كلمة استاذ تعنى معلما بالعربية وخوجة بالتركية وملا فى الافغانية ومولر فى الالمانية . وهى حال من يتسمون بمجموعة القيم الفاضلة والقدرات المميزة التى تميز هذه المهنة النبيلة وتتوج اصحابها بمقام الرسل . اليوم استعيد مواقف رجال اساتذة وقفوا انبل مواقف . وان ذكرت اعلاه كان حولنا رجال ليس لإعلاء او تعظيم مكانة لكن لبيان الدور العظيم الذى احاطنا به هؤلاء فقول كان حولنا رجال اقصد به احاطتنا بهم واحتواءهم لنا اهتماما ورعاية . امل ان اكون اوضحت معنى كان حولنا رجال . سأظل وما حييت متذكرا كل موقف ولو كان بسيط من هؤلاء الاساتذة واحفظه لهم كجميل يلزم رده ولو بأضعف الايمان تذكرهم بالخير كل حين . *** الموقف الاول الذى لا زال يشدنى جدا ويجعلنى انفعل عندما اجلس الى نفسى احدثها عن مواقف رجال فى حياتى . وأول اولئك الاستاذ الفنان الملون ابراهيم محمد العوام نمر الذى استقبلنى وأنا اتى من القرية باحثا عن ما يجول فى خواطر الشباب لإتمام مسيرتى الفنية استقبلنى وأنا متنازع بين امكانيتى البسيطة للاستقرار فى العاصمة للدراسة والنفقة العالية لذلك . فقد وجدت عنده ما جعلنى استمر فى دراستى بنفس هادئ . وجدت نفسى موظفا فى ذلك المكان الذى ادرس فيه ولا انس اخذه بيدى وتقديمى الى مدير شئون الموظفين انذاك الاستاذ عبد المنعم سعيد وأتم اجراءات تعينى موظفا هنالك ولتذليل مهمة الوظيفة قام باسكانى فى منزل خالته فى الحلة الجديدة تلك الضاحية فى جنوب الخرطوم العاصمة وقتذاك .. ولمزيد من الدعم وجدته ضمنى الى مجموعة العاملين معه فى مجال الديكور وأوكل لى مهمة ادارة "المنجرة" او ورشة النجارة التى تنفذ الاعمال الديكورية . جاعلا لى راتبا نهاريا لان راتبى فى قصر الشباب عن دوامى المسائى لان نشاط القصر مسائيا . وحتى لا يبعدنى عن هدفى الذى اتيت اليه فى العاصمة وهو التحاقى بكلية الفنون وعند علمه بنتيجة لجنة القبول بكلية الفنون والتى صدمتنى انا قبله . اخذنى العوام الى عميد كلية الفنون وعاد بى الى قصر الشباب بعد مقابلة البروف شبرين عميد الكلية وأتذكر قوله الى لجنة القبول بكلية الفنون بان الفنان لا يمكن اكتشافه عبر اختبار كالمسابقة لاختيار اربعين فرصة ورجعنا الى قصرنا وهو يردد كيف سوف يعيدنى الى هناك وبتوجيه من المدير العام عامر كوبانى ومدير الادارة الفنية الموسيقار على ميرغنى وجدت نفسى ارحل الى كلية الفنون طالبا منتدبا ولعمرى ان هذه المواقف لا تشبه إلا المعلم الذى يكاد ان يكون رسولا .. *** شيخى الاول هو محطتى الاولى استاذى العوض مصطفى العوض اول من رحب بى ضيفا فى قصر الشباب وحول كل مستقبلى تجاه المنحى الذى انا فيه اليوم . تباينت علاقتى بالاستاذ العوض بين استاذى الاخ الكبير واستاذى الصديق واستاذى الزميل . امل ان يقبل استاذى العوض ذكر مواقف كثيرا منا يحاول عدم ذكرها وقد لا يقبلها الفرد لكن اهميتها تحتم ذكرها ايفاء بحق الرجال كنا مجموعة من الدارسين فى قسم الفنون الجميلة بقصر الشباب والاطفال جلنا من الاسر محدودى الحال وامام الرغبة الجامحة لاولئك الشباب لتجاوز تلك الحواجز يحصل كثير من العنت وكثير من ضيق ذات اليد وامام ذلك نجد استاذنا العوض ويقف وبقليلته تلك اقصد راتبه البسيط الذى يسميه بقليلتنا فيمد الى ذلك ويسند ذلك وتسمعه بصوت خفيض يسدد كثير من فواتير متطلباتنا وهو فى ريعان شبابه وهموم الاسرة الكبيرة وامله فى البيت السعيد . فكثيرا ما يدخل يده ويصد عنا عوز التواجد هناك بدون وجبة الغداء ومثل ذلك عندما يجدنا فى غمرة المواصلات وهو يعلم ان جلنا يحتاج قيمة التذكرة . *** النحات موسى البشارى محمد هو احد الذين اسسوا لتجربتى النحتية وتحويلها من الاجتهادية الى الاكاديمية . التقيت به فى قصر الشباب معلما لمادة النحت ووقف جامد وافرد منكبيه لأصعد انا عليهما وارانى العالم. وأنا اليوم اذا اقول ذلك ليس لابنى له قمة فهو هرم راكز فى هذا المجال وتشهد له جداريته خيول جامحة وتشير لإمكانيات ذلك النحات .الجدارية فى نادى اساتذة معهد الكليات التكنولوجية . موسى خريج قسم النحت وقد عمل فى وزارة التعليم ومن ثم الى قصر الشباب . عهدنا منه كرم غير مسبوق حيث يأبى آلا يتركنا خلفه وهو يعود الى منزله اخر النهار ونحن متواجدون فى قسم الفنون واغلبنا ياتى صباحا ويمكث الى المساء فالأستاذ موسى يمثل كرم اهل كردفان الفياض يصر على اخذنا معه الى البيت وان كان لا ترتيب لذلك قبلا وتستقبلنا زوجته وتقوم بواجب الضيافة غير مثيلاتها اليوم . الاستاذ موسى البشارى اعطانى من خبرته بل كل خبرته وكثيرا ما يثنى ويبدى الاطراء عندما يشاهد انى خطوت خطوة متقدمة لا تأخذه عزة ولا غيرة ولا غيرها وهذا قمة النبوة فهو القول الذى يقول لكل شخص نصيب من اسمه . *** الفنان الملون الشهير الدكتور عبد الباسط الخاتم التقيت به هناك ضمن كوكبة كانت ترفد قسم الفنون الجميلة فى قصر الشباب والأطفال بخبراتها الزائرة وعبر الممارسة التشكيلية المباشرة امام الدارسين او اثراء نشاط القسم بالندوات والمحاضرات . ومن ذلك الزمن ولصلته بالأستاذ العوام وجدت انا الصغير وسط تلك القمم العالية والى اليوم احفظ تلك المكانة العالية التى اشاهد فيها استاذى الدكتور عبد الباسط الخاتم .جئت الى كلية الفنون وكم كانت سعادتى عندما وجدته يراس قسم الوسائل التعليمية بمعهد الكليات التكنولوجية فكان وصلى معه لا يحده حابس فكنت ازوره لأجده يمارس طريقته المعلومة المشهورة لمعالجة التلوين مع النحت او معالجة النحت بالتلوين . وهذا الوصل هو قمة انتقال الخبرة بالمشاهدة . فان المرء لم تكن عنده مكانة خاصة عندك لا تقبل ان يقترب منك ولنا دراية بخصوصية الممارسة التشكيلية وما هو معروف عن نقل الفكرة الخ ... شاهدت عنده معالجة الريليف رايت كيف يعالج الفكرة ويكون الموضوع وتوطدت علاقتى به لدرجة ان ابتاعنى كاميرته العتيقة من طراز بينتاكس سنقل ريفلكت وملحقاتها فكانت اخر ما توصلت ايه نوعية الكاميرات ولازالت معى رغم ان الزمن تخطاها الى الديجتال الدكتور عبد الباسط لازال هو مرجعى وهو سندى وعضدى عندما تشكل الامور وتتعقد امامى *** الاستاذ احمد حامد العربى مساحة كبيرة حاولت ادخل فيها فكان جزء يسير منها غمرنى تماما . ان خرجنا عن تجربة الاستاذ عربى التى اورثها للجميع . ندخل فى مساحة اخرى لهذا الاب الحنين وقفات قل نجدها فى الاخرين . لنا حوادث وسوابق تساقطنا فيها صرعى بالإغماء من فرط الجوع الشديد هنا يبين من هو الانسان من هو الاب الرحيم . كثيرا عندما يشتد الحر يدعونا الى داخل مكتبه لأخذ برهة من الراحة وخلالها ضيافة بسكوت مملح تعويضا لهادر الملح من العرق والحر الشديد وهو يوصى ألا نندفع فى الاستمرارية فى الوقوف امام الاعمال المنحوتة فقد يسبب لنا ذلك اضرار بأجسامنا الشابة . فهل هذه عاطفة مدرس لتلاميذه ام انها عاطفة اب الى بنيه . كثيرة مواقف الاستاذ عربى عندما ينادى جموعنا وهى متجه نحو سينما وطنية غرب نهار يوم الجمعة . ويقينا هو يدرك ألا طعام فى تلك اللحطة ولا عروض سينمائية فى نهارات تلك الدار دار سينما وطنية غرب فينتهى الامر بان نستجيب الى تعليماته الامرة بالصعود الى الدور الى شقته فى الدور الثانى فى عمارة اساتذة معهد الكليات التكنولوجية الجناح الغربى ويقوم بواجب الضيافة ونسمع منه لطيف الكلام مما يجعلنا فى شك مما نحن كنا فيه معتقدون . موقف اخر لى مع الاستاذ عربى موقف ابوى نبيل عندما غبت من المداومة فى القسم ابلغه الزملاء انى معسكر فى السكن الجامعى لزوم الاستعداد للجلوس لامتحان الشهادة السودانية لزوم الانعتاق من ذلك الطوق الذى ضرب حولى لطردى من الكلية . فقد افتقدنى وارسل فى طلبى وعندما حضرت وقد تغير مظهرى ونقص وزنى وتغير لون بشرتى لعدم خروجى الى الشمس لفترة طويلة تأثر كثيرا ورقرقت عيناه وهو يشد على يدى ويقول امشى ان شاء الله منصور وفائز ورابح . وليس غريب بكاء الاستاذ عربى لحظة اقتراب اوتوبيس الكلية وهو يحمل جثمان استاذنا عبد المنعم عبد اللطيف استاذ الخط المصرى الجنسية لنقله الى بلاده فى تلك اللحظة وعند اقتراب الجثمان من الطائرة الا واحدنا ينتحب بصوت عالى وسط ذلك الظلام والبرد الشديد والكل يلف وجهه بشال اتقاء البرد ولانعرف من هو ذلك الباكى بصوت عالى الا عندما اقترب الجثمان من الطائرة فاظهرت الاضواء ان ذلك الباكى بحرق هو استاذنا عربى فى ذلك الليل الحزين .. *** البروف حسن الهادى الملون الشهير حكيم معهد الكليات وأجاويدها المقتدر حكيم تلك الكلية مرة بين ادارتها والطلاب ومرة بين طلابها وروابطهم واتحاداتهم كان يمثل راس الجودية فى كامل فعاليتها لإقناع الكثير منا ممن لم يقبلوا بقرارات تسكين التخصصات . هذا الشيخ الراحل يحمل فى داخله عاطفة غير عادية كان يحمل انتماء وولاء لتلك الكلية ومعهدها التكنولوجى . كان يحمل نفسه فوق طاقتها وهو يسعى هنا وهناك وتحت ابطه الايسر مجموع ملفات وكثير اوراق فيها الكثير من شئون تلك الكلية وان لم يكن هو على رأسها ابدا . علاقته بقسم النحت وطيدة لوجود الزميل القديم عربى فكان عندما يأتى الى قسم النحت يثيرنا حماسا بكم كبير من المرح والدعابة ويجلس يستذكر ايام الابتعاث مما يجعل الاستاذ عربى يتحفظ ويطلب منه الا يخرب صورته امام تلاميذه ههههه وكثير يجمعتا اقصد البروف حسن ونحن ليس تلاميذ عنده ويقول الى الاستاذ عربى لازم تعلمهم السوق قيل تعلمهم الصنعة لأنكم سوف تموتون ويرثكم هؤلاء الشباب . هذا فيه كثير اثرة وفيه حب وإيثار بدون حدود . لى مع البروف حسن الهادى موقف عندما ضاق بى الحال من ظرف التجميد ولجأت اليه باعتبارات مكانته المؤثرة فى مجلس الكلية لشرح قضيتى فجئت الى قسم التكستايل وقد طغت على عاطفة شديدة فلم اجد تقدير ان اناديه به الا يا عمى حسن . وكانت تعنى يا اخ والدى وليس غير ذلك , فانبرى لى من فى القسم زجرا بان كيف تجروء على مناداة البروف يذلك فرددت عليهم وانا حزين بان عمى حسن اكبر بكثير من البروف حسن وهو بمثابة شقيق والدى . فما كان منه الا ان وضع يده على كتفى واخذنى بعيدا عنهم تجاه الجدار وتحدث معى حديث العم الحق مطيبا خاطرى بكلام رزين .. *** البروف العميد مجذوب حاج احمد رباح من منا لا يعرف جدية ذلك البروف وهو يمسك بتلك العجلة الثقيلة لإدارة كلية تتقاذفها الاهواء . رغم الجدية المفرطة لذلك البروف الا وانه عندما يخلع تلك العباءة الثقيلة مهمة العمادة يظهر انسان قمة فى الذوق الرقيق ونشمية المجاذيب . كثيرا ما نتهيبه وعندما نسمعه يمازح بعضنا يحصل نوع من الاستغراب عندها عرفنا سر ضعف عميدنا ذلك البروف الانيق فكنا نرسل اليه من يؤثر فيه بخفة الروح والدعابة فكان زميلنا يعقوب موسى الشهير ب جاكوب هو اكثرنا تأثيرا فى العميد وحتى استاذنا عربى اذا لا يرفض لنا طلب ان كان رسولنا اليهم الجوكى يعقوب موسى كما يسميه الاستاذ عربى . لى مع البروف رباح قصة شهيرة هى تلوين بورد البريد وقد كلف الاستاذ عبد العزيز الطيب حسن رئيس قسم التصميم الصناعى بابتكار طريقة لعرض الخطابات وقام استاذنا عبد العزيز بالتكليف وصمم بخبرته بورد جميل ويا حظى انا فقد كلفنى استاذ عبد العزيز بان الون او اطلى هذا البورد بالدهان فقمت انا بالواجب وأثناء ذلك جاء البروف وأنا ادهن فيه قد ظهر له بانى افسدت فعالية البورد وعطلت ميكانيكية الياى الذى يثبت الخطابات . فسالنى من كلفك بفعل ذلك قلت له استاذ عبد العزيز فقال هل هو يدرى انك افسدته قلت لا كيف افسدته فأوضح لى الافساد فشرحت له كيف انى عملت حساب لذلك وما يراه ليس دهان مباشر على الياى وإنما هذا شريط لاصق لحمايته من الدهان وعندما ازلت له الشريط بان السلك نظيفا محمى من الدهان . فتركنى ورجع الى مكتبه وأرسل لطلبى سكرتيرته نعمات صباح الخير وجاءتنى ان العميد يطلبك وتملكنى الرعب وقلت فى نفسى اللهم عدى اليوم دا على خير يا ليت استاذ عبد العزيز لم يكلفنى بذلك هههه وعندما وقفت امامه خرج من مكتبه وسلمنى خطاب مكتوب فيه من مكتب العميد كلية الفنون الى قسم النحت الطالب عجيب يوسف عجيب تشكر ادارة الكلية حسن تعاملكم مع بورد البريد وننقل اليكم تقدير الجميع مجذوب حاج احمد رباح عميد كلية الفنون الختم صورة الى رئيس قسم النحت صورة الى ملف الطالب صورة الى بورد الاعلانات . هذا موقف يبين معدن الشخصية القيادية الحقة لم يعتز ويعتد برايه ولم يخجله انى صوبته عرف انه كان متسرعا . *** استاذ الجميع استاذ الرسم المعلوم للجميع استاذ الفاتح اللعوته ذلك الفنان المجتهد النشط فى مجال التصميم العارف بكنهه الممارس وسط تلاميذه لا يقف من تكرار واعادة المعلومات حتى اصبحت كثير من المصطلحات الفنية مرتبطة بشخصه الكريم . كان قسم التكستايل قسم غير مرحب فيه بالضيوف من الاقسام الاخرى اثناء اليوم الدراسى لكثرة الطلاب فيه ولضيق المكان وخصوصية التخصص الذى يتطلب نوع من الهدوء . ووجود غالبية الجكس اقصد الجنس اللطيف هناك له دور فى تحجيم المتسولة مثلنا مطرودين لا محالة هاهاهاهااااااى . لكن لارتباط الناس جميعا بأستاذ الفاتح يحصل نوع من الاختراق بحجة مناقشة استاذ الرسم ويحصل نوع من التواصل والخروج عن النص ولو لبرهة فى وجود العم المدرب فاروق محمد احمد ودعابته وضحكاته المميزة . فى ايامى الاولى مارست مهنة الحلاقة المجانية ولله وبس وكنت اقوم بحلاقة رؤوس كبيرة فكرا ومعرفة وكان غالب اطفال وصبية قريتى ينتظروننى عندما اعود من العاصمة لأقوم بواجبى تجاه ذلك فكانت الوالدة تدعو لى بأنها عافية منى تجاه افراحى اولئك الصبية وأزلت المشقة عن اوليائهم . وعندما جئت الى الكلية اكتشف الرفاق امر الحلاقة فكنت حلاق الرحلة وحلاق الكنيسة وليس حلاق الجامعة هههههههه الكنيسة المقصودة هى السكن الجامعى وأصبح كثير من الزملاء هناك زبائن غير مدفوعى الاجر ولا مدة مزين ما فى ههههه . ووصل الامر الى الاساتذة فكنت احمل مقصى وأدور برغباتهم اقدم اللازم . فى احد الايام جاءنى خبر بان الفاتح اللعوته يرغب ان اقابله فى قسم التكستايل فتوجست خيفة هل رسبت فى مادة الرسم هل انتصار حصل لها امرا ما .. فجئت مهرولا ووجدت الاستاذ الفاتح يحمل مقصا والعم فاروق يحمل قطعة قماش وما ان وصلت الا والعم فاروق لف قطعة القماش حول عنق وكتفى الاستاذ الفاتح وبادرنى استاذى الفاتح ان احلق له وقد شاهدنى حلقت الى استاذ فلان وأستاذ فلان وقال ان مهارة الحلاق هى نفس مهارة النحات والنحات هو حلاق هههههههه . عندما طقطقت مقصى فوق رأسه نادانى ان الافضل ان نخرج خارج الاستديو حتى لا يسمع كلام الزبون والحلاق من الاخرين او لا نريد احد يسمع . فشعرت ان الامر ليس حلاقة وإنما شىء اخر وبدا هو مدخل لحديث احسست فيه نوع من جبر الخاطر فيما حصل لى بالنسبة لمشكلة التجميد ودار حوار انا كنت فيه مستمعا لتركيزى فى الحلاقة لأنها نوع من صنعة البورتريهات فاى غفلة وخروج الاداة عن مسارها معناها خلل لا يمكن اصلاحه . وعندما انتهيت من الحلاقة ظهرت لى هذه الدبلوماسية التربوية العالية للتخفيف عن ذلك الضرر الذى لحقنى من تلك المشكلة وان الامر ليس غرض حلاقة وإنما تحقيق غرض انسانى نبيل . فأكبرت تلك العاطفة فى ذلك الاستاذ المربى القدير . وعند همى بالانصراف اخرج لى جهاز صغير لعرض الاسلايت وهو معى الى الان استخرجه لأعيد به ذكرياتى القديمة وهذه الشريحة من المعلمين ذات التميز العالى . *** البروف موسى الخليفة من منا لا يعرف ذلك الفنان المتمكن من رسم الجسم البشرى العالم بدواخله النفسية المتخصص بدرجته العلمية العليا التى لم يسبقه عليها احد فى الكلية . البروف حينها هو الدكتور موسى الخليفة الدكتوراه الوحيدة فى الكلية هو مدرس مادة علم النفس تلك المادة المفروضة كاستيفاء تاهيلى لطلاب الفنون ونسبة لتخصصه فى الغرافيك وهو الاقرب الينا فى مرحلة البيزيك ديزاين وكثيرا ياتى للاستديو الذى نتجمع فيه . وكان ولازال مرحا ودودا بشوشا حاله حال كل اطباء وعلماء علم النفس تبدو عليهم علامات السعادة وان كانوا غير ذلك . البروف موسى صديق الجميع له مكانة محسوبة بين الجميع وهو راجل متواضع . فى احدى المحاضرات دخل علينا البروف موسى وهو يلبس قميصا على نقوش اسود وابيض وكان الدرس عن التشطيب او التفنيش وهو درس يدخل فيه الطلبة تجربة مهارة استعمال الادوات . فما كان منى وأنا فى اقصى اثارة اسود ابيض ألا قلت قميص دكتور موسى الخليفة . فسال هو من الذى قال ذلك فأشار الجميع على انا وكانوا متأكدين انى سوف انال زجرا نفسيا يحطمنى من ذلك الدكتور استاذ علم النفس . فأمضيت باقى يومى الدراسى متوترا ماذا عسانى ان افعل . وصباحا وكعادته يحضر باكرا وجدته ينتظرنى امام قسم النحت وهو يحمل كيسا جميلا ومده نحوى وترددت وحسبت امر اخر وعندما اقترب منى وامسكنى الكيس نظرت فيه ووجدت ذلك القميص الاسود وابيض مغسل مكوى ومطبق جيدا هدية لى فاسقط فلى يدى وعندما جاءت انتصار ومجموعتنا تناول القميص بالنقاش والتحليل وكان على راس اولئك زميلنا النحات الطيب الحاج فكان معلما منتدبا افرد حديثا مؤثرا عن طبيعة تلك الهدية . هذه عينه من رجال لهم مواقف وظلوا اساتذة مواقف .. هذه رشفة اولى من فيض لن يتكرر .... المواقف القادمة الاستاذ عبد العزيز الطيب حسن الاستاذ عثمان بابكر الاستاذ البروف نصيف اسحاق المدرب عبد الله جبارة البروف عبده عثمان الاستاذ عبد الله كرم الله الاستاذ جمال عبد القادر سعيد والأستاذة كمالا ابراهيم الى ذلك الحين نتمنى لكم استعادة ماضى تلك الام الحنون كليتنا العريقة ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عجيب يوسف عجيب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست