الصراع العربي الاسرائيلي صراع معقد وفيه البعد العقائدي الاكثر تعقيدا وخطورة .. واحتلال الاراضي الفلسطينية منتصف الاربعينات لم يكن نزهة او استعمار تقليدي من شاكلة الحملات الاستعمارية المعروفة وانما كانت عملية عودة مهدت لها الارض عبر نصوص دينية مقدسة لها اهداف ومرامي معروفة ليس هنا مجال الخوض فيها.. جرت العادة بين الحين والاخر وكلما طرح موضوع العلاقات السودانية مع دولة الكيان ان تتم المقارنة بموقف الدولة المصرية وماتعرف باسم اتفاقية كامب دايفيد التي هي مشروع "هدنة مؤقتة" ليس اقل او اكثر حيث ظلت الاوضاع علي ماهي عليه لم تتغير العقيدة القتالية لجيش الدفاع الاسرائيلي او الجيش المصري كبري الجيوش العربية .. السودان ليس بعيدا جغرافيا او استراتيجيا عما جري وعن ما سيجري في مستقبل هذه المنطقة... بعيدا عن التعميم لايوجد فرد او كيان او مؤسسة يمكنه الانابة عن امة باكملها وتقرير مصيرها وعلاقاتها الخارجية وارتباطتها وتحالفاتها الاستراتجية في ازمنة السلم والحرب بدون وجود دولة تملك التفويض من الشعب والامة .. خاصة في حالة بلد مثل السودان الراهن توجد فيها بلد شبه منهارة تدار اوضاعها علي كل الاصعدة بطريقة عشوائية... لقد تم تناول هذا الموضوع من قبل وتحمس البعض لعلاقة مع اسرائيل بطرق انفعالية وهتافية وبالغ بعضهم في الهيام بانسانية اسرئيل حتي ردت عليهم مجريات الامور والطريقة التي تم التعامل بها مع بعض الاقليات التي استجارت بذلك البلد ومن بينها المجموعات السودانية التي دفعت بها ظروف معينة ومعروفة للهجرة الي اسرائيل.. ومن عجب ان التمييز قد طال حتي مواطنيهم من سود البشرة من اتباع الطائفية اليهودية الفلاشا .. واذا وجدنا بعض العذر للانفعاليين المتحمسين للعلاقة مع اسرائيل فكيف يعذر الناس شخصيات دينية وعقائدية ظلت مع اتباع جماعات دينية اخري يحصون انفاس الناس ويحاسبونهم حتي علي النوايا... في ظل اوضاع السودان الراهنة تظل الاولوية القصوي هي عملية استرداد الدولة السودانية نفسها واعادة البناء من الالف الي الياء واعادة تقييم السياسة الخارجية وفق الثوابت المعروفة وانسجاما مع رغبات الامة و الاغلبية .. اما الحديث عن اقامة علاقات مع دولة اسرائيل اليوم فهو عبارة عن عملية وضع للعربة امام الحصان وحيلة للتهرب من تحمل المسؤولية والاعتراف بفداحة ماحدث من دمار وفشل خاصة عندما ياتي مثل هذا الحديث من بعض الشخصيات الدينية "النجومية" الذائعة الصوت وهو عند البعض الاخر نوع من الترف الانصرافي الذي لايغني ولايسمن من جوع. http://http://www.sudandailypress.netwww.sudandailypress.net
صفحات غير منسية وشهادة حق نادرة في حق الامة السودانية وشعب السودان والموقف من القضايا المصيرية العادلة وعن الطريقة التي كانت تدار بها الدولة السودانية وتاثيرها في مجريات الامور الاقليمية والدولية علي لسان عميد الصحافة العربية والمحلل السياسي العالمي الراحل محمد حسنين هيكل حتي لايتسلل الضعف من بين حقائق الوضع الراهن والهزائم النفسية والاحباطات التي خلفها مشروع الطغمة الاخوانية الفاشل في السودان اضافة الي الفوضي الاقليمية والدولية وضعف وهزال النظام العربي القائم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة