بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)
أرجو ملاحظة ما يلي، في جميع كتابات د. النور: 1/ الكذب: فهو يكاد يكذب في معظم الحالات وفي المواضيع الأساسية، فهذه ملاحظة أرجو متابعتها بدقة، فليس مع الكذب فكر ولا دين. 2/ التناقض: التناقض سمة أساسية من سمات كتابات د. النور.. وسنبرز هذا الأمر بصورة واضحة.. والتناقض يدل دلالة واضحة على عدم الموضوعية، وعلى عدم وجود فكرة ثابتة. 3/ عدم الموضوعية: الكذب والتناقض من أساسيات عدم الموضوعية.. فالموضوعية تقوم بصورة تامة، على الأمانة الفكرية، فإذا غابت هذه الأمانة غابت الموضوعية.. ثم إن د. النور، عندما يتناول أي موضوع، ينسب إليه تعريفات لا علاقة لها بالموضوع.. وهو عندما يبدي رأياً، لا يورد له سنداً واضحاً، وإنما هو يقرر فقط. أرجو متابعة هذه النقاط، في جميع الحلقات. لقد كان د. النور محمد حمد، في يوم من الأيام، ينتمي لجماعة الجمهوريين.. ثم بعد زمن ليس بالقصير، أخذ ينقد المجتمع الجمهوري، والفكرة الجمهورية، ويدافع عن الذين يهاجمون الفكرة، ويهاجم الجمهوريين الذين يصححون التشويه الذي يلحقه البعض بالفكرة!! ثم وصل به الأمر أن يقرر، بصورة حاسمة أن (الدعوة للعقيدة أو لأي فكرة دينية هي من التاريخ..)!! وقد قيل هذا القول، في مواجهة أحد الاخوان الجمهوريين، وهو الأخ أحمد دالي، في محاضرة بتاريخ 30/6/2016م، الأمر الذي يعني أن القول، المقصود به في المكان الأول هو الفكرة الجمهورية. ولقد اتفق لي أن تصديت لأقوال د. النور، عدة مرات، ولكن كان هذا، في معظم الحالات، في حيز داخلي.. أما الآن، فأنا بصدد التصدي لأقوال د. النور، في منبر عام، وأطلب إليه أن يدخل في الحوار، بالصورة التي تليق بمن يتصدون للعمل العام. كتابات د. النور، كثيرة جداً، وهي لا تعنيني، إلا في إطار ما يتعلق منها بمهاجمة الفكرة الجمهورية، والعمل على تشويهها.. وحتى هذا، أنا فيه لست بصدد التفاصيل، وإنما بصدد ابراز المعالم الواضحة لموقف د. النور، وتوضيح مجانبة د. النور للموضوعية وللفكر ولمعايير القيم.. ولذلك، سوف أقف عند بعض المحطات من أقواله. أبدأ بمحاولة د. النور، فرض الأستاذ بدر الدين يوسف السيمت على المجتمع الجمهوري، وإعطائه الحق في أن يكتب في الصالون _منبر الجمهوريين_ بصفته جمهورياً!! وبدر الدين نفسه قال: (لعلك تذكر أنني لهذا السبب خرجت منكم..).. يعني من الجمهوريين.. ويقول: (أنا لا أنتمي لأي تنظيم سياسي، ولست امتداد لأي جماعة..).. ويعترف بدر الدين أنه ليس من حقه الكتابة في الصالون، فيقول: (منذ ذلك التاريخ لم أخاطب الصالون، احتراما لرغبة الأخوان الكرام، الذين كانوا يرون، بحق، أن الصالون مكان خاص، لجماعة معينة..).. هذا ما قاله بدر الدين، أما د. النور يصر على اعتباره جمهورياً، ويحق له الكتابة في الصالون!! وأنا أورد هذه القضية هنا، لأصل إلى قول د. النور الذي جاء فيه عن الجمهوريين: (مجرد التصور أن هناك جسد جمهوري متماسك، يري الأمور قريباً من قريب، محض وهم.. والسبب أنه لم تعد هناك عقيدة واحدة متماسكة، يتقاسمها أفراد ما كان يعرف بتنظيم الأخوان الجمهوريين..).. وقال: (ومن الغفلة بمكان أن نظن أن هناك كيانا بشريا قائما اليوم، يمثل الفكرة الجمهورية، كما أراد لها صاحبها أن تكون..).. ويقول: (نحن الآن جيوب صغيرة لا تمثل أكثر ما تمثله أي نحلة Cult غارقة في تصورات مغلقة فقدت حرارة الاتصال بالواقع الحي..).. ثم ذهب د. النور يخرج العديد من التخريجات، التي لا علاقة لها بالفكرة، وينسبها للفكرة، في كذب غريب جداً، ولم يحاول مجرد محاولة أن يورد عليه دليلاً.. الصالون. إن الأمر في وقته كان غريباً جداً بالنسبة لنا.. لم نتصور أن د. النور ينطوي على كل هذا الغبن، على الفكرة وعلى الجمهوريين.. وحتى الآن، أنا لا أدري السبب الحقيقي لهذا الغبن، ولكنه _الغبن_ مع مرور الزمن توكد بصورة كبيرة، وقامت عليه أدلة عديدة من أقوال د. النور.. وهي أقوال، يعمد فيها د. النور إلى الكذب والتشويه!! وقد زعم د. النور، أن الفكرة لم تعد لها مرجعية، ومن حق كل فرد أن يفهمها كما يريد!! وليس من حق أحد أن يصحح فهم الآخرين، فهذا عنده احتكار للفكرة، بحجة صحة الترجمة عنها.. يقول د. النور: (ففكر الأستاذ محمود محمد طه، فكر مطروح للناس، كافة، ولا يحق لأي أحد احتكاره.. بل إن محاولة احتكاره بدعوى الصحة في الترجمة عنه أمر متعذر من الناحية العملية..).. ويقول: (فالأمر مفتوح علي كل الأرض.. ولذلك فإنه لكل فرد الحق في فهمها وفي الترجمة عنها..).. ويقول أيضاً: (إدعاء الغيرة علي الفكرة الجمهورية، والحرص علي حمايتها، إدعاء أجوف، وهو واحد من مؤشرات العزلة..).. هنالك ملاحظة أساسية، عن أسلوب د. النور في الكتابة، هي أنه لم يورد ولا نص واحد من أقوالي، التي يفترض أنه يناقشها، كما أنه لم يورد ولا نص واحد من أقوال بدر الدين التي يدافع عنها!! وهذه ظاهرة ملازمة لكتابات د. النور. خلاصة ما أريد أن أصل إليه هنا، هو أن د. النور محمد حمد، يرى أنه من حق أي إنسان أن يقول ما شاء عن الفكرة الجمهورية، ولا يحق لأحد أن يرد عليه، أو يصحح أقواله!! يقول د. النور: من حق أي جمهوري، أن يري الأمور كما يحب.. ولا يصح تقرير من هو جمهوري، ومن هو غير جمهوري.. ففكر الأستاذ لكل الناس، وهم سيرونه بطرق، وسيفهمونه بطرق شتى، ولا يحق لأحد احتكاره بدعوى صحة الترجمة عنه.. فقد أراد د. النور ألا تكون هنالك أي ثوابت للفكرة، ولا مرجعية.. فكل من شاء يستطيع أن يقول عنها ما شاء، ولا يحق لنا كجمهوريين، أن نصحح أقوال من ينسبون للفكرة خلاف ما تقول به.. وهذا بالطبع هدم كلي للفكرة، ولكنه قول لا قيمة له، ولا يجوز على أبسط العقول.. فمن البداهة، أن لكل فكرة مرجعيتها، التي تحدد ما هو منها وما هو مخالف لها... ورغم كل ما قاله د. النور، جعل من نفسه هو من يترجم عن الفكرة بحق!! وقد جاء زعمه هذا في مقولة له، هي أبعد شيء عن الفكرة.. وهي مقولة أيد فيها حرب الانقاذ الجهادية، ضد قرنق!! فقال: (رغم خلافي الفكري العميق مع طرح الإسلاميين في السودان إلا أنني أرى أهمية منازلتهم لحركة التمرد وتبديد الزخم السياسي والعسكري والإعلامي الذي ما كسبته حركة التمرد في الماضي إلا بسبب ضعف حكومات الشمال السابقة)!! جريدة الحياة 12/6/1999م.. وقد اعتبر د. النور موقفه هذا الشنيع ترجمة صحيحة عن الفكرة!! مناقضاً نفسه في زعمه أنه لا يحق لأحد، أن يرد على الآخرين من منطلق صحة الترجمة عن الفكرة، فد. النور يقول: (ولو كان مقالي في (الحياة) مما يعجزني الدفاع عنه، ما كتبته ابتداء.. وحتى هذه اللحظة أري أنني أترجم عن الفكرة الجمهورية ، وبعمق في ذلك المقال..)!! لقد تطوع د. النور بالدفاع عن بدر الدين السيمت، وفي سبيل ذلك هاجم الفكرة الجمهورية، هجوماً منكراً، يقوم على الافتراء، والمبالغة في الكذب.. وهذا أمر محير جداً!! ما هو الدافع لكل هذا!؟ واضح جداً، أن لد. النور حقد خاص على الفكرة الجمهورية، ومجتمعها.. أما لماذا هذا الحقد، فأمر غامض جداً. كنموذج على كذب د. النور، وافترائه على الفكرة الجمهورية، نورد قوله الذي جاء فيه: (ويري المسلمون أن القرآن هو كلام الذات، ونحن نري أنه حديث أحمد إلي محمد، ونستشهد في ذلك بحديث جبريل عن الخيمة التي نصبت عند ساق العرش، والتي قال حين انكشف له سرها: "أمنك وإليك يا رسول الله؟"..).. لم يقل الجمهوريون هذا القول، وإنما افتراه عليهم د. النور.. وهو قد أعظم فيه الفرية.. وأحمد ومحمد، هما اسم لشخص واحد، هو النبي صلى الله عليه وسلم.. وحتى في التنزل، الذي أشار إليه د. النور، الحديث عن الذات المحمدية، وهي ليست أحمد، وإنما هي أول قابل لتجليات الذات الإلهية، فهي بين الذات المطلقة، وبين جميع الخلق.. والقرآن إنما هو تنزل من الذات الإلهية المطلقة.. وهذا أمر يرد في كل حديث للجمهوريين، عن تنزلات القرآن، ونورد هنا مثلاً من أقوال الفكرة في هذا الصدد، جاء في كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام): (ولما كان القرآن هو منهاج السلوك إلى الله، (قلنا اهبطوا منها جميعا، فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، والقرآن هو هذا الهدى، فقد أصبح أوله عند الله، وآخره عندنا.. فإن نحن أحسنا السلوك في مدارجه استرجعنا الفردوس الذي فقدناه بخطيئة آدم، وارتقينا المراقي في الإطلاق.. قال تعالى عن القرآن: (ألم* ذلك الكتاب لا ريب فيه، هدى للمتقين) وقال عن المتقين المهتدين بالقرآن: (إن المتقين في جنات، ونهر، في مقعد صدق، عند مليك مقتدر) وهذه درجات: أولها الجنات، ثم النهر، ثم مقعد الصـدق ثم عند مليك مقتـدر، وذلك ( عنـد لا عنـد) و (حيث لا حيث). وهذه الدرجات تتفاوت من الجنات الحسية، وهي الفردوس المفقود بالخطيئة، إلى المطلق في إطلاقه، وإلى كل أولئك يهدي القرآن، فهو لا يستنفد. (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مددا) ومن أجل هذا فإنه باطل، زعم من زعم أن القرآن يمكن أن يستقصى تبيينه.. ذلك بأن القرآن هو ذات الله.. وهذه الذات تنزلت، بمحض الفضل، إلى مدارك العباد ليعرفوها، فكانت القرآن في تنزلاته المختلفة: الذكر، والقرآن، والفرقان. وفي منزلة الفرقان هذه انصب في قوالب التعبير العربية، واستعملت هذه القوالب أبلغ استعمال لتشير الى منزلتي القرآن، والذكر.. والقرآن انما انصب في قوالب التعبير العربية لنتمكن نحن من الفهم عن الله.. قال تعالى في ذلك: "إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون"..). فقول د. النور، ينطبق عليه هو، ولا علاقة له بالجمهوريين، ود. النور يعلم ذلك تماماً، فهو يعلم مدى ما يقوم به من كذب وبهتان.. ولماذا أراد د. النور أن يصور الجمهوريين بهذا الغباء!؟ هل يظن أن ذلك يجعله هو ذكياً!؟ ويشير د. النور إلى الأحاديث النبوية عن الاخوان والأصحاب، وهي عديدة.. منها مثلاً قول المعصوم: (واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد!! قالوا أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: بل أنتم أصحابي.. واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد!! قالوا أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: بل أنتم أصحابي.. واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد!! قالوا: من إخوانك يا رسول الله؟ قال: قوم يجيئون في آخر الزمان، للعامل منهم أجر سبعين منكم!! قالوا: منا أم منهم؟ قال: بل منكم!! قالوا: لماذا؟ قال: لأنكم تجدون على الخير أعوانا، ولا يجدون على الخير أعوانا..".).. ويقول د. النور: (ألم نقل عن الأخوان أنهم أكبر من الأنبياء. "ليسوا أنبياء، ولا شهداء، ويغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانهم من الله!!).. لا لم نقل الأخوان أكبر من الأنبياء، وإنما أوردنا أقوال المعصوم التي تبين أن الأخوان أكبر من الأصحاب _راجع كتاب طريق محمد.. وعبارة د. النور بالصورة التي وضعها بها، مضللة جداً، ويمكن أن تجعل بعض القراء يظنون أن المعني بكلمة (الأخوان)، الأخوان الجمهوريين!! وربما كان هذا هو غرض د. النور!! وقد ختم د. النور قوله الذي أوردناه، بالحديث النبوي (ليسوا بأنبياء ولا شهداء..).. دون أن يقول أن هذا حديث نبوي، وبالصورة التي توهم أنه قول الجمهوريين، مما يؤكد الغرض المبيت.. والحديث النبوي يقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا، وَاعْقِلُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ، وَلا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الأنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ، وَقُرْبِهِمْ أَوْ قُرْبَتِهِمْ، مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ..).. (إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ بِقُرْبِهِمْ وَمَقْعَدِهِمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ..). ويزعم د. النور، في افتراء عظيم أن الجمهوريين يعبدون الإنسان الكامل دون الله، فهو يقول: (يرى غالبية المسلمين أنهم يعبدون الذات القديمة، ونحن نرى أن العبادة إنما هي للذات الحادثة "الإنسان الكامل"..)!! لم يورد د. النور أي دليل على هذا الزعم الباطل، وإنما هو يقرره من عنده.. والفكرة الجمهورية أكبر دعوة توحيد، وما يزعمه د. النور هو شرك غليظ، لو صحَّ تكون الفكرة ليست بدين، ولكنه قطعاً غير صحيح، وإنما هو محض افتراء.. الأدلة على كذبه لا حصر لها حتى أنه يمكن أن يقال، أي حديث للجمهوريين عن التوحيد يدحض هذا الزعم الباطل.. والعبادة أصلاً للخالق، والإنسان الكامل مخلوق، فتصوير الجمهوريين بأنهم يعبدون المخلوق دون الخالق، يجعلهم من أغبى خلق الله، وما هم كذلك، وإنما هذا ما يريد لهم د. النور.. الجمهوريون يرون روح العبادة لله، هي الأدب معه تعالى، وأساس الأدب أدب العبودية.. والعبودية هي تكليفنا الأساسي، والعبادة وسيلة للعبودية.. والعبودية، كالربوبية، لا تتناهى، وهي طلب للذات الإلهية المطلقة، وسير في المعارج إليها، وهو سير سرمدي، ووسيلته دائماً التوحيد والعبادة، وجوهر التوحيد والعبادة، هو "لا إله إلا الله"، والسير في مضمارها سرمدي لأن أولها عند الله وآخرها تنزل إلينا في الأرض، يقول تعالى: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).. فبهذا المعنى العبادة سرمدية، لأنها سير إلى الله في إطلاقه.. وهي عمل دائم في نفي الشرك، يقول تعالى لنبيه: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ، وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ).. هذا هو الإسلام الذي يعمل له الجمهوريون ويدعون إليه، وهو يقوم على نفي الشريك بصورة تامة، والقدوة فيه المعصوم صلى الله عليه وسلم، فمن المعلوم أن الفكرة الجمهورية تدعو إلى طريق محمد. إذا كان كل هذا الذي يستنكره د. النور، هو ما تقوم عليه الفكرة الجمهورية، فما سبب انتمائه لها!؟ ولماذا ظل طوال الوقت ينسب نفسه لها، وهو ينكر عليها هذه المزاعم الأساسية!؟ لقد أراد د. النور أن يمكر بالجمهوريين، فمكر بنفسه، وهو لكي يجعل كذبه يجوز على الآخرين ينسب الأمر لنفسه (نحن نقول).. فإذا صح أنه يقول أن القرآن من أحمد إلى محمد، وأنه يعبد الإنسان الكامل دون الله، فمن المؤكد أنه ليس على الإسلام، بل ليس على أي دين سماوي.. على كل، هذا ما نسبه لنفسه، فإما أن يكون هو كاذب فيه، أو هو صادق، وفي الحالتين هو يهدم دينه، ثم زعمه الباطل لا يلحق بالجمهوريين، ولا يضرهم في شيء. لا بد من ملاحظة الكذب المبالغ فيه، وهذه سمة أساسية، عند د. النور، أرجو متابعتها، بدقة في الحلقات القادمة.. فمع الكذب لا يصح دين، ولا تصح معرفة.. وهو أكبر خروج على الموضوعية.. فالحد الأدنى من الموضوعية، هو أن تنسب للآخرين ما يقولون به، كما هو، دون زيادة أو تحريف، ومن ينسب للآخرين خلاف ما يقولون به، هو خارج الموضوع، ولا علاقة له بالحوار الموضوعي.. ونلاحظ منذ الآن المبالغة في عدم الموضوعية في ما يكتب د. النور، ونرجو متابعة هذا الأمر، في الحلقات القادمة. خالد الحاج عبد المحمود رفاعة في السبت 11/2/2017م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة