سؤال.. إذا تعرض بلدنا الحبيب لكارثة.. ووجه لك حزب المؤتمر الوطني نداء للخروج إلى الشارع والتصدي للخطر.. كيف كنت ستتصرف.. هل ستستجيب؟ هذا السؤال –بتصرف طفيف- وجدته في مداخلة أحد الشباب في (الفيسبوك).. طلب من المتابعين لصفحته الإجابة بكل صراحة.. بإحدى كلمتين لا أكثر.. "نعم" أو "لا".. الخطأ الكبير في هذا السؤال.. أن يأتي من الشعب.. فالأولى أن تتجشم الحكومة و حزبها المؤتمر الوطني وعثاء هذا السؤال (إذا وجهنا نداء للشعب السوداني للخروج والتصدي لأي خطر.. هل يستجيبون؟) وبالطبع؛ السؤال ليس للتسلية أو (التنظير) والسفسطة.. بل لأنه المحور الذي يجب أن تنبي عليه استراتيجية أية حكومة في كوكب الأرض.. هل علاقتها بأبناء شعبها تصل للدرجة التي تمنح الشعب القدرة على التفاعل مع اللوازم التي قد يتطلبها ظرف الوطن. بل والأجدر أن (تصحح) الحكومة -أية حكومة- كراسة شعبها بدرجة من (المائة).. لمعرفة (جاهزيته) للتفاعل مع التحديات والمواجهات التي قد يحتاجها الوطن.. فإذا أخذنا هذا المثال هنا في السودان.. كم في المائة نتوقع خروج الشعب لإعانة الحكومة عند الشدة؟ أو عند اللزوم.. صدقوني لو وجهت هذا السؤال للأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني ربما احتاج لاستمهال ضميره لينطق بإجابة يفرضها المنصب أكثر من الحقيقة.. فالدرجة متدنية جداً.. رسوب بامتياز.. هنا يتحتم استيلاد السؤال التوأم.. ماهي العوامل التي تجعل الشعب قادراً وراغباً في التعاون مع حكومته؟ ما هي شروط (الاستقامة) الوطنية لدى الشعب؟ بلا حاجة للتطويل.. كلمة واحدة هي الإجابة.. (المشاركة).. أن يشعر الشعب أنه (مشارك) في صنع القرار الوطني.. وليس مجرد حمولة سكانية في سجلات الدولة.. وكلمة (المشاركة) لا يقصد بها أبداً تلك العملية الإجرائية التي بموجبها يلقي الناخب ببطاقة في صندوق الانتخابات.. بل يقصد بها أن تفكر الدولة بعقول أبنائها.. عقول مفتوحة بلا حدود ولا قيود ولا شروط.. لكن عندما تحدد الحكومة من يجب أن يفكر في ماذا.. و تلون الحياة بالخطوط الحمراء وفوق الحمراء والبنفسجية وتحت البنفسجية.. تتأكسد الحياة ولا يطفح في السطح سوى النفاق والهتافون يحيطون بالقصعة كما تحيط الطحالب بالماء الآسن. أليس للحكومة مراكز قياس الرأي؟ أم أن قياس الرأي نفسه ترف لا حاجة للحكومة فيه! في تقديري لو أجرت الحكومة دراسات تستنطق رأي رجل الشارع العادي لوجدت أنها بحاجة ماسة لـ(مذكرة تفاهم) مع الشعب.. وبصراحة يحيرني جداً أن الحكومة لا تعلم أن الشعب يغني لها (إنتو في وادي.. ونحن في وادي..)!! على كل حال؛ أرجوك أرجع لبداية هذا العمود وأجب على السؤال..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة