|
تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر!
|
عفوا ربما لا يهم هذا الموضوع أحدا غيري و لكني سوف أقوم في هذا البوست بعمل copy & paste لبعض اسهاماتي في مجال الجندر المنشورة في هذا المنبر و تحديدا في بوست الأستاذ أبو قصي (شمار حار ما هو رأي الجندرية و جماعة الجندر). و ذلك لرغبتي بوضعها ضمن محتويات مكتبتي على صفحات المنبر الحر و قد صرح الأستاذ بكري أبو بكر بأن هذا ليس ممكنا ما لم يكن صاحب/ة المكتبة هو/ي من ابتدر/ت الموضوع بنفسه/ا.
و لأني أحتاج لهذه الكتابات في أمر المكتبة كما أسلفت و بعض أمور وظيفية و بحثية أخرى وجدت أنه من الأفضل لي وضعها في بوست خاص بي.
ملحوظة: ان أسعفني الوقت فسوف أقوم بنقلها بتصرف و ان لم يسعفني فعذرا لكل من سيرد اسمه/ا ضمن النقاش الدائر في ذاك الوقت من تاريخ البوست.
تحياتي و احترامي
ندى
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
Quote: أود أن أسلط الضوء هنا على بعض ما جاء في مقال د. نزار عثمان من خلط واضح لمفهومي الجندر و الجنس و ذلك لمعرفتي بمفهوم الجندر من خلال قراءاتي و الكورسات التدريبية المتقدمة التي تلقيتها في هذا المجال مما أتاح لي تدريب بعض العاملين بمنظمات التنمية بالسودان في مجال الجندر و التنمية، بل و تطبيقه عمليا وسط قطاعات الجماعات المهمشة و معسكرات النازحين.
أحيانا كثيرا و في تفاعلنا مع أحداث الحياة اليومية يطلب منا ملء استمارات يكون من اسئلتها الرئيسية تحديد جنس المتقدم بالطلب ذكرا كان أو أنثى، في السابق كانت تكتب جنس المتقدم و الأن صارت تكتب نوع المتقدم أو في بعض الحالات يشار اليها بكلمة جندر، اذن ماذا يعني مصطلح الجندر و ما هي صلة الوصل بينه و بين جنس الانسان سواءا كان ذكرا أو أنثى ؟ و ماهو الاختلاف بين المصطلحين؟
كل التعريفات لهاذين المصطلحين في الموسوعات العالمية تشير بوضوح الى تطور و نمو هاذين المصطلحين عبر التاريخ و على الأخص مصطلح الجندر . في عام 1917 كان مصطلح الجندر يستعمل كمصطلح لغوي فقط لتحديد ماذا كان اسم شئ ما يرمز الى ذات ذكورية أو أنثوية أو هو اسم محايد. التطور الثاني لمصطلح الجندر هدف الى تحديد نوع الشخص ذكر أم أنثى أي نفس تعريف جنس الشخص. بحلول عام 1996 حصل دمج لهاذين المصطلحين مع بعض(الاضافات وبرز لنا تعريف جديد لمصطلح الجندر و هو كما ذكرت الجندرية يهدف أساسا الى تحديد و تقسيم (1الأدوار الاجتماعية و الاقتصادية التي يقوم بها كل من الرجل و المرأة في منظومة اجتماعية محددة.
يمكن أن أعطي مثال هنا بتعريف الجندر على أنه "Condition of being a male or female human being, especially with regard to how this affects or determines a person's self image, social status, goals, etc" (Webster's New World Collegiate Dictionary, Third Edition, Simon & Schuster, 1996).
أي أن تعريف كلمة الجندر على حسب ما جاء هنا هو كيف يمكن أن يحدد و يؤثر نوع الشخص من ذكر أو أنثى على نظرته لنفسه و ما يمكن أن ينتج عنه من تحديد لدوره الاجتماعي في بيئته المحيطة به.
أي أنه ليس هنالك اطلاقا أي دعوة مبطنة يخفيها مصطلح الجندر لتحقيق أغراض الاباحية الجنسية أو الشذوذ الجنسي كما ذكر د. نزار. و أود أن أؤكد هنا أن نظرية الجندر أساسا قامت على هدم المفهوم السائد في الماضي وهو أن الخواص البيولوجية الجينية لكل من الرجل xy و المرأة xx هي الفيصل الوحيد في تحديد الأدوار التي يقوم بها كل منهما في مجتمعه.
فنظرية الجندر تهدف في المقام الأول الى ايجاد مفهوم أكثر شمولية يحتوى على المعتقدات الواعية أو تلك التي في العقل الباطني و التي يؤمن بها أفراد مجتمع ما عن الخصائص، المميزات، و القدرات التي يمتلكها كل من الرجل و المرأة و التي تؤدي بالتالي الى تقسيم أدوار كل منهما في عملية التنمية الاقتصادية الاجتماعية و التي تختلف اختلافا كبيرا باختلاف المجتمعات و الحضارات.
أخيرا أود أن أنوه أن مصطلح Gender Equality لا يعني اطلاقا أن الرجال و النساء شئ واحد أي المثلية كما ذكر د. نزار و لكنه يعني أن الحقوق و تكافوء الفرص بين كل منهما لا يجب أن تعتمد على التصنيف البيولوجي فقط.
المراجع (1 The Meanings of Gender, Jacquelyn B. James, Journal of Social Issues, " The Significance of Gender: Theory and reserach about Difference," (Blackswell Publishers, 1997). |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
Quote: د. نزار
هذا ما جئت به من تعريف للهوية الجندرية Quote: المصطلح والمعنى :
أصل المصطلح هو الكلمة الإنجليزية "Gender " ، وتعرف الموسوعة البريطانية الهوية الجندرية "Gender Identity" بأنها : شعور الإنسان بنفسه كذكر أو أنثى، وفي الأعم الأغلب فإن الهوية الجندرية تطابق الخصائص العضوية، لكن هناك حالات لا يرتبط فيها شعور الإنسان بخصائصه العضوية، ولا يكون هناك توافق بين الصفات العضوية وهويته الجندرية ( أي شعوره الشخصي بالذكورة أو الأنوثة ) ….. وتواصل التعريف بقولها : "إن الهوية الجندرية ليست ثابتة بالولادة ـ ذكر أو أنثى ـ بل تؤثر فيها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهوية الجندرية وهي تتغير وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية كلما نما الطفل."
و هذا تفسيرك لها
Quote: هذا يعني أن الفرد من الذكور إذا تأثر في نشأته بأحد الشواذ جنسياً فإنه قد يميل إلى جنس الذكور لتكوين أسرة بعيداً عن الإناث ليس على أساس عضوي فسيولوجي، وإنما على أساس التطور الاجتماعي لدوره الجنسي والاجتماعي، وكذلك الأمر بالنسبة للفرد من الإناث .
لكني أعتقد أن تفسيرك الشخصي لما جاء في هذا التعريف فيه الكثير من التحريف و الفهم المغلوط لمصطلح الجندر و الهوية الجندرية.
أولا دعني حتى يسهل على الجميع المتابعة القاء الضوء على بعض المفاهيم المتعلقة بالجندر. حيث أنه و من الأهمية بمكان أن نفرق تماما بين مصطلحي الجنس ####### و النوع gender. فمصطلح الجنس يقصد به الاختلافات البيولوجية بين الرجل و المرأة في حين يقصد بمصطلح الجندر الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها كل من الرجل و المرأة في بيئة محددة . اذن و برجوعنا الى تعريف الجندر أعلاه يتبين لنا بوضوح أنه ليست له اطلاقا أي علاقة بالشذوذ الجنسي كما جاء في تفسيرك الشخصي له. و تفسيري للتعريف الوارد أعلاه أن الهوية الجندرية و التي تعني الدور الاجتماعي الذي يقوم به الرجل و المرأة في مجتمع معين ليس بالضرورة أن يكون دور نمطي تقليدي محدد stereotype أي أن المرأة وظيفتها الوحيدة في الحياة الانجاب و رعاية أسرتها و الرجل عليه فقط يقع عبء توفير أسباب الرزق لأسرته، و لكن الهوية الجندرية أي دور كلا منهما يمكن أن يتغير على حسب المعطيات و الظروف النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية التي تؤثر عليهما منذ مرحلة الطفولة. هذا هو التحليل السليم لمصطلح الجندر و الذي يمكن أن يتوصل اليه الجميع و من ذات التعريف الذي أتيت به لمصطلح الجندر، فقط يجب دائما أن نضع في الاعتبار أن الهوية الجندرية تعني الدور الاجتماعي الذي يقوم به الرجل و المرأة في مجتمع معين و هي لا ترمز فقط للجنس البيولوجي لكل منهما.
أيضا أود أن أقول أن الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها كل من الجنسين تختلف اختلافا كبيرا ليس فقط بين بلدان مختلفة و لكن حتى في نفس البلد الواحد تختلف الأدوار باختلاف الأعراف و التقاليد السائدة. مثلا بعض الأشياء و التي تعتبر مسؤوليات رجالية بحته في بلد معين يمكن أن تعتبر مسؤولية النساء في منطقة أخرى، مثلا قطع الأشجار من الغابات للحصول على حطب الوقود يعتبر مهمة الرجل في فنلندا و مسؤولية المرأة في تنزانيا أو السودان. أيضا الزراعة هي مهنة يقوم بها الرجل في أمريكا الشمالية في حين تسهم المرأة في أفريقيا بنسبة 80% من الانتاج الزراعي. بل حتى اذا أخذنا أمثلة بسيطة بأنفسنا نجد أن أدوارنا الاجتماعية التي نقوم بها تتغير و تتباين على حسب مراحل نمونا في الحياة فطفل/ة الأمس هو/ي أب أو أم و بعدها جد/ة.
هذه الأدوار المتباينة و التي يقوم بها كل منا في حياته اليومية هي ما يطلق عليه الهوية الجندرية و فهمها و تطبيقها لا يتأتى الا اذا ملكنا ما يعرف بالوعي الجندري gender awareness و هو عكس مصطلح العمى الجندري gender blindness و الذي أدى في الماضي الى فشل كثير من مشاريع التنمية و ذلك لعدم معرفة منظمات التنمية بالهوية الجندرية السائدة في مجتمع ما أي العلاقة بين النساء و الرجال و الاحتياجات الفعلية لكل منهما، الأدوار و الأنشطة التي يقومان بها و مدى امتلاكهما للمقدرات و الخبرات التي تمكنهما من الاستفادة القصوى من المشاريع المقامة لأجلهما. للحديث بقية عن أدوات التحليل الجندري و كيفية تطبيقها في مشاريع التنمية |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
Quote: شاعرنا القدير الاستاذ محمد عبد القادر سبيل
شكرا على كلماتك الطيبة في حقي و حقيقة أنا أدين لغربتي بالكثير على الصعيد الفكري و الانساني و لكن يبقى أقسى ما فيها بعدي عن أعز عزيزين لدي في هذه الدنيا أمي و أبي و لكن لكل شئ ثمن و أقول مع الشاعر مشيناها خطى كتبت علينا و من كتبت عليه خطى مشاها.
أرجو أن تكون قد وجدت الأن و من خلال المساهمات الثرة أعلاه الاجابة على أسئلتك المطروحة سابقا. و ربما يكون سببها الأساسي التفسير المشوه العاري من الصحة الذي طرحه د. نزار عثمان فمصطلح الجندر لا يهدف بأي حال من الأحوال الى الاخلال بمنظومة الأسرة المتماسكة أو تقويض ترابط المجتمع كما ذكر صاحب المقال و لكنه على العكس تماما يهدف الى تنمية المجتمع و الارتقاء بمقدرات الرجل و المرأة معا مع التركيز قليلا على احتياجات المرأة بوصفها فقيرة الفقراء و مستضعفة المستضعفين.
أيضا و في اجابة على تساؤلك بامكانية حدوث خلل وظيفي جندري أو حدوث انتكاس جندري نتيجة لتبادل الأدوار بين الرجل و المرأة أود أن الفت انتباهك أن نظرية الجندر لا تهدف الى احداث تبادل أدوار بين الجنسين ، الرجل/ المرأة، ظالم/ مظلوم أو عاطل/منتج و لكن ترمي أساسا الى تحليل الأنماط السائدة للهوية الجندرية في بيئة ما بغرض وضع خطة تنموية شاملة تهدف الى معالجة مكامن القصور والارتقاء بالمجتمع بشقيه الرجالي و النسوي. و سوف أوضح ماذا نعني بأدوات التحليل النوعي و أهدافها لاحقا. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
Quote: بيان، مهيرة، د. نزار، القارئات و القراء
تساءلتم عن ماذا يمكن أن نستفيد نحن و غيرنا من المجتمعات الاسلامية النامية من استيراد مصطلح غربي أهدافه ما زالت خفية في نظر بعضكم/ن.
و أود أن أوضح أن الاستفادة التي عادت على المرأة في دول العالم الثالث اسلامية و غير اسلامية من تطبيق مصطلح الجندر في مشاريع التنمية تفوق بالآف المرات المكاسب التي تحصلت عليها المرأة الغربية من تطبيق نفس المصطلح. و ذلك يرجع الى الفجوة الواضحة في الحقوق التي نالتها كل منهما، فتهميش المرأة في دول العالم الثالث و النظرة القاصرة للدور الايجابي الذي يمكن أن تلعبه على خارطة التنمية الوطنية أدى الى حرمانها من الكثير من البرامج التدريبية و القروض الائتمانية التي تمكنها من الحصول على قدر من الاستقلال الاقتصادي.
قبل أن أبدأ بمناقشة أدوات التحليل الجندري و كيفية تطبيقها أود و لتقريب فهم أهمية نظرية الجندر للمجتمعات المستضعفة أن أذكر المثال التالي و ليكن محوره عن حطب الوقود و الجندر مثلا. فالمعلوم لدينا أن في المناطق الريفية تكون المرأة هي المسؤولة الوحيدة عن توفير احتياات منزلها من ماء و حطب وقود و عليها حمل كل هذه الأشياء الثقيلة على رأسها و كتفيها وقطع مسافات بعيدة عاى أرجلها قد تمتد لساعات و في رحلات متفرقة على مدار اليوم هذا ومع قيامها ببقية الأعباء المنزلية المتعددة الأخرى.
من ناحية أخرى، و في هذه المجتمعات تكون علاقة الرجل بعملية جلب حطب الوقود منعدمة تماما و ان وجدت في بعض الأحيان فغالبا ما تكون لأهداف تجارية حيث يستعين فيها بعمال و عربات نقل لقطع و ترحيل الأشجار و الحطب. بالاضافة الى عبء توفير حطب الوقود تعاني المرأة الريفية أيضا من المضاعفت الصحية الناتجة من استعمال المواقد التقليدية و التي تنبعث منها كثير من الملوثات كغاز ثاني أكسيد الكربون و الميثان و التي تسبب الكثير من أمراض الجهاز التنفسي.
و أود هنا أن أنوه الى اختلاف الأدوار و المسؤوليات التي يقوم بها كل من الرجل و المرأة في مثل هذه المجتمعات أي تباين الهوية الجندرية لكل منهما. في خلال عملي باحدى منظمات التنمية بالسودان فكرنا في حلول لتخفيف العبء على المرأة الريفية باحدى القرى في غرب لسودان و ذلك بادخال مشروع للمواقد المحسنة ، مثل كانون السرور مثلا، و التي تصمم بطريقة معينة لاستهلاك فحم أقل. قام فريق منا بالسفر لتلك المنطقة لاجراء مسح مبدئي لتقدير الاحتياجات الفعلية كما و نوعا بغرض وضع خطة لتنفيذ المشروع. هل تعرفون ما حدث؟ رفض رجال المنطقة طلبنا بمقابلة النساء لمناقشة مشاكلهن و مقترحاتهن فيما يختص بمسألة حطب الوقود و ذلك بدعوى أن فريق البحث يضم رجالا و خواجات كمان. وكانت النتيجة أن أعتمدنا في مصدر حصولنا على المعلومة في شئ يخص النساء على رجال المنطقة و في الحالات النادرة التي سمح لنا فيها بمقابلة النساء كانت الواحدة منهن تصمت عند توجيه أي سؤال اليها و تنظر الى زوجها ليقوم بالرد نيابة عنها.
النتيجة؟ نفذ المشروع لمقابلة احتياجات المرأة اعتمادا على افادات الرجال الذين لا يدركون حجم و أبعاد هذه الاحتياجات مما أدى لفشل و انهيار المشروع بعد فترة قصيرة من اقامته. قصدت أن أجعل من سرد هذه التجربة مدخل الى التحليل الجندري ، أهميته، و أدواته gender analysis يعني به الأساليب المختلفة المستخدمة لفهم العلاقة بين الرجل و المرأة، أنشطتهما، الموارد المتاحة لكل منهما، و العقبات التي تعيق نموهما. تطبيق مفهوم التحليل الجندري صار ضرورة قبل البدء في تنفيذ أي مشروع تنموي حيث أدى الى احداث تغييرات استراتجية في عملية التنمية المستدامة و ذلك لاهتمامه بالاحتياجات الخاصة للمرأة و التي أغفلتها كثير من مشاريع التنمية في الماضي. (1)
1 المراجع Canadian international Development Agency http:// www.acdi-cida.gc.ca/cida
سأواصل انشاء الله |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
Quote: أواصل حديثي عن مفهوم التحليل الجندري و أهميته عند تنفيذ المشاريع التنموية و أود أنوه هنا أنه بعد أن فطنت منظمات التنمية محلية أو عالمية منها أن المرأة بحكم وضعها المهمش لا تستطيع الاستفادة الكاملة من هذه المشاريع كان أن ظهر من جراء ذلك مصطلح Women in Development -WID- أي المرأة في التنمية و كان يهدف أساسا الى التركيز على الاحتياجات الخاصة للمرأة في بيئة محددة و لكن و كما ذكرت الجندرية تنبه خبراء التنمية أنه لا يمكن أن تتطور المرأة بمعزل عن مجتمعها ، فاذا كانت منطقة جغرافية معينة تعاني من الفقر و الجهل و المرض لا يمكن لكل جهود المنظمات و ان أرادت الارتقاء بوضع المرأة الصحي و التعليمي و الاقتصادي. {1}
لذا طرح خبراء التنمية مصطلح Gender and Development -GAD- و هو يهدف الى تقسيم و تصنيف الأدوار التي يقوم بها كل من الرجل و المرأة ،امتلاكهما للموارد و مدى تحكم كلا منهما بهذه الموارد. لكن يجب التنبيه الى حقيقة هامة و هو أنه بالرغم من أن مصطلح الجندر و التنمية يعد كمدخل لتحديد كيفية تحقيق الاستفادة القصوي من الأنشطة التنموية للرجال و النساء معا لكن أكثر نظريات الجندر رصانة تشدد على ضرورة اعطاء المرأة أهتمام أكثر بالذات فيما يتعلق بقضايا مثل الصحة الانجابية، الأجر المتساوي، حقوق الملكية للأراضي الزراعية، و العنف المنزلي ضد المرأة.{2}
مثلا و في تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية عام 2000 فيما يختص بقضية الصحة الانجابية أشار هذا التقرير الى أن هنالك ما يقارب ال 585,000 حالة وفاة وسط النساء سنويا في أرجاء العالم من جراء مضاعفات الحمل و الولادة، اذن في هذه الحالة لا يمكن معالجة المشكلة بطرح مدخل طبي لها فقط و لكن بتطبيق مفهوم الجندر و التنمية يمكن التوصل الى حلول أكثر واقعية و استدامة.
المراجع
{1}Parker, A. Rani (1993). Another Point of View: A manual on gender analysis training for grassroots workers. New York; Unifem
{2}Moser, Caroline O.N. (1993). Gender planning and development: Theory, practice & training. New York; Routledge
يتبع |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
ندى شكرا فاناايضا ظللت فترة طويلة (اعافر) فى (دركسون) البورد هذا بحثا عنها وعن موضوع الاخ نزار لاسباب تتعلق بمدارستى ل (الصراع بين الانتاية والضكر) ولعل اصحاب المكتبات الاخرى ان يفعلوا الشئ نفسه تسهيلا على القراء العاطلين عن معرفة(سمكرة الانترنت) مثلى شكرا مرة اخرى منعم الجزولى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
Quote: تحية طيبة للجميع
و أرجو أن تكون النفوس قد هدأت الأن و حقيقي أتمنى أن نواصل في طرح موضوع هذا البوست على ذات السياق الهادف الراقي و ذلك حتى يستطيع الجميع تحقيق الاستفادة القصوى من الطرح و النقاش.
و أواصل ما بدأت فيه قبلا من مناقشة أدوات التحليل الجندري و أساليبها المختلفة و سوف أركز هنا على الجانب التنموي فقط و ذلك لمعرفتي به. و حتى يسهل على الجميع المتابعة أرجو من العزيزة الجندرية عمل وصلات للبوستات القيمة السابقة و التي ناقشت فيها بعض الأعمال الأدبية باستخدام أدوات التحليل الجندري .
سوف أحاول ما أمكن شرح تطبيقات أدوات التحليل الجندري بطريقة مبسطة و سلسة و أود أن أنوه أنني بعد عرض معظمها سوف أقوم باختيار واحد منها فقط و تطبيقه كنموذج على أحد مشاريع التنمية. التحليل الجندري و كما ذكرت سابقا هو أداة تستخدم لفهم و تحليل و تصنيف العلاقة بين الرجل و المرأة و ما يحيط بهما من مناخ اقتصادي، اجتماعي، و بيئي. و تنبع أهمية استخدام أدوات التحليل الجندري في أنها يمكن تطبيقها على جميع مراحل دورة حياة المشروع ابتداءا من تقدير الاحتياجات، التخطيط، التنفيذ، المتابعة،و انتهاءا بتقييم المشروع لمعرفة أثاره السلبية و الايجابية على المجتمعات المحلية، الشئ الذي يمكننا من التخطيط للمشاريع التنموية استنادا على معلومات دقيقة و ليس على مجرد افتراضات فقط.
و مع أنها تستخدم أساسا لتحليل العلاقة السائدة بين الرجل و المرأة في منظومة جغرافية محددة مثل توزيع الأدوار بينهما، تقسيم العمل، و التحكم و ملكية الأراضي بينهما الا أنها تهدف أساسا الى التركيز على احتياجات المرأة لسد الفجوة الاقتصادية و الاجتماعية التي تعاني منها نتيجة لوضعها المهمش{1}.
عفوا لادراج هذه الأساليب أدناه باللغة الانجليزية و لكن يتعين على هذا حيث لا يمكن ترجمة أسماء الأدوات نفسها و لكن سوف أقوم بكتابة طريقة التحليل باللغة العربية.هنا عرض مختصر لبعض النماذج المختلفة لأدوات التحليل الجندري:
*The Harvard Analytical Framework *The Women's Equality and Empowerment framework *SWOT Analysis- Strenghts, Weaknesses, Opportunities,Threats. *Rapid Gender Analysis Framework
سوف أقوم باختيار الاسلوب الأخير و ذلك لبساطته و سهولة تطبيقه:Rapid Gender Analysis Framework و التي تعني اطار التحليل الجندري السريع و الذي من أهم مميزاته أنه يمكن لأي شخص غير خبير أن يستخدمه بعد تدريب بسيط بخطواته. أيضا من مميزاته الأخرى أنه يستخدم نظام الأسئلة المفتوحة ،أي عكس نظام الاستبيان أو المسح ،مما يتيح للمجموعات المحلية الفرصة الكافية للتعبير عن مشاكلهم/ن و احتياجاتهم/ن. على الجانب الآخر من أبرز نقاط ضعفه عدم وجود قائمة بالأسئلة المراد طرحها مما يستدعي وجود قدر عالي جدا من اليقظة و سرعة البديهة في ترتيب أولويات مشاكل الجندر و الهوية الجندرية بالمنطقة المراد قيام المشروع بها.
اسلوب التحليل الجندري السريع مبنى أساسا على ثلاثة محاور رئيسية و هي: *الأسئلة الرئيسية *KARI و التي ترمز الى Knowledge, Activities, Responsibilities and Incentives *المعطيات و تقدير الاحتياجات
يتم تطبيق هذه المحاور الثلاثة على النحو التالي:
الخطوة الأولى: تحديد موعد للمقابلة و ذلك باخطار الرجال و النساء في المنطقة قبل وقت مبكر و تقسيمهم الى مجموعات صغيرة حتى يتسنى لهم فرصة كافية للتعبير عن احتياجاتهم/ن و العقبات التي تواجههم/ن لتنفيذها. في بعض المجتمعات المحافظة أو ذات التقاليد المتزمتة يفضل فصل الرجال عن النساء و ذلك لاتاحة فرصة أكبر للنساء للتعبير عن أنفسهن، مشاكلهن، و احتياجاتهن.
الخطوة الثانية استخدام مصطلح KARI السالف الذكر,Knowledge, Activities,Resources, Incentives و التي تعني المعرفة، الأنشطة، الموارد، و المحفزات لكل من الرجل و المرأة. بالمعرفة نعني ما هو التصور و المعلومات التي يمتلكها كل من الرجل و المرأة و المتعلقة بالموضوع المراد تنفيذه. بالأنشطة نعني ما هي الأنشطة الحالية التي يقوم بها الرجل و ما هي الأنشطة الحالية التي تقوم بها المرأة أي الهوية الجندرية لكل منهما و كيف نتوقع أن تزيد أو تنقص أو تتغير بعد اقامة المشروع؟ و ما هي المعوقات المتوقعة والتي يمكن أن تحد من مشاركة و استفادة كل منهما من المشروع مع التركيز على المرأة باعتبار أن مشاركتها واستفادتها من المشروع قد تتحكم فيها و تقلل منها عوامل اجتماعية و اقتصادية عديدة. بالموارد نعني مدى تحكم و ملكية كل منهما للموارد الموجودة بالمنطقة و من منهما يتوقع أن يستفيد من المشروع أكثر ، و لماذا؟ بالمحفزات نعني ما هي الأشياء التي سوف تقدمها المنظمة التنموية أو الجهة المانحة لتحفيز مشاركة كل من الرجل و المرأة في المشروع المقترح، و هل المحفزات التي سوف تعطى لكل منهما مختلفة؟ وبأي غرض؟
الخطوة الثالثة و الأخيرة هي القيام بجمع و تحليل و تصنيف نتائج البحث و ذلك لعمل خطة بالخدمات التي سوف يوفرها المشروع المقترح لكل من الرجل و المرأة. هذه الخطوة الأخيرة مهمة جدا اذ أنها تمكننا من معرفة آثار المشروع المقترح المتوقعة على أنماط الهوية الجندرية السائدة في المنطقة، الشئ الذي يتيح لنا الاعداد المسبق لمرحلتي الاشراف و التقييم.
و لتقريب فهم أهمية أدوات التحليل الجندري أود أن أذكر هنا تجربة حقيقية أخرى مررت بها أثناء عملي مع منظمة أطباء بلا حدود الهولندية بالخرطوم. حيث كلفتني هذه المنظمة بكتابة تقرير تقييمي لمشروع صحة البيئة الذي نفذته هذه المنظمة و لمدة خمسة سنين متتالية في معسكري جبل أولياء السلام و جبل أولياء دار السلام و الذي يتلخص في انشاء مراحيض و مضخات مياه لتجمعات النازحين/ النازحات بهاتين المنطقتين2}.
بالرغم من أني لم أكن أول من قمت باجراء هذا التقييم اذ أن هذه المنظمة قامت بتكليف العديد من الأشخاص قبلي للقيام بنفس العمل و على فترات مختلفة، الا أن التقرير الذي قدمته لهذه المنظمة بعد ثلاثة أشهر من العمل الدؤوب و الزيارات الميدانية كان مختلفا تماما عن ما سبقه من تقارير. و ذلك لأني استخدمت فيه أدوات التحليل الجندري التي مكنتني من الحصول على نتائج جديدة و مختلفة اذ ركزت أغلب التقارير السابقة على الناحية الاحصائية والكمية فقط للمشروع بينما ركز تقريري على الجانب الانساني للمشروع. و من أكثر الأشياء التي خرجت بها من هذا التقرير أن مشاركة و استفادة المرأة كانت ضعيفة جدا ان لم تكن منعدمة و ذلك لأن منظمة أطباء بلا حدود كانت تقوم بامداد السكان بمواد البناء اللازمة لبناء المرحاض بالاضافة الى بعض الحوافز مثل قطع من الصابون و بعض المواد الغذائية البسيطة لتشجيع الناس على المشاركة في المشروع و لكن كان على سكان و ساكنات المنطقة القيام بعملية الحفر و البناء بأنفسهم/ن.
غني عن القول أن نسبة عالية جدا من النساء لم يستطعن الاستفادة من المشروع خاصة و أن أغلبهن فقدن أزواجهن في الحرب أو لأسباب تتعلق بالهجرة. و النتيجة؟ تردي فظيع في صحة البيئة و بيئة السكن وسط أوساط النساء و انتشار حاد للأوبئة و الأمراض وسط أطفالهن . حتى النسبة القليلة جدا من النساء اللائي شاركن في المشروع اضطرن الى تأجير بعض العمالة من الرجال و اقتسام حصتهن القليلة من المواد الغذائية معهم مقابل مساعدتهن في عمليتي الحفر و البناء.
قالت لي النساء بالمنطقة أن هذه هي أول مرة منذ اقامة المشروع قبل خمسة سنين أن يستمع اليهن أحد و يهتم بمعرفة مشاكلهن و احتياجاتهن. كان التقرير الذي رفعته للمنظمة مفاجأة غير متوقعة للقائمين بأمر المشروع اذ أثبت اخفاقا واضحا من جانبها لمقابلة احتياجات المرأة النازحة والتي لم يتحدث اليها أحد طيلة خمسة سنوات من عمر المشروع لمعرفة احتياجاتها، مشاكلها، و العقبات التي تعيق من مشاركتها و استفادتها من المشروع.
المراجع: Arja Vainio- Mattila, Navigating Gender,Helsinki, Finland, 1999{1
{2 بحث قامت به الكاتبة بعنوان تقييم مشروع منظمة أطباء بلا حدود لصحة البيئة في معسكري جبل أولياء السلام و جبل أولياء دار السلام، 1997.
3}تراكمات معرفية من قراءات و ورش عمل و كورسات تدريبية قامت الكاتبة بتصميمها و تنفيذها للعاملين بمنظمات التنمية بالسودان.
العزيزات مهيرة، روضة، الجندرية انشاء الله راجعة للتعليق بس تعبت الطباعة على هذا الكي بورد كالمشي على الزجاج المهشم. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
Quote: العزيزة الجندرية في ما يختص بسؤالك عن استعمالي كلمة نظرية عند الحديث عن الجندر أود أن أقول لكي في الكثير من المراجع التي تناقش موضوع الجندر من الجانب التنموي تذكر دراسة الجندر كنظرية و ممارسات. فأحيانا في بعض المراجع أجدها مكتوبة كالآتي Gender; theory & practices على الجانب الآخر، و في نفس هذه الدراسات التنموية يذكر الجندر و في أحيان كثيرة كمصطلح أو مفهوم أو أداة تحليلية.و في الكثير من مداخلاتي السابقة أشرت الى الجندر أيضا باستعمال المصطلحات الأخيرة.
العزيزة مهيرة ردا على أسئلتك السابقة أود أن أقول لكي أن المشاريع التي تقدمها منظمات التنمية للفئات المستهدفة من رجال و نساء تختلف اختلافا كبيرا فأحيانا تكون في مجالات التعليم أو الصحة أو السكن و غيرها، في هذه الحالات تقوم الجهة المانحة أو المنظمة بتوفير هذه الخدمات مجانا و في حالات أخرى و كما أوضحت في مداخلتي السابقة يتوجب على الفئات المستهدفة الاسهام بالجهد أو الوقت لتنفيذ المشروع.
لكن يختلف الوضع اذا كان هدف منظمات التنمية تحسين الوضع الاقتصادي للفئات المستهدفة و ذلك باعطاء منح مادية أو قروض قابلة للتسديد على فترات متباعدة حيث يختلف نوع المساعدة المادية باختلاف طبيعة عمل المنظمة ،أهدافها، و ميزانيتها. أيضا كل جهة تنموية لها قوانين و لوائح مادية معينة تنظم بها شكل و كيفية تقديم مساعداتها للفئات المستهدفة من رجال و نساء. في حالة المشاريع المدرة للدخل للمرأة كأعمال الخياطة و التطريز، تصنيع منتجات الألبان و غيرها من الأنشطة الاقتصادية تقوم المنظمة المعنية اما باعطاء تمويل مالي لا يرد أو قروض ميسرة و يملك و يسجل المشروع للمرأة.
لكن و كما ذكرت في مداخلتي السابقة عن أدوات التحليل الجندري أحيانا كثيرة و نسبة لوضع المرأة المهمش يكون صوتها غير مسموعا و احتياجاتها غير مرئية لذا يجب العمل على ادخال مفهوم الجندر و غيره من أدوات و أساليب التواصل التنموي بالمشاركة في جميع مراحل دورة حياة المشروع. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
Quote: العزيزة رودا
أود أن أبدأ بالتعقيب على عدة نقاط مهمة جاءت في مداخلاتك الثرة. أولها أحب أن أوضح ماذا عنيت تحديدا عندما قلت أن د. نزار حر في أفكاره و حر كذلك في اسلوبه في التعبير عن هذه الأفكار و بالمقابل نحن أحرر/ حرات تماما في رفض أو قبول ما يطرحه علينا من أفكار. أي بمعنى آخر أن حريته العقلية و الفكرية هذه لا يستطيع و ان أراد اجبارنا على هضمها أو تبنيها ان لم نرد نحن ذلك. وبمثل ما تنادين دائما بحقك في التفكير و التعبير و أنادي أنا و غيري بذات الشئ يصبح علينا السير على ذات المساق و تأملي معي عمق و دفء قول وليام آلن وايت" الحرية هي الشئ الوحيد الذي لا تستطيع امتلاكه الا اذا منحته لسواك".
أنا لم أؤيد اطلاقا أراء د. نزار التي يروج لها عن المرأة و مقدراتها و لكن هل اذا كتب مثل هذا المقال المشوه الملئ بالتفسيرات الشاذة المغلوطة(لغرض في نفسه)، هل اذا قمت بوصفه بالخبل أو الهوس الديني أو غيرها من الصفات، هل يغير هذا من الوضع شيئا؟ اجابتي هي بالتأكيد لا. ماذا يكون أكثر نفعا و أعم فائدة لعشرات القراء و القارئات الذين و اللائي قرأوا/قرأن هذا المقال، أن أفتعل معركة كلامية شخصية مع حامل مثل هذه الأفكار أم أوضح لهم/ن مفهوم الجندر بكل شمولية و حياد، أي أن أقوم بدحض و نسف أفكاره هذه ببراهين و دلائل مبنية على أسس علمية و عملية؟ د. نزار لم يظلم المرأة وحده ولم يأتي بكل هذه الأفكار العقيمة لارهاب المرأة و تحجيمها و زعزعة ثقتها بنفسها وبأنها أقل و دون من فراغ. ان مشكلة المرأة الأزلية الضاربة بجذورها في عمق التاريخ لا يمكن حلها بين يوم و ليلة، نستطيع أن نغير الملامح الهندسية و العمرانية لمدينة ما في غضون أيام عديدة و لكن لا نستطيع تغير ملامحها الاجتماعية أعرافها، و تقاليدها الا بعد كفاح و صبر طويلين و بعد فترة طويلة جدا من الزمن. فالتشريعات القديمة و عظماء الفلاسفة كرسوا تبعية المرأة و خصوها بلعب دور آلة التفريخ فقط. الاغريق أذلوا المرأة و كرسوا رقها فيثاغورس مثلا يميز بين" مبدأ الخير لذي خلق النظام و النور و الرجل.و مبدأ الشر الذي خلق الفوضى و الظلمات و المرأة". و قبل قرون خلت، يكرس أرسطو لنفس الأفكار التي يدعو لها د. نزار في عام 2003 حيث قال"الأنثى أنثى بسبب نقص معين لديها في الصفات"!
دعينا الأن نأخذ السودان كمثال حيث ما زالت النظرة الذكورية التقليدية للمرأة هي السائدة، و لكن هل هذا يعني أن الرجل هو من ظلم المرأة مع الوضع في اعتبارنا أن المرأة و في أحيان كثيرة تظلم نفسها بكسلها و لا مبالانها بل و بشعورها بعقدة الدونية من الرجل و التي يحقنها بها المجتمع منذ طفولتها و على جرعات منتظمة حتى تصاب بالجلطة الدماغية و الغيبوبة الفكرية. بالاضافة الى مقولات "المرة كان فاس ما بتقطع الراس" ، "كلام نسوان فارغ، ما هن أصلهن ناقصات عقل و دين" هل سمعتي ب" المره من بيت أبوها لبيت راجلها و من بيت راجلها للقبر"! هل يوجد تحنيطا نفسيا و تحطيما و تخديرا لهمم المرأة و طاقاتها و قدراتها أكثر من هذا؟
أعود الى سؤالي هل للرجل هو عدو المرأة و هو الذي يقف عقبة في طريقها؟ هنا يا رودا أود أن أن أصنفهم اذا جاز لي الى ثلاثة أقسام; الأول رجل ثوري ليبرالي يقف مع المرأة، الثاني رجل أمي أو جاهل و بسيط يقف ضد نيل المرأة لحقوقها، و الثالث ،د .نزار مثلا رجل متعلم و ذو مكانة اجتماعية و يروج لدعاوي دونية المرأة باستخدام واحد من أقوى ثالوث الأنظمة الشمولية الا و هو الارهاب الديني و سلسلة من الأحاديث و الآيات القرأنية الكريمة و التي يفسرها على هواه لمزيدا من التدجين و القهر. في حالة الرجل الأمي يصبح الجهل هو عدو المرأة و الرجل معا و يصبح الحل لوحيد لتحرير المرأة هو عن طريق تحريرها مع غيرها من الرجال الفقراء المسحوقين، أي احداث حركة اجتماعية ثورية شاملة.
أنظري في السودان مثلا، المرة مظلومة و لا ينكر ذلك الا مكابر و لكن من سيعطيها حقوقها؟ الرجل و هو نفسه يعاني من ذل الفقر و اللاعدالة. هل تنتزع حقوقها بنفسها؟ و كيف يمكن لها تحقيق حرية اجتماعية و اقتصادية أحادية و بمعزل عن مجتمعها الذي يئن تحت مقصلة اللاعدالة الاجتماعية، الفقر، الجهل، و الديكتاتورية.
أنتقل الأن الى نقطة أخرى من مداخلتك السابقة حيث ذكرتي الأثرالعظيم الذي أحدثته في نفسك قصة الصبي الذي رسم المسيح أسود اللون و أود أن أذكر هنا أيا تداعيات لهذه القصة المحفزة أحسست بها عند قراءتي لقصة كوندوليزا رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي و التي تلقبها الصحافة هنا بلقب Bush's Secret Weapon أي سلاح بوش السري و ذلك في اشارة الى دورها المؤثر في عملية صنع القرار الأمريكي و الذي بدوره يؤثر على العالم أجمع. و بغض النظر عن رأيي في سياساتها التخريبية الجائرة الا أني لا أستطيع أن أخفي اعجابي بشخصها. فكوندوليزا التي تربت في ضاحية معزولة للسود في بيرمنجهام، الباما و درست مراحلها الأولى في مدارس للسود أيضا استطاعت بذكاءها و قوة عزيمتها أن تصبح أول امرأة تتقلد مثل هذا المنصب في تاريخ أمريكا بل و رشحها الرأي العام الأمريكي كأفضل من تبؤا هذا المنصب بعد هنري كسنجر في عام 1970. كوندوليزا ذكرت في احدى المقابلات معها أنها جاءت في زيارة قصيرة الى واشنطن بصحبة والديها عنما كان عمرها 10 أعوام. و عندما مروا بالقرب من البيت الأبيض أشارت اليه بأصبعها من بعيد و قالت لوالديها بكل تصميم الأن منعت من دخول البيت الأبيض بسبب لون بشرتي و لكني يوما ما سوف أكون من صناع القرار فيه! و قد حدث ما صرحت به.
عزيزتي رودا أيضا أود أن أقول لكي أن المرأة لا تكون فقيرة فقط لحرمانها من الميراث أو اعطاءها نصفه و لكن المشكلة الرئيسية تننج من العمي الجندري الذي و يا للأسف مستشري في بلادنا حيث المرأة صوتها غير مسموع و احتياجاتها غير مريئة لذلك هي محرومة من الاستثمار و القروض البنكية التي تمكنها من تعزيز قدراتها الاقتصادية و بالتالي تجنب ذل الفقر و العوز و الحاجة.
كلمة أخيرة عزيزتي هل تعرفين لماذا تعرضتي و ما زلتي تتعرضين لكل هذا الهجوم و محاولات التكميم؟ لأنك ثائرة يا رودا و لانكي بثورتك هذه تعكسين للكثيرين و الكثيرات على ها المنبر بشاعة صمتهم و رضاءهم عن المحرقة؟ دعيهم/ن يذهبون/ن و لو في نزهة سياحية قصيرة جدا الى معسرات النازحين أو الجنوب و مدنه و قراه حيث لا رائحة سوى رائحة الفقر المدقع و لا خبز سوى الدمع المالح و لا صوت سوى هدير القنابل و طنين الذباب. أنهم/ن لا يريدون/يردن أن يروا و يرين صورة كلماتك النازفة المنعكسة على مرآة الحقيقة الجهنمية، دعيهم في غيبوبتهم/ن الطويلة الغاضة الطرف عن ما يرتكب باسم الدين في بلادنا من اعتداء سافر على قبائل آمنة تطرد من أكواخها و أشجارها و مواقدها. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
Quote: بشاشة
تحية طيبة
أنا ما زلت عند رأيي السابق و هو أنك و ياللأسف ما زلت تغرد خارج السرب، و أود أن ألفت انتبهك الى أن عنوان هذا البوست و محتواه عن مفهوم الجندر و تطبيقاته المختلفة و ليس غير ذلك . لذا أرجو منك تركيز النقاش و بعيدا عن اسلوب استعراض العضلات الفكرية الذي تمارسه الأن حول موضوع البوست فقط و كما اقترح عليك عدد من المشاركين/ات كتابة بوست منفصل عن الحضارة النوبية القديمة و وضع المرأة خلال تلك الفترة .
فأرجو منك اذا لم يكن لديك المعرفة الكافية بموضوع الجندر ، الشئ الواضح بالنسبة لي تماما ، و هو ليس عيبا أو نقصا أن لا تحاول أن تجرف موضوع النقاش الى مجرى آخر لا طائل منه. فدكتور نزار و رغم اختلافنا الكبير معه في رؤيته لموضوع لجندر الا أنه اجتهد و بحث فيه و صار ملما بكل تفاصيله و هنا يتضح الفرق الشاسع بين ما جئت به و ما جاء به دكتور نزار حول هذا الموضوع.
Quote: انا ارفض بشدة هذا الطرح الجندري الدخيل علي قيم التكافل والاحترام المتبادل ما بين الرجل والمرأة!
هل لك أن توضح لنا و بالتفصيل ماذا تقصد بكلامك هذا و كيف يمكن للطرح الجندري أن يكون عامل هدم و هو أصلا مجموعة من الأدوات التحليلية التي تهدف الى اقامة علاقة أكثر توازنا و عدلا بين الرجل و المرأة و ما بينهما من موارد. الرجاء أعطاءنا نموذج معين و تطبيق أدوات الجندر عليه حتى تتضح لنا الصورة بشكل علمي و ممنهج بدلا عن اطلاق أحكام عامة لا تفيد أحدا.
Quote: لو كده البشرية ما كانت سمعت بي حتشبسوت نفرتيتي امانتاري كنساء دولة من الطراز الاول!
ولا الكنداسي"الكنداكا" الازهلت الرومان وكيف كل العالم القديم ردد باعجاب بطولتها وهي تقود جيش السودان المروي وتشارك في القتال في الصفوف الامامية!
أنت بقولك أن المرأة السودانية قد حكمت السودان و العالم على آسره تغفل ذكر حقيقة هامة و هي أنك تتحدث عن صفوة ، امرأة أو أثنتان حكمتا بعض الممالك القديمة و لكنك تغفل أن تذكر حال آلاف النساء اللائي كن كمجرد جوارى لهولاء الملكات و آسرى يخضعن في الحروب كأداة للمتعة و التسلية. نحن هنا عندما نتحدث عن الجندر و أهميته نرمي أساسا الى ترقية المجتمعات المهمشة من رجال و نساء و بالتركيز أكثر على المرأة الفقيرة الكادحة و أنت تأتي لتتحدث لنا من برجك العاجي عن الملكات اللائي حكمن السودان القديم! نحن نتحدث من مفهوم الجندر و بنظرة أكثر شمولية عن أدوات تقسيم الأدوار، تكافؤ الفرص، و ملكية الموارد و أنت ما زلت تغرد خارج السرب بالتباكي على أطلال ملكات السودان القديم. واقع المرأة في السودان الأن اليم و موجع و أنت بدلا من الاعتراف بذلك ما زلت تتغنى بالملكات و قصورهن و تغفل و كما ذكرت رودا أن هناك نساء في السودان يتغطين بالطين ليسترن أنفسهن من ذل الفقر و الحاجة! لا أقول و كما ذكرت سابقا أن الجندر هو العصا السحرية لكل هذه المشكلات و لكني قد خبرت و بطريقة عملية مدى فاعليته في رفع وضعية المرأة و بالذات الفئة الكادحة.
حديثك المنصب كله بالحديث عن الملكات اللائي حكمن ممالك النوبة القديمة و اغفال حال النساء العاديات في تلك الفترة القديمة و الحالية يذكرني بقصتي مهيرة بت عبود و رابحة الكنانية و التي ناقشتها الأستاذة /نازك حامد في ورقة بعنوان المرأة السودانية و الحرب. مهيرة حظيت بكل هذه الذكرى التاريخية بالرغم من أن دورها اقتصر على الغناء و استحسان ما يقوم به الرجال الفرسان في حربهم ضد الأتراك عام 1821.على الجانب الآخر، رابحة الكنانية و التي عاشت في كردفان، غرب السودان أواخر القرن التاسع عشر الميلادي لم تجد قصتها بالرغم من ما فيها من جرأة منقطعة النظير و جلد و قوة تحمل ربع ما وجدته مهيرة. رابحة الكنانية و التي قطعت فيافي كردفان سيرا على أقدامها لمدة ثلاثة أيام متواصلة حتى تخبر جيش المهدي بتحركات هكس باشا ماتت قصة كفاحها لأنها امرأة من غرب السودان/منطقة مهمشمة لأنها وهو الأهم لم تعتمد على رجل لنقل ما تود قوله الى الامم المهدي. في حين حازت مهيرة على هه الشهرة كرمز وطني للمرأة السودانية لأنها تمثل الثقافة السائدة في تلك المنطقة و هو اختصار دور المرأة على استحسان ما يقوم به الرجال من أدوار البطولة و النضال.
هل هي صدفة أن يجئ برهانك على المكانة الرفيعة التي نالتها المرأة السودانية في الحضارة القديمة بذكر ملكة أو اثنتين و تجاهل حال معاناة المرأة العادية أو المكافحة في تلك الفترة ،الشئ الذي ينافي أبسط معايير التنمية و الاحصاء، و قصتي مهيرة بت عبود ابنة الزعيم الشايقي التي صارت رمزا وطنيا لنضال المرأة السودانية لمجرد الغناء و تجاهل ما قامت به رابحة الكنانية بدور بطولي رائد كان حكرا على الرجال؟ و اذا سلمنا حقا بأن تيرمومتر نجاح المرأة في حقبة معينة يقاس بحالات فردية نادرة و ليس بالمستوى العام لكل النساء في تلك الحقبة ، اذن بماذا تعزي تدهور وضع المرأة السودانية الأن في كل النواحي الاقتصادية/الاجتماعية/الصحية/ و السياسية؟
حأواصل انشاء الله |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
Quote: نواصل
بشاشة كتبت
Quote: على المرأة السودانية وهي رائدة النساء في العالم باسره ان تتقدم الصفوف ذي مافعلت فاطمة احمد ابراهيم سليلة الكنداكا واول رئسة للاتحاد النسانئ من خارج اوربا بدل ما ترضي لي نفسها دور المتلقي والتابع الذليل للمرأة الغربية اللي تعتبر طفلة لا زالت تحبو بالمقارنة!
الاستاذة فاطمة لا تقر هذا الطرح المهين لادمية المرأة بتركيزه علي المكون البيولوجي وتقديمها كنوع او "انثي" في مقابل "ذكر" مما يكرس الابعاد التناثليةالحيوانية علي حساب البعد الانساني.
يا عزيزي بشاشة و مع اعجابي و تقديري الشديد لما قامت و تقوم به فاطمة أحمد ابراهيم من أنشطة تهدف الى ترقية المرأة السودانية الا أنك لا تستطيع أن تطالبنا اطلاقا بأن نقلد و نحاكي الأستاذة فاطمة في كل ما تقوم به و ذلك لعدة أسباب. أولها أن كل انسان هو كبصمة الأصبع لا يتكرر... لذا أرجوك لا تقل لنا مرة أخرى كونوا زي فاطمة و لكن قل لنا كونوا أنفسكم فقط!
ثانيا و هو الأهم في دعوتك لنا أغفلت شيئا هاما و هو أن فاطمة من جيل غير جيلنا مما ينتج عنه فارق في رؤيتنا، تحليلنا، وطرق كل منا للمساهمة و لو الضئيلة في ترقية وضع المرأة في بلادنا . ففاطمة ضد كل شئ يتعلق بكلمة feminism و تعتبرها مرادفة للانحلال و التحلل الأخلاقي بغض النظر عن ما قدمته الحركة النسوية من اكتساب العديد من الحقوق للمرأة في العالم أجمع. و أنا ضد رؤية فاطمة تماما فالتلاحم و التواصل مع الحركات النسوية صار ضرورة في ظل عصر العولمة.
أيضا أعرف أن النساء السودانيات في بلاد الشتات كن يأملن كثيرا في ريادة فاطمة لهن بعد خروجها من السودان في أوائل التسعينات و بالذات فيما يختص بتفعيل مساهمة المرأة السودانية في العمل السياسي و بناء السلام لكن أغلبهن خذلن في فاطمة التي ما فتئت تهاجمهن و بالذات الجيل الصغير من النساء.
أما عن مسألة الخفاض و التي تعاني منها المرأة السودانية أشد المعاناة فدور فاطمة كامرأة رائدة ك في محاربتها أختصر على التصريح بأن السبيل الوحيد للقضاء على هذه الظاهرة يكمن في تعليم المرأة! و نست أو تناست أنها بهذا تحبط جهود العديد من النساء الناشطات في محاربة هذه الظاهرة بالاضافة الى أنه و مع ارتفاع معدل الأمية وسط أوساط النساء فعلي المرأة أن تنتظر طويلا ربما عشرات السنين حتى تستطيع القضاء على الأمية و من ثم عادة الخفاض . و من المعروف أن المدخل الصحيح للقضاء على ظاهرة الخفاض هو الوعي و ليس التعليم. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
العزيزات و الأعزاء سلوى صيام، عبد المنعم الجزولي، أبو الريش، عادل عبد العاطي، اشراقة، رجاء، أنور أحمد
لكن و لكم كل التحايا الطيبة على ابداء الاهتمام ببعض ما أقوم به من توثيق في هذا المجال الحيوي، سعيدة بمشاركاتكم/ن الجميلة.
احترامي و ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
Quote: لأني أحتاج لهذه الكتابات في أمر المكتبة كما أسلفت و بعض أمور وظيفية و بحثية أخرى وجدت أنه من الأفضل لي وضعها في بوست خاص بي. |
الاخت ندي: هذا التجميع اتاح فائدة اخري وهو استفادة الكثيرين منه لانه اصبح موضوع واحد ومتسلسل. شكرا للمعلومات الثرة والمفيدة وجد. وحتى اشعار آخر لك خالص التحايا,,,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
العزيزات و الأعزاء
ايهاب الطيب، حمزة سليمان، ندى علي، نيوسوداني، عشة بت فاطنة
لكم/ن كل الود على الكلمات الطيبة و قد أكملت ما أود نقله في هذا البوست و أتمنى أن يكون قد حقق بعض الفائدة المرجوة منه.
تحياتي و ودي
ندى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: الجندرية)
|
Dear Ustaza Nada. thanks very much for the enlightment. I always thought that gender and ####### means the same and interchangable: The catigoryto which an individual is assigned on the basis of #######. The discussion is interesting and I thought Gender sensitivity should apply to both males and females and does not necessarily means paying special attension to women problems alone. an example, if somebody is working in a rural sudanese village, he/she would be careful in talking to a lady in front of her husband and pay special atension to the local cultures. Thanks again, I read all your comments and I learned something new. Abdalla ,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجميع لبعض كتاباتي في مجال الجندر! (Re: Nada Amin)
|
,Dear Abdallah Ali Abdallah
Thank you so much for expressing your admiration of this post. Also, I'm glad to hear your positive feedback about some of its contents And I would like to bring your attention to a central point in gender issues; that gender success and sustainability based on focusing on the indigenous knowledge of local communities that includes both men and women
| |
|
|
|
|
|
|
|