تنبأ إعلام النظام بالتوصل إلى توقيع اتفاق شامل ( وشيك) مع وفد الحركة الشعبية شمال حول المنطقتين .. و تحدث عن ( التفاهمات الكبيرة) معها في أديس أبابا أثناء مباحثات ( غير رسمية) تمت بينهما.. و أدلى السيد/ حسبو محمد عبد الرحمن، نائب رئيس الجمهورية، عن مباحثات ( غير رسمية) تقرر أن تجريها الحكومة مع حركة جيش تحرير السودان بقيادة السيد/ أركو مني مناوي، و حركة العدل والمساواة التي يقودها جبريل إبراهيم ، خلال أيام.. و ذلك بناءً على رسالة مشتركة موجهة من القائدين إلى السيد/ أحمد بن عبدالله آل محمود ، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء القطري، طلبا فيها لقاء الوساطة القطرية للتفاكر حول عملية السلام في دارفور. و قد تم اللقاء في باريس يوم الأثنين الموافق 11 يناير 2016 .. و اتفق الجانبان على ان تقدم الحركتان ورقة تفصيلية للوساطة القطرية تتضمن رؤيتهما حول إمكانية إيجاد قواسم مشتركة لعملية السلام في دارفور في أقرب وقت ممكن. وفي يوم 9 /11 أعلنت الحركة الشعبية شمال، مرة أخرى، انها تلقت ( دعوة رسمية) من الآلية الأفريقية الرفيعة لاستئناف جولة ثانية من المفاوضات ( غير الرسمية) مع الحكومة.. أي أن ثمة اتفاقات سرية تمت و أخرى تتم بين النظام و بعض رموز المعارضة.. حيث أن السيد/ ياسر عرمان اجتمع و سوف يجتمع مرة أخرى- اجتماعاً غير رسمي- مع وفد الحكومة في أديس.. و اجتمع ، السيد أركو مناوي و د. جبريل ابراهيم، بالوسيط القطري في باريس.. و صرحت د. مريم الصادق ، في الخرطوم، بأن عودة الامام/ الصادق ( وشيكة).. و ربما يكون رئيساً للوزراء.. و نتفاجأ بالمهندس ابراهيم محمود يصرح- في الخرطوم أيضاً- بأن لا مانع من قيام حكومة قومية.. كما تحدث عن رفضه لإلغاء ( المؤسسات التي اختارها الشعب السوداني!!).. وصرح السيد/ ياسر يوسف، وزير الدولة للإعلام، في أحد المؤتمرات بالخرطوم بأن انضمام حركات مسلحة مؤثرة إلى الحوار الوطني قد أصبح ( وشيكاً).. إجتماعات ( غير رسمية) تملأ الساحات.. و كل شيئ أصبح وشيكاً.. كل شيئ.. كل القيام /السقوط وشيكاً.. وشيكاً.. و بشريات تكاد الاعلانات عنها تصم الآذان.. لكن مجريات الحوار تشي بأنه أصبح وشيكاً للإرفضاض.... و سيأكل المتحاورون الذين هرولوا إليه الحصرم.. لأن الحوار لم يكن هو ( الموضوع) في خطة النظام أصلاً.. فإذا نجحت الاجتماعات ( غير الرسمية)، إنتهى ( المطاف). و سوف تخرج بخفي حنين غالبية الأحزاب التي لا تجيد قراءة سياسات النظام قراءة صحيحة.. و كثير منها سوف يعود إلى حمل السلاح من جديد.. سبق و قلنا أن انشقاقاً سوف يحدث بين مكونات الجبهة الثورية، إنشقاًقاً من الصعب رتقه ، قلنا ذلك عقب رفض السيد/ مالك عقار تسليم رئاسة الجبهة للحركات الدارفورية.. و قلنا أن الرفضَ خازوق ركَّبته الحركة الشعبية في قلب الجبهة.. و ها هو الخازوق يؤدي واجبه نزيفاً حاداً في الفعل الثوري- المسلح و غير المسلح- و اهتزازاً عنيف في سائر الجبهات.. و نحن نشاهد أوراق الجبهة الثورية تتساقط دون أن يشارك المؤتمر الوطني في هزِّها.. إنها تتساقط من تلقاء نفسها، لما اعتورها من اختلال و عدم تقدير للأمور! لقد قفزت تراجي مصطفى من سفينة المعارضة إلى مركب النظام باكراً.. و الفئران تحس قدوم الزلزال.. و يسبق ادراكُها غرقَ السفينة.. و نشتم رائحة طبخة المؤتمر الوطني بعد أن كادت تنضج.. و يتم سبكها حالياً على نار هادئة، نار ( غير رسمية).. و التجهيز يتم على أساس تغييب أي إشارة إلى الحكومة الانتقالية المرجاة.. و التركيز، فقط، على حكومة قومية كما يشاء المؤتمر الوطني، و ستكون الحكومة القومية، مثل سابقاتها، حكومة ترضيات.. و سوف يكتظ قطار المناصب الدستورية بالقادمين من وراء البحار و من الغابات و الجبال .. و من بعض الأحزاب المستقرة و المقربة من النظام في الخرطوم.. و تستمر مأساة الحكم في السودان المنكوب ببنيه.. إن إدراج فكرة الحكومة القومية في مجالس ( الحوار الوطني) حيلة من حيل المؤتمر الوطني للاستمرار في التسلط بأسلوب أو بآخر.. و فرق بين الحكومة القومية و بين الحكومة الانتقالية فبإمكان الأخيرة أن تنقلنا من عبثية نظام الحكم الحالي، و الذي يخالف كل نظريات الحكم المعاصرة. لأن الحكومة الانتقالية يفترض فيها أن تكون حكومة راشدة تضم أشخاصاً راشدين أو- على الأقل- حكومة تسعى إلى الرشد بجدية.. و بتدرُّجٍ راشد.. أما الحكومة القومية، فربما اختلف شكلها ( المرسوم)، لكن مضمونها سوف يظل نفس المضمون القديم.. و هو استمرار البشير رئيساً للمؤتمر الوطني و الحكومة معاً.. و يظل المؤتمر الوطني صاحب الكلمة العليا. في البلاد. لذا نرى دهاقنة النظام يرفضون، و بشدة، فراق البشير للحزب مهما كلفتهم استمرارية بقائه في الحزب من أثمان.. و ثمة سؤال لا بد منه: كيف يتم التوفيق بين إصرار البشير على عدم اجراء أي تعديل ( و لو نقطة) في اتفاقية الدوحة و بين رؤية مني أركو مناوي و د. جبريل ابراهيم للمثالب التي تكتنف الاتفاقية.. و هل ستعالج بعض التعديلات في الاتفاقية تلك المثالب بما لا يثير سخط الموقعين عليها من الحركات المسلحة الأخرى؟ أم هل ستغض تلك الأحزاب الطرف عن أي تعديل لا يمس سلطتها و ثروتها؟ و هل سيتم ادراج بنود جديدة على الاتفاقية لصالح أهالي دارفور بينما بنود الاتفاقية السابقة لا تزال ( قيد) التنفيذ رغم تخطي الفترة المحددة للتنفيذ؟
على أيٍّ، سواء ب( إجتماعات غير رسمية) أو باجتماعات رسمية، كل الدروب غير سالكة إلى السلام و استقرار الأوضاع في السودان، طالما البشير و رهطه هم الذين سوف يستمرون في تحريك قطع الشطرنج مستفردين بنا لمدة تطول، و علينا ألا نمتطي حصان إبليس.. و بدون لجام!
أتقــــــــي الله يــــــــا هـــــذا !!!!!!!!!!!!!!!!!!
عجبــــاَ ....!!! لو كنت صاحب قلــب مفعم بالمحاسن ما بكيت حيــن يقترب السلام !! . فكيـف تسمي محاولات الوفـاق بين كــل الأطــراف في ساحــات الســودان بأنهــا ( تســـاقط أرواق ) ؟؟؟ .
والإنسـان الـذي يحــب الخيــر لوطنـــه وللشعــب الســوداني لا يتمنــى أن تــدوم الحــروب والخلافــات بيــن الأطــراف إلى الأبـــد !!!!!! .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة