قبل اكثر من ربع قرن من الزمان كان نظام (الانقاذ)قد وعد المواطنين عبر افواه عدد من المسؤولين بأن بلادنا وبأمكاناتها الزراعية الهائلة ستقود العالم بأسره من براثن الجوع والفقر الى شواطئ الخير والنماء .. ورفع (المتعافي)شعارا ابهج القلوب وزرع الفرح في نفوس الملايين من ابناء وبنات الشعب السوداني حينما قال بأننا مقبلون لمرحلة جديدة من التطوير في مجال القطاع الزراعي .. وسنأكل مما تمطرها حقولنا الخضراء من كل انواع المنتوجات الزراعية !! وبعد هذا الزمن الطويل لم نرى في ارض الواقع شيئا من هذا القبيل .. بل فأن الجوع والفقر تمددا على خارطة البلاد بصورة مذهلة ..وكان الاحرى ان تغتنم بلادنا فرص الاوضاع المأساوية التي تلوح في الافق حول ازمة الغذاء في العالم وتبادر في تحويل ارضها الجرداء الى مساحات من الحقول الخضراء ..لا سيما وانه طبقا لبعض الدراسات التي اعدتها بعض المنظمات العالمية فان حوالي (800)مليون شخص على الكرة الارضية يعانون من افة الجوع .. والعدد مرشح مع حلول عام(2050)الى حوالي (مليارين)جائع ..الا ان بلادنا ما زالت تراوح مكانها دون تحقيق احلام العالم في توفير حتى ولو جزء يسير من الغذاء !! هناك اسباب كثيرة ادت الى بروز هذه الازمة من ضمنها تغيير المناخ الذي ساعد كثيرا في تراجع الانتاج الزراعي وبالتالي الى الزيادات الكبيرة في اسعار الاغذية وتفاقم الاسعار ..مما جعل الملايين من شعوب العالم يرزخون تحت وطأة الفقر والجوع خصوصا ذوي الدخل المحدود في العديد من الدول من بينها ارتال من الاطفال والنساء والمسنين والمعاقين ولأن الولايات المتحدة الامريكية تعتبر اكبر متبرع للبرامج الغذائية في العالم فأنها تنفق في الوقت الحالي (مليارين)دولار سنويا الا ان بعض الوسائل الاعلامية انتقدت هذه السياسة الامريكية وطالبتها بالتركيز على (3)نقاط جوهرية لانهاء هذه الازمة منها زيادة الدعم لصغار المزارعين ..اما المملكة العربية السعودية فأنها تتصدر الدول المانحة في مجال المساعدات الانسانية فقدمت خلال السنوات الماضية (136)مليار من الدولارات للدول النامية لتغطية احتياجات الفئات الفقيرة في تلك الدول و(2.980)ريال لتعزيز التكافل الاجتماعي بين المسلمين و(618) مليون ريال لسبعة دول فقيرة في قارة افريقيا و(850)مليون ريال لدول اسيوية لنفس الغرض .. اضافة الى مساعدات عاجلة وملحة ل(43)دولة اسلامية .. و(77)مليار ريال مساعدات غير مستردة وقروض ميسرة .. الا انها في الوقت الحالي تحتاج الى دولة شقيقة مثل السودان تملك تلك المساحات الشاسعة من الاراضي الزراعية بغية الاستثمار فيها للايفاء بواجباتها الانسانية السودان في ظل هذه الاوضاع المأساوية التي تجتاح العالم كان الاحرى ان يفتح ابوابه لاستقبال كل القطاعات الاستثمارية في هذا المجال .. الا ان عدم وجود ارادة سياسية واعية ومدركة يقف حائلا دون تحقيق هذا الهدف .. مع انه يضم في حناياه (مئتين)مليون فدان صالحة للزراعة وقد تم ترشيحه ضمن ثلاثة دول هي كندا واستراليا لحل مشكلة الغذاء .. غير ان المستغل حاليا من تلك الاراضي لا تعدو نسبة (15%) ..وبجانب المساحات الزراعية فقد حباه الله سبحانه وتعالى بموارد مائية وثروات بشرية المشكلة الكبرى في بلادنا ان التوجه الاستراتيجي نحو الزراعة كبوصلة للاقتصاد مفقود تماما ..اضافة الى عدم امتلاكها لرساميل كبيرة للاستثمار في مشاريع البنية التحتية .. ولتفادي هذه المشكلة لا بد من قياداتنا ان تطلق مبادرة لاستجلاب رأس المال العربي والعالمي للاستثمار مع اعطاءه فرص مؤاتية لدعم مشاريع البنية التحتية من طرق وكهرباء ..ذلك لان هناك شكاوى يجأر منها بعض المستثمرين وتكمن في البروقراطية المزمنة لقوانين الاستثمار و(الرشاوي)التي اصبحت علامة بارزة في لوحة التعامل مع المسؤولين ..وغياب العمل المؤسساتي وكذلك المكننة الزراعية في الحصاد.. وعدم وجود الاساليب الحديثة في مجال الري .. والمعروف ان الاستثمار الاجنبي في اي مكان وزمان يحتاج الى دستور ثابت لا يتغير الا بأذن الشعب ..وقضاء مستغل يلجأ اليه كل مظلوم.
ج:0501594307 المسؤول الاعلامي بهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية..جدة أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 31 أكتوبر 2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة