· بعد أن مارس حسين خوجلي الدهنسة على أصولها عندما اختاره الرئيس البشير من بين ثلة من المطبلين وحارقي البخور لاستضافته في ذلك الحوار الكذوب، يريد صحفي السلطة أن يعيدنا لمربع ذلك البرنامج المضلل الذي كان يبثه عبر قناته الخاصة ( أمدرمان الفضائية).
· في هذا التوقيت الدقيق والحساس يتوهم حسين خوجلي أنه يستطيع إلهاء الناس بكذبة جديدة.
· فقد تصادف نجاح يوم أمس الأول من الاعتصام المدني الباهر مع تداول بيان لحسين خوجلي يشكو فيه الحال ويتباكى على الحريات بعد أن تلقى حسب زعمه قراراً من مدير الهيئة العامة السودانية للبث الإذاعي والتفلزيوني بإيقاف قناته.
· لن أطيل في تفاصيل القرار المذكور ولا تهمنا كثيراً دوافعه ودواعيه حقيقية كانت أم مزيفة، فما يهمنا حقيقة هو ألا ننجرف وراء مثل هذا الهراء.
· لا يعنينا في شيء أن توقف الحكومة قناة أمدرمان أو تحذر قناة سودانية 24.
· جميع هذه المؤسسات تخص السلطة وحدها وهي تبيع الوهم لجماهير شعبنا.
· فكفانا طيبة وسذاجة وخبثاً من البعض.
· يستفزني كثيراً عندما تنشغل مواقعنا ومنتدياتنا المعارضة لهذا الظلم بمثل هذه الترهات.
· ويغضبني جداً تداولنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لمثل هذه الأخبار في مثل هذا التوقيت.
· لذلك عندما وصلني بيان حسين خوجلي بالأمس في وقت إمتلأنا فيه فخراً بنجاح اليوم الأول من الاعتصام، اعتمل ذهني بجملة من الأسئلة حول من يساهمون في ترويج مثل هذه البيانات.
· فمثل هذا الرجل يريد أن ينفس غضب الناس ويساهم بقدره المعلوم في اشغالنا بما لا يفترض أن يكون جزءاً من اهتمامنا في هذا الوقت بالذات.
· ألم يكفكم أخوتي ذلك الوقت الذي اهدرتموه في متابعة حسين خوجلي عبر قناته التي يقول الآن أنها أوقفت.. وقت أن كان يشغلكم كل يوم بحديث طويل ممل ورتيب يدعي فيه معارضته للسياسات الخاطئة للحكومة والفساد والظلم الذي يتعرض له الناس!
· ألم يأت بعد تلك الكذبة التي استغرقت وقتاً طويلاً ليقدم الرئيس البشير في حواره التلفزيوني الذي حاول إيهامنا خلاله بأنه يوجه أسئلة جادة للرئيس لتأتي تلك سقطة " كمزارع حدثنا عن تجربتك في العمل بمرزعتك الخاصة"!
· هل نسي الناس له بهذه السرعة عبارته المستفزة المداهنة " وأنت محمول وراجل مرتين"!
· فلماذا نشغل بالنا بكل انصرافي يريد أن يضيع وقتنا فيما لا طائل من ورائه.
· إن أغلقوا قناة أمدرمان بالضبة والمفتاح أم أحرقوها بمن فيها هذا شأن لا يفترض أن يهمنا في شيء في هذا التوقيت.
· ولنركز اهتمامنا على الوقفة المشرفة لأبناء شعبنا.
· فبعد 27 عاماً هاهو الشعب الذي ظنوا أنه مات وشبع موت يؤكد لهم من جديد أن الشعوب لا تموت.
· ومهما صبر أفراد الشعب فلابد أن يأتي يوم يخرج فيه المارد من قمقمه.
· وقد قدمنا بالأمس درساً بليغاً لهؤلاء الطغاة ولكل شعوب العالم الحرة.
· نجح اعتصام شعبنا بدرجة أكثر من مشرفة، وهذا هو ما يجب التركيز عليه.
· علينا أن نفكر في الكيفية التي تجعل هذا الاعتصام أكثر فاعلية.
· فهذه هي الطريقة الوحيدة لاستعادة حقوقنا المفقودة وما أكثرها.
· إن استمرينا في إعلان وعكس تضامننا واتحادنا في وجه الطغاة والظالمين والمتغطرسين فسوف نذيقهم العلقم.
· سيتعلمون درساً بليغاً.
· ومثل هذا النوع من البشر لا يتعلم الدروس إلا غصباً عنهم وحين تفرض عليهم فرضاً فقط.
· إن قُدر لهذا الاعتصام أن يصل إلى غاياته النهائية نكون بذلك قد رفعنا عن أنفسنا ظلماً لم يسبق له مثيل في تاريخ السودان.
· وإن وقفنا عند منتصف الطريق كعادتنا في السنوات الأخيرة سيتعلموا درس أن يكفوا عن ( قلة الأدب) والاستفزازات.
· إن وقفنا عند محطة الأمس فقط من الاعتصام – وهذا بالطبع ما لا نتوقعه أو نتمناه- فلن نسمع بعد اليوم عبارات من شاكلة " على الفقراء أن يتوجهوا بأبنائهم إلى ديون الزكاة لتوفير المال لإكمال تعليمهم" أو " إن أعدناكم إلى عام 89 فسوف تذهبوا إلى المقابر".
· فقد جاءت الوقفة مشرفة وقوية ومعبرة وحضارية بما تحمل هذه الكلمات من معانِ.
· لذلك فكما لعب حسين خوجلي وأمثاله دوراً خبيثاً بمثل ذلك الحوار التلفزيوني الذي استضاف فيه رئيس البلاد، لا نشك في أن أدوراً محددة قد رُسمت لهم في الظروف الحالية.
· وإن أضعنا ولو مجرد دقائق في نشر وتبادل أخبار من نوعية " إيقاف قناة أمدرمان عن البث" سنكون أغبياء جداً.
· فهل يمكن أن يصدق ولو طفل لم يتجاوز السابعة أن قناة حسين خوجلي تمثل مركزاً للاشعاع والاستنارة في البلد، حتى يهمنا أمرها!
· هي ومثيلاتها مراكز للتضليل والتطبيل والتهليل لا أكثر.
· وقد سئمنا هذا الوضع حقيقة.. أعني وضع إشغال الناس بأمور لا تهمهم.
· لا تحدثوننا في مثل هذا الوقت عن التنويع في الأخبار.
· ولا تحاولوا اقناعنا بكلام ( ما جايب همه) عن مبادئ وقيم ومثل العمل الصحفي لأننا نعيش أوضاعاً غير عادية.
· وإن كان سيدنا عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه وأرضاه) قد عطل بعض قوانين شريعتنا السمحاء في عام الرمادة، فما بالكم بأعراف وتقاليد دنيوية.
· لماذا يوقفون هم ما يريدون إيقافه في الوقت الذي يناسبهم ويبثون وينشرون ما يناسب مرحلتهم المعينة، فيما تلهث الصحف والمواقع والمنتديات المعارضة وتحتفي بأخبارهم.
· هذا ليس وقت الحديث عن السبق الصحفي والتنوع في تناقل الأخبار.
· فقد حانت ساعة الجد في مواجهة هذا الطغيان، ورأيي الشخصي أن تداول مثل هذه الأخبار يمثل نوعاً من الإنصرافية.
· قناة أمدرمان لن تقدم لأفراد شعبنا الطعام ولا الكساء ولا الدواء ولا الأمن.
· فهي تسوق كلاماً فارغاً وتلعب دوراً خبيثاً أضاع الكثيرون معه وقتاً ثميناً.
· وصاحبها الذي يوهمنا بأنه في حاجة لتعاطفنا معه اليوم، لم يتعاطف معنا في يوم.
· لم يكن حسين خوجلي جاداً في يوم من أجل حماية الحريات الصحفية له ولغيره.
· فما لنا نحن ومال قناته توقف أم تغلق أم تُزال من الوجود.
· تداولوا أخبار اعتصامكم فهو وسيلتكم الوحيدة لإيقاف الظلم والغطرسة والهوان الذي عشناه على مدى نحو ثلاثة عقود.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة