دنيا عدي والأنهار العكرة.. سيرة أم رواية؟ ياعماد البليك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-20-2004, 05:50 PM

ebrahim_ali
<aebrahim_ali
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دنيا عدي والأنهار العكرة.. سيرة أم رواية؟ ياعماد البليك

    نقلاً عن جريدة الوطن القطرية الصادرة صباح اليوم 20/4/2004م .‏
    أصدر الزميل عماد البليك روايتين دفعة واحدة، الأولى عنوانها: «دنيا عدي»، والثانية ‏عنوانها: «الأنهار العكرة»، وقد صدرت دنيا عدي على نفقته الخاصة، بينما الثانية صدرت ‏عن الشركة العالمية للطباعة والنشر في الخرطوم. وبرويته وهدوئه، يكتب البليك أعماله ‏الروائية تحت رغبة في اعادة وانتاج كتابة جديدة، متفارقة مع سائد الكتابة الروائية، يمتح ‏فيها من بئر المعرفة الشفاهية في الموروث الشعبي السوداني والحكاية اليومية والواقع العربي.‏
    والبليك الذي يعمل محررا في صحيفة الوطن من مواليد عام 1972، كما يذكر الناشر ‏على غلاف روايته «الانهار العكرة» تخرج في كلية الهندسة/جامعة الخرطوم، ينشر مقالا ‏اسبوعيا في صفحة اتجاهات ثقافية تحت عنوان عكازة الريح، وله موقع اليكتروني يديره ‏هو بعنوان «زراف» ينشر فيه للكتاب العرب كافة، كما ان نصوصه تستقبل في كثير من ‏الصحف العربية والمواقع الاليكترونية، خاصة موقعي: ايلاف وليكا.‏
    تمتاز لغة البليك بانثيالها وقبضها على التفاصيل، وطاقتها على الثورية، انه باحث مجد في ‏عروق المعنى، يصوغ شخوصه كما لو انه يعمل على حياكة سجادة فارهة، وينهض في ‏نصه الروائي، داخل عوالم مسكونة بلحظات انسانية لا تتكرر إلا في الاحلام والوقائع ‏الضالة. في رواية دنيا عدي التي، تسرد عالما متخيلا.. مستوحى من حكاية ابن الرئيس ‏العراقي صدام حسين، يجرنا البليك بغلظة متناهية، نحو طقوس الموت والخراب التي تعتمل ‏في الذات المتعالية، المشدودة إلى سوبر ما نيتها الكاذبة. وفي قصة عدي، مادة درامية ‏ووثائقية عالية التشويق، لكن الروائي هنا، ينحاز إلى ما تبتكره المخيلة من احداثيات تزيح ‏النص عن الواقع وتجعله يتمكن من مغالبة الواقع، بقراءة موازية له، قراءة تستنهض كل ما ‏يمكن للمخيلة ان تعمل عليه في هذا المنحى، مسببا لقارئه صدمة مهولة حين يكتشف من ‏خلال بطل الرواية المصاب بمرض السلطة، قوة الجفاء الانساني والقسوة التي يمكن للبشر ‏ان يحملوها بين اضلاعهم، متورطين في صوغها كنصل، كل من يقترب منه يجب ان يسيل ‏منه الدم. تتقاطع الشخوص والمصائر في «دنيا عدي» بين الراوي والشخصية الرئيسية ‏بمتوازية تنهل من السيرة الذاتية للروائي ومن سيرة عدي ذاته، وكأنه يحيلنا هنا إلى مساحة ‏من القراءة التجريبية التي تبحث وتكتشف ذوات بشر منهكين.. ممزقين يبحثون عن ‏مصائرهم دون جدوى في دنيا عدي.‏
    يكتب في فصل «شبح عالم قديم»‏
    أمر غريب ان تقودني الاشياء لغير ما تخيلت في بداياتها، كان عدي صدام حسين ينظر لي ‏شزرا من نافذة مربعة بإطار أزرق في القصر، يقول لي:‏
    ـ ما الذي جاء بك إلى هنا أيها المجنون؟
    ـ عائد لبلدي، ما شأنك، هل نسيت أصدقاء الطفولة؟
    كان عليّ ان احتمل قدري فانا كباحث عن المعنى، يجب ان أكون مشحونا بروح ‏المغامرة، انه سهم يخترقك لن تستطيع ان تعانده
    ارتشفت القهوة أراقب الوجع في داخلي، كانت بطارية الكمبيوتر المحمول قد استغرقت ‏في النوم، ايقظتها ببطارية سيارتي الجيب، نظرت ورائي فرأيت أمي، ليلى البكري، سلمت ‏عليّ، ضحكت وهي تراقب الرهق في عيني الموثقتين بزمان الجرح، رأتني أصلي وسط ‏العواصف، أتراجع للوراء، ابدأ في مراجعة الخرائط المتناثرة على الأرض أمامي، استعدادا ‏لمعركة حامية في الليل. أدرت مذياع الراديو، كانت اذاعة الـ «بي.بي.سي» تقول ‏‏«معارك ضارية تدور الآن في بغداد»، وأذاعت خبرا آخر يقول بان فرنسا سترسل مبعوثا ‏اليوم للقاء مع كولن باول في واشنطن حول احتمالات دخولها في الحرب. حتى تلك ‏اللحظة لم يكن الدمار قد جاء، لم يكن احد ما يتوقع ان بلدي سيتحول مع مولد الصبح ‏الجديد لمدينة تحت النار، وان نهاية التاريخ على طريقة مغايرة لفرانسيس فوكوياما تولد ‏الآن، إنها تولد بعجلة وببطء، احيانا يتراجع الزمن وفي أحيان أخرى يتقدم للوراء.‏
    كان معي في المكتب إلى جواري، زميلي في العمل، البريطاني ستيفن هكر المولود سنة ‏‏1964 في مقاطعة صغيرة في اركنساس بالولايات المتحدة الأميركية. بريطاني قح بعقل ‏أميركي استهلاكي، كبير الحجم كساندويتشات البرغر، يفكر بطريقة واحدة رأسه يشبه ‏البوصلة التي دائما ما تشير لاتجاه واحد، لا تخطئ، لكن بوصلة ستيفن ستخطئ عندما ‏احلم في الليل، عندما اخرج من زمن التاريخ، عندما ينتهي التاريخ يغلق في خزانة الله.‏
    قلت له: «من أين يأتون بالأخبار؟
    ضحك وقال لي: «ربما ينسجونها من خيالهم وهم جالسون في مكاتبهم يحتسون القهوة ‏مثلنا».‏
    حدثته عن تقرير خرج في الصفحة الأولى اليوم، في صحيفة صباحية:‏
    ‏«جنين مستنسخ، مشوه، ملوث بحمى الخوف»‏
    سألني: «لماذا يخافون؟»‏
    لم استطع ان اجيب عليه لان النار كانت قد حاصرت كل شيء، كانت النهاية تتسارع ‏بأنباء متضاربة في كل مكان، كان بوش يحذر في إحدى الاذاعات الأميركة من غضب ‏جم قادم.‏
    نواصل بعد فاصل








                  

04-20-2004, 05:54 PM

ali othman

تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 919

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دنيا عدي والأنهار العكرة.. سيرة أم رواية؟ ياعماد البليك (Re: ebrahim_ali)

    كان من المفروض اني اقعد ساكت وانتظر زي الباقيين قي هدؤ
    لكن عليك الله الزول ده مختفي وين ؟
                  

04-21-2004, 08:30 AM

ebrahim_ali
<aebrahim_ali
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دنيا عدي والأنهار العكرة.. سيرة أم رواية؟ ياعماد البليك (Re: ali othman)

    الأحباب الأعزاء سلام واحترام شنو ياجماعة الواحد ما ياخذ ليهو فرة كده ويجي يلقى ‏البورد مقلوب راس على عقب يعني البوست دا أنا بفتش ليهو فتيش حتين لقيتو الحاصل ‏شنو ياجماعة الخير الواحد إلا يصاقر البورد دا ولا شنو ‏
    علي عثمان تحياتي وشكراً للمرور والعبور عبر بوابة البليك دا انت لو قعدت ساكت ‏ياملك الناس التناين يعملو شنو يكبوا الزوغة انت كل الخير ياسيدي
    ‏ عماد موجود بس يظهر عليهو مشغول بكثرة ‏
    هاكم من انقطع من حديث بعد ذلك الفاصل الطوييييييييييل

    الرواية الثانية عنوانها «الانهار العكرة».. وهي بالفعل رواية، تبحث في منحى، لا يتجاور ‏مع «دنيا عدي» ولكنها تتقاطع معها، في التقنية والاسلوب وتراكيب الجمل، تذهب ‏‏«الانهار العكرة» إلى مجاز السيرة، فكل روائي أو كاتب، يمكننا ان نشتم رائحته داخل ما ‏يكتب، وعماد البليك هنا لا يفصح عن هذا المعنى بقدر ما يباشر في اطلاقه، انه يقدم ‏سيرة موازية لسيرته الذاتية.. بمعنى ما، انه يقدم سيرة روائية، بطلها هو ومن يحكمون ‏مصائرهم به، ومن يترددون على هامشه في هذه الدنيا.‏
    هنا.. العالم يتغير، يسكن في برتقالة الوقت الفاسدة التي تعصرها «مكة» الاخت التي ‏تنتظر منذ زمن وظيفة موعودة دون ان يتحقق شيء لانتظارها. لا يريد البليك الذي ‏يفاجئنا دائما بمشروعاته المغامرة، ان يبدو مغامرا في اصداره لروايتين، تتفارقان في المنحى، ‏بقدر تقاربهما من روحه، لا يريد ان يصيبنا بخيبة الأمل التي تلاحق شخوصه اينما حطه في ‏هاتين الرواتين، ويريد في الوقت ذاته ان يكشف عن براعته في ارتكاب المغامرة.‏
    هذه الروح المتوثبة لديه، تتجلى بصفاء في «الانهار العكرة» الرواية التي تسدد ضربة قوية ‏في مرمى الكتابة الروائية العربية، للاساليب الروائية السائدة. يستخدم فيها طاقته الكاملة ‏على الجنوح والسرد والحكي ببطولة جديدة، يستحق عليها ان يدخل عالم كتابة الرواية ‏الجديدة بقوة دون الالتفات للوراء، يكتب:‏
    في البيت يلجأ بشير لمفكرته يقلبها من جديد، يشعر بان ثمة نقاطا مهمة فيها، سوف ‏تساعده في تعديل مسارات حياته المتشابكة، لاسيما بعد الزواج، احيانا يتصفح الانترنت ‏يبحث عن مواقع قديمة، اصدقاء وصديقات عبروا بحياته ذات يوم يسجل نقاطا من خلال ‏مطالعاته، يعرف انها ستفيده بشكل ما، قد تكون رؤوس أفكار لتجارة رابحة، يشعر ‏بالخجل أن يواجه سيف الدين بالأمر، كان زواجه اشبه بورطة، ظل ينتظر اياما، مضى ‏شهر ونصف الشهر على الزواج، دون ان يكون هناك جديد، وكانت ارباح المقهى ‏تتضاءل يوما بعد يوم، فالناس لم يعودوا يحفلون بمقاهي الانترنت، بعد ان اصبح في كل ‏بيت جهاز كمبيوتر.‏
    الوقت ما بعد الظهيرة، والساعة تقترب من موعد المغرب، ستغيب الشمس بعد دقائق، ‏حاصره خدر في يده اليسري في جسد هزيل لا يقاوم الامراض، كان يدخن بشراهة ما ‏بعد الزواج، اغلق المفكرة، اغلق نوافذ الشقة، دائما ما يرغب في تجديد الهواء، علوية ‏ومريم انشغلتا بمنير، بعد ان اشتريتا له قمصانا جديدة، حاصره دخان السجائر بعد ان ‏اغلق النوافذ، شعر بالرغبة في التدخين مرة أخرى، رأى أمه نائمة، شعرها سارح في ‏الهواء، تنام بنفس طريقة نومها في الغرفة الوحيدة في المنزل القديم، كان يجلس إلى جوار ‏الكمبيوتر وكانت تبتسم له بين النوم واليقظة.‏
    ابتسمت له، حاول ان يغلق النافذة التي تحولت إلى نافذة حديدية منذ سنوات، وجدها ‏تلك النافذة المتهالكة التي ترعرع معها، والمصنوعة من الخشب والتي تنهار كلما دفعها ‏لاعلى، هل كان يحلم؟.. أم ان الحمى حاصرته؟!.. لا يدري، ودائما ما يرغب في تغيير ‏الماضي، لكن ذلك مستحيل، وقد كانت بعض المشاهد التي راها حقيقة، تلك النافذة ‏ومعاناته معها، عندما يحاول اغلاقها، كانت ذكريات لا تنسى. بعد سنوات بدل أبوه ‏النوافذ في البيت بأخرى من الحديد بدلا من الخشب، طليت بالبوهية، قام بشير بعملية ‏الطلاء، كان تمرينا ساخنا استغرق منه نصف يوم، تعلم فيه استخدام الفرشاة وبعد ايام ‏استعان به الجيران في طلاء منازلهم.‏
    فتح مفكرته، لم يكن ثمة موعد جديد هذا الأسبوع، الحياة أحيانا تسيطر ببطء وتثاقل، ‏واحيانا تجري بلا هوادة، وكنوع من عدم الرضى عن الواقع نام حتى قيلولة اليوم التالي، ‏رأى نفسه في مكان واسع اشبه بساحة السجن، كان مكلفا باخراج احد الناس من ‏السجن، لا يتذكر اسمه الآن، هناك غرفتان صغيرتان في حجم الحمام، لهما أبواب من ‏الحديد مطلية باللون البيج، هل نظر داخلهما؟.. ربما.‏
    تبدوان خاليتين وليس ثمة احد بالدخل، ويمكن فتحهما بسهولة، لكن من قال له انهما ‏زنزانتان؟!.. قابل ود العوض الذي كان مرتادا لسجون مدن العتامير، هو مكار وكانت ‏تربطه معه علاقة خاصة، كان يعمل مروجا للقوافل التجارية في السوق، سأله من المسؤول
    عن السجن.صحبه ود العوض إلى رجل عرفه عليه، تخيل أنه يعرفه من قبل، وعده بان ‏يأخذه إلى الزنزانتين، لكي يرى من يبحث عنه، فجأة انطمست المعالم، فالزنزانتان كانتا ‏خاليتين، لا أحد بهما.فتح عينيه بصعوبة، كانت علوية نائمة، تحتضن منير، ومريم جالسة ‏تطرز شالا من الصوف، جزء من عادتها القديمة، لا تريد ان تتركها، في وقت مضى كان ‏هذا نوع من الرزق وكسب المال، قالت له:«سأل عنك رجل وأنت نائم، طرق الباب ‏وذهب».سأعود قريبا لقراءة روايتي عماد البليك نقديا، ذلك ان روايتيه تستحقان.. ‏الانتباه، لما حملتاه من اكتناه لفضاءات الذات واقتراب من شجن الواقع وغرابته.‏
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de