغربي
أما المقاربة التاريخية فهي تعني القراءة المقاصدية التي تميز بين مقاصد الشريعة و أحكام الشريعة بين المطلق و النسبي و تفصل بين المقدس الديني و المدنس السياسي .
وربما كانت نظرية الفيلسوف الشهيد محمد محمود طه من أهم الإسهامات في ھﺫا المجال. فقد ميز محمد محمود طه بين مستوين أو مرحلتين لرسالة الإسلام. الأولى هي الرسالة المكية وهي رسالة الإسلام الخالدة الأساسية التي احتوت على القيم الكونية وأقرت الحقوق الطبيعية لكافة البشر دون اعتبار للجنس أو العقيدة أو العرق.أما الرسالة المدنية فهي ذات طابع عملي توفيقي احتوت على مجموعة أحكام متلائمة مع الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية و الأمنية للأمة الإسلامية الناشئة.
و يضيف محمود طه مفككا المرجعية الماوراء لغوية للنص القرآني أن الخطاب المكي كان موجها للبشر كافة " يا بني ادم "و"يا أيها الناس " مما يعني المساواة الكاملة بينهم أما الخطاب المدني فهو موجه بالدرجة الأولى إلى المسلمين كأمة من الأمم لها وضع تاريخي محدد و ظروف جغرافية و سياسية خاصة بها. و يضيف محمود طه انه إذا كان الفقهاء القدامى قد أقاموا الشريعة وفقا للقرﺁن المدني فمن الممكن إعمالا للمبدأ ذاته إقامة الشريعة وفقا للمكي بحيث تكون أكثر تلاؤما مع المنظومة الحقوقية الكونية.
ھﺫا المنظور يهدف بطبيعة الحال إلى ترسيخ النسبية و التاريخية في وعي الفرد يؤسس لثقافة الغيرية و حقوق الإنسان و يرتقي بنا من المقاربات الانفعالية التبسيطية إلى المقاربات العقلانية أي استخدام قوانين الفكر لاكتشاف قوانين الحياة.
ھﺫا الفكر النقدي هو الذي سوف يخرجنا من دوائر العقائدية المنغلقة على ذاتها التي تاخد الإسلام خارج الزمان و المكان سواء تلك التي تسمره في الأفق التاريخي الذي نشا فيه في القرن السابع ميلادي أو تلك القراءات الدفاعية التمجيدية التي تريد بكل قسرية إثبات أن كل المفاهيم الحداثية متوفرة في الإسلام أو أخيرا تلك النضرة التحقيرية التي تعتبر أن الإسلام متوفر على رصيد جيني في الاستبداد و الطغيان.
http://www.metransparent.com/texts/ikbal_algharbi_eithe...world_changes_us.htm _________________
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية (Re: عبدالله عثمان)
|
أسمح لي عزيزي عبدالله أن أشير إلى موقع أرى به الكثير من النور
الموقع اسمه (عشاق الله)
و هو جدير بالمرور عليه
و قد كتبوا (محمود محمد طه: نضال و زهد و استشهاد)
مهزلة محكمة الردة
لذا لم يكن مستغربا أن دبرت قوي الهوس الديني والطائفية محاكمة لردة الأستاذ محمود فى نوفمبر من عام 1968 من خلال محكمة ((شرعية)) بالخرطوم فسفه الأستاذ تلك المحكمة ولم يكلف نفسه مشقة المثول أمامها فأصدرت حكمها المعد سلفا غيابيا فاستغل الأستاذ هذه المناسبة فصعد نشاطه و مواجهته للسلفيين وكشف زيفهم وجهلهم..فى هذا الجو المظلم والفوضى السياسية العارمة استولى تنظيم "الضباط الأحرار" مقاليد الحكم فى انقلاب عسكرى فى مايو 1969 وقد قام بحل جميع الأحزاب السياسية ومنع نشاطها .. بدأ نظام مايو بخطوات جادة لحل مشكلة الجنوب واقامة مشاريع التنمية مما أكسبه تأييد قطاعات واسعة من الشعب وقد أيده الجمهوريون برغم إيقافه لنشاطهم لهذه الأسباب ولأنهم أيضا رأوا فيه نظاما مرحليا يعد الأفضل بين بدائله المطروحة فى الساحة السياسية حينها و لإسهامه الواضح فى كسر شوكة الطائفية والهوس الدينى .. مرحلة نظام مايولم يدخل الجمهوريون فى أجهزة النظام المايوى واستمروا فى عملهم المتمثل فى توعية الشعب بالدعوة الإسلامية وكشف أدعياء الدين وذلك رغم العنت والصعوبات التى كانوا يواجهونها من أجهزة الدولة التنفيذية والأمنية ومن ورائها بعض قوى الهوس الدينى والتى أخذت تتغلل فى أجهزة النظام المايوى .. تكثف نشاط الجمهوريين فى الجامعات ووجدت دعوتهم تفهما كبيرا وقبولا فى أوساط الطلاب والمثقفين ..تركز عمل الأستاذ محمود فى هذه الفترة على تربية الاخوان والأخوات الجمهوريين والجمهوريات وترشيدهم وفق المنهاج النبوى ليكونوا نواة التغيير المرتقب .. وقد طبقوا هذا المنهاج فى مجتمعهم الجمهورى الصغير ما وسعتهم الحيلة فجاءت مناسباتهم من زيجات ومآتم وغيرها مصبوغة بهذه التربية والنهج الجديدين على المجتمع السودانى .. في ديسمبر 1976 تم اعتقال الأستاذ محمود وبعض قيادات الجمهوريين واودعوا سجن كوبر لمدة شهر بأمر من نميري و ذلك ارضاء للحكومة السعودية حيث واجههم الجمهوريون في كتاب ((اسمهم الوهابية و ليس اسمهم انصار السنة)) والذى صدر عنهم آنذاك ..
قوانين سبتمبر والهوس الديني في عام 1983 اعتقل الاستاذ و معه حوالى خمسين من تلاميذه و تلميذاته لمدة عام و نصف إثر إخراجهم كتاب عن الهوس الدينى أدانوا فيه تجاوزات عمر محمد الطيب ، النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس جهاز الأمن ، وذلك حينما سمح بأن يكون مسجده بؤرة للهوس والفتنة الدينية والتحرش بالجمهوريين وغيرهم .. اثناء هذا الإعتقال صدرت قوانين سبتمبر 1983 والمسماة زورا "بقوانين الشريعة الإسلامية" فعارضها الأستاذ محمود والجمهوريون من داخل وخارج المعتقلات ..
اطلق سراح الأستاذ وجميع الجمهوريين والجمهوريات المعتقلين في 19 ديسمبر1984م بعد أن قضوا نحو 19 شهرا فى الحبس من غير محاكمة أو حتى تهمة واضحة وسرعان ما اتضح أن النية قد كانت مبيتة وراء هذا الإفراج المباغت والذى أدى إلى إعدام الأستاذ بعد أربعة أسابيع .. بالرغم من معرفة الأستاذ بالتآمر والنية المبيتة ضده ألا أنه رأى أن الواجب المباشر هو مقاومة قوانين سبتمبر ولذا أصدر الجمهوريون منشورهم الشهير (( هذا او الطوفان)) بعد خروجهم من المعتقل بأسبوع فى مقاومة قوانين سبتمبر و دفاعا عن الاسلام و الشعب السوداني .. بدأت حملات اعتقال الجمهوريين وهم يوزعون المنشور وقد وجهت لبعضهم تهمة إخلال السلام العام بينما أفرج البوليس عن البعض الآخر حينما لم يجد فى المنشور ما يستدعى الإعتقال .. فى هذه الأثناء تدخل وزير الدولة للشئون الجنائية وأمر المدعيين فى المدن الثلاث باعتقال الجمهوريين ..
المواجهة والإعدام
فاعتقل إثر ذلك الأستاذ محمود للمرة الثانية ومعه أربعة من تلاميذه وقدموا للمحاكمة يوم 7 يناير 1985 م وكان الأستاذ قد أعلن عدم تعاونه مع تلك المحكمة الصورية فى الكلمة المشهودة فصدر الحكم بالاعدام ضده وضد الجمهوريين الأربعة بتهمة إثارة الكراهية ضد الدولة من محكمة ((المهلاوي)) .. حولت محكمة المكاشفي التهمة الي تهمة ردة!!! و ايد نميري الحكم و نفذ في صباح الجمعة 18 يناير1985 م وسط حشد كبير فى ميدان سجن كوبر.. تحرك الأستاذ نحو حبل المشنقة بثبات مهيب وكشف وجهه عن ابتسامة لم ير مثلها ثم تم التنفيذ وحمل الجسد الطاهر بطائرة عمودية الى مكان مجهول .. لم يترك الأستاذ الشهيد غير منزل مبني من الجالوص بام درمان ، عاش فيه بالزهد كله و بالتواضع كله ... و منزله هذا هو (( العقار)) الذي أمرت المحكمة المهزلة بمصادرته. فى أبريل 1985 (أى بعد 76 يوما من تنفيذ حكم الإعدام) هب الشعب السودانى هبته الثانية ليسقط نظام مايو فى انتفاضة شعبية سلمية شبيهة بثورة اكتوبر 1964 ..
http://www.ushaaqallah.com/category/10071
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية (Re: malik_aljack)
|
حقوق المرأة
إن التمييز ضد المرأة في العالم العربي سببه الفهم السلفي للإسلام والاستغلال السياسي لهذا الفهم السلفي، ولا حل للمشكلة إلا بنشر الفهم الجديد للإسلام الذي يوضح أن الشريعة الإسلامية التي انتقصت حقوق المرأة ليست هي كلمة الإسلام الأخيرة، وإنما هي شريعة مرحلية فقد كانت جيدة وحكيمة وخطوة تطويرية لمجتمع الجزيرة العربية في القرن السابع وما بعده من قرون مما هي مثله ولكنها لم تشرع لإنسانية العصر الحديث وإنما ادخر الإسلام لهذه الإنسانية شريعة الأصول القائمة على الآيات المكية التي (نُسخت) أي أجلت إلى أن يحين وقتها، ووقتها هو العصر الحديث وفيها حقوق المرأة الكاملة والمساوية لحقوق الرجل، وفيها فضلا عن ذلك نظام سياسي واقتصادي واجتماعي متكامل يقوم على الديمقراطية والاشتراكية والمساواة، وهذا الفهم الجديد للإسلام، هو ما قدمه محمود محمد طه بالسودان الذي حكم عليه بالردة وأعدم شنقا بسبب حديثه عن فهم جديد للإسلام، مع أن هذا الفهم الجديد هو الحل.
عبد الله الأمين - الخرطوم
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/talking_point/newsid_6165000/6165003.stm _________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية (Re: عبدالله عثمان)
|
شكرا يا عبد الله على فتح هذه النافذة الجديدة ولعله من التوفيق أن ابتدرتها بالحديث عن حقوق المرأة في يوم المرأة العالمي - هذا اليوم الهام الذي كان في صدر اهتمامات الجمهوريين ولا غرو أن ثاني كتيب يصدر من الاخوان الجمهوريين بعد توقف الأستاذ من الكتابة كان هو منشور "عام المرأة العالمي" بعد كتاب "الميزان بين محمود محمد طه والأمانة العامة للشئون الدينية" .. وطبعا أول كتاب صدر باسم الجمهوريين هو كتاب "أضواء على شريعة الأحوال الشخصية" للأخوات الجمهوريات وقد تلته ثلاث من كتب الأستاذ قبل أن يتوقف الأستاذ من الكتابة ويشرع الاخوان في التأليف .. أحب أن اهديك وأهدى اخواتنا الفضليات وبناتنا وأمهاتنا هذا الكتاب الذي كتب في منتصف السبعينات ولكنه لا يزال مفعما بالحيوية: http://alfikra.org/book_view_a.php?book_id=36 عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية (Re: عبدالله عثمان)
|
شكرا مالك الجاك على الإضافة الثرة وشكرا عمر وطالما أننا فى يوم المرأة فلنضف هذه ========= نجد خطاب الاخوان الجمهوريين في السودان (الحزب الجمهوري الاسلامي) كاحد الاصوات الفاعلة في التجديد الديني وابرزها منذ وقت مبكر , نجد ان هذا الخطاب – خطاب الاخوان الجمهوريين – اعلا من شأن المرأة وحرص على نيلها حقوقها وقدم رؤي مستنيرة حول تطوير شريعة الاحوال الشخصية للنهوض بالمرأة في السودان من وضعيتها الخاطئة, التي اجبرت على المكوث فيها بسبب فقهاء الظلام , سواء كانوا من اصحاب الفتاوى(ملاك الحقيقة المطلقة) او من حراس التقاليد والعادات البالية التي ترى كل شيء في المرأة , عورة محض .. ربط الفكر الجمهوري قضية تحرير المرأة ومساواتها ,بقضية تطوير شريعة الاحوال الشخصية .. حيث يطرح الفكر الجمهوري مسالة القوامة ,باعتبارها الاساس الذي نهضت عليه التشريعات الاخري الخاصة بوضعية المرأة في المجتمع . ويرى ان هذه التشريعات في وقتها كانت حكيمة كل الحكمة " في القرن السابع وذلك لانه حل مشكلة المرأة في ذلك المجتمع , فقد شرع لها حسب حاجتها وعلى قدر طاقتها وطاقة مجتمعها ايضا ولكن هل هذا الوضع هو مراد الدين الاخير للمرأة ؟ هل هو كلمته الاخيرة في امرها ؟ ام ان هناك وضعا اخر في الدين يمكن ان يقوم عليه تشريع جديد يحل مشكلة المرأة المعاصرة ويكون على قدر طاقتها وطاقة مجتمعها ؟ (19) يرى الجمهوريون ان الفقه شيء اخر غير الشريعة , وان فقهاء المسلمين جانبوا الصواب بتصورهم العقيم للعلاقة الزوجية كمثال – يعني هنا الفقه على المذاهب الاربعة – فقد جاء في الجزء الرابع منه حول تعريف الزواج" (انه عقد على مجرد التلذذ بادمية ) ومن هذا الفهم السقيم القاصر لطبيعة العلاقة السامية – الزواج – جاءت تشريعاتهم التي تنظم لهذه العلاقة جافة وبعيدة كل البعد عن سماحة الدين ومهينة لكرامة المراة وعزتها .. ولذلك فاننا ندعوا ان يتطور القانون من مستوى الوصاية الى مستوى المسئولية .. فتكون في هذا القانون – قانون الاحوال الشخصية – المرأة مسئولة امام المجتمع كالرجل تماما .. المرأة في هذا المستوى تكون حرة في اختيار زوجها , ولها حق الطلاق بالاصالة , كما لزوجها متى ما رأت ان الحياة بينهما استحالت .. وفي هذا القانون كما ان المرأة كلها تكون لزوجها فانه يكون كله لها , بلا تعدد زوجات عليها .. ففي اصل الدين المراة الواحدة للرجل الواحد , لانه – تعالى – قد قرر ان الرجل لا يمكنه العدل بين النساء ولو حرص على ذلك .. هذا بالاضافة الى ان العدل المادي – الذي الى جانب اسباب اخرى – قد اباح التعدد في الماضي قد تغيرت صورته للعدل المعنوي .. فالعدل في القرن السابع فسره النبي (ص) بالعدل المادي – المادي في الكساء والغذاء والسكن وما الى ذلك .. وفي ذلك قال المعصوم " اللهم هذا عدلي فيما املك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا املك " هذا العدل المادي قد تغير في مجتمعنا الحاضر الى العدل المعنوي , لان المرأة في هذا المجتمع اصبحت , وهي تصبح كل صبح جديد , قادرة على الانفاق على نفسها , ولذلك فانها تطالب بالعدل في ميل القلوب .. وهذا ما لا يستطيعه احد بين اثنتين " فلا تؤاخذني فيما تملك ولا املك " ومن هنا وجب ان يكون الزوج كله لزوجته كلها من غير ان تشاركها فيه زوجة اخرى .
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=44746
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية (Re: عبدالله عثمان)
|
العزيز عبد الله، تحيتي ومحبتي، لك وافر الشكر على رفدنا بهذه المواد الهامة. لقد آن للمثقف السوداني أن يدرك بأن الأستاذ محمود محمد طه شق لنفسه وللناس جميعاً مكانا واسعاً في التاريخ. من المحزن أن يعرف قدر الأستاذ كثيرون من المثقفين والمفكرين غير السودانيين. وليكن الإهتمام بعظمة الأستاذ في أرجاء العالم الأكاديمي والصحافة العالمية حافزاً لمثقفينا ليدركوا فداحة ما ارتكبوه في حق أنفسهم حين أهملوا الإطلاع على تجربة الأستاذ محمود محمد طه الفذة في الفكر، وتجسيده، وفي الفداء والتصالح مع الموت، باعتباره صليحاً للحياة ومعبراً لها في عوالم تتسع لدنيانا ولأوسع منها. أنظروا كيف كان استشهاد الأستاذ محمود حياة يا أولى الألباب!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
شكرا خيدرا وليتك ترفدنا بما يكنب طلابكم فى عذا المقام - مشرفى فى الدراسات العليا - ستيف هوارد مفرغ الآن فى إجازة سبتية لإنجاز كتاب عن الأستاذ محمود محمد طه ================ أركامانى مجلة الآثار والأنثروبولوجيا الســـودانية عرض الكتب والدراسات نحو تطوير التشريع الإسلامي
تأليف د. عبدالله أحمد النعيم
ترجمة وتقديم: حسين أحمد أمين
سيناء للنشر، القاهرة 1994
-1-
يبدو أن المصريين قد اعتادوا واستمرأوا فكرة أن تكون بلادهم مصدر الإشعاع الفكري في العالمين العربي والإسلامي، ذلك أن القليلين من مثقفيهم هم الذين يلقون بالاً إلى الثمار الفكرية في الأقطار المحيطة بقطرهم، أو يقدرون الضرر الذى سينجم حتماً، عن هذه العزلة وهذا الإغفال. وها قد مضى أكثر من ربع قرن على ظهور كتاب في السودان، هو كتاب "الرسالة الثانية في الإسلام" للشهيد محمود محمد طه، الذى أعدَّه أهم محاولة ينهض بها مسلم معاصر لتطوير التشريع الإسلامي، والتوفيق بين التعاليم الإسلامية ومقتضيات المعاصرة، دون أن يحظى في مصر (أو في بلد إسلامي خارج السودان على حد علمي) بالاهتمام الذى هو أهل له، ودون أن نلمس له تأثيراً في اتجاهات مفكرينا ومثقفينا وجمهور شعبنا، رغم احتوائه على فكرة أساسية ثورية لا شك عندي في قدرتها متى صادفت القبول لدى الرأي العام الإسلامي، على أن توفر الحلول لمعظم المشكلات التى تكتنف موضوع تطبيق الشريعة، في إطار إسلامي.
وفي الكتاب بين أيدينا عرض واف لهذه الفكرة ولغيرها من الأفكار التى نادى بها المرحوم الأستاذ محمود محمد طه. غير أنه لا بأس من أن نوجز الفكرة الرئيسة فيما يلي:
إن النظرة المتمعنة في محتوى القرآن الكريم والسنة النبوية تكشف عن مرحلتين لرسالة الإسلام: المكية والمدنية. والرسالة في المرحلة الأولى هي الرسالة الخالدة والأساسية، رسالة تؤكد الكرامة الأصيلة لكافة البشر، دون اعتبار للجنس، أو العرق، أو العقيدة الدينية أو غير ذلك. وقد تميزت هذه الرسالة بالتسوية بين الرجال والنساء، وبحرية الاختيار الكاملة في أمور الدين والعقيدة. فأما أسلوب الدعوة إليها فقائم على أساس الإقناع بالحجج العقلية، والجدل بالتي هي أحسن، دون أدنى قدر من الإكراه أو القهر.
وإذا رفض المشركون هذا المستوى الرفيع للرسالة، وبدا واضحاً أن المجتمع ككل لم يكن بعد مستعداً للأخذ بها، جاءت الرسالة الأكثر واقعية في الفترة المدنية، ونفذت أحكامها. وعلى هذا فإن جوانب رسالة الفترة المكية، التى لم تكن قابلة للتطبيق العلمي في السياق التاريخى للقرن السابع الميلادي، علقت وحلت محلها مبادئ أكثر عملية. غير أن الجوانب المعلقة من الرسالة المكية لم تضع إلى الأبد بوصفها مصدراً للشريعة، وإنما أجل تنفيذها إلى حين توافر الظروف المناسبة في المستقبل.
وقد سبق لي أن ذكرت في مقدمة كتابي "دليل المسلم الحزين إلى مقتضى السلوك في القرن العشرين" أن كثيراً مما نخاله من الدين هو من نتاج حسابات تاريخية واجتماعية معينة، ومن إضافات بشر من حقب متعاقبة. وقد كان من شأن هذه الحسابات والإضافات أن أسدلت حجاباً كثيفاً على جوهر الدين وحقائقه الأساسية الخالدة. فالدين لا ينشأ في فراغ، وإنما يظهر في مجتمع معين وزمن معين، فتتلون تعاليمه بالضرورة بظروف ذلك المجتمع ومقتضيات ذلك الزمان وتراعيها. هو إذن حقيقة مطلقة وردت في إطار تاريخي، وظهرت في بيئة اجتماعية انعكست معالمه عليه، وذلك من أجل أن يلقى القبول، ويحظى منهم الغالبية، ويضمن الانتشار. فكما أنه يستحيل على المرء أن يحمل الماء إلا في إناء، أو يحتفظ بعنصر كيميائي غازي إلا أن خلطه بعنصر غريب يحوله إلى أقراص صلبة، فإن الرسالة الدينية بحقائقها العالمية والخالدة لا يمكن إلا أن تبلغ لمجتمع معين، في حقبة تاريخية محددة، وهو ما يجعل من المحتم أن تدفع الرسالة ثمن ذلك في صورة الدخيل المؤقت، العارض المحلى، غير الجوهري وغير الأساسي. فلو أن الرسالة الخالدة لم تراع جهاز الاستقبال لدى من تسعى إلى مخاطبته والوصول إليه، لضاعت في الأثير واستحال التقاطها. أما ضمان التقاطها واستقبالها فيقتضى تغليف الرسالة بما ليس في صلبها، وترجمة المحتوى العالمي الخالد إلى لهجة محلية، ومراعاة غلظ الأذهان، وضعف المستوى الثقافي والحضاري، والتشبث العنيد بالمفاهيم المو والتقاليد. فإن أصرت الرسالة على أن تحتفظ بنقائها فلا تتلون بالظروف المحلية والتاريخية، ضاعت هدراً ولم يقبلها أحد. ولو أن الرسالة قد تلونت عند تبليغها بالمحلى التاريخى، ثم أصرت بعد ذلك على البقاء على ما هي عليه، رغم انتشارها إلى بيئات اجتماعية جديدة، ومرور الحقب التاريخية عليها، وأبت أن تتشكل بظروف تلك البيئات الجديدة، ومقتضيات العصر تلو العصر، لاستحال عليها أن تلبى الاحتياجات الروحية لأهل المجتمعات والعصور الجديدة الفعالية نفسها التى لبت بها احتياجات أهل المجتمع والعصر اللذين جاءت الرسالة فيهما.
هذا عن رأى وقت كتابتي لمقدمة كتابي المشار إليه. وأنا الآن أميل إلى القول مع الأستاذ محمود محمد طه بأن رسالة الإسلام بحقائقه العالمية الخالدة، بُلغت خلال الفترة المكية دون حساب لغلظ الأذهان، وضعف المستوى الحضاري للعرب في ذلك الوقت، ودون التلون بالظروف المحلية والتاريخية. وفي ظني أن هذا هو أيضاً ما أراد على عبدالرازق أن يقوله في كتابه "الإسلام وأصول الحكم" عام 1925، وإن كان قد عبر عن قصده بعبارات تتسم ببعض الالتواء، وما عبر عنه صراحة المؤرخ البريطاني آرنولد توينبي في آخر كتاب له وهو :
Mankind and Mother Earth في عام 1976 والذي نشر بعد سنة من وفاة مؤلفه.
غير أن الأستاذ طه يذهب إلى أبعد مما ذهب إليه أحد منا، ويصل بالفكرة إلى نتيجتها المنطقية: فعنده أن الفقهاء القدامى من مؤسسي صرح الشريعة الإسلامية، جانبهم التوفيق إذ فسروا مبدأ النسخ على أساس أن النصوص اللاحقة من القرآن والسنة (أي الفترة المدنية)، تنسخ أو تلغى كافة نصوص الفترة المكية السابقة، التى تبدو متعارضة معها. والسؤال الذى ينجم عن هذا هو ما إذا كان مثل هذا النسخ دائم المفعول بحيث تبقى النصوص المكية الأقدم، غير معمول بها إلى أبد الآبدين. ويذهب محمود طه إلى أن هذا القول مرفوض بالنظر إلى أنه لو صح لما كان ثمة معنى للإتيان بالنصوص الأقدم. كما يذهب إلى أن القول بأن النسخ أبدى يعنى حرمان المسلمين من أفضل جوانب دينهم. وبالتالي فهو يقترح تطوير أسس الشريعة الإسلامية، وتحويلها من نصوص الفترة المدنية إلى نصوص الفترة المكية السابقة عليها. ويعنى هذا أن المبدأ التأويلى في التطوير لا يعدو أن يكون عكساً لعملية النسخ، بحيث يصبح ممكناً الآن تنفيذ أحكام النصوص التى كانت منسوخة في الماضي، ونسخ النصوص التى كانت تطبقها الشريعة التقليدية، وذلك من أجل تحقيق القدر اللازم من إصلاح القانون الإسلامي.
كتب محمود طه في "الرسالة الثانية من الإسلام" يقول: "وتطور الشريعة كما أسلفنا القول، إنما هو انتقال من نص إلى نص، من نص كان هو صاحب الوقت في القرن السابع فأحكم، إلى نص عُدَّ يومئذ أكبر من الوقت فنسخ. قال تعالى: ما ننسخ من آية أو ننساها نأت لخير منها أو مثلها (سورة البقرة،106). قوله .. ما ننسخ من آية.. يعنى: ما نلغى ونرفع من حكم آية.. قوله أو ننساها يعنى: نؤجل من فعل حكمها.. نأت بخير منها.. يعنى: أقرب لفهم الناس وأدخل في حكم وقتهم من المنساة.. أو مثلها.. يعنى: نعيدها هي نفسها إلى الحكم حين يحين وقتها.. فكأن الآيات التى نسخت إنما نسخت لحكم الوقت، فهي مرجأة إلى أن يحين حينها. فإن حان حينها فقد أصبحت هي صاحبة الوقت، ويكون لها الحكم، وتصبح بذلك هي الآية المحكمة، وتصير الآية التى كانت محكمة في القرن السابع منسوخة الآن.. هذا هو معنى حكم الوقت: للقرن السابع آيات الفروع، وللقرن العشرين آيات الأصول".
***
وقد يفاجأ القارئ بهذه القراءة غير المعهودة للآية، فهي في المصحف بين أيدينا (ما ننسخ من آية أو ننساها). غير أن الطبرى في تفسيره يقول: "... وقرأ ذلك آخرون (أو ننساها) بفتح النون وهمزة بعد السين بمعنى: نؤخرها، من قولك "نسأت هذا الأمر أنسؤه نسأ ونساء" إذا أخرته... وممن قرأ ذلك جماعة من الصحابة والتابعين، وقرأه جماعة من قراء الكوفة والبصريين... فتأويل من قرأ ذلك كذلك: ما نبدل من آية أنزلناها إليك يا محمد، فنبطل حكمها ونثبت خطأها، أو نؤخرها فنرجئها ونقرها فلا نغيرها ولا نبطل حكمها، نأت بخير منها أو مثلها". وهو التأويل الذى أخذ به محمود طه، وأخذ به أحد أنجب تلاميذه ومعاونيه، وهو الدكتور عبدالله أحمد النعيم، مؤلف هذا الكتاب بين أيدينا.
-2-
اتصل الدكتور اتصالاً وثيقاً، بأستاذه الروحي محمود محمد طه على مدى سبع عشرة سنة كاملة، انتهت بإعدام طه في الخرطوم بتهمة الردة عن الإسلام في 18 يناير 1985، بإيعاز من رئيس الجمهورية آنذاك، جعفر النميرى، الذى سقط نظامه بعد سنة وسبعين يوماً فقط من قتله لهذا المفكر الإسلامي البارز. وقد شارك عبدالله النعيم مشاركة إيجابية فعالة في حركة "الإخوان الجمهوريون" التى تزعمها محمود طه في السودان، واعتقل معه في الفترة ما بين 17 مايو 1983 و19 ديسمبر 1984، وأسهم إسهاماً مشكوراً، وهو القانوني القدير ورئيس قسم القانون العام في كلية الحقوق بجامعة الخرطوم في الدفاع عن المتهمين من زملائه في الحركة، وضمان الإفراج عنهم، غير أنه أضطر بعد إعدام أستاذه والقضاء على الحركة وتفرق السبل بأنصارها إلى الهجرة إلى الخارج، حيث قام بترجمة كتاب طه "الرسالة الثانية من الإسلام" إلى الإنجليزية، وألف بالإنجليزية هذا الكتاب الذى كان لي شرف الاضطلاع بترجمته إلى العربية.
***
والكتاب في واقع الأمر هو مزيج من فكر طه وفكر النعيم، فالفكرة الأساسية لمحمود طه التى أوجزناها منذ قليل هي التى اتخذها النعيم منطلقاً له في كتابه الراهن: تعهدها ونماها، وزودنا بإجابات على التساؤلات التى قد تثور بصددها، وبالتطبيق المنهجي المتسلسل لها في ميادين الدستورية وحقوق الإنسان والقانون الجنائي والقانون الدولي، وبالاستقراء التاريخى للفكر الإسلامي المتصل بقضايا القانون العام، مستفيداً في كل ذلك من الخلفيَّة القانونيَّة التى توفرت له، ولم تتوفر لأستاذه المهندس محمود محمد طه.
وهو شأن كل تلميذ نجيب ذكى مبدع لقائد مرموق من قادة الفكر، لم يتوقف عند المدى الذى وصل إليه أستاذه، ولا أبقى الفكرة على الحال الذى تركها عليه ذلك المفكر، وإنما اتجه بكل إخلاص وهمة إلى إنماء الفكرة وتطويرها للوصول بها إلى نتائجها المنطقية، وتطبيقها على مجالات متنوعة.. فهو هنا إذن يؤدى إزاء محمود طه دور أفلاطون إزاء سقراط. وكما أننا إزاء الكثير من الآراء الواردة في محاورات أفلاطون نجد من الصعب نسبة هذا الرأي أو ذاك إلى المؤلف أو إلى أستاذه، فكذا نحن إزاء بعض الأفكار الواردة في الكتاب الراهن. وقد كان وصفنا إياه بالمزيج من قبيل الاستسهال، وبسبب إصرار المؤلف الكريم في حواراتى معه على نسبة كل فضل إلى أستاذه، غير أن مقارنة القارئ بين كتب طه وبين كتاب النعيم كفيلة بأن تسهل بعض الشئ، من إدراكنا لحقيقة الإضافات الجوهرية البناءة والإبداعية للنعيم. وأضيف هنا قولاً أكاد أكون واثقاً من أن الدكتور النعيم سيستاء منه، وسيرفضه ويزور بوجهه عنه، وهو أن إعجابي بكتابه فاق إعجابي بكتاب "الرسالة الثانية من الإسلام". وأما سبب ذلك فأذكره وأنا أكاد واثقاً من أن بعض القراء من العرب سيستاءون منه، وسيرفضونه ويزورون بوجههم عنه، وهو أن كتاب النعيم كُتب أصلاً بالإنجليزية، وهى لغة لا تكاد تسمح بالأسلوب الخطابي الإنشائي الفضفاض، الذى تميز به للأسف كتاب الزعيم السوداني الراحل، ولا يستسيغ قراؤها الابتعاد عن معايير الفكر المحدد الدقيق.
-3-
غير أنى أتدارك وأصحح وأستغفر.. فيقيني أن النعيم لو كان قد ألف كتابه بالعربية لتميز الكتاب بالقدر نفسه من الهدوء والموضوعية والدقة والروح العلمية الصارمة الذى تميز به الأصل الإنجليزي.. فالخطابة والأسلوب الإنشائي الفضفاض ليسا من السمات اللصيقة بالعربية إلا في عصور انحطاطها. وأما الهدوء والموضوعية والدقة والروح العلمية الصارمة، فجميعها سمات في شخصية عبدالله النعيم، لا مفر أن تنعكس في كتاباته. وصفات لمستها فيه منذ لقائي الأول معه في القاهرة يوم 29 مارس 1993، وهو لقاء دبرته لنا الفنانة المصرية الأصيلة السيدة عطيات الأبنودي مخرجة الأفلام التسجيلية الشهيرة، بعد إبدائي لها شهادة إعجابي بكتاب عبدالله النعيم، وكانت قد قرأته وتعرفت بمؤلفه قبلي.. ولن أنسى أمسية جمعتني بالنعيم والمفكر الإسلامي الكبير الأستاذ طارق البشرى، وهو إنسان على شاكلة النعيم في الهدوء والوقار، والاتزان ورحابة الصدر، رغم اختلافهما الجذري في مجال الفكر الديني، إذ يأبى المؤرخ المصري الأخذ بتاريخيَّة النص الديني، بينما يصر القانوني السوداني عليها. وقد كان حوارهما الهادئ الموضوعي المتزن حول هذا الموضوع مثلاً يُحتذى - وإن كان نادراً ما يحتذى في مجتمعنا الإسلامي البائس- في تحاور مفكرين إن اختلفت اتجاهاتهم وآراؤهم، جمعتهم الرغبة الصادقة في الوصول إلى الحق، بل وإلى ما هو عندي خير من الحق ذاته، وهو التفاهم.. فكأنما كان لسان حال الاثنين ينطق بقوله الإمام الشافعي الشهيرة: "والله ما ناظرت أحداً قط فأحببت أن يخطئ، وما كلمت أحداً قط وأنا أبالي أن يبين الله الحق على لساني أو على لسانه".
فأين جعفر النميرى وعمر البشير وأمثالهما من أمثال هؤلاء؟!
***
وكم قد حز في نفسي أن تتقطع لقاءاتى بالنعيم إذ يغادر مصر إلى واشنطن ليعمل مديراً تنفيذياً في منظمة Africa Watch المعنية بحقوق الإنسان في القارة الأفريقية. ولا شك عندي في أنه يتطلع إلى اليوم الذى يتمكن فيه من العودة إلى السودان ليواصل الدعوة إلى أفكاره والأفكار الأصيلة لحركة "الإخوان الجمهوريون" التى تفرق أنصارها وتوقف نشاطها بعد حظر السلطات السودانية لهذا النشاط منذ يناير 1985، ولم تظهر لها قيادة جديدة بعد إعدام زعيمها.. وهو أمر يوحى للأسف الشديد بأن ارتباط معظم أنصارها بزعيمهم كان وجدانياً أكثر منه فكرياً. ولا أحسب أنَّ أحداً منهم سعى مثلما سعى النعيم إلى تأصيل وصياغة الأسس الفكرية للحركة؛ كي ما تغدو تراثاً إنسانياً لا هو حكر على تلاميذ طه السابقين، ولا قاصر على السودان، بل ولا حتى على الأقطار الإسلامية. فعند النعيم أن كتاباً ككتابه الراهن "لا يخاطب المسلمين المعاصرين وحدهم. فرغم أن قضايا إصلاح القانون الإسلامي، والتحول الاجتماعي والسياسي في العالم الإسلامي، هي من شأن شعوب الأقطار الإسلامية في المقام الأول، فإنها أيضاً تدخل في الاهتمامات المشروعة للبشرية جمعاء، بسبب تأثيرها في حقوق الإنسان والحريات الأساسية للبشر... ذلك أنه لم يعد بوسع البشرية أن تتنصل من مسئوليتها عن مصير البشر في أي جزء من العالم، وهو ما نعده إنجازاً مجيداً للحركة الدولية الحديثة المناصرة لحقوق الإنسان. فكافة شعوب العالم مدعوة إذن لمساعدة المسلمين في محنتهم، ولأن تُقبل مساعدة المسلمين لغير المسلمين في محنهم. غير أنه ينبغي أن نؤكد مع ذلك أن هذه الجهود في سبيل التعاون المتبادل ينبغى النهوض بها، في رفاهة حس وطيب نية، إن أردنا لها أكبر قدر ممكن من النجاح والفعالية.
-4-
إن آراء كتلك التى وردت في كتب طه والنعيم هي في ظني كملح الفواكه، لا تؤتى مفعولها إلا بعد مدة! غير أنى أكاد أكون على ثقة من أن اليوم سيجئ الذي تحدث هذه الآراء فيه تأثيراً عميقاً وواسع النطاق في فكر المثقفين في العالم الإسلامي أولاً، ثم في وجدان جماهيره العريضة، ولن يكون هذا اليوم بعيداً كما يتصور بعض المتشائمين، فحاجة المسلمين تشتد في زمننا هذا- ويوماً بعد يوم- إلى توفير حلول مناسبة للمشكلات المتفاقمة بأقطارهم، تكون من وحى تراثهم ودينهم وتقاليدهم، وإلى تأكيد هويتهم الحضارية في مواجهة الأخطار التى تهدد بابتلاعها.. غير أن حقهم في تقرير المصير يحده حق الأفراد الآخرين والجماعات الأخرى في الشئ ذاته، مما يحتم تحقيق مصالحة بين الشريعة الإسلامية وبين كافة حقوق الإنسان العالمية، وإقناع المسلمين بأن "الشخص الآخر" الذى ينبغي عليهم قبول مبدأ المساواة الكاملة بينهم وبينه، (كالدول الأجنبية غير الإسلامية، والأقليات غير المسلمة التى تعيش في أقطارهم، والنساء المسلمات اللاتي تنتقص الشريعة التقليدية من حقوقهن)، يشمل كافة البشر الآخرين، بغض النظر عن الحسابات العرقية والدينية والجنسية.
***
وعندي أن هذا الحل كامن في الأفكار الأساسية التى طرحها المفكر الإسلامي السوداني الفذ محمود محمد طه، وفي هذا الكتاب لتلميذه المفكر الإسلامي السوداني الفذ الدكتور عبدالله أحمد النعيم، وهو الكتاب الذى سألني النعيم يوم 29 مارس 1993 أن أكتب مقدمة له، فانبريت في حماسة أسأله الإذن بترجمته بأكمله إلى اللغة العربية. حسين أحمد أمين مصر الجديدة في 19 يونيو1993
http://www.arkamani.org/bookreview_files/abdalahnaeem.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه فى الصحافة والأكاديميا العالمية (Re: عبدالله عثمان)
|
ولقد ذكرتني مواقف الذين يطالبون بمنع الحجاب بما نشر عن السوداني المدعو محمود محمد طه، فقد كان مهندسا أشغل نفسه بالفكر والثقافة ومما كان يقوله مفتريات على الإسلام وتبنى أفكار المحلدين ومما كان يطالب به الغاء الحجاب حتى قدم للمحاكمة بتهمة الردة عن الإسلام حتى صدر عليه الحكم بالردة ومما جاء في أسباب الحكم إشارة إلى ما جاء في كتابه «رسالة في الإسلام» في صفحة 139 من كتابه عن الحجاب النص الآتي: «الأصل في الإسلام السفور لأن مراد الإسلام العفة وهو يريدها عفه تقوم في صدور الرجال لا عفة مضروبة بالباب المقفول والثوب المسدول» وجاء في الحكم وهو بهذا ينكر الحجاب ويدعو إلى التبرج ويسفه الله ورسوله فالله تعالى يقول: «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً» الأحزاب ـ 59.
تاريخ النشر:يوم الخميس ,23 نوفمبر 2006
http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2006,Nov...rbinmohammedalemmari _________________
| |
|
|
|
|
|
|
|