الحُب في زمن الشيكونغونيا! بقلم أحمد الملك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-05-2018, 10:04 PM

أحمد الملك
<aأحمد الملك
تاريخ التسجيل: 11-09-2014
مجموع المشاركات: 267

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحُب في زمن الشيكونغونيا! بقلم أحمد الملك

    10:04 PM October, 05 2018

    سودانيز اون لاين
    أحمد الملك-هولندا
    مكتبتى
    رابط مختصر







    في ذكرى العندليب: في بُعدك يا غالي (أضنانا) الألم!

    سامحنا يا سيدي إن لم تنتظم وطننا في كل صباح ، مهرجانات الفرح التي
    تُحيي اسمك وذكراك، ننثر فيها الفرح مع كنوز محبتك التي استودعتها
    وجداننا عبر الأزمنة.

    سامحنا إن اضطرتنا الظروف أحيانا لنترك ذكراك نهبا للنسيان، سامحنا إن لم
    نحمل صورتك ونرفعها ضد الخوف والنسيان، وحين تحاصرنا الحرائق والرياح
    نغطيها بظلال أشجار اللبخ التي كانت تحرس النهر القديم وتغطيه بظلالها،
    مثل أم تغطي طفلها الوليد بثوبها. في شارع النهر القديم حيث يختلط هديل
    القمري مع غناء عشّاق الساعة الرابعة بعد ظهر غارة الجنجويد في الشوارع.

    ما هانت الأيام علينا يا سيدي ولا هانت علينا الذكرى. قلبنا لم يتبدل يا
    سيدي، لكنّ السيد الذي يحمل العصا، لم يترك لنا فسحة من الوقت ولا حتى
    لنقف على أطلال قصر الشوق، الذي بنيته من رحيق الحب وأنغام الروح وضياء
    الافلاك، من خلاصة محبة الأزمنة الجميلة التي مضيت تسكبها في أرواحنا على
    مرّ السنوات .

    السيد الذي يحمل العصا أذاقنا الأمرين من بعدك يا سيدي، حوّل حياتنا
    الى جحيم أرضي، سلب منا حبة الفرح، تركنا نعيش ظلمة ليال كالحة، لا حب
    فيها ولا نغم، لا خبز فيها ولا دواء.

    السيد الذي يحمل العصا، يخرج صباحا بكامل أبهة جنرال، يحمل في كتفيه من
    النجوم ما تنوء بحمله سماء ليلة صيف صافية، يحمل نجومه ويجلس فوق رؤوسنا،
    يجلس في كرسيه، نفس الكرسي الذي جلس عليه للمرة الأولى في القرن الماضي،
    حتى ملّ الكرسي نفس نتانة المؤخرة الرسمية، المفروضة عليه بالانقلاب
    اليومي على الدساتير، ونفس الورع التآمري المسائي.

    يجلس في كرسيه الذي سئم من تحولات الجنرال، من حاشية اللصوص الورعين التي
    تستظل بظل سلطته، يجلس في كرسيه ليصدر قراراته الصباحية: يجرّدنا من كل
    شيء: من الدواء ، من كتابي الأول وقلم الرصاص، من حبة السكر وحبة الفرح
    وحبة الكلوروكوين، يجرّدنا من حبة الدواء، يجرّدنا من الداء نفسه حين
    يعلن بقرار جمهوري أنه لا يوجد مرض أو موتى في الوطن! وأنّ الناس يموتون
    من فرط السعادة لا من حمى الضنك، وأنّ الماء نظيف والبعوض لطيف، وأنّ
    الشيكونغونيا موجودة فقط في الواتساب وخيال الشعراء!

    يترك النمل الورع الذي يتشبث في طرف ثوب السلطة، يترك النمل يدخل لجحر
    ثروات الوطن، ليأخذ حبة، ويخرج ، لتدخل نملة أخرى من خلفها، تأخذ حبة
    وتخرج، وتستمر صفوف النمل الورع الطويلة، نمل لا يكل ولا يمل ولا يشبع،
    كل نملة تأخذ حبة من لحم وطننا الحي وتخرج. فيما الجنرال يرسل جنوده آخر
    الليل ليقتسم مع النمل مدخولات (التحلل)!

    وفي الظهيرة، ينزع النجوم من كتفيه ويضع العصا جانبا، ويحمل بدلا عن ذلك
    مقص جنائني ويذرع الشوارع، فيولي الجميع الأدبار: يهرب العُشّاق، والباعة
    المتجولون، وأطفال المدرسة والشعراء والمغنون، يمضي كانسا الوطن كله
    أمامه، لينتهي الوطن كله في صفوف أمام سفارات (دول الاستكبار) لا يبق مع
    السيد الذي يحمل العصا سوى اللصوص! سوى النمل : يتحول الى حلّاق، يطاردنا
    في الشوارع، ويجز رؤوسنا، حتى كدنا نفقد كل (شعورنا) الوطني! اذا صمتنا
    يحلق (شعورنا) وأن هتفنا: جوّعت الناس يا رقّاص، يطفئ جوعنا بكرمه
    الناري، يمنح كل واحد منا رصاصة في رأسه! يعطينا رصاصة باليمين ويرفع
    البقجة التي يضع فيها ديّاتنا باليسار! إنها عدالة الجنرال!

    تظل يا سيدي في القلب، يظل رحيق محبتك وأنغامك تسري في دمائنا، غير قابلة
    للصدأ أو النسيان، حتى ونحن نركض يوميا بحثا عن قطعة خبز وحبة دواء
    لأطفالنا، ونستجدي أوراقنا النقدية القليلة التي يحتجزها الجنرال! يقول
    لنا حين نمد أيدينا، نستجدي نقودنا: يقول: ماذا تريدون بهذه الأوراق!
    إنها لا تساوي شيئا! لا تصلح ولا حتى لاستخدامها في المرحاض! ذكراك تبق
    في القلب، حتى ونحن نحمل قلوبنا ونركض من مطاردات الجنرال ومقصه
    وبندقيته.

    نم بسلام يا سيدي، سنظل أوفياء لفنّك العظيم وزمانك الجميل، الذي صغته من
    عجينة ذهب المحبة والوفاء. الذي صنعته من النور ، من نوّار البرتقال، من
    عبير صباحات الأزمنة الجميلة، يظل نورا يهدينا كلما أدلهمت الخطوب، كملا
    توغلت في عظامنا وأرواحنا أحزان ليل الجنرال الطويل.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de