د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهورية!! بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 10:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-29-2016, 10:03 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 164

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهورية!! بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

    11:03 PM April, 30 2016

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"


    لقد كتبت مؤخراً، كتابة، من سبع حلقات، عن أنصار د. النعيم، أخذت فيها د. ياسر الشريف نموذجاً.. وأثناء الكتابة، كنت أسال د. ياسر عن موقفه من أقوال د. النعيم التي أوردها.. وقد قلت أن د. ياسر، بحكم التجربة الطويلة، لن يرد!! هو لن يتعرض لمناقشة أي قول من أقوال د. النعيم المحددة، ومهما تم الالحاح عليه، لن يغير موقفه هذا.. فهو يؤيد د. النعيم بصورة مبدئية وعامة، ولكنه يتحاشى تماماً، مناقشة أقواله المحددة.. وهذا الموقف يأتي من أنه يعلم تماماً، باطل أقوال د. النعيم الصارخ، ويعلم أنه لن يستطيع الدفاع عنها.. فتأييد ياسر هذا للنعيم، قطعاً لا يقوم على دين ولا على فكر!!
    أثناء كتابتي، كان د. ياسر يكتب في صالون الجمهوريين، ويزعم أنه ليس من أنصار د. النعيم.. وفي نفس هذه الكتابة، كان يؤيد د. النعيم!!
    وأخيراً، كتب ياسر في موقع (سودانيز أونلاين)، كتابة مطولة، يفترض فيها إنها رد على كتابتي، ولكنه لم يتعرض لأي شيء من كتابتي الأخيرة، وكالعادة، لم يورد شيئاً من أقوال د. النعيم، التي هي الموضوع الأساسي، المطروح.. بل زعم أنه ليس معنياً، بما يتفق فيه مع د. النعيم، وما يختلف فيه معه، فهذا ليس موضوعه.. ومع ذلك، في كتابته هذه، أيد د. النعيم تأييداً مبدئياً، ورفعه إلى مقام رفيع جداً.. وبذلك فضح زعمه الباطل أنه ليس من أنصار د. النعيم، وأن موضوع أقوال د. النعيم ليس من أولوياته.
    في هذه الكتابة، ظهر د. ياسر الحقيقي.. وظهر موقفه من الفكرة الجمهورية، ومن د. النعيم.. لقد حكم د. ياسر أن الفكرة الجمهورية باطلة، مستنداً في حكمه هذا على قولة منسوبة للأستاذ محمود، جاء فيها أن الفكرة التي يموت صاحبها قبل تطبيقها فكرة باطلة، والأستاذ محمود مات أو قتل، قبل أن يطبق دعوته..يقول د. ياسر أن الأستاذ محمود قال: أي فكرة إذا مات صاحبها قبل أن تنتصر هي فكرة باطلة.. وعندما سئل الأستاذ محمود ماذا تعني بتنتصر؟ قال: يعني تحكم.. فقيل له: هل ينطبق هذا على الفكرة الجمهورية؟ قال: نعم.. وقد ذهب ياسر إلى إيراد شهادات سماعية مطولة، ووضع رتوشاً على المقولة.. وعن قتل الأستاذ محمود يقول د. ياسر: "هي فكرة غريبة تمَكَّن خصومها من تشويهها واستعداء السلطة ضدها إلى الدرجة التيانتهت بتنفيذ حكم القتل على الأستاذ محمود..".. والأمر لا يحتاج لكل هذا، فالمقولة صحيحة، قالها الأستاذ محمود أو لم يقلها.. ونسبتها للأستاذ محمود صحيحة، ولكن هل تؤدي إلى ما توصل إليه د. ياسر، من أن الفكرة الجمهورية باطلة، لأن صاحبها مات أو قتل قبل أن تحكم!؟ هذه هي القضية.
    عندما قال الأستاذ محمود مقولته هذه، كان يعلم بصورة من الصور، ما تم في 18 يناير.. فهو قد كتب وصيته منذ أربعينيات القرن الماضي.. وقال وهو في الخلوة، في الأربعينات، أنه سيقتل.. وقد سمعت أنا شخصياً، من فمه إلى أذني، في السبعينات، قوله بأنه سيقتل.. ومن حيث الشريعة، أخبرنا المرحوم الرشيد الطاهر، بأن هنالك مؤامرة تحاك لاغتيال الأستاذ.. وكان هذا قبل ظهور المؤامرة بوقت.. وبالطبع أخبرنا الأستاذ محمود بما قاله الرشيد.. فالأستاذ عندما قال مقولته، كان على علم بأنه سيقتل!!
    المهم أن د. ياسر حكم على الفكرة الجمهورية بأنها باطلة.. وهذا الحكم صحيح أو باطل، هو يخرج ياسر من الفكرة الجمهورية، وهذا يقتضي أن لا يتحدث باسمها ولا ينسب نفسه لها.. وهذا ما لا يلتزمه د. ياسر، ولا شيخه د. النعيم.
    بعيداً عن ياسر والنعيم، فلننظر في المقولة.. لماذا الفكرة التي يموت صاحبها قبل أن تنتصر باطلة؟ السبب في ذلك، سبب أساسي جداً.. فالدعوة الدينية، لا يمكن أن تكون صحيحة إلا إذا كانت مأذونة من الله.. دون الإذن الإلهي، أي دعوى دينية باطلة.. وموت صاحب أي دعوة دينية قبل انتصارها، دليل على أنها غير مأذونة.. فلو كانت مأذونة، لا بد أن تنتصر، فلا يوجد شيء على الإطلاق، يمكن أن يعطل ما إذن الله به.. فالقضية كلها مرتبطة بالإذن الإلهي.. ولقد قيلت المقولة، في حق الشيخ حسن البنا، الذي توفى أو قتل، قبل انتصار دعوته، وكانت الدعوة قائمة على تطبيق الإسلام، كنظام حكم.. ولو كان البنا مأذوناً، من الله، بإقامة نظام حكم إسلامي، لما قتل قبل أن يقيمه، وكونه قتل دليل على عدم الإذن، وبالتالي على بطلان الدعوة.
    هل هذه المقولة تنطبق على دعوة الأستاذ محمود؟ أولاً: ما هي دعوة الأستاذ محمود؟ ببساطة هي دعوة لبعث الإسلام، على مستوى أصول القرآن، لقيام أمة المسلمين، وظهور أخوان النبي صلى الله عليه وسلم.. الفكرة الجمهورية هي اسم مرحلي، والاسم الحقيقي والدائم، هو الإسلام، بالطبع في مستوى الأصول.
    هل ورد عن الأستاذ في أي وقت من الأوقات، أنه سيطبق الإسلام الذي يدعوا له ويبشر به؟ لم يرد على الإطلاق، هذا الأمر.. فطول فترة الدعوة لم يتحدث الأستاذ عن الحكم، أو دعى له بأي صورة من الصور.. لماذا لم يحدث هذا؟ للسبب الأساسي، الوارد في المقولة، وهو الإذن الإلهي.. لم يقل الأستاذ محمود قط أنه هو المأذون بتطبيق الرسالة الثانية، التي يدعو لها ويبشر بها.. د. ياسر يعلم ذلك تماماً.. والأستاذ محمود لم يترك الأمر مبهماً، وإنما وكده بصورة واضحة ومتصلة، بقوله إن إذن التطبيق لا يكون إلا مع مجيء المسيح المحمدي.. فالمسيح المحمدي هو صاحب الدعوة الحقيقي، والفكرة الجمهورية هي مبشرة به، ومبشرة بالإسلام الذي يتم بمجيئه، ومن المستحيل أن يتم قبل ذلك.. وقد ورد في كتاب القرآن ومصطفى محمود ما نصه: والساعة ساعتان: ساعة التعمير، وساعة التخريب .. فأما ساعة التعمير فهي لحظة مجيء المسيح ليرد الأشياء إلى ربها، حسا ومعنى، وليملأ الأرض عدلا، كما ملئت جورا .. ويومئذ يظهر الإسلام على جميع الأديان .. ويتحقق موعود الله: (هو الذي أرسل رسوله، بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله .. وكفى بالله شهيدا) .. ويتأذن الله بالتطبيق، كما تأذن بالإنزال .. وذلك فيما يتعلق بقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا ..) وهذه هي ساعة التجلي الكمالي .. وأما ساعة التخريب فهي لحظة مجيء المسيح، للمرة الثانية، ليرد الأشياء إلى الله حسا، وقد أبطأ المعنى .. وذلك: (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب .. كما بدأنا أول خلق نعيده .. وعدا علينا .. إنا كنا فاعلين) ..هذا الأمر فيه الكثير من المعارف الدقيقة.. من هو المسيح المحمدي؟ هو الحقيقة المحمدية.. هو محمد صلى الله عليه وسلم في مقام ولايته.. وبتعبير آخر: هو محمد صلى الله عليه وسلم، في رسالته الأحمدية.. فنبينا صاحب رسالتين.. الرسالة الأولى التي كانت في القرن السابع الميلادي، وقد قامت على فروع القرآن، وبها قامت أمة المؤمنين.. والرسالة الثانية التي تقوم على أصول القرآن، وتقوم بها أمة المسلمين – اخوان النبي.. وهذه هي الرسالة الأحمدية.. وقد جاء ذكر الرسالتين في القرآن، في قوله تعالى عن الرسالة الأولى بقوله: "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا".. وعن الرسالة الثانية الأحمدية يقول تعالى: "وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ".
    وقد جاء عن ذلك، من كتاب (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم "ويؤخذ من دقائق حقائق الدين أن نبينا رسول الأمتين: الأمة المؤمنة - الأصحاب -.. والأمة المسلمة ـ الأخوان ـ .. وأنه بذلك صاحب رسالتين: الرسالة الأولى محمدية، والرسالة الثانية أحمدية.. أو قل الرسالة الأولى الشريعة التي فصلها للأمة، والرسالة الثانية السنة التي أجملها، ولم يفصلها إلا في معنى ما مارسها، وعاشها دما ولحما..".. فالإسلام الذي تدعو وتبشر به الفكرة الجمهورية، صاحب الدعوة فيه محمد صلى الله عليه وسلم.. وهو في رسالته الأولى، صاحب الدعوة بصورة مرحلية.. أنزل عليه القرآن كله، أصوله وفروعه، ولم يؤذن له إلا بتطبيق الأصول في نفسه، أما في المجتمع فلم يؤذن له إلا في تطبيق الشريعة – الفروع.. وظلت الأصول موجودة في المصحف، وفي حياته الخاصة، ولم يؤذن له في تطبيقها، وهي لا تزال تنتظر التطبيق، وقد التحق النبي بالرفيق الأعلى، ولم تطبق دعوته للأصول، لأنه لم يؤذن له في ذلك، والسبب هو حكم الوقت.. فوقت الأصول، لمّا يَحِنْ بعدُ.. أما صاحب دعوة الإسلام الحقيقي والنهائي، هو محمد في مستوى ولايته، وفي رسالته الأحمدية.. وهو هو المسيح المحمدي، الذي جاءت به البشارة، وأظلنا عهده.. ولمزيد من التوضيح، لا بد من الرجوع إلى كتاب (طريق محمد).
    لقد تم تناول القضية في كتاب (الإسلام ديمقراطي اشتراكي).. ولأهمية الموضوع، نحن نورد هنا ما ذكرناه في ذلك الكتاب: "رسول أمة المسلمين:
    فمن هو رسول أمة المسلمين؟؟ هو أحمد _المسيح المحمدي!! وما معنى هذا؟؟!! لقد سبق أن ذكرنا أن نبيّنا، عليه السلام، صاحبُ رسالتين، وبينّا هاتين الرسالتين.. الرسالة الأولي محمدية.. وقد قامت عليها أمة المؤمنين.. والرسالة الثانية أحمدية، وهي التي تقوم على أصول القرآن _السنة_ وسوف تقوم عليها أمة المسلمين.. وقد جاء أمر الرسالة الأولى في قوله تعالى: (محمّدٌ رسولُ الله، والذينَ معه أشدّاءُ على الكفار، رحماءُ بينهم).. وعن الرسالة الأحمدية جاء قوله تعالى: (وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيلَ إنّي رسولُ الله،إليكم، مصدّقاً لما بين يدي من التوراة، ومبشِّراً برسولٍ يأتي من بعدي،اسمُه أحمد، فلما جاءهم بالبيّنات، قالوا هذا سحرٌ مبين).. فقد جاء محمّد، صلى الله عليه و سلم، بنبوة أحمدية ورسالة محمدية، فدعا إلى الإيمان تفصيلاً، ولم يدع للإسلام الأخير، إلا إجمالاً، في معنى ما بلغ القرآن، وفي معنى ما سار السيرة.. وقد استجابت له أمة المؤمنين.. وسيجيء محمد برسالة أحمدية، فيدعو أمة المؤمنين، ويدعو غيرها من سائر الأمم إلى الإسلام، ويفصّل في التشريع، وفي التفسير(التأويل) ما أجمل في القرن السابع وسيُستجابُ له، من كلِّ الناس، استجابةً مستفيضة.. فقد أصبحت الأرضُ مهيأةً لتتلقى عن الأحمدية، وتعي أكثر.. وهذا يقتضي تطوير التشريع بالصورة التي ذكرنا، فيتم الانتقال من الشريعة إلى السنة، التي أصبحت أكثر مناسبة للوقت.. والعمل بأصول القرآن، مأمورٌ به، بقوله تعالى: (واتّبعوا أحسنَ ما أنزل إليكم من ربِّكم، من قبل أن يأتيَكم العذابُ بغتةً، وأنتم لا تشعرُون).. وأحسن ما أنزل إلينا من ربنا، هو آيات الأصول.. يقول الأستاذ محمود: (لمّا كانت البشرية على عهد الجاهلية الأولى _جاهلية القرن السابع_ متخلفة، وساذجة، وجاهلة، فقد اقتضى حكم الوقت تنزل المحمدية عن الأحمدية تنزلاً كبيراً، وذلك حتى تخاطب الناس على قدر عقولهم، وحتى تشرع لهم في مستوى حاجتهم، وهي حاجة بسيطة.. وكان هذا التنزل من مستوى آيات الأصول في القرآن إلى آيات الفروع.. وأصبحت بذلك آيات الفروع صاحبة الوقت، واعتبرت ناسخة، فيما يخص التشريع، لآيات الأصول.. والآن في النصف الثاني من القرن العشرين، والإنسانية تعيش الجاهلية الثانية _جاهلية القرن العشرين_ وهي جاهلية أرفع بما لا يقاس عن مستوى جاهلية القرن السابع، فقد أصبحت الأرض مهيأة لتتلقى عن الأحمدية، أكثر مما تلقى، ووعى، أسلافها، وكذلك جاء وقت الرسالة الأحمدية.. والرسالة الأحمدية تطوير للرسالة المحمدية.. ذلك ببعث آيات الأصول التي كانت في عهد المحمدية منسوخة لتكون هي صاحبة الوقت في القرن العشرين، وتكون هي عمدة التشريع الجديد، ولا يقتضي كلُّ أُولئك إلا فهماً للقرآن جديداً، به تُحيا السنة بعد اندثارها.. ويقول: محمد، وهو رسول للأمة المسلمة، صاحب رسالة أكبر منه وهو رسول للأمة المؤمنة.. فهو في رسالته للمسلمين أحمدي، وفي رسالته لأمة المؤمنين محمدي، وسبب الفرق بين الرسالتين حكم الوقت).. ويقول: (لقد أنَى للناس أن يميزوا، بصورةٍ دقيقة، ليس بين النبوة والرسالة فحسب، وإنما بين الأحمدية والمحمدية أيضا.. فالأحمدية نبوة، والمحمدية رسالة.. ونبينا، محمد بن عبد الله، جمع بين الأحمدية والمحمدية.. فهو أحمدي النبوة محمدي الرسالة.. أو قل هو مما يلي الله أحمدي.. ومما يلي الناس محمدي.. هو أحمد في السماء، ومحمد في الأرض.. ويقول: (يُؤخذ من دقائق حقائق الدين أن نبينا رسول الأمتين.. الأمة المؤمنة _الأصحاب_، والأمة المسلمة _الأخوان_، وأنّه بذلك صاحب رسالتين _الرسالة الأولى محمدية، والرسالة الثانية أحمدية).
    لقد تحدثنا في أول هذا الباب عن البدء، وقلنا إنه كما البدء، يكون الختام.. والختام هو ختام دورة من دورات الوجود، وهي الدورة التي بدأ بها أول التنزل، إلى مقام الاسم.. وكان ذلك في الملكوت، عالم الأمر.. والختام، هنا، هو اكتمال الدورة بتجسيد ما كان في عالم الأمر _تجسيده في عالم الملك.. وموضوع العودة إلى البداية بالصورة التي ذكرناها، هو من قوانين الوجود الأساسية (كما بدأنا أولَ خلقٍ نعيده، وعداً علينا، إنّا كنا فاعلين).. وهي عودة بلا تكرار.. ففي التوحيد، التكرار يمتنع تماماً، ولذلك هي عودة مع الاختلاف.. تحدثنا أنّ البدءَ كان بالكلمة (الله).. وتحدثنا عن مقام أحسن تقويم، وعن القرآن، وعن النور.. كما تحدثنا عن الولاية والنبوة والرسالة، في حالة الرتق.. وكان حديثنا، كلّه، في إطار الحديث عن الحقيقة المحمدية، وذكرنا حديث المعصوم لجابر، عن أول ما خلق الله.. وكل ما ذكرناه في بداية الباب، نعود إليه هنا، في إطار العودة إلى البدء.. وحديثنا هنا، كله، محاولة للتعريف ببعض جوانب الحقيقة المحمدية، بغرض توضيح الرسالة الأحمدية، وبيان، ما يمكن بيانه، بالنسبة لرسول الأمة المسلمة، التي أظلنا عهدها.
    الحقيقة المحمدية هي مرتبة الولاية الأحمدية.. ومقام (الولاية الأحمدية) هو المقام الذي منه استمدت جميع الرسالات، والولايات، أنوارها، وبذلك كانت أقساطاً منها، ومقدمات لها _أي لتجسيدها الأخير.. فهذا المقام لا يزال يقرُب من الأرض، كلما تهيأت الأرض له، بفضل أنوار الرسالات، وأنوار الولايات، التي أشعل الله سُرجَها في قلوب الذين أوتوا العلم ليعدوا الأرض لتلتحق بأسباب السماء.. وسيستقر مقام الولاية الأحمدية في الأرض، بمجيء المسيح، الذي هو موعود الله بملئها عدلاً، كما ملئت ظلماً، وجوراً.. وعن هذا المجيء تتحدث سورة (القدر)، وقد ورد الحديث عنها في العديد من كتب الأستاذ محمود، فيمكن لمن يشاء الرجوع إليها.
    ربما يكون، كلُّ المسلمين، يظنُّون أنهم يعرفون النبي محمد، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهذا وهمٌ كبير..يقول عنه الأستاذ محمود: (محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، النبي الأمي المبعوث في قريش في الأميين منذ القرن السابع، والذي ختم الله به النبوة، وأنزل عليه القرآن المقروء اليوم، والمحفوظ بين دفتي المصحف لا يعرفه المسلمون، وإن ظنوا، جهلاً، أنهم يعرفونه.. وهذه الدعوة لإتباعه، وحسن تقليده التي يقدمها هذا الكتيب (طريق محمد) لا تستقيم على خير وجوهها إلا إذا قدّمت تعريفاً به يجعل إتباعه، وتقليده، عملاً علمياً يحترم أقوى العقول المعاصرة، ويقنعها بجدوى ممارسته، وإتقانه).. ويكاد يكون جميع المسلمين، في معرفتهم بالنبي عليه السلام، محجوبين بجانب الرسالة عما سواه.. ويكفي أن أويس القرني، قال لسيدنا عمر، عن رؤية الأصحاب للنبي: (والله ما رأيتموه إلا كالسيف في غمده)!!.. أما بالنسبة لعامة المسلمين اليوم، والدعاة منهم خاصة، فإن رؤية الغمد، نفسها، تكاد تكون قد غابت!! ونحن لا نزعم أننا نملك أن نتحدث عن دقائق الحقيقة المحمدية، فهذا ليس من غرضنا في هذا الكتاب.. وإنما نحن بصدد الحديث عن بعض الجوانب، المتعلقة بموضوعنا، عن رسول أمة المسلمين.. وهو حديث المقصود منه، أيضاً، إعانة المسلمين على تقديس وتوقير النبي، صلى الله عليه وسلم.
    مما يعين على تصور مكانة النبي، وعظم شأنه، قوله: (ماعرفني غيرربي).. وقوله: (لي ساعة مع ربي لا يسعني فيها ملك مقرب، ولا نبي مرسل)!!.. فبقدر الإيمان والعمل في التقليد عن محبة وثقة تتفتح آفاق الحقيقة المحمدية. فنبينا صاحب نبوة أزلية، قال عنها: (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين).. وهذا يعني أنه كان نبياً عالماً بنبوته، في الأزل، ولذلك عبر في حديث جابر، بقوله: (نور نبيك يا جابر).. ومن هذه النبوة مُدّت جميع النبوات، وجميع الولايات، وهي، جميعها، ليست سوى مراحل من مسيرة الحقيقة المحمدية، نحو مقامها.. وعن هذه المسيرة يجيء قوله تعالى: (وتوكّل على العزيزِ الرّحيم* الذي يراكَ حينَ تقوم* وتقلّبَك في السّاجدين).. (تقلبك في الساجدين)، يعني يرى أطوارك، وأنت تتقلب في الخلائق، تطلب مقامك المعد لك منذ الأزل، وإليها الإشارة من الآية بقوله تعالى: (يراك حين تقوم).. فتقوم هنا من القيومية _القيام بالله.. والقيام بالله عبودية، وهو هنا قمة العبودية، التي تتحقق بها خلافة الأرض، التي جاءت في الأمر الإلهي (إنِّي جاعلٌ في الأرضِ خليفة).. فقبل البعث المحمدي الأول، كان تقلب الحقيقة المحمدية، في الساجدين.. وبعد البعث الأول، استمر التقلب في الساجدين، من آل البيت.. وعند القيام، تتم المزاوجة بين الملك، والملكوت، وبين الدنيا والبرزخ، فتتوحَّد الروح مع الجسد، فيصبح جسداً روحانياً، أو روحاً تجسدت، فيكون بذلك البعث الأكبر، بعث المقام المحمود.. وعن هذه المزاوجة يجيء قوله تعالى: (وإذا النفوسُ زُوِّجَت).. وهذا يتم لعامة الناس في الآخرة وللإنسان الكامل _الحقيقة المحمدية_ في اليوم الآخر..وتحقيق المقام المحمود (بعثٌ)، يقول تعالى:(ومن الليلِ فتهجّد به، نافلةً لك، عسىأن يبعثَك ربُّك مقاماً محموداً).. والبعثُ، هنا، يعني الحياة بعد الموت، وتجاوز الموت بتجربته، وبذلك يتحقق مقام (الروح)، بمعنى الجسد الحي الذي لا يموت.. وقد جاء عن تعريف الروح من أقوال الأستاذ: (ما هي الروح؟؟ هي الجسد الحي الذي لا يموت، و في المرحلة قبل ظهور الجسد الحي، الذي لا يموت فإن الروح هي الطرف اللطيف من الجسد الحاضر).. والروح هي المسيح، رسول الأمة المسلمة.. فالمسيح (المسيح المحمدي)، عند بروزه إلى مقامه، مقام الوسيلة، هو الروح، بمعنى الجسد الحي الذي لا يموت.. فهو مبعوث من الموت، وبهذا البعث هو متجاوزٌ له.. ولقد ورد في القرآن ذكرُ كثيرين، بُعِثوا من الموت، ولكن، بعثُ هؤلاءِ، جميعاً، لم يكن تحقيقاً لمقام، ولذلك ماتوا بعد بعثهم.. وذلك على خلاف الأمر بالنسبة للحقيقة المحمدية، فهي عندما تبعث إلى مقام الوسيلة، تتجاوز عتبة الموت، وتدخل الحياة التي لا موت فيها.. وبهذا البعث، تقوم القيامة الصغرى_ساعة التعمير_ التي، بها، يتم افتتاح اليوم الآخر، وهو آخر أيام الدنيا، وأول أيام الآخرة.. وفيه يتم بعث موتى القلوب، من أهل الدنيا، وبذلك تبرز أمة المسلمين، فتتحقّق جنةُ الأرض، وينطبق، في قمة، قولُه تعالى: (وقالوا الحمدُ لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرضَ، نتبوأ من الجنّةِ حيثُ نشاء).. وإلى هذا القيام، وهذه القيامة، يشير أيضا قوله تعالى: (يومَ يقومُ الروحُ، والملائكةُ صفاً، لا يتكلّمون، إلا من أذِنَ له الرّحمنُ، وقال صَواباً).. وضمن ما جاء في هذا الصدد، من أقوال الأستاذ محمود، ما ذكره في تأويل قوله تعالى: (في بيوتٍ أذنَ الله أن تُرفعَ، ويُذكَرَ فيها اسمُه)، من سورة النور، حين قال:"فإن البيوتَ أجسادُ العارفين.. وفي طليعتهم الإنسان الكامل.. فإن جسد العارف قد أذن الله له أن يُرفع من الأموات.. فهو إنما يجيء لهذه الدنيا من العالم الآخر".. وعن كون المسيح هو الروح، يجيء قوله تعالى: (إنمّا المسيحُ، عيسى بن مريم، رسولُ الله، وكلمتُه، ألقاها إلى مريمَ، وروحٌ منه)..
    وجوهُ الأمرِ عديدةٌ، ويكاد القرآن، كلّه، يدور حوله.. وعلينا أن نتذكرَ المثاني في القرآن، ونتذكرَ أنّ، معاني القرآن الأصيلة تقع في منطقة التأويل، وليس في منطقة التفسير.. وهذا وجهٌ من الوجوه الهامة، جداً. فمقام الحقيقة المحمدية _رسول الأمة المسلمة_ هو مقام تأويل القرآن.. بل هو تأويل القرآن، يقول تعالى: (هل ينظرُونَ إلا تأويلَه؟! يوم يأتي تأويلُه يقول الذين نسوه من قبل، قد جاءت رسلُ ربِّنا بالحق!! فهل لنا من شفعاءَ، فيشفعوا لنا، أو نُردّ فنعمل غير الذي كنا نعمل؟ قد خسروا أنفسَهم، وضلّ عنهم ما كانوا يفترون).. (هل ينظرون إلا تأويله) يعني ما ينتظرون إلا مجيء تأويله.. قوله (قد جاءت رسل ربنا بالحق) يعني جميع رسل ربنا جاءت بالبشارة بهذا التأويل، وبأقساط منه، حسب حكم وقتهم.. وعن التأويل، نفسه، يقول تعالى: (هل ينظرُون إلا أن يأتيَهم اللهُ في ظللٍ من الغمام والملائكة، وقُضِي الأمرُ وإلى الله ترجع الأمور).. فالذات الإلهية ليست غائبة فتأتي، عن ذلك تعالى الله علواً كبيراً.. وهي لا يحويها الزمان ولا المكان، حتى تأتي (في ظللٍ من الغمام)، مهما كان تفسير أو تأويل هذه الظلل.. فلم يبق إلا أن تكون الآية تتحدث عن التنزل إلى مقام الاسم.. فهو، هو تأويل القرآن.. هو القرآنُ مجسداً، في اللحم والدم.. و(في ظُللٍ من الغمام)، إنما تعني في تجسيدٍ أصلُه الماء _الغمام_ وهذه هي قمة التخلق بأخلاق القرآن، التي بها يتحقّق كمال الإنسان.. والمقصودُ من العبارة القرآنية (الله في ظلل من الغمام) هو _المقام المحمود_ الذات المحمدية، وهو المسيحُ، كما هو الساعة، وهو ختم الرسالة، فكل هذه، وغيرها، تعني شيئاً واحداً، من وجوه مختلفة.. فالمسيح (الساعة) هو التقاء الملك والملكوت، رأسياً.. والتقاء الماضي والمستقبل، في اللحظة الحاضرة، أفقياً.. فعندما يتم هذا اللقاء، الأفقي والرأسي، تكون الساعة، ويتحقق النبأ العظيم!!
    ويُلاحظ أن البشارة، بعودة المسيح الثاني في الإنجيل، تكاد تتطابق مع البشارة الواردة في القرآن.. يقول إنجيل لوقا، في الإصحاح الحادي والعشرين: (وتكون علاماتٌ في الشمس والقمر والنجوم.. وعلى الأرض كربُ أممٍ، بحيْرة.. البحر والأمواج تضجُّ، والناسُ يُغشى عليهم، من خوفٍ، وانتظار ما يأتي على المسكونة، لأن قوات السموات تتزعزع. وحينئذٍ يبصرون ابن الإنسان، آتيا في سحابة، بقوةٍ ومجدٍ كثير).
    وفي الآية الكريمة: (وقضي الأمر).. (الأمر) يعني المسيح _ولقد سبق لنا أن تحدثنا عن الأمر، في أول الباب_، وقُضِي، تعني تم واكتمل إعدادُه، وإعدادُ الأرض له، هذا الإعداد الذي بدأ من (أسفل سافلين).. وقوله تعالى: (وإلى الله ترجع الأمور) إشارةٌ إلى الكمالات، التي تتحقق، في تلك القيامة _ساعة التعمير_ التي بها تتحقّق جنة الأرض، في الأرض.. والساعة هي المسيح، وإلى ذلك يشير قولُه، تعالى، عن المسيح: (وإنّه لعلمٌ للساعة، فلا تَمتَرُنّ بها).. والساعة هي مجيئه.. وحسب مثاني القرآن، الساعة ساعتان: ساعة التعمير، وساعة التخريب.. فأما ساعة التعمير فهي لحظة مجيء المسيح ليرد الأشياء إلى ربها، حساً ومعنى، وليملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.. ويومئذٍ يظهر الإسلام على جميع الأديان.. ويتحقّق موعود الله:(هو الذي أرسل رسوله، بالهدى ودين الحق، ليظهرَه على الدينِ كلِّه.. وكفى بالله شهيدا).. ويتأذن الله بالتطبيق، كما تأذن بالإنزال.. وذلك فيما يتعلق بقوله تعالى: (اليومَ أكملتُ لكُم دينَكُم، وأتممتُ عليكم نعْمتِي، ورضيتُ لكُم الإسلامَ ديناً).. وهذه هي ساعة التجلي الكمالي.. أما ساعة التخريب فهي لحظة مجيء المسيح للمرة الثانية، ليردَّ الأشياء إلى الله حساً، وقد أبطأ المعنى، وذلك (يوم نطوي السماءَ، كطيِّ السجل للكتب.. كما بدأنا أول خلق نعيده.. وعداً علينا.. إنّا كنّا فاعلين)..الأنبياء 104.. فالساعتان منضويتان، في بعضهما، في سياق القرآن.. فهو عندما يقول (الساعة)، إنما يعني المعنى القريب للساعة، وهي ساعة التعمير، والمعنى البعيد للساعة، وهي ساعة التخريب.
    وبساعة التعمير، يبدأ اليوم الآخر، الوارد في عديد الآيات، منها، على سبيل المثال: (وإلى مدينَ أخاهُم شعيباً، فقال: يا قوم!! اعبدُوا الله، وارجوا اليوم الآخر، ولا تعثوا في الأرض مفسدين).. وإنما سُمي (اليوم الآخر) لأنّه آخر أيام الدنيا، وأول أيام الآخرة، وفيه تتحقق جنةُ الأرض، وهي نموذج من الجنة الموعودة.. وإليها الإشارة بقوله تعالى: (ونُفِخ في الصورِ، فصَعِق من في السموات، ومن في الأرض، إلا من شاء الله، ثم نُفِخ فيه أخْرى، فإذا هُم قِيامٌ ينظرُون* وأشرقت الأرضُ بنورِ ربِّها.. ووضعَ الكتابُ.. وجيء بالنبيين والشهداء، وقُضِي بينهم بالحقِّ، وهم لا يُظلمون).. العبارة القرآنية (وأشرقت الأرض بنور ربها)، الإشارةُ،فيها، إلى النور الذي به الظهور، وقد تحدثنا عنه، وقلنا إنه النور الأول، فالله نور السموات والأرض، وهو يعني أيضا نور المعرفة بالله.. وهذه هي جنة المعاني.. فالأرض تمتليء بالعلم بالله، وهو ما أشارت إليه التوراة بالعبارة:(لا يفسدون في كل جبل قدسي، لأن الأرض تمتليء من معرفة الرب، كما تغطي المياه البحر)..
    كلمة مسيح، ليست اسماً، وإنما هي صفة.. وهي تعني: الممسوح بزيت البركة، وتعني المخلص أيضاً.. وقد كان اليهود ينتظرون مسيحهم الذي وعدوا به، ولما جاءهم عيسى بن مريم، عليه السلام، كمسيح، رفضوه، ولا يزالون ينتظرون مسيحهم.. ومريم، في التأويل، هي النفس الطاهرة، وهي التي يجيء منها المخلِّص الأخير، الذي به يكتمل تطبيق رسالات السماء، عند الإنسانية كلها، ويتحقق موعود الله، الذي جاء في قوله تعالى: (إنِّي جاعلٌ في الأرض خليفة).. هذه الخلافة، قد بدأت بآدم، وهي تكتمل بالمسيح المحمدي.. وعندها تتحقق البشارة بلقاء الملك والملكوت.. وهي بشارةٌ قد وردت، أيضاً، عند المسيحيين، في دعائهم الأساسي، الذي جاء فيه: (أبانا الذي في السموات.. ليتقدس اسمك، ليأتي ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء، كذلك على الأرض).. وجاء من إنجيل متى_الإصحاح الخامس والعشرون_ قوله: (ومتى جاء ابن الإنسان، في مجده، وجميع الملائكة والقديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض، كما يميز الراعي الخراف من الجداء، فيقيم الخراف عن يمينه، والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي، رثُوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم).
    وعن العودة، يقول القرآن: (إنّ الذي فرض عليك القرآن، لرادُّك إلى معاد).. وهذا المعاد، هو العودة إلى البدء الذي تحدثنا عنه، و ذكرنا، عنه، قولَ المعصوم: (أولُ ما خلق الله نورُ نبيك يا جابر)، وقوله: (كنتُ نبياً، وآدم بين الماء والطين)، وقول القرآن: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)..فالعودة، هي عودةٌ إلى أحسنِ تقويم، وبها، تُفتتح دورةٌ جديدةٌ للحياة على كوكب الأرض، بها يتحقّق الإسلام، والسلام، ويبرزُ الإنسان إلى مقام عزِّه، المدّخَرِ له (مُنذ نشأَة الكون).
    عبدالله ابنُ عباس، رضي الله عنه، يقول: (عجبتُ لمن ينتظر عودة عيسى، ولا ينتظر عودة محمد)!!
    مقام الوسيلة:
    مقام الوسيلة هو مقام الخليفة، الذي جاء في قوله تعالى: (إني جاعلٌ في الأرضِ خليفة).. والخليفة بمعنى عام هو الإنسان.. ولكنّ الإنسان لايستحق الخلافة، إلا إذا أصبح مؤهلا لها، بالمقدرة على تنفيذ مرضاة مخلِّفه، وهو يكونُ خليفةً، بقدر تأهيله هذا، ومن هنا تأتي الخلافة، بالمعنى الخاص.. وقد افترعت هذه الخلافة، بآدم عليه السلام، ثم توالت في أنبياء الحقيقة، إلى أن وصلت إلى قمتها بمحمد، عليه أفضل الصلاة والسلام، في مقام نبوته.. ومنذ أن صدر الإذن الإلهي بالخلافة، ظلّت، العناية الإلهية تعد المسرح لها، مسخرةً لذلك جميع الوجود، علويِّه وسفليِّه.. وما تحرّك من متحركٍ، ولاسكنَ من ساكنٍ، إلا في سبيل تحقيق هذه الغاية!! والخليفة، في القمة، هو واحد.. وهو من افترع به الوجود الحادث عندما برز في عالم الملكوت، وهو الذي سيختم به الوجود الحادث، عندما يتجسد في عالم الملك.. هذا الخليفة، هو الذات المحمدية، التي ظلت تطلب تجسيد مقامها، في الملك، منذ أن كانت (في أحسن تقويم)، وقد ظل هذا المقام يتنزل، عبر التجربة الطويلة، منذ ذلك التاريخ، والأرض تتهيأ لاستقباله، كلّ حينٍ، في مستوى جديد..
    وقد تهيأت الأرض،الآن، تماماً، لهذا النبأ العظيم، واكتملت جميع الشروط الظاهرية له.. وبظهور هذا المقام يجيء رسول أمة المسلمين.. فالحقيقة المحمدية، هي مقام ولاية النبي محمد، وقد ألم بها في معراجه، فشهد الذات الإلهية، شهوداً ذاتياً، بلاواسطة، وقد تخلف عنه جبريل..فحقق بذلك أعلى مقامات العبودية لله، إذْ لايشاهد الرب إلا العبد.. ثمّ، وعد الله، تعالى، نبيَّه أن يبلّغه هذا المقام، في الأرض، فقال له: (ومن الليلِ فتهجّد به، نافلةً لك، عسىأن يبعثك ربُّك مقاماً محموداً).. وقد ظلّ النبي الكريم، عليه السلام، يعملُ في شريعته (سنّته)، جاهداً، ينتظرُ تحقيقَ وعدِ الله له، فكان كأنّما نُصبَ له علمٌ فشمّر يطلبُه، كما وصفه الأصحاب.. وقد بُلِّغ المقامَ، عند التحاقه بالرفيق الأعلى، ونزلَ به إلى برزخِه، وفي ذلك يجيء الحديث، الذي ترويه السيدة عائشة.. فقد ورد في الحديث، أنّ جبريل قال للنبي، وهو في فراش مرضه: (إنّ الله، عزَّ وجلَّ، يقرأ عليك السلام، ويقول: كيف تجدك؟ وهو أعلم بالذي تجد منك، ولكن أراد أن يزيدَك كرامةً وشرفاً، وأن يتمَّ كرامتَك، وشرفَك على الخلق، وأن تكونَ سنةً في أمتك.. فقال: أجدنُي وجِعاً.. قال: أبشر فانّ الله، تعالى، يريدُ أن يبلّغَك ماوعدك).. يشير بقوله (يبلّغك ماوعدك) إلى (المقام المحمود).. وقد بلغه، كما وعده ربُّه، ونزل به إلى برزخه.. وبذلك أصبح المقام الذي برز إلى الملكوت، منذ البدء، متحقّقاً في البرزخ، ويُنتظر له أن يتحقّق في الأرض..
    ولما كانت النبوة قد خُتمت، فقد أصبحت الأرض تُعدُّ، روحياً، للمقام المحمود، عن طريق الأولياء، من آل بيتِ النبي، وجميعهم ممدودون من النبي، عليه أفضل الصلاة والسلام، في برزخه.. وكلُّ المسيرة، تستهدف، أن تتوحّد أنوارُ ولايات آل البيت، في الأرض، مع نور الحقيقة المحمدية في البرزخ، وبذلك تتجسد الحقيقة المحمدية على الأرض، ويتوحد الملك والملكوت.. ولحظة هذا التوحّد هي الساعة، وهي المسيح المحمدي، وقد برز إلى مقامه، مقام الحقيقة المحمدية، مقام ولاية النبي، الذي منه تجيء الرسالة الأحمدية.. وواردٌ، في ذلك، قوله تعالى: (وأقسمُوا بالله جهدَ أيمانِهم، لا يبعث الله من يموت، بلَى وعداً عليه حقاً، ولكنّ أكثرَ الناسِ لا يعلمُون* ليبيّنَ لهم الذي يختلفُون فيه، وليعلمَ الذين كفرُوا أنّهم كانُوا كاذِبين* إنما قولُنا لشيءٍ إذا أردناه، أن نقولَ له كُنْ فيَكُون).. قولُه تعالى: (ليبين لهم الذي يختلفون فيه) يعني ليبيّن لهم (النبأ العظيم) الوارد في قوله تعالى: (عم يتساءلون؟!* عن النبأِ العظيم!!* الذي هم فيه مُختلفون؟!).. وهذا المقام، هو نفس مقام (الوسيلة)، الذي قال عنه تعالى: (يا أيُّها الذين آمنوا، اتقُوا الله، وابتغُوا،إليه، الوسيلة).. فمع التقوى، جاء الأمر بابتغاء الوسيلة!! وهذا المقام هو الذي يختصم فيه الملأ الأعلى، وقد جاء عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قوله: (إذا سمعتم المؤذّن، فقولوا مثلَ ما يقول، ثم صلُّوا عليّ، فإنّه من صلّى عليّ صلاةً، صلّى الله عليه، بها، عشراً، ثم سلُوا الله لي الوسيلة، فإنّها منزلةٌ في الجنة، لاتنبغي إلا لعبدٍ من عبادِ الله، وأرجُوأن أكونَ هو، فمن سألَ لي الوسيلة، حلّت له شفاعتي).. فالنبيُّ، وهو في مقام نبوته، كان يطلب مقام ولايته.. وهو مقام (الختم) ختم الأولياء، الذي تحدث عنه كثيرٌ من الصوفية..
    مقام الوسيلة، إذن، هو مقام (الخليفة)، خليفة الذات الإلهية، وهو الذي يكون بين الذات، وجميع الخلق.. فهو من يحقّق العبودية الكاملة لله، وليس لكمال العبودية نهايةٌ فتُبلَغ.. وفي هذا المقام، يبرز أكمل تجسيد لأخلاق الله، الواردة في القرآن.. إنّ كلّ المسلمين يكادون يعرفون أمر الوسيلة هذا، ويدعون للنبي الكريم به، بعد الآذان، ولكن نظراً لغياب فهم مثاني القرآن، عندهم، ولارتباط المقام بالجنة، كما هو واردٌ في الحديث، وَهِمَ معظمُ المسلمين فظنُّوا أنّ المقام مرتبطٌ بالجنة الكبرى، وذهلوا عن جنة الأرض.. فالجنة، المعنية في الحديث، هي جنة الأرض، وهي إنّما تتحقق، بتحقيق مقام الوسيلة الذي تجيء منه الرسالة الأحمدية، وتبرزُ، به، أمةُ المسلمين، إخوان النبي، الذين كان يشتاق إليهم، وبذلك تُفتتح دورةُ اليوم الآخر، ويرثُ أهل الأرض الملكوتَ الذي أعد لهم منذ الأزل..
    لا ريبَ أنّه معلومٌ، عند جميع المسلمين، أنّ النبيّ، عليه أفضل الصلاة والسلام، هو أولُ من يبعثُ من الأموات، ولكنْ، لِغياب فهم مثاني القرآن، عندهم، ظنُّوا أن هذا البعث، يتم بعد الساعة الكبرى، وذهلوا عن حقيقة أنه يتم عند الساعة الصغرى، بل هو الساعة الصغرى، نفسها!!
    إن أمر الوسيلة، هو أهم وأخطر، شأن في الوجود الحادث.. ولاسبيل لبعث الدين، ولاسبيل للخلاص بصورةٍ عامة إلا به، فهو وحده المخلص.. ومن أجل ذلك، جاء قول الأستاذ محمود، من كتاب (طريق محمد): (إنّ محمداً هو الوسيلة إلى الله وليس غيره وسيلة منذ اليوم.. فمن كان يبتغي إلى الله الوسيلة، التي توسله وتوصله إليه، ولاتحجبه عنه أو تنقطع به دونه، فليترك كل عبادة هو عليها اليوم، وليقلّد محمداً، في أسلوب عبادته، وفيما يطيق من أسلوب عادته، تقليداً واعياً، وليطمئن، حين يفعل ذلك، أنه أسلم نفسه لقيادة نفس هادية، ومهتدية)..".
    من المفترض أن د. ياسر يعلم هذه المعلومات، وقد أشار إلى موضوع المسيح، بصورة معممة، ولم يقف عنده وطففه.. فالأزمة ليست في نقص المعلومات، وإنما في الأخلاق.. ياسر جعل مواعينه مكفية، فلم يعلق بها شيء مما ذكر!! المهم أن د. ياسر حكم بأن الفكرة الجمهورية باطلة.. كون حكمه هذا صحيح أم غير صحيح، لا يغير من الأمر شيئاً، بالنسبة لموقفه.. وكون الفكرة الجمهورية باطلة بالنسبة له، هذا حكم قاطع بأنه غير جمهوري.. والوضع الطبيعي، طالما أن الفكرة باطلة بالنسبة له، هو أن يتركها، ولا يشغل نفسه بالباطل.. يمكن أن يعمل على كشف باطلها للآخرين.. ولكن الأمر الغير معقول، هو أن يحكم بأنها باطلة، ثم ينسب نفسه إليها، وينشغل بها كل وقته.. هذا أمر له دلالة أخرى، هي ببساطة، وبوضوح، هو أنه موظف، لهدم الفكرة.. وهذا واضحٌ جداً، من علاقته بد. النعيم.
    يقول د. ياسر: "من حيث التنظير لا يوجد ما يمنع أحدا، جمهوريا كان أم غير جمهوري، من الإتيان بأي فكر مستقل أو تجديد، بالإضافة أو بالحذف، للفكرة الجمهورية. المحك هو المسئولية والثبات أمام التحدي..".. واضح جداً الالتواء في القول.. من المؤكد، لا يوجد ما يمنع أي إنسان الإتيان بفكر مستقل، ولكن من قال بخلاف ذلك؟! وما علاقة هذا القول ببقية النص.. في الواقع هو قول للتعمية، يجعل ما ينطبق عليه، ينطبق على ما جاء في بقية النص.. بقية النص تقول: "أو تجديد، بالإضافة أو الحذف للفكرة الجمهورية..".. على العكس تماماً، من زعم د. ياسر، الفكرة الجمهورية لا يملك أحد أن يحذف منها أي شيء، أو يضيف إليها أي شيء.. وهذا أمر بداهة، ويقتضيه العقل، والقانون والأخلاق.. ليس من حق أحد أن يضيف إلى فكر غيره أو يحذف منه.. قال د. ياسر: "المحك هو المسئولية..".. المسئولية هي أن لا تنسب فكرك، لغيرك، وإنما تتحمل المسئولية في نسبته إليك.. من عنده زيادة أو حذف، فليدعُ إلى فكرته هذه، وفق رؤيته في الزيادة والحذف، ولا ينسب رأيه الشخصي للأستاذ محمود ودعوته، وخلاف ذلك، هو تجني، وجرمٌ عظيم.. وهو أمر غير مقبول، بأي مقاييس أتخذتها.. وعلى كل حال، نحن لن نسكت عليه.
    هل إذا كانت الفكرة باطلة، الإضافة إليها، أو الحذف منها يجعلها حق!؟ قلنا كونها باطلة يعني أنها غير مأذونة من الله.. فهل الإضافة أو الحذف يجعلها مأذونة!؟ هذا محض عبث، في أمر لا مجال فيه للعبث.. الأمر الباطل، أمره منتهي، ولا مجال فيه للترقيع، بالإضافة أو الحذف.. الموضوع كله، ابتداءً، ليس موضوع رأي وفكر وإنما هو موضوع معرفة بالله، تثمرها التقوى.. فقول د. ياسر هذا، يخرج القضية تماماً من إطارها، ويجعلها مجرد فكر مدني، يمكن أن يضاف إليه أو يحذف منه.
    ويقول د. ياسر: "وبقليل من الاستنتاج ندرك أن نفس هذا الحديث يعطي من شاء من الجمهوريين أن يأتي بمقترحات مرحلية كما حدث مع الدكتور عبد الله النعيم مثلا..".. هذه هي قضية د. ياسر الحقيقية، وكل اللف والدوران، بسبيل من أن يصل إليها.. هو يزعم أن د. النعيم أتى بما يكمل نقص الفكرة.. ولغياب المسئولية وغياب الشجاعة، سماها "مقترحات مرحلية".. أولاً: ليس في الدين مقترحات مرحلية، أو غير مرحلية.. ثانياً: د. النعيم لم يأتِ بمقترحات، وإنما قرارات مبدئية ونهائية، فكون الدين عنده علماني وصناعة بشرية، أو القرآن غير منزل من الله، فهذه قرارات نهائية، فلا يمكن أن يقال أن الدين غير منزل من الله في المرحلة، ثم يقال لنا أنه منزل في غير المرحلة!!.. وإذا كانت الفكرة ناقصة كما تزعم، فمن المستحيل أن يكملها د. النعيم، والسبب صارخ الوضوح، وهي أن الفكرة دعوة للإسلام، ودعوة د. النعيم في جملتها، وتفاصيلها، دعوة لنقض وهدم الإسلام.. عمل د. النعيم، وأنت معه، ليس اكمال نقص الفكرة المزعوم، وإنما الغائها، واستبدالها، بما هو نقيضها، كما هو وراد في أقوال د. النعيم.. د. ياسر حكم أن دعوة الأستاذ محمود، في جملتها باطلة، وهرطقات د. النعيم، في جملتها صحيحة، وهو في الحالين لا يذكر التفاصيل أو جزء منها.. بالذات هو لا يتعرض لأي قول من أقوال د. النعيم.. وهذا ظل يجري منذ البداية وحتى اليوم.. واضح أن هنالك تعليمات صارمة، في هذا الصدد، ود. ياسر يطيع هذه التعليمات، طاعة عمياء، وهذا يلقي الضوء على العلاقة بينه وبين د. النعيم، فهي علاقة عمل!! د. النعيم من عليائه، حكم أن الفكرة ليست دين، فقال: "أنا عندي، يعني‎‎إذا كان نحن بنتكلم عن مصطلح بمعنى يضارب تجربة ‏البشرية منذ أن بدأت حتى اليوم،‎دا بكون مضلّل‎ !!‎ وبكون معتّم للرؤية‎!!‎ الدين بيعني ‏الدين العقائدي!! إذا كان في شيء بتجاوز العقائدية، ماهو دين ‎‎بالمعنى البيهو نحن ‏بنتكلم بيهو!! حقو نسمّيهو تسمية تانية!! ودا بجي من ‎‎وين؟ وبجي كيف؟ نحن ما ‏عارفين.." ح4/17.. كما حكم أن القرآن، ليس منزلاً من الله، وهذا يعني بالطبع أن النبي صلى الله عليه و سلم، لم يوحى إليه بشيء.. كما حكم أن الدين كله علماني، وصناعة بشرية، مثله مثل الثقافة ويمكن إعادة صناعته!! وقد قام د. النعيم بإعادة صناعة الدين.. فبدل الدين السماوي، جاء بدين أرضي سفلي، يقوم على نقيض قيم الدين السماوي.. د. ياسر من جانبه، بعد أن حكم بأن الفكرة باطلة وناقصة، حدد من يكمل نقصها، وهو عنده د. النعيم!! عند ياسر الأستاذ محمود جاء بعمل باطل، وناقص، ومن يصحح هذا البطلان، ويتمم هذا النقص هو د. النعيم!! هذا هو موقف د. ياسر من الأستاذ ومن د. النعيم!! اللهم نعوذ بك من مكرك.. ونعوذ بك أن تكون الدنيا مبلغ علمنا، ومنتهى همنا.. هذا التميزبين الأستاذ محمود ود. النعيم، يوضح بصورة جلية قدر الدكتور ياسر الذي لا يتعداه.
    هل نطمع أن يحدد لنا د. ياسر، وجهاً واحداً، من وجوه نقص الفكرة، وكيف أن د. النعيم يكمله، على أن يذكر قول د. النعيم في هذا الصدد.. أراهن أنه لن يفعل.
    توهم د. ياسر أنه بمثل هذه الكتابات الانصرافية، يصرفنا عن مناقشة أقوال د. النعيم، وهذا تفكيرٌ ضيق، وخداعٌ صاحبه مخدوع.. فنحن كلما أتيحت لنا فرصة لنذكر بأقوال د. النعيم، انتهزناها، وذكرنا.. ونحن سنظل نسأل د. ياسر عن أقوال د. النعيم المحددة، ولا يعنينا أجاب أو لم يجب، فللناس عقول، والله تعالى من وراء ذلك كله محيط.. ويا د. ياسر!! الهروب لن يجدي.. لقد استلم الشباب قضيتهم، وهم سيلاحقونك في أي موقع ذهبت إليه!!
    ونحن نختم بتجديد السؤال لد. ياسر.. كيف يمكن لمن يحكم بأن الفكرة الجمهورية باطل، أن يجددها أو يكمل نقصها!؟ كيف يمكن لمن هو خارج الدين، وخارج الفكرة الجمهورية، أن يكون هو من يجدد الدين، ويجدد الفكرة!؟
    د. ياسر رجلٌ هانت عليه نفسه، وهان عليه دينه، فباعه بثمن بخس، وكان فيه من الزاهدين.. وما أسرع ما تشرب د. ياسر القيم المضادة – قيم د. النعيم!! نفس المراوغة، والتحايل، وعدم الموضوعية بترك الموضوع كله تماماً.. ونفس الكذب والالتواء، وقول الشيء وضده.. وبصورة خاصة نفس عدم الحياء.
    اللهم نعوذ بك من مكرك.. ونعوذ بك من أن نكون من الغافلين.. ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين.

    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في 29/4/2016م


    أحدث المقالات

  • استفتاء سوداني بشأن الاحتلال المصري لحلايب! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • يطمح ألنيل ألغثاء شعر نعيم حافظ
  • روجنى الايطالي . و السودانيين يقتلون بالرصاص بسيناء اكبر فضيحة بقلم محمد القاضي
  • الغرب ووهم الانفتاح الإيراني بقلم: جون بيير ميشيل *
  • لعل وعسى مركزية فتح ترتاح....!! بقلم سميح خلف
  • الثورة السورية .. هي الإبتلاء الرباني الأكبر للبشرية بقلم موفق السباعي
  • اوقفوا عمليات قتل المتظاهرين السودانيين! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • شعبنا الصابر سيرسل الطاغية ونظامه الى مزبلة التاريخ بقلم أحمد الملك
  • غريبة !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الجمهوريون بين الوهم والحقيقة (12) بقلم الطيب مصطفى
  • دارفور واجراءت تاشيرة الخروج النهائى !!! ام مجرد مناورات سياسية بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين
  • بيرزيت الكتلة التي بها أفخر وإليها أنتمي بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي























                  

04-29-2016, 11:27 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50063

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهوري� (Re: خالد الحاج عبدالمحمود)

    اللهم إن هذا بهتان. أنا لم أحكم بباطل الفكرة الجمهورية. وكتاباتي هنا وفي الصالون موجودة، وسأبرهن على سوء الفهم بسهولة شديدة.
    سأقوم بذلك في بوست مفتوح أساسا في المنبر العام من سودانيز أونلاين عنوانه "في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين"

    ياسر
                  

05-03-2016, 06:40 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50063

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهوري� (Re: Yasir Elsharif)

    كتب الأستاذ خالد الحاج في مقاله بعنوان " د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهورية!! بقلم خالد الحاج عبدالمحمود" في باب "آراء حرة ومقالات" بتاريخ 29 أبريل 2016:
    Quote: في هذه الكتابة، ظهر د. ياسر الحقيقي.. وظهر موقفه من الفكرة الجمهورية، ومن د. النعيم.. لقد حكم د. ياسر أن الفكرة الجمهورية باطلة، مستنداً في حكمه هذا على قولة منسوبة للأستاذ محمود، جاء فيها أن الفكرة التي يموت صاحبها قبل تطبيقها فكرة باطلة، والأستاذ محمود مات أو قتل، قبل أن يطبق دعوته..يقول د. ياسر أن الأستاذ محمود قال: أي فكرة إذا مات صاحبها قبل أن تنتصر هي فكرة باطلة.. وعندما سئل الأستاذ محمود ماذا تعني بتنتصر؟ قال: يعني تحكم.. فقيل له: هل ينطبق هذا على الفكرة الجمهورية؟ قال: نعم.. وقد ذهب ياسر إلى إيراد شهادات سماعية مطولة، ووضع رتوشاً على المقولة.. وعن قتل الأستاذ محمود يقول د. ياسر: "هي فكرة غريبة تمَكَّن خصومها من تشويهها واستعداء السلطة ضدها إلى الدرجة التي انتهت بتنفيذ حكم القتل على الأستاذ محمود.."

    كتاتبتي كلها موجودة وأنا أتحدى الأستاذ خالد أن يأتي بالنص والعبارة التي حكمت فيها بأن الفكرة الجمهورية باطلة.
    ولكن كيف يُعقل أن أقول بأن الفكرة الجمهورية باطلة وأنا من أكثر الجمهوريين تواجدا ومشاركة في منبر سودانيز أونلاين منذ العام 2002 وفي منبر الصالون منذ قيامه في أواخر التسعينات، وعُرفت بأني جمهوري من تلاميذ الأستاذ محمود وأهتم بالتعريف به وبالتوثيق لحياته وفكرته بين الناس؟ هذا ما سنراه في بقية التعليق على مقاله هذا الأخير في مداخلات قادمة، ولكن في هذه المداخلة سأقتصر على توضيح خطأ الأستاذ خالد في قوله بأني "حكمت أن الفكرة الجمهورية باطلة":
    يقول الأستاذ خالد:
    Quote: والأمر لا يحتاج لكل هذا، فالمقولة صحيحة، قالها الأستاذ محمود أو لم يقلها.. ونسبتها للأستاذ محمود صحيحة، ولكن هل تؤدي إلى ما توصل إليه د. ياسر، من أن الفكرة الجمهورية باطلة، لأن صاحبها مات أو قتل قبل أن تحكم!؟ هذه هي القضية.

    أولا الحمد لله أن الأستاذ خالد قال بأن نسبة المقولة للأستاذ محمود صحيحة، فأنا لم أفعل سوى أنني نقلت فقرة من كتابة أحد كبار الجمهوريين في الصالون.
    طبعا أنا لم أتوصل إلى ما نسبه الأستاذ خالد إلي بأني حكمت "أن الفكرة الجمهورية باطلة"، وإنما قلت كلاما موجزا يفيد معنى ما قاله هو بكتابته المفصلة في مقاله الأخير هذا، في سبيل فض التعارض بين المقولة وبين موقف الجمهوريين واستمرارهم في الاعتقاد بصحة الفكرة الجمهورية.
    وأنا هنا سأنقل للقراء الكرام ما قلته في الخيط المعني في سودانيز أونلاين، والخيط لا يزال مستمرا. لقد أوردت نص ما كتبه الأخ الجمهوري في الصالون وهو:
    حديث الأستاذ في ندوة عامة للجمهور بمدينة ود مدني أن أي فكرة إذا مات صاحبها قبل أن تنتصر فهي فكرة باطلة، وعندما سئل الأستاذ ماذا تعني بتنتصر قال يعني تحكم.. فقيل له: هل ينطبق ذلك علي الفكرة الجمهورية؟ قال نعم.. وهذا ما إستدل به أستاذ سعيد عندما أرسل عبد الله النعيم ورشيدة محمد فضل الى المعتقلين بعد التنفيذ ليذكرهم بهذه القولة حتى يوقع كل معتقل علي التعهد ويخرج ليفكر في هذا الأمر لوحده.. وقد إستنكر بعض الأخوان أن يقول سعيد مثل هذا القول. فصادف أن إجتمعنا بعد أيام في صالون سعيد وكان مكتظاً بالأخوان فسألته عن هذه الحادثة فأثبت صحتها وطلب من بعض الإخوان الحاضرين شهادتهم وكلهم أقر بحضور هذه الندوة وصحة الحديث المذكور.
    وقد كان هذا تعليقي الذي أضعه باللون الأزرق كما جاء، ثم أوضح أنه لا يعني بأي حال من الأحوال أنني قد حكمت بأن الفكرة الجمهورية باطلة:

    هذا الحديث يعطي من شاء من الجمهوريين أن يفهم ما لم يكن مطروحا في دائرة حركة الجمهوريين قبل الثامن عشر من يناير الشهير، وهو ما استقر عليه تيار كبير من الجمهوريين بعد حين من تنفيذ حكم القتل على الأستاذ، ويتلخص في أن الأمر لم ينته بذلك الحدث، وإنما له ما بعده وهو نزول المسيح لنصرة الرسالة الثانية من الإسلام.
    ولو كان الأستاذ خالد يعتمد على متابعته بنفسه لكل ما كتب في البوست "الخيط" في المنبر العام لسودانيز أونلاين، ولم يكن يعتمد على ما يحضره له من يقومون بالقراءة نيابة عنه، كما يبدو لي، لأدرك أنني قد وضعت مقاله الذي وصفته بالنادر والتاريخي والذي يعود لعام 1998 وقد جاء فيه معاني ما وصفته في عبارتي الموجزة بـ "وهو ما استقر عليه تيار كبير من الجمهوريين بعد حين من تنفيذ حكم القتل على الأستاذ". فقد جاء في ذلك المقال الذي احتفيت أنا به ولا زلت أحتفي به:
    ((إن القضايا التي طرحت من خلال ما كتب بشير، تتلخص حسب تقديرى في النقاط التالية:
    (1) هل نحن طائفة؟ Are we a cult ؟
    (2) يعتبر الدين صحيحا إذا ضمن له أهله، أن يعيش فعالاً..
    Every religion or policy is considered true if it survives.
    (3) الوقت..وعودة المسيح.
    وأنا أعتقد أن القضية الاساسية، ليست هي هذه القضايا، كمواضيع فكرية وعرفانية، وانما القضية الاساسية هي الواقع الذي تطرح عبره هذه القضايا، وغيرها من قضايا تتعلق بفكرتنا.. هذا الواقع الذي أعنيه هو 18 يناير 1985م.. التاريخ والحدث.. فنحن جميعنا اليوم، عندما نتناول قضايانا المتعلقة بالفكرة، بالحديث، أو بعدم الحديث، لا نفعل إلا وعقولنا وقلوبنا ونفوسنا، متأثرة بالحدث، فتأتى أفكارنا ومواقفنا متلونة بلونه أو بلون رؤيتنا له.. وكثير مما يدور، هو إنفعال بالحدث، ومجرد موقف نفسى، وإن بدأ لأصحابه أنه فكر.. ولذلك سأجعل من الحدث مدخلى ومنطلقى، والمحور الذي سيدور حوله حديثى، هو الحياة الكاملة، الحياة الخالدة، الحياة السعيدة.. فكل الوسائل ينبغى أن توظف لخدمة هذه الحياة، وكل الوسائل ينبغى أن تنظم لتفضى إليها، وهذا ما تفعله الفكرة، ودون سواها من الاديان والفلسفات والأفكار..))

    وجاء فيه أيضا:
    ((ونحن بعد التنفيذ ذهبنا مغاضبين، لأن الله لم ينفذ ما نريد.. ولأننا ظننا أنه أخلف وعده لنا.. فقد كنا نضع له السناريو، ونطلب منه هو أن ينفذه، ولكنه جعل كيدنا في تضليل، وفجعنا بما لم يكن في حسباننا، وأنفذ السناريو الذي وضعه هو، لا الذي وضعناه نحن، فظهر في دواخلنا يونس، وذهب كل منا، وعلى التعميم، مغاضباً، فدخلنا بطن الحوت، لنعلم أنه يقدر علينا، ويقدر لنا، بأفضل مما نظن..))
    وجاء فيه أيضا:
    ((والآن فلنعد إلى الحدث، وإلى خلفية الحدث، ونذكر أننا قلنا أن محور حديثنا هنا سوف يكون الحياة، لأنها وحدها هي الغاية.. والحدث مرتبط بالموت، فكيف ذلك!؟
    هنا أبدأ الحديث عن قضية المسيح المنتظر.. فهل نحن جماعة ليس عندها سوى إنتظار عودة المسيح المنتظر!؟ ربما كان هذا تصور بعض الأخوان والأخوات، واذا صح ذلك، فانه ظلم شنيع للفكرة.. بل هو يكاد يكون إنكاراً لوجودها، وتعامى عن حقها، وعن فضلها علينا.. أنا شخصياً، عندما بدأت إنتمائى لم اكن قد سمعت بأمر عودة المسيح، كقضية مرتبطة بالفكرة، ولم يكن لهذه القضية أى دور في التزامى.. ثم ظللنا ونحن داخل الفكرة وقضية عودة المسيح لا تشكل أى جزء من أدبياتنا..))

    وجاء في المقال أيضا:
    ((فقضية المسيح في الفكرة هي جزء من بناء متكامل، يتناول جميع نواحى وقضايا الوجود الاساسية، وهي لا تنفصل عن نسيج هذا البناء.. كما أنها تقوم على مفهوم أساسى في فلسفة التطور التي تطرحها الفكرة، فهي تعبير عن رؤية الكمال الحضارى، والكمال الانسانى، الذي يفضى اليها هذا التطور.. فالرؤية متكاملة ومتماسكة، ومبنية على طرح فكرى واضح، وسند دينى بيّن، ويمكن لمن يعرف لغة التوحيد، إدراكها من خلال مؤشرات الواقع المعاش، واتجاه الحركة فيه.
    قبل التنفيذ لم تكن هنالك أى مشكلة بخصوص مفهوم عودة المسيح، فمن أين أتت المشكلة بعد التنفيذ!؟
    أتت المشكلة في تقديرى اساساً من:
    1- الربط بين شخص الأستاذ والموعود وفق تصورات معينة للظهور.
    2- غياب الموت عن الصورة، والارتباط العاطفى القوى بالأستاذ.
    3- تراخى الزمن..
    وجميع هذه الامور مرتبطة بتصور الأفراد للفكرة، ولقضية التوحيد، ولبعض الأقوال والمعارف المتداولة، وهي يختلف فيها الناس كثيراً.
    هل ما حدث كان منتظراً أن يحدث!؟ بالنسبة لى من المؤكد أنه لم يكن منتظراً.. وأعتقد أنه بالنسبة لكل الأخوان والأخوات، تقريباً، لم يكن منتظراً.. واذا وجدت حاله، أو بعض حالات قليلة، هي بخلاف ذلك، فهي تشكل استثناء.. ولكن لماذا كان الأمر كذلك!؟ هنالك عدة اعتبارات يمكن أن تذكر في هذا الصدد..
    أولاً: هنالك الارتباط العاطفى القوى بالأستاذ.. ذلك الارتباط الذي يجعل الموضوع مرفوض نفسياً، بصورة مبدئية، لا تسمح بمجرد الخواطر.. وأنا هنا اتكلم عن تجربتى الشخصية ولا اعتقد أنها مختلفة كثيراً عن الآخرين.. فقد سمعت كلاماً واضحاً في السبعينات عن ما أصطلحنا في ما بعد على تسميته بالتنفيذ.. قال الأستاذ: كل ما حدث للمسيح الاول تحدث صورة منه للمسيح الثانى.. بما في ذلك الصلب!! حاولت أنا شخصياً أن أعطى الأمر تفسيراً معنوياً، فتحدثت عن الصلب بمعنى حل التعارض بين العقل الواعى والعقل الباطن، أو شىء في هذا المعنى.. قال الأستاذ: لا.. الصلب الحسى.. ولقد انزعجت وقتها انزعاجاً شديداً، وأصبحت لا استطيع النوم المتواصل، وقد استمرت هذه الحاله لأكثر من شهر.. ثم نسيت!! نعم نسيت، وهذا أمر محير، وأعتقد أن له دلالة روحية إلى جانب الدلالة النفسية.. وأنا الآن استطيع أن اقول أننى لم انس، وانما أُنسيت!! وأعتقد أن الموقف كله كانت فيه حكمة تتعلق بانضاجنا روحياً وفكرياً وعاطفياً.. ولقد ظل الامر مرفوضاً عندى حتى بداية مساء 17 يناير 1985م.. وفى ذلك المساء تأكد لى التنفيذ.. وعندما تم التنفيذ وكنا بمنزل العم أحمد عمر بكوبر، ونسمع صوت المايكرفون، شعرت بسكينة حقيقية تتنزل على، وأعتقد أن هذا كان حال كل الأخوان والأخوات.
    الأمر الثانى، الذي يجعل ما حدث كان من غير المنتظر عندنا أن يحدث هو ضعف تصورنا لقضية الموت والحياة.. فرغم عمق معارفنا في الجوانب الأخرى، إلا ان معرفتنا في هذا الجانب، لم تكن تختلف كثيراً عن معرفة الآخرين.. هذا رغم أن الحديث ورد كثيراً في هذا الأمر، في الكتب وفى الأحاديث الخاصة، وفى بعض الحالات كان الحديث يذهب إلى عمق المسألة.. ولكن يبدو أننا لم نكن في مستوى استحقاق المعرفة.
    لقد كان الأستاذ، منذ أيام الخلوة في 1948م ينتظر "التنفيذ" وقد تحدث في ذلك للبعض، ومنهم المرحوم العم مختار على الشيخ.. فعندما صدر الحكم على الأستاذ قال مختار ان هذا الحكم سينفذ!! فقام عليه البعض يهاجمونه في قوله هذا.. فقال لهم: هذا ليس قولى وانما قاله لى الأستاذ محمود بنفسه، ففى احدى زياراتى له في خلوته قال لى أنه سيأتى يوم يعدم فيه.. وأنه في ذلك اليوم من يكون معنا يناله خير كثير، ومن لا يكون معنا هو الخاسر - شىء في هذا المعنى - قال مختار، قلت له: عليك الله يا أستاذ، وبحق العلاقة التي بيننا لا تنسانى في ذلك اليوم.
    وقد تحدث الأستاذ عن الموضوع عدة مرات، بعضها مباشر، وبعضها غير مباشر.. وورد الحديث في الكتب بصورة عرفانية.. وأعتقد أن أوضح ما قيل في هذا الصدد ما نقلته أنا، وما ورد في حديث الفداء، وما رواه إبن البان، وما نقلته بعض الأخوات خصوصاً سامية حجاز، بالاضافة إلى تفسير آيات (الله نور السموات والأرض)، وخطاب الأستاذ للشيخ على حمد.. ومما جاء في حديث ابن البان 29/3/1951م في الحديث عن اليوم الآخر، ساعة التعمير، جاء قول الأستاذ: "إن ذلك لا يجىء إلا حين تنتصر الحياة على الموت بتجربته واجتيازه".. (تجربته واجتيازه) هذه هي العبارة الأهم، والأكثر دلالة على الموضوع.. وفى تفسير أو تأويل (الله نور السموات والأرض) 15/9/1965م جاء قوله: "فإن البيوت أجساد العارفين.. وفى طليعتهم الانسان الكامل.. فإن جسد العارف أذن الله له أن يرفع من الأموات.. فهو إنما يجيء إلى هذه الدنيا من العالم الآخر.." أما خطاب الشيخ على حمد 23/7/1962م، فمما جاء فيه قول الأستاذ: "وفى قمة العبودية الخاصة خلق الله خلقاً بذاته، وليس بينه تبارك وتعالى، وبينهم واسطة.. فاذا أشعرهم، تبارك وتعالى، بذلك شعوراً يقينياً، في مرتبة حق اليقين، فقد خلع عليهم إسمه الحى.. فهؤلاء لا يكادون يموتون، ولا ينشرون، لأنهم قد خرجوا من أجسادهم، في حياتهم الدنيا، خروجاً يكاد يكون تاماً، ورفعوا الوسائط بينهم، وبينه، فأفاض عليهم الديمومة، والبقاء. وأعلى هؤلاء ينتقل، من جانب الحياة الدنيا، إلى الحياة العليا.. (الحياة الاخرى على مألوف التعبير) كما ينتقل المهاجر من بلد الى بلد بكليته..".. أرجو أن تلاحظ عبارة "فهؤلاء لا يكادون يموتون" لأن هنالك ما يشبه الموت، وهو ليس بموت حسب مألوف الناس عن الموت.. أو هنالك انتصار على الموت "بتجربته واجتيازه" حسب العبارة التي قيلت لابن البان "فالتنفيذ" هو هذه التجربة، وهو لا يكاد يكون موتاً لقد قيل لى في منام، وأنا أنظر الى عنق الاستاذ خشية أن يكون حبل المشنقة ترك بعض الأثر عليها، قال، حسب النص: "مافى حاجة حصلت.. الناس ديل ما عملوا أى حاجة.. الأمر كله لطف في لطف!!".. وغير ذلك كثير.. والأمر هو قمة التحقيق في العبودية، وهو قمة انتصار الحياة، التي قلنا أنها هي المحور الذي ينبغى أن يدور عليه حديثنا.. ولا سبيل لانتصار الحياة إلا اذا انتصرت على الموت.. وأمر بهذه الدقة، وبهذا العظم، ومخالف لمألوف الناس منذ أن كانت الحياة على الأرض، ليس بمستغرب أن يؤدى إلى فتنة البعض.. أقول مخالف لمألوف الناس، وأنا أعلم أن الناس قد ألفوا في بعض الحالات، عودة من ماتوا الى الحياة.. ولكن هذا الامر يختلف عن ذلك كثيراً.. الأمر ليس هو عودة للحياة بعد الموت، وإنما هو إنتصار على الموت، وشتان بين الامرين.. ولا أرى مجالاً للحديث عن الحقيقة العرفانية: الألوهية لا تكرر نفسها.. ليس هنالك تكرار وانما الامر واحد متصل.))

    ـــــــــــــ
    وقد كتبت في مداخلة في نفس خيط "في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين" في المنبر العام لسودانيز أونلاين بتاريخ 28 أبريل 2016:
    ((لا شك أن الأستاذ خالد يعلم أن الجمهوريين كانوا ينتظرون تطبيق الفكرة وظهور المسيح المحمدي في حياة الأستاذ محمود، ولكنهم بحسب عبارة الأستاذ خالد نفسها "وفجعنا بما لم يكن في حسباننا"، وذلك عندما تم تنفيذ حكم القتل على الأستاذ محمود.))
    خاصة أن بعض النصوص في كتب الفكرة الجمهورية قد أكَّدت ما وصفه الأستاذ خالد بأن ما حدث لم يكن متوقعا فقد جاء في كتيب "المسيح" :

    عيسى الإسرائيلي عليه السلام ، قتل أم رفع ؟؟

    إن الذي جعل المسلمين يعتقدون في أن المسيح المنتظر إنما هو عيسى الإسرائيلي اعتقادهم في كونه لم يمت وهو اعتقاد انبنى على الآية: (وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى بن مريم ، رسول الله ، وما قتلوه ، وما صلبوه ، ولكن شبّه لهم .. وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ، ما لهم به من علم ، إلا اتباع الظن ، وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما) ..
    وواضح أن الآية لا تعطي هذا الفهم .. خاصة إذا أخذنا في الحسبان قوله تعالى: (إني متوفيك ورافعك إلي) وقوله تعالى أيضا: (والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) .. فالقرآن لا يناقض بعضه بطبيعة الحال ، فعبارة (متوفيك) إنما تعني أنه سيموت ، وحسب سنّة الله الجارية في خلقه بعد العمر المألوف .. وعبارة (ويوم أموت) كذلك في نفس الاتجاه ولذلك فإن الفهم المستقيم إنما يكون في أن المسيح قتل ، ثم رفع ، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: (وما قتلوه يقينا) وهي تعني ، دون أدنى شك ، أنهم قتلوه ، فيما يظهر لهم ، ولكنهم (ما قتلوه يقينا) ، وهي هي نفسها عبارة (ولكن شبّه لهم) .. وهذا المعنى وارد في القرآن في مواضع أخرى كقوله تعالى: (وما رميت ، إذ رميت ، ولكن الله رمى) وكقوله: (فلم تقتلوهم ، ولكن الله قتلهم) .. ومعنى هذه الآية: إنكم لم تقتلوهم ، إذ قتلتموهم ، ولكن الله قتلهم .. ولذلك فقوله تعالى: (وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ، وما قتلوه يقينا) .. إنما يشير إلى مبلغ الاضطراب في فهم هذه القضية ، وإلى ما ينشأ فيه من خلاف .. ولكن جلية الأمر فيها أن الآيات التي تتحدث عن المسيح إنما تتحدث عن المسيح الإسرائيلي وعن المسيح المحمدي في نفس الوقت .. فالمسيح المحمدي هو الذي سيرفع .. فالذي يتحدث عن المسيح الإسرائيلي معتقدا أنه لم يقتل مخطئ ، دون أدنى ريب .. إن أمر الرفع سيصح في أمر المسيح المحمدي .. فإنه هو الذي سيرفع حيا .. وهذا هو كمال الإسلام على المسيحية الذي يوشك أن يضيعه المسلمون بالاضطراب في الفهم ، أو قول (باتباع الظن) كما أشارت إلى ذلك الآية الكريمة ..


    إذن أنا لم أحكم بأن "الفكرة الجمهورية باطلة" وإنما قلت أن هناك وعياً جديدا قد تشكل لمفهوم "الموت والقتل"، وقد اتضح أن هذا الوعي الجديد في حقيقة الأمر قديم، ولكن تم اكتشافه من قبل كثير من الجمهوريين فقط بعد تنفيذ حكم القتل.

    فهل يقر الأستاذ خالد الحاج بخطئه في حقي ثم يعتذر عنه.

    كما أحب للأستاذ خالد الحاج أو الذين يقرأون نيابة عنه الرجوع إلى رابط خيط الأخ الأستاذ عبد الله الشقليني الموسوم "محمود محمد طه في رؤى الأحلام"، الذي سبق وأن وضعت رابطه هنا في هذا البوست، وفيه تم تناول هذه المسألة بمشاركة من أسئلة ونقاش مع الأخ الأستاذ أسامة الخواض. وسأعود إلي بعض تفاصيلها في مداخلات لاحقة بإذن الله.
    محمود محمد طه في رؤى الأحلام . محمود محمد طه في رؤى الأحلام .
    يتواصل....

    ياسر
                  

05-04-2016, 03:00 AM

حافظ سليمان


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهوري� (Re: Yasir Elsharif)



    ياسر الشريف أنت كذاب وبهات وتجبن من المحاوره

    تعمتد دائما في حواراتك على الاكاذيب والشبهات والاحاديث الضيعفة والمكذوبة وعندما تكشف خدعاتك تهرب

    لدي الرغبه في محاورتك بنزاهة وصدق هل انت مستعد لمحاورتي ؟؟
                  

05-04-2016, 07:05 AM

عصام دهب
<aعصام دهب
تاريخ التسجيل: 06-18-2004
مجموع المشاركات: 10401

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهوري� (Re: حافظ سليمان)








    يا حافظ سليمان أنت لم تأت لحوار و لا تستحق أن تحاور ..

    Quote: أنت كذاب وبهات وتجبن من المحاورهŸ

    هسة في ذمتك دي .. دة أسلوب زول جاي يحاور ..
                  

05-04-2016, 08:20 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50063

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهوري� (Re: عصام دهب)

    سلام للجميع
    وتحية خاصة لك يا أخي العزيز عصام دهب وتحياتي للأسرة الصغيرة والأهل جميعا مع الأشواق، وشكرا لما تفضلت به.
    ــــــــــــــــــ
    مواصلة:
    كتب الأستاذ خالد في مقاله الذي نحن الآن بصدده:
    Quote: المهم أن د. ياسر حكم بأن الفكرة الجمهورية باطلة.. كون حكمه هذا صحيح أم غير صحيح، لا يغير من الأمر شيئاً، بالنسبة لموقفه.. وكون الفكرة الجمهورية باطلة بالنسبة له، هذا حكم قاطع بأنه غير جمهوري.. والوضع الطبيعي، طالما أن الفكرة باطلة بالنسبة له، هو أن يتركها، ولا يشغل نفسه بالباطل.. يمكن أن يعمل على كشف باطلها للآخرين.. ولكن الأمر الغير معقول، هو أن يحكم بأنها باطلة، ثم ينسب نفسه إليها، وينشغل بها كل وقته.. هذا أمر له دلالة أخرى، هي ببساطة، وبوضوح، هو أنه موظف، لهدم الفكرة.. وهذا واضحٌ جداً، من علاقته بد. النعيم.
    يقول د. ياسر: "من حيث التنظير لا يوجد ما يمنع أحدا، جمهوريا كان أم غير جمهوري، من الإتيان بأي فكر مستقل أو تجديد، بالإضافة أو بالحذف، للفكرة الجمهورية. المحك هو المسئولية والثبات أمام التحدي..".. واضح جداً الالتواء في القول.. من المؤكد، لا يوجد ما يمنع أي إنسان الإتيان بفكر مستقل، ولكن من قال بخلاف ذلك؟! وما علاقة هذا القول ببقية النص.. في الواقع هو قول للتعمية، يجعل ما ينطبق عليه، ينطبق على ما جاء في بقية النص.. بقية النص تقول: "أو تجديد، بالإضافة أو الحذف للفكرة الجمهورية..".. على العكس تماماً، من زعم د. ياسر، الفكرة الجمهورية لا يملك أحد أن يحذف منها أي شيء، أو يضيف إليها أي شيء.. وهذا أمر بداهة، ويقتضيه العقل، والقانون والأخلاق.. ليس من حق أحد أن يضيف إلى فكر غيره أو يحذف منه.. قال د. ياسر: "المحك هو المسئولية..".. المسئولية هي أن لا تنسب فكرك، لغيرك، وإنما تتحمل المسئولية في نسبته إليك.. من عنده زيادة أو حذف، فليدعُ إلى فكرته هذه، وفق رؤيته في الزيادة والحذف، ولا ينسب رأيه الشخصي للأستاذ محمود ودعوته، وخلاف ذلك، هو تجني، وجرمٌ عظيم.. وهو أمر غير مقبول، بأي مقاييس أتخذتها.. وعلى كل حال، نحن لن نسكت عليه.

    وكتب أيضا:
    Quote: ويقول د. ياسر: "وبقليل من الاستنتاج ندرك أن نفس هذا الحديث يعطي من شاء من الجمهوريين أن يأتي بمقترحات مرحلية كما حدث مع الدكتور عبد الله النعيم مثلا..".. هذه هي قضية د. ياسر الحقيقية، وكل اللف والدوران، بسبيل من أن يصل إليها.. هو يزعم أن د. النعيم أتى بما يكمل نقص الفكرة.. ولغياب المسئولية وغياب الشجاعة، سماها "مقترحات مرحلية"..

    وكتب أيضا:
    Quote: عمل د. النعيم، وأنت معه، ليس اكمال نقص الفكرة المزعوم، وإنما الغائها، واستبدالها، بما هو نقيضها، كما هو وراد في أقوال د. النعيم.. د. ياسر حكم أن دعوة الأستاذ محمود، في جملتها باطلة، وهرطقات د. النعيم، في جملتها صحيحة، وهو في الحالين لا يذكر التفاصيل أو جزء منها.. بالذات هو لا يتعرض لأي قول من أقوال د. النعيم.. وهذا ظل يجري منذ البداية وحتى اليوم.. واضح أن هنالك تعليمات صارمة، في هذا الصدد، ود. ياسر يطيع هذه التعليمات، طاعة عمياء، وهذا يلقي الضوء على العلاقة بينه وبين د. النعيم، فهي علاقة عمل!!

    وكتب أيضا:
    Quote: د. ياسر من جانبه، بعد أن حكم بأن الفكرة باطلة وناقصة، حدد من يكمل نقصها، وهو عنده د. النعيم!! عند ياسر الأستاذ محمود جاء بعمل باطل، وناقص، ومن يصحح هذا البطلان، ويتمم هذا النقص هو د. النعيم!! هذا هو موقف د. ياسر من الأستاذ ومن د. النعيم!! اللهم نعوذ بك من مكرك..

    وكتب أيضا:
    Quote: د. ياسر رجلٌ هانت عليه نفسه، وهان عليه دينه، فباعه بثمن بخس، وكان فيه من الزاهدين.. وما أسرع ما تشرب د. ياسر القيم المضادة – قيم د. النعيم!! نفس المراوغة، والتحايل، وعدم الموضوعية بترك الموضوع كله تماماً.. ونفس الكذب والالتواء، وقول الشيء وضده.. وبصورة خاصة نفس عدم الحياء.


    إذن، وباختصار، الأستاذ خالد يقول بأن الذي بيني وبين الدكتور عبد الله النعيم هو علاقة عمل، أو وظيفة، ليس ذلك فحسب بل أن هناك تعليمات صارمة من الجهة التي توظف الدكتور عبد الله النعيم وتوظفني معه لهدم الفكرة الجمهورية!!!!؟؟؟؟ والأستاذ خالد يقول أنني قد أخرجت نفسي من الانتماء إلى الفكرة الجمهورية ولذلك علي أن أكف عن الحديث عنها.
    في البداية أنا أشهد الله أمام الملأ هنا أنه ليست لدي أي علاقة عمل مع الدكتور عبد الله النعيم، وليست لي أي علاقة عمل وظيفي مع أي إنسان أو جهة ولا أتلقى تعليمات، صارمة أو غير صارمة، من أي جهة، وأقسم على ذلك بالله العظيم.. فهل هذا يكفي الأستاذ خالد كي يصدقني ولا يذهب في ظنونه إلى هذا المدى؟
    في المداخلة السابقة أوضحت أنني لم أحكم "بأن الفكرة الجمهورية باطلة" وما ينبغي لي. وطبعا الأستاذ خالد بنى كثيرا من تخريجاته واستنتاجاته، في مقاله، خاصة فيما اقتبسته عنه بعاليه، على أن لي علاقة عمل مع الدكتور عبد الله النعيم وأشترك معه في "تعمد تشويه الفكرة الجمهورية" لقاء ثمن بعت به ديني.
    وفي تعليقات سابقة لي ذكرت أنني أرفض أن أصنف بأنني من أتباع الدكتور النعيم أو أنني من أنصار هذا أو ذاك من الجمهوريين ولكن الأستاذ خالد لم يصدق قولي. والواضح جدا هو أن الأستاذ خالد يريد أن يسرع إلى إدانتي بما يظنه حقيقيا وهو ليس كذلك وسأحاول أن أوضح نفسي للقراء وأترك أمري لله "إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور" وهي الآية التي وضعتها في مستهل هذا الخيط.
    للأسف الأستاذ خالد وقع في خطأ كبير وهو أنه عندما نقل من كتابتي اختار أن يبترها وإلا لماذا أسقط قولي التالي والذي جاء كنقطة أولى:
    النقطة الأولى هي أنه لا يزعم أحد من الجمهوريين، فيما أعلم، الاجتهاد في الجانب النظري من الفكرة الجمهورية كما جاءت على لسان وقلم الأستاذ محمود. طبعا الفكرة الجمهورية لا تزال في حيز التنظير إذ لم تحظ بفرصة التطبيق على أرض الواقع في مسائل الحكم والاقتصاد والمجتمع.
    هل بعد هذا يحق له أو لغيره أن يقول:
    د. ياسر من جانبه، بعد أن حكم بأن الفكرة باطلة وناقصة، حدد من يكمل نقصها، وهو عنده د. النعيم!!
    ولماذا اختار الأستاذ خالد أن يسقط ما كتبته في نفس البوست وحاولت فيه أن أوضح مقصدي وهو:
    ((الحقيقة البسيطة هي أنه لا يوجد ما يمنع إنسانا ما، جمهوريا كان أم غير جمهوري، من حقه في التفكير والتعبير، خاصة أن الفكرة الجمهورية كما قلت لم تجد حظها في التطبيق في مسائل الحكم والاقتصاد والاجتماع، وجاء في أدبياتها أن الرسالة الثانية سوف يطبقها المسيح المحمدي. الفكرة الجمهورية ليست مملوكة لأحد، والجمهوريون ليس فيهم من يستطيع أن يدّعي أنه مرجعية تمنع أحدا من التفكير والتعبير. هذا ما أردت قوله. طبعا هذا لا يعني أن لا ينبري أحد الجمهوريين بالنقد والتصحيح لمثل هذا الشخص، والمسألة سوف تكون متروكة لقبول المتلقي أو رفضه.)) انتهى..
    ليس ذلك فحسب بل أن ما دار بيني وبين الأخ الأستاذ أسامة الخواض في عام 2007 يؤكد أنني لست مؤيدا لمن يقول بالتطوير في فكر الأستاذ محمود، وهذه بديهية. ولكن من حيث التنظير يستطيع كل من يريد أن يطور في أي فكرة، أو يضيف أو يحذف كما يريد وينسب التطوير لنفسه طبعا، وهو مستعد لتحمل مسئولية ما يقول. كتب الأستاذ أسامة الخواض في ذلك البوست "محمود محمد طه في رؤى الأحلام" الموجود رابطه في هذا الخيط هنا في المنبر العام في الأعلى:
    ولي سؤال ،بناء على نفي الصديق حيدر إلى أن محمود لم يقل بانه المسيح.
    لقد سمعت كلاما عن احد الاخوان مفاده أن الجمهوريين يؤمنون أن محمودا هو المسيح،وانه اي الاستاذ محمود له عودة.

    وكان ما يلي جزءا من ردي عليه :

    إذا أردت دراسة الفكرة الجمهورية من وثائقها فتستطيع أن تجد كل ما تحتاجه للدراسة، ولكن إذا أردت تسجيل ما يقوله الجمهوريون عن إيمانهم بأن الأستاذ هو المسيح أو أنه سيعود فلن تكون قد قمت بدراسة الفكرة الجمهورية وإنما آراء الجمهوريين وهذا يختلف عن الفكرة الجمهورية.. أما قاله الأستاذ محمود فهو مسجل.. وحتى لقاء الصحفي إبن البان الموجود في صفحة الفكرة ليس من وثائق الفكرة الجمهورية وإنما هو ما تم نشره عن الفكرة الجمهورية..[.......]
    نصوص الدين اليهودي تتحدث عن المسيح ولكن اليهود عندما جاء المسيح أنكروه واعتبروه كاذبا وساحرا وقتلوه وهم لا يزالون ينتظرون المسيح بحسب التصور الذي رسخ في أذهانهم.. بينما المسيحيون يؤكدون أن المسيح قد جاء تصديقا لتلك النبوءات وأنه قد قتل وقام من الأموات وسيعود مرة أخرى في يوم الدينونة.. وكثير من المسلمين ينتظرون ظهور المسيح الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا.. التصور لهذا المجيء يختلف اختلافا كبيرا بين الفرق الإسلامية فمنهم من يقول بأنه يأتي محاربا منتصرا، مثل تصور كثير من اليهود، ومنهم من يقول بأنه يأتي بالسلام، مثل تصور كثير من المسيحيين.. المهم أن أقول لك رأيي أنا وهو أن المسيح الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا لم يظهر بعد.. الاستاذ محمود حدثت له أشياء مشابهة لما حدث للمسيح الإسرائيلي بصورة تدعو إلى الدهشة مثل الإنكار والمحاكمة والقتل.. أظن أن هذا ما أراده الأخ عبد الله الشقليني في موضوع "محمود محمد طه في رؤى الأحلام"، فكرة الفادي الذي يضحي بحياته من أجل مبادئه ومن أجل أن يثبت تمسكه بها..
    [......]
    قولك:
    وأنه حينما سئل حول هل أنه المسيح،
    قال أنه في شك لكن دعا الأخوان الى ألا يشكوا.
    الكلام لم يجيء عندما سئل هل أنه المسيح.. الكلام جاء في عام 1982 بعد لغط وجدال كثير خاصة في الجامعة.. فالحديث كان عن الأصالة والشريعة الفردية وأن الأصيل في الحقيقة واحد وهو لم يأت بعد.. والأصيل المعرف بالألف واللام هو المسيح المحمدي وهو المسلم بمعنى الإسلام النهائي بحسب ما جاء في الفكرة الجمهورية.. فالأستاذ طلب من الجمهوريين، خاصة الذين يتحدثون في المنابر، ألا يقولوا عنه أنه الأصيل أو أنه المسيح، وأنه برغم ما لديه من علم وما عليه من أصالة وشريعة فردية، فهو لم يتخذ عند الله عهدا أن يجعله "الأصيل" بمعنى المخلص الذي يملأ الأرض عدلا، وهو لم يَّطلع الغيب، لذلك يبقى الأمر طرف منه في الغيب.. وقال أن شكه هو من هذا الباب وليس من باب الشك في اصالته وفرديته.. وكان معنى عبارته للجمهوريين كالآتي: "شكي أنتم لا تعرفونه مثلما أعرفه أنا، ولكن من مصلحتكم ألا تشكوا في أنني أصيل وعلى شريعة فردية لأن هذا الشك يضركم".. المهم أن حدث الثامن عشر من يناير 1985 أوضح للناس أن الأستاذ محمود لا يتزعزع فيما عنده حتى في مواجهة القتل.. وقد اتضح لي شخصيا أنه كان يشك في ألا يتم له ذلك الموقف على تمامه كما حدث..
    "طلبت مقاما بذل نفسك شرطه"

    فعاد الأستاذ أسامة الخواض بالتعليق التالي:
    اتفق معك في جوهر كلامك،لكن كلامي حول تأويل الجمهوريين انفسهم لخطاب الاستاذ مهم،لانه يكشف لنا بعضا من مآلات الفكرة وتطورها .
    بالتأكيد ان الذي ينتظر عودة الاستاذ لن يطور فكره ،ويساهم في رفده.

    وكان هذا تعليقي الذي أرجو أن يتم تأمله جيدا من القراء ومن الأستاذ خالد طبعا:
    أولا: عندما يقوم إنسان بزيادة في الفكرة الجمهورية أو نقصان فلن تكون هي الفكرة الجمهورية التي أبانها الأستاذ محمود ودفع حياته كي يبرهن أنه على يقين بأنها صحيحة.. الشاهد أن الفكرة الجمهورية كان ينقصها التطبيق وليس التطوير في تلك المرحلة..

    ثانيا: الأستاذ محمود أنهى حركته بإنذار "هذا.. أو الطوفان" ومعناه إما أن تتم الإستجابة إلى المطالب الثلاثة التي جاءت في المنشور، وأهمها إلغاء قوانين سبتمبر وعقوبات الجلد والصلب والقتل، أو أن يحدث "طوفان" بمعنى انهيار وفوضى وتطبيق أشياء أخرى تكون مفروضة داخليا وخارجيا.. اتضح فيما بعد أن الطوفان قد تداعى حتى جاء بنظام الجبهة الإسلامية إلى الحكم وحدث تصعيد غير مسبوق للحرب في جنوب السودان [لاحظ أن اللجوء إلى الحل السلمي كان المطلب رقم إثنين في المنشور]..

    ثالثا: الواقع الذي يحدث في السودان وفي العالم ككل هو الذي يفرض مواجهة الفكر السلفي المتخلف وهذا الواقع يستفيد من الكثير مما طرحته الفكرة الجمهورية، ويطبق ما يراه، من غير الإدعاء أو المطالبة بضرورة تطوير الفكرة!!!!!! فأنا اليوم مثلا لا أنادي بتطوير التشريع في السودان في هذه المرحلة كما نادت به الحركة الجمهورية سابقا، فهذا نفسه الآن قد تجاوزه الواقع الجديد.. بل أطالب بإلغاء قوانين حكومة الجبهة وأقامة الدولة المحايدة دينيا والتي فيها الدين منفصل عن السياسة، وإن لم يكن منفصلا عن المجتمع الذي تتعايش فيه جميع الأديان والمعتقدات بحسب قانون عادل مأخوذ من القوانين العالمية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان..
    باختصار قولي هو ما وضعته في العنوان:
    الواقع يتطور نحو الفكرة الجمهورية، ويطبق ما يحتاجه الناس حتى لو لم يكن مما قالت به حركة الجمهوريين..

    فعاد الأخ أسامة الخواض بهذه المداخلة بما في ذلك من اقتباسات من كلامي وهو موجود باللون الأزرق اقتباس:

    عزيزي ياسر
    شكرا على مداخلتك وفي انتظار الكتاب "عودة المسيح".
    لكن الاحظ تناقضا واضحا في كلامك ،
    فلقد قلت ان الفكرة الجمهورية لا تقبل الاضافةاو الحذف ،بل ان الواقع هو الذي ينبغي ان يرتفع الى مستواها،حين قلت:

    Quote: Quote: أولا: عندما يقوم إنسان بزيادة في الفكرة الجمهورية أو نقصان فلن تكون هي الفكرة الجمهورية التي أبانها الأستاذ محمود ودفع حياته كي يبرهن أنه على يقين بأنها صحيحة.. الشاهد أن الفكرة الجمهورية كان ينقصها التطبيق وليس التطوير في تلك المرحلة

    لكنك سرعان ما تعود الى إعادة النظر في ما طرحته الفكرة الجمهورية حول الحدود،وهي فكرة متخلفة كثيرة عن القرن العشرين الذي تحتفي به الفكرة باعتباره قرن النضج،وباعتباره "نهاية التاريخ".
    فها أنت تقول ،ناقدا موضعا من مواضع الفكرة الجمهورية اي الحدود:
    تقول في ذلك عزيزي :

    Quote: Quote: ثالثا: الواقع الذي يحدث في السودان وفي العالم ككل هو الذي يفرض مواجهة الفكر السلفي المتخلف وهذا الواقع يستفيد من الكثير مما طرحته الفكرة الجمهورية، ويطبق ما يراه، من غير الإدعاء أو المطالبة بضرورة تطوير الفكرة!!!!!! فأنا اليوم مثلا لا أنادي بتطوير التشريع في السودان في هذه المرحلة كما نادت به الحركة الجمهورية سابقا، فهذا نفسه الآن قد تجاوزه الواقع الجديد.. بل أطالب بإلغاء قوانين حكومة الجبهة وأقامة الدولة المحايدة دينيا والتي فيها الدين منفصل عن السياسة، وإن لم يكن منفصلا عن المجتمع الذي تتعايش فيه جميع الأديان والمعتقدات بحسب قانون عادل مأخوذ من القوانين العالمية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان..


    اذن انت تقول بصريح العبارة ان مفهوم الفكرة الجمهورية غير صحيح،وقد تجاوزه الواقع،
    باعتبار ان الفكرة نفسها تتحدث عن تطور الواقع،لكنها ترى في الواقع بداية ونهاية،
    وترى القرن العشرين مقدمة مهمة لنهاية العالم والتاريخ معا.


    وكان هذا تعقيبي عليه:
    ليس هناك تناقض أبدا.. فأنا عندما قلت أن
    (("الشاهد أن الفكرة الجمهورية كان ينقصها التطبيق وليس التطوير في تلك المرحلة"))
    كنت أيضا أقصد أن تطبيق الفكرة الجمهورية للحدود لم يكن ليتم قبل أن تملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا.. لو رجعت إلى منشور "هذا.. أو الطوفان" ستجد القول "ثم إن تشاريع الحدود و القصاص لا تقوم إلا على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية ، وهي أرضية غير محققة اليوم .." .. المهم أن الحركة الجمهورية لم تتح لها الفرصة لتطبق رؤيتها التي كانت ستبدأ بتحقيق الديمقراطية والإشتراكية والمساواة الإجتماعية.. أما قولك:
    Quote: لكنك سرعان ما تعود الى إعادة النظر في ما طرحته الفكرة الجمهورية حول الحدود،وهي فكرة متخلفة كثيرة عن القرن العشرين الذي تحتفي به الفكرة باعتباره قرن النضج،وباعتباره "نهاية التاريخ".

    ليس هو بالضبط إعادة نظر في الفكرة الجمهورية.. [أرجو ملاحظة أنني لا أعني الفكرة الجمهورية عندما اقول الحركة الجمهورية].. الحركة الجمهورية وصلت إلى طريق مقفول، وقد قلت ما اقتبسته أنت عني ووضعت تحته خطاً ولكنك ذهلت عن أنني أقصد الحركة الجمهورية وليس الفكرة الجمهورية.. تأمل قولي مرة أخرى وسأحاول توضيحه:
    Quote: فأنا اليوم مثلا لا أنادي بتطوير التشريع في السودان في هذه المرحلة كما نادت به الحركة الجمهورية سابقا، فهذا نفسه الآن قد تجاوزه الواقع الجديد.. بل أطالب بإلغاء قوانين حكومة الجبهة وإقامة الدولة المحايدة دينيا والتي فيها الدين منفصل عن السياسة، وإن لم يكن منفصلا عن المجتمع الذي تتعايش فيه جميع الأديان والمعتقدات بحسب قانون عادل مأخوذ من القوانين العالمية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان..

    فبالرغم من كل العمل والمجهود الذي أقوم به في التعريف بالفكرة الجمهورية وبسيرة الأستاذ محمود محمد طه وتاريخ الحركة الجمهورية، إلا أنني أن الجمهوريين لا يحتاجون إلى إقامة تنظيم تكون مرجعيته الفكرة الجمهورية، والحكمة تقتضي أن يفهموا أن تطور الحركة [إذا جاز لي التعبير بكلمة"الحركة"] الذي فرضه حدث الثامن عشر من يناير 1985، وأحداث أخرى كثيرة، تتطلب منهم المناداة بالدولة المحايدة دينيا..
    الحركة الجمهورية احتفت كثيرا بالقرن العشرين لأنه القرن الذي ظهرت فيه الفكرة الجمهورية منذ ميلادها وإلى أن توجت بموقف الأستاذ محمود، ولكنها لم تقل أن ذلك القرن هو نهاية التاريخ، بل تركت الأمر مفتوحا..
    ولك مني خالص المودة..
    ياسر

    هذا ما كان مني ومن الأخ أسامة في عام 2007..
    وبهذه الخلفية أحاول أن أوضح أنني قد فهمت ما تقدم به الأخ عبد الله النعيم من مقترحات عملية في هذه المرحلة وكذلك ما جاء في بيان الجمهوريين وقد كنت من ضمن الموقعين عليه وسوف يستمر السرد.
    فهل يكفي هذا كي لا يتهمني الأستاذ خالد بما اتهمني به؟؟ فإذا كان كافيا فليس أمامه سوى الإقرار بظلمه لي وتجنيه علي ووجب عليه من ثم الاعتذار، وأرجو مخلصا ألا تأخذه العزة بالإثم.
    لم ينفك الأستاذ خالد يردد انتقاده لمقتطفات من أقوال الدكتور عبد الله النعيم ويصر علي أن أقول رأيي فيها وأنا أريد أن أكون واضحا جدا في قولي بأن أولويتي ليست في ذلك وإنما هي في رد العدوان عن الدكتور النعيم بدل المشاركة في اغتياله معنويا وربما حسيا أيضا، وليت الأستاذ خالد الحاج اكتفى بتبيين ما يعتبره يستحق النقد من أقوال الدكتور النعيم ويكف عن اتهامه بتعمد تشويه الفكرة الجمهورية والمشاركة في مؤامرة غربية أمريكية لهذا الهدف، فهذا لا يدخل في ذهن كل من يعرف الدكتور النعيم عن قرب.

    انتهى التعليق على مقال الأستاذ خالد الحاج الأخير، ولكن ربما يستمر الاقتباس من خيط "محمود محمد طه في رؤى الأحلام" مع استمرار السرد في نشوء الخلافات بين الجمهوريين ومحاولة رأب الصدع وإصلاح ذات البين.
    آسف للإطالة ولكن الموضوع لا يجوز فيه الاختزال.
    ياسر
                  

05-04-2016, 08:47 AM

حافظ سليمان


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهوري� (Re: Yasir Elsharif)



    مرحب يا أخ عصام

    أنت ما عارف الحاصل ياسر دا اتعدى على حقوقي وتسبب في فصلي من المنبر العام وجريمتي هي اني فضحت اكاذيبه وتدليساتو البسوي فيها

    ولمن واجهته مره اخري ظل يكذب وينكر وفي الاخر هرب
                  

05-04-2016, 12:05 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50063

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهوري� (Re: حافظ سليمان)

    وأنا أقول وأكرر للمرة الألف أنني لا أعرف الزول دا ولم أطلب من بكري أن يوقف حسابه..

    زي دا يا عصام في القانون بتتعاملوا معاه كيف؟ زول يصر على شيء هو مجرد وهم؟؟ زي دا لو لقاني في محل ممكن يرتكب جريمة.. بس نعمل إيه؟؟ أهو الشارع مليان من نوعو.

    طبعا هو اعترف أن حافظ سليمان ليس إسمه الحقيقي وأنا لا أعرف إسمه الذي كان يكتب به في المنبر..

    يا بكري الحكاية دي يحلوها كيف؟؟؟؟؟





                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de