|
الشيخ أزرق طيبة.. حديث المدينة....عثمان ميرغني
|
حديث المدينة الخميس 23 أكتوبر 2014
إذا سارت الأمور بلا مفاجآت.. يفترض أن يجتمع اليوم حول الشيخ عبد الله (أزرق طيبة) في مقره بالجزيرة أقطاب المعارضة السودانية ونجومها البارزون.. الدعوة كانت لندوة في برنامج احتفالي لكن يبدو أن الشيخ أزرق طيبة طوَّر الفكرة إلى مشروع (حوار) معارض.. يستهدف توحيد المعارضة. والشيخ أزرق طيبة من موقعه الصوفي المحاط بكل التقدير الشعبي.. ظلّ فاعلاً ولاعباً مهماً في المشهد السياسي.. له مواقف واتصالات مع كافة أطياف المجتمع السياسي الفاعل.. وسجل التأريخ له أكثر من مباردة، كانت دائماً تجابه بالواقع التعيس، الذي يخيب رجاءه في مستقبل آمن للسودان. لكن المشكلة في تقديري.. أن المعارضة (جربت) حكاية التوحيد في عدة أشكال ومسميات آخرها كان (قوى الإجماع الوطني)، لكن ثبت بالدليل القاطع أنه (ما اجتمع حزبان معارضان إلا كان الشيطان ثالثهما).. شيطان الثقة المفقودة.. وشيطان الاحتراب النفسي الشخصي المرير بين أقطاب المعارضة. وبصراحة.. (الرأي كمل) في جراب المعارضة.. ليس هناك مبادرة جديدة، أو (وصفة تنفع).. تكرار ممل لمحاولات كلّها تنتهي إلى فشل ذريع، الأجدر أن تدرك المعارضة أن المطلوب خبرة جديدة.. تستلهم رؤية جديدة ناجعة لوضع المعارضة في المسار الذي يقوي الوطن.. دون أن تنشغل بحروب (الوطني). مشكلة المعارضة– وهذا التشخيص والتحليل مساعدة من عندي- أنها لا تعرف ماذا تريد.. هي معارضة والسلام.. يوميات، تصريحات، وشعارات، وتشنجات، لا تقدم في النهاية أي طحين.. ولو تبصرت المعارضة جيداً، فإن بالإمكان استنباط رؤية وطنية تتدحرج مثل كرة الثلج لتجمع الناس حولها.. فكرة – لا قيادات- ملهمة تقود البلاد للخروج من النفق المظلم. لو نظرت المعارضة جيداً في تجربتها خلال العامين الماضيين لاكتشفت أنها لم تقنع فرداً واحداً من الشعب السوداني بجديتها.. حتى عندما تفضلت عليها الحكومة بمنحة الندوات الجماهيرية المفتوحة تلفتت المعارضة- يمنة ويسرة- ولم تجد ما تقوله للناس.. فخلعت سرادق الندوات، ووفرت لنفسها تكاليف الـ (ساوند سيستم)، وتوقفت حتى من الندوات.. رغم أنها ظلت سنوات تطالب بحرية الحديث في الهواء الطلق.. والسبب غياب الرؤية الإستراتيجية، وغلبة النظرة الحزبية الضيقة، التي تستبطن الحوافز الحزبية قبل المانفع القومية. فكوا الأحزمة الحزبية، وانظروا إلى واقع الوطن، الذي تآكل من أطرافه حتى عاد كالعرجون القديم.. وطن يهرب منه أبناؤه زرافات ووحداناً، بعد أن تكدر الحال، وضاق سقف العيش الكريم فيه. هناك أفكار سهلة وقوية ومباشرة.. قادرة على تصحيح المسار الوطني- بأكمله.. بلا حاجة إلى تظاهرات، أو ثورات، أو حتى هتافات، لكن بصر المعارضة ضامر عنها.. والسبب أن المعارضة لا تستثمر في (الشعب).. في الخطاب الجماهيري الرصين العقلاني، الذي يصل إلى الغاية بأقصر الطرق (المستقيمة). على كل حال.. أتوقع أن يخرج نجوم المعارضة من لقائهم بالشيخ أزرق طيبة بـ (بركات) الأمنيات الطيبة.. التي سيتلاشى مفعولها بمجرد عودتهم إلى الخرطوم، وأرجو أن لا تصدق توقعاتي.
|
|
|
|
|
|