يعتقد البعض وفق غثاءات الكتابات الشيوعية وما تتسم به من سطحية في تحليل الواقع الاقتصادي والاجتماعي يعتقد ان الرأسمالية تعني المعاناة من البطالة واحتكار البرجوازية لوسائل الانتاج ومعاناة البروليتاريا من قهر أصحاب العمل واستغلالهم والاستفادة من فائض القيمة الذي يدخل جيوب البرجوازية وكل هذا الغثاء السطحي والمثالي في نفس الوقت لأن فكرة العدالة الاجتماعية هي فكرة شديدة الطوباوية ولا تنطلق من الواقع وفكرة تمليك وسائل الانتاج للبروليتاريا أثبتت فشلها مع ملاحظة أن التطور التكنولوجي قد أدى الى نشوء مشاريع ضخمة ومعقدة وليست كالميكنة البسيطة التي سادت في القرن التاسع عشر مما يجعل فكرة التمليك المباشر امرا مستحيلا.
وأمامنا دليل عملي وتطبيقي ينفي أوهام هذه الافكار الشيوعية.. أولا الرأسمالية تنطلق من الحرية الفردية ومن غريزة التنافس عند الانسان اما الشيوعية فتقتل غريزة التنافس ولذلك فالدول الشيوعية ارهقت القطاع العام بعمال وموظفين كسالى لا يوجد لديهم دافع للانتاج ..وهذا ما ستجده واضحا في الفرق بين القطاع العام والخاص فالخدمة او السلعة التي يقدمها القطاع الخاص أفضل واجود من السلعة أو الخدمة التي يقدمها القطاع العام وكلما تدخلت الدولة في أي مرفق ادت الى تدميره لاستشراء التسيب الاداري والبيروقراطية الشديدة ومأساة تركيز السلطات.. فالحافز للتجويد غير موجود ..الرأسمالية وخلافا للشيوعية تعني مزيدا من المشاريع الرأسمالية الضخمة والتي تتطور عبر حافز التطوير والرغبة في النجاح لملاكها والمزيد من هذه المشاريع العملاقة يعني مزيدا من فرص العمل ...ما حدث في الدول الشيوعية انها عانت من الترهل الاداري لأنها كانت ملزمة بتشغيل الشعب فعينت ملايين من الوظفين وهم في الواقع لا عمل لهم فكانت بطالة مقنعة وكانت الدول الشيوعية تصرف ملايين الملايين كمرتبات لأشخاص لا يعملون في الحقيقة. الرأسمالية كما قلت تنطلق من الحرية الفردية وهي تؤدي الى فتح آفاق وآلاف الخيارات أمام الفرد للقفز من شريحة الى شريحة ومن طبقة الى أخرى ولذلك فامريكا مثلا تحولت الى الحلم الأمريكي وصار صاحب موقع الفيس بوك مليارديرا بنجاح مشروعه الفردي وكذلك صاحب مطاعم كنتاكي وميكروسوفت وأبل وغيرهم من الذين حققوا طموحاتهم نتيجة لتوفر فرص النجاح لأصحاب الطموحات في الوقت الذي فقدت فيه الدول الشيوعية اصحاب الطموحات من العلماء والشباب العباقرة فهاجر هؤلاء الى أمريكا وصاروا عظماء ونالوا المجد... هذا الغثاء الذي يقوله الشيوعيون عن البروليتاريا والبرجوازية عفى عليه الزمن..فالدولة الفقيرة هي الدولة التي لا تتيح للفرد خيارات للصعود والترقي أما الدول الرأسمالية والتي تؤكد الحرية الفردية فقد كانت هي الاقدر على منح خيارات او آلاف الخيارات للفرد والعامل في الدول الرأسمالية يحصل على دخل اكبر من أستاذ الجامعة والذي يمثل البرجوازية والانتلجنسيا . وتمليك وسائل الانتاج اصبح واقعا ملموسا في الرأسمالية حيث يجوز لأي شخص سواء كان عاملا في المشروع ام لا وسواء كان برجوازيا او حتى متسولا من الحصول على أسهم في هذا المشروع حتى فقدت هذه المشروعات الضخم جنسيتها بل ووطنها ايضا فصارت شركات عبرة للقارات ومتعددة الجنسيات . اذن الواقع والتنظير اثبت فشل النظريات الشيوعية بفروعها المختلفة وأثبت نجاعة الفكر الليبرالي لأنه لا ينطلق من فكر مثالي خيالي بل من واقع حقيقي يعززه ويعمل على عصر مزاياه....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة