تناسلت الطرق من فيض الشيخ عبدالقادر الجيلاني، أو الكيلاني، المولود في سنة 470 هـ، المتوفى سنة 561 هـ. هو: أبو محمد عبد القادر بن موسى، بن عبدالله، بن يحيى، بن محمد، بن داود، بن موسى، بن عبد الله، بن موسى، بن عبد الله، بن الحسن بن علي بن أبي طالب. يلقب في التراث المغاربي بالشيخ بوعلام الجيلاني، وبالمشرق عبد القادر الجيلاني، وعند رطاّنة شمال السودان هو “شخبدلقادر”،، ويعرف أيضا بسلطان الأولياء، مذهبه حنبلي، يلقب عند أتباعه بـالباز الأشهب، وتاج العارفين، ومحيي الدين، وقطب بغداد.. وهو المعني في قصيدة السُّراي: “ساكن بغداد، في كل بلد سوّالو وِلاد”. من تعاليمه:ـ ثلاثة أمور تضيّع بها وقتك: التحسّر على ما فاتك لأنه لن يعود، ومقارنة نفسك بغيرك لأنه لن يفيد، ومحاولة إرضاء كل الناس لأنه لن يكون. ومن أقواله:ـ “لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع.. وخير ممن كسا الكعبة وألبسها البراقع.. وخير ممن قام لله راكع.. وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع.. وخير ممن صام الدهر والحر واقع.. وإذا نزل الدقيق في بطن جائع له نور كنور الشمس ساطع .. فيا بشرى لمن أطعم جائع”. ما يهمنا في هذا المقام أن الطريقة السمانية انبثقت عن القادرية، ووجدت قبولاً في أواسط السودان، لأن مشايخها قدّموا أنفسهم للناس كتلامذة للقادرية.. هيأ الحضن القادري للسمانية فرصة التمدد حتى ضاهى نفوذ القادرية وبيوتاتها الشهيرة، بيوتات العركيين واليعقوباب والصادقاب، إلخ، ذلك أن الشيخ أحمد الطيب البشير كان بمثابة المركز الواحد للسمانية في السودان، وكأن القادرية قد أخلت الساحة لتجليها الجديد. كان النفوذ العركي داخل القادرية أشد ما يكون في عصر الشيخ يوسف أبوشرا الذي كان نداً معاصراً للشيخ أحمد الطيب البشير.. تدل الأدبيات المتشافهة عن تلك الفترة أنهما أدارا صراعاً يشي بحالة عشق متبادل بينهما، كما لو أنهما تعمدا تعليم الناس بتخندقهما.. في أواخر عهد سلطنة سنار تحقق للسمانية وراثة الكثير من نفوذ القادرية، وغدت طريقة الشعب، لكونها جاءت كتطوير للقادرية، ودفعت بدماء حارة في شرايين القوم، وحاصرت ترهل الاستمساك بورد الأساس، وشحذت أفق الناس للتعرض للنفحات والتطلع إلى التجديد، وتهيأ بذلك الوعي الجمعي انتظاراً لمجيء المنقذ الذى يملأ الأرض عدلاً. أما الطريقة الختمية فقد ارتبط دخولها إلى السودان بالغزو التركي، وحُظيت الختمية بالقبول عند الحكام الترك لأسباب من بينها التقارب بين مشايخها والحكام في (الوفادة)، وفي أسلوب الحياة.. أنظر: محمد سعيد القدال، تاريخ السودان الحديث، ص60، 61. بدأ بين السمانية والختمية صراع عنيف، حيث انتشرت الختمية بين القبائل الموالية للأتراك في الشمال والشرق، وقد جعلها طابع العلاقة مع السلطة تبدو كأنموذج للاسلام المستأنس الذي يرضى عنه الحكام.. هذا الوضع جعل من السمانية والختمية فرسي رهان، فكانت السمانية عند السودانيين في ذلك الوقت تعني التمسك بالجذور.. ووصل التنافس بين الختمية والسمانية مداه في المهدية التي (تُدين) موالاة الأجنبي. akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة