*بغض النظر عن كافة التحفظات التي يعامل بها الدين في هذا العالم فلا توجد صلة مشتركة بين الدين واليأس وفقدان الأمل، فالإنجيل هو أخبار سارة والاخبار السارة تزيل اليأس كما يزيل شروق الشمس ويغطي ظلام الليل وضبابه. *إن زهرة اللوتس المعروفة هي واحدة من رموز الفكر الديني لدى الهنود. والمعنى الذي يحمله ذلك الرمز هو كالآتي: إن العقل لينمو في داخل جسد الإنسان تماما كما تنمو زهرة اللوتس في الطين حتى تخرج إلى سطح الماء ولا أثر للطين أو البلل بها، كذلك العقل يطور من خصائصه بعد أن قاوم تيار العاطفة والجهل. ويتحول ما في الاعماق المظلمة إلى رحيق زهرة اللوتس النقي. *{لا يوجد شبح من الاشباح ههنا..، لا يوجد أحد عدانا الاثنين وواحد آخر. ولاشك في أن الثالث هو بيننا الاثنين في هذه اللحظة } - من هو؟ من هناك؟ من هو الثالث؟ - هكذا ظل إيفان فيودوروفيتش يتحدث في رعب وهو ينظر فيما حوله ويبحث في لهفة في كل الأركان عن أحد ما. ثم إذ هو يقول:{الثالث هو الإله .. إنه هنا بجانبنا لكن لا تبحث عنه فلن تراه}. - من رواية الإخوة كرامازوف لديستوفسكي. الإشارة لذلك واضحة جلية في القرآن الكريم :{ألم تر بأن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم} - صدق الله العظيم _ الآية 7 من سورة المجادلة. *لماذا تبلى الشعارات السياسية بكثرة الاستخدام، فكأننا نسمع، حين نسمع صوت الآذان أو أجراس الكنائس وهي تقرع منذ عدة قرون نسمعها لأول مرة. فهل لتلك الأصوات نفس خاصية ''الحدث الطبيعي'' كشروق الشمس الذي لا يذبل جماله وبهائه ابدا. *إذا كانت الصلاة الحقيقية هي صلاة الداخل وليس صلاة الخارج أي صلاة الروح وليس الصلاة الطقوسية فإنني أكثر ما أكون صلة بالله وأنا انظر في جمال خلقه تعالى في الطبيعة الحية. لقد شاهدت يوما برنامجا وثائقيا تلفزيونيا وفيه عرض للحياة الغريبة لطيور المناطق المدارية وتعايشها مع الزهور وكل بهاء العالم الحي. وقد ظلت الكاميرا تنتقل من زهرة إلى أخرى فتركز على كؤوسها، ثم تنتقل مع البذرة في طيرانها مع الريح. عندها احسست بقربي من الله سبحانه وتعالى أكثر من أي وقت آخر حتى وقت الصلاة - فالصلاة قد تؤدى في بعض الأحيان بصورة رتيبة وميكانيكية - فأعجبت أيما إعجاب بخلق الله وبذلك البرهان الناصع على إعجاز خلقه وأنه الخالق الباريء. لقد كتب تورجنيف يوما يقول:(أنظر كيف تنظر إلينا الزهور بأعينها البريئة) إن تلك الشهادة الصامتة بدون كلمات هي التي تشدني وتجذبني وتدهشني أيما دهشة. نعم ثمة شيء لطيف وغير ضار وهو يمس المشاعر مسا في نظرة ''الزهور هذه فأن كانت الصلاة هي صلاة الروح وليست صلاة الكلمات والحواس فقد ''تكاثفت'' صلاتي أثناء ذلك البرنامج التلفازي. *** اللهم ارحم كاتب كتاب: «طريقي إلى الحرية ـ مذكرات من سجن فوجا ـ 1983 ـ 1988م» راحلنا علي عزت بيقوفيج رئيس البوسنة، الذي اعدكم عزيزاتي القارئات وأعزائي القراء بمواصلة اقتطاف بعض من كلماته وتأملاته لأهديها إليكم من حين لآخر. mailto:[email protected][email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة