· بدأ هجوم الفساد الضاري مع تسلط غول ( التمكين) في يوم 30 يونيو 1989.. و لا يزال في عنفوانه بعد ما يقارب الثلاثة عقود..
· و ظل الفساد يمشي عارياً في كل مكان في السودان و ذقنه و شاربه يتدليان حتى الركبتين.. تسبقه خبرة كبيرة في ركوب خيول الاجراءات المكتبية المطهمة بالغموض.. و سرعة الخيول في العدْوِ المدهش لتجاوز الجميع لبلوغ قمم المال و الأعمال.. دون أن تُوهَن..
· لكن من قال لكم أن الفسادَ مذكَّرٌ؟!
· الفسادُ مؤنثٌ أيضاً!
· هاتفني قريب لي منفعلاً مستنكراً ما يُقال من أن التعاطي مع الموظفات في المكاتب أفضل من التعاطي مع الموظفين.. مؤكداً أن الموظفات صرن أسوأ من الموظفين في تطويل الاجراءات و تعقيدها بغية الحصول على الرِشاوى ( لازمة الدفع) للحصول على المعاملات في المكاتب..
· تم تحديد مساحة قطعة أرض للاستثمار التجاري لقريبي في إحدى المناطق بالعاصمة.. و تقرر معاينة القطعة لمعرفة خلوها من الموانع أم لا.. و استنفد قريبي طاقة كبيرة بين تحديد المساحة و معاينة القطعة.. و نفد صبره إلى أن التقاه أحد السماسرة المنتشرين في المكان و العارفين ببواطن أمور الأراضي الزراعية و التجارية و السكنية.. فأرشده إلى اعطاء الموظفين المعنيين ( حقهم).. فالرشوة صارت حقاً مشروعاً في دولتنا الاسلامية المنكوبة..
· دفع قريبي الرشوة المطلوبة عبر السمسار.. فتحرك ملف معاملته من مكتب إلى مكتب.. و في كل مكتب يدفع رشوة لموظف أو موظفة تمر معاملته به أو بها إلى أن بلغت مرحلة ما قبل إحالة الملف إلى لجنة تقييم قطعة الأرض.. و توقف حماره في تلك العقبة.. و ظلت المعاملة قابعة في درج إحدى القابضات الموالية للقابضين على لجام الأراضي في السودان ..
· هيئة الموظفة و حركاتها و سكناتها كانت تشي بالتدين الشديد.. أخاف مظهرها قريبي و لم يكن يدري أن إظهار التديُّن الشديد و ترديد بعض الكلمات النمطية و الاستشهاد ببعض الآيات الكريمة و شيئ من الأحاديث الشريفة جزءٌ لا يتجزأ من ( عِدة شغُل) مرتشي و حرامية حكومة البشير..
· كان قريبي متردداً في التعامل مع السيدة الكبيرة وظيفةً، باعتبار أنها غير قابلة للاختراق عبر مسمار السمسار كما جرى اختراق غيرها من الموظفين و الموظفات ( المتَعصْلِجين) السابقين و السابقات.. فأخبره السمسار بأن تلك ( المتكوزنة) أكبر تمساح في البلد.. و دخل عليها وحده ثم عاد إلى قريبي ليخبره بأنه ساوم الموظفة على ( حقها) و اتفق معها على مبلغ معين..
· تسلمت السيدة ( حقها) و تسلم السمسار ( حقه) كذلك.. و كان ( حق) السيدة الموظفة مبلغاً مهولاً أرهق جيب قريبي و أثار غضبه.. فصب جام غضبه على الهواء مباشرة!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة