|
|
 هذا قسم الانقاذ فيما (تملك) فماذا (نملك)؟
|
يقيني أن السياسة هي فن الممكن و هي _اي السياسة_ تقوم علي الحراك و التنافس و صراع الافكار و البرامج و الؤيا كل ذلك منضبطاً بالقوانيين و محتكماً للشعب الذي له مطلق الحرية في أن يفاضل بين الطروحات المعروضة عليه و بذا تصل الرسائل الواضحة للكينات السياسية لتراجع مواقفها و تصبوا الي مخاطبه هموم الناس و التحدث اليه باللغة التي يحبذها طمعاً في الفوز بقبوله في الجولات القادمات. هذا النسق يتحقق في الانظمة الديموقراطية التي يعلو فيها شهن الامة و التشريعات و المؤسسات الحرة.
أما الانقاذ فهي بلاء حل بالبلاد في العام 89 كأحد اسوء الانظمة السياسية في التاريخ البشري علي الاطلاق حيث جمعت كل سوءات الانظمة الشمولية في العصور المختلفة و الان فرضت عليها ظروف عدة أن تسمح بقدر من التغيير في نهجها و أن تقبل بشكل من المشاركة في السلطة مرغمة لا بطلة،، اذا لماذا هذا الاحباط الذي وسم رد فعل الوطنيون من كتاب و سياسيين و من عامة الشعب؟. هل كان احدنا بالسذاجة التي تدفعة للاعتقاد بأن يتحول شياطين الانقاذ الي ملائكة لمجرد رغبتنا في أن ينعدل الحال؟ و متي كانت الانقاذ تهتم بغير مصالحها و مصالح افرادها. هل تصدقون أني أجد مبرراً منطقياً للانقاذ في تشويهها للخطوة التي انتظر البعض أن تكون خطوة تحول حقيقي نحو الافضل؟. بل أني أري أنه كان بالامكان أن تبدأ الانقاذ عهدها بداية فيها خير للوطن و انسانه لكنها الان ليس بامكانها أن تتعامل بانفتاح لسبب مصيري بالنسبة لقادتها فما الذي يضمن لهم عدم ملاحقة ماضيهم الاجرامي لهم؟ هل بالامكان أن يطلقوا الحريات للدرجة التي تسمح لضحاياهم _و هم مجمل الشعب_ بأن يطالبوا بحقوهم و هي حقوق تكلفهم المال المكتنز بغير حق و الروح و الحرية مقابل ارواح ازهقوها و مازالوا و حريات سلبوها و يسلبون.
بعد التثبيت علي أن السلطة ما عادت مجرد رغبة في اشباع شهوات بالنسبة لاهل الانقاذ بل هي أكثر من ذلك متراس يحتمون به من غضبة الشعب المظلوم الذي تفننوا في ظلمه و اذلاله و نهب ثرواته، انتقل الي بعد اخر من المحنة يتمثل في أن الانقاذ _بعقلها الجمعي_ تري أنها تنازلت عن حق محتوم لها بالقبول الذي _تسوق له في اروقتها و للراي العام علي أنها تنازلات طوعية يجب ان تحمد عليها_ و من الشواهد علي ذلك _ مع أن الامر لا يتطلب_ ما حدث معي في أحد الملتقيات التي حضرها أحد متنفذي الانقاذ بالخطأ حين اعتبر أن المنشط خاص بالاروبيين و ليس وقفن علي السودانين من مشارب مختلفة و حين فوجئ المستشار الهمام بالوجوه السمراء و الغضب المستعر خانه الذكاء و أعترف بأنه لم يكن مهيئ لمخاطبة سودانيين و تبني خط من المهادنة و المسكنة التي لا تشبه النظام الشرس الذي يمثله في اسغلال بشع لفقه التقيه و النهج الميكافيلي و برغم تهذيب الحضور الذين يمثلون المعارضة بكل جراحاتها الا أن كلمة الحق فرضت نفسها في مواجهة المسؤول الهمام. بعد انتهاء اللقاء جاء السيد قنصل السودان في سفارة _الانقاذ_ في برلين معاتباً رامياً ايانا بالمزاودة و عدم الحساسية السياسية بعدم استيعاب ضرورات المرحلة. السيد القنصل واجهناه بسؤال مفاده هل هو يمثل المؤتمر الوطني أو جمهورية السودان فأكد انه يتحدث باسم المؤتمر الوطني و استدرك انه في مكتبه يهتم بشئون كل السودانيين في المانيا و عند مواجهته بحاودث محددة كان تصرفه فيها مع مراجعيه غير منصفة و لا مهنية متجردة انكر ذلك و اندفع في سرد ما يراه تحول جوهري في مسيرة الانقاذ التي أعترف بأنها كانت قابضة و مستفردة بالشأن الوطني و انها اركبت كبائر حتي منتصف التسعينات الا انها قد تطهرت من ذلك لاحقاً باطلاقها للحريات و توسيع قاعدة المشاؤكة و ارخائها للقبضة الامنية و اسرنا بأن هناك تملم في الداخل _الانقاذي_ يستكتر التنازلات _المزعومة_. و رغم قناعتي بلا مبدئية الكيزان و تدني سقفهم الاخلاقي الا أني اكاد اقنع بأن في ادعاءاته صدق _مع فرضياته الذاتية_ فالانظمة الشمولية بانكفائها علي ذاتها تحرم نفسها من تلاقح الافكار باسكاتها للصوت الاخر و كراهيتها لشمس الحقيقة فتنبت افكارها مثل نباتات الظل تتطاول في هزال و لا تثمر.
هذا هو أمر الانقاذ فما هو أمرنا نحن؟ اذا كان عشمنا معقود علي هذه السلطة فما كنا و لا كان لنا وطن.
بعد هذه المقدمة اري أن الشدائد تحزم امر من تطأه و بذا فأنا جميعاً شركاء شأن يعلو فوق خلافاتنا التي تهون بالمقارنة بالتحدي الذي نواجهه فهل لنا أن نجتمع علي استراتيجية وطنية عليا تعبر بنا و الوطن هذه الاهوال الي بر السلامة و توفر لنا ارضية نختلف و نتفق عليها دون أن نصيب الوطن بالمهالك؟
تحياتي الي أن اعود
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هذا قسم الانقاذ فيما (تملك) فماذا (نملك)؟ (Re: نصار)
|
الاخ الكريم نصار
المهموم بالوطن
العلة التى تعيق غالبية جمهور المواطنين السودانيين عن الرؤية الواضحة وبالتالى
الحركة الثابتة فى الاتجاه الصحيح من اجل تصحيح الاوضاع وفرز اعداء الوطن من انصاره ثم
المفاضلة بين انواع المقاومة،العلة هى جهل هؤلاء الجماهير بحقوقهم القانونية
والدستورية،ولذلك ارى ان على القانونيين السودانيين القيام بمهمة تنوير الجماهير
وتعريفها بحقوقها،وبالتالى تعريفها على سبل استرداد تلك الحقوق بمختلف وسائل
المقاومة.انظر الى وقفة قضاة مصر القوية ضد التلاعب بالدستور فى الانتخابات الاخيرة.ان
مثل تلك الوقفة من رجال القانون فى البلد تساهم بشكل كبير وتدعم المقاومة الجماهيرية
السلمية للوقوف فى وجه تجاوزات السلطة وتعدياتها.ومن هذا المنطلق ارجو وادعو
القانونيين السودانيين القيام بهذاالواجب المهنى والدور الوطنى التاريخى.واثمن
استجابة نفر كريم من القانونيين الوطنيين داخل وخارج السودان لمساندة المغتربين فى
قضيتهم لاسترداد حقوقهم الدستورية،واتمنى ان ترفع عشرات القضايا لاسترداد الحقوق
المنهوبة على الاقل كخطوة اولى فى طريق المقاومة القابل لكل الاجتهادات.وهذا لا يمنع
استمرار فئات المجتمع الاخرى من المثقفين من اداء دورها المهنى والوطنى التنويرى
والقيادى.
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هذا قسم الانقاذ فيما (تملك) فماذا (نملك)؟ (Re: نصار)
|
التحية لحركة تحرير السودان فهذا هو الطريق الذي يلزم القوي الوطنية الحية أن تسلكه لمحاصرة السلطة و توحيد الارادة الشعبية في كل اجزاء الوطن لترسيخ وحدة وطنية تقوم علي التراضي و القبول العام. الامر ليس باليسير لكن لا مناص منه و نحن لا نحلم بل نعلم قدر العقبات التي سوف تواجهنا لكن ارادة الامم لا تعرف المستحيل. مطلوب من الجميع ابتكار السبل و الوسائل التي تمكن من ادراك هذا القصد السامي و الملح.
سودانايل:
دعت حركة تحرير السودان الأحزاب السودانية وما أسمته بقوى شعب الهامش العريض والممتد إلى تكوين "حركة الوحدة السودانية الوطنية المتحدة" لأجل إنقاذ السودان من مؤامرة حزب المؤتمر الوطني الحاكم, وقال الأستاذ محجوب حسين الناطق الرسمي باسم الحركة في تصريح لسودانايل من العاصمة البريطانية لندن أنه وبالنظر إلى الأخطار المحدقة والتي تبينت درجة خطورتها بشكل لا يدع مجالا للشك على إثر ما عرف ب "حكومة الوحدة الوطنية السودانية" ، كمنوذج هو الأسوأ من نوعه في تاريخ السودان الحديث ، ومؤشرا واضحا لتفتيت الدولة السودانية جنوبا وغربا وشمالا وشرقا بشكل لا يختلف حوله اثنان قبل انتهاء ما يعرف بالفترة الإنتقالية ، و يأتي هذا بعدما برمجها حزب المؤتمر الوطني الشمولي الحاكم بعناية ودقة فائقة ، دون وازع أو ضمير وطني ، حيث ألغت كل السودان ، أغلبيته وأقليته ، هامشه، وكل مكوناته المؤثرة والفاعلة سياسيا إجتماعيا ، فضلا عن قضاياه و معضلاته الأساسية من جراء آفة الهيمنة والإستبداد وحكم الأقلية وإقصاء الأغلبية لفائدة حزب المؤتمر الأحادي الدكتاتوري ومؤسساته الإقتصادية تحت ما عرفت بعباءة "حكومة الوحدة الوطنية" ، و هي عمليا بعيدة كل البعد عن قضايا الوطن و وحدته ، بقدر ما يعجل حتما بتمزيق السودان، دون مسؤولية سياسية و لا أخلاقية و لا دينية من طرف مساكي زمام السلطة و المصالح بقبضة من حديد.
ومضى محجوب يقول: إن حركة تحرير السودان تدق ناقوس الخطر وتحذر الشعب السوداني وكل مؤسساته الشرعية وليست الصورية الماثلة الآن، في أن السودان اليوم في خطر محدق وحقيقي أكثر من أي وقت مضى ، و من باب المسؤولية الملقاة على حركة تحرير السودان ندعو بموجبه كل التيارات السياسية الوطنية التي لم تشارك في هذا السيناريو المرسوم والمعد سلفا من طرف مهندسو ومبرمجو القصر الجمهوري ، بالعمل على تفويت الفرصة على أعداء الوطن ممثلا في المؤتمر الوطني الحاكم و شركائه من أصحاب الشركات و المصالح ، والعمل على تشكيل "حركة الوحدة السودانية الوطنية المتحدة" لإنقاذ البلاد من التقسيم و ترجيح كفة الوحدة الطوعية لكل أبنائه شمالا و جنوبا و شرقا و غربا في تساو و عدالة و أمانة ، ولا يتأتى هذا الهدف السامي إلا بإنهاء حكومة "المؤتمر الوطني الحاكم" حربا ، و ندعو "التجمع الوطني الديمقراطي" الحفاظ على رصيده السياسي والوطني والذي استمر قرابة أل 16 عاما في النضال والاستمرار في تحمل المسؤولية بوعي واقتدار والعمل على المشاركة في هذه الجبهة العريضة.
--------------------------------------------------------------------------------
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هذا قسم الانقاذ فيما (تملك) فماذا (نملك)؟ (Re: نصار)
|
يجب علينا أن لا نتهجس من احتمال انقسام السودان الي جنوب و شمال فكما يقول المثل الشعبي _البتخاف منه بكتلك_. هذا لا يعني التقليل من أحتمال حدوث الانفصال أو التغافل عن وجود من يسعون ألي تفتيت الوطن فالمعلوم لنا جميعاً أن أهل الانقاذ غارقون في شأنهم الخاص و حرصهم علي البقاء في السلطة بأي ثمن و أن ردة الفعل الطبيعية لأهل الجنوب في حال تعاظم الامر هو اللجوء الي _آخر العلاج_ و هو ليس مجرد_كي_ بل اختزال للمساحة التي يمكنهم فيها تحقيق ارادتهم و خدمة انفسهم برفع المعاناة و تحقيق العدالة و اقاته الجائع. لا زلت مقتنع بأن القوي الجنوبية الفاعلة لا يمثل لها الانفصال عن بقية الوطن هدفاً لذاته بقدر ما هو ضرورة يلجأ لها في حالة استحالة تحقيق برامجهم بأولوياتها المتوجهة لانسان الجنوب في المقام الاول بناءاً علي أللتزامات أخلاقيه حاربوا من أجلها منذ الاستقلال حتي اثمر النضال اتفاقية نصت علي أن تطبيقها يتطلب درجة عالية من الصدقية و الجدية ليبقي السودان موحد و الا يكون الفراق. الامر الواقع وضع قادة الانقاذ في خانة تمثل أهل السودان خارج الاقليم الجنوبي و المناطق الثلاثة المشمولة في اتفاقية نيروبي و هم في حقيقة امرهم و بقناعة كل القوي الوطنية لا يمثلون سوي انفسهم المريضة و هنا يكمن التحدي و يتخبأ الخطر الجلل.اذا ما اتفقنا في ذلك _و اظن جازماً أن فاعلون_، فعلينا أن نتعامل مع واقع ندركه و نتخلص من الاحباطات و نكف عن النواح حتي نتمكن من فعل ايجابي يستنهض ارادة الشعب السوداني بكل مكوناته، السلطة اداة قوية الا انها بدون دعم شعبي لا تسوي شئ الا اذا كان الشعب مغيب و مقموع أو محبط و كل هذه الادواء لاحقة بجسد الامة السودانية بتضافر من الحكومة _الانقاذ_ و المعارضة المتشرزمة للحد الذي فقد الانسان البسيط العشم فيها و فقد الرغبة في التضحية من أجل التغيير لكونها في اعتباره لا تمثل بديلاً افضل.
فما هو المخرج من هذا الوضع المأساوي؟
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هذا قسم الانقاذ فيما (تملك) فماذا (نملك)؟ (Re: نصار)
|
المؤتمر الوطني تبعاً لحساباته الخاصة و لملاحقة ماضيه له و لادراكه أنه أتي بوسائل غير عادية و عمق واقع مشوه مكنه من _التمكين_ و الاستفراد و الاقصاء لدرجة أنه ما عاد يعتبر سوي قطاعاً محدوداً من الحواريين و المهرجين في وداع التجريدات الجهادية المتوجهة الي أطراف الوطن لاخضاعها ألي _المشروع الحضاري_، لا يعتبر سوي هؤلاء من يتشرف بصفة المواطنة في دولة الايمان _بضرورة النهب و القتل باسم الرب_. تبعاً لكل ذلك فمن المنطقي أن يحرص علي التخندق في مواقعه و من تصريات قادة المؤتمر الوطني عقب توقيع اتفاقية السلام المؤكدة لبقاء الانقاذ _علماُ بأن المنطق يقول بأن الاتفاقية بروحها و نصها تقول بواقع جديد متجهاً نحو العودة للديموقراطية و التداول السلمي للسلطة_. أذاً الامر واضح فهم يحرصون علي أن يُحصر التغيير في هامش ضيق بقدر الامكان و يبقي صوت الانقاذ هو الاعلي و فعلها هو المؤثر و الفاعل. سبقل لي القول أن المرحلة تتسم بأنها مرحلة صراع ارادات و ارادة قادة المؤتمر الوطني تتقوي بالسلطة و المال المنهوب و الحفاظ علي الرؤوس و تفادي المحاسبة علي جرائم يعلمون كثرتها و بشاعتها.
اذاً عناصر قوة الاسلامويون يمكن ايجازها في الدافع الشخصي لدي القيادات المتنفذه للاسباب اعلاها اضافة للاستفراد بالسلطة لمدي 16 استقوا فيها و اضعفوا خصومهم بالتغييب عن الممارسة و الحرمان عن الحريات و الافقار و تفتيت مؤسساتهم و أخطر من كل ذلك تجردهم من اي وازع أخلاقي و استهوانهم لامر الدين باستغلاله كأنما يتنزل عليهم الوحي مباركاً لمفارقاتهم لسراط الدين المستقيم و يسوقون ما يفعلون _ديناً_ يعرفونه هم و ينكره _تدين العامه كما كان يصف شيخهم المغضوب عليه الترابي قبل تحالفه مع الطرق الصوفية عند تكوين الجبهة الاسلامية بغرض تكبير الكوم ايام الديموقراطية الاخيرة_.
هذا حالهم و حالنا؟
نعود اليه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هذا قسم الانقاذ فيما (تملك) فماذا (نملك)؟ (Re: نصار)
|
العزيز نصار
لك ولضيوفك كل التحايا
أولا أسمح لي أن أقدم شكري وأعتزازي بتشرفي بوضع غلاف رواية نيل ونخلة.. وحب في مقام أعتز به بجوارك أسمك.
عزيزي نصار... كنت أعد العدة للكتابة في الموضوع المطروح من قبلكم على صفحات هذا المنبر... رغم التجاهل الكثير الذي يصادف هذه الدعوات وضن الكثيرين بالمشاركة إثراً للنقاش.. ولكني عزمت على الكتابة بفعلها الصعب والمؤلم والمواصلة مهما كان الأمر من أجل أن نهمد الطريق لشمس الحقيقة وإن لم ندركها.
وكنت أنت كعهدنا بك سباق في حمل هموم الوطن وتشخيصها....
قد أتفق مع الأخت مهيرة بضرورة تحرك المهنيين والقيام بدورهم الوطني كاملاً، ولكن الأمر يجب أن يتسع لأكبر من ذلك ويشمل كل قطاعات الشعب... ما تمر به البلاد اليوم محنة لها أثارها الخطيرة على مستقبل الأجيال القادمة.. وإن لم نتحرك فسترث هذه الأيام أوزارنا كما ورثنا نحن تماما أوزار من سبقونا وتشاغلوا بالصراعات الجانبية عن مصير وهموم البلاد..
إن اعتقاد الكثيرين بأن السلام المزعوم الآن قد وضع البلاد في طريق النهضة والتقدم، هو اعتقاد خاطي، فالناظر للحالة السودانية لا يجد أي تبدل في مظهرها سوى دخول بعض الوجوده الجديدة وليست المتجددة...
النظرية التي تدار بها البلاد لم تتغير.. والأحزاب السياسية المعارضة أثبتت فشلها الذريع في أن تصبح البديل المناسب... وها هو التجمع الوطني يحتضر أو يموت فعليا أمام عتبات السلطة، ويؤكد هذا الموت الذي لم يكن مفاجئ للتجمع بأن نظرية السياسة السودانية لأحزابنا سواء كانت في السلطة أو المعارضة واحدة... وأن كل التجارب السياسية السابقة لم يتم الإستفادة منها...
من هنا أوكد جازما بأن أي حلول ينتظرها أي متفائل من هذه القوى سواء كانت في السلطة أو المعارضة ... أو التي أرادت أن تسمع صوتها للشعب من المجلس الوطني فقط ... لن تكون هذه الحلول في صالح الشعب والبلاد... وإن أعطاء فرصة أخرى لهذه القوى هو مضيعة للوقت وسير في الطريق الخطأ.
لهذا الدعوة لتكوين قوى جديدة قادرة على التفاعل مع المعطيات الجديدة في ساحتنا وقادرة أيضا على تقديم قيادات مستوعبة لهذه المعطيات ومدركة بوعي كامل لحقيقة الماضي المؤلم في ممارستنا السياسية التي أدت بنا إلي ضياع خمسين عاما من عمرنا الوطني.
ما تعيشه البلاد اليوم من فساد ظاهر في الخدمة المدنية، وفي الممارسة السياسية وفي مختلف قطاعات المجتمع هو نتاج طبيعي لهذه الممارسات الشمولية سواء كانت من خلال سلطة العسكر القابضة أو سلطات الأحزاب بتكويناتها غير الديمقراطية... لهذا كان من الطبيعي أن تشهد بلادنا ضعف كامل في منظمات العمل المدني التطوعي الذي أرتبط دوما بالسلطة أو الحزب، ففقد القدرة على التعاطي بحرية مع الشأن العام واصبح بوقا للجهة الراعية له..
الدعوة للتغير الفعلي تستلزم إيجاد مؤسسات بديلة قادرة على العمل... والقدرة على العمل تعني أن المبدأ الذي تقوم عليه هذه المؤسسات والأهداف التي أنشئت من أجلها لا بد أن تمثل الجماهير حقا وليس مجرد شعارات .... ما يلزمنا الأن هو صياغة الهدف الاساسي من أجل قيام البديل ... ثم صياغة المشروع الذي يحمي الدعوة الجديدة ويحقق طموحات أنصارها وطموحات الجماهير أيضا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هذا قسم الانقاذ فيما (تملك) فماذا (نملك)؟ (Re: Hamid Ali)
|
العزيز حامد علي
الشرف كله لي فأنت المبدع في مجالات المسرح المتعددة و الكتابة و العمل السياسي و النقابي الطلابي ادام الله عليك هذه النعم و يسر لنا التمتع و الانتفاع بما تجود به ريحتك المرهفة المتوقدة،،،
العزيزة مهيرة _شايلة اسمها تماماً_ و يشهد لها انفعالها الوطني الصادق و سعيها المستميت لاستنهاض الهمم و الانتقال بالناس من مرحلة التملم ألي خانة العمل الملموس و كانت لنا حوارات مطولة رسمت معالم لاشكال من العمل الوطني الذي من شأنه أن يحزم بادرات النضال المبعثرة بين تشكيلات صغيرة ليشتد عودها و يكون لها اثراً في التغيير المنشود و هذا ما سيحدث مع صدق النوايا و قوة الارادة و وضوح الرؤية. اتفق معك تماما في تحليلك للواقع السياسي و اقتراحات للمخراج و كما تعلم فهناك اجتهادات لتجميع منابر القوي الحديثة و الديموقراطية و الامل كبير في أن تثمر خيراً عميماً و له صفة الديمومة بالاستفادة من التجارب السابقة أخذاً بالموجب منها و تفادياً للسلبي,
دعنا نواصل في تناول هذه المواضيع البالغة الاهمية و لا نلتفت لمدي تفاعل الاخرون فهو التزام ذاتي لا نعايره بمدي الاقبال او الاعراض مع التأكيد الجازم بأن هذه المساحة الحركة تعج بالاخيار من اعضاء و زوار.
تحياتي الي ان اعود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هذا قسم الانقاذ فيما (تملك) فماذا (نملك)؟ (Re: نصار)
|
كأني بالسودان بات صفحة بيضاء تتيح لنا الآن فرصة جديدة لتسطير تجربة أخرى... ولصعود جيل جديد برؤى وأفكار جديدة... وبمواقف تجسد الوحدة من خلال العمل الجماعي بعيد عن الشعارات والسعي للكسب الذاتي الرخيص.
التجربة السابقة للقوى الوطنية تحاول أن تعيد نفسها، وتكرر ذاتها في كل الحقب التي يظهر فيها بريق ديمقراطية أو حرية، ولكن ما يميز التجربة الحالية هو نضوج الجيل الجديد وظهور القوي الحديثة وإن كان لم يستوي عودها بعد، ولكن مجرد ظهور بوادر هذا الفكر، يعزز فينا الأمل بأن صفحة جديدة في مسيرة الوطن يتم الإعداد لكتابتها.
لهذا سوف يكون حديثي موجه لهذه القوى الصاعدة، وللشباب الذي إستفزه تكرار شريط واحد ممل منذ الإستقلال.
والأمل الأخر الذي يعزز فينا صعود تجربة جديدة هو ثبات مفهوم الفدرالية كنظام حكم، ويبدو أن معظم القوى السياسية قديمها وجديدها قد أقر بها.. وهذه محمدة، لان الفدرالية هي ضمان لصعود القوى المهمشة إذا أحسن إستغلالها من هذه القوي.
ولعل حسن إستغلال الفدرالية يكون في تشجيع قيام المنظمات والأحزاب الإقليمية التي تسعي للنهوض بالإقليم في كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وهي ليست دعوة للتطرف والعصبية، بل هي دعوة لتحويل العصبية إلى قيم سياسية وإجتماعية في ظل الوطن الواحد، والإستفادة منها في التطور والنمؤ الكلي للبلاد، بل بتشجيعنا لهذه الأحزاب الإقليمية نكون قد صددنا باب الفتنة المسلحة، وفتحنا باب للتنافس الحر الديمقراطي لكل مناطق الهامش للتطوير والمناداة بحقوقها.
وأود أن أناقش أيضا دور منظمات المجتمع المدني، هي الأخرى لم نشهد لها دور ملموس في الحياة العامة السودانية، بل ما ظهر منها إرتبط للأسف الشديد بالقوى السياسية أو الأنظمة الحاكمة في جميع المراحل السابقة... لهذا كانت هذه المنظمات عبارة عن أبواق تساند بلا خجل توجهات سياسية محددة، ولكن الدعوة هنا لمنظمات مستقلة وطنية في ظل دستور يكفل لها حرية العمل، وفي ظل مؤسسات تتيح المشاركة لكل ألوان الطيف السياسي في العمل العام.
ومنظمات العمل المدني، ليس فقط في مجال حقوق الإنسان، أو النقابات بل يجب أن تشمل تلك المنظمات التي تساعد المواطنين في تعريفهم بحقوقهم وواجباتهم والدفاع عنها، ولعل أمثلة على هذه المنظمات المغييبة، منظمة حماية المستهلك، ومنظمات حماية الحياة البرية، ومنظمات المرأة والطفل، وكثير من هذه المنظمات التي تعمق الإحساس الوطني وتغرس في نفس المواطن قيم عالية تعمق في النهاية حب حقيقي للوطن، وليس الإنقياد وراء شعارات براقة زائفه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هذا قسم الانقاذ فيما (تملك) فماذا (نملك)؟ (Re: Hamid Ali)
|
العزيز حامد علي
بقولك هذا كأني بك أطلعت علي بوست أخونا بوب الناقم علي كل الاحزاب و التنظيمات السياسية وأنك تطئنه بأن في الامكان أحسن مما كان:
Quote: كأني بالسودان بات صفحة بيضاء تتيح لنا الآن فرصة جديدة لتسطير تجربة أخرى... ولصعود جيل جديد برؤى وأفكار جديدة... وبمواقف تجسد الوحدة من خلال العمل الجماعي بعيد عن الشعارات والسعي للكسب الذاتي الرخيص.
|
أعشم في أن يمر الاخ بوب _و الثائرون علي الامر الواقع وهم قطاع عريض من اصحاب الرؤي المنعتقة من الثوابت البالية_ من هنا و يرون أن الاطر السياسية لا تعني بالضرورة صيغة واحدة ممتدة بل أنها من ناحية ضرورة لتنظيم العمل الوطني و من الناحية الاخرة تخضع لضرورات التطور و مماشاة الواقع مثلها مثل كل شروط ديمومة الحياة و دينامكيتها، صاحب الرؤية لا تأخذه التفاصيل الانية في طياته لمقدرته لسطوع بؤرة الضوء التي يزيد وهجها كلما ازدادت حلكة الظلام. يلزمنا بعض الوقت حتي نعمم فكرة مفادها أن الحديث عن السياسة ليس محصوراً علي من اطلعوا بالشأن العام منذ البدء و حددوه في شخوصهم و اطرهم الدائره حولهم.
Quote: ولكن ما يميز التجربة الحالية هو نضوج الجيل الجديد وظهور القوي الحديثة وإن كان لم يستوي عودها بعد، ولكن مجرد ظهور بوادر هذا الفكر، يعزز فينا الأمل بأن صفحة جديدة في مسيرة الوطن يتم الإعداد لكتابتها.
لهذا سوف يكون حديثي موجه لهذه القوى الصاعدة، وللشباب الذي إستفزه تكرار شريط واحد ممل منذ الإستقلال.
|
في مسعي لتوحيد القوي الحديثة جاء الخطاب مفارقاً للمعهود بالحديث عن المشترك و الوحدة التلقائية و التبسيط المخل بل تم التركيز علي مسالب التجارب السابقة لتفاديها فنحن في مرحلة متخمة بالخيبات المرحلة من الماضي و قد وطأتنا بثقلها بعنف طالما أنه لم يقتلنا فهو يزيدنا قوة كما درجت الحكمة السودانية _الما بكتلك بقويك_. سوف اعود الي مداخلتك القيمة فقرة فقرة و الي ذلك الحين اختم بالقول أن رواد التغيير عليهم الاستفادة من المتاح لانزال قناعاتهم و نواياهم الي ارض الواقع و السعي الي كسب التأييد الشعبي لطرحهم و الثوره بمعناها المطلق تتمثل في التغيير الجذري للسائد المنتج لظروف غير مواتيه لحياة كريمة للمجتمع و هي بذلك ليست محدودة بالشكل التقليدي المتمثل بالزخم و الحراك الانفعالي فالمهم تحقيق النتائج المرتجاة.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
نصار
مهيرة
Hamid Ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست