|
النفي وحده لا يكفي!!هل من تحرك حقوقي عربي لفتح ملف حلبجة" السوريةالسودانية؟
|
بقلم/ ممدوح الشيخ [email protected] اتهام خطير هذه الذي نشرته جريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية (15 – 9 – 2004) على موقعها العربي نقلا عن دي فيلت الألمانية، فقد نشرت خبرا عنوانه: "سوريا أجرت تجربة كيماوية على البشر في السودان" وحسب المصدر فإن قادة الجيش السوري اقترحوا على السودان ، في مايو الماضي، إجراء تجارب كيماوية على قوات المتمردين المسيحيين الذين ينتمون إلى "جيش التحرير الشعبي" في جنوبي السودان. لكن السودان الذي كان يدير، في حينه، مفاوضات مع المتمردين، اقترح على سوريا إجراء التجربة في إقليم دارفور، الذي يشهد، منذ سنة ونصف، حرباً دامية. وأفادت الصحيفة الألمانية التي تدعي استنادها إلى تقارير لأجهزة المخابرات الأوروبية، أن سوريا أرسلت إلى السودان خمس طائرات مدنية، تحمل على متنها الكثير من المواد الكيماوية وخبراء في الأسلحة الكيماوية ومعدات كثيرة. وأفاد شهود عيان في تصريحات لموقع "إيلاف" على شبكة الانترنت، أن عشرات الجثث التي وصلت بعد التجربة، إلى مستشفى الخرطوم، كانت تحمل جراحًا بدت غريبة. وحسب أقوالهم، لم يُسمح بدخول القسم الذي وضعت فيه الجثث، إلا للأطباء السوريين الذين وصلوا خصيصاً من دمشق. وبعد عدة أيام نقلت الجثث من المستشفى إلى مكان مجهول. وأضافت الصحيفة الألمانية أن التعاون السوداني - السوري في مجال الأسلحة الكيماوية، كان معروفاً منذ فترة طويلة لخبراء عسكريين في الغرب. وكانت شخصيات سورية معارضة قد أفادت في السابق بأن "سوريا تجري تجارب كيماوية على السجناء السياسيين". وقد نشرت الخبر بصيغ متفاوتة وسائل إعلام عديدة منها: جريدة "الجمهورية" المصرية وجريدة "شام برس" الإليكترونية السورية وجريدة "الزمان" العراقية . . . وغيرها وحسب جريدة "الزمان" العراقية (16 – 9 – 2004) فإن مصادر من المخابرات الألمانية ذكرت أنه ليس لديها أي معلومات يمكن أن تؤكد هذا التقرير، وقال مصدر من المخابرات الألمانية رفض الإفصاح عن هويته: "نرى أن التفاصيل مثيرة للدهشة جدا وتقييمنا لها مختلف". وعندما طلب من متحدث باسم السفارة السورية في برلين التعليق على ما نشرته الصحيفة، قال: "ليس لدينا ما نقوله حول هذا الأمر- فبوسع الصحيفة أن تكتب ما يحلو لها". كما رفضت السفارة الأميركية في برلين التعليق على ما أوردته الصحيفة وقالت إنه ربما يصدر رد فعل في واشنطن في وقت لاحق. أما "شام برس" السورية (16 – 9 – 2004) ففضلت التركيز على ما وصف بأنه تشكيك ألماني أمريكي ونقلت عن الناطق باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر قوله "ليست لدينا أي معلومات عن هذا الموضوع. وأظن أنه لو كان ذلك صحيحا لكنا رأيناها على الأرجح"، وبدورها قالت الناطقة باسم الحكومة الألمانية بيلا اندا قالت بدورها إن حكومتها لا تملك أي معلومات عن الأمر. وفي الخرطوم اتهم وزير العلاقات في المجلس الوطني السوداني عبد الباسط سبدرات الكثير من المؤسسات الكنسية بالعمل على تشويه الموقف الألماني من السودان ومن مشكلة دارفور ، مشيرا إلى أن رمي السودان بكل اتهام أمر صار معتادا ولذلك فان هذا الزعم يصب في إطار التأكيد أن في دارفور إبادة جماعية. وأضاف: لو استخدم السودان السلاح الكيميائي فإن قوة المراقبة الأفريقية الموجودة في دارفور كانت لاحظت ذلك . . . . وشدد على أن سوريا لا تملك السلاح الكيميائي. هذا مجمل ما نشرته وسائل الإعلام. وما تشير إليه ردود الفعل لا يبعث على الاطمئنان ففي حدود ما هو منشور لا يوجد نفي رسمي سوري قاطع، والموقف السوداني مهتم بالتشديد – نيابة عن سوريا - على نفي امتلاك سوريا أسلحة كيماوية وهو مبرر آخر للارتياب!! وإذا كان القطع بصحة المعلومات لمجرد نشرها أمرا غير مقبول فإن السكوت عليها هو الآخر غير مقبول، وهذه الجريمة إذا صح أنها وقعت فإنها ستكون سابقة تاريخية خطيرة عربيا بل دوليا، والمسؤولية الأولى في هذا تقع على عاتق المنظمات الحقوقية العربية التي يجب أن تبادر بالعمل الفوري في هذا الملف حتى يتبين فيه الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وهناك مسئولية بالقدر نفسه وربما أكبر تقع على عاتق الأكراد العرقيين الذين كانوا قبلا ضحايا جريمة مماثلة وذاقوا مرارة هذا الظلم وكانوا يطالبون كل الأحرار في العالم بالتضامن معهم، فينبغي أن يكون استيعابهم لدرس محنتهم داعيا لمناصرة ضحايا الجرائم المماثلة.
|
|
|
|
|
|