|
Re: 17 نوفمبر 1958م: نعي الديمقراطية الأول بقلم � (Re: عبدالله علي إبراهيم)
|
الأستاذ / عبد الله علي إبراهيم التحيات لكم العلة الكامنة في الأقلام السودانية أن أصحابها ينطلقون دائما من النوازع الذاتية ولا ينطلقون من الحقائق التي تفيد القارئ ،، وهم يتعمدون في بتر وإخفاء المعلومات الأساسية الهامة بقصد أو بدون قصد .. وأنت هنا تتناول عيوب انقلاب 17 نوفمبر 1958 .. والقارئ إذا كان من أجيال ما بعد ذلك الانقلاب بسنوات وسنوات سوف يجاريك في حروفك على أساس أن ذلك الانقلاب كان منفرداَ من كيد العسكر والجيش السوداني .. ولكن أنت تعلم وأنا أعلم أن الديمقراطية الأولى التي أنت تنعي وتلوم عليها طغمة 17 نوفمبر ما ضاعت بكيد تلك الطغمة العسكرية .. ولكنها ضاعت بكيد الأحزاب السودانية التي تفترض فيها الدفاع عن الديمقراطية .. ومع الأسف الشديد أن الكثيرين من أصحاب الأقلام يحاولون طمس تلك الحقيقة القاسية بعدم التطرق إليها إطلاقا .. وكأن الفريق عبود هو الذي اجتهد وقاد الانقلاب بمخطط مسبق .. وكل السودانيين يدركون ويعرفون جيداَ أن الخلافات بين الحزبين الكبيرين في ذلك الوقت أدت إلى قيام عبد الله خليل بتسليم السلطة للجيش من تلقاء نفسه .. إذن المسئول الأول والأخير عن دفن الديمقراطية الأولى ليست طغمة 17 نوفمبر بل هي الأحزاب السودانية .. وعند تلك النقطة بالذات لا يتفق معكم المنطق حين تلوم العسكر على قتل الديمقراطية الأولى .. وكان الأجدر بكم أن تكونوا أمناء في قول الحقائق وتلوموا الأحزاب السودانية بأنها هي التي فرطت في الديمقراطية الأولى متعمدة من تلقاء نفسها .. أما سرد تلك الممارسات الخاطئة التي تنافي الديمقراطية في ظلال حكم 17 نوفمبر 1958 فيدخل في خانة تحصيل حاصل .. وطفل الروضة يمكن أن يقول لكم : ( إذا تهربت الأحزاب التي تفترض فيها مراعاة وحماية الديمقراطية عن واجبها ومسئولياتها فمن باب أولى أن يفرض فيها العساكر ) .. فمثلك هنا مثل ذلك الإنسان الذي يجتهد لطعن ظلال الأفيال بالسهام والأفيال المسئولة أمامه موجودة .
| |
|
|
|
|