تأمُلات[email protected]· بدا الرئيس البشير غاضباً من الإعلام.· وأستهجن المشير خلال لقائه ببعض رؤساء تحرير الصحف السياسية الهجوم على وزير ماليته بدر الدين محمود، مؤكداً أن ميزانية العام القادم خالية من أي عجز!· ومثلما أبدى الرئيس غضبه من الإعلام، يبدي شخصي الضعيف استغرابه ودهشته من غضبة الرئيس.. فجل كتابنا السياسيين ( باستثناء قلة قليلة) يفعلون ما تريدونه منهم تماماً حتى وإن لبس بعضهم ثوب الناقدين والمعارضين لبعض سياسات حكومتكم.· والناظر للصورة التي جمعت الرئيس وبجواره والي الخرطوم وبعض رؤساء تحرير الصحف سوف يلاحظ - بقليل من التمعن- أن بعضهم وقف أمام الرئيس وكأنه تلميذ مدرسة ابتدائية فماذا تريدون أكثر من هذه الطاعة ونظرات الإعجاب التي تنعكس دائماً في الكتابات بالطبع؟!· ودعك يا فخامة الرئيس من ميزانية العام القادم وما إذا كانت خالية من العجز أم مليئة به، فهذا ليس ما أغضب الناس لأن تكذيبكم للأرقام صار أمراً عادياً جداً.· لكن قل لنا ما هو رأيكم في وصف وزير ماليتكم لكافة أبناء الشعب السوداني بأنهم عطالى ومجرد أناس استهلاكيين تسببوا بذلك في تدمير اقتصاد البلد؟!· وهل هناك مسئول غير وزير المالية عن عطالة الشعب إن سلمنا بأنه شعب عاطل فعلاً؟!· لو كان كل رؤساء تحرير وكتاب صحفنا السياسية يغضبونكم يا فخامة الرئيس لقال لك أحدهم حين عبرت عن غضبك من الصحافة : " قبل أن تغضب منا كإعلاميين يجب أن تغضب من وزراء حكومتكم الذين يثيرون سخط الناس بإساءات متكررة وفي غير محلها.· فهل قال لك أحد رؤساء التحرير كلاماً من هذا القبيل خلال اللقاء؟!· قلت في مقال الأمس - الذي أردته أن يكون الأخير حول قرار تعيين مساعد مدرب الهلال- أن الأيام كفيلة بالإجابة على السؤال الكبير حول الاختيار المفاجيء لهيثم بعد أن كان رئيس الهلال يفكر في أسماء أخرى لم يكن من بينها من وقع عليه الاختيار.· وبعد أقل من ساعتين من ارسال مقال الأمس وصلتني الإجابة من مصدر عليم وديناميكي، وأتمنى ألا يكون ما أكده لي صحيحاً.· تقول الإجابة أن شخصية سيادية كبيرة هي التي فرضت على الكاردينال ( رئيس نادي الحركة الوطنية ) تعيين هيثم في منصب مساعد المدرب.· أتمنى ألا يكون ذلك صحيحاً، لأنه لو صح فمعنى ذلك أن رئيس الهلال الذي وصفناه في المقالين السابقين بـ ( الدكتاتور) لا يملك من أمره أو أمر هلال الملايين شيئاً.· وأرجو ألا تزعلوا من الحكومة أو الشخصية السيادية التي فرضت هيثم على رئيس الهلال فهؤلاء أهل السلطة، ولم يعد هناك في عالم اليوم من يمنح الآخرين هبات مجانية.· وطالما أن جل الشعب مذعن لرغبات وأهواء ونزوات وقرارات رجال السلطة الطائشة فمن حقهم أن يتدخلوا في أصغر تفاصيل (نادي الحركة الوطنية) الذي كثيراً ما رددنا أن تسليم أهله واذعانهم لجملة من الأمور أكد منذ زمن أنه لم يعد كذلك.· لكننا نلوم الجميع في غباء فكرة الإخراج.· فبدلاً من نشر خبر يقول أن رئيس الهلال قام بتعيين فلان في منصب مساعد المدرب، كان من الممكن أن يجتمع المجلس اجتماعاً صورياً كعادة أعضائه في الآونة الأخيرة ليخرج علينا بعد ذلك أمينه العام أو ( المنسق الإعلامي) للنادي ببيان مقتضب يقول مثلاً: " بعد نقاش حاد ومستفيض واختلاف في الرؤى قرر المجلس بغالبية أعضائه ( أو رجحت كفة الرئيس) تعيين هيثم مصطفى مساعداً للمدرب كافالي، وذلك تقديراً لظروف الفتى ورغبته في العودة لحظيرة النادي الذي ارتدى شعاره على مدى 17 عاماً.. وهي محاولة من المجلس لطي صفحة الخلافات بين الأهلة، رغم علم أعضاء المجلس التام بأن القرار لن يرضي كافة الأطراف لكنها محاولة، وإن لم نصب فسيكون لنا أجر هذه المحاولة".· كان من الممكن أن يخرجوا الأمر بهذه الصورة مثلاً.· لكن يبدو أن ( الهرشة) كانت أشد من ( هرشة) قضية الانسحاب لذلك لم يستطع رئيس الهلال الانتظار ولو للحظة فنفذ على الفور.· وربما أنهم لم يفكروا في بيان بهذا الشكل خوفاً من الوقوع في المحظور ( الكذب).. أصلاً مجلس الهلال (صادق) في شفافيته مع الجماهير ولم يحدث أن كذب عليها!! أليس كذلك!!!· إن صح الخبر أعلاه فالمصيبة ليست مصيبة المجلس وحده.· بل هناك مصائب ستقع على رؤوس الكثيرين.· أولهم بعض الزملاء الذين ظلوا يحدثون الناس خلال الأيام الفائتة عن ( قرار تاريخي وشجاع) لرئيس النادي بإعادة هيثم لحظيرة البيت الأزرق كمساعد للمدرب!· برضو تاني حا تكتبوا عن هلال الحركة الوطنية وقائد ثورات التصحيح؟!· ومصيبة مناصري هيثم من جماهير الهلال كبيرة، فبعضهم يرون أن الفتى صمد وأنه مؤمن بالقدر والنصيب ولهذا صبر ونال في نهاية الأمر.· وصحة الخبر ستنفي صفات الصمود والكرامة، لأن القبول بقرار فوقي يُفرض على رئيس الهلال ومجلسه يُسمى ( لزوجة).· صراحة – إن صح الخبر- سأخجل لهيثم كثيراً كلما تذكرت تلك الصورة التي جمعته بالكاردينال وهو يصافحه داخل منزله سعيداً بقرار عودته رغم أنه يعلم بأن القرار مفروض على الكاردينال نفسه وأن لقطة المصافحة لم تكن سوى مشهد صغير في تمثيلية ( بايخة).· سأخجل له رغم أنني القائل في مقالي قبل الأخير أن هيثم ملك التمثيل!!· وأنني باركت له في ذات المقال انتصار الزيف على الحقيقة!!· من واقع ما نراه ونتابعه منذ فترة ليست بالقصيرة لا أستبعد صحة خبر مصدري الموثوق، بل أرجح صحته بنسبة تفوق التسعين بالمائة وبي كده قد يكون (جاب الرايحة).· قلنا من زماااااااااان شوفوا لينا حاجة غير اكليشيه " هلال الحركة الوطنية" ده لكن لم يرق لكم الطلب.· حتى في الكورة هناك( تعتيم) وبرضو الرئيس البشير زعلان من الإعلام.· نرضيك كيف يا فخامة الرئيس! قول لينا بس ونحن حاضرين. أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة