|
Re: كفانا هواناً أمام مصر ! بقلم الطيب مصطفى (Re: الطيب مصطفى)
|
الرجـــــــــــال وأشبــاه الرجــــــــــــال : في وقت من أوقات الخمسينات في القرن الماضي توترت العلاقات بين مصر والسودان ،، فقامت الحكومة المصرية باحتلال جزء من ( حلايب ) السودانية ،، وعندها وصل الرئيس السوداني ( عبد الله بك خليل ) الذي وقف في الجانب السوداني من ( حلايب ) ثم أخرج مسدسه وأطلق رصاصة في الهواء ثم قال : ( نحن أول من يطلق الرصاصة في حلايب دفاعاَ عن حقوقنا ) ،، وعندها سحبت الحكومة المصرية جيوشها من ( حلايب ) ،، وذلك ليس خوفاَ من الجيش السوداني أو الحرب ولكنهم بذكاء شديد كانوا يدركون أن الدخول في حروب مع السودان في ذلك الوقت سوف تفقدهم الكثير من الأرضيات ،، وخاصة في موضوع إنشاء السد العالي الذي كان يمثل الأمل الكبير للحكومة والشعب المصري ،. وحدوث الحرب بين السودان ومصر في ذلك الوقت كان يعني تعطيل الكثير من المشاريع الطموحة في مصر .. وبالرغم من كل ذلك فإن المصريين كانوا يضمرون ويؤجلون موضوع حلايب لمستقبل السنوات .
وفي يوم من أيام البشير جاء السيسي لمنطقة حلايب ووقف هنالك وقال : ها أنا هنا فوق أرض مصرية لأخاطب مواطنين مصريين فالذي يدعي أن أرض حلايب تابعة لدولته فليستجرأ ويخاطب الناس هنا . فسكت البشير ولم يتجاوب مع التحدي ،، بل سافر لمصر ليبايع النظام الديكتاتوري ،، فشتان بين موقف الرجال ( الرئيس البطل عبد الله بك خليل ) وبين موقف أشباه الرجال ( الرئيس السوداني الحالي عمر حسن البشير ) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الأذكيـــــــــــاء والأغبيــــــــــــاء : عندما كانت حكومات مصر تتفاوض مع حكومات السودان بعد الاستقلال في موضوع التوصل مع السودان لحلول مرضية في شأن إنشاء السد العالي كانت الحكومات السودانية بقيادة عقول مدنية عالية تضع الشروط العادلة التي تنصف الجانب السوداني في كل صغيرة وكبيرة ،، فكانت تلك الشروط العادلة التي عطلت المشروع المصري الكبير لسنوات وسنوات ،، وبالتالي كانت تفشل كل المحاولات المصرية مع الحكومات السودانية المدنية ،، وبالتالي كانت الحكومات المصرية تترقب الفرصة المناسبة .
وتجلت تلك الفرصة المناسبة في عهد حكومة ( عبود ) العسكرية ،، تلك العقول العسكرية الضحلة التي دخلت في مفاوضات مع الحكومة المصرية بشأن السد العالي ،، فقبلت الزمرة العسكرية السودانية بشروط مجحفة للغاية أضرت بالسودان ،، ومن خلالها فقدت السودان المساحات الشاسعة التي غمرتها مياه السد العالي ،، كما أن السودان تكبد الملايين والملايين في شأن تعويض وترحيل أكثر من نصف مليون سوداني من أبناء النوبة بالشمالية إلى منطقة خشم القربة . وهنا تتجلى مقدار المساحة بين تلك العقول المدنية العالية للحكومات المدنية وبين تلك العقول الضحلة البسيطة للحكومات العسكرية ،، وذلك الوزر يتحمله حزب الأمة الذي سلم الحكم المدني للزمرة العسكرية ،، كما أن فوراق الأذكياء والأغبياء تجلت في تناول ومعالجة الحكومات المصرية لموضوع إنشاء السد العالي وبين ضحالة الحكومة السودانية العسكرية .
وتلك السيرة ما زالت تجري بنفس المنوال حيث الأغبياء وأشباه الرجال .. وحيث الرجال وفطاحل العقول .. ويا عجباَ من أهل السودان !!!!! .
| |
|
|
|
|