ربما قال العمدة جونسون «يفتح الله».. الأخبار تقول إن ديفيد كمرون رئيس وزراء بريطانيا عرض منصباً تنفيذياً رفيعاً لعمدة لندن بوريس جونسون أذا ما أيد بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوربي خلال الاستفتاء التاريخي المقرر إجراؤه العام القادم.. السيد جونسون الذي عمل صحفياً في «التايمز» اللندنية يحظى بشعبية طاغية في أواسط المحافظين ترجح اختياره زعيماً لحزب المحافظين خلفاً لكمرون..ولكن العمدة جونسون احتفظ بمسافة ومساحة من رئيسه في مسألة العلاقة مع أوربا لأن عينه على المستقبل ويريد أن يعرف اتجاهات الريح قبل أن يلقى بصوته ذي الثقل.. حينما يحتاج الرئيس لدعم من الوالي هنا تكمن عظمة الديمقراطية. بالأمس تحدث أمين حسن عمر للزميلة الصيحة وكان صريحاً ًًكعادته.. الأمين أكد أن حزب المؤتمر الوطني لم يعد مبادراً والأفكار أصبحت تأتي من الرئيس..كما أضاف « لا حضور للمؤتمر الوطني في السياسة الخارجية».. بل مضى أمين أكثر من ذلك حينما قال «أشعر بأن الحزب الحاكم في حالة عطلة». الحقيقة أن الحزب الحاكم ليس في حالة خمول بل في حالة توهان..صحف الأمس نقلت مبادرة المؤتمر الوطني إلى لجنة الحريات في الحوار الوطني.. الدكتورة بدرية سليمان نائب رئيس القطاع السياسي ونائب رئيس البرلمان اقترحت إلغاء قانون النظام العام.. ووفقاً للزميلة الرأي العام أن رؤية الحزب الحاكم تفيد أن هذا القانون يقيد حرية الأفراد وبات كادأة لجمع الجبايات . أغلب الظن أن معظم أعضاء لجنة الحريات نظروا إلى الدكتور بدرية في دهشة .. هذه السيدة الفضلى هي من تولت رئاسة لجنة التعديلات الدستورية التي وطنت سلطة رئيس الجمهورية..لنتفترض أن قانون النظام العام بهذا السوء لماذا استمر القانون سيء السمعة مسلطا على رقاب السودانيين خلال ولاية الحزب الحاكم التي تجاوزت ربع قرن من الزمان..ولماذا ينتظر ذات الحزب فترة أخرى حتى يتم إلغاء هذا القانون..الكياسة السياسية كانت أن ينتظر الحزب الحاكم أن يطالب الآخرون بإلغاء هذا القانون ثم لا يمانع في ذالك..هنا يكون كمن قدم تنازلاً في لعبة السياسة القائمة على الحلول الوسطى. غياب الحزب الحاكم عن مسرح السياسة الخارجية لا يحتاج إلى كثير شواهد..معظم القفزات التي حدثت في مسرح علاقات السودان بالخارج كان الحزب آخر من يعلم بالتفاصيل..في الإمارات العربية تبرأ الرئيس من علاقة حزبه بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين ..ثم دخل السودان في حرب اليمن وأخيراً قطع كل الروابط الدبلوماسية مع إيران.. في كل هذه القفزات كان الحزب الحاكم متفرجاً. في تقديري ..أن حالة التوهان التي سرت في أعصاب الحزب الحاكم ستحيله إلى اتحاد اشتراكي جديد إن لم يعترض حزب النميري على هذه المماثلة..هذا الحزب لا يجد من يترافع عنه في المنابر العامة.. كل مسؤول مشغول بما يليه من سلطة.. من يغرد خارج السرب الهرمي يرمى خارج الأسوار. بصراحة.. هذه أعراض الخدر السياسي الناتج من البدانة السياسية.. في هذه المرحلة يفقد أي كيان سياسي القدرة على القراءة الصحيحة أو توقع السيناريوهات السيئة. http://akhirlahza.info/akhir/index.php/2011-04-07-15-00-26/2012-03-22-12-59-12/57884-2016-01-14-12-45-11.htmlhttp://akhirlahza.info/akhir/index.php/2011-04-07-15-00-26/2012-03-22-12-59-12/57884-2016-01-14-12-45-11.html
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة