[email protected] · شاءت الأقدار أن أصطحب أسرتي الصغيرة إلى مصر ( المؤمنة) أو ( المحروسة) خلال الأيام الماضية.
· كان الترتيب أن نقضي هناك نحو 13 عشر يوماً، لكننا لم نكمل الفترة التي خططنا لها بعد أن مررنا بتجربة وددت أن أشرك فيها الآخرين لعلها تفيد كل من تحمله الأقدار إلى تلك البلاد.
· كانت وجهتنا الأولى مدينة الإسكندرية التي وصلناها عن طريق مطارها الجوي.
· استقرينا هناك في شقة جيدة وقضينا يومنا الأول في هدوء وأمان.
· لكن اليوم الثاني من الزيارة مفاجأة غير سارة.
· في ذلك اليوم خرجنا نهاراً وعدنا إلى مكان إقامتنا دون أي مشاكل.
· وفي الفترة المسائية جلسنا لبعض الوقت على الكورنيش، ثم قررنا أن نعود باتجاه الشقة وهناك كان القرار أن نواصل المسير حيث بدا الطقس مشجعاً على المشي.
· وفي مكان مقابل للشقة تماماً طلب الصغار أن يصعدوا لها قبل أن نواصل المسير فانتظرناهم (شخصي وأم حسام) تحت البناية وفي مكان هادئ لكنه لم يخل من بعض المارة.
· ويبدو أن انتظارنا طال لدرجة شجعت بعض المجرمين على تنفيذ مخطط لم يخطر على بالنا، حيث تفاجأنا بإمرأة بدينة تسقط أمامنا فجأة وأخذت تصرخ ( رجلي.. رجلي).
· ولما كانت الأرض تحت أقدامنا غير مستوية السطح توقعنا أن تكون قد انزلقت فبدأت زوجتي في مساعدتها على النهوض، لكنها لم تحرك ساكناً وواصلت صراخها.
· وفي تلك الأثناء اقترب منا بعض الشباب العاملين في مطعم مجاور كنا قد رأيناهم يمارسون عملهم في توزيع قوائم الأطعمة التي يقدمها مطعمهم على المارة.
· كما اقتربت من المشهد إمراة أخرى وهي تردد ( هاتولها كرسي.. هاتولها كرسي).
· فجلب أحدهم كرسياً، وبعد جهد جهد نهضت المرأة البدينة ( المجرمة القبيحة) بمساعدة زوجتي والآخرين لتجلس على الكرسي لثوانِ معدودة، ثم تحركت بعد ذلك ورأينها تستقل حافلة دون أن نشك أي شيء.
· وما هي إلى لحظات انفض خلالها الجميع وقد استغربنا لعدم تقديم المرأة أي عبارة شكر على المساعدة التي وجدتها منا ومن الآخرين، لكن لم نقف عند الموقف طويلاً ورحنا لحال سبيلنا.
· وفي صبيحة اليوم التالي الذي خططنا لأن نتوجه فيه إلى القاهرة بالقطار وبينما كنت أهم بوضع الحقائب على التاكسي مددت يدي ببطاقتي - التي كانت بحوزة صاحب الشقة- لأم حسام لكي تضعها على محفظتي التي كانت داخل حقيبتها في آخر ليلة فكانت المفاجأة الصاعقة.. المحفظة غير موجودة.
· يا للهول.. فالمحفظة فيها كل مبلغ الرحلة بالإضافة لبعض البطاقات المهمة ورخصة القيادة.. الخ، كما افتقدنا محفظة أخرى كان فيها بطاقتين ومبلغاً بسيطاًز
· تذكرنا سريعاً موقف البارحة وسقوط المرأة البدينة ( المجرمة القبيحة) فأدركنا أننا وقعنا في فخ محكم.
· قلت لأم حسام لابد أن المرأة التي كانت تردد ( هاتولها كرسي) كانت تتحسس حقيبتك وقد سعت لكسب المزيد من الوقت من خلال ترديدها للعبارة، كما ساعدتها المرأة البدينة بعدم نهوضها سريعاً حتى تنفذان سرقتهما كاملة.
· تحركنا نحو نقطة شرطة سيدي بشر ( مجرد أداء واجب) فقد حدثني قلبي أننا لن نحصل على شيء.
· وهناك نصحوني بأن أفتح محضراً لدى مركز شرطة المنتزه.
· وفي مركز شرطة المنتزه وجدنا تعاطفاً ( شفهياً ) من واحد أو اثنين من العاملين هناك، لكننا في نهاية الأمر خرجنا بلا حمص بعد أن أضاعوا وقتنا فيما لا طائل من ورائه.
· لكنها كانت تجربة جديدة علينا جميعاً وقد استغرب الصغار لمشهد ( المحبوسين) بالعشرات في زنزانة قذرة مسقوفة من الشبك بدت أشبه بقفص للقرود.
· المهم في الأمر أنهم عرضوا على زوجتي عدداً من الألبومات لنساء وبنات وطفلات صغيرات من المجرمات المعروفات لديهن حسب كلامهم.
· وتحت كل صورة وجدنا بيانات كاملة عن المجرمات، الاسم ومكان السكن.. الخ.
· وقد أشارت لهم أم حسام على أحداهن وقالت: هذا أقرب شكل للمرأة التي سرقتنا.
· وبعد أخذ أقوالنا وعدونا بالإتصال بنا، وبالطبع لم يتصل بنا أي كائن حتى لحظة مغادرتنا للـ ( المحروسة).
· نسيت أن أفيدكم بأنه أثناء تواجدنا في المركز تحدث معي أحد أفراد المباحث أكثر من مرة طالباً مني عدم تضييع وقتي في مثل هذه الإجراءات الروتينية، مؤكداً لي أنه يعرف جميع المجرمات في المنطقة وأنه سوف يتوجه معي للمكان الذي وقعت فيه حادثة السرقة وسيأتيني بالمحفظتين المسروقتين.
· ولما كنت أعلم أن بعض أفراد مثل هذه الأجهزة يمكن جدا أن ينجزوا ما وعد به الشاب أخذته معي للمكان.
· وهناك أصر أن يعرف مكان إقامتنا وأصريت من جانبي ألا يعلم عنه شيئاً.
· وفي نهاية الأمر اتضح لي أنه كان ينصب لي فخاً جديداً، طلب مني بعض المال لكي يؤدي مهمته على الوجه الأكمل حسب زعمه.
· قلت له بالحرف ( صحيح أنني تعرضت لحادثة سرقة لكنني لست عبيطاً حتى أمنحك مالاً لكي تأتيني بمال مسروق).
· ثم أضفت ( كيف تتوقع ممن سُرق منه كل المبلغ الذي أتى به لبلدكم أن يعطيك مبلغاً كمقدم لإعادة المسروق)!
· ولما شعر بأن مخططه الليئم لن ينجح تركني وأنصرف.
· ما تقدم كان ملخص تجربتنا في الإسكندرية التي أقمنا فيها لثلاث ليالِ فقط، أراد الأولاد بعدها مغادرة تلك البلاد، لكنني أصريت أن يروا القاهرة على الأقل بعد أن أجريت اتصالات انتهت بتحويل مبلغ جديد نقضي أياماً أخرى قليلة بدلاً من أن تصبح الخسارة خسارتين.
· وفي المرة القادمة أحدثكم عن تجربة مريرة أخرى في قاهرة ( المعز) وتلك كان بعض أبطالها من أبناء جلدتنا للأسف الشديد.
اعزيك وأقول لك الجاتك في مالك سامحتك بس انت كمان غلطان في زول يمشى مصر بلد ما فيها غير الوساخة والزحمة والاحتيال هناك دول نظيفة وحلوة وراقية عندك المغرب تونس تركيا ماليزيا اندونيسيا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة