بقى من عمر(المهلة)التي منحتها أو حددتها السلطات لمغادرة المخالفين لنظام العمل أو(الإقامة)من الوافدين الى أرض المملكة أكثر من شهرين..وبدأت النتائج تلوح بشائرها طبقا لتصريحات المسؤلين السعوديين..حيث تنهمر أمواج المخالفين صوب المنافذ التي أعدتها الدولة لهذا الغرض..ذلك لإغتنام هذه(الفرصة) الثمينة التي تتبلور في الإعفاءات عن(الرسوم)و(الغرامات)..والأثر لبصمة (مرحل)مما يتيح لهم العوده لاحقا بإجراءات قانونية!! هذه الحملة التي تقودها رجال الأمن السعودي أسفرت عن تدفق الوافدين بأعداد كبيرة للمواقع التي خصصتها(الجوزات)..ومن المتوقع خروج أكثر من (مليون)مخالف..لاسيما وأن الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي قد دعا المخالفين أثناء تدشينه للحملة أن يغتنموا هذه الفرصة..ويتعاونوا مع الجهات المختصة..وعنت الدولة بهذه الإجرءات هؤلاء الذين يمكثون في أرض المملكة بتأشيرات (حج)أو(عمره)أو(زياره)والذين تسللوا أيضا بشتى الطرق وكذلك العمالة السائبة. إكد الكثيرون من المخالفين عن رغبتهم الجامحة في السفر إلى بلادهم..فراحوا يحزمون الحقائب من أجل المغادرة من بينهم أعداد كبيرة من السودانين..خصوصا أولئك الذين يعيشون بمفردهم بعيدا عن عائلاتهم التي تقيم في أرض الوطن ذلك لسهولة الإجراءات في مثل هذه الحالات..أما أولئك الذين يمكثون بعأئلاتهم فإن الأمر في غاية الصعوبة لأنهم يمكثون حوالي نصف قرن من الزمن وفي كل هذه المده الطويلة تناسلت هذه العائلات وتكاثرت فأصبح منها جيلا ثان..وثالث..كما أن هذه الأجيال المتراكمة ولتلك الظروف الصعبة التي تبلورت في عدم وجود وثيقة(الإقامه)أصبحت مجهولة الهويه..وأصبحت تعاني الكثير من المشكلات من ضمنها عدم التحصيل العلمي في المدارس مما دعا فلذات الأكباد يرتادون أعمال هامشية مثل(العتاله)أو غسيل السيارات وغيرها. تلك نماذج من الشباب السوداني المخالف لنظام الإقامة في المملكه والذين يقتاتون أرزاقهم مثل اللصوص في جنح الظلام..وأحيانا تحلق مثل الطيور في الفضاء الواسع ما داموا يملكون أجنحه للتحليق..وتتوارى فئه منهم خلف الأشجار لتقتات من ثمارها..وأصبح هؤلاء الشباب رغم هذه المرحله المتقدمه من العمر لا يجيدون أن يرسموا حرف من الحروف ولا أن يضعوا طوب على جدار بنايه تحت التشييد..فتراهم مثل الزوارق بدون قياداتها تتهادى في عرض البحر وتتمايل دون أن تعرف سبيلها إلى الشواطئ أو القيوف. أما حالات البنات من هذا الجيل المنهوك فإن عيونهن تفيض بدموع الحسره..وأفواههن تتعثر في الحديث من أثر الأوجاع الملتهبة في الضلوع لأن المتزوجه لا خيار لها الا الأنفصال عن زوجها حتى تلحق بقطار العودة مع أسرتها من الأب والأم وفي معيتها أطفال صغار حيث أن الكثيررات منهن إقترن بشباب من المغتربين أتوا لديار الغربة بحثا عن ظلال دافئة إلا أنهم وجدوا أنفسهم بين السندان والمطرقة. الصحف السعودية بدأت تطرق عن مدى خطورة هذه القضية الشائكة ومدى خطورة مثل هذا الجيل من الشباب الوافد على المجتمع السعودي..وتناشد الدولة لوضع حلول لهذه المشكلة التي ربما تؤدي إلى تزايد حالات الجريمة..بينما تكمن رؤيتنا في إيقاظ السفارة السودانية بالرياض والقنصلية في جده تدارك هذه الظاهرة وإطفاء نيرانها المشتعله..وبالذات في منطقة أسمها(بحره)تقع ما بين مدينة(جده)ومكة المكرمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة