ما يجرى حقيقةً هو معركة كسر عظم بين الحكومه والأطباء . وعادة الخاسر الأول فى مثل هذه المعارك هو المواطن ولكى تتضح أبعاد المشهد بالنسبه للمواطن الضحيه هذا كان لابد لنا أن نطلعه على الحاصل بقراءه مغايره ، لأن هذا المواطن الذى هو ضحيه للطرفين وللغرابه تدور رحى هذه المعركه بإسمه !! يضرب الأطباء عن العمل لأشياء فى نفس يعقوب ويذرون الرماد فى أعيننا على إن هذا الإضراب من أجلك أيها المواطن !! تهرول الحكومه لفك الإضراب وتسعى لحاجات فى نفس يعقوب تحت ذريعة إنما هى تفعل ذلك من أجلك أيها المواطن !! وللطرفين ، الحكومه وأطباءها المضربين أهدافهم الخاصه من وراء ذلك ـ وبتجرد نحيط مواطنونا الضحايا بأبعاد المشهد لتحييدهم ... فهذه معركه نحن ضحاياها ، لا ناقة لنا فيها ولا جمل ، الأطباء أطباء وزارة الصحه ووزارة الصحه حقت الحكومه ، بهذا يبقى الأطباء والحكومه سهمان ينطلقان من قوسٍ واحد لإصابة هدف واحد وهو المواطن فى مقتل . الحكومه تضغط فى إتجاه رفع الإضراب وشكلت لجنه لهذا الغرض برئاسة الأستاذ حسبو عبد الرحمن نائب رئيس الجمهوريه المعروف بأفقه الواسع ورحابة صدره ومرونته بعكس ما يشاع عن ( شراسته ! وتعصبه الأعمى ) فى أوساط صحف الضد الإلكترونيه التى تبث من الخارج والبعيده كل البعد عن تفاصيل الأحوال العامه فى السودان وبيئة وجغرافيا الداخل وهو الرجل الذى نعرفه عن قرب ولا نطلق عليه تلك الأوصاف عبطاً أو تزلفاً وبقيادة الأستاذ حسبو بدأ الأن إنفراج نسبى وتقاربت وجهات النظر وحدث تفهم لموقف الطرفين يمكن أن يؤدى الى تجسير الهوه بين الحكومه والأطباء . وفى ذات الوقت إتخذت الحكومه التدابير اللازمه لسد الفجوه الطبيه الناجمه عن الإضراب ، البدائل المتوفره للحكومه تعرفها هى ـ فبالإضافه للأطباء العاملين فى السلك العسكرى وأولئك العاملين فى العيادات والمستشفيات الخاصه المملوكه لهم زائداً أطباء الإمتياز الجدد البالغ عددهم ( 800 ) طبيب وطبيبه الذين تم تعيينهم وتوزيعهم على المستشفيات قبيل إعلان الإضراب فضلاً عن هؤلاء للحكومه ( خلايا نايمه ) من الأطباء وهم دائماً فى الفورمه وفى تمام الجاهزيه للحشد الفورى وسرعة الإنتشار لسد فجوات الأطباء المضربين عن العمل . بتحييد كل هذه الفئات لا يتبقى فى كنانة ( لجنة أطباء السودان المركزيه ) التى أعلنت الإضراب وهى التى تحث على إستمراريته وتشرف بكوادرها على ذلك سوى أسهم قليله قد لا تمكنها من الصمود طويلاً أمام الهجمه الحكوميه المرتده . حتى فى هذا الجانب ، وكما أعلنت اللجنه المركزيه نفسها وفى لفته إنسانيه وجدت قبولاً معقولاً لدى الرأى العام تم إستثناء الحالات الحرجه والطارئه من الإضراب وتم توجيه الأطباء بالتعامل معها . الى هنا يمكنك أن تلحظ بوضوح شعرة معاويه ما بين الحكومه والأطباء المضربين ، توجد مرونه ـ هذه المرونه هى التى تنهض على ساقيها المفاوضات الجاريه الأن ما بين لجنة حسبو ولجنة الأطباء المركزيه تبين كل هذه المعطيات وتشئ بوضوح إن الإضراب المعلن هو إضراب جزئى وهو بهذا يتكيف مع القانون لجهة أن اولئك الذين يتحدثون عن الإضراب الشامل قد جانبهم التوفيق الناجم عن الإستحاله ، إستحالة تطبيق الإضراب بصوره شامله وتنفيذه بنسبة 100% . قانوناً هذا يسمى ( عصيان ) ! حسناً ـ لماذا نحن هنا ؟ أو بالأحرى ما الذى يدخلنا بين شقى هذه الرحى ونحن الضحايا الفعليين للعبة عض الاصابع هذه ما بين الحكومه وأطباءها المضربين ؟ الغرض هو توصيل رساله للجانبين مفادها إن الأسباب التى حدت بالأطباء لإعلان هذا الإضراب تقع فى أذهاننا موقع ( الباطل الذى أُريد به حقاً ! ) وليس ( الحق الذى أريد به باطل ) ! فبيئة العمل التى يشتكى منها الأطباء هذه لا تلغى عنجهية وتسيب العديد من أصحاب المعاطف البيضاء ومعاملة بعضهم السيئه للمرضى ومرافقيهم ، نحن نضغط على الحكومه بشده لترقية بيئة العمل فى كافة المرافق الصحيه وتوفير كل المعدات اللازمه وفى هذا نقف معكم فى خندق واحد لكن بالمقابل نحن نطالب الحكومه كذلك بتأهيل أطباءها سلوكياً ! نحن لا نمزح . تحسين بيئة العمل مقابل إظهار الإحترام الكافى للمرضى وذويهم ـ مواطنونا البؤساء يقعون بالضبط ما بين سندان الحكومه ومطرقة الأطباء ( الحكومه تقنطرنا ليكم وإنتو تشيلوا وتدونا على راسنا ) وهذا الوضع غير مقبول إذ أنه يمس مباشرةً كرامة المواطن المريض والمواطن المرافق ، هناك لا مبالاة تلامس الإستفزاز لذلك تحدث حالات مرفوضه تماماً من جهتنا وهى حالات الإعتداءات المتكرره على الأطباء وما فتح جرح الإضراب هذا إلا حاله مماثله جرت وقائعها فى مستشفى أم درمان . عقب ذلك بأيام وقبل 72 ساعه نشرت الأخت والصديقه الكاتبه القصصيه الأستاذه ( نوال النورانى ) على حسابها الخاص فى الفيسبوك مقالاً قصيراً نعت فيه وصف الأطباء بملائكة الرحمه وسردت حادثتين مؤثرتين جرت وقائعهما أمام أعينها فى أحد مستشفيات العاصمه ! ... أصحاب المعاطف البيضاء ليسوا ملائكه لهذه الدرجه . أما الحكومه فحدث ولا حرج ! قبل أيام قليله مضت سرد الزميل الطاهر ساتى الكاتب الصحفى المعروف فى زاويته المقروءه سلسله من الحقائق عن الطب ووزارة الصحه الإتحاديه تقشعر لها الأبدان ـ من يقرأ ما كتبه الأستاذ الطاهر ساتى يتأكد له بشكل قاطع إن هذه الدوله هى فعلاً دوله فاشله بكل المقاييس ! دوله تجعلك تحس بالتعاسه والبؤس من فرط الإهمال والإستغلال وإنعدام الضمير والحس الوطنى فى كافة مرافقها قياساً على ما تناوله ساتى عن وزارة الصحه . بإضراب الأطباء إنكشف المخبوء وبان بجلاء التخبط الفظيع فى القطاع الصحى لهذا فنحن نلزم الحكومه بثوره ، ثوره شامله فى بنية الدوله الصحيه فقد إتضح لنا إننا نجلس على فوهة تل من النفايات الشامله إما أن تقوم الحكومه بثوره شامله تصحح فيها كل تلك الأوضاع المترديه فى كافة مرافق ومفاصل الدوله أو نقوم نحن بها ـ بتلك الثوره . هذا والله أكبر ولا نامت أعين المهملين والجبناء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة