د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهورية!! بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-29-2016, 11:03 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهورية!! بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

    11:03 PM April, 30 2016

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"


    لقد كتبت مؤخراً، كتابة، من سبع حلقات، عن أنصار د. النعيم، أخذت فيها د. ياسر الشريف نموذجاً.. وأثناء الكتابة، كنت أسال د. ياسر عن موقفه من أقوال د. النعيم التي أوردها.. وقد قلت أن د. ياسر، بحكم التجربة الطويلة، لن يرد!! هو لن يتعرض لمناقشة أي قول من أقوال د. النعيم المحددة، ومهما تم الالحاح عليه، لن يغير موقفه هذا.. فهو يؤيد د. النعيم بصورة مبدئية وعامة، ولكنه يتحاشى تماماً، مناقشة أقواله المحددة.. وهذا الموقف يأتي من أنه يعلم تماماً، باطل أقوال د. النعيم الصارخ، ويعلم أنه لن يستطيع الدفاع عنها.. فتأييد ياسر هذا للنعيم، قطعاً لا يقوم على دين ولا على فكر!!
    أثناء كتابتي، كان د. ياسر يكتب في صالون الجمهوريين، ويزعم أنه ليس من أنصار د. النعيم.. وفي نفس هذه الكتابة، كان يؤيد د. النعيم!!
    وأخيراً، كتب ياسر في موقع (سودانيز أونلاين)، كتابة مطولة، يفترض فيها إنها رد على كتابتي، ولكنه لم يتعرض لأي شيء من كتابتي الأخيرة، وكالعادة، لم يورد شيئاً من أقوال د. النعيم، التي هي الموضوع الأساسي، المطروح.. بل زعم أنه ليس معنياً، بما يتفق فيه مع د. النعيم، وما يختلف فيه معه، فهذا ليس موضوعه.. ومع ذلك، في كتابته هذه، أيد د. النعيم تأييداً مبدئياً، ورفعه إلى مقام رفيع جداً.. وبذلك فضح زعمه الباطل أنه ليس من أنصار د. النعيم، وأن موضوع أقوال د. النعيم ليس من أولوياته.
    في هذه الكتابة، ظهر د. ياسر الحقيقي.. وظهر موقفه من الفكرة الجمهورية، ومن د. النعيم.. لقد حكم د. ياسر أن الفكرة الجمهورية باطلة، مستنداً في حكمه هذا على قولة منسوبة للأستاذ محمود، جاء فيها أن الفكرة التي يموت صاحبها قبل تطبيقها فكرة باطلة، والأستاذ محمود مات أو قتل، قبل أن يطبق دعوته..يقول د. ياسر أن الأستاذ محمود قال: أي فكرة إذا مات صاحبها قبل أن تنتصر هي فكرة باطلة.. وعندما سئل الأستاذ محمود ماذا تعني بتنتصر؟ قال: يعني تحكم.. فقيل له: هل ينطبق هذا على الفكرة الجمهورية؟ قال: نعم.. وقد ذهب ياسر إلى إيراد شهادات سماعية مطولة، ووضع رتوشاً على المقولة.. وعن قتل الأستاذ محمود يقول د. ياسر: "هي فكرة غريبة تمَكَّن خصومها من تشويهها واستعداء السلطة ضدها إلى الدرجة التيانتهت بتنفيذ حكم القتل على الأستاذ محمود..".. والأمر لا يحتاج لكل هذا، فالمقولة صحيحة، قالها الأستاذ محمود أو لم يقلها.. ونسبتها للأستاذ محمود صحيحة، ولكن هل تؤدي إلى ما توصل إليه د. ياسر، من أن الفكرة الجمهورية باطلة، لأن صاحبها مات أو قتل قبل أن تحكم!؟ هذه هي القضية.
    عندما قال الأستاذ محمود مقولته هذه، كان يعلم بصورة من الصور، ما تم في 18 يناير.. فهو قد كتب وصيته منذ أربعينيات القرن الماضي.. وقال وهو في الخلوة، في الأربعينات، أنه سيقتل.. وقد سمعت أنا شخصياً، من فمه إلى أذني، في السبعينات، قوله بأنه سيقتل.. ومن حيث الشريعة، أخبرنا المرحوم الرشيد الطاهر، بأن هنالك مؤامرة تحاك لاغتيال الأستاذ.. وكان هذا قبل ظهور المؤامرة بوقت.. وبالطبع أخبرنا الأستاذ محمود بما قاله الرشيد.. فالأستاذ عندما قال مقولته، كان على علم بأنه سيقتل!!
    المهم أن د. ياسر حكم على الفكرة الجمهورية بأنها باطلة.. وهذا الحكم صحيح أو باطل، هو يخرج ياسر من الفكرة الجمهورية، وهذا يقتضي أن لا يتحدث باسمها ولا ينسب نفسه لها.. وهذا ما لا يلتزمه د. ياسر، ولا شيخه د. النعيم.
    بعيداً عن ياسر والنعيم، فلننظر في المقولة.. لماذا الفكرة التي يموت صاحبها قبل أن تنتصر باطلة؟ السبب في ذلك، سبب أساسي جداً.. فالدعوة الدينية، لا يمكن أن تكون صحيحة إلا إذا كانت مأذونة من الله.. دون الإذن الإلهي، أي دعوى دينية باطلة.. وموت صاحب أي دعوة دينية قبل انتصارها، دليل على أنها غير مأذونة.. فلو كانت مأذونة، لا بد أن تنتصر، فلا يوجد شيء على الإطلاق، يمكن أن يعطل ما إذن الله به.. فالقضية كلها مرتبطة بالإذن الإلهي.. ولقد قيلت المقولة، في حق الشيخ حسن البنا، الذي توفى أو قتل، قبل انتصار دعوته، وكانت الدعوة قائمة على تطبيق الإسلام، كنظام حكم.. ولو كان البنا مأذوناً، من الله، بإقامة نظام حكم إسلامي، لما قتل قبل أن يقيمه، وكونه قتل دليل على عدم الإذن، وبالتالي على بطلان الدعوة.
    هل هذه المقولة تنطبق على دعوة الأستاذ محمود؟ أولاً: ما هي دعوة الأستاذ محمود؟ ببساطة هي دعوة لبعث الإسلام، على مستوى أصول القرآن، لقيام أمة المسلمين، وظهور أخوان النبي صلى الله عليه وسلم.. الفكرة الجمهورية هي اسم مرحلي، والاسم الحقيقي والدائم، هو الإسلام، بالطبع في مستوى الأصول.
    هل ورد عن الأستاذ في أي وقت من الأوقات، أنه سيطبق الإسلام الذي يدعوا له ويبشر به؟ لم يرد على الإطلاق، هذا الأمر.. فطول فترة الدعوة لم يتحدث الأستاذ عن الحكم، أو دعى له بأي صورة من الصور.. لماذا لم يحدث هذا؟ للسبب الأساسي، الوارد في المقولة، وهو الإذن الإلهي.. لم يقل الأستاذ محمود قط أنه هو المأذون بتطبيق الرسالة الثانية، التي يدعو لها ويبشر بها.. د. ياسر يعلم ذلك تماماً.. والأستاذ محمود لم يترك الأمر مبهماً، وإنما وكده بصورة واضحة ومتصلة، بقوله إن إذن التطبيق لا يكون إلا مع مجيء المسيح المحمدي.. فالمسيح المحمدي هو صاحب الدعوة الحقيقي، والفكرة الجمهورية هي مبشرة به، ومبشرة بالإسلام الذي يتم بمجيئه، ومن المستحيل أن يتم قبل ذلك.. وقد ورد في كتاب القرآن ومصطفى محمود ما نصه: والساعة ساعتان: ساعة التعمير، وساعة التخريب .. فأما ساعة التعمير فهي لحظة مجيء المسيح ليرد الأشياء إلى ربها، حسا ومعنى، وليملأ الأرض عدلا، كما ملئت جورا .. ويومئذ يظهر الإسلام على جميع الأديان .. ويتحقق موعود الله: (هو الذي أرسل رسوله، بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله .. وكفى بالله شهيدا) .. ويتأذن الله بالتطبيق، كما تأذن بالإنزال .. وذلك فيما يتعلق بقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا ..) وهذه هي ساعة التجلي الكمالي .. وأما ساعة التخريب فهي لحظة مجيء المسيح، للمرة الثانية، ليرد الأشياء إلى الله حسا، وقد أبطأ المعنى .. وذلك: (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب .. كما بدأنا أول خلق نعيده .. وعدا علينا .. إنا كنا فاعلين) ..هذا الأمر فيه الكثير من المعارف الدقيقة.. من هو المسيح المحمدي؟ هو الحقيقة المحمدية.. هو محمد صلى الله عليه وسلم في مقام ولايته.. وبتعبير آخر: هو محمد صلى الله عليه وسلم، في رسالته الأحمدية.. فنبينا صاحب رسالتين.. الرسالة الأولى التي كانت في القرن السابع الميلادي، وقد قامت على فروع القرآن، وبها قامت أمة المؤمنين.. والرسالة الثانية التي تقوم على أصول القرآن، وتقوم بها أمة المسلمين – اخوان النبي.. وهذه هي الرسالة الأحمدية.. وقد جاء ذكر الرسالتين في القرآن، في قوله تعالى عن الرسالة الأولى بقوله: "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا".. وعن الرسالة الثانية الأحمدية يقول تعالى: "وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ".
    وقد جاء عن ذلك، من كتاب (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم "ويؤخذ من دقائق حقائق الدين أن نبينا رسول الأمتين: الأمة المؤمنة - الأصحاب -.. والأمة المسلمة ـ الأخوان ـ .. وأنه بذلك صاحب رسالتين: الرسالة الأولى محمدية، والرسالة الثانية أحمدية.. أو قل الرسالة الأولى الشريعة التي فصلها للأمة، والرسالة الثانية السنة التي أجملها، ولم يفصلها إلا في معنى ما مارسها، وعاشها دما ولحما..".. فالإسلام الذي تدعو وتبشر به الفكرة الجمهورية، صاحب الدعوة فيه محمد صلى الله عليه وسلم.. وهو في رسالته الأولى، صاحب الدعوة بصورة مرحلية.. أنزل عليه القرآن كله، أصوله وفروعه، ولم يؤذن له إلا بتطبيق الأصول في نفسه، أما في المجتمع فلم يؤذن له إلا في تطبيق الشريعة – الفروع.. وظلت الأصول موجودة في المصحف، وفي حياته الخاصة، ولم يؤذن له في تطبيقها، وهي لا تزال تنتظر التطبيق، وقد التحق النبي بالرفيق الأعلى، ولم تطبق دعوته للأصول، لأنه لم يؤذن له في ذلك، والسبب هو حكم الوقت.. فوقت الأصول، لمّا يَحِنْ بعدُ.. أما صاحب دعوة الإسلام الحقيقي والنهائي، هو محمد في مستوى ولايته، وفي رسالته الأحمدية.. وهو هو المسيح المحمدي، الذي جاءت به البشارة، وأظلنا عهده.. ولمزيد من التوضيح، لا بد من الرجوع إلى كتاب (طريق محمد).
    لقد تم تناول القضية في كتاب (الإسلام ديمقراطي اشتراكي).. ولأهمية الموضوع، نحن نورد هنا ما ذكرناه في ذلك الكتاب: "رسول أمة المسلمين:
    فمن هو رسول أمة المسلمين؟؟ هو أحمد _المسيح المحمدي!! وما معنى هذا؟؟!! لقد سبق أن ذكرنا أن نبيّنا، عليه السلام، صاحبُ رسالتين، وبينّا هاتين الرسالتين.. الرسالة الأولي محمدية.. وقد قامت عليها أمة المؤمنين.. والرسالة الثانية أحمدية، وهي التي تقوم على أصول القرآن _السنة_ وسوف تقوم عليها أمة المسلمين.. وقد جاء أمر الرسالة الأولى في قوله تعالى: (محمّدٌ رسولُ الله، والذينَ معه أشدّاءُ على الكفار، رحماءُ بينهم).. وعن الرسالة الأحمدية جاء قوله تعالى: (وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيلَ إنّي رسولُ الله،إليكم، مصدّقاً لما بين يدي من التوراة، ومبشِّراً برسولٍ يأتي من بعدي،اسمُه أحمد، فلما جاءهم بالبيّنات، قالوا هذا سحرٌ مبين).. فقد جاء محمّد، صلى الله عليه و سلم، بنبوة أحمدية ورسالة محمدية، فدعا إلى الإيمان تفصيلاً، ولم يدع للإسلام الأخير، إلا إجمالاً، في معنى ما بلغ القرآن، وفي معنى ما سار السيرة.. وقد استجابت له أمة المؤمنين.. وسيجيء محمد برسالة أحمدية، فيدعو أمة المؤمنين، ويدعو غيرها من سائر الأمم إلى الإسلام، ويفصّل في التشريع، وفي التفسير(التأويل) ما أجمل في القرن السابع وسيُستجابُ له، من كلِّ الناس، استجابةً مستفيضة.. فقد أصبحت الأرضُ مهيأةً لتتلقى عن الأحمدية، وتعي أكثر.. وهذا يقتضي تطوير التشريع بالصورة التي ذكرنا، فيتم الانتقال من الشريعة إلى السنة، التي أصبحت أكثر مناسبة للوقت.. والعمل بأصول القرآن، مأمورٌ به، بقوله تعالى: (واتّبعوا أحسنَ ما أنزل إليكم من ربِّكم، من قبل أن يأتيَكم العذابُ بغتةً، وأنتم لا تشعرُون).. وأحسن ما أنزل إلينا من ربنا، هو آيات الأصول.. يقول الأستاذ محمود: (لمّا كانت البشرية على عهد الجاهلية الأولى _جاهلية القرن السابع_ متخلفة، وساذجة، وجاهلة، فقد اقتضى حكم الوقت تنزل المحمدية عن الأحمدية تنزلاً كبيراً، وذلك حتى تخاطب الناس على قدر عقولهم، وحتى تشرع لهم في مستوى حاجتهم، وهي حاجة بسيطة.. وكان هذا التنزل من مستوى آيات الأصول في القرآن إلى آيات الفروع.. وأصبحت بذلك آيات الفروع صاحبة الوقت، واعتبرت ناسخة، فيما يخص التشريع، لآيات الأصول.. والآن في النصف الثاني من القرن العشرين، والإنسانية تعيش الجاهلية الثانية _جاهلية القرن العشرين_ وهي جاهلية أرفع بما لا يقاس عن مستوى جاهلية القرن السابع، فقد أصبحت الأرض مهيأة لتتلقى عن الأحمدية، أكثر مما تلقى، ووعى، أسلافها، وكذلك جاء وقت الرسالة الأحمدية.. والرسالة الأحمدية تطوير للرسالة المحمدية.. ذلك ببعث آيات الأصول التي كانت في عهد المحمدية منسوخة لتكون هي صاحبة الوقت في القرن العشرين، وتكون هي عمدة التشريع الجديد، ولا يقتضي كلُّ أُولئك إلا فهماً للقرآن جديداً، به تُحيا السنة بعد اندثارها.. ويقول: محمد، وهو رسول للأمة المسلمة، صاحب رسالة أكبر منه وهو رسول للأمة المؤمنة.. فهو في رسالته للمسلمين أحمدي، وفي رسالته لأمة المؤمنين محمدي، وسبب الفرق بين الرسالتين حكم الوقت).. ويقول: (لقد أنَى للناس أن يميزوا، بصورةٍ دقيقة، ليس بين النبوة والرسالة فحسب، وإنما بين الأحمدية والمحمدية أيضا.. فالأحمدية نبوة، والمحمدية رسالة.. ونبينا، محمد بن عبد الله، جمع بين الأحمدية والمحمدية.. فهو أحمدي النبوة محمدي الرسالة.. أو قل هو مما يلي الله أحمدي.. ومما يلي الناس محمدي.. هو أحمد في السماء، ومحمد في الأرض.. ويقول: (يُؤخذ من دقائق حقائق الدين أن نبينا رسول الأمتين.. الأمة المؤمنة _الأصحاب_، والأمة المسلمة _الأخوان_، وأنّه بذلك صاحب رسالتين _الرسالة الأولى محمدية، والرسالة الثانية أحمدية).
    لقد تحدثنا في أول هذا الباب عن البدء، وقلنا إنه كما البدء، يكون الختام.. والختام هو ختام دورة من دورات الوجود، وهي الدورة التي بدأ بها أول التنزل، إلى مقام الاسم.. وكان ذلك في الملكوت، عالم الأمر.. والختام، هنا، هو اكتمال الدورة بتجسيد ما كان في عالم الأمر _تجسيده في عالم الملك.. وموضوع العودة إلى البداية بالصورة التي ذكرناها، هو من قوانين الوجود الأساسية (كما بدأنا أولَ خلقٍ نعيده، وعداً علينا، إنّا كنا فاعلين).. وهي عودة بلا تكرار.. ففي التوحيد، التكرار يمتنع تماماً، ولذلك هي عودة مع الاختلاف.. تحدثنا أنّ البدءَ كان بالكلمة (الله).. وتحدثنا عن مقام أحسن تقويم، وعن القرآن، وعن النور.. كما تحدثنا عن الولاية والنبوة والرسالة، في حالة الرتق.. وكان حديثنا، كلّه، في إطار الحديث عن الحقيقة المحمدية، وذكرنا حديث المعصوم لجابر، عن أول ما خلق الله.. وكل ما ذكرناه في بداية الباب، نعود إليه هنا، في إطار العودة إلى البدء.. وحديثنا هنا، كله، محاولة للتعريف ببعض جوانب الحقيقة المحمدية، بغرض توضيح الرسالة الأحمدية، وبيان، ما يمكن بيانه، بالنسبة لرسول الأمة المسلمة، التي أظلنا عهدها.
    الحقيقة المحمدية هي مرتبة الولاية الأحمدية.. ومقام (الولاية الأحمدية) هو المقام الذي منه استمدت جميع الرسالات، والولايات، أنوارها، وبذلك كانت أقساطاً منها، ومقدمات لها _أي لتجسيدها الأخير.. فهذا المقام لا يزال يقرُب من الأرض، كلما تهيأت الأرض له، بفضل أنوار الرسالات، وأنوار الولايات، التي أشعل الله سُرجَها في قلوب الذين أوتوا العلم ليعدوا الأرض لتلتحق بأسباب السماء.. وسيستقر مقام الولاية الأحمدية في الأرض، بمجيء المسيح، الذي هو موعود الله بملئها عدلاً، كما ملئت ظلماً، وجوراً.. وعن هذا المجيء تتحدث سورة (القدر)، وقد ورد الحديث عنها في العديد من كتب الأستاذ محمود، فيمكن لمن يشاء الرجوع إليها.
    ربما يكون، كلُّ المسلمين، يظنُّون أنهم يعرفون النبي محمد، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهذا وهمٌ كبير..يقول عنه الأستاذ محمود: (محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، النبي الأمي المبعوث في قريش في الأميين منذ القرن السابع، والذي ختم الله به النبوة، وأنزل عليه القرآن المقروء اليوم، والمحفوظ بين دفتي المصحف لا يعرفه المسلمون، وإن ظنوا، جهلاً، أنهم يعرفونه.. وهذه الدعوة لإتباعه، وحسن تقليده التي يقدمها هذا الكتيب (طريق محمد) لا تستقيم على خير وجوهها إلا إذا قدّمت تعريفاً به يجعل إتباعه، وتقليده، عملاً علمياً يحترم أقوى العقول المعاصرة، ويقنعها بجدوى ممارسته، وإتقانه).. ويكاد يكون جميع المسلمين، في معرفتهم بالنبي عليه السلام، محجوبين بجانب الرسالة عما سواه.. ويكفي أن أويس القرني، قال لسيدنا عمر، عن رؤية الأصحاب للنبي: (والله ما رأيتموه إلا كالسيف في غمده)!!.. أما بالنسبة لعامة المسلمين اليوم، والدعاة منهم خاصة، فإن رؤية الغمد، نفسها، تكاد تكون قد غابت!! ونحن لا نزعم أننا نملك أن نتحدث عن دقائق الحقيقة المحمدية، فهذا ليس من غرضنا في هذا الكتاب.. وإنما نحن بصدد الحديث عن بعض الجوانب، المتعلقة بموضوعنا، عن رسول أمة المسلمين.. وهو حديث المقصود منه، أيضاً، إعانة المسلمين على تقديس وتوقير النبي، صلى الله عليه وسلم.
    مما يعين على تصور مكانة النبي، وعظم شأنه، قوله: (ماعرفني غيرربي).. وقوله: (لي ساعة مع ربي لا يسعني فيها ملك مقرب، ولا نبي مرسل)!!.. فبقدر الإيمان والعمل في التقليد عن محبة وثقة تتفتح آفاق الحقيقة المحمدية. فنبينا صاحب نبوة أزلية، قال عنها: (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين).. وهذا يعني أنه كان نبياً عالماً بنبوته، في الأزل، ولذلك عبر في حديث جابر، بقوله: (نور نبيك يا جابر).. ومن هذه النبوة مُدّت جميع النبوات، وجميع الولايات، وهي، جميعها، ليست سوى مراحل من مسيرة الحقيقة المحمدية، نحو مقامها.. وعن هذه المسيرة يجيء قوله تعالى: (وتوكّل على العزيزِ الرّحيم* الذي يراكَ حينَ تقوم* وتقلّبَك في السّاجدين).. (تقلبك في الساجدين)، يعني يرى أطوارك، وأنت تتقلب في الخلائق، تطلب مقامك المعد لك منذ الأزل، وإليها الإشارة من الآية بقوله تعالى: (يراك حين تقوم).. فتقوم هنا من القيومية _القيام بالله.. والقيام بالله عبودية، وهو هنا قمة العبودية، التي تتحقق بها خلافة الأرض، التي جاءت في الأمر الإلهي (إنِّي جاعلٌ في الأرضِ خليفة).. فقبل البعث المحمدي الأول، كان تقلب الحقيقة المحمدية، في الساجدين.. وبعد البعث الأول، استمر التقلب في الساجدين، من آل البيت.. وعند القيام، تتم المزاوجة بين الملك، والملكوت، وبين الدنيا والبرزخ، فتتوحَّد الروح مع الجسد، فيصبح جسداً روحانياً، أو روحاً تجسدت، فيكون بذلك البعث الأكبر، بعث المقام المحمود.. وعن هذه المزاوجة يجيء قوله تعالى: (وإذا النفوسُ زُوِّجَت).. وهذا يتم لعامة الناس في الآخرة وللإنسان الكامل _الحقيقة المحمدية_ في اليوم الآخر..وتحقيق المقام المحمود (بعثٌ)، يقول تعالى:(ومن الليلِ فتهجّد به، نافلةً لك، عسىأن يبعثَك ربُّك مقاماً محموداً).. والبعثُ، هنا، يعني الحياة بعد الموت، وتجاوز الموت بتجربته، وبذلك يتحقق مقام (الروح)، بمعنى الجسد الحي الذي لا يموت.. وقد جاء عن تعريف الروح من أقوال الأستاذ: (ما هي الروح؟؟ هي الجسد الحي الذي لا يموت، و في المرحلة قبل ظهور الجسد الحي، الذي لا يموت فإن الروح هي الطرف اللطيف من الجسد الحاضر).. والروح هي المسيح، رسول الأمة المسلمة.. فالمسيح (المسيح المحمدي)، عند بروزه إلى مقامه، مقام الوسيلة، هو الروح، بمعنى الجسد الحي الذي لا يموت.. فهو مبعوث من الموت، وبهذا البعث هو متجاوزٌ له.. ولقد ورد في القرآن ذكرُ كثيرين، بُعِثوا من الموت، ولكن، بعثُ هؤلاءِ، جميعاً، لم يكن تحقيقاً لمقام، ولذلك ماتوا بعد بعثهم.. وذلك على خلاف الأمر بالنسبة للحقيقة المحمدية، فهي عندما تبعث إلى مقام الوسيلة، تتجاوز عتبة الموت، وتدخل الحياة التي لا موت فيها.. وبهذا البعث، تقوم القيامة الصغرى_ساعة التعمير_ التي، بها، يتم افتتاح اليوم الآخر، وهو آخر أيام الدنيا، وأول أيام الآخرة.. وفيه يتم بعث موتى القلوب، من أهل الدنيا، وبذلك تبرز أمة المسلمين، فتتحقّق جنةُ الأرض، وينطبق، في قمة، قولُه تعالى: (وقالوا الحمدُ لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرضَ، نتبوأ من الجنّةِ حيثُ نشاء).. وإلى هذا القيام، وهذه القيامة، يشير أيضا قوله تعالى: (يومَ يقومُ الروحُ، والملائكةُ صفاً، لا يتكلّمون، إلا من أذِنَ له الرّحمنُ، وقال صَواباً).. وضمن ما جاء في هذا الصدد، من أقوال الأستاذ محمود، ما ذكره في تأويل قوله تعالى: (في بيوتٍ أذنَ الله أن تُرفعَ، ويُذكَرَ فيها اسمُه)، من سورة النور، حين قال:"فإن البيوتَ أجسادُ العارفين.. وفي طليعتهم الإنسان الكامل.. فإن جسد العارف قد أذن الله له أن يُرفع من الأموات.. فهو إنما يجيء لهذه الدنيا من العالم الآخر".. وعن كون المسيح هو الروح، يجيء قوله تعالى: (إنمّا المسيحُ، عيسى بن مريم، رسولُ الله، وكلمتُه، ألقاها إلى مريمَ، وروحٌ منه)..
    وجوهُ الأمرِ عديدةٌ، ويكاد القرآن، كلّه، يدور حوله.. وعلينا أن نتذكرَ المثاني في القرآن، ونتذكرَ أنّ، معاني القرآن الأصيلة تقع في منطقة التأويل، وليس في منطقة التفسير.. وهذا وجهٌ من الوجوه الهامة، جداً. فمقام الحقيقة المحمدية _رسول الأمة المسلمة_ هو مقام تأويل القرآن.. بل هو تأويل القرآن، يقول تعالى: (هل ينظرُونَ إلا تأويلَه؟! يوم يأتي تأويلُه يقول الذين نسوه من قبل، قد جاءت رسلُ ربِّنا بالحق!! فهل لنا من شفعاءَ، فيشفعوا لنا، أو نُردّ فنعمل غير الذي كنا نعمل؟ قد خسروا أنفسَهم، وضلّ عنهم ما كانوا يفترون).. (هل ينظرون إلا تأويله) يعني ما ينتظرون إلا مجيء تأويله.. قوله (قد جاءت رسل ربنا بالحق) يعني جميع رسل ربنا جاءت بالبشارة بهذا التأويل، وبأقساط منه، حسب حكم وقتهم.. وعن التأويل، نفسه، يقول تعالى: (هل ينظرُون إلا أن يأتيَهم اللهُ في ظللٍ من الغمام والملائكة، وقُضِي الأمرُ وإلى الله ترجع الأمور).. فالذات الإلهية ليست غائبة فتأتي، عن ذلك تعالى الله علواً كبيراً.. وهي لا يحويها الزمان ولا المكان، حتى تأتي (في ظللٍ من الغمام)، مهما كان تفسير أو تأويل هذه الظلل.. فلم يبق إلا أن تكون الآية تتحدث عن التنزل إلى مقام الاسم.. فهو، هو تأويل القرآن.. هو القرآنُ مجسداً، في اللحم والدم.. و(في ظُللٍ من الغمام)، إنما تعني في تجسيدٍ أصلُه الماء _الغمام_ وهذه هي قمة التخلق بأخلاق القرآن، التي بها يتحقّق كمال الإنسان.. والمقصودُ من العبارة القرآنية (الله في ظلل من الغمام) هو _المقام المحمود_ الذات المحمدية، وهو المسيحُ، كما هو الساعة، وهو ختم الرسالة، فكل هذه، وغيرها، تعني شيئاً واحداً، من وجوه مختلفة.. فالمسيح (الساعة) هو التقاء الملك والملكوت، رأسياً.. والتقاء الماضي والمستقبل، في اللحظة الحاضرة، أفقياً.. فعندما يتم هذا اللقاء، الأفقي والرأسي، تكون الساعة، ويتحقق النبأ العظيم!!
    ويُلاحظ أن البشارة، بعودة المسيح الثاني في الإنجيل، تكاد تتطابق مع البشارة الواردة في القرآن.. يقول إنجيل لوقا، في الإصحاح الحادي والعشرين: (وتكون علاماتٌ في الشمس والقمر والنجوم.. وعلى الأرض كربُ أممٍ، بحيْرة.. البحر والأمواج تضجُّ، والناسُ يُغشى عليهم، من خوفٍ، وانتظار ما يأتي على المسكونة، لأن قوات السموات تتزعزع. وحينئذٍ يبصرون ابن الإنسان، آتيا في سحابة، بقوةٍ ومجدٍ كثير).
    وفي الآية الكريمة: (وقضي الأمر).. (الأمر) يعني المسيح _ولقد سبق لنا أن تحدثنا عن الأمر، في أول الباب_، وقُضِي، تعني تم واكتمل إعدادُه، وإعدادُ الأرض له، هذا الإعداد الذي بدأ من (أسفل سافلين).. وقوله تعالى: (وإلى الله ترجع الأمور) إشارةٌ إلى الكمالات، التي تتحقق، في تلك القيامة _ساعة التعمير_ التي بها تتحقّق جنة الأرض، في الأرض.. والساعة هي المسيح، وإلى ذلك يشير قولُه، تعالى، عن المسيح: (وإنّه لعلمٌ للساعة، فلا تَمتَرُنّ بها).. والساعة هي مجيئه.. وحسب مثاني القرآن، الساعة ساعتان: ساعة التعمير، وساعة التخريب.. فأما ساعة التعمير فهي لحظة مجيء المسيح ليرد الأشياء إلى ربها، حساً ومعنى، وليملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.. ويومئذٍ يظهر الإسلام على جميع الأديان.. ويتحقّق موعود الله:(هو الذي أرسل رسوله، بالهدى ودين الحق، ليظهرَه على الدينِ كلِّه.. وكفى بالله شهيدا).. ويتأذن الله بالتطبيق، كما تأذن بالإنزال.. وذلك فيما يتعلق بقوله تعالى: (اليومَ أكملتُ لكُم دينَكُم، وأتممتُ عليكم نعْمتِي، ورضيتُ لكُم الإسلامَ ديناً).. وهذه هي ساعة التجلي الكمالي.. أما ساعة التخريب فهي لحظة مجيء المسيح للمرة الثانية، ليردَّ الأشياء إلى الله حساً، وقد أبطأ المعنى، وذلك (يوم نطوي السماءَ، كطيِّ السجل للكتب.. كما بدأنا أول خلق نعيده.. وعداً علينا.. إنّا كنّا فاعلين)..الأنبياء 104.. فالساعتان منضويتان، في بعضهما، في سياق القرآن.. فهو عندما يقول (الساعة)، إنما يعني المعنى القريب للساعة، وهي ساعة التعمير، والمعنى البعيد للساعة، وهي ساعة التخريب.
    وبساعة التعمير، يبدأ اليوم الآخر، الوارد في عديد الآيات، منها، على سبيل المثال: (وإلى مدينَ أخاهُم شعيباً، فقال: يا قوم!! اعبدُوا الله، وارجوا اليوم الآخر، ولا تعثوا في الأرض مفسدين).. وإنما سُمي (اليوم الآخر) لأنّه آخر أيام الدنيا، وأول أيام الآخرة، وفيه تتحقق جنةُ الأرض، وهي نموذج من الجنة الموعودة.. وإليها الإشارة بقوله تعالى: (ونُفِخ في الصورِ، فصَعِق من في السموات، ومن في الأرض، إلا من شاء الله، ثم نُفِخ فيه أخْرى، فإذا هُم قِيامٌ ينظرُون* وأشرقت الأرضُ بنورِ ربِّها.. ووضعَ الكتابُ.. وجيء بالنبيين والشهداء، وقُضِي بينهم بالحقِّ، وهم لا يُظلمون).. العبارة القرآنية (وأشرقت الأرض بنور ربها)، الإشارةُ،فيها، إلى النور الذي به الظهور، وقد تحدثنا عنه، وقلنا إنه النور الأول، فالله نور السموات والأرض، وهو يعني أيضا نور المعرفة بالله.. وهذه هي جنة المعاني.. فالأرض تمتليء بالعلم بالله، وهو ما أشارت إليه التوراة بالعبارة:(لا يفسدون في كل جبل قدسي، لأن الأرض تمتليء من معرفة الرب، كما تغطي المياه البحر)..
    كلمة مسيح، ليست اسماً، وإنما هي صفة.. وهي تعني: الممسوح بزيت البركة، وتعني المخلص أيضاً.. وقد كان اليهود ينتظرون مسيحهم الذي وعدوا به، ولما جاءهم عيسى بن مريم، عليه السلام، كمسيح، رفضوه، ولا يزالون ينتظرون مسيحهم.. ومريم، في التأويل، هي النفس الطاهرة، وهي التي يجيء منها المخلِّص الأخير، الذي به يكتمل تطبيق رسالات السماء، عند الإنسانية كلها، ويتحقق موعود الله، الذي جاء في قوله تعالى: (إنِّي جاعلٌ في الأرض خليفة).. هذه الخلافة، قد بدأت بآدم، وهي تكتمل بالمسيح المحمدي.. وعندها تتحقق البشارة بلقاء الملك والملكوت.. وهي بشارةٌ قد وردت، أيضاً، عند المسيحيين، في دعائهم الأساسي، الذي جاء فيه: (أبانا الذي في السموات.. ليتقدس اسمك، ليأتي ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء، كذلك على الأرض).. وجاء من إنجيل متى_الإصحاح الخامس والعشرون_ قوله: (ومتى جاء ابن الإنسان، في مجده، وجميع الملائكة والقديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض، كما يميز الراعي الخراف من الجداء، فيقيم الخراف عن يمينه، والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي، رثُوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم).
    وعن العودة، يقول القرآن: (إنّ الذي فرض عليك القرآن، لرادُّك إلى معاد).. وهذا المعاد، هو العودة إلى البدء الذي تحدثنا عنه، و ذكرنا، عنه، قولَ المعصوم: (أولُ ما خلق الله نورُ نبيك يا جابر)، وقوله: (كنتُ نبياً، وآدم بين الماء والطين)، وقول القرآن: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)..فالعودة، هي عودةٌ إلى أحسنِ تقويم، وبها، تُفتتح دورةٌ جديدةٌ للحياة على كوكب الأرض، بها يتحقّق الإسلام، والسلام، ويبرزُ الإنسان إلى مقام عزِّه، المدّخَرِ له (مُنذ نشأَة الكون).
    عبدالله ابنُ عباس، رضي الله عنه، يقول: (عجبتُ لمن ينتظر عودة عيسى، ولا ينتظر عودة محمد)!!
    مقام الوسيلة:
    مقام الوسيلة هو مقام الخليفة، الذي جاء في قوله تعالى: (إني جاعلٌ في الأرضِ خليفة).. والخليفة بمعنى عام هو الإنسان.. ولكنّ الإنسان لايستحق الخلافة، إلا إذا أصبح مؤهلا لها، بالمقدرة على تنفيذ مرضاة مخلِّفه، وهو يكونُ خليفةً، بقدر تأهيله هذا، ومن هنا تأتي الخلافة، بالمعنى الخاص.. وقد افترعت هذه الخلافة، بآدم عليه السلام، ثم توالت في أنبياء الحقيقة، إلى أن وصلت إلى قمتها بمحمد، عليه أفضل الصلاة والسلام، في مقام نبوته.. ومنذ أن صدر الإذن الإلهي بالخلافة، ظلّت، العناية الإلهية تعد المسرح لها، مسخرةً لذلك جميع الوجود، علويِّه وسفليِّه.. وما تحرّك من متحركٍ، ولاسكنَ من ساكنٍ، إلا في سبيل تحقيق هذه الغاية!! والخليفة، في القمة، هو واحد.. وهو من افترع به الوجود الحادث عندما برز في عالم الملكوت، وهو الذي سيختم به الوجود الحادث، عندما يتجسد في عالم الملك.. هذا الخليفة، هو الذات المحمدية، التي ظلت تطلب تجسيد مقامها، في الملك، منذ أن كانت (في أحسن تقويم)، وقد ظل هذا المقام يتنزل، عبر التجربة الطويلة، منذ ذلك التاريخ، والأرض تتهيأ لاستقباله، كلّ حينٍ، في مستوى جديد..
    وقد تهيأت الأرض،الآن، تماماً، لهذا النبأ العظيم، واكتملت جميع الشروط الظاهرية له.. وبظهور هذا المقام يجيء رسول أمة المسلمين.. فالحقيقة المحمدية، هي مقام ولاية النبي محمد، وقد ألم بها في معراجه، فشهد الذات الإلهية، شهوداً ذاتياً، بلاواسطة، وقد تخلف عنه جبريل..فحقق بذلك أعلى مقامات العبودية لله، إذْ لايشاهد الرب إلا العبد.. ثمّ، وعد الله، تعالى، نبيَّه أن يبلّغه هذا المقام، في الأرض، فقال له: (ومن الليلِ فتهجّد به، نافلةً لك، عسىأن يبعثك ربُّك مقاماً محموداً).. وقد ظلّ النبي الكريم، عليه السلام، يعملُ في شريعته (سنّته)، جاهداً، ينتظرُ تحقيقَ وعدِ الله له، فكان كأنّما نُصبَ له علمٌ فشمّر يطلبُه، كما وصفه الأصحاب.. وقد بُلِّغ المقامَ، عند التحاقه بالرفيق الأعلى، ونزلَ به إلى برزخِه، وفي ذلك يجيء الحديث، الذي ترويه السيدة عائشة.. فقد ورد في الحديث، أنّ جبريل قال للنبي، وهو في فراش مرضه: (إنّ الله، عزَّ وجلَّ، يقرأ عليك السلام، ويقول: كيف تجدك؟ وهو أعلم بالذي تجد منك، ولكن أراد أن يزيدَك كرامةً وشرفاً، وأن يتمَّ كرامتَك، وشرفَك على الخلق، وأن تكونَ سنةً في أمتك.. فقال: أجدنُي وجِعاً.. قال: أبشر فانّ الله، تعالى، يريدُ أن يبلّغَك ماوعدك).. يشير بقوله (يبلّغك ماوعدك) إلى (المقام المحمود).. وقد بلغه، كما وعده ربُّه، ونزل به إلى برزخه.. وبذلك أصبح المقام الذي برز إلى الملكوت، منذ البدء، متحقّقاً في البرزخ، ويُنتظر له أن يتحقّق في الأرض..
    ولما كانت النبوة قد خُتمت، فقد أصبحت الأرض تُعدُّ، روحياً، للمقام المحمود، عن طريق الأولياء، من آل بيتِ النبي، وجميعهم ممدودون من النبي، عليه أفضل الصلاة والسلام، في برزخه.. وكلُّ المسيرة، تستهدف، أن تتوحّد أنوارُ ولايات آل البيت، في الأرض، مع نور الحقيقة المحمدية في البرزخ، وبذلك تتجسد الحقيقة المحمدية على الأرض، ويتوحد الملك والملكوت.. ولحظة هذا التوحّد هي الساعة، وهي المسيح المحمدي، وقد برز إلى مقامه، مقام الحقيقة المحمدية، مقام ولاية النبي، الذي منه تجيء الرسالة الأحمدية.. وواردٌ، في ذلك، قوله تعالى: (وأقسمُوا بالله جهدَ أيمانِهم، لا يبعث الله من يموت، بلَى وعداً عليه حقاً، ولكنّ أكثرَ الناسِ لا يعلمُون* ليبيّنَ لهم الذي يختلفُون فيه، وليعلمَ الذين كفرُوا أنّهم كانُوا كاذِبين* إنما قولُنا لشيءٍ إذا أردناه، أن نقولَ له كُنْ فيَكُون).. قولُه تعالى: (ليبين لهم الذي يختلفون فيه) يعني ليبيّن لهم (النبأ العظيم) الوارد في قوله تعالى: (عم يتساءلون؟!* عن النبأِ العظيم!!* الذي هم فيه مُختلفون؟!).. وهذا المقام، هو نفس مقام (الوسيلة)، الذي قال عنه تعالى: (يا أيُّها الذين آمنوا، اتقُوا الله، وابتغُوا،إليه، الوسيلة).. فمع التقوى، جاء الأمر بابتغاء الوسيلة!! وهذا المقام هو الذي يختصم فيه الملأ الأعلى، وقد جاء عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قوله: (إذا سمعتم المؤذّن، فقولوا مثلَ ما يقول، ثم صلُّوا عليّ، فإنّه من صلّى عليّ صلاةً، صلّى الله عليه، بها، عشراً، ثم سلُوا الله لي الوسيلة، فإنّها منزلةٌ في الجنة، لاتنبغي إلا لعبدٍ من عبادِ الله، وأرجُوأن أكونَ هو، فمن سألَ لي الوسيلة، حلّت له شفاعتي).. فالنبيُّ، وهو في مقام نبوته، كان يطلب مقام ولايته.. وهو مقام (الختم) ختم الأولياء، الذي تحدث عنه كثيرٌ من الصوفية..
    مقام الوسيلة، إذن، هو مقام (الخليفة)، خليفة الذات الإلهية، وهو الذي يكون بين الذات، وجميع الخلق.. فهو من يحقّق العبودية الكاملة لله، وليس لكمال العبودية نهايةٌ فتُبلَغ.. وفي هذا المقام، يبرز أكمل تجسيد لأخلاق الله، الواردة في القرآن.. إنّ كلّ المسلمين يكادون يعرفون أمر الوسيلة هذا، ويدعون للنبي الكريم به، بعد الآذان، ولكن نظراً لغياب فهم مثاني القرآن، عندهم، ولارتباط المقام بالجنة، كما هو واردٌ في الحديث، وَهِمَ معظمُ المسلمين فظنُّوا أنّ المقام مرتبطٌ بالجنة الكبرى، وذهلوا عن جنة الأرض.. فالجنة، المعنية في الحديث، هي جنة الأرض، وهي إنّما تتحقق، بتحقيق مقام الوسيلة الذي تجيء منه الرسالة الأحمدية، وتبرزُ، به، أمةُ المسلمين، إخوان النبي، الذين كان يشتاق إليهم، وبذلك تُفتتح دورةُ اليوم الآخر، ويرثُ أهل الأرض الملكوتَ الذي أعد لهم منذ الأزل..
    لا ريبَ أنّه معلومٌ، عند جميع المسلمين، أنّ النبيّ، عليه أفضل الصلاة والسلام، هو أولُ من يبعثُ من الأموات، ولكنْ، لِغياب فهم مثاني القرآن، عندهم، ظنُّوا أن هذا البعث، يتم بعد الساعة الكبرى، وذهلوا عن حقيقة أنه يتم عند الساعة الصغرى، بل هو الساعة الصغرى، نفسها!!
    إن أمر الوسيلة، هو أهم وأخطر، شأن في الوجود الحادث.. ولاسبيل لبعث الدين، ولاسبيل للخلاص بصورةٍ عامة إلا به، فهو وحده المخلص.. ومن أجل ذلك، جاء قول الأستاذ محمود، من كتاب (طريق محمد): (إنّ محمداً هو الوسيلة إلى الله وليس غيره وسيلة منذ اليوم.. فمن كان يبتغي إلى الله الوسيلة، التي توسله وتوصله إليه، ولاتحجبه عنه أو تنقطع به دونه، فليترك كل عبادة هو عليها اليوم، وليقلّد محمداً، في أسلوب عبادته، وفيما يطيق من أسلوب عادته، تقليداً واعياً، وليطمئن، حين يفعل ذلك، أنه أسلم نفسه لقيادة نفس هادية، ومهتدية)..".
    من المفترض أن د. ياسر يعلم هذه المعلومات، وقد أشار إلى موضوع المسيح، بصورة معممة، ولم يقف عنده وطففه.. فالأزمة ليست في نقص المعلومات، وإنما في الأخلاق.. ياسر جعل مواعينه مكفية، فلم يعلق بها شيء مما ذكر!! المهم أن د. ياسر حكم بأن الفكرة الجمهورية باطلة.. كون حكمه هذا صحيح أم غير صحيح، لا يغير من الأمر شيئاً، بالنسبة لموقفه.. وكون الفكرة الجمهورية باطلة بالنسبة له، هذا حكم قاطع بأنه غير جمهوري.. والوضع الطبيعي، طالما أن الفكرة باطلة بالنسبة له، هو أن يتركها، ولا يشغل نفسه بالباطل.. يمكن أن يعمل على كشف باطلها للآخرين.. ولكن الأمر الغير معقول، هو أن يحكم بأنها باطلة، ثم ينسب نفسه إليها، وينشغل بها كل وقته.. هذا أمر له دلالة أخرى، هي ببساطة، وبوضوح، هو أنه موظف، لهدم الفكرة.. وهذا واضحٌ جداً، من علاقته بد. النعيم.
    يقول د. ياسر: "من حيث التنظير لا يوجد ما يمنع أحدا، جمهوريا كان أم غير جمهوري، من الإتيان بأي فكر مستقل أو تجديد، بالإضافة أو بالحذف، للفكرة الجمهورية. المحك هو المسئولية والثبات أمام التحدي..".. واضح جداً الالتواء في القول.. من المؤكد، لا يوجد ما يمنع أي إنسان الإتيان بفكر مستقل، ولكن من قال بخلاف ذلك؟! وما علاقة هذا القول ببقية النص.. في الواقع هو قول للتعمية، يجعل ما ينطبق عليه، ينطبق على ما جاء في بقية النص.. بقية النص تقول: "أو تجديد، بالإضافة أو الحذف للفكرة الجمهورية..".. على العكس تماماً، من زعم د. ياسر، الفكرة الجمهورية لا يملك أحد أن يحذف منها أي شيء، أو يضيف إليها أي شيء.. وهذا أمر بداهة، ويقتضيه العقل، والقانون والأخلاق.. ليس من حق أحد أن يضيف إلى فكر غيره أو يحذف منه.. قال د. ياسر: "المحك هو المسئولية..".. المسئولية هي أن لا تنسب فكرك، لغيرك، وإنما تتحمل المسئولية في نسبته إليك.. من عنده زيادة أو حذف، فليدعُ إلى فكرته هذه، وفق رؤيته في الزيادة والحذف، ولا ينسب رأيه الشخصي للأستاذ محمود ودعوته، وخلاف ذلك، هو تجني، وجرمٌ عظيم.. وهو أمر غير مقبول، بأي مقاييس أتخذتها.. وعلى كل حال، نحن لن نسكت عليه.
    هل إذا كانت الفكرة باطلة، الإضافة إليها، أو الحذف منها يجعلها حق!؟ قلنا كونها باطلة يعني أنها غير مأذونة من الله.. فهل الإضافة أو الحذف يجعلها مأذونة!؟ هذا محض عبث، في أمر لا مجال فيه للعبث.. الأمر الباطل، أمره منتهي، ولا مجال فيه للترقيع، بالإضافة أو الحذف.. الموضوع كله، ابتداءً، ليس موضوع رأي وفكر وإنما هو موضوع معرفة بالله، تثمرها التقوى.. فقول د. ياسر هذا، يخرج القضية تماماً من إطارها، ويجعلها مجرد فكر مدني، يمكن أن يضاف إليه أو يحذف منه.
    ويقول د. ياسر: "وبقليل من الاستنتاج ندرك أن نفس هذا الحديث يعطي من شاء من الجمهوريين أن يأتي بمقترحات مرحلية كما حدث مع الدكتور عبد الله النعيم مثلا..".. هذه هي قضية د. ياسر الحقيقية، وكل اللف والدوران، بسبيل من أن يصل إليها.. هو يزعم أن د. النعيم أتى بما يكمل نقص الفكرة.. ولغياب المسئولية وغياب الشجاعة، سماها "مقترحات مرحلية".. أولاً: ليس في الدين مقترحات مرحلية، أو غير مرحلية.. ثانياً: د. النعيم لم يأتِ بمقترحات، وإنما قرارات مبدئية ونهائية، فكون الدين عنده علماني وصناعة بشرية، أو القرآن غير منزل من الله، فهذه قرارات نهائية، فلا يمكن أن يقال أن الدين غير منزل من الله في المرحلة، ثم يقال لنا أنه منزل في غير المرحلة!!.. وإذا كانت الفكرة ناقصة كما تزعم، فمن المستحيل أن يكملها د. النعيم، والسبب صارخ الوضوح، وهي أن الفكرة دعوة للإسلام، ودعوة د. النعيم في جملتها، وتفاصيلها، دعوة لنقض وهدم الإسلام.. عمل د. النعيم، وأنت معه، ليس اكمال نقص الفكرة المزعوم، وإنما الغائها، واستبدالها، بما هو نقيضها، كما هو وراد في أقوال د. النعيم.. د. ياسر حكم أن دعوة الأستاذ محمود، في جملتها باطلة، وهرطقات د. النعيم، في جملتها صحيحة، وهو في الحالين لا يذكر التفاصيل أو جزء منها.. بالذات هو لا يتعرض لأي قول من أقوال د. النعيم.. وهذا ظل يجري منذ البداية وحتى اليوم.. واضح أن هنالك تعليمات صارمة، في هذا الصدد، ود. ياسر يطيع هذه التعليمات، طاعة عمياء، وهذا يلقي الضوء على العلاقة بينه وبين د. النعيم، فهي علاقة عمل!! د. النعيم من عليائه، حكم أن الفكرة ليست دين، فقال: "أنا عندي، يعني‎‎إذا كان نحن بنتكلم عن مصطلح بمعنى يضارب تجربة ‏البشرية منذ أن بدأت حتى اليوم،‎دا بكون مضلّل‎ !!‎ وبكون معتّم للرؤية‎!!‎ الدين بيعني ‏الدين العقائدي!! إذا كان في شيء بتجاوز العقائدية، ماهو دين ‎‎بالمعنى البيهو نحن ‏بنتكلم بيهو!! حقو نسمّيهو تسمية تانية!! ودا بجي من ‎‎وين؟ وبجي كيف؟ نحن ما ‏عارفين.." ح4/17.. كما حكم أن القرآن، ليس منزلاً من الله، وهذا يعني بالطبع أن النبي صلى الله عليه و سلم، لم يوحى إليه بشيء.. كما حكم أن الدين كله علماني، وصناعة بشرية، مثله مثل الثقافة ويمكن إعادة صناعته!! وقد قام د. النعيم بإعادة صناعة الدين.. فبدل الدين السماوي، جاء بدين أرضي سفلي، يقوم على نقيض قيم الدين السماوي.. د. ياسر من جانبه، بعد أن حكم بأن الفكرة باطلة وناقصة، حدد من يكمل نقصها، وهو عنده د. النعيم!! عند ياسر الأستاذ محمود جاء بعمل باطل، وناقص، ومن يصحح هذا البطلان، ويتمم هذا النقص هو د. النعيم!! هذا هو موقف د. ياسر من الأستاذ ومن د. النعيم!! اللهم نعوذ بك من مكرك.. ونعوذ بك أن تكون الدنيا مبلغ علمنا، ومنتهى همنا.. هذا التميزبين الأستاذ محمود ود. النعيم، يوضح بصورة جلية قدر الدكتور ياسر الذي لا يتعداه.
    هل نطمع أن يحدد لنا د. ياسر، وجهاً واحداً، من وجوه نقص الفكرة، وكيف أن د. النعيم يكمله، على أن يذكر قول د. النعيم في هذا الصدد.. أراهن أنه لن يفعل.
    توهم د. ياسر أنه بمثل هذه الكتابات الانصرافية، يصرفنا عن مناقشة أقوال د. النعيم، وهذا تفكيرٌ ضيق، وخداعٌ صاحبه مخدوع.. فنحن كلما أتيحت لنا فرصة لنذكر بأقوال د. النعيم، انتهزناها، وذكرنا.. ونحن سنظل نسأل د. ياسر عن أقوال د. النعيم المحددة، ولا يعنينا أجاب أو لم يجب، فللناس عقول، والله تعالى من وراء ذلك كله محيط.. ويا د. ياسر!! الهروب لن يجدي.. لقد استلم الشباب قضيتهم، وهم سيلاحقونك في أي موقع ذهبت إليه!!
    ونحن نختم بتجديد السؤال لد. ياسر.. كيف يمكن لمن يحكم بأن الفكرة الجمهورية باطل، أن يجددها أو يكمل نقصها!؟ كيف يمكن لمن هو خارج الدين، وخارج الفكرة الجمهورية، أن يكون هو من يجدد الدين، ويجدد الفكرة!؟
    د. ياسر رجلٌ هانت عليه نفسه، وهان عليه دينه، فباعه بثمن بخس، وكان فيه من الزاهدين.. وما أسرع ما تشرب د. ياسر القيم المضادة – قيم د. النعيم!! نفس المراوغة، والتحايل، وعدم الموضوعية بترك الموضوع كله تماماً.. ونفس الكذب والالتواء، وقول الشيء وضده.. وبصورة خاصة نفس عدم الحياء.
    اللهم نعوذ بك من مكرك.. ونعوذ بك من أن نكون من الغافلين.. ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين.

    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في 29/4/2016م


    أحدث المقالات

  • استفتاء سوداني بشأن الاحتلال المصري لحلايب! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • يطمح ألنيل ألغثاء شعر نعيم حافظ
  • روجنى الايطالي . و السودانيين يقتلون بالرصاص بسيناء اكبر فضيحة بقلم محمد القاضي
  • الغرب ووهم الانفتاح الإيراني بقلم: جون بيير ميشيل *
  • لعل وعسى مركزية فتح ترتاح....!! بقلم سميح خلف
  • الثورة السورية .. هي الإبتلاء الرباني الأكبر للبشرية بقلم موفق السباعي
  • اوقفوا عمليات قتل المتظاهرين السودانيين! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • شعبنا الصابر سيرسل الطاغية ونظامه الى مزبلة التاريخ بقلم أحمد الملك
  • غريبة !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الجمهوريون بين الوهم والحقيقة (12) بقلم الطيب مصطفى
  • دارفور واجراءت تاشيرة الخروج النهائى !!! ام مجرد مناورات سياسية بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين
  • بيرزيت الكتلة التي بها أفخر وإليها أنتمي بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي























                  

العنوان الكاتب Date
د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهورية!! بقلم خالد الحاج عبدالمحمود خالد الحاج عبدالمحمود04-29-16, 11:03 PM
  Re: د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهوري� Yasir Elsharif04-30-16, 00:27 AM
    Re: د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهوري� Yasir Elsharif05-03-16, 07:40 PM
      Re: د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهوري� حافظ سليمان 05-04-16, 04:00 AM
        Re: د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهوري� عصام دهب05-04-16, 08:05 AM
          Re: د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهوري� Yasir Elsharif05-04-16, 09:20 AM
            Re: د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهوري� حافظ سليمان 05-04-16, 09:47 AM
              Re: د. ياسر الشريف يحكم بباطل الفكرة الجمهوري� Yasir Elsharif05-04-16, 01:05 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de