|
حول نشأت وأهداف حركة عبد الواحد
|
مصطفي مبارك - الشارع السياسي
حول نشأت وأهداف حركة عبد الواحد قال عبد الواحد محمد نور في حوار أجرى معه مؤخراً ، انه سوف يظل يحارب ومعه مجموعة تضم قاعدة جماهيرية عريضة ـ حسب زعمه ـ إلى حين تحقيق الاهداف التي يسعى إلى تحقيقها . عبد الواحد الذي يقود فصيلاً كان جزءا من حركة التحرير التي كان يتءرأسها ، ووقع فيها انشقاق قبل عدة أشهر ، رفع من سقف مطالبه السيلسية ، وقال انه يتطلع ليس إلي منصب نائب أومساعد للرئيس ، وأنما إلي اعتلاء كرسي رئاسة الجمهورية نفسه ! وأن باماكانه ـ حسب تصوراته ـ أن يحصل علي هذا الهدف الكبير . وتحدث الرجل حديثاً مطولابدا فيه ولو ظاهريا ـ واثقاً مما يقول ، جادا فيما يطرحه، ويصرف النظر عن هذه الثقة وهذه الجدية ، فأن عبد الواحد محمد نور في الواقع بتصريحاته هذه يثير جملة من التساؤلات التي يصعب يصعب القفز فوقها أو تجاوزها ، فمن المعلوف طبق السودان سفاري أن عبد الواحد محمد نور رفض رفضاً باتا وحتى هذه اللحظة القبول بوثيقة ابوجا لاحلال السلام في دارفور ، وهذا الرفض ومهما اردنا رده إلى اسباب أو مبررات موضوعية فهو يبقي رفض امحضا لامبررات له ، ذلك أن منشا حركة التحري الذي بغرض ايجاد حماية للقبيلة من جانب صبية وشباب ينتمون إلى قبيلة الفور أحدى اكبر القبائل الإفريقية في دارفور ، الحماية كانت من بعض هجمات بعض القبائل الرعوية ذات الصول العربية . ولم تنشأ حركة عبد الواحد التي حملت في البدء اسم حركة تحرير دارفور بغرض سياسي أو تطلع إلى اهداف قومية كبيرة ، وحتي حين بدأت تقتفي أثار الحركة الشعبية الناشطة يومئذ في جنوب السودان ، فانها لم تكن تملك منفستو مماثل لمنفستو الحركة الشعبية ولاكانت تحمل تطلعات ممتميزة ، وحتى حين بدات تجلس إلى طاولة التفاوض في ابوجا ، كانت تراوغ بغرض اطالة امد النزاع ، انتظاراً للتدخل الدولي الذى كانت الأمم المتحدة تلوح به أنذاك أثناء المفاوضات ، حدث كل ذلك حتي وقع الفصال الشهير بين عبدالواحد رئيس الحركة ، وأركو مناوي امينها العام ، وخرج كل واحد منهما بفصيل ، ووقع الأخير علي وثيقة ابوجا بينما بقي الأول خارجها . التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة .. ما الذي دفع عبد الواحد للبقاء خارج الأتفاق وهو الفصيل الأقل شأناً ، بينما خصمه الآخر ، الأكبر دخل الأتفاق ؟ ولماذا بدأ عبد الواحد وطوال حركة الضغوط التي مورست عليه رغم قلة شأنه صامداً ، وقادراً على الصمود ، بينما انصاع الفصيل الأكبر للضغوط الأمريكية ـ بحسب اعتراف قادته ـ بسرعة شديدة ؟ هل يعني ذلك أن الولايات المتحدة قصدت ادخال فصيل واحد في التفاق ، وترك فصيلا آخر خارجخ تمهيداً لفصل إقليم دارفور ، بأن تقسيم الأدوار بين الفصيلين مثلاً ؟ وهل كان المقصود من أتفاق ابوجا أصلاً مجرد اتفاق لاجتياز مرحلة من مراحل الصراع على أن تعقبها مرحلة أخرى يكون فيها لبعض الفصائل دور آخر مختلف ؟ هل يمهد عبد الواحد بتصريحاته الرئاسية هذه ، لتبيان المرحلة من الصراع في دارفور ؟ وهل يمكن قراءة هذه التصريحات في دارفور ؟ وهل يمكن قراءة هذه التصريحات إلى جانب موقف عبد الواحد الرافض للتحالف مع إى طرف في دارفور أو خارجها ، وأخرها التحالف مع جبهة الخلاص التي رفض عبد الواحد الأقتراب منها تماماً ؟ وخصمه الحالي اركو ميناوي بكلام دبلوماسي جميل ما فيه أى نبرة عدائية ، أن هنلك دور مرسوم ، وتفاهم صامت ، لم يحن أوانه بعد ، ولكنه قريب ؟ من الصعب إيجاد إجابة قاطعة على هذه التساؤلات المربكة والمحيرة معاً ، ولكن ليس من المستحيل أن أن نستشف العديد من العناصر المهمة التي يمكن قراءتها في ضوء الحراك الدولي الحاد بقيادة الولايات المتحدة الرامي إلى التدخل في دارفور بأي ثمن . فلعل عبد الواحد موعود بقطف ثمار التدخل الدولي ، ولعله موعود على سبيل الإغراء بما يتطلع إليه ، فالليالي في السودان حبالى يلدن كل جديد .
|
|
|
|
|
|