|
الإسلام الإنقاذى :يخلق من الشبىه أربعين !
|
جاء فى الأخبار أنّ حزب المؤتمر الوطنى تبنّى برنامجاً سياسيّاً أطلق عليه ( الإسلام السودانى ) و وصفه بـ(التجربة السودانية الخاصة) التى ( لا ) ( تشبه برامج ومشروعات الأنظمة الإسلاميّة فى الدول العربيّة ) ..هذا الزعم ، جاء على لسان السيد حسبو محمد عبدالرحمن ، رئيس القطاع السياسى بالحزب الحاكم ، ونائب رئيس الجمهوريّة ، الذى قال ، فيما قال : أنّ حزبه ( يطرح برنامج الإسلام السودانى ، بإعتباره تجربة سودانيّة محضة ، تقوم على الإسلام الوسطى ، فى كل مناحى الحياة ، ولا تقوم فكرته بالإرهاب والغلو والتكفير ، ولا تشبه تجارب الآخرين ) !.. هكذا ، وبجرّة قلم واحدة ، وبضربة لازب - كما يقولون - تُريد الإنقاذ موديل 2014 ، فى طريق إعادة إنتاج نفسها لخوض إنتخابات 2015 ، إعلان الإنقطاع التام والتنصُّل الكُلّى مع الماضى الفظيع ، الذى مارسته وطبّقته فى السودان خلال أكثر من عقدين ونصف - أى رُبع قرن - من الزمان ، وهى حين تفعل ذلك ،لا تتحرّج البتّة ، ولا تتحدّث عن مراجعات ، ولا عن نقد ذاتى ، ولا يحزنون ، إنّما تتنكّر للماضى ، بصورة عبثيّة ، لا تدعو للإحترام ، وتتنكّر لشعارات وبرامج وسياسات وممارسات قمعيّة ممنهجه ، شبع منها الشعب السودانى منها ذُلّاً وإزلالاً وهواناً وإرهاباً ، جلبه لشعبنا النبيل ،سيىء الذكر والصيت (( المشروع الحضارى ))، ساعة أن كانت الشعارات السائدة ((أمريكا روسيا قد دنا عذابها، عليك إن لاقيتها ضرابها )) ، وقتها حكم الإنقاذيون على شعبنا بالجهل والجاهليّة والكفر ، وقالوا إنّهم جاءوا لإعادتة صياغة الإنسان والمجتمع السودانى ، وإعادته لأصول الدين ، وإخراجه من الظُلمات إلى النور !.. وهى عندهم ظُلمات الديمقراطيّة والتعدُّديّة ، إلى نور الدكتاتوريّة والشموليّة ...و يومها ، قالوا إنّ الغاية ، تُبرّر الوسيلة ، وفعلوا بإسم الإسلام والدين و" التديُّن المنقوص " ، ما لم يفعله ، النجّارون بالخشب ، وما يعجز عن فعله ، إبليس ، ذات نفسه !. هكذا ، يحاول أهل الإنقاذ - بسذاجةً ، يجب أن لا يُحسدوا عليها - أن يفرضوا على شعبنا الكريم ، تناسى الماضى ، بصورة أقرب إلى التنويم المغنطيسى ، أو خدعة لعبة "الملوص" الشهيرة ، لينسى فظاعات تجربة فرض إسلام الإنقاذ ، الذى ارتبط بالجماعات التكفيريّة والجهاديّة ، إذ جاءوا بهم للسودان ، من كُل حدبٍ وصوب ، ليقيموا دولتهم ، ويشهدوا منافع ، فى " البزنيس الإسلامى " ، فى دولة الخلافة الإسلاميّة ، ويُصدّروا التجربة الجهاديّة ، ومعها المُجاهدين ، و فيهم " الدبّابين " لبلدان أُخرى ، حصدت الهشيم ، من فلسفة و تجربة الإسلام السياسى ، كما أرتبط داخليّاً ، بسيادة إنتهاكات حقوق الإنسان ، بدءاً بؤأد حرية التعبير والصحافة ، مروراً بالتعذيب وقصف المدنيين بالطائرات ، وإفلات الجُناة من العقاب ، والتمترس خلف الحصانات ، وإنتهاءاً بحماية الفساد والمُفسدين ، الذى أنتج فقه " التحلُّل ، كآخر إبتكارات فقه الإسلام السياسى ، فى نسخته السودانيّة !. للحالمين ، بخداع شعبنا ، مرّة أُخرى ، بإسم الإسلام ، نقول برنامجكم الإسلامى الجديد ، هو ذات القديم ، وهو - من قبل ومن بعد - ذات برنامج الإسلام السياسى المعروف للجميع ، ومهما حاولتم تغليفة بورق (سُلفان) محلّى ، هذه المرّة ، حتماً ، سيكشف عن نفسه ، وسيتمخّض جبل أكاذيبكم ، ليلد فأراً ميّتاً ، كسابقه ، وذلك ببساطة ، لأنّ شعبنا أذكى ، من مفكّريكم ، ولن تنطلى عليه أكاذيب اللاحقين عن الأوّلين ، مهما تبدّلت الجلود والرموز والأشخاص ، وصحيح ، يخلق من الشبه أربعين !.
|
|
|
|
|
|