حينما ولجت أمس الأول إلى داخل قبة جدي إسماعيل الولي سرت في جسدي قشعريرة.. هذا الرجل العظيم ترك أسرته وعشريته الأقربين عند منحنى النيل وتوغل في جوف الصحراء.. كان شيخ إسماعيل يحمل رسالة أن يخرج الناس إلى نور القرآن الكريم.. هنا في الأبيض مزج الشيخ ماء النيل برمال كردفان.. حينما تخرج من القبة يلاقيك منزل متصدع من شدة الإهمال كان يسكنه الرجل الذي رفع راية الاستقلال.. الشارع المؤدي لوسط الميدان سلكه الإمام المهدي بعد أن انتصر في معركة شيكان.. في مدينة الأبيض تشعر بعبق التاريخ في كل ناحية. حينما هبطنا الأبيض كان عمر أبوكير أول وجه يقابلني.. لهذا الشاب قصة إنه متمرد في مواقفه وشعره.. سلك طريقاً مع الحركات المسلحة ولكنه الآن يستقبل ضيوف الوالي أحمد هرون.. يصر على أن ندلف معه إلى مشفى القلعة ثم يحدثنا بفخر عن إستاد الأبيض في نسخته الجديدة ومسرحها الباهر.. ليس عمر وحده الذي جذبه نداء أحمد هرون «النهضة خيار الشعب».. داخل الحافلة الصغيرة كان هنالك من يفخر بأنه أنصاري سليل أسرة أنصارية.. يجلس على مقربة مني الزميل أشرف عبدالعزيز رئيس تحرير الزميلة الجريدة.. أشرف المعروف في الأواسط الإخوانية بـ«دوشكا» سجنته الإنقاذ بعد مفاصلة الإسلاميين وكادت أن تجز رأسه.. لكن دوشكا الآن يحارب إلى جانب أخيه هرون في إعمار كردفان. سر هرون أينما ذهب إنه رجل مبادر وطموح.. له قدرة عالية على التواصل مع الآخر حتى ولو كان خصماً في مقام عبدالعزيز الحلو.. قدرته في التواصل جعلته يستطيع تسويق المبادرات الجامحة.. في وقت وجيز جعل كل كردفان على قلب رجل واحد.. سينجح الوالي أحمد هرون في تغيير وجه ولاية شمال كردفان. يوم إلا قليلاً قضيته في كردفان ولكن هنالك ما يستدعي لفت انتباه الوالي هرون.. الإنفاق الزائد والنزعة نحو تمجيد الذات تتطلب رفع راية الحذر.. في بروفة الدورة المدرسية حشد الوالي هرون الناس ضحى.. طائرتان وبعض من البصات حملت نائب الرئيس ورهطاً من الوزراء ونجوم من الزمن الجميل من أمثال النقر والعجب وسانتو وحمد الريح وكيجاب وأنس البطانة وسمية حسن.. كل من واحد من هؤلاء يحتاج للتزود بالوقود قبل الوصول إلى عروس الرمال.. لكن ذات الولاية تواجه أزمات تجعل توفير القرش الأبيض لليوم الأسود أمر في غاية الأهمية. كل فضاءات المدينة تحتشد بصور أحمد هرون.. ذات المناظر رأيتها في بورتسودان في أيام الوالي إيلا.. أحياناً تجد اسم إيلا موسوماً بأمير الشرق ومرات مسبوقاً بالدكتوراة الفخرية.. في تلك الليلة أوحى هرون إلى أخيه الضو الماحي والي سنار أن يجلسه على «الككر» الذي كان يجلس عليه ملوك سنار وعلى رأسه التاج الأحمر.. رغم رمزية الخطوة إلا أن لها إيحاءات سالبة تجنح لتضخيم الذات وتكريم الوالي قبل نهاية الامتحان. بصراحة.. أخشى على الوالي هرون من البطانة التي تصور للحاكم بأنه اتي بما لم تأتِ به الأوائل.. الأبيض تحتاج إلى إستاد كرة قدم ومسرح ولكن قبل كل ذلك تحتاج إلى علاج نهائي لمشكلة المياه وترنو إلى ربطها بأمدرمان بطريق معبد يختصر المشوار الطويل إلى ما دون النصف. http://akhirlahza.info/akhir/index.php/2011-04-07-15-00-26/2012-03-22-12-59-12/57772----n.htmlhttp://akhirlahza.info/akhir/index.php/2011-04-07-15-00-26/2012-03-22-12-59-12/57772----n.html
يــا هــارون نريـــدك في محنـــة حلايــــب والفشــــقة !!!
أحمد هارون متى ما كانت السيرة عنه يضع في الأذهان صورة ذلك المواطن السوداني الأصيل .. الفريد من نوعه في قوة المواطنة المخلصة .. صاحب القيم العالية التي يحمل معاني الوطنية الصادقة .. والسودانيون يفتخرون دائما وأبدا بابن الوطن أحمد هارون .. ذلك المثل والقدوة الصالحة والنموذج العالي للمواطن السوداني .. وقد تقلصت وانكمشت أعداد البواسل الشجعان في خندق ( الإنقاذ ) ولم يبقى من الأشاوس إلا القليل أمثال المواطن الفذ أحمد هارون .. فبقدرة قادر تحولت خنادق الإنقاذ إلى بؤر من بؤر أهل المهازل والفضائح .. وبأصحاب النفوس الساقطة .. وذلك في غفلة من البشير المتخبط في أروقة الأوهام .. وكذلك في غفلة الحادبين على سيرة حزب المؤتمر الوطني .. وقبل أن يفقد نظام ( الإنقاذ ) ما تبقى في خنادقه من الرجال الأشاوس الأبطال أمثال أحمد هارون نرجو من ذلك البشير أن يكتسب صفة الحكمة ولو مرة واحدة في حياته ويسلم ملــف ( حلايب والفشقة ) لذلك المواطن الصالح أحمد هارون .. ونحن نثق في مقدرات ذلك البطل الشهم .. وهو يستطيع أن يجابه تلك الدول التي تبطن لنا الحقارة وعدم الاحترام .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة