وهكذا تتدحرج كرة الثلج المندفعة بقوة من تلقاء أزمة دارفور لتصل إلى الإساءة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من داخل بعض جامعاتنا وكأن الحرائق والتخريب والتدمير وتعطيل الدراسة الذي ظلت العناصر المتمردة التابعة لحركات دارفور تُلهب به ظهر الجامعات السودانية لم يكفِهم ولم يُشبع نزقهم وشرهم ووحشيتهم .أحكي لكم ما حدث في جامعة زالنجي عاصمة وسط دارفور قبل أن أنتقل إلى ما حدث في جامعة القرآن الكريم التي أُحرقت مبانيها قبل نحو شهر مما سأورد بعض تفاصيله بعد قليل، وقبل أن أخوض في هذا الشر الوبيل المعروف بتمرد دارفور والذي ضرب التعليم الجامعي في مقتل.لا أجرؤ على ذكر ما تلفَّظ به بعض طلاب أحد التنظيمات الدارفورية يُسمى بالجبهة الشعبية المتحدة في جامعة زالنجي فقد قامت إحدى الطالبات خلال نشاط طلابي بسب الرسول صلى الله عليه وسلم وطالبت بمحاكمته أمام محكمة الجنايات الدولية.. تخيلوا !إدارة الجامعة بدلاً من أن تؤدب تلك الطالبة وتقيم عليها الحد قبل أن تفصلها وكل من يساندونها من ذلك التنظيم المارق لم تفعل غير أن طالبت التنظيم بالاعتذار فرفض باعتبار أن ذلك يدخل في نطاق حرية التعبير !قامت إدارة الجامعة بتعليق نشاط ذلك التنظيم الذي رفض القرار وتمادى في مواجهة القرار، فقامت الجامعة بفصل 19 طالباً لمدة عام دراسي بموجب اللوائح التي تحكم النشاط الطلابي، فما كان من طلاب ذلك التنظيم إلا أن عمدوا إلى إحراق بعض المنشآت وإتلاف الممتلكات والتعدي على الطلاب والعاملين.في نفس الأيام، وفي قلب الخرطوم انفجرت أحداث العنف في جامعة القرآن الكريم من بعض الفصائل الدارفورية المسلحة وأحرقوا عدداً من المنشآت التي كان من بينها بعض قاعات الدراسة وعمادة شؤون الطلاب والأثاثات المكتبية بالجامعة مع الاعتداء على الأساتذة والطلاب والموظفين وتجاوزت الخسائر الملياري جنيه.. السبب هذه المرة هو ذات السبب الذي أشعل جامعة بحري قبل أشهر ونفس السبب الذي أشعل جامعة أم درمان الإسلامية وعدداً من جامعات الخرطوم وشندي والجزيرة وغيرها.في معظم تلك الأحداث تُغلق الجامعة نتيجة للاضطرابات المصاحبة لتلك التمردات التي يتسبب فيها حفنة من الطلاب لكن الاغلاق يخسر جراءه كل الطلاب الذين كثيراً ما يفقدون أشهراً وأحياناً عاماً كاملاً من أعمارهم.الغريب في حريق جامعة القرآن الأخير أن ثلاثة ممن اعتقلوا بعد ثبوت ضلوعهم في الحريق خريجون من نفس الجامعة وهناك ستة آخرون خريجون من جامعات الخرطوم والإسلامية والنيلين الأمر الذي يثبت ما كان معروفاً من تسييس لقضية الرسوم الجامعية في توتير الأجواء والمناخ الأكاديمي لخدمة الأجندة السياسية لتلك الحركات!على وزارة التعليم العالي بل على رئاسة الجمهورية أن تجد حلاً ناجعاً وحاسماً لقضية إعفاء طلاب دارفور من الرسوم الجامعية بحيث تعالج هذه القضية بعيداً عن الجامعات وتتولى جهة خارج الجامعة مثل السلطة الانتقالية لدارفور أو السلطات الولائية المعنية أمر سداد الرسوم وتسليم الطالب المعفى إيصال السداد ومن شأن هذا الحل أن ينهي حالة عدم الاستقرار التي تحدث في التعليم الجامعي جراء أزمة دارفور التي باتت تُستغل من قبل الحركات المتمردة ومن التنظيمات والأحزاب والقوى السياسية التي تسعى على الدوام وبصورة لا أخلاقية عما يوتر الأجواء من خلال إحداث الاضطرابات السياسية.ليس من مصلحة التعليم الجامعي أن يشعر طلاب الولايات الأخرى بالضيق من ممارسات بعض طلاب دارفور فذلك مما يؤثر سلباً على تماسك النسيج الاجتماعي وينشئ جفوة ينبغي أن يسعى الجميع على تلافيها.http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=8767http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=8767 أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة