ذهب الانجليز و ما زال السودان- في العقلية المصرية- مستعمرة مصرية و جزءً لا يتجزأ من الأملاك الموروثة من الخديوي محمد علي باشا..!
لا تريد مصر للعلاقة بين السودان و بينها أن تكون علاقة ( أزلية) طيبة سالكة في أجواء طبيعية وفقما نريد نحن في السودان. لأنها ترنو إلى أكثر من مصالحها داخل السودان.. إذ تطمع في كل السودان.. و ما الاعتداءات المتكررة على الحدود و أخذ المواطنين قسراً كل فترة إلا تأكيداً على ما نقول.. و لا تفتأ الضربات على خدودنا و حدودنا تتواصل من المصريين.. و كلما ضربونا على خد أدارت حكومتنا الخد الآخر لهم ليصفعوه باستهتار و صلف!
و السودانيون، في العين المصرية، برابرة أغبياء ليس إلا ، و المصريون يعرفون أن السودان بلد يسيطر عليها لصوص و قتلة همهم الأكبر الثروة و ما السلطة و التمسك الشديد بها سوى أداة للحفاظ على الثروة المنهوبة.. و اللصوص الجالسين على قمة هرم السلطة ما هم إلا ( رباطين) منظمين على أسس ( المافيا).. إنهم جماعة عصية على القانون الطبيعي.. جماعة تسرق و تنهب ثروات البلاد و لا تحاكَّم لأنها هي التي تحكم حسب القوانين التي شرَّعتها على نظم و لوائح تحول دون محاكمتها.. و دون تحقيق العدالة في المجتمع..
حرس الحدود المصرية يحرس مصر من داخل الحدود السودانية بكل وقاحة و قوة عين..! و من أجل تحسين صورته أمام مصر، يقوم
النظام في السودان بكسر لوائح القانون الطبيعي فيتدخل في الشأن القضائي السوداني الطبيعي.. من فوق الهرم الرئاسة، و يضعف قوة النيابة و يفتِّت شكيمة القضاء.. و يطلق سراح المعتدين المصريين على ثرواتنا السمكية في البحر الأحمر.. و يودعهم خير وداع بابتسامات بلهاء تملأ الآفق من حلايب إلى الجنينة..
في لقاء تلفزيوني قال السيد/ الوزير المفوض بوزارة الخارجية التعيسة، أن اطلاق سراح جرافات الصيادين المصريين قد تم مراعاة للعلاقات ( المتميزة) بين السودان و بين مصر،.. و وعد الوزير بتكوين لجنة لمتابعة ممتلكات المعدنين السودانيين التي صادرتها السلطات المصرية.. و ادعى الوزير أن المعدنين السودانيين لا يعرفون الفاصل بين حدود السودان و حدود مصر لذا تراهم يتوغلون داخل الأراضي المصرية أثناء عمليات التنقيب، معرضين أنفسهم للمساءلة..
مندوب المعدنين، و يبدو أنه مثقف على درجة عالية من معرفة ما له و ما عليه، أكد معرفته التامة بالفاصل بين الحدود السودانية و الحدود المصرية.. و أن لديهم أجهزة تعينهم على ذلك.. و أصر على أن حرس الحدود المصرية تهجم على المعدنين السودانيين داخل الاراضي السودانية و أخذوهم إلى داخل مصر.. و أن حرس الحدود المصري يدخل الأراضي السودانية و يتصرف كما يشاء.. و أن هنالك حوالي 350 عربة سودانية تمت مصادرتها من المعدنين السودانيين و عدد آخر من الأجهزة و المتعلقات، و بالطبع كل كميات الذهب التي تمكنوا من استخراجها من باطن الأراضي السودانية.. و أن بعض العربات لم يتم سداد أقساطها.. و أن أصحاب تلك العربات من المعدنين السودانيين كانوا يطمحون في سداد الأقساط بعد عودتهم غانمين سالمين..
بعض المعدنين أكملوا فترات الحكم بالسجن.. و بعضهم أفرج عنه باتصالات عليا.. و عند إطلاق سراح المعدنين من السجون المصرية و عودتهم إلى السودان، تم سجن من كانت عليه أقساط سيارات سجناً لحين سداد ما عليهم من أقساط.. و ما أشبه ذلك بإلقاء شخص ما في اليم مكتوفاً و مطالبته بعدم الابتلال كما يقول المثل!
كانت جدتي- عليها الرحمة- تقول في مثل هكذا حال: " و الله دي حكاية تضحك الغنماية!".. و أمامنا كلنا، نحن السودانيين، أغنام تضحك على مآسينا و مآسي بني جلدتنا..
هذا و مصر تقوم بإجراء تغييرات جذرية في تركيبة سكان بعض أراضينا بشمال السودان و كلها نشاط و حيوية و عين حمراء.. و النظام في الخرطوم يجري تغييرات جذرية في التركيبة السكانية في دارفور بجماعات يستوردها من خارج السودان..
و السودان هو الخاسر في الحالتين.. و يبدو أن المعدنين السودانيين أكثر معرفة و دراية و تمسكاً بالحدود السودانية من كل وزارة الخارجية و على رأسها الوزير و وزير الدولة و الوزير المفوض.. و معهم كل الذين دخلوا الوزارة عبر بوابة التمكين اللعين!
حمى الله السودان من طمع الطامعين و أزال ظلم الظالمين.. و جعل كيدهم في نحرهم.. آمين..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة