كيف يفكر الرئيس البشير و من الذي يخطط له؟ بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 04:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-09-2016, 10:21 AM

زين العابدين صالح عبد الرحمن
<aزين العابدين صالح عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كيف يفكر الرئيس البشير و من الذي يخطط له؟ بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

    10:21 AM July, 09 2016

    سودانيز اون لاين
    زين العابدين صالح عبد الرحمن-سيدنى - استراليا
    مكتبتى
    رابط مختصر



    في الثقافة السياسية السودانية هناك اعتقادا سائدا في الوسط السياسي، إن الرؤساء القادمين من المؤسسة العسكرية يجهلون التعامل السياسي، مما يضطرهم الاستعانة ببعض أهل الخبرة، لكي يساعدونهم في اتخاذ قراراتهم المتعلقة بشأن الدولة، و كان من المفترض، أن يكون الذين يتعاملون بالسياسة و مهتمين بقضاياها، مدركين لقضية العلاقة بين العسكريين و المدنيين في الشأن السياسي، و لاسيما السودان حكم لفترات طويلة من قبل المؤسسة العسكرية، و في هذه المقالة لا أريد أن أتابع هذه القضية بجذورها التاريخية، بقدر ما اتخذ من نظام الإنقاذ مثالا لمعرفة كيف يفكر الرئيس البشير، و هل هناك من يخطط له، في إدارة الصراع إن كان داخل السلطة أو خارجها، رغم الصراع المستعر تحت الرماد بين العسكريين و الذين كانوا ينتمون للحركة الإسلامية، و إلي جانب القوي السياسية الأخرى، و في الجانب الأخر، في تحسين علاقات السودان الخارجية لكي يخرج من الشرنقة التي تحاصر النظام، و تقيد أنفاسه، فهل الرئيس البشير يمتلك القدرة علي إدارة الصراع في كلا الجانبين، أم إن هناك من يساعده علي ذلك.
    حول القضية، تحدثت لعدد من السياسيين الذين كانوا جزءا من عملية اتخاذ القرار، و الذين كانوا يمسكون بملفات بعينها، و بعض العسكريين في تحليل بعض المعلومات، الهدف هو ليس عملية اختراق في الكشف عن المعلومة، و لكن الهدف تصحيح مسار العمل السياسي، من خلال التفكير المنطقي، بعيدا عن فرض أراء مسبقة، و مستلفة من الثقافة السياسية السودانية، التي تعتمد كثيرا علي " like and dislike" و هي قراءة ربما هي نفسها تكون أقرب إلي الصواب، أو تنحرف متأثرة أيضا بذات الثقافة، و إن كنت أحاول الابتعاد عن رؤية الشخصية، فتغير مسارات التفكير ربما تكشف عن أشياء غير مرئية و لم تدخل كنقاط مهمة في عملية التفكير السياسي.
    كانت مذكرة العشرة التي أطاحت بالدكتور الترابي بمثابة جرس إنذار للرئيس البشير. إن الصراع علي السلطة لا تحكمه قوانين العلاقة التنظيمية، و لا الانتماء و الوفاء إن كان لشيخ أو رئيس، و لابد من اليقظة و الحذر من أقرب العناصر التي حولك، و لابد من القدرة علي اتخاذ القرار في الوقت المناسب، و القدرة أيضا علي استخدام الأدوات التكتيكية، التي تساعد علي تشتيت الانتباه عند المشكوك فيهم، و عدم التركيز علي قضية واحدة، إنما طرح عددا من القضايا الإستراتيجية في وقت واحد، لتقسيم الانتباه في عدد قضايا بعينها تشغل بها المجموعات في السلطة، حتى لا يجدوا الوقت في التفكير علي التأمر، و أن تجعل عدوك مشغول دائم التفكير في قضايا إنصرافية بعيدا عن القضية المركزية. هذه الإستراتيجية مستلفة من الإستراتيجيات العسكرية الحربية، و نقلت للحقل السياسي نتيجة للتفكير العسكري عند السلطة الحاكمة.
    رغم إن مذكرة العشرة قد أبعدت الشيخ الترابي، العقل المفكر للحركة الإسلامية، لكنها لم تقدم شخصا تعتمد عليه المجموعة، في أن يكون هو العقل المفكر الذي يعتمد عليه من قبل الجميع، باعتبار هؤلاء أنفسهم كانت تباعد بينهم المصالح الخاصة، و حتى المرجعية الإسلامية ما كانت تشكل لهم أرضية واحدة يعتمدون عليها، و لكن بحكم الموقع، تقدم السيد علي عثمان محمد طه، و لكنه فشل في تجميع لحمة الحركة الإسلامية لكي تشكل له قاعدة قوية يستند عليها، و في ذات الوقت، كان يعتقد إن الرئيس عسكري لا يفهم كثيرا في العمل السياسي، و بالتالي يمكن إزاحته في أية وقت، الأمر الذي جعله يلتفت لصراعات أخرى بعيدا عن الصراع الأساسي، و في الجانب الأخر قبض الرئيس البشير علي مفاصل الدولة، و أيضا علي العمل السياسي، و لكنه كان متأكد إن مذكرة العشرة يمكن أن تستخدم ضده لإزاحته في أي وقت، و بعد إزاحة الدكتور الترابي كان الرئيس يبحث عن قوة اجتماعية تشكل له سندا بديلا عن الحركة الإسلامية، أو أن تخلق توازن للقوة، لا تجعل القوة في يد مجموعة الحركة الإسلامية، خاصة إن هؤلاء كانوا يسيطرون علي قوة الدفاع الشعبي، و علي جهاز الأمن و المخابرات، و كانت الكلية الحربية تستقبل أهل الولاء في اختيار العناصر، لذلك كان لقاء الرئيس مع الشريف زين العابدين الهندي في القاهرة، و الذي أسر إليه إن دخول الحزب الاتحادي الديمقراطي في السلطة سوف يغير موازين القوة، و يغير أيضا التركيبة السياسية للنظام، الأمر الذي يفتح الباب للحديث عن الديمقراطية، و التحول الديمقراطي، و لكن لا يمكن الحديث عنها في ظل الوضع الحالي، باعتباره وضعا مائعا يحتاج لمسندات جديدة. قال الشريف بعد لقاء الرئيس إن البشير ما عاد يثق في الحركة الإسلامية التي تدعم الإنقاذ، و يبحث عن قوة تدعمه، إذا لم يجدها، سيظل في حالة من التوجس و الشك للعناصر التي حوله. فشل الشريف في إقناع قبائل الاتحاديين، بسبب القناعة التي كانت سائدة، إن التجمع سوف يقضي علي النظام في أيام معدودة، و إن مقولة السيد الميرغني " سلم تسلم " كانت قد جعلت الأغلبية تعيش في طمأنينة وموهومة.
    قبل الدخول في قضية الصراع الداخلي، يجب أن نبدأ التفكير في كيف استطاع الرئيس البشير أن يحدث اختراقا في علاقات السودان في دول الخليج، باعتبار إن هذا الدور لابد أن ينعكس أيضا في علمية التفكير في الساسة الداخلية، و هي شبيهة بساسة بسمارك.
    كرس السيد علي كرتي وزير الخارجية السابق جهده في كيفية إعادة علاقة السودان مع دول الخليج، و خاصة المملكة العربية السعودية و دولة الأمارات العربية المتحدة، و هي كانت ضرورية بسبب الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السودان، و قد أغلقت جميع الأبواب التي يمكن أن تستجلب منها القروض، و مفتاح العلاقة أن يستغني السودان عن العلاقة مع إيران، و التي كانت تعاني هي نفسها من مشكلة الحصار السياسي و الاقتصادي، و لا تستطيع أن تقدم أية دعم اقتصادي للسودان، كانت الحكومة السودانية قد عجزت تماما في إيجاد موارد مالية، و تراجعت أسعار البترول بصورة كبيرة، أثر علي ريع بترول الجنوب، و رفضت الصناديق العالمية أن تقدم أية عون، كان هذا الظرف يفرض في أن تعيد الحكومة حساباتها السياسية بصورة سريعة، و حاول السودان تكرارا أن يجد نافذة يدخل بها للمملكة العربية السعودية، و لكنها رفضت أن تسمع لتوسلات الحكومة السودانية، و كان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أكثر تطرفا، و رفضا لتحسين العلاقة مع الخرطوم، الأمر الذي جعل السيد علي كرتي يوسط عددا من وزراء الخارجية العرب، و الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي، و لكنهم فشلوا في عملية الاختراق، و كان عندما يأتي للرئيس و ينقل إليه رؤيته و ما تحقق من اتصالاته، كان الرئيس يقول إليه، لابد للبحث عن مفاتح مؤثر، تحدث انتباها عند القيادة السعودية، و تعيد تقيمهم للأحداث، و في ذات الوقت تجعلنا نعيد النظر في السياسة علي أسس جديدة.
    كان لابد للسودان أن يتخذ قرارات تساعد علي تليين موقف السعودية، التي كانت تحصر خلافها مع حكومة الخرطوم في إنها مدعومة من تنظيم الأخوان المسلمين العالمي، و العلاقة الإستراتيجية مع إيران. في هذا الوقت كان هناك اجتماعات بين الرئيس البشير و الدكتور الترابي، حول قضية الحوار الوطني، استفاد الرئيس البشير من هذا الظرف في اتخاذ قرار في ديسمبر عام 2013 بإبعاد كل من نائبه الأول علي عثمان محمد طه و الدكتور نافع علي نافع، خاصة في تلك الفترة قد ظهرت علي السطح عمليات التخطيط لانقلابات داخل المؤسسة العسكرية و جهاز الأمن من قبل عناصر تنتمي للحركة الإسلامية، كان الإبعاد مستهدفا قضيتين، أن يكون مرضيا عنه من قبل السعودية، إن الحكومة السودانية بدأت تستغني عن الرؤوس المنتمية للحركة الإسلامية، و في ذات الوقت، حتى لا يفاجأ بثورة الإسلاميين، إذا كانت هناك ثورة....! و في ذات الوقت، أن ينسب العزل لتأثير الدكتور الترابي علي الرئيس، ثم جاء "خطابة الوثبة" في يناير عام 2014 لكي يؤكد إنه يريد تغييرا في السلطة. كانت ردة فعل السعودية علي القرار بعدم الرضي، و تريد المزيد، لذلك أصدرت قرارها في مارس 2014 بوقف التعاملات البنكية مع السودان، و قلصت استيراد الماشية السودانية بنسبة 50%، و أعلنت إن جماعة الأخوان المسلمين جماعة متطرفة، و لن تتعامل معها، كانت رسالة المملكة العربية السعودية واضحة. في ذات الوقت كانت هناك معلومات تقول إن الحكومة السودانية تدعم الجماعة الإسلامية في ليبيا، و إنها تمد جسرا جويا معها، لإرسال معدات لوجستية، و جاءت الاتهامات من قبل الحكومة الليبية التي تدعمها كل من مصر و السعودية، و بذلك تكون الحكومة السودانية لها ارتباطات قوية مع العناصر الإسلامية التي تعتبرها مصر و السعودية عناصر متطرفة، هذه الاتهامات جعلت السيد علي كرتي أن يجري عددا من اللقاءات الصحفية، لكي ينفي فيها هذه التهم، و يرسل رسائل جديدة، حيث أجرت معه جريدة السوداني حوارا أجراه معه رئيس التحرير الأستاذ ضياء الدين بلال في مايو 2014، قال فيه السيد كرتي ( رفضنا عرضا إيرانيا لبناء منصات دفاع، و هذه لن تكون علي حساب علاقاتنا مع الأخوة في دول الخليج) و أيضا كان السيد كرتي قد قال في حوار صحفيا مع جريدة السوداني يوم 20 مايو 2014 ( إن السعودية تلوم السودان في علاقته مع إيران، و نحن وضحنا إن العلاقة مع إيران محدودة جدا، و تتركز في التعاون الفني، كما إنها تظن إن للسودان علاقة مع التنظيم العالمي للإخوان) و في أغسطس 2014 أجرت جريدة الشرق الأوسط، المقربة من القيادة السعودية، والتي تصدر في لندن حوارا مع السيد كرتي قال فيه ( أنني متفائل بمستقبل العلاقة السودانية المصرية، إذ إن القمة التي جمعت بين الرئيسين البشير و الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الخرطوم، بعثت برسالة بليغة تخدم أكثر من اتجاه) و عن العلاقة مع السعودية قال (هناك حوارا مستمرا لا ينقطع بين المسؤولين في البلدين و هناك حوار و إمكانية أن نتجاوز به الفتور الذي تمر بها العلاقة بين البلدين) و القمة التي يشير إليها السيد علي كرتي في اللقاء مع الشرق الأوسط، هي الزيارة التي كان قد أقام بها الرئيس المصري للخرطوم في يونيو 2014، و خلال الاجتماع بين الرئيسين، أخطر البشير الرئيس السيسي ليس لديهم علاقة مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، كما إن الحركة الإسلامية في السودان أصبحت مهمشة تماما، و ليس لها تأثيرا في القرارات، و إنهم كعسكريين يديرون دولاب الدولة، و إنه سوف يتخلص من البقية الباقية في أقرب وقت، و إن العلاقة مع إيران أصبحت علاقة ضعيفة و سوف تحجم، كان هذا الحديث بمثابة رسائل لدول الخليج، و اعتبارها نوافذ للمواصلة، خاصة إن القيادات الخليجية كانت علي تواصل مع الرئيس المصري، و بالتالي إن الرئيس المصري حتما سوف ينقل لهم رؤية الرئيس السوداني التي سمعها من لسانه شخصيا، هذه الرسالة إذا نقلت سوف تحدث تحولا في رؤية القيادة السعودية و الإمارتية، و خاصة أن الرئيس كان قد نقل هذه الرؤية في زيارته لدولة الأمارات العربية المتحدة أبان زيارته للمعرض العسكري، و يمكن الاستفادة منها إذا جاء وقتها.
    بعد ثلاثة شهور للقمة التي عقدت بين الرئيس البشير و الرئيس المصري في الخرطوم، و في سبتمبر 2014 أغلقت السلطات السودانية المركز الثقافي الإيراني، و جميع فروعه و الحسينيات، و كان القرار مفاجئا حتى علي العديد من هم في السلطة، تأكيدا إن هناك تغييرات بدأت تحدث في علاقات السودان الخارجية، بهدف تحسين العلاقات مع المملكة السعودية، و إزالة كل ما يشكل عائقا لتحسين العلاقة. في يناير 2015 توفي الملك عبد الله بن عبد العزيز، و خلفه علي عرش الملك الأمير سلمان بن عبد العزيز، و عين الأمير محمد بن سلمان وزيرا للدفاع، و القيادة السعودية الجديدة أرادت أن تغير سياستها في المنطقة، من الأقوال إلي دائرة الفعل المباشر، و أول فعل لها أن تحمي حديقتها الخلفية التي تشكل لها عمقا إستراتيجيا اليمن، و وقف تمدد الحوثيين، باعتبارهم جماعة تناصر إيران، لذلك قام الأمير محمد بن سلمان و الأمير محمد بن نايف بزيارة إلي الولايات المتحدة، لإخطار الإدارة الأمريكية إن المملكة سوف تشن حربا خاطفة ضد الحوثيين و حليفهم الرئيس عبد الله صالح، و وافقت الإدارة الأمريكية علي ذلك، علي أن لا تمتد الحرب، و إنها سوف تساعد المملكة بالمعلومات المخابراتية و الطيران السعودي عبر ستلايت، و في فبراير 2015 زار الرئيس المصري السعودية و ألتقي بخادم الحرمين الملك سلمان، و قد فاتح الملك سلمان الرئيس المصري بخطط المملكة في التدخل في اليمن من خلال حلف عربي، و تطرق اللقاء للسودان باعتباره دولة يمكن أن يتم جذبها، و أخبر الرئيس المصري مع الملك سلمان عن ما دار في اللقاء بينه و الرئيس السوداني في الخرطوم، و خطط الرئيس البشير، بعد الحوار بين الملك سلمان و الرئيس المصري زار الأخير السودان في مارس 2015، للتأكيد علي الحلف الجديد و إن السعودية تفهمت رؤية الرئيس البشير. و في ذات الشهر مارس 2015، كانت دعوة الملك سلمان للرئيس البشير لزيارة المملكة، و فتح صفحة جديدة بين البلدين، و ألتقي الرئيس البشير بالأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع، الذي أوضح إليه بتفصيل رؤية المملكة في التدخل المباشر في اليمن، و أكد الرئيس البشير في ذالك اللقاء إن علاقة السودان مع إيران، علاقة السودان ليست علاقات إستراتيجية، إنما علاقات أملتها الضرورة عندما كان السودان يعاني من مقاطعة عالمية و عربية، و كان لابد للبحث عن علاقات أخرى، و إن السودان قد تخلص من هذه العلاقة، و أيضا تطرق اللقاء مع الملك إن الحركة الإسلامية هي التي خططت إلي الانقلاب، و لكنها الآن بعيدة عن مصدر القرار، و إنه راغب في فتح حوار مع القوي السياسي الأخرى للمشاركة في السلطة، كما تطرق اللقاء لعلاقة السودان مع دول العالم، و خاصة الولايات المتحدة، و التي جعلت السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، إضافة إلي المقاطعة الاقتصادية التي تفرضها عليها، و وعد الملك سلمان الرئيس البشير إنه سوف يناقش القضية مع الإدارة الأمريكية، و بالفعل استطاعت المملكة أن تفتح الحوار مع وزير الخارجية الأمريكي في زيارتها المتعددة للسعودية، و أيضا في الزيارة الأخيرة مع الرئيس الأمريكي، و اللذان وعدا بالنظر في القضية، و كان دعم الولايات المتحدة لقضية الحوار باين، و هي الآن تركز علي عملية نجاح الحوار لكي يكون سببا في رفع العقوبات قبل انتهاء فترة الرئيس أوباما.
    و تأكيدا علي الحوار بين الرئيسين البشير و الرئيس المصري و الملك سلمان، جاء التعديل الوزاري في السودان في يناير 2015 حيث كان تغييرا كبيرا، تم فيه إبعاد أغلبية العناصر التابعة للحركة الإسلامية بشكل واضح، لكي يؤكد إنها قوة غير فاعلة و قلمت أظافرها، و لا تأثير لها من حيث الوزن السياسي في السلطة، مثلها و غيرها من القوي السياسية المشاركة التي تنعت " أحزاب التوالي" و أتضح للرئيس البشير إن الحركة الإسلامية ليس لها قوة فاعلة يمكن أن تؤثر عندما اتخذ قراره بإبعاد علي عثمان محمد طه و الدكتور نافع علي نافع، اللذان كانا يدعيان إنهما يمثلان مراكز قوة في السلطة و لا يمكن تجاوزهما، و هذه القوة فاعلة و قادرة علي إحداث تغيير إذا تضررت مصالحها، و لكن مرت الإقالة هؤلاء القيادات دون أن تكون هناك ردة فعل، الأمر الذي أكد إن هؤلاء يمثلون أنفسهم و ليست هناك قوة منظمة فاعلة تسمي الحركة الإسلامية.
    إذا أستطاع الرئيس البشير و من داخل القصر الجمهوري، أن يحدث هذه الاختراقات في العلاقات الإقليمية، و الآن يحاول أن يحدثها مع بقية الدول الأخرى مستخدما " الحوار الوطني" مدخلا أساسيا لذلك، مستفيدا من الثقافة الغربية السياسية التي لم تلتفت إليها المعارضة، حيث كانت المعارضة في خطابها مع الغرب و الولايات المتحدة الأمريكية، تقول إنها تملك الأغلبية في الشارع السياسي السوداني، و إن النظام ليس له علاقة بالمواطنين، لذلك يفرض عليهم سلطة شمولية، و الثقافة الغربية تعول علي صناديق الاقتراع في تحديد مسألة الأغلبية، لذلك كانت تعتقد إن المعارضة تشن حربا ضد النظام لكي يجلس معها في مائدة تفاوض، لكي يحدث التغيير من خلال الحوار، و من ثم الاحتكام لصناديق الاقتراع، و الملاحظ إن خطاب الحكومة يؤكد علي الحوار إذا كان ذلك صدقا أو غير ذلك، و تطالب المعارضة أن تتقبل دعوة الحوار، المعارضة لا تفرض الحوار و لكنها تتخذ شروطا للمشاركة بعدم ثقتها في السلطة، هذه الشروط يعتقد الغرب إنها ليست ضرورية إذا كانت المعارضة ما تزال تراهن علي القوة الجماهير لأنها هي التي سوف تحسم معركة السلطة القادمة،كما يعتقد الغرب إن أية قضايا تطرح علي مائدة الحوار يجب أن توقف صوت البندقية، لذلك تحاول الولايات المتحدة و بريطانيا الضغط علي المعارضة و معها بقية الدول الغربية، و لا تلتفت الدول الغربية لقضية حكومة انتقالية التي تنادي بها المعارضة مادام معركة الانتخابات سوف تكون هي الفصل في الختام، و من هنا بدأت تخسر المعارضة.
    فالرئيس البشير، استطاع أن يجعل القضايا الإستراتيجية المتعلقة باستمرارية السلطة، و إدارة الصراع في أضيق حدود داخل القصر الجمهوري من الذين يريد استشارتهم فقط، و أصبحت الهيئة القيادية للحزب، تقدم إليهم المعلومات في أضيق نطاق، الشيء الذي يريد أن يقدمه الرئيس البشير، لذلك يفتقدون حتى للمعلومة التي تساعدهم علي التحليل، و الأغلبية تجد المعلومات علي وسائل الإعلام، أو علي صفحات الجرائد، فخرجت الحركة الإسلامية كتنظيم من المعركة السياسية، و أصبحت أداة تستخدم في الوقت الذي يراد فيه ذلك. و العناصر الإسلامية التي بقيت في السلطة، أولئك الذين يحاولون الحفاظ علي مصالحهم الخاصة. نسأل الله حسن البصيرة.
    السؤال الرئيسي: في المقال الأخر، هل الرئيس البشير كان طائعا راضيا لمقولات الدكتور الترابي، و قابلا شروطه أم كانت له رؤية أخري و لماذا وافق علي الحوار الوطني؟



    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 08 يوليو 2016


    اخبار و بيانات

  • القائم باعمال السفارة الصينية بالخرطوم : استثماراتنا في مجال النفط بالسودان تجاوزت ال 10 مليار دولا
  • كاركاتير اليوم الموافق 07 يوليو 2016 للفنان عمر دفع الله عن حسن الترابى و قناة الجزيرة
  • جانب من صلاة عيد الفطر بمديمة فورت وين الامريكية


اراء و مقالات

  • ما وراء المقال وعليكم السلام ... بوغبا بقلم أحمد المصطفى عبدالعزيز
  • نتنياهو وحلم اسرائيل في افريقيا والنيل بقلم سميح خلف
  • ثقافة السلاح الأمريكية والتعديل الثاني للدستور بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • إسرائيل في إفريقيا بقلم ماهر إبراهيم جعوان
  • أيها المثقفون ثم ماذا بعد الترابى !
  • مسلسل الدهباية ــ محاولة نقدية بقلم ابراهيم سليمان
  • ماذا تريد إيران جنة الله أم جنة البيت الأبيض الأمريكى ! وإلى متى يظل مثقفوا السودان يبكون


    المنبر العام


  • مأساة مفكر في زمن الردة.. بقلم الباحث المصري محمود مراد محمد
  • هل ابراهيم السنوسي هو قاتل اللواء طبيب الشلالي عام 1976م؟
  • مصطلحات ناس الانقاذ
  • مجرد رأي: كتّاب و مفكري المغرب هم الآن في المقدمة ‏
  • هناك من ساهم بقتل الشعب اليوم معارض.. الطيب مصطفي. ابراهيم السنوسي. كمال عمر. يوسف الكودة
  • أخيرا ثورة الأمريكان السود ضد الإضطهاد العنصري من رجال الشرطه البيض في أمريكا...
  • أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 07 يوليو 2016
  • ديفيد ماتسانغا David Matsanga
  • اشتباكات مميتة في العاصمة جوبا تعيد شبح التوتر الى جنوب السودان
  • من هو الشعب الذي عليه تعولون وإليه تصيحون وعليه تعتمدون في الثورة القادمة؟
  • العيد مبارك علي الجميع و اعتذر لبعض الزملاء فى المنبر
  • زميلنا الخبير السياحي معاوية التوم وصل القاهرة ....مرحبا به
  • "عاجل" مخطط لإنقاذ نظام السايكوباتي عمر البشير !!
  • مجهودات الدعم السريع في الصحراء الشمالية - إنقاذ سودانيين وجنسيات اخرى























  •                   

    07-09-2016, 10:55 AM

    محمد الكامل عبد الحليم
    <aمحمد الكامل عبد الحليم
    تاريخ التسجيل: 11-04-2009
    مجموع المشاركات: 1968

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: كيف يفكر الرئيس البشير و من الذي يخطط له؟ � (Re: زين العابدين صالح عبد الرحمن)

      تحية
      التفكير البراغماتي...الاستفادة من الظروف الاقليمية...استخدام الضغوط الحياتية انفتاحا وانفراجا حسب الطلب...استخدام الذراع الامني والمجموعة الأمنية الموثوق بها....مفهوم الحاكم الفرد التي تسيطر علي تفكيره....اسلوبه في المناورة...وايجاد البؤر الداعمة له المسبحة بحمد التسلط.... سياسة رزق اليوم باليوم....كل تلك هي ملامح يختفي ورائها شخص يمارس سياسة كسر العظم داخليا ومن لدن اجهزة لا تنتمي الي صفات الشعب السوداني الوضيئة .. اضف الي ذلك الانبطاح الفوري والدائم للقوي الاقليمية والدولية حسب مقتضي الحال... كل ذلك يحدث علي حساب وطن اصبح باهتا علي المستوي الدولي ...صغير اقليميا...متوتر محليا...ان الرائد لا يكذب أهله..

      (عدل بواسطة محمد الكامل عبد الحليم on 07-09-2016, 03:30 PM)
      (عدل بواسطة محمد الكامل عبد الحليم on 07-09-2016, 03:31 PM)

                      


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de