الدكتاتورية مقبرة الشعوب بقلم الطيب الزين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-15-2016, 02:48 AM

الطيب الزين
<aالطيب الزين
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدكتاتورية مقبرة الشعوب بقلم الطيب الزين

    01:48 AM Jan, 15 2016

    سودانيز اون لاين
    الطيب الزين-
    مكتبتى
    رابط مختصر





    الإنسان جاء للحياة حراً، جاء بريئا، جاء صارخاً، جاء باحثاً عن حياته، جاء مملؤاً بروح التطلع، والرفض والتمرد على القيود، التي يصنعها الواقع، وواضعي المتاريس في حياته وتطوره، وتطلعه للخلق والتغيير. التغيير الذي لا يستطيع أن يصنعه، إلا إذأ كان حراً، في حياته وخياراته، السياسية والإجتماعية والثقافية والفنية، ومتفجراً بروح النقد والرفض، للدكتاتورية، والظروف والأوضاع والشروط غير المقبولة، والثقافات البليدة البلهاء، التي تسبح بحمد الطغاة، والمعتقدات واليقينيات والمسلمات، التي تريد، أن تفترس، بتعاليمها وأوهامها وخرافاتها، حقه في أن يعيش حراً، بلا قيود، وأن يكون مفكراً وناقداً وصارخاً، من أجل حياة أفضل. فإنه يصبح في نظر، تلك الثقافات والمجتمعات التي تجيد التسيبح والركوع والسجود، أمام الدكتاتورية، معتوهاً ومنبوذاً، ومخرباً، وخارجاً على الطبيعة، والسماء والحياة والمنطق، وخارجاً على تعاليم رجال الدين، والأوصياء والراكعين. ومن ثمَّ عليهِ أن يعاني عذاباً نفسياً وعقلياً وإنسانياً ، ليس لأنه فقط ممنوع من الكلام والحديث، والصراخ والإحتجاج، والرفض والتحديق، بل لأنه يعيش وسط مجتمع خانع للدكتاتورية، مجتمع لا تريده الدكتاتورية، أن يفكر، أو يحتج، أو يرفض، أو ينتقد، أو يتمرد، أو يتغير، أو يثأر لعقله المسلوب، ولحريته التي استباحتها الدكتاتورية، لذلك راحت تذله، بكل الأساليب والأشكال، والوسائل، من أجل بسط سطوتها الغاشمة المناقضة، لمنطق الحياة. موظفة في ذلك كل العناوين في الحياة العامة، من شيوخ قبائل، وطوائف، ودعاة ووعاظ، ومهرجين في المجتمعات مسلوبة الإرادة. الدكتاتورية على مر العصور، وبغض النظر عن الاقنعة التي تتستر بها، تسعى دوماً، لجعل الشعب بلا إرادة وهوية، عبر توجيه كل أسلحتها، ضد كل فئاته، من طلاب وعمال وموظفين، وعسكريين، وشباب وشيوخ، نساء ورجال، لتجعلها نسخ مطابقة لتصوراتها وأفكارها وتوجهاتها. إنها الدكتاتورية اللعينة، مقبرة الشعوب، التي تقتل روح التطلع، والخلق والتجديد، وتحارب الفكر والمفكرين، والمناضلين، والشرفاء.. لذا يتساءل الإنسان المثقف المستنير، من الذي أعطى الطاغية وحاشيته، الحق أن يكونوا أوصياءً وقادةً وأرباباً، كما يشتهون، وكما يتمنّون ويتطلعون، أليسَ هو الخنوع، والإستسلام والخضوع للدكتاتورية، ولتعاليمها ولأفكارها وأكاذيبها..؟ وأليس هو المجتمع الذي تريد الدكتاتورية أن يكون، كما تتمنى وتخطط له، مستخدمة دعاتها ووعاظها ومنافقيها ومهرجيها من كتاب وصحفيين وإعلاميين..؟ وأليس هو المجتمع الذي لا ترغب الدكتاتورية، له أن يفكر يوماً، أو أن ينتقد، أو أن يتمرد، على تعاليمها وخطبها ونزقها المنبري وشبقها الوعظي، المترع بشهوة التسلط والهيمنة، وأليس هو هذا المجتمع الذي أعطى لها كل المبررات لكي تحكمه، وتقوده وتسيطر وتتسلط عليه، كيفما تشاء، وكيفما تشتهي، وكيفما تتخيل، وتتطلع، وتتمنى..؟ لذا يسأل الإنسان المستنير، نفسه مرة، بل مرات، من الذي يقتل في المجتمع، موهبة الرفض والتمرد والنقد والحياة والتطور، ويضع العقبات والمتاريس، حتى لا يعيش في أمن وسلام وإستقرار، ووئام، أليست هي الدكتاتورية، التي تعمل بكل ما تملك لكي تجعله، يعيش حياته، خاضعاً طائعاً مستسلماً، يعيش بلا رأي، بلا إرادة، ينجب أبنائه ويربيهم، هذا إن إستطاع توفير لقمة العيش لهم، ليكبروا ويترعرعوا على حقيقة مطلقة، ويقينية ونهائية تتمثل في أن المعيار الوحيد للأخلاق والفضيلة والحب والصدق والنظافة والكرامة والنبل هو الخضوع للدكتاتورية وشعاراتها المنافقة والتكيف معها ومع شروطها الظالمة وظروفها البائسة، التي تفرضها على الناس، وتضطرهم أن يكذبوا ويغشوا، ويرتشوا، ويخونوا بعضهم البعض، ويخونوا أنفسهم ليغوص البعض في أوحال الفساد، نتيجة اعتقادهم الخاطيء، أن خيانة الذات والمجتمع، هي الطريق المتاح ليوفر من خلاله لقمة العيش لاطفاله... بينما هذا الواقع المزري يقود الإنسان المستنير، لمنابع الوعي النقية، التي تحرر عقله من عقدة الخوف والصمت والخنوع، ليعرف قيمة ثقافة الرفض وموهبة النقد وجمالية الوعي الساخط، ومن ثم يملكها لشعبه بكل وسائل المعرفة والتواصل، لتزداد مساحة الوعي يوما بعد آخر، ويتشبع المجتمع بأفكاره وتوجهاته، التي لا تناقض إرادة السماء التي تقول إن الإنسان ولد حراً، ومن حقه أن يثور من أجل ذاته التي تعمل الدكتاتورية على سحقها، بالفقر والجهل وخلق الأزمات، وشن الحروب، وبث الخوف في الصدور،من خلال الملاحقة، والإعتقال، والقتل المخطط له والاعدامات الجائرة، لكي تجعلها مخلصة لكل ما يربطها بموروثاتها وتراسلاتها التاريخية الزائفة، حتى لو كانت ضد حريتها وحقها في الحياة. بالطبع، إن فهم هذه الحقيقة، تعتبر لحظة إستثنائية في كل شيء، إستثنائية في إنبلاجها وتفجرها، في عقل المثقف، وفي قوتها في حياة المجتمع، وفي زخمها وفاعليتها، وإستثنائية قدرتها،للدفع بالمثقف ومجتمعه نحو التحولات الحاسمة ، إنها اللحظة التي تضعه هو ومجتمعه أمام مفترق طرق، فإما أن يرتفع بنفسه ومجتمعه إلى مستويات الذات المفكرة والناقدة وإلى مستويات الشجاعة والشفافية والصدق والكرامة والعقلانية والحرية والرفض والإنسانية، وإما أن يبقى تائهاً هو ومجتمعه إلى الأبد، في دروب تنكفيء دوماً على نفسها، وتتشظى دائماً عند منحنيات التلاشي والخراب والضياع والوهم والعدم، والموت تحت أقدام الدكتاتورية اللعينة..!
    الطيب الزين


    أحدث المقالات
  • President Al-Bashir Awards Accomplishment Decoration to North Kordofan State and Star of Accomplish
  • China's first Arab Policy Paper will drive cooperation, Sudanese analysts say
  • Darfur is Calling - London Demo - Saturday 23rd January 2016
  • Eastern Sudanese farmers, livestock owners suffer large losses
  • Cooking Gas in Sudan: Scarcity and Corruption
  • Musa Mohammed Ahmed: Dialogue is 'unprecedented' opportunity for Sudanese People
  • Al Mahdi case: Confirmation of charges hearing to open on 1 March 2016
  • Hassabo Informed on Outcome of Visit of Assistant of President to East Sudan
  • Sudan must protect civilians in West Darfur and reign in security forces after village burned and p

  • الحرية للاشقاء وللمعتقلين كافة بقلم حسن البدرى حسن/المحامى
  • دهليز ألمدينة !!! شعر نعيم حافظ
  • اعترافات اللبوة. ...ترجمة الأستاذ محمد حمدي
  • الدفتر الكبير فن الكراهية بقلم أحمد الخميسي . كاتب مصري
  • مستقبل الاستقلال السياسي (6) صناعة الأصدقاء ورفع قدرات الطابور الخامس ٢/٢ بقلم محمد علي خوجلي
  • أوراق شجرة المعارضة تتساقط دون أن يهزها المؤتمر الوطني..! بقلم عثمان محمد حسن
  • خِيارُنا الحكم الذاتي لشرق السودان ٢-٣ بقلم الاستاذ اسامة سعيد
  • مرافئ السراب فصل من رواية بقلم نور الدين عباس علي عبود
  • هذا الجيل.. أكثر وعياً وإبداعاً وثقافةً..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • تقرير المصير لشعب جبال النوبة حق مشروع بقلم توتو كوكو ليزو
  • هل سينفذ البشير ما طلبه السيسى عبر غندور!! بقلم عبد الغفار المهدى
  • شروط الثورة بقلم الحافظ قمبال
  • مذبحة الجنينة اكبر دليل علي ارتكاب الحكومة ومليشياتها لجرائم حرب وابادة في بقلم د محمد علي الكوستاوي
  • ورقة سياسية امنية في ذكرى اغتيال القائد المؤسس صلاح خلف ابواياد بقلم سميح خلف
  • تجفيف منابع الإرهاب ضرورة تاريخية ومرحلية... بقلم محمد الحنفي
  • الحزم يا حازم ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • وشهد شاهد من الوطني..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • لتصير (الرئيس) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • قلنا - ولكن بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • بين قضية سنار ومنظومة العدالة بقلم الطيب مصطفى
  • حسم الذهنية الإقصائية أم حسم الإعلام؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • مجـزرة بشـريــة في مـدينـة الجنينـة - وتشكيل لجنــة تقصي في حـرق ممتـلكـات امانـة الحكـومة ومنـزل ال
  • أحداث الجنينة : التحقيق فى ماذا؟ عُنف الدولة أم حرق المنشآت ! بقلم فيصل الباقر
  • العيب ليس في المذاهب المختلفة يادكتور بقلم نورالدين مدني
  • موسم الدجل الجمهوري لا موسم البشارة النبوية! بقلم محمد وقيع الله
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (80) حواجز القتل وبوابات الموت بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • ازمة الفضاء العربي المأزوم بقلم سميح خلف
  • الدجاجة من البيضة يا زراعة غزة بقلم د. فايز أبو شمالة



  • الداعية السلفي عثمان بابا في حوار مع (الوان) :يناقش الحوار داعش وتداعياتها في السودان
  • رابطة طلاب دارندوكا بالجامعات والمعاهد العليا بيان حول احداث مدينة الجنينة
  • الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق:حذرت مبارك قبل‏17‏ عاما من سد النهضة‏..‏ ولم يتحرك أحد
  • المنظمة تدين قتل المتظاهرين العزل في الجنينة غرب دارفور .. وتدعو لمحاسبة دولية جادة عن الانتهاكات ا
  • الهجرة والنزوح والتنمية في المنطقة العربية تقريرٌ أطلقته الإسكوا والمنظمة الدولية للهجرة
  • الخرطوم عاصمة الإنتاج بالمنبر الصحفي بطيبة برس
  • قوات الدعم السريع تمارس عمليات نهب وسلب في مدينة الجنينة
  • إعلان مظاهرة كبرى لإتحاد أبناء دارفور بالمملكة المتحدة بالتعاون مع أصدقاء دارفور ومنظمات المجتمع الم
  • بيان إدانة ونداء من إتحاد دار مساليت حول مجزرة مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور
  • غاز الطهي في السودان: الندرة والفساد
  • الاتحاد الافريقي يعتمد دكتور شريق كخبير اكاديمي
  • باحث وخبير إعلامي سوداني ينبه لضرورة طرق أبعاد وآفاق تواكب الاتجاهات الحديثة في بحوث العلاقات العامة
  • لقاء الجبهة الشعبية المتحدة بالسيد الإمام لمهدي عضو مجلس نداء السودان و رئيس حزب الأمّة
  • مجلس احزاب الوحدة الوطنية : لا توجد تباينات في الحوار بشان مصلحة السودان
  • بيان من الحزب الشيوعى Sudanese Communist حول انتخابات النقابات
  • كاركاتير اليوم الموافق 14 يناير 2016 للفنان عمر دفع الله عن السودان و ايران و سوريا
  • دعوة من اتحاد ابناء دار فور بالمملكة المتحدة وإيرلندا لمظاهرة كبرى بلندن























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de