دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
المساجد العلمانية 1
|
Greetings!!! أعتذر لفترة الغياب المطول و التي كنت أتابع كل ما يجري دون أن أجد فرصة للكتابة
استوقفتني فقرة في كتاب يتحدث عن الفن الغربي Westernized Art في فقرة عن المعابد الإغريقية و النقلة إلى المعابد الرومانية ومن ثم الشكل المعماري للكنيسة و الذي هو مأخوذ أصلا من مبنى روماني مدني المعروفة باسم basilica فكانت هذه الفقرة: “Greek temples are not closed structures but open one,(…) Greek temples are welcoming, they are less about mass than about light filled space, and they do not exclude with monolithic walls , as do some Romanesque and modern buildings” و حقيقة الكنائس المغلقة بضخامتها و الهدوء بداخلها الذي يعزز الإحساس بالانفصال عن العالم الخارجي إلى عالم غامض و سحري ، أثيري..رمز إلى الدخول في العالم الروحي. يأخذني الحديث إلى المساجد، أيضا بشكلها المعماري المميز، و المساجد العصرية أيضا ذات بناء ضخم، تقوم بنقلك مباشرة إلى العالم الآخر...الباطن، أو العالم الروحي (كتضاد لكلمة مادي). لكن... ماذا عن الكعبة...المسجد القبلة للمسلمين....معماريا لا يشبه الفكرة العامة للمسجد. هو طبعا معماريا لغز محير..أرجو أن يجيب المعماريون عن ذلك (و قد علمتني صديقتي هناء أن لأي بناء Function and theme يعني ما بيبنوه ساي) الرمز المكعب يشير إلى ماذا؟! أعرف أن التساوي في مساحة أوجه المكعب لا تعطي لأي وجه من وجوه البيت العتيق ميزة عن الأخرى...بمعنى أنه أينما وقفت مواجها للكعبة فأنت في موقع ممتاز مساو لكل المواقع..مما يعزز من فكرة المساواة أمام الرمز الديني....لكن كان ممكن يكون هرمي..ثم التجويف الداخلي للكعبة هل كان دائما كذلك ؟ و ما الحكمة من بناء مجوف من الداخل لا يستخدم لأي طقس من طقوس العبادة سوى في خارج إطاره. عموما Enough of this talk دايما عندي مشكلة إسهاب...هذا الحديث مقدمة للكلام عن توظيف الدين في الحياة....الثيمة الأساسية لهذه الورقة هو أن المنهج الذي يفكر و يحلل في إطاره رجال الدين هو علماني (ليس مثالي) و سأقول لماذا؟ الفكرة العامة عن عبدة الأوثان هو ما نراه في المسلسلات الدينية...بعض المعتوهين يمارسون السفاهة الدينية...لكن المسألة أعمق من ذلك، إذا أخذنا في الاعتبار أن الأديان التقليدية و الأساطير هي محاولات لفهم العالم من حولنا و تفسيره عبر شفرات عديدة. نأخذ الإغريق مثلا...أفلاطون و فلسفة الأشكال المثالية أو المطلقة Eternal forms أن ما الحياة إلا محاولات محاكاة للطبيعة المثال...توضح الرؤية للآلهة الإغريقية و شكل العبادة...فهناك الإله الرياضي و الإله النحات ،و آلهة الحكمة، هما أصحاب Functions مماثلة في الحياة العادية لكن بشكل مثالي و مطلق، و الذي سيظل يفسر قصور الإنسان عن تحقيق الكمال، و تبقى المحاولات المستمرة. The gods’ shape was typically imagined as human (anthropomorphic), though strongly idealized المعابد المفتوحة على العالم الخارجي ، و لا تفصله عنه سوى أعمدة متفرقة و بعد طقوس التضحية، هي مواصلة لمسيرة الحياة حيث الفصل ما بين ما هو روحي(ديني) و مادي (حياتي) غير ملحوظ. كان ذلك في مرحلة ازدهار الحضارة الإغريقية و من بعد الرومانية، و عند اضمحلال الحضارة الرومانية، و الحروب المتوالية، و تكسر الإمبراطورية الموحدة، و فقدان الثقة في روما و الآلهة و تهاوي فكرة العظمة و الخلود المتلازمتين للحضارة الرومانية...فتح الباب أمام ازدهار الديانة المسيحية، و فكرة الخلود مربوطة بعالم آخر أخروي(Hereafter) ، و الإله الجامع لكل الصفات (لاحظ بقايا التأثير الروماني المتمثل في المسيح، و هو إضفاء الصفات الربانية و المطلقة في البشر....:كهرقل و أخيل ، يقال أن هذا الفارق بين الرومان و الإغريق...الإغريق يستخدمون الأسطورة لفهم الحياة، بينما الرومان ليخلدوه). الإله الواحد و مفتاحه عيسى و مفتاح عيسى الرسل الإثني عشر و الكتاب المقدس، أصبحت الشفرة مدخلها شفرة، و غير متاحة للتفسير العام، و بدلا من أن يكون الدين انعكاس لمحاولة تفسير الحياة، يصبح الدين هو المفسر للحياة....بمعنى آخر ، محاولات فهم الناس للحياة جمع خلاصته في الدين، ثم أصبح الدين هو الذي من خلاله يتم تفسير الحياة، ربما هذا ما كان يحاول أن يقوله الشاعر أدونيس في أن الأديان السماوية حدت من قدرة الإنسان على الإبداع (رغم أني لا أوافقه على ذلك...و في الورقة يتضح لماذا)و الفرق بين الحالتين..يعرف العلمانية...في الحالة الأولى لا فصل بين الحياة و الدين.....لكن في الحالة الثانية، نكون اختطنا دربين ، الحياة و الدين....توضيح أكثر....إذا كانت ممارساتك في الحياة، و تجاربك و تأملاتك...تكون دينك(لا فصل هنا) لكن إذا كان عليك أن توطن مناشطك و أفعالك للدين، فأنت تحاول أن توفق بين اثنين، و الثنائي هو الفصل بين الدين و الحياة...و ما يعرف بالعلمانية. لذلك لم يكن غريبا أن تصبح الكنيسة في عصور الإقطاع يفرقها بون شاسع ما بينها و بين رعاياها...و تصبح العلاقة بينهم طقوسية، و علاقة مؤجلة في العالم الآخر الأثيري و ليس في واقع الحياة...و تكون كل محاولات الثورة الدينية على النظام الديني القائم ، هي محاولات ربط قساوسة و رجال دين.ما بين الحياة و الدين....كالبروتستانتية، و الكنائس الـPresbyterian و حركات التحرير اللاهوتي. الاندماج في الحياة العامة بواسطة الـcommunity based churches هي من أرقى حالات إعادة الدين إلى الحياة. أفضل ضرب الأمثلة...الخط الفاصل ما بين حياتك الواقعية و سور أو باب الكنيسة، أصبح أوهى و أقرب....لم يعد من الضروري كزنجي أميركي في الستينيات أن أنسى عمليات الفصل العنصري إلى محاضرة عن الجزاء الأخروي أو حكاية سليمان. أ, حتى كزنجي أمريكي في العصر الحديث واقع الجريمة و الإدمان و الفقر موجود في الكنيسة. هذه هي الخطوة إلى الأمام للمعابد المفتوحة كما في العصور الإغريقية. ماذا عن المساجد، و الحديث فيه ذو شجون...و نتركه للجزء الثاني بعد المقدمة الطويلة.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المساجد العلمانية 1 (Re: Maysoon Nigoumi)
|
هذه خاطرة بدت لي عند زيارة الكعبة الشريفة
بالطبع ليست الكعبة الحالية هي كامل البناء الذي قام على القواعد التي رفعها نبي الله إبراهيم وإنما خرجت منه منطقة حجر اسماعيل نصف الدائرية وهي جزء من الكعبة الشريفة لذا فالمتأمل في شكل البناء عليه ان يضع ذلك في حسابه ثانياً :- جرت توسعة المسجد الحرام حول الكعبة وزيد لطابقين علو أي منهما يساوي علو ثلاثة طوابق من اي عمارة مجاورة, وقد لاحظت, مع ذلك أن علو وحجم الكعبة يضاهي علو المسجد الحرام على ما فيه من علو, حيث يبلغ أرتفاع الكعبة ما يزيد على ثلاثة عشر متراً, وقد كانت في السابق أعلى. ويجوز هنا التساؤل, ما ذا كانت الحاجة لرفع البناء وتضخيم المساحة بهذه الصورة لو كان البناء مقصوداً به (النظرة والحاجة المحليتان).؟
هذا وتفكروا.
| |
|
|
|
|
|
|
مع سبق الإصرار والترصد (Re: الجندرية)
|
القلوب شواهد!!!
سألت عنكي في بوست يبحث عن شيري
حدثني عنكي بهاء الدين، ثم ترصدتك فيما تيسر لي من وقت وقرأت بعض ما سمح به. ولا أجد ما أقوله سوى أنني سأقرأكي "مع سبق الإصرار والترصد".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المساجد العلمانية 1 (Re: Maysoon Nigoumi)
|
سلام الاستاذة ميسون شكرا لك على هذه القراءة المتأنية، و الرجاء عدم حرماننا من الاسهاب فهو مستحب و يضيف الكثير في مثل هذه المواضيع الروحية اساسا، لقد دخلت العديد من الكنائس في مختلف الدول الاوربية، و فعلا تجد الشعور الذي تصفينه بالبنيان الذي يفصلك عن الواقع خاصة في الكنائس الكاثولوكية، ايضا الارتفاع الكبير للاسقف و الذي يضخم اصوات الصلوات داخلها، و تجد ان موقع هذه الكنائس بالنسبة للمدن التي بنيت فيها مميزا للغاية، و في بعض المدن الصغيرة التي احتفظت بمعمارها القديم خاصة في مركز المدينة (City Centers) نسبيا تجد ان الكنائس تحتل مساحة عملاقة حقا و تسمو على ما عداها من المباني في ترسيخ واضح لموازيين القوى في تلك الفترة.
في مقابلة لي و الاخ محمود فقيري مع احد الصحفيين البولنديين في العام 1995 ناقشنا موضوع التيارات الدينية و علاقاتها و اذكر تماما ما كتبه في مجلته آنذاك ان المسلمين يتعاملون مع الدنيا كجزء من الدين، بينما يتعامل الاوروبيين مع الدين كجزء من الدنيا. و هذا اختلاف جوهري كما ذكرت في مقالتك التي اتمنى ان توافينا بجزئها الثاني، و هي ان الدين اصبح هو المفسر للحياة.
لو امكن ان توافينا بالمزيد عن بناء الكعبة الشريفةز تحياتي امجد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المساجد العلمانية 1 (Re: Amjad ibrahim)
|
الرفيقة ميسون التحية لك وللموضوع الشيق. احب ان اؤكد بأن مقولة صديقتك سليمة في سياق المباني الاثرية ذات التاريخ الحضاري. ليس هنالك مرجع ديني لمناطق العبادة الاسلامية علي حد معرفتي المتواضعة في المجال. فالكعبة المشرفة قد بنيت بواسطة نبي اللة ابراهيم وهذا قبل الاسلام. واستخدمت لتأدية الشعائر الدينية الوثنية.فهى عبارة عن غرفة مربعة القاعدة و المربع من الاشكال الهندسية المبسطة قليلة التعقيد. و الرسوم الهندسية تعبر عن عقلية حاملها في ترجمة الواقع الموضوعي الى خطوط متساوية الطول حيث لايوجد هذا التساوى فى الواقع. فهى بذلك ليس لها دلائل دينية ميتافيزيقية. اما المساجد بتريبها العمراني الحالي من مئذنة وخلافه فقد وجدت في مباني حضارات سابقة لظهور الاسلام. وذلك مما يدعم المقولة بان ليس هنالك مرجع لها في التراث العقائدى الاسلامي. ماعدا في المساجد المستطيله الشكل التي يحبذها اتباع الطريقة البرهانية لاستدلاهم بالحديث الشريف الذي يحبث طول الصف الاول للمصلينن لما فيه مزيدامن البركة والاجر. فالشكل المستطيل لخصائصه المتميزه علي الاشكال يتيح الفرصة لاستقامة الصفوف وطولها. واللة اعلم.
| |
|
|
|
|
|
|
part deux (Re: Maysoon Nigoumi)
|
في البدء: أشكر Muhib الذي لا يكتمل بوست بدونه و .أحمد لتحفيز المزيد من الأسئلة في داخلي، و أرجو أن أكون وضحتها في هذا البوست أمجد...في قمة تألقك، و أنا ألوك عبارتك هذه الأيام حتى اشتكى الجميع من الصداع...لأنك لخصت ما أردت قوله في اقتباسك المتوهج: المشكلة أن المسلمين يرون الحياة جزء من الدين، بينما يرى الغرب أن الدين جزء من الحياة. أبنوسة، يسرني التعرف إليك، رغم أني لا أنصح أحد بقراءة ما أكتب لأنه محاولات ناقصة لم تجد بعد المنهج الذي يحتويها و يرتب الأفكار فيها، و الذي أحاول أن أتوصل إليه هنا بالمحاولة وإعادة المحاولة....و ها أنذا !!! الباشمندسة سلوى السعيد...لا يفتى و مالك في المدينة، لا أضيف في مداخلتك شيئا سوى أن أرجو أن تعتبر جزء من بوستي هذا(أؤيدك تماما) الجندرية دائما أهم القراء، و دهشت في الفترة الفاتت أنك أيضا من أهم الكتاب في تجميعك للكتابات الجندرية(الكسل في شنو طيب؟) ما قصدته من مقدمة حول الفن المعماري الذي يجذبني جدا، لكن أجهل عنه الكثير، هو الربط ما بين الفلسفة أو الرؤية الدينية، و تجسيدها في هيئة المعابد. مثال لذلك التغير المعماري في شكل الكنائس إبان حركة الرهبانية monasticism حيث تتحول الكنيسة إلى residence للرهبان يفصلهم تماما عن العالم الخارجي، و مؤسس الحركة هو القديس Benedict . في البدء كانت الكعبة، و هناك إشارة في القران، أن أول بيت وضع للناس هو الذي ببكة، و بيت مقصود بها البناء عموما (في بيوت أذن الله أن ترفع...بيوتا غير مسكونة) ، أول المعابد التوحيدية كانت الكعبة....و ليس الأمر أن إبراهيم و إسماعيل كانوا على غير علم بالمعابد..ففي الكثير من الروايات أن البناء المرتفع يحتاج إلى معرفة معمارية غير متوفرة لبدو الجزيرة العربية، و ينسب البناء إلى المصريون(أخوال إسماعيل) و في رواية أخرى اليمنيون....still لا يشبه البناء أي من المعابد المعهودة. النموذج الأول للمعبد الإسلامي هو المسجد النبوي...المسجد النبوي له امتداد هو بيت الرسول و زوجاته، لا أظن الفصل عظيما ما بين الحياة الدنيوية ، و الحياة الدينية للنبي، فالحركة من المسجد إلى حجر الرسول تتم في تناغم و بساطة مطلقة، و كذلك حركة القران بين زوجات النبي و العقيدة و تشريعات الدولة، تجتمع في سور واحدة و تناغم رائع، و ليست قفزات عشوائية من موضوع إلى آخر. دون الخروج من حالة و الدخول في حالة أخرى From spirituality to the material world. لذا كانت المسجد في ذلك الوقت، مسرح للاتفاقات السياسية، و الخطط الحربية، و ملتقى اجتماعي، ما يحدث خارج السور تحمله معك إلى داخل المسجد. و مسرح للاغتيالات السياسية. في فلم الرسالة هناك مشهد لبلال يؤذن بالصلاة في غير وقتها ، لجمع الناس و إعلان قرار الحرب. ثم ماذا؟ السؤال عن النقلة للمساجد من مؤسسة مجتمعية، و (شبه مدنية) إلى دير. و قبل محاولة الإجابة على السؤال( و الذي لا أظن أني أملكها) نتحدث عن بعض المؤشرات في التراث الإسلامي لنشوء حركات الرهبنة في الدين. نبدأ بالصحابة، ربما عرفانا لتاريخ قد مضى ، أو بكاء عليه، يتم إبراز الصحابة كشخصيات أثيرية saintly .يهجمون كمردة على ساحات القتال و عباد بالليل، يمضون مساؤهم حتى صباحهم بكاء رهبة و رغبة، زهاد عن الحياة...و لأن رواية السيرة الدينية هي متعددة و من حقب مختلفة.... تفلت بعض المؤشرات على إنسانيتهم القابلة للخطأ و الإصابة. إن الروايات التي تصور الصحابة as a flock of saints يرفون حول النبي،و يفترقون عنه في صفاء غير عادي، توقع التاريخ الإسلامي في مأزق How? ، و لكن أولا الإفادة لصالح الاسترسال في الحديث: إن الخيار الذي قام به الصحابة، و هو ترك الموروثات و الرابطة الأسرية و القبلية العظيمة (و التي تمثل كل شيء لدى العربي في ذلك الوقت) و المعتقدات الراسخة لأجيال متتابعة من أجل فكرة يحملها رجل، هو خيار صعب حتى يومنا هذا...لهذا رضي الله عنهم و أرضاهم. ما المأزق التاريخي الذي أتحدث عنه، هو اضطرار تاريخ الرواية الإسلامية إلى اختلاق شخصيات تتحمل وزر الأخطاء البشرية. مثال الفتنة و اختلاق شخصية "......" لتحمل وزر الخلاف،بدلا من جعله صراع سياسي اعتيادي ، طبيعي أن يحدث بتوسع رقعة الخلافة، و اختلاف الرؤى و السياسات المصاحبة لمثل هذا التوسع. لماذا كان من الأفضل إبراز المدينة و ما جاورها من مدن منقادة إلى رأي شخصية مجهولة، تم الكشف عنها لا أدري بأي طريقة، و يكون موقف علي بن أبي طالب كـ bystander بينما تحدث فتنة عشوائية(الحقيقة علي كان يعلم(كما يعلم الجميع في ذلك الوقت) أن الصراع سياسي ، و تبعات للسياسات المتبعة في ذلك الوقت...خلاف بين حاكم و رعيته، وفعلا في هذه الحالة يكون تدخل الإمام علي في حدود إرسال ابنيه لمنع وصول الأمر للتصفية الجسدية، و حصره في خلاف عادي) و موقف عثمان (لا أنزع ثوبا سربلينه الله) ، هو موقف صاحب سلطة مدنية منتخبة، لا يتنازل عنها لصالح احترام ذلك الخيار(خيار انتخابه) و ربما الخطأ الوحيد هو أن الفترة الرئاسية لا تنتهي إلا بموت الخليفة، مما لا يعطي الناس أملا في إعادة انتخاب خليفة جديد أو انتظار انتهاء فترة رئاسية. و لم يتم استيعاب الدور الرائد لعمر بن الخطاب للجنة الحل و العقد أو اللجنة الانتخابية للصحابة الست الذين كان يمكن أن يكون لهم الدور في احتواء المشكلة). وسبب الفتنة ليس مرهونا بالخطاب الذي ظن انه أرسل إلى والي مصر بقتل الوالي الجديد (قصة خرافية غير مسبوكة) لأن الخيار الأول من تسليم معاوية و إنهاء المشكل ، انتهى بقتل عثمان في الدار بدلا من البحث عن معاوية و لقصاص منه...قتل عثمان كان خلاف على السياسات و السلطة. الأمر كان واضحا و جليا للمسلمين في ذلك الوقت، لأن الصراع انتقل إلى ساحة أوسع و هو الصراع بين معاوية و علي، صراع مركزين للثقافة الإسلامية المركز الأصل (مكة و المدينة) و المركز الحديث(الشام)...صراع بين أسلوبين حديثين للخلافة، نموذج يحاكي الإمبراطوريات الحديثة المتاخمة للشام، نظام ملكي....و النظام القديم المتبع للخلافة المؤسس على الاختيار أو الاستخلاف و هو نظام أشبه بنوع الحرية السياسية الموجود في قريش، اختيار ممثل للدولة . و فجأة تبرز حجة القتال (مقتل عثمان) و الموجه ليس لعلي و لكن لأهل مكة (جيش علي و مناصروه)، و مع تقلص عدد الصحابة في ذلك الوقت مما يؤدي إلى زيادة تقديسهم كرموز الإسلام الأول، كان لا بد لمعاوية أن يجد معادل لجانبه في المعركة، فبدلا أن يصبح جيش علي في مقابل جيش معاوية، يصبح جيش عثمان في مقابل جيش علي.و قد نجح في استقطاب عدد كبير من المسلمين إلى جانبه(رغم أن الجيش كان يشمل الزبير بن عوام و طلحة بن عبيد الله، لكن اللواء لواء معاوية) و القائمة تطول اغتيال علي على يد أحد الخوارج الذين أرادوا إخماد الفتنة بقتل رؤوسها الثلاث ، نجى منها (صدفة!) معاوية و عمرو بن العاص، و مات على إثرها علي، حاسما بموته أحد أهم صراعات الدولة.....و تاريخنا مليء بالصدف،عم الشيخ حاج الشيخ دارس نهم للتاريخ، كان مصرا أن مقتل عمر هو مؤامرة من مسلمي مكة....قلت له أن أبو لؤلؤة الفارسي هو من قتله، فقال لي" يا ماما أنا بحكي هنا عن تاريخ مش حكايات علي بابا!!!" رحمه الله...و تبدو الرؤيا السابقة لمقتله ، بنقرات الديك الثلاثة(الديك كحامل نبوءة) أشبه بمقولة المسيح لبطرس. عمر بن الخطاب كان بصدد بناء دولة القوانين و لم يتهاون أبدا في قضايا المال العام، و تبدو القضية التي وهب لها نفسه...و قريش كانت مدينة تجارة، و يبرز فيها المراباة، و أول الربا الموضوع عن الناس كان ربا العباس كمثال، إلى أي مدى حذا الناس حذو ذلك المثال في تلك اللحظة لا أحد يعلم، و لا بد أن محاربتها أخذت وقتا..كما سبق و أن ذكرت لم تتحول مكة إلى المدينة الفاضلة بين ليلة و ضحاها. ما علاقة كل هذا بالحديث عن فصل الدين بالحياة، فإنه يبدو أن إقحام التفاسير الدنيوية المنطقية في تفسير مسيرة الدولة الإسلامية، كان غير مقبولا ،فكان الخلفاء كعيسى مات معظمهم مغدورا بهم بتسللات يهودية أو سوداء أو فارسية (شخصيات مضطهدة و مبغضة في الجزيرة العربية، ولنصر حامد أبو زيد حديث في ذلك)...و لم يأتي تلك النزعة التقديسية من فراغ و أعدد عدة أمثلة، 1- تناقص عدد الصحابة، و تقديس من تبقى منهم أو من عاصر جزءا من حياتهم(التابعين) 2- حظر المؤسسة السياسية للتحدث في شئون الدولة، بما في ذلك قمع الجمهور من النهل من مطامح الدين التي تسعى لبناء مجتمع المساواة و محاربة الظلم، لذا كان إغلاق جانب الاجتهاد الديني الحياتي،و التركيز على فقه العبادات و العقيدة، دون أن يحاول أن يربط الفقهاء ما بينها و ما بين أصول الدين، التي لا تقبل فصل الحياة عن الدين( بمعنى كن عابدا زاهدا و دع عنك ما يحدث في الخارج ) حتى فقه المعاملات، فهو مضيق عليه الخناق إلى درجة استجلاب الخير مفضل على درء المفاسد. لذا ما ابتدأ كمحاولة اجتهاد بسيطة تهاون عنها الخلفاء كقضية خلق القران، عندما تحولت إلى صراع قد يهدد من سلطان الدولة تم قمعها. و كما ذكرت من قبل عند تضييق الخناق و حصر الفقهاء فيما إطار ضيف محدود، ينفتح باب الخرافة و الأساطير.و ما يعرف بالإسرائيليات ليست إلا فتح باب للخرافة في داخل النص القرآني، و كذلك قصص السير لدى ابن كثير...الخ 3- نشوء ما يعرف برجال الدين (و يبدو في المقابل أن يكون العامة رجال الدنيا..لاحظ الفصل) و اتساع سلطاتهم، عند استخدامهم كجزء من دعم السلطان السياسي ، رغم أنه في العهد الأول للإسلام لم تكن لهم مثل تلك القداسة، عبد الله بن عباس يمنع من الولاية في عهد عمر خوفا من أن يؤول، و قد فعلها في ولاية علي بن أبي طالب، عندما أخذ خمس بيت المال لنفسه... رغم أني ضد قصف المحرمات، لكن أرى أن منع اللواذ بالحرم هو خطوة متقدمة بعيدا عن الرهبنة (حادثة عبد الله بن الزبير). في الثلاث أسباب أعلاه ما يخرج الدين من دائرة الحياة، أن انتخاب متحدثين عن الدين يعطل العامة عن الخوض فيه...لماذا؟ لفرض دائرة القداسة حوله التي تبعد الدين من كونه جزء حيوي في الحياة. التركيز على الجانب العقدي و العبادات دون ربطه بفقه الدولة والمعاملات يجعلهما على جانبين متقابلين. وضع الأمثلة الدينية(الصحابة والتابعين) هي خانة القديسين بإبعادهم عن الحياة لذا للمسلمين مرجعين في الحياة، مرجع ديني(رجال الديني) و مرجع دنيوي يتصرفون فيه وفق ما يرون....لذا نرى في مجتمعنا أنه مقبول أن يصلي المرتشي، و غرابة أن يصلي شارب الخمر مثلا. لأنه ده دين و ده دنيا. اليوم أبعد جهة عن المشاكل اليومية للناس، هي الجهة الدينية، و صاحبة أضعف تحليل للوضع السياسي هي الجهة الدينية، و أقلها قدرة على التوجيه الاجتماعي هي الجهد الدينية. و الحديث يسوقنا إلى المساجد بافتراض أنها مراكز الثقافة الإسلامية...فإن بنائها المعماري يعبر عن ما فيها تماما، الضخامة، و الانغلاق عن العالم الخارجي. دوما استغرب استغراب الناس عدم نجاح حملات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية و الأمريكية، لأن أولا الربط ما بين الحافز الديني، و أمر سياسي ضعيف(قد يعقل لكنه غير محسوس). ثانيا لأنه لا يوجد شيء اسمه حركة مجتمعية إسلامية، هناك أحزاب سياسية، مراكز قرآنية، لكن لا توجد حركة مجتمعية...أقصد بذلك الآتي: · كم مسجد خصص بداخله trauma centers لقضايا الإدمان أو التشرد أو احتواء ضحايا التعذيب، توجد في أمريكا church societies لمعالجة القضايا الأسرية، أو ضد السائقون المخمورين drunk drivers · ما هو دور المؤسسات الدينية لمخاطبة قضايا الفقر و الحروب( other than charity) · حتى الأعمال الخيرية، على أصغر scale و أتفهها...كم مسجد قربك خاطب قضايا السكن العشوائي، كم مرة رأيت إمام يجول في الأسواق و الطرقات في محاولة لتقصي المشاكل و تحفيز المجتمع؟ None !because they reek with the ancient papal odor أستثني من هذا الحديث، ماولات مستنيرة عديدة، تجعل الحياة بكل محاولات الكمال و الترقي فيها دين دون الإستناد على مرجعيات قديمة، هناك مثال يمتنع مثقفي السودان عن ذكره، لكني أخالفهم فيه و هو مؤسسة عمرو خالد (و لست aعمرو خالد fan) لكن الحق يقال، هي أول المحاولات لخلق حركة مجتمعية إسلامية، و محاولات ربط الدين بالحياة...و أعتقد أن الهجوم المزدوج الذي يجده هو لأنه يهدد المؤسسات الدينية في رعاياها، كما أنه يهدد المؤسسات المدنية في سلطاتها Till another follow up C yuh!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: part deux (Re: Abo Amna)
|
تحياتي يا ميسون تاني
وسوف أبدا من النهاية لأنه تصادف أنني استمع الي عمرو خالد ( ليس بالصدفة ) في صناع الحياة الجزء الثالث.. وبالمناسبة ليس هو الأول في خلق الحركة المجتمعية كما سنري لاحقا. وسوف ابدأ ان لماذا لست (a عمرو خالد fan ) برغم من أنه يحاول عمليا الاجابة علي سؤال تغييب الدين في الحياة من خلال مشروعه صناع الحياة ( وهو كما أري جوهر هذا المقال ) مما يهدد السلطة الدينية الموجودة ( وهي هنا الأزهر بصورة رئيسية الذي يبدو أنه لم يعد يفعل سوي تكرار تجربة محاكم التفتيش في القرون الوسطي) والسلطة المدنية.وبرغم أن ذلك يمكن أن يكون صحيح علي المدي الطويل ( وهو تقويض سلطة الكهانة الاسلامية والتلويح بالحل الاسلامي - الاسلامي). الا أنني أدرك جيدا لماذا لا يمكن ان تكون ميسون النجومي fan لعمرو خالد.فببساطة لأنه لا يقدم معرفة حقيقيةوهو يقدم من خلال محاضراته التي يسعي فيها الي ربط الدين بالحياة ( صناع الحياة 1 و2 و3 وبقية المشروع ) رؤية لا يمكنها في افضل الأحوال الا أن تفضي الي تسطيح الدين والفكر معا.فرؤيته تتناقض تماما مع تحاولين التعرض له هنا من المفهوم ( القدسي المطلق للدين والتاريخ والصحابة ) مما يخلق وعيا زائفا بالتاريخ وبالدين ويقدم (حكايات علي بابا ... دون التعرض لأي حرامي) .
هذه الرؤية لن تسير كما نحلم في اتجاه اعادة الدين الي الحياة ولكنها ستؤدي في النهاية الي عوالم وهمية وحالمة ولم تكن علي الأرض في يوم من الأيام الا في المخيلة التي يحاول أن يصنعها.هذا فيما لم نضيف اليه أيضا الوسط الذي نشأت فيه والتي ما زالت مستمرة فيه بالاضافة الي انه لم ينفلت من مفهوم الحياة والدين لدي المسلمين ) ولكن ما يفعله هو مخاطبة العواطف وليس العقل.وهو ايضا يقود الي تقويض كامل فكرة هذا المقال.فما تتحدثين عنه هنا ليس اعادة الدين الي الحياة في صورة ( كتب المدرسة الابتدائية ) ولكن في صورة معرفة حقيقية ... وبالتالي فهو يعيد سجن التاريخ والدين في القدسية ولا يجتهد كثيرا اذ أنه دائما لا يفضل المواجهة مع أي من السلطتين. فهل سينجح في هذا المشوار ؟؟؟
الاجابة علي هذه الاسئلة تعتمد علي مدي وعيه بهذا الطريق وما لم تكن لديه نية في احداث نقلة حقيقية علي مستوي خطابه ( ان كان يدرك الاتجاه ) فستتمخض المحاولة عن ( نجوميته المطلقة في مخاطبة عواطف مجتمع عاجز لا يجيد سوي الدعاء ) وستبقي الدعوة الي باب قصير للشهرة والمال.هل سمعتي بالفكي .. منو ما عارف كدة .. ( المحايتو ببسي وحواره جكسي ... في السودان ) .
عموما لا اتحدث هنا عن عمرو خالد بقدر ما اتحدث عن محاولة ارجاع الدين الي الحياة من خلال السلوك اليومي الحياتي لا ليؤدي الي ( المدينة الفاضلة التي لم تكن يوما موجودة من خلال كل التاريخ البشري ) ولكن الي ان هنالك دور محدد يمكن ان تلعبه القيم الجوهرية ( عن طريق معرفة حقيقية وليس مجرد أمنيات وأحلام ).
قرأت يوما كتاب لفهمي هويدي يتحدث عن ما يسميه الجدار العقلي الفاصل ما بين ادائنا للطقوس الدينية ومن محاولة ترجمة هذه المعاني السامية ( لعلاقة الانسان بالله ) الي علاقة الفرد بالآخر.وقد تتبع هذا الجدار الفاصل طوال التاريخ الاسلامي وربطه بالقمع والبطش الذي تعرض له الجميع ومن ضمنهم الائمة الأربعة وبالطبع كان المثال الأول الأكثر وضوحا الذي بدأت به الفتنة وانقسام الناس الي ثلاث مواقف لم يهتم في بحثه الا الي الموقف الثالث ( غير المرئي ) وهو موقف المعتزلة الذين فضلوا الفرار بدينهم من الوقوع في هذه الفتنة ويبدأ للتأسيس لهذا الجدار الفاصل.الذي بدأ يزداد سماكة من خلال البطش والترهيب الذي قامت به الخلافة الاسلامية طوال التاريخ للعلماء.مما جعلهم يؤثرون السلامة والانفصال في صوامعهم بعيدا عن شرورها واذاها ولم يعد لهم في الحياة تأثير. ولكن ماذا عن الاسلام المدرسي؟؟؟ الاسلام الذي بدا كحركات مجتمعية ثم تحول الي سياسية واذكر هنا علي رأسه الاخوان المسلمون وماذا تعني تجربتهم بالنسبة لك؟ أليست هي أيضا محاولة لاخراج الدين من المسجد الي الحياة حسنا خرج الدين الي الحياة ولكن لماذا سارت التجربة في ذلك الاتجاه ولم تستطع ارجاع الدين الي الحياة في الاتجاه المفترض ولماذا اصطدمت بالسياسي ولم تواصل كحركة مجتمعية.حسنا انها محاولة لا أري انها تفرق في جوهرها عن محاولات الدعاة الجدد مثل الحبيب الجفري وعمرو خالد ومن معهم جوهريا ويبقي الفيصل في قدرتها علي الصمود. ولكن بالفعل يبقي السؤال لماذا اتجهت الي ذلك الطريق ولم تستطيع اعادة الدين الي الحياة ولماذا فشلت في الاستمرار كحركة اجتماعية تبني المجتمع في البدء في اتجاه اقامة الدولة.
وهنالك حركة اخري قامت بدور جيد في الذهاب الي الناس في أماكنهم وقدمت المشاريع التي دعمت هؤلاء ووفرت لهم الكثير من العون من انشاء المدارس والتعليم وما اليه ومن ثم خلقت من هؤلاء خريجين لدعم هذه المسيرة في محاولة ارجاع الدين الي الحياة كحركة اجتماعية وايجاد حلول للمشاكل الموجودة لكنها اضطرت للذهاب في نفس الاتجاه بل أسوأ من ذلك ودخلت المواجهة الاجتماعية و السياسية للمجتمعات والسلطة السياسية وكل أشكال الطغيان وتمخضت حركة طلاب هذه المدارس في النهاية الي حركة ( طالبان في افغانستان ) ومن ثم تجربة تنظيم القاعدة وكانت النتيجة الحالية مفهومة.
لماذا فشلت تلك المحاولات وما هو الفرق بينها وبين الدعوة الجديدة
مع العلم بأنها لم تبدأ كحركات سياسية بل بدأت كحركات اجتماعية سوف أترك لك محاولة الاجابة علي هذا السؤال.ومن ثم محاولة خلق تصور جديد حول كيف يمكن ان نعيد الدين للحياة. ( لا أظن طريقة عمرو خالد مجدية في هذا الاتجاه ).
فيما أحاول أنا التعرض الي مفهوم آخر وهو محاولة فهم الحياة التي جمعت في الدين ومن ثم أصبحوا يفسرونها وفق الدين وبرغم ما تنطوي عليه هذه المسألة من نقاط خلافية جعلتك تختلفين مع ادونيس في مقولته ان الدين حد من قدرة الانسان علي الابداع ( لم يكن لهذا الخلاف أن يقوم اذا ما جردنا الدين من القدسية ) ولكن طالما هذه القدسية موجودة يبقي ان الانسان هو الذي حد من مقدرته بنفسه لأنه في هذه الحالة لا يمكن الا أن نقول ان الانسان جمع معرفته في الحياة ووضعها في كتب ( التفسير والفهم للدين ومن ثم المذاهب ) وبالتالي أصبح لا يري الحياة الا من خلال تلك المذاهب والتفسيرات التي تجاوزها التاريخ ( ومن ثم جاءت مسألة القياس لاعادة الحياة لها واغلاق باب الاجتهاد ). اذن في كلا الحالتين وفي كلا المفهومين يبدو واضحا ان المسلمين سجنوا انفسهم في التاريخ واصبحوا رهينة للسلف سواء كان الدين أو التفسير ( حسب الاعتقاد ).وطالما أن التاريخ تجاوز يبقي هذا الثنائي خارج دائرة التاريخ الحديث مما يعني الانفصال الكامل ما بينه وما بين عالم الانترنت والأقمار الصناعية والروبوت.وتبعا له المسلمون.في الطريق الي العلمانية الاسلامية!!! لكن من يقول ( البغلة في الابريق ).
حسنا
نقطتي الأخيرة
هو مشروعك الجديد. Community Based Mosques ، كاجمل مشروع أسمع به قريبا. هل تستطيعين أن تري جيدا مسيرة 1424 عام من التاريخ الاسلامي وتراكمات القدسية، والعلمانية الاسلامية علي دور المسجد.
سكران شنو كمان البدخل المسجد ولا حتي الماكل بصل
خلاص كفاية كدة لانو دائما بصل للنقطة دي لا عارف انك كتبتي شنو ولاعارف انو انا كتبت شنو
عشان كدة اجمل حاجة انو دائما كل ما تجي بتكون عندك ( راتب طويل جدا من الاعتذارات للغياب )
أين الطريق؟؟؟وسط هذه الغابة المقدسة
| |
|
|
|
|
|
|
هأنذا على غير المتوقع يا أبو امنة (Re: Maysoon Nigoumi)
|
من غير اعتذارات جيتك طوااالي لكن قبل ما اجيك muhib ما فهمت تماما، لكن اوكي، جميل انو الرسالة وصلت ابو ااااااااااامنة أولا lol على علي بابا الما لاقين حراميهه ليوم الليلة ما حأبدا من فوق أو من تحت، لكن من محل ما يعجبني( و بصراحة كلو عاجبني) نعم أتفق معك أن عمرو خالد لا يقدم معرفة حقيقية ، لكنه unintentially عمل حاجة تانية، فتح بابا ليس هو مستعدا له!!كيف سنرى! أحد المشاكل التي ادركها(لكنها مشكلة أي باحث) هو أنه يخرج من منطلقات يؤمن بها هو شخصيا، أو لا إراديا (خلفية ما) و قد وضحت ذلك أكثر من مرة..الخلفية الثقافة الاسلامية....الدايرة أقوله ليك، انو بعيدا عن هنا في جو tolerant شوية في موقع الفكرة، كنت بناقش عن حمل احتمال لا قدسية اللفظ القراني، أقصد الجدل القديم(ما عارفة حق ياتو جماعة أظن المعتزلة) أيام مشكلة الخلق، أنو الprocess حق اللفظ و النص القراني مر عبر وسيط ناقص هو اللغة البشرية بمحدوديتها، و عدم قدرتها على الإطلاق(رغم المحاولات بحشد المجاز و الإستعارة في القران..و لصق juxtaposition للأفعال المضارعة و الماضية في نفس واحد في محاولة لتخطي محدودية الحركة في الزمن very modernistic isnt it) ثم عبر وسيط اخر (مبلغ) بشري و هو الرسول عليه الصلاة و السلام، أيضا وسيط محدود ، محاولاته للتخطي الزمكاني(و أي محددات أخرى) عبر حوادث كحدث الإسراء و المعراج. ألمهم تكرم الأستاذ ياسر بالرد مشكورا، لكن المسألة ما زالت قيد البحث.. حالة التقديس للأشياء هي محاولة الإعتماد على شيء ثابت و حقيقي dilemma الانسان في حياته و التي من أجلها كانت الفلسفة و العلوم من أجل الوصول إلى نهايات و غايات الأشياء كلها... ما أريد أن أقوله هو أن الدين ليس pedestal تحاول الوصول إليه، بل على العكس هو ملخص التجارب و المحاولات الانسانية الباحثة عن الإجابة، لذا نجد أن الأديان السماوية دوما تأخذ شكل ال_chronicles قصص موسى و عيسى، و الأقوام..إلخ....، المهم استخلاص العبر من الجهود السابقة، تحديد ماهيتها، و أسبابها، و ما أضافته للتجربة الانسانية. لذا يسمى القران بالكتاب الخاتم...أي الجامع(لذا نفهم السرد القصصي، الذي يفوق الأحكام في الكتاب). النبي الخاتم محمد هو عصر إغلاق الرسل، و فتح الباب على مصراعيه لغير الرسل....للناس! حناقش تفاصيل الكلان ده لو سألت منو...هسي خلينا نواصل المهم الدين هو شنو، محاولات ربط البشر بالإطلاق(الله)...لتحقيق حلمهم بالكمال، و الإطلاق...و هذا هاجس الانسان(دايما كنت بسأل الشكلات بتاعت الرسامين زمان بتحقيق الخط المستقيم الكامل ليه؟)، الوصول للغاية للكمال، ان لا يقف أمامه عقبة نحو تحقيق ذلك...(و ده زاتو فيهه كلام) لذا كل محاولات البشر نحو تحقيق ذلك خو الدين، كل المحاولات نحو عدم تحقيق ذلك هو كفر...لذا حد الروح بحجر، ملموس مادي، و عدم تجاوز ذلك هو كفر...حد الجنس من الإطلاق بالاتحاد البشري و إزالة الفوارق الانسانية و حده بإطلاق الشهوات زنا...حد العقل بحالات النسيان و القبوع البشري المحدود (المسكرات) خطيئة....الخ من الأمثلة...عدم إيمان بعدم نهاية الانسان و رفضه لأي عالم سوى العالم المحدود الذي هو فيه، هو نكران اليوم الاخر المطلق...يعد كفرا عشان كدا قلت انو بوذا بمحاولاته لتخطي الجسد ...دين...أبعد من ذلك الإختلراعات العلمية، تخطي أي عقبة(البطء، عدم الكفاءة) هو دين...الأرض الخراب بمحاولاتها نحو الخلودالميثلوجي...دين...الحياة بمفهومها هذا دين الان نخش في عمق ردك.....الحركات الدينية المجتمعية، لاحظ أنا كنت حريصة رد المشكلة للجذور، لأنو حركات الأخوان المسلمين و ما شابه هي نتاج لها و ليست محاولات منفصلة.....حركات الإسلام السياسي بدأت كذلك ، لأنه لم يكن لها خيار سوى ذلك في ذلك الوقت لأنها حركات كانت مقموعة ، لذلك عندما وصلت إلى تغولها السياسي أهملت مشروعها المجتمعي ،سوى بشكل ظاهري، و ليس حقيقي، ليه لأنو السلطة الفامعة(جيش، استخبارات ، شرطة) أصبحت تغني عن التأييد المجتمعي، لذا معظم الدول الدينية دول بوليسية، و دور الجيش فيها أساسي...برضو سؤال، لماذا لم تستغني الدول الاسلامية عن جهات الافتاء، وقت أصلو كلو دين في دين؟ لكن في الأصل هذه الحركات المجتمعية، كانت داخلة في مأزق حشر الحياة في الدين! تبرير الأحداث و تفسير المستقبل، و حكاية الماضي عبر منظار الدين(الجدل هو هل الحياة استمرار للدين، الاحداث متواصلة و إضافات للدين، و لا كلو الحياة الدين، و حلقة مفرغة نحو الدين...ما أشبه الدين بالماركسية!) لذا أصلا مافي حركة مجتمعية دينية بقدر مافي وصف اسلامي لتجمعات ما...مثال مايكروسكوبي....الفنان الإسلامي هو في الموسيقى المداح..و في الفن رسام الخط الإٍسلامي...وفي النحت(إن قبل به) هو ناحت نماذج مسجدية....لكن الفنان العادي المسلم (زي مصطفى سيد أحمد، أو حميد) ما إسلامي...و ليس جزءا من الحركة المجتمعية الإسلامية المزعومة...مثال أبسط لو أنا مطرب ، بعوعي ليل و نهار في أغاني امي و رضاك يا أمي ما حأعتبر مطرب إسلامي، لو ما دخلت في كلامي(و الله ورسوله وصوا بطاعتك)!!!و هذه ال_labelism ظهرت في البنوك الإسلامية، و البصات الإسلامية، و المدارس الإسلامية....رغم أنو البص السواقه مسلم(مثلا ما جبرا) و ملتزم بقواعد السلامة مفروض بديهي يكون بص إسلامي...أهه بديهي دي مافي...لأنو الدين مفصول من الحياة،و الحياة ليست مواصلة للدين. الباب الفتحو عمرو خالد، و الذي قلت هو "خطوة" نحو تحقيق ذلك، و ليس "هو" ذلك ، هو ابعاد الدين بعيدا عن الطقوسية التي أصبحت ضاربة، و أن يكون الشباب مرتاحا فيما يفعله، أن كل ما يفعله(من غير استعمال الدين كمرجعية) هو دين....يعني المهندس الزراعي في مشروع صناع الحياة ليس عليه أن يبحث عن مشاريع الري في القران، أو السنة، أو الخلافات السابقة، ليضيف عليه هالة الدين...فقط قم بعملك كاملا...و أنت زراعي مسلم..و ده مأزق الدكتور مصطفي محمود بدل ما يزيد العالم بإكتشافاته، حصر نفسه في عملية الإثبات بإستخدام النصوص القرانية، و التي من المفترض انها متجاوزة كل ذلك... أرجع برضو لمحمود محمد طه في وصفه الجميل لمسيرة الإنسان بين شريعة و حقيقة، انها لولب، و مش دائرة، قد تتكرر شكل الأشياء أو الاحساس بها، لكنهاليست في حلقة مفرغة، بل نحو تطور في الحياة، هاهنا مواصلة للحياة، و ليس قتلها في دوائر مفرغة. بالنسبة للمساجد...مش بيقولوا في رهبة في المساجد...ليست الرهبة الروحية، لكنها رهبة خرق قوانين المسجد...يعني أنا لما أمشي مسجد لازم أعرف ده مسجد الصلاة بالشرابات، و لا البيخليك تصلي حفيان؟ ده مسجد لصيق الكرعين،و لا البيخليك على راحتك....المرأة عندما تدخل مسجد لأول مرة، بتكون خايفة من معماره، ده المسجد النسوانو بيصلو فوق ، و لا ورا، و لا تحت؟ تفتكر لو يوم طلع إمام في المسجد و اتحدث عن مشكلة العطالة، و الطريق لحلها...هل سيعتبر الناس صلاة جمعتهم مقبولة و كاملة؟ الخطوة نحو ربط الحياة بالدين بعيييدة و طويييلة...و أول من يجي أن يسعى إليها هو من يعتبر نفسه ليس جزءا منها...لماذا نجد مطربين مبدعين، بثوا شكاوي الناس، و واسوهم(ان شاء الله في شواكيشهم...مش فرجوا كربة) يقررون التوبة، و العودة للدين، و التزام البيت و الحج، أو المديح...كأنوا كل الفات ده كفر ولا.....ما دين! رحم الله مصطفى سيد أحمد مات شهيدا دوما كنت أقول هناك حكمة من بدء القران بإقرأ...رغم ان الله يعلم أن النبي أمي..و إقرأ ليست الوحيدة المناسبة لكلمة بإسم ربك الذي خلق...لكن مش في اللوح المحفوظ؟ مش هو سر الكون و الإطلاق...الان بعد التجارب البشرية الكثيفة...إقرأ طريق الكمال..لذا أقول القران فتح الباب على مصراعيه، و ليس قفل الباب أمام الجديد( يا اخوانا عشان كدي في قول في كل بدعة ضلالة...لا بد من مراجعة هذا الحديث و نسبته للنبي) الشيء الثاني ما الحكمة من عودة المسيح(في ناس بيقولوا عندو حاجة ما تماها) المسيح المخلص...هو تخليص البشر من المحدودية نحو الإطلاق..ليس بالضرورة عودة عيسى....لكن عودة الانسان المطلق بشروط كاملة البشرية...دون منحة الهية سوى بركاته و لطفه..و هذا ما يريده الرب "الكدح" من أجل الملاقاة...من أجل ذلك ادم مردود ليكدح للوصول (مش على الجاهز) و من أجل ذلك بابل مردودة (لازم تكدح عبر الاختلاف لتحقيق كمال التوحد) و من أجل ذلك عيسى مردود....و من أجل ذلك كان محمد بلا معجزات سوى بشريته في محاولة تخطي المحدود شكرا يا أبو امنة..جد جد ، لأنو يا دوب بديت أنظر لما كنت أحاول أن أقوله بصورة كاملة...و مستعدة لردودك...و التي ما هي ، بأسئلتها و تفحصها، و ردها للتناقضات سوى إكمال للمقال...و كذلك كلكم جميعا أبو امنة دي لحظة صفاء ، نادرة ما بتسمع كلام مني عنك زي ده بالساهل lol لأني فقرية.....تصبح على خير أنا زاتي ماشة أنوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هأنذا على غير المتوقع يا أبو امنة (Re: Maysoon Nigoumi)
|
ميسون سلام
رغم تحذيرك بعدم قراءة ما تكتبين لافتقاده للمنهجية والترتيب إلا انني وجدته ممتعاً و رغم اختلافى معاك في فهم العلمانية الانطلقتي منو لكن خليني أشير الى دور الصوفية والمتصوفة وقيامهم بجهود عظيمة في تعزيز فكرتك عن اعادة الدين للحياة .. مش شي غريب انه التصوف الي هو دين الخاصة يكون اقرب للعامة وملتصق بيهم اكتر من المؤسسات الدينية الرسمية اقصد المساجد ومراكز القرانية الخلوة رغم انه اسمها الخلوة لكنها كانت هي الأقرب معمارياً للكعبة واقرب ليها في طرح مفاهيم المساواة والبساطة القالتها سلوى سعيد .. الخلوة وحوش المسيد هو المكان البياوي عابر السبيل وطالب العلم وطالبي الهداية والفقير هو اليتملو فيهو الرجال يزكروا النسوان يزغردن دا لو ما زكرن ( شفتهن بي عيني دي وسط الحلقة يذكرن ) ، وهم برضو البتقبلوا السكران والحرامي بكل اريحية تديهم الفرصة لاعادة الاندماج في المجتمع عشان كدا تلقي المداح دايماً بذكروا دا عن السادة الصوفية ناس صلحوا الفٌساد وصلحوا السرقوا وكدا ، والغريب انه الزهد في الدنيا ام بنايناً قش دي من ركائز التصوف التقليدي لكن تلقى كتير من شيوخ المتصوفة هم البدفعوا الناس للحياة والعمل والتعليم والزواج مثلاً شوفي كلام الشيخ فرح ود تكتوك عن يد البدري البتزرع بدري ، وشوفي قصته التانية لما دس الزول في القش يعني زول ملتحم بالحياة مش في صومعة او خلوة كان وسط الحواشات ولا البلدات ، لاحظي مثلاً دور الشيخ الحنين في روايات الطيب صالح وقارنيها بالامام ، شوفي كيف نصر الله ود حبيب اقرب للناس وما يشغلهم لحد انه تتوسل بيه حواء بت العريبي عشان معشوقها يحن عليها ، ودا زيو في الواقع السوداني كتير
واحترامات كتيرة يا ميسون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجندرية، أمر مهم (Re: الجندرية)
|
يبدو أني حقا أغقلت دور المسسة الصوفية، و المسيد في مقابل المساجد السنية.....لكن لا اختلاف، أتفق أن في الممارسة، الطرق لصوفية كانت نموذج للحركة المجتمعية السودانية بأثرها على المجتمع، لكن أختلف في المنهج المتبع لذلك...فالدنيا الزائلة، و الدنيا الماكرة..و شيخ الطريقة كمفسر الغيب الذي لا يناقس فيما يقوله من قبل حواره و الكل له حوار في هذه الحال...لذا كان طبيعي الصمت المتامر من قبل الحركة الصوفية في السودان تجاه اعدام الاستاذ محمود محمد طه...و أذكر ان منهج الأستاذ مرفوض من معظم الصوفية بأنه تحدث بما لا ينبغي التحدث فيه، فحصر الصوفية في دائرة صغيرة من الدخول access لجوهرها هو دور موازي لرجال الدين من الفقهاء، لكن بشكل أكثر لطفا و رحمة، لكنه يفرق تماما ما بين الدين و مسيرته في الحياة....لذا لم يكن التقارب بين الحركات الصوفية و الحركات الإسلامية في الاونة الأخيرة ات من فراغ...و كذلك بعد حركة التصوف عن نبض الشارع، و حصر أتباعه في دور انعزالي عن الدنيا و ملذاتها....نجد تأخر دور الصوفية في التعامل مع هجمة فقهاء الأزهر ابان العهد التركي، و بروز التيار المهدوي عنها...لا أريد فرض دورا على مؤسسة التصوف ليست معنية به، لكن الحالات المذكورة هي حالات اللطف العام من أصحاب الطريقة تجاه المريدين. لكن أؤيد إلى درجة عالية ابراز دور المرأة في تلك المؤسسة، و احتوائها Positive role. ان ضعف استجابة المؤسسات الصوفية للمتغيرات العامة و الأوضاع المتقلبة، و بعدها عن هموم المواطن الاجتماعية العامة، نابع من المنهجية الفاصلة ما بين الدين و الحياة...لأذا اعتماد الميتافيزيق، و الغيب له دور كبير في هذه المؤسسة... و يتساءل المرء في تمعنه لسيناريوهات ما بعد السلام، و الخلل الامني الذي قد ينفلت...ما دور هذه المؤسسات الصوفية في امتصاص حالة الفوضى التي قد تنتاب الناس..., و إلى أي حد ساهمت انحسار المؤسسة الصوفية في تمدد التيار الأصولي المتشدد؟ و حديث هام حول ظهور بعض المفاهيم المتشددة و الاصولية داخل المنظومة الصوفية. يمكن تسمية محمود محمد طه كمجدد في المؤسسة الصوفية، و ذلك بجر الغيب، و الكشف و الترقي من الدوائر الخاصة، إلى ممارسة يومية و رياضة روحية، و أن تكون مرتبة الولاية و الكشف مستهدفة من قبل العامة...جر الدين إلى ساحة الحياة رائع جدا مثال الشيخ فرح ود دكتوك....و الحقيقة ذكره يأتي خصما على المؤسسة الصوفية في وقت المملكة السنارية...لأنه كان عاملا و هو منافي لطبيعة المتصوف المتفرغ للتأمل...ثم أن الولاية فيه غير مستخلفة، ثم نقله مقدسات النصوص و المسلمات إلى تقديس الانسان، و التركيز على حياته....مثال لذلك قصة سمحة لا تهم صحتها بقدر ما تهم دلالتها و هي أن الشيخ فرح كان يتجول مع تلامذته (حواره) في طرقات المدينة في نهار رمضان، و راه أحد الأعراب(عربي) فجرى و حلب له من ناقته العزيزة لديه(و العرب لا يحلبون ناقتهم الخاصة المعززة، إلا لذي المكانة الخاصة جدا) و جاء بالكورة للشيخ فرح، فأخذها عنه، و صاح فيه تلامذته (رمضان يا شيخنا) فتصامم عن ندائهم، و شرب اللبن، ثم التفت إليهم و قال "كلو كسر بينجبر، إلا كسر الخاطر ما بينجبر)...لأنو ما أظن الاعرابي كان حبفهم رفض الشيخ للبنه المحلوب خصيصا....المخم المثال يوضح منهج الشيخ فرح، و هو جعل الدين جزءا من الحياة، تتماهى فيه و لا تنفصل عنه..فالدين لا يستعدي الانسان أو الحياة...كذلك الأعرابي الذي لم يكن ليفهم الصوم عن لبنه العزيز!!!! و احتراماتي أنا ايضا لهذه الإضافة المضيئة و حديثي عن الخلل المنهجي ليس تواضعا مني، بل تنبيه إلى التناقضات، و الإسهاب الذي يقع فيه مقالي....و أسعى إلى تجاوزه ، برمي الكرة على حائط البورد، و تلقي الكرة، و رميها ثانية...حتى ينتظم سير المنهج و سلامات يا جندرية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجندرية، أمر مهم (Re: Maysoon Nigoumi)
|
الاخت الكريمة/ميسون لك المحبة لم اري هذا البوست إلا الآن واستمتعت حقيقةبالاطلاع علي رؤية علمانية للاديان كانت مبحث جدل مستمر بين فريقين ، وعلي مستوي آخر سأستمتع بأن أكون طرف نقاش طرفه الآخرأخت علمانية مستنيرة حقيقة في البدء خيل إلي أن الموضوع يحوم حول تخوم العمارة عبرالتاريخ الديني عموماالاسلامي تركيزا لدلالات انعتاق الدنيوي من ربقة ورفقة الديني... إلا أنه رويدا رويدا بدأ يتعمم مرورا من وظيفة الشكل ، إلي تأثير الفكرة عبر النماذج ، فثنائية الحياة والدين ، ثم الكنيسة والمجتمع ولاحقا صراعات الصحابة.... أما بخصوص تأثر الكنيسة بالفن المعماري الروماني فذلك لأن أوضح طراز للتعبير الرمزي الذي تخلده حضارة في أخري هي فنون الشكل البناءة ( ولا زالت الآثار الثقافية للإنجليز تتوفر أيضا في ما خلفوه من أبنية قائمة حتي اليوم لتقلد نمطهارصيفاتها السودانية الاقل جودة كتعبير عن تداول مفيد لمنتوج حضاري ) وحدود الفن هي حدود تاريخية أكثر منها تقنية أو روحية لانه مركب عضوي أكثر منه منهاجا ، ورغم تعدد الآلهة عند الرومان لكن الغريزة الرومانية كانت مثلها مثل اليونانية ترفض الاصنام فكانتا متشابهتان، بل كانتا معا تبجلان آلهة المصريين والفينيقيين وهذا هو المعني الكامن وراء تكريس المذابح في الهياكل( للإله الذي يجهلونه) واحترامها لهذا الاله بإشتراعها لقانون( الابتهال العام) ورغم إنتقال الاشكال إلا أنه كانت لكلمة الله منذذاك سواءا تحت قباب الكاتدرائيات الغوطية أو داخل أرومة مولبرون وكنيسة القديس جالين أوبازليكات سوريا ومعابد روما الجمهورية معان مختلفة... أما شكل البناء الكنسي بإنغلاقه المعهود علي عكس المسجد والزاوية والخلوة بل وبروش الشوارع ومصليات المصالح والمطاعم والصلاة بين الشوطين في دور الرياضة توضح أن هنالك فرق وظيفي بدهي هذا وذاك ، هنا وهناك يجذره الفرق بين روح المسيحية الاولي (اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ، علي عكس النزعة الاسلامية التي سأتعرض لها بالتفصيل في مداخلاتي ، لكن قبل ذلك أحب أن أشير بخصوص الكعبةإلي أنه للرسول صلى الله عليه وسلم- حديث صحيح يأكِّد على أن الكعبة المشرفة هي أول بيت بُني في هذه الأرض على الإطلاق، يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "كانت الكعبة خُشعةً على الماء فدُحيت الأرض من حولها" والخشعة هي الأكمة الصغيرة.. وهنالك عالم مصري كبير هو الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين عليه رحمة الله أثبت توسط مكة لليابسة، وأثبت أيضاً أن خط طول مكة هو خط الطول الوحيد الذي لا يوجد عنده انحراف مغناطيسي يمكن الخط الذي يقابله في الناحية الثانية أغلبه في المحيط وقد توجد بعض المدن في أميركا الشمالية يعني على استمرارية خط طول مكة المكرمة لها نفس الصفة. أيضا نجد أن أركان الكعبة المشرفة الاربعة تقع في الاتجاهات الأصلية تماماًالركن اليماني في الجنوب تماماً، الركن الشامي في الشمال تماماً، الركن المصري في الغرب تماماً، ركن الحجر الأسود في الشرق تماماً، وهذه آية من آيات الله سبحانه وتعالى(فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ) وقبل أن تبنى المباني العالية في مكة المكرمة كانت لحظة الإشراق الأولى تسطع على الحجر الأسود.. أما عن تعميم الوصف لكل الاديان بإنفصال الروحي(الديني) عن المادي (الحياتي) فهذا تبني لرؤية لا أتفق معها علي الإطلاق ولي مبرراتي ،فقضية العلمانية قضية زائفة في العالم الاسلامي لأنها تعبر عن حاجات بمضامين غير متطابقة مع تلك الحاجات و هذا اللفظ المعرب ينتمي بكامله إلي الحضارة الغربية ورغم أننا سنتناول الاستعمال الشائع له في نقدنا اللاحق إلا ان له إستعمالات قديمة لسنا بصددها تقترن بالعروض والالعاب والقصائد في روما القديمة.....سأواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجندرية، أمر مهم (Re: Amani Alsunni)
|
الاخت الكريمة /ميسون كما ذكرت بأن قضية العلمانية ،قضية زائفة في مجتمعاتناحيث أن مساحات الاجتهاد متوفرة في ما يخص شكل الدولة داخل حرم المرجعية النصية ، بل أصدق منها مسائل مثل طرح إشكالية الديمقراطية ، حقوق الاقليات لا سيما في حالات اللاتوازن السياسي التي تمر بها بلادنا الآن وإستعصاءات ما بعد الحداثة القولبية وهي حاجات ومطالب مشروعة ومعقولة وضرورية، ولا يمكن أن تنسجم العلمانية في نسق حياتنا اليومية، وبما أن المشكلة الاساسية عند العلمانيين هي شكل الدولة ، فإذن لابد من التعامل معها بشئ من ا لوضوح والبساطة التي لا تخرج به عن نطاقه ، فقد كانت العلمانية في الغرب هي الحل الوحيدلتقدم شعوبه بعد أن سيطرت الكنيسة علي الدولة ونشأ الصراع بين البابوات في روماوبين الاباطرة والملوك في الدول الاوروبية، كان النصر بادئ ذي بدء للبابوات قبل أن يعاود الملوك الكرة فينتصروا منذ الثورة الفرنسية (أشنقوا آخر ملك بإمعاء آخر قسيس) وهكذا فصلوا بين الاثنين الكنيسة لشؤون الدين والدولة لشئون الدنيا، وكان دائما لفظ العلمانية يأخذ دلالته من معجم المصطلح الغربي في نفس الوقت الذي يأخذ دلالته فيها من تشكل حضاري يضم عدة تشكيلات فرعية ، فهنالك التشكل الفرنسي (الكاثوليكي) والانجليزي والالماني(البروتستانتي) وكل تشكيل كان قد عرف المصطلح بطريقة مختلفة من خلال تجربته الخاصة ،حيث خاضت هذه التشكيلات الحضارية تحولات مختلفة وتزايدت فيها معدلات العلمنة واختلفت المواقف من العلمنة بإختلاف المرحلة التاريخية وأختلاف الجماعة التي تقوم بالتعريف.... لكن مع إنتقال المصطلح لعالمنا الاسلامي فإن المجال الدلالي المضطرب للكلمة إزداد إضطرابا وإختلالا بسبب إختلاف المنظور والدلالات ، وقد نعود للتفصيل لاحقا( أي دلالات الكلمة) المهم أن القاسم المشترك بين كل الدلالات هو ربطها بهذه الدنيا وهذا الزمان(الآن وهنا) ولا يشغل نفسه بأي أبعاد أخري ولو لم ينكرها(كما فعلت الاخت ميسون بإعلان إعترافها وإحترامها للدين ولكن في مجاله الروحي وليس الحياتي والدنيوي الزمني)........وسأواصل
| |
|
|
|
|
|
|
حظوظ (Re: Maysoon Nigoumi)
|
حقيقة لا مجاملة، أظنني أكثر الكاتبين حظا في هذا البورد، لأني أحصل على أكثر المشاركات و الكتابات المتألقة في البورد. أنتظر مواصلتك بإهتمام... لكن بالنسبة لمفهوم العلمانية عندي، فأنا لم أضع له أي مفهوم،و لم أذكر تأييدي أو رفضي له...و العنوان هو توصيف لحالة المساجد الان التي تصر على فصل الحياتي عن الروحي. و ها هنا اختلافي أن العبارة "الإسلام :دين.....و دولة" بدأ بفصل الدين عن الدولة، و واو العطف جمعت بين منفصلين....و ما كنت أنبه إليه أن عملك في الدنيا و اجتهادك دين...أن الممارسة الحياتية دين...و المثال الذي سقته رائع عن الصلاة خارج المساجد، هنا لا فصل للروحي و المادي، الدنيوي و الديني، لأنه لا يرى الانفصال بينهما. معليش هنا في تخريمة بسيطة....أعرف أن الربط المعماري قد يبدو للبعض irrelevant لكن نظريات الفن الحديث تنظر لغير ذلك....البناء الكنسي الذي هو مأخوذ عن الباسيليكا، و هو بناء روماني مدني (لأن المعابد الرومانية الدينية هي مطابقة لليونانية) ، كيف؟ النقلة من الغلظة الأولية للدين، نحو النظريات الروحية، و الحركة الموناستية، monasticism التي بدأت تتحلل عن الدنيوي، أنتجت الكنائس التي تبرز الخفة الروحية، و تم استغلالها عبر ما أصبح سمة في الكنائس الأوروبية، عبر الواجهات الزجاجية الملونه العظيمة، و التقليل من الأعمدة الضخمة، و ثم النقلة في عهد الكنائس الإيطالية التي كانت المنحوتات فيها أكثر ادمية، و تصغيرا، و اللوح التي تظهر ألأم المسيح و موته و هي لوحة الصلب لسيمباو Crucifiw by cimbau بدلا من تلك التي تظهر في حالة من المجد الاإلهي غير متأثر بجروحة، هذه النقلة كانت نتيجة لظهور مواعظ و كتابات سانت فرانسيس الزاهد الذي اكتسب أتباعا كثر بتركيزه على الجانب الانساني لا الإلهي في المسيح. المهم..في الحديث عن العلمانية في أوروبا....النورة ضد الكنائس الأوروبية في ذلك الوقت أنهت سلطتها السياسية و ليس الروحية، لأنها ظلت تحمل بصمات بارزة في التاريخ الأوروبي، في أشكال و تخريجات متعددة، وعندما ذاكرت حركات التحرير اللاهوتي في لاتين أميريكا، كانت مواكبة لحركات التحرر الثوري فيها. البحث عن مرجعية في القران مثلا (نصية) هو نابع من وضع افتراض أن الدنيا عن مفصولة عن الدين، و تحتاج إلى رابط بينها...إن المشرع الذي يسعى للتحقيق أعلى قيم للمساواة، و العدالة في المجتمع، دون ظلم، أو غمط لحق أحد، هو مشرع ديني دون الرجوع إلى أي نص ديني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حظوظ (Re: Maysoon Nigoumi)
|
تحياتي يا ميسون نجومي
من الواضح أن هنالك اشكالية بخصوص هذه الرؤية المتعلقة بدور العبادة وما تعبر عنه علي الاقل بالنسبة لي وهي المتمثلة في محاولة فهم هذه المباني وفلسفتها من خلال الأديان كمحدد رئيسي بل وفي بعض الأحيان كمحدد أوحد وهي ارؤية التي ذهب اليها البعض من خلال هذا الموضوع وربما الاشكالية هي فن يتم التعامل مع هذا الموضوع ليس في اطار الفهم المشترك والبحث ولكن في اطار اثبات ونفي.
والسؤال اذا ما استثنينا الأديان هل كان شكل البناء ليختلف كثيرا مع العلم بان هنالك الكثير من المباني الجامعة والتي لا علاقة لها بالطقوس الدينية وليس شرطا ان تقوم بايعاز من المفاهيم الدينية ولكنها لا تختلف عن نمط دور العبادة لنفس الحضارة او المجموعة البشرية. وبهذا يقفز السؤال متجاوزا الدين لطرح نفسه مرة أخري في مواجهة بقية الوحدات المعمارية التي تشكل عمارة خاصة بحضارة محددة في وقت محدد.
هل المباني هي تعبير ديني حتي ولو كانت دورا للعبادة أو مدرسة أو مستشفي.اذا ما نظرنا الي الأمر بهذه الصورة يمكننا أن نفهم جيدا ماذا تعني فلسفة العمارة لدي كل حضارة وهنا يمكنني استدعاء المقولات العامة التي لا تحتاج الي تقصي اكاديمي لتلمس مميزات كل حضارة او مجموعة بشرية متجسدة في عمارتها المتميزة والمختلفة.
لنبدأ بالعصر الفرعوني والذي تميز بفلسفة الخلود واعتبار الموت مرحلة انتقالية بين حياتين الثانية فيهما هي الأبدية ( ما أشبه الليلة بالبارحة ).فجاءت العمارة المصرية القديمة لتقيم المعابد المقدسة ووضعت فيها التماثيل المعبرة عظمة من تمثلهم وخلودهم ويجيء التحنيط وبناء المقابر لحفظهم مع كنوزهم الي حين العودة مرة أخري للحياة الأبدية. ولم تكن كتاباتهم سوي مجموعة رموز.
أما عمارة الإغريق التي ازدهرت تقريبا في عهد بركليز 444-429 ق.م فقد تميزت بتتبع الجمال الكامل والعمل على توطيده ووضع النظريات الفلسفية للقيم الجمالية ومحاولات الغوص في أعماق النفس البشرية للوصول إلى مواطن السمو الروحي والتسامي، والعمارة الإغريقية تجسيد مادي للقيم الجمالية وتطبيق لنظرياته الفلسفية، فيقف الإنسان أمامها مبهورا مستمتعا ومتأملاً.
أما الرومانية فتميز بإشباع الغرائز الإنسانية، من ميل إلى الفخامة والأبهة والعظمة، فتجسدت في عمارة المباني العامة والقصور والحمامات، كما تميز بالاستجابة إلى الغرائز الدموية فعرفت حلبات المصارعة التي يتصارع فيها الإنسان بوحشية مع الإنسان أو مع الحيوانات المفترسة.
اما اذا ما جئنا للعمارة الاسلامية فهي في الغالب تشبه الي حد ما عناصر مادية معمارية تتلاءم في تشكيلها مع جوهر ومضمون التكافل الاجتماعي فهي مبان وجدت لاستيفاء أغراض وظيفية هدفها خدمة المجتمع وتقديم العون له في الكثير من الأحيان. كما أن منها ما يدل على مكانة العلم في المجتمع الإسلامي القديم ومدى احترامه للعلم والعلماء، وأيضاً منها الكثير الذي يربط بين النشاط الديني والأنشطة الأخرى: العلاجية أو التجارية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الدفاعية. ومن المباني التي أنشئت بهدف تقديم العون وخدمة المجتمع: الخانقاه، والتكية، والحمام العام، والبيمارستان، والمدرسة
ويعد السبيل مصطلح للوحدة المعمارية التي توفر مياه الشرب بعضها للناس المارة والأسبلة من الناحية المعمارية مهما اختلفت في الطراز والشكل فان تكوينها كان واحداً في خدمة وظيفتها، فالسبيل يتكون من ثلاث طوابق:الأول في تخوم الأرض وهو الصهريج الذي يملأ بماء النهر أو المصدر، كالنيل مثلاً، والثاني أرضه أعلى من مستوى الشارع بقليل ويمثل حجرة التسبيل ولها شبابيك للتسبيل بأسفلها من الداخل توجد أحواض تملأ بالماء العذب من الصهريج، والثالث أو الطابق العلوي فكان يخصص إما (للمزملاتي ) وهو الشخص المسئول عن التسبيل, أو كان غالبا قاعة لتعليم الأيتام الذين هم دون البلوغ، وقد أطلق لفظ مكتب تعليم الصبيان على تلك المكاتب الملحقة بالأسبلة أو العمائر الدينية بشكل عام في العصر المملوكي، والتي عرفت فيما بعد بالكتّاب.
الخانقاه (الخانكاة): كلمة فارسية مركبة من (خان) أي مكان و(كاه) أي ضآلة وضعف ومعناها بيت أو دار للتعبد والاستغفار أو المكان الذي يشعر فيه الإنسان بضآلته أمام الخالق .وأطلقت في بادئ الأمر على المنشآت الدينية المخصصة لانقطاع الصوفية * بغرض العبادة وممارسة وظيفة التصوف وتدرس بالخانقاه العلوم الدينية كالحديث والشريعة والفقه والتفسير من وجهة نظر المذاهب السنية الأربعة رغبة في نشر الفكر السني.
التكية: كلمة تركية مرادفة للخانقاه، والتكية من المنشآت الدينية التي ظهرت في العصر العثماني لتحل محل الخانقوات باعتبارها مزيجاً من الاثنين وكانت تستخدم في إيواء وإطعام الدراويش وأبناء السبيل والفقراء. الرباط: هو بناء عسكري ديني محصن ومع زوال خطر الحروب أصبح الرباط مأوى للمنصرفين إلى ذكر الله المتعيشين على نفقة السلطان، وكذلك لأبناء السبيل باعتبار أن المقيم في الرباط قائم على طاعة الله يدفع بدعائه البلاء عن العباد والبلاد, وتتشابه الرباطات في تكوينها فكانت ذات مسقط مستطيل، مسورة ومزودة بأبراج ركنية وضلعية، لها مدخل واحد، كما احتوت على مصلاه ذات محراب وحجرات وميضآت ( جمع ميضأة، وهي مكان الوضوء)، وقد اتسمت بالرصانة و القوة والتقشف فغلب عليها الطابع العسكري.
الزاوية: ليس لها مئذنة ولا منبر ولكنها تضم مكان الوضوء، وأحيانا ضريح مؤسسها وتقام فيها الصلوات الخمس، ويخصص لبعض الزوايا طبيب وجراح وكحال لعلاج المرضى من الصوفية.
الحمام العام: من الأبنية العامة التي تميزت بها الحضارة العربية الإسلامية منذ أيام الفتح الأولى. البيمارستان -المارستان: لفظ فارسي مركب من (بيمار) أي مريض، و(ستان) بمعنى محل, أي دار المرضى. وهو مستشفى عام لمعالجة كافة الأمراض، وقد عرف في مصر منذ العهد الأموي وفي عصر المماليك، وقد عني حكام مصر بشكل عام في العصور الوسطى برعاية المرضى من المسلمين وضمان العلاج لهم فحرصوا على إنشاء البيمارستان وتوفير الأطباء تمشياً مع تعاليم الإسلام من إعانة المريض والعناية به عند الحاجةوكان يلحق بالبيمارستان مدرسة للطب، وجرت العادة في أواخر العصور الوسطى أن يعين رئيس الأطباء بتوقيع من سلطان المماليك نفسه. المدرسة: وحدة معمارية مستقلة أحياناً، وملحقة بمسجد أو منشأة أخرى أحياناً, وهي الموضع الذي يدرس ويقرأ فيه العلم والكتاب. وجاء ظهور المدرسة متأخراً عن المسجد، وارتبط بالخلاف بين السنة والشيعة, وقامت لتدريس المذاهب السنية الأربعة.
اذن نحن هنا أمام وحدات معمارية تتخطي الدين وتتجاوز قيمه الي قيم المجتمع التي يمثل الدين جزءا منها وربما يتعارض او لا يتعارض مع الأخري ولكنه بصورة عامة في المجتمعات التي تقبلت الأديان ( السماوية ) لا يتعارض في أغلب الاحيان اذ انه يعبر عن روح هذه الثقافة التي يمثل الدين جزءا اصيلا من سلوكها.
وما اود الوصول اليه من هنا هو ان العمارة هي تعبير عن مفاهيم وفلسفة ثقافة محددة وليس مرتبطة بدين كعامل أساسي معين يتضح ذلك جليا من تعدد أنواع العمارة في الحضارة الواحدة حتي ولو كانت هنالك روح محددة الا ان العمارة تعكس الثقافة الكلية.
واذا ما أخذنا الثقافة العربية الاسلامية ومن خلال ما عرضه للفلسفة التي تحاول العمارة تجسيدها نجد الكرم كقيمة جوهرية كان موجودا ومعروفا في القبائل العربية حتي مجيئ الاسلام ( حسب محتويات كتب التاريخ العربي ) وفي حال عدم وجود الاسلام لن تختلف العمارة العربية جوهريا عن تلك التي تم اضافة روح الاسلام اليها.ولكن ربما يأتي الارتباط باعتبار ان الاديان السماوية لها صوت عالي في المجتمعات.
ثم ماذا عن اليهودية: ومبنى المعبد على أي حال يكون مستطيلاً غالباً أو مربعاً، وفي الجهة التي تكون مواجهة لبيت المقدس تكون الطاقة التي تحفظ فيها أوراق التوراة.( ربما يتفق مع رمبني آخر ).
يتبـــــع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حظوظ (Re: 7abib_alkul)
|
شكرا حبيب الكل علي هذا الموقع وهو بالفعل يحتوي علي مادة قيمة.
*---------
اذن المسالة هي مرتبطة بالثقافة ككل والتي يمثل الدين جزءا منها قد يكون في بعض فترات التاريخ عاملا بارزا في حركة هذه الثقافة ولكن في اللحظات التاريخية التي تليه قد لا يكون بذي تأثير وهكذا يمكن أن ندخل في بعض الاشكالات. يقول الكاتب المعماري الأمريكي (البرت بوش- بروان) "أن الفن المحلي هو عبارة عن مسلمات جمالية ارتضاها المجتمع لنفسه, فأوجد مفردات خاصة به تنبع من متطلباته و تعبر عن احتياجاته ضمن قدراته المالية", أو يمكننا القول بعبارة أخرى أن المجتمع كان يعي مفهوماً جمالياً نابع منه و يتناسب معه, مع إتاحة الفرصة للتجديد و الإبداع بما يتوافق مع الهيئة العامة و يتواصل معها.
وما اود ذكره ان الدين لا يعتبر في حد ذاته ثقافة بمعني عند الحديث عن الثقافة الاسلامية فان المصطلح هنا يعني به المعرفة والاطلاع علي العلوم الاسلامية ولكن حين نربط هذه الكلمة بمجموع بشري في منطقة جغرافية محددة له تاريخ مشترك ولغة وقيم وسلوك ومفاهيم مشتركة تشكل كلها مجتمعة اضافة الي الدين ما نطلق عليه مفهوم الثقافة وهو الذي يتم تجسيده من خلال المعمار والا فان هنالك حضارات لا علاقة لها باي دين سماوي ولكن لديها معمارها المميز.ولذلك أيضا تختلف العمارة الفارسية والعربية والتركية برغم الروح الواحدة.وتختلف الاغريقية في طرازاتها الثلاث الدوري والأيوني والكورنثي. اضافة الي ان الدين منفصلا عن اي مجموع بشري لا معني له.
وفق هذه الرؤية يمكننا أن ننتقل الي الجزء الثاني المتعلق بوظيفة الدين في الحياة وعلاقته بالانسان والثقافة خلال التاريخ والمسالة التي لا زالت معلقة ما بين الدولة الدينية والدولة العلمانية. ويجب ان انبهك الي ان هنالك بعض الاشكالات التي وجدت من خلال هذ المقال بسبب أن مسالة الحركة المجتمعية ليست واضحة المعالم ومحددة وقاطعة منذ البدء وهذا ما سوف يخلق نوع من التعارض او علي الاقل نوع من التداخل ما بين الرؤي المختلفة من خلال هذا الموضوع.
يبدو أن هنالك بعض الخلط علي الأقل في مفهومي لهذه الحركة الاجتماعية التي تتحدثين عنها فمن جانب تبدو اعمق كثيرا من مجرد مدارس فكرية جديدة او حركة لخدمة المجتمع او تنظيم سياسي او حتي حركة مثل الصوفية أو فلسفة مثل الماركسية.
وبالنسبة لي اذا ما قررنا الذهاب الي أبعد من ذلك فاننا في الحقيقة لا نبحث الا عن دين جديد يوازي ذلك العمق الذي تتحدثين عنه فالحركة الاجتماعية التي يمكنها اعادة صياغة الانسان مرة اخري وفق مفاهيما المتجددة.
فهل هذا هو المطلوب: دين جديد؟؟؟ لقد اغلقت ابواب السماء اذا ما كنا نتحدث عن اديان سماوية وعلينا البحث في الارض. ولذلك سوف ننتقل الي مستوي آخر وهو الأديان الوضعية أو الفلسفات الاجتماعية ونأخذ كمثال الديانة البوذية والتي أسسها سدهارتا جوتاما الملقب ببوذا 560-480ق.م وبوذا تعني العالم ويلقب أيضاً بسكيا موني ومعناه المعتكف . حين يقول في وصاياه: لا تقض على حياة حي ، لا تسرق ولا تغتصب ، لا تكذب ، لا تناول مسكراً ، لا تزن ، لا تأكل طعاماً نضج في غير أوانه ، لا ترقص ولا تحضر مرقصاً ولا حفل غناء ، لا تتخذ طبيباً لا تقتن فراشاً وثيراً ، لا تأخذ ذهباً ولا فضة. وبالمناسبة أرجو ألا تنظري الي هذه التعاليم بصورة سلفية فما يصح في الديانات السماوية أيضا يصح هنا وعليك بالتاويل لمعرفة المقصد الحقيقي. اذن هذا دين وضعي قال به رجل بعد ظهور نجم بوذا في أفق السماء بعد حلول روح القدس على العذراء مايا.وهو قد شكل حركة اجتماعية بمعني يماثل ما تتحدثين عنه من عمق ديني ولكنه ليس سماويا. اذا هل المطلوب حركة مجتمعية مثل البوذية والماركسية؟؟؟
ولننتقل الي مستوي أقل عمقا: هنالك المذاهب الاسلامية أو الطوائف التي مرت عبر التاريخ وشكلت كل منها مجتمعا كان هدفه اقامة الدولة الدينية وفق مفاهيم مختلفة ومغايرة منها ما نجح مثل المعتزلة ومنها ما تم قمعه ومنها ماتمدد حتي وقتنا الحاضر مثل الطرق الصوفية والوهابية وغيرها. اذن هل المطلوب هو حركة جديدة مماثلة تستطيع ان تتجاوز هذه الحركات لاخارج الدين مرة اخري لصياغة المجتمع؟؟؟
ويأتي في المستوي الأخير ( كما وصفتيه ) الحركات السياسية. وهنا بكل تأكيد يبدو الأمر معقدا بعض الشيئ فليس هنالك حدود فاصلة ما بين الاديان والفلسفات والحركات الاجتماعية والمذاهب والحزاب السياسية ولذا كان لديك اعتراض علي الحركات السياسية باعتبار انها لا تمثل ما تتحدثين عنه من حركة عميقة. ولكن في الطرف الاخر كان لديك اعتراضك ايضا علي الصوفية باعتبار انها لم تشارك في العمل السياسي والتصدي للقضايا علي مستوي الدولة وبقيت منفصلة عن السياسة ولكنها تلعب دورا اجتماعيا الي حد ما.
و نأتي الي مناهج البحث والتحليل
هنالك مناهج جديدة للتحليل متنوعة ومختلفة هنالك مناهج لتفسير حركة التاريخ وهنالك مناهج اكاديمية وهنالك مناهج مرتبطة بعلوم محددة وقد تطورت المناهج تطورا كبيرا ولكنه تطور مستقل عن الاديان فهل المطلوب اعمال هذه المناهج في الاديان مرة اخري وهل يمكن ذلك دون الاصطدام بمسألة القدسية.
يتبــع الجزء الأخير ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حظوظ (Re: Abo Amna)
|
اسف اذا فتحت كل المنافذ مرة واحدة وكل الاحتمالات ولكن ما احاول ان افعله هنا ليس البحث عن الاجابات لانني اعتقد ان هذه مهمتك وليست مهمتي خلال هذا الحوار وما سوف افعله هو اثارة الاسئلة ( دون غبار أو زوابع رعدية أو امطار).
هنا في الاخر سوف اناقش مسألة العلمانية والدولة الدينية لانه قد تم اثارتها من قبل اماني السني بصورة مختلفة عن الطريقة التي تم تناولها به و لا اري ان هنالك مشكلة في تناولها فهي لا تنفصل بأي حال عن هذه الرؤية ولكن حتي تناولي لها سيكون من الجانب المفاهيمي وما يربطها بهذا المقال.
فقط ما بدا لي غريبا في حديث اماني السني هو وصفك بأنك علمانية ووجه الغرابة هو ان ميسون النجومي نفسها لا تستطيع ان تحدد من هي او الي اية جهة تنتمي ولا اعتقد انه حتي لديها الرغبة في فعل ذلك وهي دوما ما تذكرني بقيمة الحرية المطلقة والعقل اللامحدود.ووصفها بالعلمانية هو تأطير لها اكثر من أي شيئ اخر وهذا ما تحاول تجنبه وهذا ايضا ما احاول تجنيبها له ففي بحثها الدائم ايضا تعثر لنا علي اجابات وتتعثر باسئلة أخري .
ومن ناحية اخري فليست العلمانية هي تهمة ان لم تكن الدولة الدينية هي تهمة فعلي المستوي المعرفي تقع العلمانية في مرحلة متجاوزة وخارجة من رحم التجربة الدينية ولا يعني دائما ان اللاحق أفضل ولكنه يعني علي الاقل انه واع بسقطات السابق. وهنا لا يهمني كثيرا مدلول المصطلح كما ينطقه الكثيرون ويتم تحميله وتعبئته وشحنه بمفاهيم ليست من الدقة في شيئ وانما تنزع عن قصد لخلق حالة من العداء تجاه هذا المصطلح.وانما يهمني المفهوم والممون حتي لا تصبح المسألة مجرد الفاظ يتم التلاعب بها.
وهذا يجعلني يا ميسون اطرح عليك السؤال.بصورة معكوسة. أليس خروج الدين من المساجد والمعابد والكنائس والكتب الي حياة البشرية كثيرا ما يؤدي الي ورطات وكوارث تجعل البشر يفضلون بقاءه هنالك. وكيف يمكننا ان نطلب خروج الدين الي المجتمع ومن ثم نحدد له المجال الذي يتصرف فيه وكيف نمنعه من تحويل الحياة الي جحيم كما حدث من خلال التاريخ وكيف يمكننا تفادي الرجوع مرة أخري.
ثمة سؤال أخير
اليس من المنطق ان نتحدث عن ان هنالك اكثر من دين واحد اسلامي وان البشرية خلال تاريخها سجنت ذلك الدين الجميل والجيد الذي يدعو الي ادمية الانسان واخرجت الدين الشرير المتغطرس الذي ذبح وقتل وشرد وباع واشتري في البشر طوال عقود. ونطالب باخراج ذلك الدين الجميل الي الحياة وسجن هذا الدين الاخير في المساجد والزامه باداء الصلوات يوميا حتي تتم صياغته مرة اخري بما يحترم ويفيد البشرية.
علما بانني لا اعرف ما الذي يعنيه هذا السؤال فهذه حالي دائما معك فوضي فكرية وذهنية
خلاص كفاية كدة
| |
|
|
|
|
|
|
oops! (Re: Maysoon Nigoumi)
|
sorry دائما أنا متأخرة في الرد و لا أصدق أني غصت عميقا في البورد لأخرج هذا البوست من الصفحة الثالثة عشر(مريت على مواضيع جميلة برضو غطست و لا بد أن أعود إليها زي موضوع مراويد عن ادوارد سعيد) المهم طبعا الشكر موصول للمساهمين بمساهمات ثرة في هذا الموضوع لكن أبدا الحوار مع أبووووو (صديقي)"محاولة فهم هذه المباني وفلسفتها من خلال الأديان كمحدد رئيسي " ، العكس تماما هو ما حدث، ليس فهم المباني عبر الدين، لكن فهم الدين عبر المباني....الرؤية و الاعتقاد و الثقافة هي التي أعطتنا الأشكال المختلفة للمساجد، كما أتحفنا حبيب الكل. "والسؤال إذا ما استثنينا الأديان هل كان شكل البناء ليختلف كثيرا مع العلم بان هنالك الكثير من المباني الجامعة والتي لا علاقة لها بالطقوس الدينية وليس شرطا أن تقوم بإيعاز من المفاهيم الدينية ولكنها لا تختلف عن نمط دور العبادة لنفس الحضارة أو المجموعة البشرية. وبهذا يقفز السؤال متجاوزا الدين لطرح نفسه مرة أخري في مواجهة بقية الوحدات المعمارية التي تشكل عمارة خاصة بحضارة محددة في وقت محدد." لذا قد وضحت من قبل أن لكل مبنى function and theme ليس الدين المحدد لكل المباني....لذا حصرت دور العبادة، للمعتقد الديني عند البعض...بالتأكيد لن يكون المطعم من واعز ديني "هل المباني هي تعبير ديني حتى ولو كانت دورا للعبادة أو مدرسة أو مستشفي؟" للمباني تعبير إنساني...ليس المسجد هو الإسلام...بل رؤية المسلم لدينه...لذا المسايد، و الخلاوي و الزوايا بانفتاحها تختلف من المساجد في السعودية مثلا أعتقد أنك وضحت رؤيتي تماما فيما ذكرته عن الإغريق، و أختلف معك في انطباعك عن الحضارة الرومانية قولك حول المعمار الإسلامي كخدمة مجتمعية، فأنا لا أتفق على "إطلاق الرؤية و التعميم"، أما كون المعابد دور التجارة و المثاقفة فذاك كان دور مكة منذ الجاهلية، و لم يعرف العرب الرهبنة، كما عرفوه لاحقا...لكن فكرة السبيل هي مثال مناسب تماما للعمارة الإسلامية بالمفهوم الذي وضعته الغريب في الأمر وصفك للمباني الأخرى...أهي مباني دينية أم مدنية....و قد سعت إليها جميع الحضارات من قبل لا تتميز بها الحضارة الإسلامية؟!!!! "وما أود الوصول إليه من هنا هو أن العمارة هي تعبير عن مفاهيم وفلسفة ثقافة محددة وليس مرتبطة بدين كعامل أساسي" كما قلنا الدين في حد ذاته ليس ثقافة حية، و لكن التفاعل معه هو ذلك....فهو مفهوم و محرك ثقافي بالنسبة للثقافة كمؤثر على الشكل المعماري فهذا بديهي...لأنه لا شبه بين المعمار النوبي الكنسي و الروماني...كما و هذا هو المثير لا تميز بين المعابد النوبية، ثم الكنائس ثم المساجد...لأن المفهوم الديني واحد.."دور الدين...أيا كان" لا يوجد خلط على الإطلاق في مفهومي للحركة المجتمعية و السياسية...رغم أنه لا بد من التنويه أن الاثنين غير منفصلتين...السؤال المحك ليس السؤال الذي ذهبت إليه البحث عن دين أرضي و هو ليس جديدا بل تم طرحه عبر مدارس الوجودية و العقيدة الماركسية...لكن السؤال المثير و الذي هو أحد ركائز هذا البوست...هل الأديان السماوية غير أرضية؟!!!!! لذا كان الحديث عن المساجد العلمانية...أما بالنسبة لتنويهك عن بوذا عليك أن ترجع لبوست الحجاب لترى أني قلت حرفيا...أن ماركس و بوذا ومحمود و حتى اينشتاين و إليوت هم على فطرة واحدة يعزفون على نوته تقودها الفطرة المحمدية ...و هي الرغبة في تخطي الآدمية نحو الإطلاق و الربوبية(كونوا ربانيين)...الحركة المجتمعية البوذية الرهبوتية هي مماثلة لحالة سكان المساجد و رجال الدين الآن وجزء من المشكلة لم أقل أن هناك حدودا فاصلة بين الدين و الحركات السياسية "على الإطلاق" بل قلت هذا فهم الجماعات السياسية أن هناك فصل ما بين الدنيوي و الأخروي...باعتبار الأول هو ما يجب تجنبه بالنسبة لعدم مشاركة الصوفية في الحركة السياسية....أظنك تشير إلى مشكلة المهدية ...و المهدية لم تقم كحركة سياسية..لأن الوعي بالوطن و الأممية لم يكن متبلورا آنذاك (و إلى حد ما حتى الآن) ...تبريرات المهدي تؤكد أنها حركة إصلاح ديني و مجتمعي...لأن أحد أهم مبررات الوصول إلى الحد و الكفاية من الحكم التركي هو ما يروى عن زواج الرجلين كمبرر لاشتعال الثورة!!!!! و ليست ضرورة المشاركة في الحركة السياسية هي حمل السلاح أو اتخاذ موقف المعرضة أو التأييد أو المشاركة في مفاوضات...فالسياسة تعني بالناس....و هي أحد آليات الحركة المجتمعية.... و ما يعيبه المهدي على شيوخه هو الوعي الضعيف بما يحدث حولهم( لذا كانوا يقبلون رواتب الدولة)...أنا أتحدث عن مبرر قيام الثورة المهدية...و ليس تأييدها لأني أميل قليلا إلى نقد منصور خالد للثورة المهدية في آخر كتاب له( نسيت أسمه) بالنسبة لحركات التصوف...فما زالت الحركة المجتمعية هي charity قائمة على الإحسان بشكل منفرد...أو في مجموعات...و ليست حركة مجتمع ضاربة
"أليس خروج الدين من المساجد والمعابد والكنائس والكتب إلى حياة البشرية كثيرا ما يؤدي إلى ورطات وكوارث تجعل البشر يفضلون بقاءه هنالك." ما أدعو له يا أبو آمنة....هو دخول الحياة المساجد..و هذا ما لم يتم القيام به منذ وفاة الرسول (ص) ...و الدين المتغطرس هو تمام ذاك المنغلق في المساجد الذي يجد الجرأة في رجم المرأة العاهرة و لا يطال الإمام المختلس براحة ضمير كاملة.(كلام مكرر لكن ضروري) .متى تتجه للجهات الدينية؟ في المشاكل الشكلية الفردية...و بشكل ميت غير حيوي(نظام حسابك البنكي...علاقتك الزوجية....شكل صلاتك..كم ركعة فوت) كم من النساء يلجأن للسلطة الدينية في وقف العنف ضدهن.....كم هندي مثلا أستعطف الجهات الدينية في الحديث حول الاضطهاد العرقي...من تحدث إلى جهة دينية حول قضايا النهب العام....في مثل هذه الحالات يلجأ الناس إلى الجهات القانونية أو منظمات متخصصة أو طوعية...بالطبع لا أنفي دور تلك الجهات و أراها الجهات الطبيعية لذلك...لكن أستغرب صمت المؤسسات الدينية!!!
| |
|
|
|
|
|
|
|