|
الفيل الذي لا يراه الأبالسة ؟ بقلم ثروت قاسم
|
02:33 AM Jul, 31 2015 سودانيز اون لاين ثروت قاسم- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
Facebook.com/tharwat.gasim mailto:[email protected]@gmail.com
1- الرئيس البشير لا يحب ان يرى فيل المحن الذي في الحجرة ؟
في يوم الأثنين 27 يوليو 2015 ، ومن نواكشوط ، أكد الرئيس البشير إن :
+ ( التمرد في دارفور انتهي إلا مجموعة صغيرة لعبد الواحد حصرت نفسها في مدخل في جبل مرة ) ،
+ ( إن السودان استطاع ان يعبر أسوأ المراحل علي المستوي الاقتصادي بسبب انفصال الجنوب... ومستمر في تحقيق التنمية والاستقرار) .
زيرو مشاكل في السودان ، بحسب آخر تصريح للرئيس البشير ؟
كيف تتوقع المعارضة من الرئيس البشير ، الحاكم بأمره في حكومة المنافقين والمتتوركين القبائلية ، وهو يقول ويؤمن بهذا الكلام ، ان يقدم التنازلات اللازمة لإجراء حوار وطني جاد بمستحقاته ، وصولاً للسلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل ؟
ينظر الرئيس البشير إلى الحقائق وهي تمشي على الأرض ، ولا يحب ان يراها ، بل ينكرها نكران قوم موسى لآيات ربه التسعة المُبصرة ومنها العصا الثعبان واليد البيضاء كما جاء في الآية 14 في سورة النمل :
( وجحدوا بها ، وإستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً ... ) .
أنكر قوم موسى الآيات التسعة وجحدوا بها ظلماً وتكبراً ، رغم إنهم رأوها راي العين ، وإستيقنتها انفسهم . ولكن ألم يتدبر الرئيس البشير مآلات قوم موسى :
( فأنظر كيف كان عاقبة المفسدين ؟ ) .
2- فيل المحن القابع في الحجرة والذي لا يراه الرئيس البشير ؟
نُذكر ، فالذكرى تنفع المؤمنين ، بفيل المحن السودانية القابع في الحجرة ، والذي لا يراه الرئيس البشير ، وللأسف لا يراه سكان المدن في الشريط النيلي ، فنقول :
في يوم الأثنين 20 يوليو 2015 نشرت منظمة مشروع تقييم القدرات الدولية ومقرها في جنيف ( سويسرا ) :
The Assessment Capacities Project ACAPS ))
تقريرها السنوي الذي صنف السودان في قائمة الدول التى تعانى من أسوأ الأزمات الانسانية فى العالم . نورد بعض الإحصائيات الكارثية التي وردت في تقرير المنظمة عن السودان :
+ أوضحت المنظمة ان اكثر من 6 مليون سودانى يعانون المجاعة ،
+ اكثر من مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد والشديد ( اسم الدلع للمجاعة ) ، + اكثر من 3 ملايين طفل سودانى (5- 13 سنة ) خارج المدارس ( فواقد تربوية ) ،
+ أكثر من 11% من السودانيين ليس لديه امكانية الحصول على مياه شرب نظيفة ،
+ يوجد اكثر من 3 مليون سوداني من النازحين داخل السودان بخلاف اللاجئين خارج السودان .
هل كنت تعرف يا حبيب هذه الإحصائيات الكارثية عن السودان قبل قراءة تقرير المنظمة الدولية المحترمة المذكور اعلاه ؟ بالطبع الإجابة بالسلب ، للتعتيم الإعلامي بل التشويه المُمنهج للحقائق الذي تمارسه مؤوسسات نظام الإنقاذ . مثلاً هل كنت تعرف بوجود أكثر من 3 مليون طفل سوداني خارج المدارس كفواقد تربوية ، ووجود أكثر من 6 مليون سوداني في حالة مجاعة ؟
وفي تدحرج آخر للأبالسة في سلم المخازي والفظائع الأخلاقية ، وكتوكيد لهذه الإحصائيات المذكورة آنفاً ، وفي يوم الأثنين 27 يوليو 2015 ، وضعت إدارة اوباما سودان الأبالسة على قائمة الدول التي تمارس ( الإتجار بالبشر ) ، والعبودية العصرية ، وتستخدم الأطفال كجنود حاملي سلاح في النزاعات المسلحة ، الأمر الذي ترفضه الشرائع السماوية والارضية وحقوق الأنسان .
وفي نفس يوم الأثنين 27 يوليو 2015 ، وضع المنتدى الاقتصادي الدولي ( دافوس - سويسرا ) السودان ضمن عشرة دول اعتبرها الأخطر عالميا على سلامة الأفراد وقابلية لوقوع أعمال عنف ؟
وفي تراكمية كارثية اخري ، وفي يوم الأربعاء 22 يوليو 2015 ، صرحت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، كريستوس ستايليانيدس، إن الأوضاع الإنسانية في السودان ، وبالأخص في دارفور والمنطقتين ( تسير من سيئ الى أسوأ ) ، واكدت زيادات مهولة في أعداد اللاجئين والنازحين ، قبل أن تعلن عن مساعدات أضافية بمبلغ 4 ملايين دولار ، لمجابهة الوضع الكارثي الجديد !
في النتيجة ، وهذه الإحصائيات من منظمات دولية محترمة ، تتكلم عن نفسها ، وينكرها ولا يعترف بها نبلاء الإنقاذ الذين أخذتهم العزة بالأثم ، لا نجد ما نردده غير الآية 14 في سورة النمل ، فهي تختزل وتجسد حالة الإستنكار والإستكبار التي تتلبس نبلاء الإنقاذ :
( وجحدوا بها ، وإستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً ... ) .
كيف يتوقع قادة المعارضة من مثل هؤلاء الجاحدين أي تنازلات في أطار حوار وطني جدي وتوافقي بمستحقاته يقود للسلام الشامل العادل والتحول الديمقراطي الكامل ؟
3- فلسفة حكومة المنافقين ؟
ونزيدكم كيل بعير ، ونذكركم بما قاله في هذا السياق ، الأستاذ علي عثمان محمد طه ، عراب النظام من منازلهم ، الذي أكد في مطلع يوليو 2015 ، إنه لا خمسة أعوام ولا خمسين عاماً تحت ظل حكم نظام الإنقاذ ستؤمن للناس قفة الملاح . قال إن تأمين قفة الملاح ليس من شأن نظام الإنقاذ ، ولا يجب أن يكون هو الهدف ، بل الهدف هو رسالة المشروع الإسلامي . أن المطلوب ، حسب الأستاذ علي ، هو أن يغرس نظام الإنقاذ في المواطن الروح التي جاء بها النبي (ص) ليتحمل الناس الصعاب!!
تامين قفة الملاح للمواطن السوداني ليس من واجبات نظام الإنقاذ ، بل يمكن ترك المواطن السوداني لكي يعتمد على إغاثات المعونة الأمريكية الإنسانية ، او يموت جوعاً ، مادام هذا المواطن مُستعصم بالتوجه والمشروع الحضاري للنظام ، ومتمسك بدينه الإسلامي الحنيف ( دين بدون طعام ؟ ) . نسي الأستاذ على عثمان الآية 4 في سورة قريش التي جعلت من الإطعام من جوع اول مهام الحكم الرشيد ، والتي من الله بها على عباده :
( الذي أطعمهم من جوع ... ) .
الأ يذكرك الحديث الملولول لعراب النظام ، الأستاذ علي عثمان ، بأصحاب السبت من اليهود في القرية التي كانت حاضرة البحر ، والذين كانوا يغشون أنفسهم ويحسبون أنهم يغشون العلي القدير كما جاء في الآية 163 في سورة الأعراف :
( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) .
نعم ... لا يتذكر الأستاذ علي عثمان مآلات اصحاب السبت الذين مسخهم الله قردة خَاسِئِينَ:
( وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ، فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِين ) .
نعود فنتسآل كيف يتوقع قادة المعارضة أي تنازلات من اصحاب السبت الإنقاذيين في إطار الحوار الوطني ، وهم ينكرون الحقائق الماثلة ، وينظرون فلا يبصرون ؟
هؤلاء وهؤلاء من الإنقاذيين والمنافقين المتتوركين من اصحاب القرية قد عتوا عما نُهوا عنه ، وقطعاً سوف يقول لهم سبحانه وتعالى ( كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِين ) !
ألم يقل الطيب صالح في هؤلاء وهؤلاء كلماته التي سارت بها الركبان :
وهؤلاء الزعماء النجباء ، الاذكياء ، الاغبياء ، ألا يحبون الوطن كما تحبه أنت؟ بلى .
إذاً لماذا يحبونه وكأنهم يكرهونه ، ويسعون الى اعماره وكأنهم مسخرون لخرابه؟؟
في المحصلة وفي كلمة كما في مائة ، وضع الأبالسة خطاً على الرمال أمام مشروع الحوار الوطني الجدي بمستحقاته ، الذي هو الأب الروحي والمادي لكل المشاريع المدمرة الأخرى ، خصوصاً مشروع التحول الديمقراطي الكامل ، الذي يقود مباشرة إلى محكمة لاهاي . ولكن يستعد الأبالسة لمشروع الجامعة العربية للردح والكلام الساكت داخل الأبواب الدوارة ، الذي يقود في المقابل لإنتخابات يونيو 2020 الرئاسية والتشريعية والولائية .
حقاً وصدقاً ( وما وجدنا لأكثرهم من عهد ، وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ) .
أحدث المقالات
- في حالة النشوء والتطور يكون المهندس طبيب والطبيب في محطة الوقود حتى تستقر البلاد! 07-29-15, 05:11 AM, عثمان محمد حسن
- في رثاء الفتي ضمير المدينة: يونس الدسوقي بقلم المرحوم مكي ابو قرجة 07-29-15, 05:05 AM, عبدالله علي إبراهيم
- آلية الحوار الوطني ، (7+7) بقلم حامــد ديدان محمــد 07-29-15, 04:59 AM, حامـد ديدان محمـد
- لماذا لا يزور أوباما السودان؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-29-15, 04:57 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- سنة أولى سياسة..!! بقلم عبدالباقي الظافر 07-29-15, 02:51 AM, عبدالباقي الظافر
- بلاغ فقدان بقلم عثمان ميرغني 07-29-15, 02:50 AM, عثمان ميرغني
- العذاب ولا الأحزاب !! بقلم صلاح الدين عووضة 07-29-15, 02:47 AM, صلاح الدين عووضة
- الحوار الوطني بين الترابي والمعارضة بقلم الطيب مصطفى 07-29-15, 02:45 AM, الطيب مصطفى
- يخدعون ..!! بقلم الطاهر ساتي 07-29-15, 02:44 AM, الطاهر ساتي
|
|
|
|
|
|