تأمُلات[email protected]· حدث التحول في لهجة، أسلوب ومانشيتات بعض صحفنا بأسرع مما توقعت.· خلال24 ساعة من إصدار خبر حل الأزمة وبيان مجلس الهلال الهزيل صار التركيز أكبر على "مطابقة السيستم" و" اكمال إجراءات فلان من المحترفين وانتظار بطاقة علان"!· يحاولون بسرعة البرق دفع الجماهير دفعاً لكي تنسى أن هناك قضية أهدروا فيها زمنهم الثمين ودفعوا أموالهم في سبيل متابعة مستجداتها.· هكذا بكل بساطة بعد أن خرجت الجمعية العمومية بقرارات تبعها بيان رئيس الهلال الرافض ( قولاً) لتلك القرارات، ليعقب ذلك اللقاء القصير جداً مع نائب رئيس الجمهورية بكري حسن صالح.. هكذا بكل بساطة يريدون تغييب الجماهير مجدداً و( خمها).· قبل أن نرفع القبعات لمجلس الهلال إن كان هناك سبباً لرفعها كما يرى البعض – ولو قبلنا بهذا التعبير الدخيل- قبل ذلك علينا أن نتساءل كبشر يقرأون ويفكرون ويحللون، لا كخراف تسوقها بعض الأقلام وثلة من الإداريين إلى حيث يشاءون.· لن تنطلي علينا العبارات المعسولة مثل " استقرار الموسم الرياضي القادم" و"نهضة الكرة السودانية".. الخ الكلام المستهلك الذي بات مملاً لأبعد الحدود.· التفكير في استقرار الموسم ونهضة الكرة لا يسقط على المرء هكذا بين عشية وضحاها.· قبل أن يحل أي موسم كروي لابد أن الجميع يدركون أن الاستقرار مهم لنهضة الكرة وكان على أعضاء مجلس الهلال أن يفكروا جيداً قبل أن يتصرفوا ويجروا الجماهير والإعلام معهم إلى معركة لم يكونوا قدرها.· بدأت الأزمة بمخالفات وانتهاك واضح للقانون.. هذا أمر لا خلاف حوله.· اختار نادي الهلال الصعب وقرر أن ينسحب من كافة مسابقات اتحاد الكرة إلى حين أن تتحقق له عدة مطالب أهمها حل اتحاد الكرة واجتثاث الفساد وتصحيح الأوضاع المختلة في هذا المجال باعتبار أن الهلال رائد تقع على عاتقه مسئوليات كبيرة.· وأكدوا مراراً أن الهلال بوصفه نادي الحركة الوطنية لابد أن يضحي من أجل تصحيح هذه الأوضاع.· فما الذي حدث بعد ذلك؟!· أصر الاتحاد على موقفه، ثم ألحق ذلك بإيقاع بعض العقوبات على رئيس الهلال وسُحبت من النادي نقاط المباريات التي لم يلعبها.· ثم بعد محاولات الجودية تم ( لملمة) الموضوع في البرلمان وخرجت الجمعية العمومية ( المضروبة) بقرارات لم تكن طرفاً في صياغتها.· رفض مجلس الهلال تلك القرارات وأصدر بياناً شديد اللهجة أكد فيه استمرارهم في الانسحاب من بطولات الاتحاد مع بداية الموسم الجديد.· وقال رئيس النادي في ذلك البيان أنهم ماضون في قضيتهم حتى النهاية.· وفجأة ودون مقدمات طويلة اجتمع نائب الرئيس بأطراف الأزمة لمدة عشر دقائق أو أقل لنطالع خبر حل الأزمة بشكل نهائي.· يبدو أن اجتماع النائب الأول كان بمثابة رد سريع وحاسم على بيان رئيس الهلال الأخير.· فيما كان رد نائب رئيس الهلال بالانصياع التام أسرع بتأكيده خلال أنهم في الوسط الرياضي قد استفادوا كثيراً من الأزمة وخرجوا منها بالكثير من الدروس والعبر!!· استوقفتني عبارات نائب رئيس الهلال دون غيرها لأن ما يهمني في هذا المقال هو موقف مجلس الهلال.. وقد بدا لي نائب رئيس الهلال وكأنه يريد أن يقول لنائب رئيس الدولة ( لقد تأدبنا سعادتكم ولن يتكرر منا مثل هذا الموقف).· فأي دروس استفدتموها في الهلال يا نائب رئيس النادي وأنتم تقدمون الوعود الكاذبة اليوم لتأتون بما يناقضها غداً!!· وبعد ساعات قليلة من لقاء نائب الرئيس السوداني، ويوم واحد من بيان رئيس الهلال أصدر المجلس بياناً مغايراً تماماً حدثونا فيه عن رغبتهم في الاستقرار وفتح صفحة جديدة وبدء الموسم القادم بشكل مختلف !!· لم يحترمنا بيانهم الجديد ولو شكلاً بمجرد إشارة عابرة لبيان سبقه لم يجف حبره حتى لحظة إصدار البيان الأخير.· معقولة بس يا أخوانا نقبل بمثل هذه التحولات السريعة في المواقف إلى هذه الدرجة!· في السابق كان هناك تحسب للمواقف وردة الفعل لذلك ما كانت التحولات تحدث بهذه السرعة.· أما الآن وبعد أن تم ترويضنا فيما يبدو وصرنا شعباً لا حول له ولا قوة لم يعد هناك ما يستوجب مراعاة المشاعر.· بات علينا أن نقبل التحول بمائة ثمانين درجة ولو بعد دقيقة فقط من الموقف الأول.· لكل منا طريقة تفكيره ونظرته للأمور.· لذلك نجد من يرون أن مجلس الهلال حرك المياه الساكنة بموقفه الأخير، وأنه حقق العديد من المكاسب.· لكن بالنسبة لي شخصياً يبدو مثل هذا الحديث شكلاً من أشكال ( العبط) وليعذرني أصحاب هذه الفكرة.· فمجلس الهلال لم يحرك المياه الساكنة ولا يحزنون.· ففساد اتحاد الكرة ظهر للجميع منذ سنوات وليس الآن.· وفشل ضباط هذا الاتحاد في ادارة الكرة في البلد ليس بالأمر الجديد.· وذبح القانون لم يكن وليد البارحة.· وحتى إن افترضنا أن الناس لم يكونوا على دراية بكل ذلك وانتظروا من يلفت نظرهم له، فلا يمكن أن يتم ذلك بانسحاب لا يجني منه الهلال سوى تقديم بطولتين على طبق من ذهب للغريم.· هذا كلام عديم المعنى تماماً بالنسبة لي.· فمن يريد أن يحرك المياه الساخنة ويلفت النظر لبعض المخالفات لابد أن يتأنى ويحسب مواقفه جيداً ويستخدم أوراقة المناسبة لذلك.· أما أن ينسحب المجلس من كافة بطولات الاتحاد ويؤكد في بيانه أنه ماضِ في هذا الموقف إلى أن يتم حل الاتحاد ويُجتث الفساد، ثم يتراجع عن ذلك بـ ( هرشة) من أهل السلطة فهذا ما لا يمكن لعقلي أن يقبله.· كيف يصعد مجلس إدارة نادِ بحجم الهلال الأمور بدرجة لا يقوى على الثبات معها ثم نأتي لنقول أنهم حركوا المياه الساكنة ولفتوا النظر للمسكوت عنه؟!· هما موقفان لا ثالث لهما.· إما أن تكون صاحب مبدأ وحين تتخذ موقفاً تصر عليه حتى النهاية مهما كلفك ذلك.· أو أن تستمر في نشاطك العادي مع مناهضة ما تراه ظلماً ومحاباة بوسائل مختلفة دون ذلك التصعيد الخطير.· وإن سلمنا جدلاً بأن القصد كان تحريك المياه الساكنة فقد أكد لنا المجلس على انعدام الحكمة بين رجاله وأثبتوا أنهم غير مؤهلين لإدارة نادينا الكبير.· ثم أن ما جري من جلسة في البرلمان وجمعية عمومية نفذت ما أُملي عليها واجتماع ( الهرشة) للنائب الأول.. كلها أمور زادت الأمور سوءاً وأكدت على الانحياز الفاضح للجودية والهرجلة وتغييب القوانين.· فعن أي انجازات تتحدثون؟!· علينا أن نعترف بأن هذا المجلس هزيل وضعيف وجاهل بالقوانين وغير جاد في انفاذها وبه مرضى شهرة وضجيج فارغِ وأصحاب مصالح ذاتية يحققونها عبر الهلال.· قلت منذ اليوم الأول أن المشكلة ستُحل بجلسة لا تتعدى دقائق معدودات في أحد الأروقة السلطوية، وقد كان.· لا يهمني تحقق ما توقعته، بقدر ما يعنيني أن نتعلم من الدروس الكثيرة ونكف عن تكرار أخطائنا بهذا الشكل المخجل.· في كل مرة يصدر المجلس البيانات اللاهبة للتتعاطف معها جماهير النادي والإعلام الأزرق ويتحمس الجميع ويبدأون في ترديد كلام كبير من شاكلة الهلال هو كبير الأسرة الرياضية ونادي الحركة الوطنية القادر على تصحيح الأوضاع وفرض هيبة القوانين.· هو كلام لا نختلف حوله كثيراً.· فقد كان الهلال في وقت مضى كبير الأسرة فعلاً ونادي المبادئ والحركة الوطنية.· لكنه لم يعد كذلك منذ سنوات.· وفي عهد الكاردينال زاد الأمر سوءاً.· وحين كنا نردد أن اختيار الكاردينال لهذه الشخصية أو تلك خطأ كبير لا يفترض أن نسلم به، كنا نسمع الكلام الخائب المعهود " الرجل يدفع ومن حقه أن يختار من يختاره".· وها هي النتيجة ماثلة أمامكم.. موافق هزيلة وتذبذب وضياع للحقوق.· ما حققه مجلس الهلال لأخوتنا في المريخ في أسبوع واحد ظل مجلس الوالي يحاول تحقيقه على مدى سنوات طويلة.· طوال فترة رئاسة الوالي للمريخ ظفر النادي بكأس الممتاز لمرات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.· فإذا بمجلس الكاردينال يقدم لهم لقبين في أيام معدودة دون أن يبذل لاعبوهم الجهد أو يسكبون العرق من أجلهما.· أفبعد كل ذلك تريدوننا أن نقنع أنفسنا بأن مجلسنا حقق انجازات من موقف الانسحاب!!· كل شيء صار مقلوباً في سودان اليوم.· وهناك من يسعون عن عمد لخلط المواقف وارباك الناس.· حتى الزملاء الكتاب يربكون بعض قرائهم.· وما لم تملك قدراً وافراً من الحصافة والذكاء وتفكر بعمق وتروِ يصعب عليك أن تميز بين من يوالي السلطة ومن يناهضها.· فالموالي يلبس ثوب المعارض من أجل ارباك أهل السودان.· تحليلي الذي أتمنى أن يكون ( شطحة) هو أن البعض قد زُرعوا عمداً في نادي الحركة الوطنية ( سابقاً) بغرض الترويض.· كأنهم يريدون أن يقولوا للأهلة " لا تصدعوا رؤوسنا بمثل هذا الكلام الذي لم يعد له محل من الإعراب".· ومثلما حدث مع المريخ نحن قادرون على تحويلكم أيضاً إلى نادي حكومة.· لذلك سمحوا للبعض بشغل مناصب أكبر منهم في هلالنا العظيم.· ولأننا نعيش في عصر الارباك وجدنا دائماً من يضغطون للقبول والتسليم بالتغييرات نحو الأسواء في نادينا واحداً تلو الآخر.· ومن يعلم فربما يكون الكاردينال نفسه مدعوماً من السلطة لتنفيذ مخطط تحويل الهلال من نادي حركة وطنية إلى نادي حكومة كامل الدسم. أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة