إنتبهوا أيها السادة المسئولين في وزارة الداخلية وبالتحديد إدارة تسجيل وحصر الأجانب ، هذه البلاد وبالأخص عاصمتها الخرطوم من وجهة نظري تتعرض لأكبر وأعلى نسبة ولوج أجنبي في تاريخها الحديث ، ولما كنا نحن لسنا كمصر والشام وجنوب المملكة العربية السعودية أصحاب باع وخبرة وتجارب في مسائل (التداخل الإقليمي الدولي) ولا نحوز ما حازته تلك الدول على موروثات وخبرات متعلَّقة بالمفاهيم الأولية التي تمكِّننا من تفادي السلبيات الأمنية والإقتصادية والإجتماعية التي يمكن أن تحدث لو لم نكن متيقظين (ومتسعي) الخيال فيما يمكن أن يحدث من تداعيات عديدة قد لا تُحمد عُقباها إن تمادينا في عدم الإكتراث لهذه الظاهرة التي فرضتها ظروف إستراتيجية حرجة تمر بها المنطقة العربية وبعض التخوم الإفريقية المجاورة ، وهي في الواقع يمكن تفاديها لو توسعت إدارة الأجانب والجهات المعنية الأخرى في إختصاصاتها ومسئولياتها تجاه الموضوع ، بمعنى أن يتجاوز أمر علاقتها بموضوع الأجانب مجرَّد الإجراءات الشكلية المتعلقة بالتسجيل والوثائق ، ليشمل ذلك متابعة تواجدهم وإندماجهم الإجتماعي وظروفهم المعيشية وكذلك نشاطاتهم الإقتصادية والتأكد من كونها متوافقة مع القوانين واللوائح الداخلية والدولية التي صادق السودان على معاهداتها ، وكذلك وجوب متابعة إندماجهم وإلتزامهم بتقصي المنظور الخاص الذي يُميِّز الشخصية السودانية بما حازت عليه من تنوع ثقافي وعرقي ، يمكن إجماله في مصطلح العادات والتقاليد والموروثات الإجتماعية التي إتفق حولها جميع السودانيين ، بغير ذلك لن يستقيم أمر الحصول على حالة إندماج سلس وآمن في المستقبل بينهم وبين عامة الناس من البسطاء الذين لا يستطيعون تحليل الأمور الواقعة في مداهم الميداني الملموس إلا عبر الإنطباع الشخصي والتقييم الجزافي ، وقد بدأت إرهاصاتٌ كبرى تغذيها حملات في وسائط التواصل الإلكتروني ربما تكون عفوية أو مُنظَّمة لا أقول (تستعدي) الناس على (بعض) الأجانب من جنسية معينة لا داعي لتعريفها ولكن (تفاؤلاً) فلنقل (تلفت الإنتباه) لما يتم الإشارة إليه من إخلالٍ صريح بأخلاقيات وأدبيات مجتمعية متعلّقة بعلاقات مشبوهة أوغير مشبوهة تربطهم بسودانيات تم رصدها في الشوارع العامة والأسواق ، وقد وصل الأمر لتداول أفلام وصور على وسائط التواصل تضطلع بنفس الموضوع السابق ذكره ، مما يعطي مؤشراً بأن الساحة في هذا الموضوع مناسبة لحدوث ردة فعل لا تُحمد عُقباها إذا ما وصل الأمر إلى حد الإستفزاز الإجتماعي الذي طالما أثار الحِمية (السودانوية) التي هي في الواقع ما زالت قابعة في أعماق الكثيرين ، ومن ناحية أخرى يبدو للمتفحص بعين الحصافة في العاصمة الخرطوم هذه الأيام أن هناك عودة كثيفة لإشكالية السكن العشوائي المؤقت لبعض الأجانب في قطع الأراضي السكنية الفارغة داخل بعض أحياء العاصمة مما يطرح تساؤلات بخصوص حجم التسربات الواقعة في معسكرات اللاجئين التي تم إعدادها للنازحين الأجانب من دول مجاورة ، بالإضافة إلى ما يُشكِّله ذلك من تهديد أمني وصحي وبيئي من حيث إنعدام مصادر المياه والمرافق الصحية لقضاء الحاجة ، فضلاً عن مستوى الإقامة نفسها وما تُخلِّفه من أضرار بيئية وصحية وإقتصادية .. يا وزارة الداخلية ويا وزارة الصحة ويا محليات ويا لجان شعبية (طالت غفوتها) .. النارُ تُضرمُ من مُستصغر الشرَرِ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة