Post: #1
Title: السيداتُ غارقاتٌ في وحلِ الفسادِ أيضاً! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 03-27-2018, 03:45 PM
03:45 PM March, 27 2018 سودانيز اون لاين عثمان محمد حسن- مكتبتى رابط مختصر
· بدأ هجوم الفساد الضاري مع تسلط غول ( التمكين) في يوم 30 يونيو 1989.. و لا يزال في عنفوانه بعد ما يقارب الثلاثة عقود..
· و ظل الفساد يمشي عارياً في كل مكان في السودان و ذقنه و شاربه يتدليان حتى الركبتين.. تسبقه خبرة كبيرة في ركوب خيول الاجراءات المكتبية المطهمة بالغموض.. و سرعة الخيول في العدْوِ المدهش لتجاوز الجميع لبلوغ قمم المال و الأعمال.. دون أن تُوهَن..
· لكن من قال لكم أن الفسادَ مذكَّرٌ؟!
· الفسادُ مؤنثٌ أيضاً!
· هاتفني قريب لي منفعلاً مستنكراً ما يُقال من أن التعاطي مع الموظفات في المكاتب أفضل من التعاطي مع الموظفين.. مؤكداً أن الموظفات صرن أسوأ من الموظفين في تطويل الاجراءات و تعقيدها بغية الحصول على الرِشاوى ( لازمة الدفع) للحصول على المعاملات في المكاتب..
· تم تحديد مساحة قطعة أرض للاستثمار التجاري لقريبي في إحدى المناطق بالعاصمة.. و تقرر معاينة القطعة لمعرفة خلوها من الموانع أم لا.. و استنفد قريبي طاقة كبيرة بين تحديد المساحة و معاينة القطعة.. و نفد صبره إلى أن التقاه أحد السماسرة المنتشرين في المكان و العارفين ببواطن أمور الأراضي الزراعية و التجارية و السكنية.. فأرشده إلى اعطاء الموظفين المعنيين ( حقهم).. فالرشوة صارت حقاً مشروعاً في دولتنا الاسلامية المنكوبة..
· دفع قريبي الرشوة المطلوبة عبر السمسار.. فتحرك ملف معاملته من مكتب إلى مكتب.. و في كل مكتب يدفع رشوة لموظف أو موظفة تمر معاملته به أو بها إلى أن بلغت مرحلة ما قبل إحالة الملف إلى لجنة تقييم قطعة الأرض.. و توقف حماره في تلك العقبة.. و ظلت المعاملة قابعة في درج إحدى القابضات الموالية للقابضين على لجام الأراضي في السودان ..
· هيئة الموظفة و حركاتها و سكناتها كانت تشي بالتدين الشديد.. أخاف مظهرها قريبي و لم يكن يدري أن إظهار التديُّن الشديد و ترديد بعض الكلمات النمطية و الاستشهاد ببعض الآيات الكريمة و شيئ من الأحاديث الشريفة جزءٌ لا يتجزأ من ( عِدة شغُل) مرتشي و حرامية حكومة البشير..
· كان قريبي متردداً في التعامل مع السيدة الكبيرة وظيفةً، باعتبار أنها غير قابلة للاختراق عبر مسمار السمسار كما جرى اختراق غيرها من الموظفين و الموظفات ( المتَعصْلِجين) السابقين و السابقات.. فأخبره السمسار بأن تلك ( المتكوزنة) أكبر تمساح في البلد.. و دخل عليها وحده ثم عاد إلى قريبي ليخبره بأنه ساوم الموظفة على ( حقها) و اتفق معها على مبلغ معين..
· تسلمت السيدة ( حقها) و تسلم السمسار ( حقه) كذلك.. و كان ( حق) السيدة الموظفة مبلغاً مهولاً أرهق جيب قريبي و أثار غضبه.. فصب جام غضبه على الهواء مباشرة!
· من قال لكم أن الفسادَ مذكرٌ؟!
· الفسادُ مؤنثٌ أيضاً!
|
|