وضعت خارطة الطريق التى جرى توقيعها بين النظام ومبعوث مجلس السلم والأمن الأفريقيى ثامبو أمبيكى فى أديس أبابا وضعت السودان كله فى مفترق طرق حيث تكمن أهميته أنه صدر بعد قرار مجلس الأمن الرقم 2295 تحت الفصل السابع والذى يعطى قوات الامم المتحدة حق التدخل العسكري المباشر ويلزم الحكومة فى الحصول على إذن مسبق من لجنة الخبراء الأممية المفوضة لتحريك اى من آلياتها العسكرية الى دارفور او داخلها وهو ما يؤدى الى فشل الحكومة فى خططها المعلنة للتحرير فى هذا الصيف . بناء على هذا القرار ولما يترتب عليه من جانب النظام كانت كل الدلائل تشير الى حدوث تقدم فى المفاوضات الأخيرة واختراق فى مواقفه وهو يستشعر الخطر الداهم الذى يتهدده بصورة مباشرة ولذلك تسارعت خطى النظام لدعوة ثامبو امبيكى للخرطوم لشراء موقفه الذى تم بإيعاز من الولايات المتحدة حيث تم إعطاؤه الضوء الاخضر لمساومة النظام ليس لحل القضية وإعطاء ضمانات لاهل الانقاذ ولكن لتعقيد القضية وارباك فرص الحلول الممكنة وإطالة أمد الحرب حتى يمكن تحقيق الخطط الإمبريالية وربيبتها من الصهيونية العالمية لبدء الدور القذر لاستهداف الوطن وتمزيقه فى النهاية . لم يكن النظام حصيفا بما فيه الكفاية لمعرفة خبايا السياسات الدولية فقام بالتوقيع على خارطة الطريق التى تم الاتفاق عليها ظنا منه انه استطاع ان يتحايل على قرار مجلس الامن وهللت صحف النظام لهذا الانتصار على المعارضة وعاد ابراهيم محمود منتشيا باعتقاده انه كسب الجولة ودق مسمارا فى موقف المعارضة ، ولقد تسارعت الخطى فى كل الاتجاهات لاحداث ربكة بين قوى المعارضة حتى لا تستطيع من تجميع آرائها ف سارع ثامبو امبيكى لإعطاء المعارضة بما فيها الحركات المسلحة أسبوعا للقبول والتوقيع على خارطة الطريق متزامنا مع الضغط الأمريكى من خلال تصريحات المبعوث الأمريكى بالخرطوم بالتهديد المبطن للمعارضة بالتوقيع وهذا هو عين التخويف الذى آذوا به العراق حين كانوا يصدرون القرارات ويضعون العراقيل أمامها. استشعرت المعارضة الخطر الداهم وهى العليمة بالسياسات الدولية والضغوطات التى مورست عليها وهى تبحث امكانية اضافة تعديلات على الخارطة لتقبل بها وتوقع عليها ولكن هيهات ان تقبل أمريكا بأى تعديلات لان همها الأكبر تمزيق الوطن العربى كما تريد والسودان يتصدر تلك الدول لإمكانياته الزراعية الهائلة ومياهه الوفيرة . ما هو موقف الشعب السودانى : الشعب السودانى رافض للحرب تماما وليس عنده أدنى ثقة فى الحركات المسلحة ولقد اخذت الدعاية مأخذها عن الاحزاب فقل ان تجد من يتناولون القضايا السياسية من ناحية حزبية والكل يتحدث عن النظام والغلاء الطاحن ولكنهم متعايشتين معه للدرجة التى لا يتحركون او يدعمون مظاهرات ويتفرجون على الطلبة وهم يقتلون ولا ننفى ان هنالك تحركا ثوريا بدأ باتحاد مزارعى الجزيرة والمناقل والهتافات المدوية من جانب المعارضين للسدود بالشمالية وتحركات الاطباء فى انحاء السودان هذا مع سيل الكتابة المعارضة فى الصحف السيارة ومواقع التواصل الاجتماعي وكشفها لكل احابيل وفساد النظام الا ان الحال يغنى عن السؤال ومرد ذلك يعود الى ان الانقاذ استطاعت ان تتحكم فى جميع مفاصل الدولة من وزيرها الى غفيرها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة