إرتفاع الأسعار فى السودان أصبح شىء طبيعى وغالبا تشترى سلعة فى الصباح بسعر وتجدها فى بعد الظهر بسعر آخر والسبب هو إرتفاع الدولار او البترول أو زيادة الضرائب وحظر الإستيراد أو سياسة المورد الإحتكارية و الربحيه ، تلك هى الأسباب الرئيسية التى يتمسك بها التجار ، بالأمس صدر قرار بزيادة سعر الغاز من 2 جنيه للكيلو الى 6 جنيهات وهذا السعر للموزع داخل العاصمة ويختلف السعر حسب مناطق التوزيع والموزعيين المعتمدين والسماسرة النفعيين وتوفير الكمية وتدخل الأمن فى مشاركة التوزيع . السؤال المهم هنا أن المواطن الذى ليس له مفر ولا بديل كيف يتعايش مع هذا الوضع علما بأنه كثر المطففين وغالبا ما تجد وزن الأسطوانة أقل من الوزن الحقيقى ولا يملك المواطن الميزان الذى يحدد كمية الغاز حسب السعر وأكثر المواطنين يقول لك إشتريت إسطوانة غاز وأكملت معى شهرين وأحيانا خمسة عشر يوما رغم أن الإستهلاك هو نفس الإستهلاك وهكذا . يتضح ذلك فى ثقل الأسطوانة عند حملها وأحيانا فى عدم صلاحية القفل أو إحكام إغلاقه من مركز التعبئة . هل يوجد إسطوانات عبوة كيلو أو أثنين أو حسب رغبة المواطن وإمكانياته المادية ؟. المواطن لا يملك الحق فى الإعتراض على رفع الأسعار ولا يملك الحق فى رفض تلك الأسعار ولا يستطيع أن يقاطع تلك السلع الضرورية لكنه يستطيع أن يشتكى الى الله وهو القادر على كل شىء وبيده ملكوت كل شىء وهو الذى يسمع صوت عبده فى ظلمة الليل وفى عمق البحر وداخل بطن الحوت سبحانه وتعالى . سعر الأسطوانة الذى وصل 75 جنيها وأكثر فى بعض المناطق يحتاج الى ضياع يوم لكى تذهب الى مناطق التوزيع وتقف فى صفوف لتظفر بإسطوانة وخاصه سكان الأقاليم والهجر الذين منعوا من قطع الأشجار وعدم توفر سيقان القطن والقصب وندرة الفحم وإصال الكهرباء . نعم مع إرتفاع الغاز الذى لا مفر منه ولكن .. ماذا عوضت الحكومة المواطن مقابل هذه الزيادة الكبيرة ولسلعة مهمه وضرورية فى الحياة . المواطن الذى دخله لا يتعدى 800 جنية فى الشهر وهم يمثلون حوالى 80% من الشعب كيف يسير حياته ويوفر معايشه وعلاجه ولبسه ويعلم أطفاله ويشارك المجتمع مناسباته . لنفرض مواطن هجر الريف لعدم توفر عمل ولا يملك حواشة ولا بهائم وذهب الى العاصمة ليعمل أعمال يومية شاقة أو وجد وظيفة متواضعة بدخل 800 جنية شهرى . هذا المواطن يحتاج شهريا الى سكن لا يقل عن 300 جنية فى أطراف العاصمة ويحتاج الى مواصلات 200 جنية ويحتاج الى معيشة 300 جنية ويحتاج الى أغراض نظافة 100 جنية وأذا مرض يحتاج 200 جنية علاج من الصيدلية بدون مقابلة طبيب وإذا لديه أسرة تحتاج الى مصاريف شهرية 500 جنية ومجاملات 100جنية . إذا كيف له أن يوفر 900جنية ، مهما بحث عن عمل إضافى على حساب صحته لا يستطيع أن يدخل فى الشهر 2000 جنية فى حين يطالبه السيد الرئيس بتعليم أبناءه بالمحكمة .. من أين له ذلك ؟؟ هل وفرت الحكومة جمعيات خيرية ومنظمات إغاثية تجوب المدن والقرى لتتفقد أحوال المواطنين وتساعدهم ؟؟ هل صرفت الدولة بدل معاناة أو معيشة أو غلاء لهؤلاء المحتاجين ؟؟ هل وفرت مراكز توفير العلاج المجانى بالمستشفيات والمراكز الصحية للأمثال هؤلاء ؟؟ هل وفرت المدارس ومستلزماتها لهؤلاء ؟؟ هل وفرت لهم الخدمات فى الريف ليطوروا الإنتاج ؟؟ أين المستشارين بمجلس الوزراء وأين أعضاء البرلمان الذين إنتخبهم الشعب ؟؟ لماذا طردنا المنظمات الإغاثية التى نحتاجها فى هذا الوقت ؟؟ لماذا نلوم المواطن ونسجنه أذا وقف وقال ليس لى طاقة بتلك الزيادات ولا قدرة ولا قوة لى بها ؟؟ إذا الخلل فى القلب ولا بد من معالجة القلب أو تغييره حتى يستقيم الجسم ويستعيد عافيته . نصيحة .. قرض السدود أولى به توفير الغاز والخدمات الضرورية التى تعود بالنفع المادى والإقتصادى والمعيشى للمواطن حتى يؤدى دوره فى الحياة وخدمة وطنه .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة