قبل أسبوع تقريبا ارسل لي أحد الأصدقـاء الأفاضل عبر الواتس أب، موضوع يعتبر من أجمل الموضوعات التي تتلمس الشأن العام وقد اعد بطريقة بسيطة ورائعة جدا عبارة عن تعريف لدولة لا تكاد تذكر ولا ترى في خارطة العالم. ولأهمية هذا الموضوع ولعلاقته المباشرة بما آلت اليه الأوضاع في بلادي، وددت ان اتيح الفرصة لجميع السودانيين الإطلاع على هذا الموضوع، إبتداءاً من رأس الدولة وإنتهاءأ بأصغر مسؤول وكافة افراد الشعب. والسبب هو ان هذا الموضوع يصور حالنا الراهن بدقة متناهية وبطريقة تبرهن صحة معادلة هذا العنوان. وآمل بعد قراءة هذا الموضوع ان يتداوله الجميع عبر مجموعاتهم في شبكات التواصل الإجتماعي. واليكم فحوى الموضوع كما ارسله لي زميلي دون حذف، علماً انني اضيف بعض التعليقات البسيطة في نهاية كل فقرة. الموضوع: مـــــــــاذا تعــــــــرف عــــن دولة موريــــشيــوس؟ • هي دولة افريقية صغيرة توفر التعليم مجانا حتى نهاية المرحلة الجامعية، يشمل ذلك نقل الطلاب من منازلهم الى مدارسهم على حساب الدولة. وفي موريشيوس التعليم خدمة تقدمها الدولة مجانا للمواطن وليست سلعة للبيع (في بلدنا المنكوب الدولة هي أكبر المتاجرين في التعليم وكذلك كبار النافذين في الدولة واسرهم هم المستثمرون في التعليم من الروضة وحتى الجامعة). • موريشيوس توفر العلاج والرعاية الصحية مجانا لجميع مواطنيها ويشمل ذلك حتى جراحات القلب ذات التكاليف الباهظة، ولا يوجد تجار في صحة المواطنين (أكبر تجار الصحة في دولتنا هو وزير صحتها الآمر النهائي، وبدون ادنى مراعاة لتضارب المصالح (conflict of interest) الذي لا محالة حادث، وتكسير مستشفى الخرطوم خير دليل عى تضارب المصالح. • أما عن ملكية المساكن فهل تعلم ان 90% من مواطني موريشيوس يسكنون في منازل مملوكة لهم ولا أسر مشردة أو عائلة تشكو من أرتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء ( في بلادنا الدولة هي أكبر المتاجرين في الأراضي والمتلاعبين بأسعارها ويساعدها في ذلك كبار الدستوريين الحكوميين المتنفذين الأقطاعيين. وهم ايضا السماسرة وكبار تجار مواد البناء. اما عن ملكية المساكن فإن اكثر من ثلث الشعب مشرد ومثلهم مستأجر) . • دخل الفرد في موريشيوس قد وصل 19600 دولار ولم يتفاخروا بأنهم الأعلى دخلا في أفريقيا. (لا أعرف كم دخل الفرد السوداني ولكن الخبر اليقين عند الخبيرالأممي الدكتورعبد العاطي المطبلاتي). • جمهورية موريشوس أغني دولة أفريقية رغم عدم امتلاكها لموارد طبيعية ولا نفط ولا معادن وإنما تعتمد على الأنسان ثم الزراعة وتصدر المنتجات الزراعية بعد تصنيعها والسياحة مورد دخل استثنائي لهذه الدولة. (وعن الزراعة في بلادنا فأكتفي بالقول بأن معظم ارضنا ماتت عذراء ومن بقي منها اصابته العنوسة. أما اعظم ثرواتنا وهي شبابنا فقد دمرهم النافذين بالمخدرات التي تورد بالحاويات وعبر ميناء الدولة الرئيسي وكذلك مطارها الدولي. ومن افلت من آفة المخدرات فقد شبعت حيتان المحيطات من لحومهم. وثروتنا الحيوانية التي تكاد تغطي مساحة ارضنا فإننا نصدر اناثها حية لينسلها الآخرون وبالتالي يصبحوا منافسين اقوياء لنا. اما السياحة فالكنوز التي عثر عليها البروفيسور السويسري مستر/ شارلس بونيه، والذي ظل ينقب عن آثارنا منذ خمسين عاما، كفيلة بأن تضع بلادنا في مصاف الدول السياحية الكبرى في العالم اذا احسنا التعامل مع هذه الكنوز وعرضناها كما ينبغي. ولكنني اجزم بأن شيئاً من ذلك سوف لن يحدث طالما نحن عجزنا عن استثمار الأشياء الجاهزة التي هبانا لها الخالق ولاتحتاج منا كثير عناء). أذكر انني طلبت من أحد اعز اصدقائي من الجنسية الهندية والذي عشت معه مدة طويلة من الزمن ، طلبت منه ان يحضر لي بذور شجر الصندل، فصمت الرجل لبرهة من الزمن وقد تغيرت ملامح وجهه ومن ثم رد علي قائلا " You know brother, if you asked me to give you my both eyes, I would have given them to you without any hesitation, because you are my real brother, but for this specific request, I will not be able to help you, because if the Government officials find one single seed in my suitcase, I will be subject to death penalty” وخلاصة هذا الكلام بإختصار انه لو انني طلبت منه كلتا عينيه لأعطانيها دون تردد لأنني اخيه بحق وحقيقه، غير انه يجد نفسه عاجزا إذاء طلبي هذا، والسبب هو ان تهريب بذور شجر الصندل يعتبر جريمة كبرى في الهند وعقوبتها الإعدام. وبما انه وردت سيرة الهنود في هذه الفقرة، فلابد لي من ان انبه جميع السودانيين الى أمر في غاية الأهمية، الا وهو ان الجنسيات الأسيوية التي دخلت السودان مؤخرا هي "جنسيات بنقالية" وليست هندية والفارق بين الجنسيتين كبير جدا كبعد السماء عن الأرض. وقد لاحظت ان معظم الناس في السودان يطلقوا على هؤلاء البنقال هنود وهذا خطأ كبير. فالهنود من اشرف الجنسيات وقد عاشوا معنا في السودان وفرضوا احترامهم على الجميع وهم صادقين وشرفاء وامناء، بعكس هؤلاء البنقال الذين دخلوا السودان حديثا، فهؤلاء البنقال هم اوسخ من مشى على الأرض من البشر، وانا اسميهم صراصير، ويجب ان يتعامل جميع السودانيين معهم على هذا الأساس وبحذر شديد لأنهم عتاة المجرمين ولا يتورعوا في إرتكاب أي جريمة مهما كانت بشاعتها. وهؤلاء البنقال قد ادخلتهم دول الخليج مساعدة لهم ولدولتهم التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة وبحكم انهم مسلمين. ولكن اتضح انهم من ارذل وانجس البشر، ولا أدري كيف وجدوا طريقهم للسودان. وهذه الجنسية غير مرغوب بها ولا مرحب بها في جميع بقاع الأرض. اتمنى ان تعمل الحكومة على اخراجهم اليوم قبل الغد وبدون اي رأفة وان تضعهم في القائمة السوداء ويحظر دخولهم السودان حتى لا يسودوا حالنا اكثرمما هو عليه الآن. نعود لجمهورية موريشيوس: • الإنفاق العسكري في موريشيوس يأتي في هامش الميزانية والصرف الفعلي على الصحة والتعليم والخدمات. ( ميزانية حميدتي قائد قوات الدعم السريع لحالها تفوق ميزانية الصحة والتعليم والخدمات مجتمعة اضعاف مضاعفة). • رئيسة موريشيوس هي الدكتورة/أمينة غريب فقيم ، عالمة تحمل درجة الدكتوراة في الكيمياء العضوية، وأشهر ما قالته " اختارتني السياسة وانا لم اختارها" الفت الدكتورة امينة غريب فقيم، أكثر من 20 كتابا و8 بحث في علم الأحياء على مستوى العالم. (وما أكثر حملة الدكتوراة في حكومتنا حين تعدهم ولكنهم في الوطنية والعطاء صفر كبير بل أقل نفعا من حمار خرج واحد، اعزكم الله) . • يعتبر المسلمين أقلية في جمهورية موريشيوس حيث يشكلون 17% فقط من المواطنين ورغم ذلك اختار الشعب رئيسة مسلمة، لأنه مجتمع متعايش في سلام ولا تحكمه النعرات الدينية. (نحن فصلنا أعز تراب الوطن بسبب النعرات الدينية والعنصرية والجهوية النتنة وكبرنا وهللنا وذبحنا الذبائح يوم تم الإنفصال. والأسخف من ذلك ان قنواتنا الفضائية لا زالت تردد بكل غباء اغنية او نشيد "جدودنا زمان وصونا على الوطن وعلى ترابو الغالي الما ليه ثمن").
• نهاية هذا الموضوع تم اختتامه بالرسالة القيمة التي كتبها أحد الأساتذة الجامعيين لطلابه في مرحلة الدكتوراة والماجستير والبكالوريوس ووضعها على مدخل الكلية في الجامعة بجنوب افريقيا. وهذه الرسالة معبرة للغاية وتجسد حالنا تماما، وهي جديرة بأن تكتب بدمع ودماء العيون وفحواها كالتالي: ان تدمير أي أمة لا يحتاج الى قنابل نووية أو صواريخ بعيدة المدى.. ولكن يحتاج الى تخفيض نوعية التعليم والسماح للطلبة بالغش ..!! فيموت المريض على يد طبيب نجح بالغش..! وتنهار البيوت على يد مهندس نجح بالغش...! وتخسر الأموال على يد محاسب نجح بالغش..! ويموت الدين على يد شيخ نجح بالغش..! ويضيع العدل على يد قاضي نجح بالغش..! ويتفشى الجهل في عقول الأبناء على يد معلم نجح بالغش..! وتغتصب الأرض بسبب ضباط دخلوا وتخرجوا من الكلية الحربية بالغش ( من عندي) (في بلادي أعداد كبيرة من شاغلي الوظائف الدستورية ورؤساء البنوك ومدراء الجامعات ورؤساء المؤسسات الحكومية الصغيرة والكبيرة، من الدبابين الذين نجحوا بالغش وبعضهم لم يعرف موقع قاعات المحاضرات. لذلك لا تستغربوا الخراب الذي حل بالوطن في كل مناحي الحياة).
وأخيرا انتهز هذه السانحة لأناشد في هذا المقام إدارة كلية الطب – جامعة الخرطوم، واقول لهم ارجو ان تقتدوا جميعا بالعالمة الجليلة الدكتورة/ أمينة غريب – رئيسة دولة موريشيوس، وتتمسكوا بقولتها المأثورة "إختارتني السياسة ولم اختارها" ولا تكونوا سياسيين أكثر من الساسة انفسهم ولا بابويين أكثر من البابا، واتقوا الله في الطلبة وأهلهم. لا يعقل في الوقت الذي يتحدث فيه العالم بلغة النانوسكند “Nano Second” يستغرق من إدارة كلية الطب جامعة الخرطوم، استخراج نتائج امتحانات سمستر المستوى الثالث طب أكثر من شهرين ونصف ولا أحد يعلم متى تتكرم إدارة الكلية بإستخراج النتائج، علما ان السمستر الثاني بدأ منذ أكثر من شهر. بالله عليكم ماذا يكون موقفكم لو علمت الجهات التي منحت جامعة الخرطوم الترتيب (3600) تقريبا، بأن هذه الجامعة ممثلة في ارقي كلياتها، تتحرك بخطى أبطء من السلحفاة؟ لا اظن انها ستضع الجامعة حتى في ذيل قائمتها. ثم ما سر الإجازة الطويلـة جــداجدا جدا التي منحت لطلبة المستوى الثالث طب بعد امتحانات السمستر الأول " شهر ونصف بالتمام والكمال؟؟؟؟؟". الا يكفي اغلاق الجامعة المتكرر ولأتفه الأسباب. إن الدفعات التي بدأت مع هذه الدفعة في الجامعات الأخرى انهوا المستوى الرابع وقد يكونوا بدأوا المستوى الخامس. اتقوا الله في الطلبة وراعوا ظروف اسرهم التي تكابد الظروف المعيشة الصعبة الراهنة ويمر عليها الشهر بأكثر من سنة مما تعدون.
انهيـــــــــــار التعليـــم = انهيـــار الأمــــــة العبد الفقيرالى الله/عبد البديع فتح الرحمن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة