:: كما أعلن وزيرها موسى تبن لنواب البرلمان، لوزارة الثروة الحيوانية خطة لزيادة الإنتاج بحيث يصل حجم الثروة في البلاد خلال العام القادم إلى (108.187.000) من القطيع..وقد تم تقسيم هذا الرقم بحيث يكون عدد الأبقار (30.926.000)، و الضأن (40.752.000)، والماعز (31.659.000)، والإبل (4.850.000)..وهناك أرقام للأسماك والدواجن وغيرها.. إنتبهوا لدقة أرقام حجم الإنتاج المرتقب وما فيها من (كسور و بواقي)..!! :: ويبقى السؤال، كيف توصلت وزارة الثروة الحيوانية لهذه الإحصائية الدقيقة؟..فالشاهد أن آخر تعداد تم في قطاع الثروة الحيوانية كان في عهد حكومة الرئيس الراحل نميري، ولم نسمع عن أي تعداد آخر في هذا القطاع الإقتصادي بحيث تبني عليه وزارة الثروة الحيوانية خطة ذات أرقام بهذه الدقة.. كم حجم الثروة الحيوانية بعد إنفصال الجنوب؟، و بعد إشتعال الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق؟..وكم حجم الثروة الحيوانية بعد نزوح أهل الأرياف إلى المدائن بحثاً عن الخدمات؟، وبعد قوافل الهجرة بعقودات تربية المواشي بالخليج ..؟؟ :: لايوجد رقم بحيث يكون حجم الثروة الحيوانية المتكئ على (إحصاء ميداني)..وكل الأرقام المتدوالة محض أرقام يتم رسمها في التقارير والصحف بمثل هذا الحلم الذي تم عرضه لنواب البرلمان والرأي العام..وكما تعلمون فأن إطلاق الأرقام والإحصائيات - ذات الصلة بالإنسان والحيوان - في السودان أسهل من إطلاق الألعاب النارية في المهرجانات.. ثم نصدق هذه الأوهام المسماة بالأرقام وتصبح من الثوابت الوطنية بحيث نبني عليها أوهام المستقبل .. فلتعد وزارة الثروة الحيوانية حجم القطيع الراهن.. ولو تم العد بإخلاص لن تعرض تلك الأرقام الفلكية للبرلمان ..!! :: والأدهى والأمر أن البرلمان سوف يعتمد تلك الأرقام ويصدقها، ولن يسأل الوزير عن أرقام الحاضر؟، وكيف ومتى تم الإحصاء؟.. وليس في الأمر ما يُحزن، فأن ربع نواب البرلمان ( أميون)..( 109 نائب)، من جملة (426 نائب)، لا يقرأ ولا يكتب..علماً بأن أمية ربع النواب لم تكن مخبوءة، فان تصفيقهم للوزراء يكشف أميتهم يومياً..ومن الأرقام التي لم يقرأها الربع الأمي، ما جاء في خطة الوزارة بحيث يكون حجم البيض المنتج في العام القادم (63.000 طن)، وقد صدق..( ح نبيض)، لو تواصل مسلسل رفع الدعم .. !! :: المهم، الوزير الذي يطلق هذه الأرقام الفلكية عبر خطة إنتاج الموسم القادم، هو ذات الوزير الذي أعلن قبل أسابيع عن تدابير وضوابط جديدة لتصدير إناث الماشية إلى الخليج.. هناك تدابير وضوابط (قديمة)، ولم تعد ذات جدوى، فأستبدلها الوزير بتدابير وضوابط (جديدة)، ليكتسب التخريب مشروعيته .. وعليه، إما وزارة الثروة الحيوانية لا تعلم بأن تصدير إناث الماشية بأي تدابير - جديدة كانت أو قديمة- يساهم في تقزيم الإنتاج، أو تعلم و لكنها تتجمل بتلك الأرقام الفلكية..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة