أول لقاء .. بدون حذاء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-07-2004, 02:08 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أول لقاء .. بدون حذاء

    نظر إليها ، فإتسعتْ حدقتاه.
    و تلون بؤبؤ العين بألوان قوس قزح ، أما لونها هي فلم يميزه تماما من شدة إنبهاره بها.
    و إزداد بياض العين بياضا ، و سواد العين سوادا.
    و وقفتْ رموشه كقرون الإستشعار .
    شعر بأن صورتها قد إنحشرتْ في زوايا عينيه ،، فودَ لو يحبسها في قمقم و يغلق عليها الغطاء.
    تمنى أن تقبع داخل محجريه، فيغمض عينيه فيراها متوهجة داخله و كأنها تترقرق وسط كرة كريستالية لا يراها إلا هو ، و يفتح عينيه لتتجسد أمامه كصورة منعكسة من ( بروجكتور ) يتحكم في ظهورها و إختفاءها ، و في تكبيرها و تصغيرها.
    و لأول مرة يحس بالفعل بأن الدنيا تضحك و تغني و تغرد كما العصافير.
    و تحول الجو الخانق حوله ، إلى نسمات ربيعية ترطب وجهه.
    و تحول الشارع المغبر إلى ممر معشوشب في حديقة غناء.
    نظرتْ إليه فزادت سرعة رموشها طلوعا و نزولا ، و كأنها تلتقط صورا متتالية بكاميرا ( ديجيتال ).
    و إبتسمتْ إبتسامة عريضة دون أن تعرف إلى أي حد إنفرجتْ شفتاها.
    و رمقته بنظرة ،، فإنكسر مسار نظرتها بين عينيه الجريئتين و بين الأرض في حركة دؤوبة متواصلة دونما إنقطاع ، و كأنها تحثه على نزال العشق و الوله في تحدٍ يشبه تحدي ( الديكة ).
    ثم إبتسمت له ، فأشرقت أمامه شموسا أخرى. فنسي توبيخ أبيه له اليوم ، عندما عرف أنه جمَد سنته الدراسية ، و نسي ( المطرقة ) التي هوتْ بها فتاته السابقة فأدمتْ رأسه و قلبه ، و نسي أنه دفع آخر ما يملك في فاتورة ( فطور ) دسم لشلة من البنات هذا الصباح ، و أنه ربما رجع لبيته مشيا على الأقدام.
    نسى كل شيء و ذاب في الصورة و اللحظة.
    كستْ روحه مسحة من الطمأنينة و الراحة ، و حطَتْ على وسادة من الأمان الداخلي ، و تمدَدتْ على تلة من رمال الأمل الذي يدغدغ كل ذرة في كيانه.
    فأبتسم لها و تخيل أنها تقول في سرها : ليتني أستطيع أن ألتقط إبتسامتك و أضعها في حقيبتي كى تقبع بجوار أشيائي الصغيرة ، أعبث بها و أنا في مدرج الكلية ، و في البص ، و في الكافيتيريا ، أو أضعها صورة على شاشة جوالي.
    قال لها : بصوت مرتجف ، و هو يخاف أن تصده :
    صباح الخير . كيف ............. ؟
    و لم تعرف عن ( كيفية ) ماذا يسأل.
    فقالت له و هي تطلق ضحكة كلها غنج و دلال : صباح النور
    فإنبثق نور من دواخله غمر كل إحساسه ،، و شعر أنه ( مخدَر ) تماما ، و أحس بحرارة تلسع نافوخه ،، فتصبب عرقا.
    جلسا سويا على المقعد الإسمنتي ، فأحس كأنه مقعد وثير.
    تحادثا طويلا ،، يتكلم دون إنقطاع.
    تعبث بيد حقيبتها و بالجوال الأنيق .
    و يعبث بمفتاح ( درج دولابه ) الذي يشاركه فيه أخوه الأصغر.
    تصلح من هندامها و من خصلاتها الشاردة على جبينها.
    ينظر إلى حذائه المليء بالغبار ، يرجع رجليه للوراء في محاولة لإخفاء جواربه المقطوعة من الجوانب.
    تبلل شفتيها بلسانها بين الفينة و الأخرى و كأنها غير واثقة من نداوتهما.
    يقضم أظافره حتى وصل ( اللحم الحى ).
    قالت أن أخاها سيحضر ليأخذها للبيت ( بالكامري ) ، و تريد أن تخبره بأن لا يأتي حتى يستطيع هو أن يقوم بتوصيلها.
    تحسس جيوبه التي ينعق فيهما البوم ،، و تأبى حتى العناكب من السكنى فيهما.
    قال أن ( عربيته ) في الورشة.
    جف حلقه ،، و لم يجد ريقا ليزدرده.
    قالت إنها عطشى .
    تجاهل طلبها ،، فهو يعلم أن صاحب البوفيه لن يعطيه ( قطرة ماء ) حتى يسدد ما عليه من ديون.
    إستعمل كل مهاراته الكلامية ،، و حديثه العذب في أن يجعلها تصرف النظر عن العطش و عن دعوتها إلى مطعم فاخر.
    قامت مستأذنة.
    قال : متى أراك ؟
    قالت : أنا كل يوم هنا
    في الغد ،، أتى و هو ينتعل حذاء صديقه بعد أن وعده بأنه سيمشي به على مهل ، و أنه سيتحاشى الإرتطام بالحجارة ، و سيتجنب كل المياة المدلوقة على قارعة الطريق.
    في جيبه تقبع بضع جنيهات تكفي لكوبين من العصير و ساندويتشين و جولة قصيرة ( بالركشة ).
    رآها تجلس في عربة فارهة بالقرب من شاب أنيق ، و رأسيهما قاب قوسين أو أدنى من الإلتحام.
    إقترب منها ،، ثم إنحنى كما جرسونات فندق خمسة نجوم و قال لها :
    صباح الخير ،، ممكن تنزلي نقعد هناك.
    نظرت إليه نظرة ملأته شكا و ريبة.
    قالت له : شنو قلة الذوق دي ،، مش شايفني قاعدة مع واحد و بتكلم معاه.
    ثم نظرتْ إليه نظرة ذات مغزى .
    فبهت الذي كذب.
    و عرف أنها غاصت في دواخله بعد كل تلك ( الإرهاصات ).
    فتحت باب السيارة و قالت له بصوت أحس فيه كل لؤم الدنيا :
    إنت عارف منو القاعد في العربية دة ؟ أنا و هو شبه مخطوبين.
    و لم يطرف لها جفن و هي تنتزع أحشاء أمله الوليد .
    فضحك ضحكة هستيرية لفتتْ إنتباه الجالسين و الجالسات .
    لم يأبه للذين يحملقون فيه.
    كرر ضحكاته بوتيرة تصاعدية ، و هو يتلفت وراءه كالمأخوذ .
    و مضى بعيدا و هو غير عابيء بحذاء صاحبه ،، ( فشات ) كل حجر صادفه ،، و ركل أرجل المقاعد الأسمنتية ،، و تعمد المشي على كل المياة المتناثرة هنا و هناك.
    و لعن أشياءا كثيرة في سره ،، لم يكن إبليس ضمن من لعنهم.








                  

02-07-2004, 02:25 PM

hamid hajer
<ahamid hajer
تاريخ التسجيل: 08-12-2003
مجموع المشاركات: 1508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أول لقاء .. بدون حذاء (Re: ابو جهينة)

    مش من الاول ...
    لازم الزول ده يتمدد قدر لحافه .. يا اخويه يا جمال ..
    و لا شكله غلس ما عارف قيمة الاشياء ..
    لعن الله الفقر ..
    تبا للشيخ فرح ود تكتوك .. ا كان يمدحه ..
    .. مع الود ..
                  

02-07-2004, 02:32 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أول لقاء .. بدون حذاء (Re: hamid hajer)

    الأخ حامد
    كل سنة و إنت طيب

    ( لعن الله الفقر )
    و لو كان الفقر رجلا ... لسلخت جلده
    تسلم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de